هنا أنقل بعضاً من منشوراتي على صفحتي في ( الفيس بوك ) .
راجياً لكم النفع والفائدة .
اضطر كل واحد أن يصطفي " حبيباً " له لأن الناس لم يعد يسعها أن تبذل الوفاء بالمجان .
................
ما نفع الابتسامة إذا اختار الهم أن يقيم في قلبك فلا يرحل ؟!
............
الصمت والتأمل والتفكير هي عبادة العقل ، والتقليد هو معصيته الكبرى وقد تخرجه من ملة الحقيقة .
……
لا يوجد فراغ .. هناك خطأ في ترتيب الوقت .
.............
الكلمة الصادقة لا تستوفيها الحروف ، والفكرة الناضجة لا تصفها الكلمات ولا بد أن تبقى جذوة من الحرارة وقبس من الفكرة في نفس الكاتب .
إنما تستكملها القلوب الحية والعقول الناضجة إذا تلقتها واستوعبتها .
.............
أنا لا أعيش الحياة دفعة واحدة ولا بطريق أوحد ، لدي حياة فكرية وعاطفية وأخرى ( طبيعية ) أو عادية وهي ما يعرفني عبرها من يعايشني ويجالسني ويؤانسني .
...........
فراغ المثقف هو غياب المشاريع ، وفراغ الرجل العادي هو الوقت الذي لا يعرف كيف يقضيه !
.......
اليوم اختلفنا بحدة لأول مرة في تاريخ علاقتنا الجديدة ، لقد شعرت أنها في طريق النضوج والمتانة .
صحيح أن الخلاف لم يدم طويلاً وعادت أجواء الود والملاطفة سريعاً لكنني أدركت أن علاقتنا حية ونشطة وأن الموت والسأم لم يدب في العروق .
واعلموا أن ( الملل ) أولى منازل الآخرة .. بالتأكيد فهمتم ما أقصد !
.........
عندما تحاول إغاظة الآخرين ممن انتقص مكانتك وأقل من أهميتك ، إنما تعاقب نفسك من طريق آخر .
ذلك عندما ترسلها على غير طبيعتها وتكلفها ما لا فطرت عليه في أصل خلقتها .
..........
الخوف من المستقبل يختلف عن الخوف على المستقبل ، الأول سلبي ويدفعك للتشاؤم والاستسلام والآخر إيجابي ويأخذك إلى العمل والبناء .
...........
حتى لو كنت إنساناً حراً .. لا تستطيع أن تفعل دائماً ما تشاء !
.........
يحب الله أن يموت عشرة من أجل أن يعيش الباقون .
وأن تقوم فتنة لتوأد أعظم منها .
.......
لا تأتمن خاصة سرك لغير نفسك ، فكم من أصدقاء اشتروا وداد أعدائك ولو بعد حين .
ولن يكون هناك عربون أغلى من بيع أسرارك الخالصة !
......
صحيح .. يتوقف العقل عن إنجاب الأفكار النيرة عندما تنقطع عنه أمداد المعرفة المخزونة في الكتب .
وتبدأ العتمة في غزو فضاءات الفكر عندما تخفت أضواء العلم ويكسف قمر الحقيقة شيئاً فشيئاً .
إلى مجموع العقول التي أجدبت وانكفأت عن العطاء ، استغرقوا في الاطلاع والقراءة وأمعنوا في التأمل والصمت واسكنوا في مضاجع الهدوء والعزلة المثمرة .
……
عشر أيام من الإخفاق الذريع في ضبط النفس والعناية بالأهداف ، يبدو أن العقاب مضاعف في الأيام الجادة المقبلة .
وما أعذب النفس عندما تتنقل بين النجاح والإخفاق ، بين النبل والصفاقة !
………
لماذا تخصني من بين الجميع بالابتسامة ؟ لأنك الوحيد الذي تفهم ماذا أريد بها !
……
يحدث الخلط عندما يشير الظن إلى صاحبه أنه أهم من خصوصية غيره .
……
لو بسط الإنسان بالحديث كل ما يشتهي وينوي ، لسقط من عيون الناس .
ثمة حديث في النفس لا يصح أن يقال ، ويرتكب الإنسان أكبر حماقاته عندما يسرّ به للآخرين .
………
الرجل يختار أن يكون عظيماً عندما يطمح ، ومتجدداً عندما يحب ، ومتقائلاً عندما يحلم ، ويكون إنساناً بحق عندما يفكر .
………
ضيّق النفس هو الذي يسرع إليه الظن السيء .
………
المقصرون فقط هم الذين يعتقدون أن النقد مسألة شخصية !
………
أكثر ما يضيّع عليك وقتك ، أشخاص يتفقون معك على تضييعه إنهم أصحاب الوقت الفارغ .
……
عبارة قصيرة أصعب من مقالة مبسوطة ، إذ كيف لك أن تضع جبلاً ضخماً في قارورة .
………
إذا كنت أبعد ما يكون عن التعلق بالمال .. فأنت أجدر بالأهداف العظيمة والتمسك بالمبادئ النبيلة .
………
لا تحقد عليّ ، لأن القلب الذي يمتلأ بالحب سينتصر على القلب الذي يمارس الحقد
……
الكارثة : هي النتيجة النهائية لأفعال التقصير وتراكم الأخطاء والإهمالات الجزئية .
.........
الفراغ : أكبر محرّض على العادات السيئة .
………
يستاء الحب كثيراً من الأشخاص الذين يغيّر المال قناعاتهم ، وسيعاقبهم يوماً بخسارة الجميع .
.………
السؤال .. له وظائف متعددة :
وظيفة علمية ، وهو مبدأ العلم والمنقذ من الجهل .
وظيفة سياسية ، عبر أجهزة الرقابة والمحاسبة .
وظيفة فكرية ، حيث يفتح أبواب المعرفة ويفتح النار على المسلمات .
وله وظيفة أخلاقية ، مما يعين على محاسبة النفس وملاحقة الأخطاء .
وهو يحتل مساحة كبيرة يوم القيامة إذ يبدأ الإنسان في تلقي أسئلة التمحيص منذ دخول القبر وحتى يوم العرض .
اجعلوا السؤال قرينكم في الحياة حتى لو كان مظهراً للشك والحيرة والاضطراب ولكنه الطريق الواسعة باتجاه اليقين والإيمان الحي والمعرفة المثمرة .
…………
يتعافى القلب الذي يشرب من كأس الحب ، ويبلى القلب الذي يدخن من حشيش الحقد .
………
لا أكتب جيداً مثل ما أكتب في حالة ( انتعاش عاطفي ) أو في حال ( انتكاسة نفسية )
……
بعض الأفكار التي تراودني ثم أرميها في جحيم التجاهل ، تأبى إلا مزاحمة نظيراتها وتزف في عرائس من كلمات إلى مسامع القراء وعيون المعجبين .
………
مسكين هذا الإنسان .. يضيع عمره في جمع المال ثم يدهمه المرض فيتمنى لو كانت له الصحة بمقدار ما جمع من الاموال .
…………
الحب : أسوأ لعنة دنيوية ، وهو أكثر أنواع الجوع ضراوة ، ولن تجد الذل سائغاً في غيره .
……
لماذا نخاف الحرية ؟ فكم نبّهت من مخلوق لدين الحق وردت آخر عن مزلق الكفر .
ولماذا نرفضها باسم الاحتياط ونغلّب سوء الظن بالناس وهل هم إلا بشر ما عرفوا الحق إلا اتبعوه وقد تأخذهم الشبهة إلى الشر أو الشهوة حيناً آخر ثم تردهم المعية الإلهية أو داعي القلب .
ولكن يبقى أن في الحرية مؤمنون صادقون لا يخافون لومة لائم وفي العبودية منافقون يتاجرون بالمظاهر .
والحرية هنا قد تعني : الليبرالية أو الديمقراطية ونقد كل ما هو غير معصوم باسم حرية التعبير .
………
يستهويني من الأصدقاء الذي يظهر وكأنه غير عابئ بالحياة يعيش لحظته بكثير من العفوية والرحابة .
ويعجبني أكثر ( الحبوب الطيوب ) الذي لا يعرف الحقد إلى قلبه سبيلاً !
…………
عندما ترفض الحرية وتقول أن في ذلك حفظ لديانة الناس ، فأنت تزاحم الله فيما تكفل بحفظه .
………
أراد أن يعيد انتعاش علاقتنا ، ولكنه وجد شخصاً آخر يجلس مكانه .
ثم انسحب مرة أخرى ، في اللحظة التي طلبت من الجميع إخلاء المكان .
………
لا تجعل الغرور يسرع إليك ، فإنك ما فعلت ذلك إلا أبطأ عليك النجاح .
………
الصواب : لا نستطيع أن نقطع بتحصيله ولكننا نقترب منه .
………
قد يعذر البخيل ذو العيال ، ويعذر البخيل لو كان صاحب تجارة وأشغال ، ولكن ما عذر البخيل لو كان شاباً فارغاً بطال ، لا يعنى بأسرة ولا يهتم بشأن ذي بال ، ألا ما أقبح البخل في كل الرجال .
………
هل يصح أن يحدثكم عن الحب من لم يجربه ؟!
…
أنا أقرأ حتى لا يُصدم من يثق أنه سيستمتع بالقراءة لقلمي ، أقرأ لأنني لا أريد لكلمة أقولها أن تكون عارية من الدليل أو غير مسكوبة بلغة رفيعة أو تكون منزوعة الحكمة ، أقرأ لأن الله أراد ذلك .
……
الحب أشد أنواع الأنانية .
……
داووا النفوس بذكر الله .
……
الأفكار مشاعة للجميع ، ولكن قد تعرض للنابه فيمنعها الكسل ، وتعرض للبسيط فيحييها العمل .
………
ما أدمن اثنان الجلوس مع بعضهما ، إلا كان السأم أولى بهما .
