التخطي إلى المحتوى الرئيسي

محمد عبده أيقونة حفلات العيد .. وأبها درة الحضور


آخر تحديث: الثلاثاء، ١١ يوليو/ تموز ٢٠١٧ (٠١:٠٠ - بتوقيت غرينتش)جدة - عمر البدوي 

< أعلن مجلس التنمية السياحية بمنطقة عسير وشركة روتانا للصوتيات والمرئيات، في بيان صحافي مشترك أمس الاثنين، تأجيل باقي حفلات ليالي أبها الغنائية ضمن مهرجان أبها يجمعنا إلى وقت لاحق.
وأوضحت اللجنة الاعلامية لمهرجان أبها أن تأجيل باقي حفلات ليالي أبها الغنائية بسبب الاعتذار المفاجئ للفنانين رابح صقر (لاسباب صحية طارئة) وخالد عبدالرحمن (لظروف والدته الصحية) .
وقال اللجنة : « رغبة في تلبية مطالب الجماهير ، والإعداد للحفلات بما يوزاي النجاح الذي حققته حفلة الفنان محمد عبده التي حضيت بإقبال جماهيري كبير ، تم التوصل إلى تحديد مواعيد جديدة تراعي ظروف الفنانين ابتداء من شهر أغسطس المقبل ، ويود مجلس التنمية السياحية بمنطقة عسير وشركة روتانا للصوتيات والمرئيات التأكيد على عدم صحة ما يشاع حول إلغاء الحفلات بشكل نهائي ، وأن تغيير اللوحات في الميادين والشوارع هدفه تغيير المواعيد السابقة بالمواعيد الجديده .
إلى ذلك على مسرح المفتاحة، الذي شهد هذا الأسبوع أولى حفلات العودة إلى الأمسيات الغنائية، صدح فنان العرب بواحدة من مقطوعاته الشهرية «دعاني الشوق يالغالي وأنا من الوجدِ لبيته»، وسط مقاعد ممتلئة بآلاف الحضور ممن يكادون يحفظون أغنياته عن ظهر قلب.
الفنان محمد عبده نجم ليالي العيد بلا منازع، يسافر متذوقو أغنياته من الرياض إلى أبها ثم جدة، وهي محطات حفلات ليالي العيد، التي رتبتها هيئة الترفيه ضمن روزنامة الفرح بعيد الفطر، لم تستثن خلالها الحفلات الغنائية، التي عادت بعد غياب. إذ كان جمهور الأغنية السعودية على موعد متجدد معها، يتدفقون بالآلاف، يتوجون مرحلة العودة إلى الزمن الجميل، أو يعيدون ترتيب زمنهم هذا على إيقاع الأغنية السعودية، وفي القلب منها تجربة محمد عبده، التي تحتفظ الذاكرة السعودية بمعظم تفاصيلها.
كانت حفلة أبها هذا الأسبوع، واسطة عقد حفلات العيد لفنان العرب، تجلى فيها بأبدع ما يكون عليه، متكئاً على علاقة تاريخية أثيرة تجمعه بالمفتاحة وأبها وجمهورها، وحال فنية اشتغل عليها عبده وزملاؤه من صانعي الأغنية السعودية وهويتها المتفردة.
أبها التي تناهى بين جبالها صوت عبده وهو يقول: «أبها حسبتك جنة الجنات، أقسمت أنك قطعة من ذاتي»، تردد صدى كلماته بين هامات عسير وكأنها تتبادل القبلات من الفرح، ضمت ضيفها الأثير وخازن بهجتها الملحنة.
ويتداول المغردون في «تويتر» مقاطع من حفلات عبده باستمتاع، يلتقط كل واحد قطعته التي تناسبه، وكأنهم يتجولون في بازار من الأغنيات يلبي أذواقهم المختلفة، يجد كل منهم حاجته من الكلمة الرشيقة واللحن الأنيق.

المايسترو وليد فايد، الذي يحتفظ بعلاقة أثيرة مع الجمهور السعودي، يرتب ليالي عبده في كل حفلة وعلى كل مسرح يزورانه، إنه كمن يدير كاسات القهوة المطحونة بعناية ليعيد صياغة أمزجة السعوديين في كل مرة، ذات حفلة رفع عبده من وتيرة توهجه، كان فايد حاضراً دائماً ومتتبعاً حصيفاً يقتفي أثر خطوات عبده وهو يرنو إلى منتهى السلطنة، الجمهور يعي كل هذه الخلطة العجيبة من الترتيبات غير المرئية، يشعر بها، يصفق لها كثيراً من شدة الاستئناس، من شدة الفرح باللحظة. في نهاية أمسية أبها، التي كانت مختلفة تماماً، تخيّر أحد الجمهور لحظة صمت وصاح بأعلى صوته، بحيث يسمعه الجميع «أبو نورة أحبك»، التفت إليه محمد عبده بكل اهتمامه ورد عليه «أحبك أكثر»، غرق المكان بالتصفيق، وكأنهم يزفون هذا العناق الذي يعبر عن اللحظة بحذافيرها أيما تعبير.



