" حيوية الشباب " كانت العنوان الأبرز لمنازلة الاتحاد والهلال ضمن كأس خادم الحرمين الشريفين ، كانت المباراة مفعمة وسريعة الإيقاع ، وكان المستطيل الأخضر يحتفل بأرواح جيل جديد يشرق في فجر الكرة السعودية .
نواف العابد كان رجل الهلال بهدفه الماكر ، وسلمان الفرج وياسر الشمراني وعبد الله السديري كانوا النجوم الزرقاء التي أضاءت أفق الهلال .
وفي المقابل جاء محمد قاسم ومختار فلاتة وعبد الفتاح عسيري وفهد المولد وعلى رأسهم عبد الرحمن الغامدي الذي جاء بتأكيد مقعد الشباب ضمن الرحلة إلى مستقبل يبشّر بخير الكرة السعودية .
رغم النهاية المفاجئة لملحمة نور ورفاقه مع نادي الاتحاد ولكنها جاءت بمثابة مفاصلة حادة بين جيلين ، كانت نقطة من أول سطر يكتبه الشباب ضمن صفحة بيضاء تتحفز لكتابة إنجاز كبير .
الرهان الحقيقي على الشباب وليس سواهم ، هذا لا ينفي الحاجة إلى عناصر الخبرة التي تغذيهم بخارطة الطريقة إلى المستقبل بتؤدة وروية وحكمة .
على الشباب ألاّ يستعجل النجومية الزائفة ، وأن يمضي في بناء حضوره الاستثنائي بعيداً عن الأضواء الحارقة أو الفلاشات الخارقة .
عندما يبدأ نجمك في الظهور واسمك في الحضور فهذا لا يعني أنك بلغت من الإنجاز منتهاه ولا من النجاح أقصاه ، بل يلزمك مزيداً من الجهد الصامت والعمل الدؤوب لتوسيع إمكاناتك وإثبات مكانك .
عملية إحلال الشباب بمثابة المخاطرة ، والنجاح لا يتحقق إلا بقدر من ذلك ، ومواجهة الاتحاد والفتح القادمة تعطينا فرصة لقراءة مستقبل الكرة لأنها تقف بنا على عتبة منافسة تختلط فيها معاني الحيوية والشغف في روح الشباب الصاعد .
تعليقات
إرسال تعليق