التخطي إلى المحتوى الرئيسي

شباب سعوديون ينافسون في تطوير تطبيقات الهواتف الذكية


آخر تحديث: الإثنين، ٢٤ أبريل/ نيسان ٢٠١٧ (٠١:٠٠ - بتوقيت غرينتش)جدة – عمر البدوي 

< لم يكن دخول السعوديين إلى الإنترنت عادياً، إذ يسجلون أرقاماً مهمة ولافتة من جهة استخدامهم واستهلاكهم للمنتجات، الأمر الذي جعل من سوق الإنترنت والتطبيقات الذكية والهواتف الخلوية واعداً ومثيراً لاهتمام الشركات والأفراد على حدٍ سواء.
وبدأ التوجه إلى الإسهام في العملية الإنتاجية الضخمة للعالم الافتراضي والتكنولوجيات الحديثة، يدعمها في ذلك توجه موازٍ نحو تضمين تخصصات التسويق الرقمي، وصناعات العالم التقني في برامج الابتعاث الخارجي التي تضم سنوياً مئات الطلاب من أميز خريجي المدارس والجامعات السعودية، وساعد ذلك كله في صناعة هذا التحول الكبير باتجاه التقنية في الحياة العامة بالنسبة للسعوديين.
جولة واحدة على هاتفك الذكي أو المتجر السعودي للتطبيقات المتاحة، ستكتشف أنها تكاد تستوعب حاجاتك ومتطلباتك اليومية والحياتية كافة، إنها مدينة مكتملة الأركان داخل هاتفك، بدءاً بوسيلة المواصلات إلى اقتراح أحد المطاعم حولك.
أصبح التوجه إلى تطوير تطبيقات للهواتف الذكية مغرياً لطموحات الشباب السعودي واهتماماته، بعد أن بقي لفترة طويلة متنقلاً بين استهلاكها أو الاستمتاع بها، ولكن خيار الاشتغال بها كمصدر رزق مأمون ومربح وفرصة لتحقيق الذات أصبح في متناول الشباب السعودي ومحط اهتمامه.
السوق السعودية للهواتف الذكية وتطبيقاته المختلفة مغرية حتى لشركات تطوير وإنتاج التطبيقات، فالملايين من المستخدمين في السعودية يشبع رغبات الطموحين ويثير شهية الراغبين في استثمار الفرص المشرعة والإمكانات المتاحة في هذه السوق الواعدة.
ونظراً للشعبية التي تتمتع بها التطبيقات التي تحققت نتيجة السهولة والقدرة الواسعة على الانتشار، اتجهت الكثير من الدوائر الحكومية والمؤسسات الأهلية والإعلامية إلى إنتاج التطبيقات الخاصة بها وتقديم الخدمات الكاملة لعملائها عبر هذه النافذة التقنية، وحققت بعضها انتقالاً كاملاً إليها، وفازت بعض الجهات بجوائز في هذا الإطار تدعم هذا التوجه وتشجع عليه، وهو الأمر الذي يتفق ورغبة المؤسسة الرسمية في التحول إلى حكومة إلكترونية تتخفف من أعباء البيروقراطية واستنزاف الوقت والجهد والطاقة في ما لا طائل من ورائه.
العمل في هذا المجال لا يكلف الراغبين فيه أكثر من أفكار إبداعية، وحل المشكلات القائمة عبر تقنيات هذه الصناعة الحديثة، وتستوجب إلماماً كافياً ومقبولاً بأدوات هذه الصناعة ومهاراتها، قبل الدخول في منافسة محمومة لا تنفك تتسع مع الوقت بلا توقف.