أوصيكم بالتجديد ، فإن الملل إذا لحق بأحدهما كان في الأول خيانة وعلى الآخر حسرة .
………
التجديد ضرورة كل حي ، والسأم نهاية كل شي .
………
أكثر صورة تؤلمني " امرأة مكسورة " ، وأكثر موقف يحرجني " رجل مقهور " ، وأكثر موقف يبكيني " طفل يتوجع " ، وأكثر ما يغضبني " صديق خائن " .
……
حاول أن تستخدم كلمات عادية وعفوية عندما تعبر عن تضايقك وانزعاجك من شخص ما ، لأن فرصة التغير في المواقف قائمة .
………
أقصر طريق لللذة هو " الأكل " ، وأقصر طريق للسعادة هو " أن تصنع معروفاً " ، وأقصر طريق للنشوة هو أن تنال " شكراً " ، ولكن الطريق الوحيد للفرح هو " أن تعيش الحب " والطريق الوحيد للطمأنينه هو " التوكل على الله " .
……
لا تبالغ في مجاملة الأشخاص ، لأنك ستطلب ما يعجزون عنه في سبيل رد الجميل إليك .
……
إذا بالغت في المجاملة ، ستتعرض علاقتكم إلى الانهيار عند أبسط خطأ .
………
تبقى الأفكار حق لمن ابتكرها ، حتى يسبقه إلى كتابتها شخص آخر .
…………
أغلب الذين يفسرون تصرفات الآخرين على أساس اتهامي ، هم الذين يستخدمون كثيراً كلمة " أنا " .
.………
عندما تقع مشكلة لا تتصرف وكأنه لا فرصة للعودة من جديد ، هذا ما يفعله الغضب .
…………
لا تلاقي الآخرين وأنت في حالة نفسية سيئة ، لأن تصرفاتك ستقع عرضة للتفسير الخاطئ .
…………
من أبطأ به خُلقه ، لم يسرع به جماله !
…………
لكل فكرة أو نظرية صورة أولية تختصر تفاصيلها وتجمل نتائجها وهي التي يستخدمها العاديون ، ولها صورة معقدة ومكتظة بالروابط والتشعبات وهي التي يتناولها المفكرون ويفككونها لمحاولة فهمها .
وهذا يجري على التصورات السياسية والفكرية والاجتماعية والعلمية والإعلامية وهكذا .
...............…
الغربة : أعظم اختبار للمبادئ وتمحيص لاختيارات الإنسان .
سيعرف المرء هل كان الأمر يستحق ليصرف وقته في الأحقاد التافهة .
ستبني لك الغربة إحساساتك العميقة وتجعلها أكثر صدقاً واتزاناً .
…………
كيف يتلذذ بالنوم رجل تهجمه الأفكار ، فيقطع هجعته بالكتابة .
……………
من استأمنت رضاه ، ما تكلفت مودته .
…………
لا تغتر بالمديح ، فهو عبارة عن استخدام كلمات فخمة لوصف حالة بسيطة .
وإذا استمرأته أصابك منه حالة " إدمان " وذلك مؤشر مرضي يستدعي العلاج . ويبتنى فيك جدار ممانعة ضد النقد ، وبذلك تخسر أمضى أدوية المحاسبة والإصلاح وكنت معه صلباً لا ينفعك سوى الكسر أو الهدم .
هنا يطلبك النبي الكريم أن تحثوا التراب في وجه المداحين ، وليس عليك أن تكون سطحياً فتأخذ النصيحة بظاهرها ولكن احرص على تجنبهم وأن تخضع نفسك لنصيحتي بتكرار كلمة " مع نفسك " قاصداً بها نفسك لا سواها .
………
ثمة أناس يجتهدون في الاستغناء عن الآخرين ، يقللون من التشارك ويمعنون في فرض العزلة على أنفسهم .
إنه نوع متقدم من البخل ، ويستخدم معه كلمات التبرير الموغلة في المرضية : ماني في حاجة حد ، الناس ما يسوون ريال .....
ويظن أن هذا أصون له وأبلغ في التعفف ، ويبدو أنه يختزن ذكريات غير سارة لتجاربه مع الأصدقاء وأسقط هذه النتيجة على العموم وبدأ في معاقبة نفسه .
هكذا ينحسر عن المجتمع وتصبح أكثر لحظاته استقراراً وانسجاماً هي التي يقضيها في وحدة وانفراد أو بالأحرى دون بذل أو تقديم معونة لأحد .
………
استخدام المبررات الغيبية مثل ( الحظ - القدر - السحر - الجن - العين والحسد وكلها حق ) أمام الإخفاقات عادة ما يعبر عن نفسية غير جادة ولا عاقلة .
وهي عادة لا تكون مرشحة للنجاح لأنها لا تتعامل بعقلية الكون الجديد ، وتنتمي إلى عالم قديم يعلق حظوظه من الدنيا والآخرة بأشخاص غير مرئيين نافذين ومتصرفين بشكل مطلق بينما يعطل حقه من الحرية والتصرف والاختيار .
وهذا وجه من وجوه ضعف هذه النفسيات وانعدام كفاءتها لتحقيق نجاح ما على صعيد دنياهم .
النجاح يحتاج إلى عقليات ونفسيات جادة بما يكفي لاستخدام تعليلات دنيوية وواقعية لمواجهة التقصير والتهاون وضعف الإمكانات .
…………
لا تستعجل في الحكم على مشاعرك العبثية أنها : الحب !
لأن الحب لا يكتفي بدغدغة المشاعر ولكنه يقلب كيانك .
…………
أقسى اغتراب ووحدة يشعرها الإنسان ( الاغتراب الثقافي ) وعلى المجتمعات أن توظف مثقفيها بما يشعرون معه بالتماهي مع المجتمع والانتفاع بالمعارف التي صرفوا من أجلها أعمارهم .
………
كل ما انتقد المختصون شأناً من أمر العامة سيعتبر هذا جزأ من الهجوم على الإسلام ، ولن يصبح النقد أمراً مقبولاً حتى نحرر ما كان من الدين وما كان من أمر الدنيا وهذا مبتدأ العلمانية .
المجتمعات المحافظة - ونحن منها - تتحول فيها ( العادة - العرف - التقليد - الخطأ - المعتقد ) إلى جزء من التصور والهوية والتكوين ويكتسب صلابة مع الوقت يصبح نقدها وتمحيصها مثيراً للحمية ومحرضاً للشعور بالخطر ، وبالتالي يحتاج الخطاب النقدي إلى قدرة على الإزاحة والتفكيك .
…………
المثقف لا يعيش كما يعيش غيره ، هو لا يكون شاذا عنهم ولكنه مختلف .
يقضي أغلب وقته في العزلة ، وإذا خالطهم أمعن في الصمت والتأمل ، وإذا تحدث كان كلامه نزراً غير كثير ، حتى يبلغ درجة من العزلة لا يعود بعدها يجيد مهارات التواصل الاجتماعي ويفقد حس الشارع ويشعر بالغربة في زحمة الخلطة وتضيق نفسه اذا ازدحمت عليه المشاغل التي تنتمي الى وسط صاخب فوضوي مزدحم بالبشر والأخلاط .
الحق أنه يجد في أعماق ثقافته لذة لا تضاهى ومتعة لا تساويها متعة ، ولكنه حرم نفسه بالفعل من التشارك والتوادد الاجتماعي وإن كان يقوم به في حدود " الواجب " ويقل حظه في " التفضل " .
……………
الهدف الرئيس لنا هو " تعبيد الناس لله " .
لكن الواحد من الناس يفضل أن يعبد وهو مريد ( حر ) وأن يشكره على نعمه ( ميسور ) وأن يكون عزيزاً في نفسه غير ذليل ( مصون الكرامة ) .
وفي هذه الحالة فإن الشريعة جاءت لتجعل الناس أحراراً وميسورين ومستوفين لكرامتهم ، والدولة التي تقوم بأمر الناس عليها أن تطبق هذا النموذج من الشريعة لا غيره ، وإلا كانت ( استبدادية ) تضيق عليهم حريتهم و ( فاسدة ) تسرق اللقمة من أفواههم ( ديكتاتورية ) تمتهن كرامتهم وتسحق فرديتهم .
…………
سوف يدهشك " الغاضبون " عندما تكتشف أنهم لا يمتلكون من الأسباب ما يكفي للغضب ، سيهولك منهم العبارات الغليظة إلى جانب المواقف التافهة ، الغضب " حالة تعبير " لا تطابق الحقيقة كثيراً .
……………
إئتلاف النفوس لا يحدث عند تشابه الطباع فقط ، ولكن عند اشتراك الاهتمامات واستكمال كل نفس حاجتها مع الآخر ، النفوس المؤئتلفة مكملة مع بعضها وليست متكررة في ذواتها .
…………
رغم أن العلم لا قيمة له إلا بالعمل ، إلا أن المعرفة المستنيرة تتقدم على فضيلة الجهد الاجتماعي المبذول .
تقوم بعض القيادات الشعبية بأعمال اجتماعية بارزة ويبذل جهداً مضاعفاً في هذا السياق ولكنه لا يترك أثراً أبقى من العطاء الفكري والمعرفي .
مشروع ثقافي واحد يساوي مجموعة أعمال اجتماعية ، ومشروع تنوير العقول وتفتيق الأًذهان خير ألف مرة من تسمين الأبدان وتغذية الجسوم .
ويبقى العمل الاجتماعي إذا ما ترافق والمعرفة النابهة مدماك هدم في حصون التخلف ولبنة بناء فاخرة لتشييد التنمية والتقدم .
وقد يتهم الفكر أنه مجرد زوبعة في فنجان ، أما العمل فهو مصداق وموثق حق وتجرد وهمة في بناء السعادة للإنسان .
