جدة – عمر البدوي
الجمعة ٢١ يونيو ٢٠١٣
تباينت ردود الفعل بعد دعوة 76 رابطة ومنظمة إسلامية إلى الجهاد بالنفس والمال والسلاح نصرة الشعب السوري في مواجهة نظام بشار الأسد، في اجتماع عقده المجلس التنسيقي الإسلامي العالمي في القاهرة أخيراً.
على رغم تحذير عدد من العلماء السوريين وغيرهم بعدم السماح للشباب في البلدان الأخرى بالمشاركة في القتال ضد بشار، إلا أن هناك مباركة في «تويتر» لخطاب العلماء.
في مقابل هذه المباركة هناك عدد من الانتقادات والتساؤلات وجهت للبيان. منها أن المستفيد الأول والأخير من إشعال المنطقة بحرب سنية - شيعية هي إسرائيل وأميركا، وأننا لم نرَ بيانات مشابهة إبان الغزو الأميركي للعراق، على رغم أن العدو كافر وليس شيعياً باغياً! وهل سنرى أحد أبناء العلماء الموقعين يجاهد في سورية؟ في حين لفت بعض المشاركين أن العلماء ليسوا ملزمين بإجبار أبنائهم على الجهاد في سورية!
من جانبه، أكد عضو مجلس الإتلاف الوطني الدكتور عبدالكريم بكار في حديث سابق لإصدار البيان أن «دخول الإخوة المجاهدين من خارج سورية أضرّ بالثورة وسيلحق بها المزيد من الضرر. نحن نحتاج فقط إلى المال والسلاح». وعلّق الدكتور سلمان العودة على بيان العلماء بأنَّ سفر الشباب إلى سورية لن يغير كثيرًا في مسار المعركة، مؤكدًا أنّ الثورة السورية لا تحتاج إلى مزيد من الرجال وإنَّما فقط الدعم بالمال والسلاح والدعاء ورعاية النازحين وأسر الشهداء والمقاتلين، مشيراً إلى أن المصلحة الإسلامية تقتضي ترك القضية السورية للسوريين، بخاصة وأن النظام السوري دائمًا ما يتذرع أمام العالم بأنه لا يقاتل شعبه وإنَّما يقاتل مجموعات مسلحة «إرهابية» تسللت من خارج البلاد، على حدّ وصفه. ولفت العودة إلى أنَّ وجود مقاتلين من غير السوريين قد يدفع بعض الدول العربية فضلاً عن الأوروبية إلى أن تحجم عن دعم الشعب السوري في معركته ضد نظام بشار الأسد، خشية أن يصل إلى من يصنفونهم بأنهم «أعداء» أو «إرهابيون» على حدّ وصفهم.
أما بيان العلماء فاعتبر أن تدخل إيران وحزب الله في سورية حرب معلنة على الإسلام والمسلمين، ودعا الثوار في سورية إلى نبذ الفرقة وتغليب المصلحة العامة على الخاصة، كما دعا البيان شعوب الأمة الإسلامية إلى مقاطعة البضائع والشركات والمصالح الإيرانية.
ووقع على البيان ممثلو الروابط الـ76 وعلى رأسها الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين والإخوان المسلمون ورابطة علماء الشام واتحاد علماء أفريقيا وهيئة علماء المسلمين بالعراق والمؤتمر الدولي لنصرة الشعب الأحوازي.
وتمثل المنظمات والهيئات المشاركة في الاجتماع دول الكويت ومصر وفلسطين وليبيا والجزائر والسودان والعراق والأردن.
وحظيت فعاليات المؤتمر بعقد ورش عمل مختلفة شكلت من الهيئات المشاركة لبحث كيفية وضع البيان وقرارات المؤتمر موضع التنفيذ، وتناول البحث كيفية فتح مسارات إلى سورية لإغاثة المنكوبين وكيفية إمداد الثوار بالسلاح.
وأكد البيان على وحدة المسلمين عموماً في مواجهة هذه الجرائم، واتخاذ الموقف الحازم الذي ينقذ الأمة ويبرئ الذمة أمام الله، وأشاد بموقف تركيا وقطر، وطالب حكومات العرب والمسلمين ومجلس التعاون الخليجي وجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي بموقف حازم «ضد النظام الطائفي المجرم»، وسرعة إغاثة الشعب السوري وثواره بكل ما يحتاجون إليه من عتاد وسلاح لصدّ عدوان النظام الظالم وحلفائه ووقفه، وكذا قطع التعامل مع الدول المساندة له مثل روسيا والصين وإيران وغيرها، وقبول تمثيل سفراء للثوار السوريين والشعب السوري.
كما دعا قادة الفكر والرأي والسياسة والمؤسسات الإعلامية والأدبية إلى تبني القضية السورية على الأصعدة كافة، وتعريف المسلمين بحقيقة ما يجري وما يتعرض له الشعب السوري من القهر والعذاب والنكال والقتل والتشريد.
