آخر تحديث: الإثنين، ٥ يونيو/ حزيران ٢٠١٧ (٠١:٠٠ - بتوقيت غرينتش)جدة - عمر البدوي
} لا يتغير الكثير بالنسبة للمخرج والكاتب علي الكلثمي خلال رمضان، ويواصل الروتين اليومي محاولاً قضاء وقت أكثر مع العائلة، وتخصيص وقت أكثر للكتابة.
ويتمنى أن يكون «رمضان» فرصة للهدوء والتأمل، ومراجعة النفس، والكف عن الشتيمة والتنابز الذي نجده أحياناً في «تويتر»، ولكن من خلال السنوات الماضية يجد العكس تماماً، وربما في رمضان العكس تماماً.
وفي السؤال عن السبب وراء ذلك يقول الكلثمي: «ربما أن التسويق الكثير لفضائل الأخلاق والمبالغ فيه في السنوات الماضية ترك انطباعاً بأن الأمر موقت فقط وخاص بالشهر الفضيل وأن الجميع سيعود إلى الممارسات الطبيعية بالنسبة لهم، وهذا الأمر ترك إحساساً بالازدواجية في الأخلاق وأنها مواسم وليست طبيعة يجب أن نستمر عليها».
«الحياة» التقت الكلثمي للوقوف على جانب من طقوسه وتقاليده وآرائه في المشهد الثقافي والاجتماعي:
> كيف تقضي يومياتك عادة خلال شهر رمضان، وهل تحنّ إلى شيء لم تعد تجده الآن؟
- لا يتغير الكثير خلال رمضان بالنسبة للروتين اليومي، أحاول أن أقضي وقتاً أكثر مع العائلة، وأحاول أن أخصص وقتاً أكثر للكتابة، وبصراحة لا يوجد شيء أحن إليه.
> هل يكون رمضان فرصة للهدوء والتأمل ومراجعة النفس والكف عن الشتيمة والتنابز الذي نجده أحياناً في «تويتر»؟
- هذا ما نتمناه، ولكن من خلال السنوات الماضية أجد العكس تماماً ربما أن رمضان يُحمِّل كثيراً أن يكون فرصة مراجعة النفس والهدوء، ومن خلاله نجد العكس تماماً. ربما أن التسويق الكثير لفضائل الأخلاق والمبالغ فيه في السنوات الماضية ترك انطباعاً بأن الأمر موقت فقط وخاص بالشهر الفضيل، وأن الجميع سيعود إلى الممارسات الطبيعية بالنسبة لهم، هذا الأمر ترك إحساساً بالازدواجية في الأخلاق، وأنها مواسم وليست طبيعة يجب أن نستمر عليها.
> ماذا نفقد من روح رمضان القديم طابعه الجميل نسمة التسامح الاجتماعي التي بددتها الاستهلاكية؟
- ربما نعيش فترة سريعة الطابع حالياً، سريعة الأخبار والمتغيرات، ولا يمكن للشخص أن يخلو بنفسه كثيراً، تسمع خبراً اليوم وتنساه غداً بسبب خبر آخر.
هذا يولد برأيي تبلداً في المشاعر، الخلوة بالنفس أتوقع ستصبح حاجة ملحة للمحافظة على الصحة النفسية والعقلية.
> هل من مستقبل للسينما ولماذا اخترتها مجالاً لك؟
- بالتأكيد ولكننا تأخرنا كثير في استيعاب أهميتها، ولم أختر السينما أو صناعة الأفلام، وإنما نميت بشكل تدرجي من خلال التجربة فيها والبحث.
> كنت تدرس علوم الحاسب ولكنك تعمل مخرجاً ما الذي غير توجهك وصنع نقطة التحول لديك؟
- لم أكن مقتنعاً بتخصصي من أول يوم في الجامعة، ولكن ظننت أن الوظيفة ستكون مضمونة بهذا التخصص، ولكن بعد حصولي على الوظيفة لم أشعر بأية سعادة فيها، ولكنني تعلمت الكثير من تجربتي كموظف ومشرف نظم في إم بي سي، وكنت قريباً من الإعلاميين والصناعة الإعلامية، وساعدت فيها في بعض المشاريع هناك، ولكن لم تحقق تلك التجربة الرضا لدي.