وهذا هضم وظلم للكلمة الصادقة والفكرة المشرقة التي تتجشم تحدي التقليد والمحافظة والتخلف ، بينما يرسخ العمل الاجتماعي العرف الشعبي المترسب على علاته .
…………
أشقى لحظة : هي التي يكون بها جسدك في موضع وقلبك في موضع آخر .
…………
الشخص الذي يفرح باقتناص أخطائك ويقلل من شأن أعذارك ، لا يستحق أن يكون صديقاً صالحاً لأنه يهتم بجانبه أكثر من أي شيء آخر ومنهم " أنت " .
…………
سيشعر البعض بحالة من " الفراغ الفجائي " وهذا نتيجة مراجعة خاطفة لقيمة الموضع الذي يعيشه والأهداف التي ينوي تحقيقها والإنجازات التي تحسب بحقه .
ثمة أشخاص تلاقيهم في بعض آماد العمر يسيطر عليهم ( الصمت - التفكير العميق - الشرود الذهني وعدم التركيز - انخفاض الحس الفكاهي ) وهذا أثر نفسي لحال الإنسان .
بغض النظر عن تحديات الحياة التي تفرض عليك نمطاً من الشخصية ، إنما أقصد لحظات التغيير الحاسمة من حياة الإنسان .
هنا فرصة سانحة للتحول إلى حياة جادة وإيجابية تقوم على أساس من المبادئ والتنظيم وترمي لغايات رفيعة ومعاني فاضلة .
يتوقف الأمر على حسن استغلالها وتوظيفها كنواة صلبة لحياة النجاح والإنجاز ، واحتمال مرورها بسلام دون تحول " وارد وبقوة " لأن التغيير عادة ما يقوم على " لحظة صادمة " ولا يتحقق تغيير ارتقائي سلمي ينطلق من لحظة الفراغ الفجائي إلا نادراً .
……………
ديننا يجعل من الخوف - غير الطبعي - عبادة ، فهل يصح أن نصرفها لغير الله !
…………
النظام غير الواقعي ، يضطر الناس إلى التحايل .
……………
ما طمع رجل في ما لا يستحقه ، إلا فاته ما كان يستحقه !
………
طمع المعرفة محمود .
الاستزادة من العلم لا يقع تحت طائلة الطمع المرذول ، حتى أن الله حث الرسول الكريم أن يستزيده من المعرفة وطلب العلم وسؤاله هذا الخير العظيم ، بينما كفاه الله ما تبقى من حاجات الدنيا التي ينفع معها الكفاف وما يسد الرمق على خلاف المعرفة التي لا يذم معها الطمع والجشع وسائر معاني الرغبة الطافحة في التزود .
……………
القارئ الجديد يحب الكلمة المختصرة والعبارة الموجزة والجملة المقتضبة ، والكاتب البارع الذي يقول أروع فكرة في أقصر جملة ، يعني بدون ثرثرة ! وما أصعب هذا العمل .
…………
الناجحون عادة ما تعاملوا مع " ضعفهم " بطريقة موضوعية ومع " قواهم " بصورة معقولة .
لا في ضعفهم خاروا وأحبطوا ، ولا عند قواهم تكبروا وتجبروا .
…………
لم نعد نملك ما يسمى " إجازة " ، لقد تحول تعريفها إلى : الوقت الذي نقضي فيه ما تبقى من الأعمال المتراكمة ، والوفاء بالتكاليف الاجتماعية الباهظة .
…………
يبلغ العقل مرحلة من الثراء المعرفي والقدرة الإنتاجية يسمى فيها " العقل السيّال " وهي نتيجة حتمية للوقت التي تقضية في القراءة والتمعن والخبرة المختمرة المتولدة عن تجاربك " ومغامراتك " .
……………
بعض الكتاب يترك وراءه تركة معرفية تنويرية تعج بالتحرر والتبصر والتفكر ، ستلاحقه دعوات الشكر والفخر والذكر ، ولن يتوقف مشروعه عند تاريخ وفاته بل سيمتد أطول من ذلك حتى يغضّون مضجعه في لحده ويقلقونه في قبره لشدة ما يوظفون قوله ويشيعون فكره وينشرون حبره وينثرون مكنونه ودرره .
هذا يتوقف على مقدار الانفتاح الذي عاش به ، والحماس الذي أشعل لديه الرغبة في تقدم الأمة والنهضة بها إلى موقعها من الصدارة والسيادة ، كما أنه تعلق بالمطامح العظيمة والغايات الجسيمة ، لقد توافق مع الصورة النهائية التي أرادها الدين وطمع فيها البشر واستحقتها الأمة .
وبعض الكتاب كان وما زال رمزاً للتراجع والتخلف حتى بعد موته ، لم ترفع عنه لعنة التجهيل والظلامية ، يستخدمه المسيسون والدهماء والبهماء في توطين تراجعهم وترسيخ حكمهم الجائر الفاسد الراكد .
إنه خلّف وراءه السم الزعاف والبلاء العميم ، لم تسلم منه الأمة حياً وميتاً وما فتئ يجرها إلى الهاوية أو يعلو بها إلى القمة حتى تكون سقطتها مدوية وعثرتها قوية وإصابتها في مقتل ومستقبلها على كف طائش .
أبداً هو في إضرارها من حيث أراد نفعها ، وفي إسفالها من حيث رغب في رفعتها ، وما داهيته إلا الجهل وما بلاؤه إلا صنيع غيور أحمق .
………………
حافظ على ( صفاء ذهنك - استقرار نفسك - قوام جسدك ) فذلك يساعد في استبقاء حالتك الإنتاجية متعافية ونشطة وفاعلة كما أنه يعين على توظيف يومك بشكل جيد ومنظم شرط أن يكون هدفك واضح وتراكمي وواقعي .
( التدين البصير - النوم الجيد - الغذاء النافع - المدّخر المالي - ترتيب الوقت - توزيع المهام - وضع الأهداف - ممارسة الجنس المنظم - بناء عقلية معرفية مستنيرة ومفعمة لمواجهة المصاعب والتعامل بموضوعية مع النجاحات ) كل هذا يساعد من باب آخر على إحداث التوازن في حياتك والحفاظ على قدراتك المنتجة .
…………
يمارس العقل المثقف مهمتان شهيرتان ، فهو إما يقوم بعملية " إعادة تدوير " المعلومات والأفكار التي استلهمها ولكن بلغة تناسب العصر وإضفاء تعديلات شكلية على جسم هذه الأفكار .
أو يقوم بعملية " خلق وإنتاج " جديدة وهو في ذلك يمارس أشرف أدواره وأعظم منجزاته ، ذلك لأنه يأتي بما لم يُسبق إليه ويضخ في عالمه ما يناسبه من طروحات التنمية والتقدم والفاعلية .
……………
لا تحاول حل أزماتك عند فورة الغضب الأولى ، غالباً ما سوف يزداد حجم المشكلة .
…………
قدرات الإنسان خارقة ، تتدفق عندما يثق في نفسه ، وتتدمر عندما يظن أنه أكبر من خالقه .
………
لا تبالغ في وعودك ، لأن تحقيقها ثقيل على النفس .
…………
إذا أجرى كاتب قلمه على غير الفن الذي يحبه ، يأبى قلمه إلا أن يتنفس هواءه الذي يعيش به .
…………
سترى الأمور دائماً بشكل ناقص ، حتى تجربها .
……………
الأصحاب والأحباب جزء من الأرزاق المقسومة .
…….……
كلنا نولد بالطريقة نفسها حيث لا نملك حق التدخل ، ولكننا نموت مختلفين ، حياتك هي التي تعطي موتك شكله وعاقبته .
…………
مسكين هذا المشتاق ! حتى لو استحال عنده الوصل ، جمع شتات الدلائل لإحياء الأمل .
.…………
الغرور .. يحدث إذا اقتنع أحدنا تماماً أنه شخص مميز .
…………
إن قرب موعد موتك ، كقرب غدك من يومك .
…………
خير الصحاب المتخفف ، وخير الآكلين المتخفف ، وخير الجلساء المتخفف ، ويا بخت من زار وخفف .
…………
صديقي الحبيب أو حبيبي الصديق : سلام من الذي جمعنا بك يوماً ما ، إنني ما زلت وفياً لك ، أحب أيامك وأحفظ جيداً كلماتك ويهتز قلبي لمسمع اسمك ، وما زلت أنتظرك في نفس المكان الذي كنا نجتمع فيه سوياً وبمفردنا لا يشاركنا جلساتنا إلا المتطفلون ، أما هذه المرة فأنا لوحدي ، وإن جالسني مخلوق فأنا لا أصغي لحديثه ولا أنتبه لكلامه وأشرد بذهني بعيداً حتى يردني إليه منادي مزعج .
هل تصدق ، أنك تزورني دائماً في أحلامي ، ويا ويلي لو كان لقاؤنا سيبقى حبيس الأحلام ولن يتحقق .
يقولون : أن أضغاث الأحلام هي مجرد ما يشغل ذهنك في يقظتك ، لقد صدقوا ، ولكنني لا أريدها مجرد أضغاث ، إنها لا تتحقق كثيراً ، أريدها رؤيا خير وبشرى غيب .
لقد مللت غيابك ، وطال بي عهد وصالك ، ما هذا العذاب ! أراك ولا أنالك ، قريب لا يجاورني ، حبيب لا يطارحني ، صديق لا يصارحني ؟!
لا أعرف إن كنت تفكر في صديقك الوفي أو تحن لملاقاته ، أو حتى تتذكر جلساته وتتعاهد مجالسه . كما يفعل هو دائماً ؟!!
…………
كثير من الأشخاص يرغب في الحديث ، الحديث عن نفسه بالتحديد ، عن همومه عن طموحاته عن مشاكله وما يشغله ، إذا وقع عليك الاختيار عليك بالتالي :
- انصت جيداً ولا تتحدث ، لأنه لا يريد منك أكثر من الصمت العميق وكأنك تهتم لكلماته .
