آخر تحديث: الإثنين، ١٥ مايو/ أيار ٢٠١٧ (٠١:٠٠ - بتوقيت غرينتش)جدة - عمر البدوي
محيطات من الأحزان والآلام لفقدان المعلم الأكبر تركي السديري، كان صباحاً أسود - كما يقول عثمان العمير - هو يوم رحيل تركي بن عبدالله السديري أمس (الأحد) عن عمر ناهز 73 عاماً، والذي قضى أكثر من أربعة عقود منها على سدة رئاسة واحدة من أكثر الصحف السعودية رسوخاً وانتشاراً، وخلق عبرها حالاً صحافية متماسكة في العالم العربي قبل أن يرحل ويترك وراءه إرثاً مؤثثاً بالإنجازات وحزناً عميقاً لدى مجايليه وتلاميذه.
وهو الأمر الذي كسا شبكات التواصل الاجتماعي التي بقيت وليوم كامل تنعى وتعزي في فقد واحد من أركان الصحافة أو ملكها، وهو اللقب الذي أطلقه عليه الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز تتويجاً لأدواره واعترافاً بقيمتها.
المدير العام لمؤسسة اليمامة التي تصدر عنها صحيفة «الرياض» خالد العريفي قال: »وبمجرد إعلان وفاته انهالت التغريدات تعزي في فقيد الصحافة السعودية والعربية، وتعترف بفضله عليها في مراحل البدايات الشاقة التي كان خلالها عصامياً يشق طريقه بعرم وثبات إلى مقاعد التأثير، إذ تبنى أدواراً ريادية في عدد من المجالات وعلى رأسها دعمه اللامحدود للصحافة النسائية وتوطين لغة صحافة منفتحة وليبرالية تتفق وحاجات العصر الملحة».
وجاء وزير الثقافة والإعلام السعودي على رأس المعزين إذ أعرب الدكتور عواد العواد عن أحر تعازيه وخالص مواساته لأسرة الإعلامي الكبير تركي السديري، الذي وافته المنية صباح أمس عن عمر ناهز 75 عاماً قضى معظمها في خدمة الوطن والإعلام السعودي، مدافعاً عن قضاياه ومساهماً بقلمه في مواضيع التنمية وهموم الوطن والمواطن، وممثلاً للمملكة في المحافل الدولية خير تمثيل.
كما قدم العواد تعازيه للأسرة الإعلامية السعودية والعربية من زملاء الراحل الكبير وتلاميذه وأصدقائه ومحبيه.
فيما قال المفكر السعودي عبد الله الغذامي عن السديري: «عاش الصحافة عقوداً، وعاش المروءة والنبل أضعافاً، شهدت له مواقف حتى مع خصومه ووظّف علاقاته لحل ظروف عصيبة».
فيما قدم مدير القناة «الثقافية» السعودية عبدالعزيز العيد تعازيه الحارة لأسرة الفقيد وأعلن نية القناة تقديم ساعة مباشرة تخصص للحديث عن الراحل ودوره الريادي في صحافة الوطن، وسبقت إليه قناة «العربية» عبر نشرة الرابعة المخصصة للمحتوى السعودي واقتطعت جزءاً من نشرة أمس للحديث عن مآثر الراحل وجانب من مواقفه عبر تقارير بثت في النشرة، واستضافت صديقه اللدود رئيس تحرير جريدة «الجزيرة» رئيس هيئة الصحفيين السعوديين خالد المالك، ورئيس تحرير صحيفة «الرؤية» الإماراتية محمد التونسي، الذي غرقت عيناه بالدموع وهو يستعرض بعض القصص والمواقف التي جمعته بالفقيد.
وواصل عدد من الإعلاميين والفنانين نعيهم للسديري عبر حساباتهم في «تويتر» أو بيانات رسمية، على رأسها بيان اتحاد الصحافة الخليجية لرئيسه السابق وأحد مؤسسيه تركي السديري.
وأكد الاتحاد في بيانه أنه بهذه الفاجعة الأليمة خسر الوسط الصحافي والإعلامي الخليجي واحداً من الصحافيين المخضرمين الذي يعد من أبرز القيادات الصحافية في المملكة ودول مجلس التعاون وتتلمذ على يديه عشرات الصحافيين.
ابن محافظة الغاط ولد سنة 1363 هـ، ودرس وأكمل تعليمه بمدينة الرياض، وترقى في العمل الصحافي الذي بدأه عبر الصحافة الرياضية حتى نصّب رئيساً لتحرير صحيفة «الرياض» منذ عام 1394 وحتى قبول استقالته في 16 شوال 1436 لمدة 41 عاماً.
وسيتم تشييع جثمانه بالعاصمة الرياض اليوم (الإثنين) بعد صلاة العصر بجامع الملك خالد بأم الحمام في مدينة الرياض بحسب ما أعلنه ابنه مازن السديري، الذي عزى نفسه ومحبي والده قائلاً: «الحمد لله على قضائه، خسرت اليوم أحب الناس إلى قلبي رحمه الله وأسكنه فسيح جناته».
الرابط :
تعليقات
إرسال تعليق