ووجه المجتمعون في القاهرة رسالة إلى أفراد الجيش السوري تذكره بحرمة دماء الأبرياء، وتطالبه بالانسحاب من جبهات القتال ضد الشعب، كما ذكّروا الأمم المتحدة والهيئات الدولية بمسؤولياتهم الدولية والإنسانية بإدانة وتجريم وإيقاف ما يحدث في سورية، مع مطالبة منظمات العمل الخيري والإنساني بنجدة وإغاثة المنكوبين السوريين.
واُختتم البيان بالإشارة إلى اتفاق المجتمعين على تشكيل لجنة خاصة منبثقة عن هذا المؤتمر لزيارة قيادات الدول، والعمل على متابعة قرارات وتوصيات المؤتمر والسعي إلى تحقيقها.
العلماء يتكلمون في «النطاق الآمن» الذي لا يحرجهم مع الأنظمة!
وطالب علماء الأمة بالنفير إلى سورية ليتولوا جمع الأمة ورسم مصيرها والإحاطة بالمآلات التي يخطط لها الغرب بقصد الالتفاف على الثورة السورية.
الدكتور عيسى الغيث غرّد عكس التيار، وكتب كلاماً أزعج قطاعاً عريضاً من متابعيه ورأوا فيه تخذيلاً للمسلمين وشقاً لصفوفهم، إذ اعتبر أن المؤتمرات والبيانات والخطب الرنانة مجرد ظاهرة صوتية ما لم يتقدم هؤلاء للميدان كقدوة للشباب كما كان الرسول وأصحابه وأتباعه الصادقون. ونفى الدكتور الحميدي العبيسان أن تعوّل على هذا البيان أي نتيجة تذكر، بل رأى فيه دفعاً للبعد الطائفي والصراعات الأهلية المذهبية بين المسلمين، وقال لـ«الحياة»: «العقول التي تخلق المشكلة لا يمكن أن تكون جزءاً من حلها كما قال آينشتاين، هناك مستويان في الثورة السورية، الأول: الثورة بحسبانها حراكاً شعبياً ضد طاغية مستبد، والتي كانت متجلية في بداية الثورة ثم تحولها إلى ثورة مسلحة، وهذه يحسمها التدخل الغربي في دعم الثوار وفرض حظر جوي مما يوافر توازناً نسبياً في القوة العسكرية.
والثاني: البعد الطائفي للثورة، وهو البعد الذي حرص النظام السوري على ترسيخه وترويجه ليأتي بعد ذلك بيان علماء الأمة لتأكيده، والدفع نحو صراع طائفي وحرب أهلية ستسهم في صوملة سورية إلى أمد بعيد». يذكر أن المؤتمر حظي بحضور عدد من قادة الكتائب المقاتلة في سورية إلى جانب عدد من رجال الأعمال والمحسنين لغرض تفعيل التواصل بينهم بما يكفل تحقيق الأهداف المنشودة في ظل رعاية جمع غفير من علماء الأمة.
إلى ذلك، لفت الأكاديمي في جامعة أم القرى ماهر القرشي إلى أن التاريخ يشهد والواقع يصدق ذلك، بأن العلماء وحدهم لا يستقلون بصناعة التغيير، ولذلك فمن الطبيعي أن نقول بأن تغيير المعادلة على الأرض في الشأن السوري لا ينفرد به العلماء وحدهم، ولكننا نقول في الوقت ذاته بأن دور العلماء سيكون عاملاً مؤثراً في الدفع بالقضية السورية للأحسن، سواء عبر هذا البيان أم غيره من الجهود الأخرى. وأكد أن بيان العلماء في القضية السورية كان موفقاً ومشرِّفاً ورائعاً، والمداولات التي تمّت هناك كانت بمستوى ذلك المؤتمر، وكذلك جميع مواد البيان. وتحفّظ القرشي على «الجهاد بالنفس لغير أهل سورية». وقال: «هذه النقطة كنت أتمنى أن يخلو منها البيان لعدم الحاجة إليها أصلا، فالثوار هناك ليسوا بحاجة إلى المقاتلين بل إلى المال والسلاح - كما جاء على لسان قائد الجيش الحر في حلب وغيره من القيادات-».
وأضاف: «إدخال الشباب المتطوع وغير المسلح يزيد من أعباء الثورة هناك، ويعني المزيد من الأهداف لقناصة العدو، وربما يكون له في المستقبل نتائج خطرة وكارثية». ورأى القرشي أن «بيان العلماء» قد يتفق مع بعض المصالح الغربية في المنطقة، ولكن هل يكفي هذا لانتقاده واعتباره خاطئاً؟ إن مجرد تقاطع مصالح الثورة السورية مع مصالح المتربصين بها ليس مسوغاً كافياً لترك المصلحة السورية المعتبرة، ولكنه مسوغ كافٍ لليقظة والحذر من التورط في خدمة مصالح الغرب في المنطقة من دون أن يكون وراء ذلك مصلحة لأهل سورية.