- لا تصادمه برأي مخالف مبدئياً ، حاول أن تتماثل مع مشاعره في حالة الحزن والضيق واليأس .
- ناوله جرعة أمل وجدد ثقته في نفسه واستخدم مؤشرات إيجابية حوله واستثير ذكرياته وانجازاته المميزة .
- حاول أن تتركه يكتشف الحل بنفسه وسارع إلى تأييده عند كل نقطة تراها ايجابية ومبهرة حتى تتحول بدافع الثقة الى مشروع عمل .
- لأنك اصبحت مستمعاً جيداً ، تحمل الكثير من الإزعاج وإذا رأيت شخصاً تتكرر منه شكاية فتحول عنه لأ سلبي إلى درجة مخيبة للأمل وربما تنتقل العدوى إليك .
- لا تنسى أن تجد لك متنفساً بعد مجموعة الجلسات التي تبذل فيها وقتك ومجهودك الذهني والنفسي لمساعدة الآخرين .
……………
جربت الإيثار في كل شيء ووجدته حسناً ، إلا إيثار غيري على " الحبيب " فهو ضرب حماقة وجنون .
……………
قاتل الله الغيرة ؟ كم لفّعت المحبوب بالحزن وأردته صريع الشكوك .
………………
لا تشعر بقيمة الأشياء حتى تفقدها .
…………
هل أنت إنسان ؟ لا أشك في ذلك !
ولكن ، إذا كنت تنام وتأكل وتشرب وتصلي فهذا لا يكفي .
فالحيوان ينام ويأكل ويشرب ويسبح ولكن لا تفقهون تسبيحهم .
ابحث عن المعاني الحقيقية لإنسانيتك ، ما موقعك من الحب ، والعلم ، والطموح ، والقيم .
ما الدافع الذي يحرك فيك دواعي العمل والبذل والعطاء ، ثمة شبه بالحيوان إذا كانت الغريزة وبالشيطان إذا كانت المصلحة الشريرة وبالمجنون إذا كانت العبثية ، وبالإنسان إذا كان المبدأ .
لا يعني هذا على الإطلاق أن تنحي مصلحتك وشهوتك وحاجتك تماماً عن
…………
تمنحك المعرفة ارتياحاً نفسياً ورضاً داخلياً لمجرد أن تستوعب فكرة شاردة وكأنك تبحث عنها لزمن طويل أو تغذيك بمعلومة كنت تنتظرها ، وتشعر بالسعادة أكثر عندما تصادف تفسيراً حكيماً وواقعياً لحالة مجهولة قابلتك أو استفهاماً اعترضك .
………………
الأفكار الشيطانية جهنمية وغاية في الذكاء والعبقرية ، ذلك لأن الشهوة تحركها والغريزة تستوقدها والشيطان ينفخ في نارها ويزيد أوارها .
أعرف شاباً كان يقتنص الفتيات بمنظار تقريب ، وسمعت عن مراهقة كانت ترفع صوت القرآن لتخفي صوت مهاتفتها لعشيقها ودواليك من التذاكي في اقتراف الذنب ويكفي لتقف مشدوهاً أن تسمع بأفاعيل السراق واللصوص لالتهام فرائسهم .
كنت أتمنى لو صدق " فرويد " ليتحرك الناس باتجاه تحقيق المطامح ونهل المعارف والتحول إلى إيجابيين نافعين مصلحين بدافع من الشهوة لأنها كفيلة بتحقيق المستحيل ، إي والله .
الطفولة لها حظها من هذا الذكاء ، فإن الأطفال يمارسون طرائق عجيبة من التحايل والتملق لاجتلاب مكاسبهم ونيل مآربهم ، كثير منها مضحك وغريب ولكنها لا تخلو من عبقرية ودهاء .
عبد العزيز طفل فصيح وفطن طلب من والده أن يضاعف ركعات صلاة الفريضة مقابل ألا يقطع لعبته بالذهاب إلى المسجد ، وأمثال هذا كثير مما يعجب ويغلب .
لا غرابة فإن كبيرهم " إبليس " يملك أنفذ مهارات التحايل وأقدر إمكانات المراوغة ، وهو يتحين من أضيق الفرص طريقه لتحويل البشر والحياد بهم عن طريق الرشد إلى الغي والضلالة .
وقد وضع ابن الجوزي صوراً شتى لصنيع ابليس في البشر وغوايته لهم في " تلبيس ابليس " وصرفهم عن العقائد السوية ، وبعضهم خط في " الحيل الفقهية " كتباً ومؤلفات وكأني به يعين الشيطان على مهمته من باب التعاون والتكافل الموصى به .
……………
التركيز ليس ممل ولكنه مرهق ، حتى لو كانت مكاسبه عظيمة .
…………
إذا تخلى شخص عن مسؤولياته فلا قيمة لرجولة ، ذلك لأن الرجولة مسؤولية .
……………
لا يُطمعك عفو صديقك المتكرر ، فتبالغ في الإساءة إليه والتقصير في حقه ، ستستفزه كرامته يوماً ما بينما أنت تعتمد كثيراً على ظنك القديم بحُلمه وتمسكه بك .
………
لا تغضب من الألم ، إنه يذكرك بنفسك .
إذاً هو صاحب فضل عليك .
………
ابتسامتك المتكررة ليست مجرد تعبير عن الارتياح ، إنها رواء لعطشي وإنضاج لعود حبنا .
…………
الذي يعتقد أن الحرية يمكن أن تصنع التقدم والتنمية والرخاء ، مخطئ في ظنه مسرف في أمله .
الحرية ليست إلا مجرد فضاء كبير ، الإنسان وحده الذي يعوم فيه يحول هذه الأحلام إلى حقائق .
وأي إنسان هذا السحري الذي يقلب بعصا حكمته الكون زاهياً جميلاً ؟ إنه رجل المعرفة والإيمان والسماحة .
بدون معرفة يستبد به الجهل ، وبدون إيمان يطيش به الهوى ، وبدون سماحة يغرقه العنف في بركة دماء .
وعلينا بالروية ؛ إذ الحرية في مجتمع متخلف وحل من الخيبات والثلمات ، وهي في مجتمع متبصر مستنير أداة بناء ونماء .
اصنع مجتمع الحرية قبل أن تستجلب لهم فضاءاتها الفسيحة .
وليست الحرية مطية لاستجلاب المكاسب ولتوسيع المناصب ولتزاحم المناكب ولاعتلاء المراتب ، ولكنها فرصة ممنوحة لكل فكرة أن تعيش في حيزها المستحق ونصيبها المتفق ، في ظل " مشترك واحد " لا يحيد ولا يبيد من دين متين وثقافة أصيلة وجغرافية ثرية .
………………
الصدمات السخيفة تؤلم الضعفاء ، بينما يبقى العظماء بمنأى عن الاهتمام بها .
……………
إذا لم تكن " جاداً " بما يكفي ، فدع النجاح لأهله !
……………
نحن في غنى عن الرجولة بمعناها العنتري ، وفي حاجة إلى الرجل المسؤول ، الثبت ، الثقة .
……………
انظر في نفسك دائماً ، فإن النظر إلى المرآة يساعد في تحسين صورتك .
………………
دائماً الأفراح الكبيرة والمتع الملذّة تؤجل الآلام ، ذلك لأنها تذهب في غيابة النشوة .
والآلام تتنوع فقد تكون ( ديوناً متراكمة - آلام مفاصل بعد ملعب صابوني - واسأل حرامي ولا تسأل محامي ) .
……………
نترك فعل أشياء كثيرة نحبها ، مخافة سوء الظن أو وقيعة الناس .
آخ من مجتمع قاسي ، وهم فسدوا وما فسد الزمان !
……………
إذا كنت أعجل الناس في نقد غيرك وملاحقة عيوبهم ، فثمة مشكلة نفسية تسيطر على قلبك ، وعلّة ذهنية في تفكيرك .
ليس كبرياءاً ولا حسداً ولكنه فيروس ينخر عقلك ويعمل على هدمك .
………………
حتى المثقفون يصلون درجة من فقد القدرة على إنتاج الجديد مما يستحق الاهتمام ، قدرتك على ( التغيير - التطوير - المواكبة الرشيدة ) تجعل الأمر مختلفاً وتعطيك فرصة للعطاء المستمر والتدفق المثمر .
…………
الرقابة لا تعني حرمان النفس من الممنوعات ، ولكنها تعني اختيار الأصلح .
الرقابة جهد بشري ، وبالتالي يختلف في تحديد ما هو ممنوع من غيره ، يجب أن يكون عمل الرقابة قائم على ما يصلح للبشر ، لا يقوم كعملية سلبية تشتغل على وضع قوائم الممنوعات فتسأم النفس وتندفع بحماس لتحقيق رغباتها .
……………
الصمت والهدوء والتأمل والتفكير والطمأنينة أشياء تنتمي للإنسان الحقيقي ولذلك هي تصدر من الداخل ، بينما الفوضى والجهل والسطحية والاضطراب والإزعاج أشياء تنافي إنسانيته وهي منتج يأتي من الآخرين أو لا تتم إلا بمشاركتهم .
…………
عندما فرغنا من القيم الحقيقية ، لجأنا إلى المظاهر الاجتماعية الزائفة .
بها نتجمل وعليها نتقاتل .
……………
الكاتب يلون الحياة من جديد ، كلما استزاد معرفة وثقافة اكتسب المزيد من الألوان في علبته الخاصة ، إنه يرى الأشياء قد بهتت وخسرت ألوانها ثم يعيد إليها الحياة ويصبغها بما يعيد إليها بريقها ونظارتها .
أحياناً هو لا يلون ، بل ينزع الألوان المزيفة عن الحقائق المشوهة ، ليعيد للحقيقة سطوعها وطهارتها وللمعرفة عذريتها ، يقفز بها الى نقطة الطهارة الأولية حتى تنساب الى الاذهان صافية نقية دون شائبة تخلف او عالقة من سوء .