الرابط :


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

انحسار الشافعية من جنوب السعودية : ماذا خسرت ” القنفذة ” بجفاف طبيعتها الدينية ؟

البندر | عمر البدوي - القنفذة استقر في ذهني أن المذاهب التي تشق طريقها في جسد كل دين هي بمثابة عمليات التسوية بين أوامر الشريعة وحاجات الإنسان ، بين المبادئ والمصالح ، بين الدين والدنيا ، بين الحق والهوى ، بين عزائم الدين وظروف البيئة ، وهذا يعطي الأديان فرصة العيش بانسجام واحترام مع البشرية ، كما أنه يعطيها القدرة على البقاء والصلاح لكل زمان ومكان . إذ تختلف طبائع البشر حسب جذورهم العرقية وظروفهم البيئية وتوافر الشروط المادية ، ولأن الأديان لا تصادم مصالح البشر ، فإن المذاهب تقدم جهداً في سبيل إعادة صياغة المقدس مع الواقع ، وتفسير النص على ضوء المصالح . كما أن الاختلاف وارد في سنن الكون وطبيعة البشر وتركيبة الدنيا ونسيج الحياة ، وهذا ما يفرز مذاهب متعددة تنتمي لها الطوائف عن قناعة ورضا وينبت على هوامشها التعصب لدوافع الانتماء العميق والاحتماء بالكيانات المختلفة التي تمنحهم الشعور بوجودهم وتميزهم وتمنحهم هوية البقاء والحياة . وكل من يصادم الطبيعة المودعة في مكنون الدنيا لأغراض سياسية أو اقتصادية أو حتى دينية متخيلة ، فإنه لابد سيقع في قبضة المغامرة غير المحسوبة وس...

تمجيد صدام حسين المجيد

كان يمكن للقصة الشهيرة التي تداولها عامة العرب عن صورة الرئيس العراقي الراحل صدام حسين مطبوعة في كبد القمر أن تكون مجرد مزحة عابرة تذوب مثل قطعة ثلج أو تتبخر مثل بؤرة ماء، ولكن القصة المختلقة التي شاعت عشية تنفيذ حكم الإعدام في حقه من قبل الحكومة العراقية بعد إسقاط نظامه وتفكيك الدولة العراقية نتيجة حرب خاضها حلف دولي تقوده الولايات المتحدة، تمكنت في أذهان جيل بأكمله وتطورت إلى أشكال متجذرة لترميز الرئيس العراقي المخلوع. أصبح صدام ذا شعبية أكبر لدى قطاعات واسعة من الشباب العربي، فبإمكانك أن تلاحظ حجم الصور التي تنتشر له والأقوال المختلقة في محاولة لاستنطاقه بما يتمناه الشاب العربي من خطاب مشبع بالأنفة والاعتزاز ضد غطرسة الجانب الغربي من العالم أو الطائفة الشقيقة للغالبية السنية في الشرق الأوسط. لا تبدو سيرة صدام حسين مثيرة للإعجاب في التاريخ، فهو مجرد حاكم عربي عسكري يشبه أترابه ممن يقبض على سدة حكم الجمهوريات العربية المرتبكة في تقديم هوية سياسية ونظام حكم متماسك، يضاف إليه بطش أهوج وديكتاتورية مطبوعة بنزقه الشخصي وجنون العظمة الذي أودى بمستقبل العراق وشعبه في جملة من المغا...

«بيت الرشايدة».. «وقف» تحول «أكاديمية» تحتفظ بأسرار جدة

جدة – عمر البدوي   تسجل حارات وأزقة جدة القديمة، التي لا تزال تحتفظ بروحها وعبق تاريخها في الأبنية الشاهقة، وهي تقف في قلب المنطقة التاريخية، شهادة على النواة الأولى التي انبثقت منها واحدة من أهم المدن التجارية في تاريخ المملكة والشرق الأوسط. في حارة الشام، وتحديداً في شارع أبو عنبة، يقف معمار أخضر شامخاً بين أبنية المنطقة، على باب المبنى لوحة نُحتت عليها آية قرآنية، وأرّخت اللوحة في العام 1301 للهجرة. ويُسمى هذا المعمار «بيت الرشايدة»، نسبة إلى بانيه محمد عبدالرشيد، ويتكوّن من أدوار عدة، وأوقفه الرشيد علي العثماني في العام 1333هـ، بيت الرشايدة أو البيت الأخضر من أجمل البيوت التراثية وسط جدة القديمة، ويعود عمره إلى أكثر من 150 سنة. وتعود تسمية البيت إلى قبيلة الرشايدة التي ينتمي إليها بانيه وموقفه، وهي من القبائل المهاجرة من الحجاز وإليه. إلا أن ملكية البيت الآن تعود إلى وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد السعودية. ولأن البيت خلال الستينات الميلادية من القرن الماضي، احتضن نشاطاً أكاديمياً، تحول الآن وبفضل أحد فنّاني جدة إلى «أكاديمية حديثة»، بعدما استأجر...