وقد تحقق بفضل ذلك لكثير من التطبيقات السعودية شهرة واسعة، وانتشاراً كبيراً دفع بالمزيد من الشباب للتنافس والدخول إلى هذا المجال المثير للاهتمام، وتبقى الكلمة الفصل في خطوط السباق الجديد هي للفكرة المثيرة لانتباه سوق من الزبائن الجدد، بقناعات جديدة وروح تسوقية غير تقليدية.
وتتمتع بعض الشركات أو المبرمجين والمصممين الأفراد بسمعة جيدة في تطوير التطبيقات على نظامي الأندرويد والآيفون، وبحسب الخبير جهاد العمار فإن «إبتكار» التي أسسها ماجد الثقفي وعيسى عطوي في مدينة جدة تعد من أبرز شركات تطوير التطبيقات السعودية، وهي من الشركات العربية القليلة التي نجحت في مجال تطوير التطبيقات للعملاء، إضافة إلى مجال تطوير منتجاتها الخاصة، وقد طوروا تطبيقات لعملاء مثل صحيفة سبق وUTURN، كما طوروا لعبة iBaloot التي تم تنزيلها أكثر من مليون مرة على أندرويد كمنتج خاص بهم.
إضافة إلى «ترميز» التي يقودها طلال الأسمري ويزيد السويلم، وكانت باكورة إنتاجهم للتطبيقات «هواتف» وتلاه تطبيق قراء المساجد، وأنتجوا أخيراً تطبيقات لمّة الرائعة للتعرف على الفعاليات حول المملكة. و«سماءات» التي برزت بداية في مجال التسويق الرقمي على الشبكات الاجتماعية، وبدأت بعد ذلك في تقديم برمجة التطبيقات كأحد أنشطتها، و«زي سوفتس» التي يدير دفتها الشغوف زياد الخضيري والخبير في مجال التطبيقات، و«رقمنة» الشركة السعودية المتخصصة في التجارة الإلكترونية، إذ تعمل على تصميم المتاجر الإلكترونية بشكل احترافي لتحويل الشركات والأفراد إلى التجارة الإلكترونية، إضافة إلى تقديم الاستشارات في عمليات التشغيل الإلكترونية وربط المتاجر ببوابات الدفع الإلكترونية، تقوم أيضاً بعملية التسويق الإلكتروني وتصميم التطبيقات وبناء مواقع الشركات، أسسها ويعمل على إدارتها يزيد الطويل، والعديد من الشركات والأفراد المستقلين الذين يعملون في إنماء هذا القطاع الواعد. لقد أصبحت التطبيقات والخدمات الإلكترونية إحدى الأدوات المهمة لتسهيل حياتنا، إذ أصبحت تتدخل في الكثير من تفاصيلنا اليومية وتلبي رغباتنا المتعددة، وأصبحت المتاجر الإلكترونية تكتظ بآلاف التطبيقات، وشهد هذا القطاع في الفترة القليلة الماضية نمواً كبيراً، ساعده على ذلك نمو الوعي الحكومي والأهلي بجدوى التوجه إلى هذه الفضاءات الجديدة والمؤثرة في عالم اليوم، وانضمت الشركات والمطورين السعوديين ممن أثبتوا جدارتهم وقدموا خدمات رائعة.
ورشحت أربعة تطبيقات سعودية جوّالة لنيل جائزة المنظمة العربية للتربية والثقافة العلوم «الإلكسو»، الخاصة بتطبيقات الهواتف الجوالة في دورتها الأولى.