…………
أحياناً إذا كتبت عبارة بارعة واضطررت إلى إعادتها ، لن تجد نفس الحرارة والحماس ولن تندفع الكلمات أو تتداعى المعاني على قلمك ، لأن الفكرة المكتوبة لها حين لا يتكرر مطلقاً .
…………
لا تحاكم عبارات الكاتب الواسعة ، بدلائل حياته الخاصة لأنه لا يعبر عن نفسه دائماً .
…………
سأكتب ثم أكتب .... وأكتب .
لن أخاف على الأفكار أن تنتهي ولا على الحبر أن يجف ولا الورق سينفد .
ما دام في الروح نفس وفي القلم مداد وفي العقل حراك وفي الأرض حياة ، سيظل قلمي مشرعاً يمضي سيالاً على صحائف من بياض .
…………
نحن نصنع الوجاهات ؟!
ومشكلة المقامات عندنا يصنعها ( المنصب - الشهرة - النفوذ - المال - السلطة ) ولا تقوم على معاني حقيقية وبالتالي تجد أكثر الناس استحقاقاً لهذه المكانة الاجتماعية يتكدسون في طابور خامس مصيرهم التجاهل والتغييب .
نحن مجتمع مستسلم لذهنية متراجعة ؛ ويكفي أن تجد رجلاً بديناً بأكتاف واسعة يتزيّا " بمشلحه المهيب " بينما تتقدمه " كرشته " خطوات لتفرش له الطريق ويحتف به الجهّال وتلاحقه أبصار الدهماء الشاخصة .
ثم تشتغل " الإشاعة الاجتماعية " في أذهان الناس وعلى ألسنتهم ، إنه رجل ( غني - واصل - شخصية مهمة أميرية أو قبلية - مسؤول دولة ) ثم تبدأ الوجاهة تصنع منذ الآن لترافقه حتى يسحب البساط من تحت قدميه " ذو مشلح آخر " .
كلمة " الشيخ " مثلاً التي تطلق لثلاثة ( رجل الدين - التاجر الغني - سيد القبيلة ) ويكفي لإطلاق هذا الاسم أن يتمسح شخص ما بأركان واحدة من هذه الطبقات الاجتماعية ليظفر بهذا اللقب الذي يكفيه شر التعب والمشقة للتصدّر والتسويد .
بينما تستبعد أبداً المعاني الحقيقية التي يستحق أصحابها أن يكونوا في صدارة الصفوف .
فضلاً عن تأثير هذا " العرف الاجتماعي البائس " على قتل الإبداع وإبطاء حركة التنمية وهضم حقوق الكفاءات وتصفير قيمتهم الاجتماعية والتقليل من الحماس للعمل والإنجاز والنجاح .
فإن هذا التصرف السيء يمهّد لصناعة الاستبداد السياسي وتسلّط الحكام وفساد الحكومات وإطلاق يد العابثين ومصاصي دماء وأموال وحقوق الأمة ، يجعل منّا شعوب ميتة العزائم ، مستسلمة خاضعة خانعة يستبد بها مجرد قطعة قماش مهترئة ويؤخر مقاعد النبهاء وخلص النجباء .
……………
الذين يحولون المشكلة البسيطة إلى أزمة معقدة ، عادة ما يكونون على جهل .
…………
عندما تريد أن تبدأ الشخص الذي أزعجك بالإيجاب ، لا تتحول إلى موقف سلبي إذا صدمك في أول اللقاء .
……………
لا يعني " العتاب " الاتجاه بالعلاقة صوب التأزيم ، ولكن يعني رفع التحفظات للمساعدة على وجود نقطة الالتقاء من جديد .
…….……
أكبر سبب وراء استفحال الغضب وتحوله إلى أزمة هو " التعبير عن هذا الغضب" .
………………
الابتلاءات الربانية هي مرحلة إعداد لمستقبل مشرق ، انظر لأهل الأمراض المزمنة أو الذين اقتطع السجن من أعمارهم كثيراً وآخرون تعرضوا لامتحانات صعبة وخانقة ، كانوا يستعدون لمهمة بناء وعمارة أرض وقيادة أمة .
ألا تعرف أن النبي محمد عاش ١٣ عاماً في مرحلة إعداد وتربية وجهاد قبل الهجرة ، لأن الله هيأه لذلك وصنعه على عينه وأحسن تربيته وقد قال له " إنا سنلقي عليك قولاً ثقيلاً " .
يثير إعجابي دائماً الأشخاص الذين يستبشرون بالابتلاءات ، يتعاملون معها كتحدي يستفز رغبتهم في الفوز ، إنهم يملكون قدرة عالية على التفاؤل ، تركيبتهم النفسية قوية وصلبة إلى درجة تثير عندك الغبطة ، فسبحان من أعطى وأخذ بحكمة وعدل .
……………
استخدم لغة إيجابية ومفعمة بالحياة ، إن لغتك الخاصة تحتفر فيك المشاعر وتصنع شكل حياتك .
ابتعد عن الألفاظ القاسية والفاحشة ، حتى لا تلطخ لسانك وتثقب أذنيك وتصم سامعيك وتثقل كتابك .
اجعل حديثك مثل عبير زهرة يجتذب الطائرات ، وموسيقى عذبة تصغي لها الآذان ، وحداءاً تطرب له الأسماع وتشتاق لمغناه .
ما إن تستخدم كلمات الحمد والشكر والفأل والاستغفار ، ستشعر أن حياتك بدأت تنزاح لصالحك ، وكأنك تأخذها إلى الطريق الذي تريد ، تماماً وكأنك تصنع حياتك وعالمك مزدحماً بالأفراح وصاخباً بالمفاجآت المبهجة .
الأشخاص الذين يجتهدون في تقتيم الصورة الناصعة ، وتلطيخ المنظر المشرق ، وإظلام زوايا الحياة ، عادة ما يعانون من القدرة على توظيف كلمات متفائلة وإيجابية .
حاول تجنب مثل هؤلاء ، إنهم يؤذونك من حيث لا تدري ويبنون لديك ( تركيبة لغوية سلبية ) ، تنقض على مشاعرك الإيجابية وتقضي على التذاذك بالحياة واستمتاعك بلحظات العمر الماتعة .
اللغة الجيدة ، تصنع فيك الشعور بالحياة ، تدفعك لرؤية الجانب المضي أو الجزء المملوء ، تحول الأشياء الباردة إلى فورة فرح وثورة انتصار على اليأس ، واللغة السلبية ، تخلق بلادة الشعور وتفقدك الحياة .
……………
ابتسم !
سوف تتخلص من سلطان الشيطان لأن تبسمك صدقة تكتب لك به حسنة ، سوف تنتقم من أعدائك بطريقة غير مؤذية ولا عدوانية ، أو بالأحرى سوف تحولهم إلى أصدقاء وستضيفهم إلى رصيد مكتسباتك .
ابتسم !
سوف تطرد مشاعر قاسية تعج في داخلك ، وتتمدد عضلات وجهك مفصحة عن انشراح وانسياح مشرق ، وسوف تتسع ذهنيتك لأفكار إيجابية موحية وتبرق أساريرك وتجلو عيناك ويفتر ثغرك .
ابتسم !
سوف تمارس أفضل أشكال السعادة ، وتعيش أمتع لحظات الحياة ، سوف تحافظ على شبابك وتغذي جسدك بالمزيد من التعافي والاستدواء ، وتضخ فيه رغبة نشطة وموّارة للحياة .
ابتسم ! إن السعادة أقرب إليك حينها .
……………،
لماذا نشتري " أفراح الروح " ؟ نبحث عنها في " أفلام الترفيه - موسيقى مبهجة - وهكذا " .
نعوض فائتاتنا العاطفية ، ونداوي مشكلاتنا النفسية وعقدنا الداخلية الناتجة عن صخب المادية ومشاق الحياة .
كونها تشترى هذا يقلل من قيمتها وأخلاقيتها ويعرضها للمقايضة ، والحقيقة أننا نستخدم ( بدائل صناعية ) تقوم ببعض الدور الذي تصنعه المباهج الحقيقة ولكن لا تغني عنها ، وتبقى لها أضرار سلبية وأعقاب مضرّة .
كما أنها تعاني ( حالة لحظية ) وتفعل فعل المسكنات الكيميائية التي تستخدم عند الطوارئ بقدر معين ومعقول .
هذا لا يزيح عن بالنا أن مسألة ( الراحة الأبدية ) خرافة لا يمكن تحصيلها في الدار الدنيا ، وهذا يكاد يكون أكثر صدقية وواقعية ، وحتى التفسيرات الإيجابية للآلام تبقى محاولات جريئة للهروب باتجاه الأمل والفأل ولكنه يبقى في النهاية " هروب " ليس أكثر .
……………
اجعل الآخرين يذكرونك بالخير ويتذكرونك بآثار الإيجابية والمواقف الجميلة ، يحنون إلى مجالساتك ومؤانساتك ، يتوقون إلى ابتسامتك الواسعة وقلبك الكبير الذي يشعرون تجاهه بالانتماء والاهتمام .
حذار أن تترك وراءك ذكرى سيئة أو موقفاً مزعجاً تظن معه أنهم لن ينسوا أيامك أو يحترمون ذكرياتك ، إنهم سينسون شخصك اللئيم ويتذكرون إساءاتك وخيباتك عند أول فرصة للنيل منك والانتقام لقلوبهم وكبريائهم .
المعروف دائماً والطبع الحسن في الفعل والقول والتعامل والاهتمام بالآخرين خير بريد لشخصك ولاسمك ولرسمك ولذكراك ، وخلاف هذا يعتبر من أقل ما يذكر إلا في سوء .