كان عندي إيمان بأنني أستطيع تقديم أكثر، ولكن نظراً إلى صعوبة التحول من تخصص آلي تخصص داخل منظومة إعلامية محترفة، قررت أن أبدأ بالتجربة في وقتي الخاص والتعاون مع فنانين بوجهات النظر نفسها، وبدت هذه التجارب في النمو تدريجاً، وأيقنت أن هذه الهواية هي السبب في سعادتي، بدأت أفهم تفاصيلها، ودب فيّ الشغف لأن أتقن جميع ما أتعلم عنها، الإنترنت كان رافداً قوياً للتعلم والتجربة.
> البعض يقول لا توجد لدينا سينما حقيقية ولكن منتجي أفلام؟
- لن تكتمل الصناعة السينمائية إلى بوجود منصات لمشاهدة هذه الأفلام سواءً كانت صالات أم تطبيقات على الإنترنت، فهي دورة اقتصادية متكاملة من المنتج إلى المستهلك.
المحزن قليلاً في الأمر أن العالم بدا في مرحلة نقاش الآن بين النشر في صالات السينما أم في التطبيقات على النت. وشركات التوزيع في نقاش دائم وتطوير لهذه الآليات. نحن بظني أتينا في وقت متأخر، ولكن يمكن الاستثمار في جميع المنصات فالهدف الرئيس منها هو عرض الأفلام والوصل إلى المتابعين ومحبي الأفلام.
> في صناعة السينما المحلية النص هو الغائب الأكبر لماذا؟
- هي ظاهرة عالمية برأيي، ولكن في السعودية أتوقع أننا في مرحلة فهم السرد البصري، وأن السينما والأفلام هي لغة بصرية بالشكل الأول، فلذلك تجد الكثير من المخرجين والمنتجين لا يجدون كاتباً يفهم هذه اللغة إلا في ما ندر، لأن الكاتب في العادة يتمسك بفنه الروائي وينسى أن السينما لغة مختلفة يمتزج فيها الكثير من الفنون.
> تجد نفسك أكثر في التمثيل أم الإخراج أم كتابة السيناريسات؟
- الكتابة والإخراج بالنسبة لي فيها لذة صناعة شيء من لا شيء لذلك مع أنها متعبة جداً ولكن فيها لذة كبيرة.
> هل انتهى عصر برامج «يوتيوب»؟ البرامج المتوهجة ذبلت الآن؟
- مرحلة «يوتيوب» في السعودية مرحلة جميلة وعاصرتها، الذي يحدث الآن طبيعي، وإذا ما حدث فهناك خلل، طبيعي أن يكون هناك نمو باتجاه معين، الكثير من البرامج تطورت وبعض النجوم انتقلوا لأعمال أكبر وتجارب أكثر، نعم كلنا نريد من أصحاب هذه البرامج والأفلام أن يبقوا كما هم وفي قوالبهم نفسها، ويبقوا أحراراً بعيداً عن المؤسسات الإعلامية التي طريقة عملها مختلف وسقف الحرية فيها محدود.
ولكن هؤلاء الشباب يحتاجون إلى تحد جديد، لأن العمل الروتيني يحد من الإبداع، ولذلك برامج مثل خمبلة ومسامير وفليم هي قريبة من قلبي، لأنها غير مقولبة وفيها مساحة أكبر من التحديات والأفكار الجديدة.
ولكن يوجد الآن شباب أكثر في «يوتيوب» وبرامج أكثر بمشاهدة أكبر في معدل اليوم، أتمنى أن أرى في التجارب الجديدة من الشباب اهتمام بالتجديد أتمنى لهم كل التوفيق.
> «يا كثر الإنجازات في تويتر»؟!
- نعم «تويتر» أصبح منصة لاستعراض الإنجازات ويصبح الإنسان بشكل غير واع يريد أن ينجز شيئاً ما ليكتب ذاك على «تويتر»، ويتساوى مع المنجزين، أطيح في هذا الشعور بعض الأحيان وأهرب من «تويتر».
خوفي أن يكون هذا الحافز في العمل وهو أن أنجز المشروع لأكتب ذاك على وسائل التواصل الاجتماعي، وبهذا الشكل فإن الضحية هو المشروع المسلوق.
الرابط :
تعليقات
إرسال تعليق