وذكرت المنظمة في بيان أصدرته من مقرها في تونس أمس، أن لجنة تحكيم الجائزة قررت ترشيح تطبيق «لغتي الخالدة» للمطوّرة منى الحازمي في مجال التربية، وتطبيق «آيات» للمطوّر حمد القحطاني في مجال الثقافة، وتطبيق «خدمة وطن للتوظيف الإلكتروني» للمطوّر حسين الصدادي في مجال العلوم، إلى جانب تطبيق «الجمل الشرهان» للمطورة نوف السديري في مجال الألعاب التعليمية.



الرابط :


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

انحسار الشافعية من جنوب السعودية : ماذا خسرت ” القنفذة ” بجفاف طبيعتها الدينية ؟

البندر | عمر البدوي - القنفذة استقر في ذهني أن المذاهب التي تشق طريقها في جسد كل دين هي بمثابة عمليات التسوية بين أوامر الشريعة وحاجات الإنسان ، بين المبادئ والمصالح ، بين الدين والدنيا ، بين الحق والهوى ، بين عزائم الدين وظروف البيئة ، وهذا يعطي الأديان فرصة العيش بانسجام واحترام مع البشرية ، كما أنه يعطيها القدرة على البقاء والصلاح لكل زمان ومكان . إذ تختلف طبائع البشر حسب جذورهم العرقية وظروفهم البيئية وتوافر الشروط المادية ، ولأن الأديان لا تصادم مصالح البشر ، فإن المذاهب تقدم جهداً في سبيل إعادة صياغة المقدس مع الواقع ، وتفسير النص على ضوء المصالح . كما أن الاختلاف وارد في سنن الكون وطبيعة البشر وتركيبة الدنيا ونسيج الحياة ، وهذا ما يفرز مذاهب متعددة تنتمي لها الطوائف عن قناعة ورضا وينبت على هوامشها التعصب لدوافع الانتماء العميق والاحتماء بالكيانات المختلفة التي تمنحهم الشعور بوجودهم وتميزهم وتمنحهم هوية البقاء والحياة . وكل من يصادم الطبيعة المودعة في مكنون الدنيا لأغراض سياسية أو اقتصادية أو حتى دينية متخيلة ، فإنه لابد سيقع في قبضة المغامرة غير المحسوبة وس...

تمجيد صدام حسين المجيد

كان يمكن للقصة الشهيرة التي تداولها عامة العرب عن صورة الرئيس العراقي الراحل صدام حسين مطبوعة في كبد القمر أن تكون مجرد مزحة عابرة تذوب مثل قطعة ثلج أو تتبخر مثل بؤرة ماء، ولكن القصة المختلقة التي شاعت عشية تنفيذ حكم الإعدام في حقه من قبل الحكومة العراقية بعد إسقاط نظامه وتفكيك الدولة العراقية نتيجة حرب خاضها حلف دولي تقوده الولايات المتحدة، تمكنت في أذهان جيل بأكمله وتطورت إلى أشكال متجذرة لترميز الرئيس العراقي المخلوع. أصبح صدام ذا شعبية أكبر لدى قطاعات واسعة من الشباب العربي، فبإمكانك أن تلاحظ حجم الصور التي تنتشر له والأقوال المختلقة في محاولة لاستنطاقه بما يتمناه الشاب العربي من خطاب مشبع بالأنفة والاعتزاز ضد غطرسة الجانب الغربي من العالم أو الطائفة الشقيقة للغالبية السنية في الشرق الأوسط. لا تبدو سيرة صدام حسين مثيرة للإعجاب في التاريخ، فهو مجرد حاكم عربي عسكري يشبه أترابه ممن يقبض على سدة حكم الجمهوريات العربية المرتبكة في تقديم هوية سياسية ونظام حكم متماسك، يضاف إليه بطش أهوج وديكتاتورية مطبوعة بنزقه الشخصي وجنون العظمة الذي أودى بمستقبل العراق وشعبه في جملة من المغا...

«بيت الرشايدة».. «وقف» تحول «أكاديمية» تحتفظ بأسرار جدة

جدة – عمر البدوي   تسجل حارات وأزقة جدة القديمة، التي لا تزال تحتفظ بروحها وعبق تاريخها في الأبنية الشاهقة، وهي تقف في قلب المنطقة التاريخية، شهادة على النواة الأولى التي انبثقت منها واحدة من أهم المدن التجارية في تاريخ المملكة والشرق الأوسط. في حارة الشام، وتحديداً في شارع أبو عنبة، يقف معمار أخضر شامخاً بين أبنية المنطقة، على باب المبنى لوحة نُحتت عليها آية قرآنية، وأرّخت اللوحة في العام 1301 للهجرة. ويُسمى هذا المعمار «بيت الرشايدة»، نسبة إلى بانيه محمد عبدالرشيد، ويتكوّن من أدوار عدة، وأوقفه الرشيد علي العثماني في العام 1333هـ، بيت الرشايدة أو البيت الأخضر من أجمل البيوت التراثية وسط جدة القديمة، ويعود عمره إلى أكثر من 150 سنة. وتعود تسمية البيت إلى قبيلة الرشايدة التي ينتمي إليها بانيه وموقفه، وهي من القبائل المهاجرة من الحجاز وإليه. إلا أن ملكية البيت الآن تعود إلى وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد السعودية. ولأن البيت خلال الستينات الميلادية من القرن الماضي، احتضن نشاطاً أكاديمياً، تحول الآن وبفضل أحد فنّاني جدة إلى «أكاديمية حديثة»، بعدما استأجر...