………………
ليس هناك مبرر لتشعر بالحنق على حياتك ، أو تعيش حالة مراجعات دائبة ومجهدة لمكتسباتك من الرجال والأموال .
انطلق بعفوية واسترسل في حياتك وكأن الأيام لن تخذلك ، صحيح أنه لا يصح أن تعيش خباً أدهماً بارداً لا تحيط أمرك بالعناية ولا تهتم لشأنك بالرعاية .
ولكن الأهم أن تكون سهلاً هيناً ليناً سلساً غير جزع ولا فاحش ، فإنهم أكثر أهل الجنة سكنى وأكثر أهل الدنيا سعادة واستبشاراً .
حاول أن تقضي وطرك مما تشتهي ، فإن الشهوة غول كاسر إن لم تقوم بحقه انقض وحشاً يقتات من مخزون رشدك ويفتت كتلة جسدك ، يشغل ذهنك ويبلي فكرك ويذهب عقلك ويشتت أمرك ، خذ حاجتك من الحب والوصل والرغبة والولد وزينة الحياة الدنيا .
إن أخطأ في حقك مخلوق ، اصفح واغفر واعفو فإنها بمجموعها كفيلة أن تشفي قلبك وتداوي أمر صاحبك ، وإذا أحسن إليك أحدهم فبادر المكافأة ورد الجميل وقابله بالحسنى كما ابتدأك ثم إذا ظهر وكأنه تراجع وانكمش فاحمله على أحسن المحامل واترك للتفسيرات الإيجابية أن تبرر له علّها أن تكون أصوب وأقرب .
هذه الحياة نسبية ، لا يدوم حالها ولا يضمن مآلها ولا تُدرك كلها ولا يُقنع أقلها ، إن تعلقت بها عطلتك وإن زهدت فيها أجملتك ، لا يروعك بؤسها ولا يضق بك عسرها وهي فانية بأسرها ، هذه الدنيا يا صديقي مطلعها وأسّها .
……………
لا أرتاح لما أنا عليه ، دائماً أبحث عن فرصة للتغيير ، ألتهم الكتب وأطالع تجارب الناس وأتصفح وجوه المشاريع وهكذا في لهث دائم عن حقيقتي وموقعي من هذه الحياة ، من مستقبلي ، من تاريخي .
لا يدفعني الخوف أو الشك أو الغيرة أو التقليد ، بل تدفعني قناعة شبه راسخة أن الانسان يجب أن يتميز دائماً وأن يمارس التغيير الدوري وأن يتجدد .
لا شكل ثابت لمعنى التغيير فهو قد يعني : التطور أو التحول أو التقدم أو التراجع ، المهم أن تبحث دائماً عن الفرص الأفضل لنفع الناس وتحقيق ذاتك وخدمة دينك واسترضاء ربك .
من معاني التغيير التي أمارسها دائما هو عملية التصحيح ، ليس كل ما أعرفه أو أقوم به هو نافع أو على صواب ، كثير من أوضاعنا يحتاج إلى تعديل وموائمة وأحياناً اجتثاث وتبديل .
كثير من قناعاتنا أو علاقاتنا أو معلوماتنا أو سلوكاتنا تسهم في إبطاء تقدمنا أو انحدار إنتاجنا أو حتى تنغيص حياتنا ، جميل أن نلتفت إليها ونعالجها ونقوم بإحلال المعاني والسلوكات الصائبة والايجابية .
إنه عمل أشبه ما يكون بالكشف الدوري للجسد ومداواة علله ، أو الاهتمام بمعرفة جاهزية المركبة وسلامة أطرافها للطرق الطويلة ومدى احتفاظها بشروط الأمان والسلامة .
يمكن أن يكون من ملامح التغيير الدوري هو " التجديد " ، إذ عليك أن تقتل الروتين الجالب للسأم والتضايق ، عليك أن تبعث نَفَساً ممتعاً لحياتك المكرورة ، وعليك أن تجرب الحياة من طريق آخر وتستمتع بها حتى لا تضج أو تضيق من تكاليفها الثقيلة ومشاقها المتعبة .
……………
كان ملك يدي ، ولكنني نسيت أن الممتلكات تحتاج إلى اهتمام كذلك ، وإلا .. !
…………
يكفي أن تعاني من الفراغ ، لتصبح رجلاً ساقطاً .
…………………
اثنان يلازمانك طيلة عمرك : اسمك وطموحك !
………………
لا تشكل المظاهر السلبية عائقاً ، إلا إذا تحولت إلى مبرر للتقصير والإخفاق .
مثل الفقر والجهل وسوء البيئة وهكذا .
……………
ليس كل من مات خامل الذكر على سوء ، فلا ذكراً طيباً أبقى ولا مشروعاً ناضجاً ترك .
فما مات رجل متخففاً من ألسنة الناس لا يُطرى في خير ولا شر إلا ظفر بالنجح والفوز .
………………
ما شك رجل في عدالته وما اطمأن على نزاهته ، إلا كان ذلك سلامة له من الظلم والاستبداد .
……………
لا تولد الأفكار العظيمة إلا عند الصمت العميق أو النقاش الطويل .
……………
وإن بين الثقة والكفر خيط رفيع إذا ما بلغت الأولى حد الإفراط .
……………
عالج نفسك من " شره اقتناء الكتب " إذ لا معنى لها بدون طراية كافية لمضمونها واستيعاب نابه لمعانيها .
………………
إذا أردت أن تعرف مخلوقاً على حقيقته " عاشره " ، وإذا أردت أن تعرف كاتباً وكأنك عاشرته " اقرأ له " .
…….………
سألته : ما هو الطريق لحب القراءة ؟
أجابني : هو أن تبدأ .
………………
لا تقضي الوقت في انتظار الفرص ، ولكن في الاستعداد لها .
……………
لقد انحدرنا من عقل التنوير ..
إلى
عقل التثوير !
……………
والله شغلة !
يخاف على هوية السعودية : من التشديد ، وعلى هوية القدس : من التهويد ، وعلى هوية الإمارات : من التهنيد .
………………
نحن واقعون في أسر الأشياء .
……………
الذي يجهل حقيقة الأمر يبالغ في المديح ، مثل شخص يرفع صوته بالحديث لأن صوتاً يضج في أذنيه أقوى من مسمع صوته .
.……………
ساعة ترفيه واحدة ، تعطيك ساعات جد طويلة .
…………
الأعضاء شعب والقلب حكومة والعقل سلطان ، وأمرهم شورى بينهم .
……………
كن واقعياً ، لا تغالب الحياة فتغلبك .
…………
- هل نسيتني ؟ وأصبحت تأنس بمجالسة غيري حتى لا تكاد تفارقهم !!
- ليس كذلك ، ولكن لأنهم يشبهونك .
…………
كلما كان الشخص مستغنٍ عن الآخرين ، كان هذا أحفظ لكرامته .
وهذا يحدث على مستوى العلاقات الشخصية ، وعلاقة الشعوب بحكوماتها ، والعلاقات الدولية .
…………
في دول الاستبداد .. تتحول بناءات التحضر إلى أصنام تخلف ، وتنقلب منابر الحكمة إلى أبواق جهالة ، وتغرب شمس الحقائق لتعم ظلمة الشكوك .
…………
أكثر ما نكتبه آراء أولية غير متعمقة ، وقد يكون أسرع بها العجب أو استمالة المؤيدين واستعجال الشهرة .. والله المستعان !
……………
لا تستخدم تجاهل الآخرين وسيلة لإثبات وجودك أو ارضاء نفسك .
………………
لا أستغرب أن تكتب مثل هذا الكلام المنمّق ، ولكن أنتظر أن أراه في حياتك يتحقق .
….…………
هرب من السجن ، وبنى سجناً أكثر وحشة اسمه " الخوف " .
…………
الله كريم ، إلى درجة تجعل كل معروف نبذله بمقابل نتقاضاه .
ولكنه أراد لهذا المعروف أن يُبذل طاهراً زاكياً دون انتظار لشكر أو أجر .
…………
أيتها المرأة ، عليك أن تعيشي حياتك لتبرري لزوجك أن اختياره كان صحيحاً .
………………
الحق أن التعبير اللفظي ( الكتابة ) لا تكفي لتجسيد الحقيقة .
المعنى له حضور واقعي ، وذهني ، ولغوي كما يقول الداهية عبد الله الغذامي .
ما يفعله القلم هو مطاردة المعنى ، أحياناً يمسك به وأخرى يفلت منه ، وبينهما قد ينال من أحد أطرافه .
……………
لا تهتم باستكثار الأصدقاء .
لن أقول إنهم سيكونون قلة عند المصاعب ، أعتقد أنك تعرف هذا ومللت تكراره .
الجديد أنك ستستبقي القليل جداً كلما زاد عمرك .
……………
لا تفكر في القضاء على الغضب تماماً ، لأن الذي لا يغضب هو بليد الإحساس وميت المشاعر .
ولا تطمع في التخلص من الخوف تماماً ، الذي لا يخاف شاذ ومجنون حتى الأموات يخافون ظلمة القبر وسؤال التثبيت .
………………
لا تهتم بتنمية شيء من أمور الدنيا حتى لا تندم على فقدها ، وليشغلك صنع ما ينفع الناس حتى يسعدك توريثها .
وعند الموت تتضح الأمور وتستوفى الأجور .
…………
في بلدان الاستبداد : تبلغ القلوب الحناجر ولكن لا تبلغ الهتافات الحناجر وإلا قطعت .
…………
الدمامة : من أسباب التهميش في " عقيدة المجتمع الحديث " .
…………
نحن العرب : اللعب سفاهة ، والفن مجون ، والبكاء مذلة ، والكبير مُصيب والصغير سفيه والمرأة عورة والشيخوخة عار والشباب نزوة ، الجنس عيب ، والحب مهزلة ، الثقافة ثرثرة والسكوت أدب والاعتراف بالخطأ مصيبة والاعتذار حقير ، الكرم تبذير والبخل حرص والرجولة منظرة والاعتباط مفخرة .