واعتبر أن بيان العلماء خطوة مهمة ومتقدمة في دعم القضية السورية، ولكنه يكاد يخلو من برامج عملية لدعم الثورة، وكان من المناسب أن تنبثق عن هذا المؤتمر لجان عملية كافية تشرف على تنفيذ مواد البيان على أرض الواقع .
جمعية «حافظ» تكرم 170 طالباً متفوقاً وتستلهم ذكريات مؤسسها
رحل المصلحي وبقي مشروعه يتفيأ ظلالاً على مدينة القنفذة، إذ احتفت جمعية تحفيظ القرآن الكريم بوادي حلي أخيراً بتكريم 170 طالباً متفوقاً مع عدد من منسوبي الجمعية والمتعاونين مع جميع مشاريع الجمعية بجوائز قيمة ومنوعة برعاية من محافظ القنفذة فضا بن بين البقمي.
في بداية حفلة التكريم تم استحضار جهد المصلحي وبداية تأسيسه. وقال مقدم الحفلة: «تبدأ المشاريع عادة مثل جنين في رحم ذهن إيجابي مشعّ ومتقد بالنشاط والفاعلية، ترتسم على خريطة خيال ملهم، تتسرب إلى مجاري القلب لتحصل على شهادة من يؤمن بها ويصرّ عليها، فيعضّ عليها بنواجذ رغبته المشتعلة وقبضة يديه الفاعلة، ثم يتحول المشروع واقعاً يضيء الدنيا بنتائجه المبدعة وآثاره المشعّة».
وأوضح أن هذا يحصل على أكتاف رجال يبنون المشروع بأهدافه الكبيرة وتكاليفه الكثيرة، ثم لا تجد منهم تقاعساً ولا عنتاً، مشيراً إلى أن هذا باختصار مسيرة فكرة جمعية حافظ التي ولدت في ذهن رجل قبل بضعة أعوام. غادر الشيخ فايز المصلحي هذه الدنيا وقويت شوكة فكرته الطريّة وصلب عودها، وما زالت تلتقط شهيق الطموح وتبعث زفير الإنجاز.
كان من أبرز جوائز التكريم إقامة أسرية في فندق بجانب الحرم المكي، وقسائم شرائية مميزة من مراكز تجارية ضخمة، وعدد من الجوائز القيمة والمميزة، وسط حضور جماهيري كبير من أهالي المحافظة، وأولياء أمور الطلاب ممن حضر للمشاركة في الاحتفال بإتمام العام الدراسي القرآني.
كما تضمن الاحتفال ندوة ثقافية تحدث خلالها فضيلة رئيس جمعية حافظ الدكتور ياسين الغانمي عن أبرز إنجازات الجمعية ومشاريعها، وأكد أن الجمعية من المؤسسات التي تحرص على قياس إنتاجها.
وتحدث الشيخ عبدالله المزروع في المحور الثاني من الندوة عن الدور الريادي الذي تلعبه مثل هذه الجمعيات، بينما أسهب مدير تعليم محافظة القنفذة الدكتور محمد الزاحمي في شرح موثق بالبيانات والإحصاءات عن دور القرآن في الرقي بطلاب التعليم العام.
بعد ذلك تابع جمهور الحفلة فيلماً وثائقياً عرّف بالخطة الاستراتيجية للجمعية (5×5) والتي تتضمن خمسة مشاريع عملاقة خلال خمسة أعوام، أبرزها مشروع راقي الذي يهتم بغرس القيم النبوية الحميدة في نفوس طلاب الجمعية، ومشروع ماهر لتقويم الحفظ والتلاوة للطلاب عبر متخصصين في القراءات، إلى جانب عدد آخر من المشاريع الفريدة من نوعها.
ثم ألقى الشاعر محمد أحمد الصحبي قصيدة وجدت تفاعلاً من الجمهور، تلاه الدكتور مشعل الفلاحي متحدثاً عن تحويل القرآن الكريم إلى مشروع عمري يستغرق اهتمام الإنسان ووقته وجهده.
وضمن مشاريع الجمعية التي انطلقت ذلك المساء البوابة الإلكترونية للجمعية، إذ تسهم في تسريع عملية الإنتاج وتفعيل التواصل بين أطراف العمل، وقام محافظ محافظة القنفذة بتدشين البوابة الإلكترونية ثم طالع الجمهور عرضاً تعريفياً مبسطاً للمشروع.
يذكر أن جمعية حافظ في وادي حلي من المؤسسات حديثة العهد، إذ لم تمض على انطلاقتها أعوام قليلة، حققت خلالها كثيراً من الإنجازات على مستوى المملكة والخليج العربي، وسجل طلابها مستويات عالية في مسابقات محلية وخليجية.
تعليقات
إرسال تعليق