……………
هل يصح أن نتعايش مع أضدادنا في الدين ولا نتوافق مع من يخالفنا في المذهب .
…………
الذين فسروا الصلاة أنها استجابة للخوف من الله فقط هم من أفسد على الناس دينهم ، ولكن الصلاة فعل حضاري ولها مردود اجتماعي نبيل وغاية إنسانية عالية .
…………………
بعض أيام تشعر بالسعادة تغمرك دون مبرر ، أو علّة ، أو سبب .
تنسى كل ملاحقات الحياة الكريهة ، كل أعباء الماضي التي بدت وكأنها تطارد فريسة منهكة ، وتنسى كل أسئلة المستقبل التي تنتهبك ، تنسى آلامك ، وخيباتك ، وأوجاعك ، وحتى أحلامك الكبيرة التي تجثم على لحظتك .
اغنم زمانك ، وعش لحظتك ، ولا تفسد يومك وأنت تبحث وراء هذه البلايا والرزايا ، إنه من أيام دنياك الشحيحة ، ولحظات عمرك المريحة .
قرّب إليك رفقتك الصالحة ، ارفع صوتك بالغناء ، توقف عن كل نشاطاتك الجادة ، وانغمس في ضحكة عميقة تطرد معها الألم المنحبس بين أضلاعك وتفرط في رصيدك من الضيق والانقباض العاطفي .
لا تنسى أن تشكر اللحظة التي جالت بك ، أن تمتمن لهذا الرب العظيم بغفرانه ونعمائه ، وأن تحمد لأولئك البشر الجميلين الذين اكتنزوا لك مجموعة ذكريات ومواقف تشع بالطمأنينة في قلبك والثقة في نفسك .
اشكر نفسك ، ونفسك على ثباتها ، إصرارها ، وانطلاقها من جديد في ميدان الحياة المترامي .
……………
سألته : كيف أكون إنساناً ؟
أجابني : بقدر ما تحمل من معاني الإنسان .
سألته مجدداً : ومن قدوتي في ذلك .
أجابني بثقة : وهل ستجد مثل محمد - عليه الصلاة والسلام - ؟ .
……………
كل قانون وضعه البشر واتفقوا على رفع كل المحظورات من طريقه ، إنما جعلوه بعد أن ذاقوا مرارة غيابه وانعدام أمثاله .
وهذا يتضح أكثر في مسائل رفع المميزات التي يحصل عليها أهل طائفة ما أو مذهب معين استوطن قبل غيره على الأرض ، بحيث أصبحت المساواة وحق كل شخص أن يعيش كمواطن كامل الحقوق دون درجات تقديم أو تأخير السبيل لاستقرار هذه البلاد ونمائها .
……………
احذر خداع " الحاجات الملحّة " لأنها تمارس ضغطاً هستيرياً عليك وتظهر وكأنها ضرورية وعاجلة وأساسية .
سوف تفقد القدرة على التوازن وضبط الأولويات والترتيب التسلسلي للأهم فالمهم ، ستكون عرضة لإلحاح الحاجات حتى لو كانت سخيفة وعادية وسيفوت عليك تحصيل ضرورياتك الهامة .
……………
" التحرر - التقدمية - التمرد - الثورة ........ "
وهكذا دواليك من المصطلحات الحالمة الخيالية التي تثير شهوة التغيير لدى الشعوب والأشخاص على حد سواء ، بعضهم يطير به الحماس لإنفاذها بلغة العنف أو الرأي المنفتح دون قراءة للواقع أو دراية بالمآلات .
مشكلة النص أو اللغة أو الخطابية أنها غير دقيقة ولا تحمل منطقية واقعية كافية ، ولذلك الاعتماد عليها يعتبر خطأ فادحاً قد ينتهي بالحال إلى الانفلات أو العنف .
……………
لا تغلقوا أبوابكم دون فتياتكم ، فيطرقون أبواب غيركم !
……………
ثمة أشخاص يموتون بنهاية أعمارهم ، وظائفهم ، سلطتهم ، ذخيرتهم .
كن من الأشخاص الذين يعيشون أطول من ذلك .
وهذا لا يكلف معجزة ، أو ضربة حظ ، أو التفاتة قدر .
فقط عليك أن تصنع مشروعاً ، تبدأ القراءة ، تبني طموحاً ، ترسم هدفاً ، لتعيش أطول .
…………
نحن نحتاج للعودة إلى " الإنسان الأول " .
حيث لا فروقات ولا خلافات ، إنسان نزل على هذه الأرض كما أراده الله حديث عهد بالسماء ، لم يتلطخ توحيده بشائبة الشرك . ولم تفرقهم مطامع الدنيا الخسيسة . ولم يتجذر خلافه مع عدوه الإبليسي الخبيث .
كم هو شوقنا إلى ذلك الإنسان المتجرد من كل شيء ، إنسان فرد لم تبلغه الإضافات المزيفة ( سلطان - حاكم - قائد - ملك - شيخ - سيد ) . إنسان طاهر لم يتلطخ بدماء قابيل ولم تخالطه مشاعر الطمع واغتصاب حق الآخرين ولا تتجاوز طموحاته ما أوتي من فضل ورزق .
إنسان العهد الأول . إنسان الخطوة الأولى التي وضعها على أديم الأرض وما زالت رجله الثانية في طريقها ولم يستقر به المقام بعد في هذه الدنيا إذ ما زالت أشواقه تشده إلى عالمه العلوي وما زال يتحين فرصة توبة إلهية ترده إلى موقعه من الجنة .
عالم جديد طاهر نظيف من النزغات والنزعات والنزوات والشبهات والظنون السيئة والعقد . عالم لم تنزل فيه المرأة إلى مستوى الدون ولم ترقى إلى مستوى الفتنة .
……………
القارئ إنسان متقدم بخطوة ، والكاتب متقدم بخطوتين .
…………
تنكمش الأمة في أزمنة الشدة ، وتنفتح في عهود الرخاء ، تتعفن عند الانكفاء وتصحّ عند الانطلاق ، تنبعث عند التحدي وتنهار مع الوفرة .
…………
لماذا اختارك الله لتكون مسلماً بين ست مليار إنسان يدبون على هذه الأرض ؟
لماذا اختارك قدر الله لتكون عربياً تتناول الأمر الإلهي والنبوي بسلاسة عجيبة بين مليار ونصف مسلم ؟
لماذا اختارتك مشيئة الله لتكون أقرب من ثلاثة مليون عربي من هذه البقاع المقدسة ؟
ألا يستحق مثل هذا أن تصرف بعض وقتك لتصنع نفسك ، وتضبط هواك ، وتخدم دينك ، وتقوم بحق نبيك ، وتشكر فضل ربك ؟
ألا ترى أن مثل هذا يستحق أن تلتفت إليه ؟
إن دائرة الاصطفاء الرباني تضيق بعض الشيء ، ولكنها وسعتك ضمن دوائرها الضيقة ، ويبدو أنها ستلفظك عمّا قريب إلا إذا غيّرت رأيك !!
……………
الزواج صناعة يتحول معها إلى مؤسسة ، والصداقة صناعة تصبح مشروع رفقة عمر ، وزمالة العمل أو الدراسة بنك استراتيجي لخدمة مصالحك .
الحب وحده لا يخضع لرغبة صانع ولا يلين ليد صائغ حِرَفي ، هو الذي يصنع الأشخاص ويصوغ الحياة ، يبني العمر على أساسه ويشيد بنياناً من أركانه .
الحب هو الذي يجيز ارتكاب كل الحماقات ، يفسرها ويبررها ، وأحياناً يجعل منها ملحاً للحياة ونكهة للأيام .
بإمكانك أن تصنع حياة ملؤها الحب ، وتعيش عمراً يسع كل السعادات ، استخدم خامة الحب ، خذ قطع قلبك التي بعثرها الفراغ ، وارفع خبثها وطهرها من دنس المراهقات ، واجعل منه وعاءاً صافياً ؛ ذلك لأن الحب ماء عذب لا تخالطه الأكدار ويضيق بمركبات الحقد والحسد والغل والضغينة وكل مشارب الضائقين بالحياة .
………………
امتلك ( المفردة ) وقبلها ( الفكرة ) واصهرهما ( بحرارة العاطفة ) ، تصبح كاتباً بارعاً .
…………
إذا تعلمت القراءة والكتابة محوت أميتك ، وإذا مارستهما حققت أمنيتك .
…………
جواد هذا الكون ، يعطيك الكثير من الأشياء بالمجان ، نحن من يلطخ جماله ويشوه ملامحه .
نعرّض أشيائنا للمقايضات ونزايد عليها ، لا نحافظ على مقدراتنا ويسحبنا الطمع كثيراً إلى ساحة منافساته الخاسرة .
……………
لاحظ أن حواسك الخمس مسؤولة عن نقل اللذة إليك ، الطعوم الشهية والصور البهية والملامس الطرية والأصوات الندية والروائح الزكية .
كما أنها وسيلتك الوحيدة لتذوق طعم الحياة وتعرّف طبيعتها ، ولكن هي كذلك التي تقف بك عند كل محزن ومؤلم وموجع .
كونك الجلدي الممتد مسرح كبير للإحساسات ، عرضة للصدمات ، هدف للبلايا والرزايا والهدايا .
لا تعقلن كل الأشياء ، لا تعرضها للانضباط والتزمت ، لأنها عادة تخسر متعتها وتفقد روعتها ، دع حواسك تتلمس الجمال دون أن تفتش عن الأسرار ، إن قدراتها الساذجة والبسيطة هي التي تبذل هذه الروعة والجمال .
كثير من الأشخاص نستمتع بمجالساتهم العابرة ومؤانساتهم الآنية ، لا تقلب صفحاتهم الشائهة ولا تلتفت إلى جوانبهم المظلمة ، دعهم كما عرفتهم ولا تنتظر أن تصفو لك سرائرهم تماماً كما تبرق ظواهرهم .
………………
اجعل أول ما يهمك عند استيقاظك أن تأتي عبادة الله ، واجعل آخر ما تختم به يومك توبة واستغفار وعزم على التغيير ، يطيب يومك وتقرّ عينك .
……………
إذا التزمت أمر ربك ، يظهر وكأن الدنيا منداحة لك وطرق الحياة انفسحت لأجلك ، تهدأ نفسك ويطيب حالك ، تشع من قلبك طمأنينة ويبرق في وجهك نور البصيرة ، تبدأ في توزيع السلام والابتسام وكأنك تصالحت مع الحياة وانبعثت مرسولاً للحب يتقبلك الناس بوجوه غير مكفهرة وتستقبلك الدنيا غير مدبرة .
……………
لا يجوز أن تحب الروح الخربة روحاً معمورة ، ولا يختار صاحب الروح الهرمة روحاً شابة متحفزة ، فإن الفصال أدنى إليهما والخصام أولى بهما ، وهو رهق للأرواح وطارد للأفراح ، مجلبة للجفوة ومديم للهفوة وموسع للهوّة .
…………
بعض النفوس نراها جميلة من بعيد ، إذا اقتربنا اكتشفنا خلاف ذلك .
……………
اللهم هب لأمتنا " النصر " على الأعداء ، وأقرّ فيها السلم " الأهلي " ، وبارك لها في نسائها ورجالها و " الشباب " ، واكتب لها " الاتحاد " في الشدة والرخاء وفي رؤية " الهلال " ، ووثق بينها " التعاون " و " الاتفاق " من أقصى المغرب إلى أدنى " نجران " ، واجعلها " الرائد " في الحق ، واكتب لها " الفتح " في كل خير ، ولا تجعل بين شعوبها شقاقاً وتناحراً و" هجر " ، وأعد لها أيام العز والتمكين في حطين وبدر و " القادسية " فقد هبطت الهمم مؤخراً إلى أدنى درجاتها والله المستعان .
……………
أخوك : الذي يقاسمك نومك وأكلك ، صديقك يشاطرك وقتك وأنسك ، حبيبك يزاحمك قلبك وعقلك وربما يأخذ كل ذلك منك .
……………
لا يصح أن يكون بينك وصاحبك ( كبرياؤك ) فإنه ينخر في جسد الصداقة ويهوي ببنيانها .
………………
لا تجعل يومك ماضياً لا تحب تذكره ، ولكن اجعله تاريخاً تفتخر به .
……………
ليس هناك وقت محدد للبداية ، كل آن هو فرصة زمنية للانطلاق ، تفويتها يورث الندم العميق .
……………
اليأس : موت سريري .
…………
الأسئلة السطحية هي عبارة عن علب فارغة تبحث عن أغطية الإجابة ، هي أجساد عارية تطفق تخسف عليها من ورق الأجوبة ، ولذلك اعتبر السؤال دليل جهل وعلاقة رجل ( لا أدري ) مع آخر عارف أو متعرف ، وهنا تتنزل قيمة ( السؤال ) إلى مستوى دوني وساذج .
ولكن الأسئلة العميقة التي لا تهدأ تجدد جلد إجاباتها كل آن ، هي عبارة عن باب يفتح عن مغارة تعج بالكنوز يقود دهليزه إلى باب يتلوه وانحناء يعقبه وهكذا يستزيد المتعمق من الكنوز فيطمع ولا يشبع ، يقدم ولا يحجم ، يولغ ولا يبلغ .
…………
لمن يبحث عن نفسه ؟
ابحث عن ربك ، صديقك ، مشروعك ، تجدها تنتظرك .
وسوى ذلك عبث وشتات .
……………
لا تذوب في مثالية ملائكية .
أو زهد قبوري .
أو شهوانية حيوانية .
أو روح شيطانية .
حقيق بالإنسان ألا يتجاوز طبيعته الإنسية لأنها عماد سعادته وركن ريادته .
…………
كل مشكلة في البلدان المتخلفة هي نتيجة للضعف العام الذي تعانيه ، وإن كان لها أسبابها الخاصة .
……………
المجتمع الذي يستتر بعض أحاديثه ، مجتمع تملأه العقد .
والأدهى أن يكون ذلك رهبة لا تعففاً .
……………
لا تعوّل على الحلم الذي تملك ، عوّل على الإمكانات التي تحقق هذا الحلم .
…………
يا لبؤس التردد ، كم فوت من خير وكم أبطأ من منفعة .
……………
أسوأ الأحوال : جرأة في الباطل ، وتردد في الحق .
…………
الفنون ليست ترف ، أو لهو ، وشيء زائد عن حاجة الناس .
ربما تكون في مرتبة متأخرة عن العلوم الجادة عند بعض الأمم ، وعند غيرها مظهر للتحضر وصورة من الرقي والتقدم والتمدن .
إنها تساعد في تطرية الحياة والتخفيف من صرامتها وجديتها ، تساعد على ابتلاع غصّات الدنيا الخانقة ، إنها تجعل من الوجود جميلاً وتضيف معاني السرور والابتهاج والفرح إليها .
الفنون عملية تجميل لا تغير من خلق الله في شيء ، ولكنها تصلح العيبات الطارئة والانحرافات والعيبات الحادثة .
إنها عملية تعبير إنساني راقية ، تبعث في النفوس الشقية أملاً وسلوى وتكون للحالم وطناً ومثوى ، تتفجر بالإصرار على خوض الحياة رغم المتاعب ، أحياناً تكون حالة رفض لكل محاولات التيئيس والتعجيز التي تمارسه الأرواح الشيطانية لبث الفساد في الأرض .
والفنون هي اللغة الوحيدة التي يجيدها كل البشر .
……………
كل شيء ينمو بالممارسة ، ويرسخ بالتدريب ، ويحقق ثمرته بالتطبيق .
…………
الحلم : خطوة خجولة في طريق الطموح ، ويبقى ( وضع الهدف ) هو صافرة الانطلاق .
………………
يظهر لي أن قيادة الجماهير أسهل من قيادة رجل واحد .
…………
بعض خطاب الدعاة والمصلحين يخلو من الفكرة العملية ويركز على النبرة الوعظية ، ربما يحمل لديه فكرة ذهنية مغلوطة حول موات قلب المتلقي لا استعداده للعمل الإيجابي .
لعمري ما يعرف أن خواء القلوب عارض مصدره الفراغ وليس ملازماً له ، املؤوا حديثكم بالأفكار العملية والمشاريع الإيجابية صغيرة كانت أو عظيمة .
………………
في الحقيقة نحن لا نحتاج إلى الحب أكثر من حاجتنا إلى صديق جيد .
…………
عش بقلب طفولي متحفز ، ووجه شاب نظِر ، وعقل رجل حكيم .
……………
غادر منطقة الأمان ، خض تجربة التغيير ، وتحمل في سبيل ذلك كل المصاعب وتجاوزها ، وكل التهديدات وتحملها ، انتقل إلى مناطق الخطر لأنها مواطن التمحيص والابتلاء والتحدي والفوز .
…………
الشعر يختصر المسافات ويستوعب محيطات الخبرة وبحار المعرفة والتجربة وأكوان التاريخ وأشواق المستقبل المنبسطة ، صناعة الشعر معقدة ودقيقة ولا يكفي لمؤهلها الموهبة والإجادة والتمكن ، هي أبعد من ذلك بكثير وأعمق مما نتصور .
الشاعر ملهم ومحيط ومحنك ، مجيد ومتمكن ومتقن ، عارف وعالم وخبير ، ليس مجرد صائغ جيد للكلمات ولا مالك لذخيرة لفظية واسعة ، مثل هذا لا يكفي لصناعة شعر يستبطن الحقيقة ويمتلك الثراء .
الناثر يبسط عباراته وينشر أفكاره في سطور ممتدة ، ولكن الشاعر يحبس الأفكار والمشاعر والمعلومات في بيت قصير وليس قاصر ، الشاعر سخي في أقل السطور ، والناثر ثرثار مهذار كنقع القدور .
يذكرني عمله بالفوتغرافي والصورة الملهمة تغني عن ألف كلمة ، تحتبس ذرات الكون لتقف بالزمن عند مشهد معبر وفي لحظة مؤثرة .
ينتقي الشاعر كلمات مكتنزة واستيعابية أكثر في غير جمود يفقد الشعر حساسيته ولا تكلف يسرق منه عذوبته وانسيابيته .
……………
اهتم بفكرة الإضافة ، كن إضافة عظيمة لهذه الحياة ، كن كذلك لأصدقائك ومجتمعك وتاريخ أمتك .
مارس ذلك كل يوم في حياتك ، اعتني بإضافة معلومة مفيدة ، صديق جيد ، خبرة متعمقة كل يوم .
حاسب نفسك بنهاية كل يوم ، وكل عام ، وكل عقد ( مدى أطول ) ، ما هو نوع وكم الإضافات التي اكتسبتها في حياتك .
عليك أن تشعر بالحزن الممضّ عندما تجد أنك لم تضف شيئاً إلى تكوينك المعرفي والاجتماعي والتعبدي .
………
المثقف والعالم والأديب لا يغادر عيباته الذهنية ولا يتخلص من سوءاته النفسية إلا بصعوبة ، وأحياناً ترافقه حتى مماته وحتى آخر قطرة في مداده ، ولكنها تستتر خلف ألفاظه المنمقة وعباراته المشرقة ، وإلا ظهرت في فلتات بيانه وزلات لسانه ، يستفزها الغضب ويستثيرها غياب الأدب .
تحدث الأزمة عندما تستبد به هذه السوءات فتصطبغ على فتاواه ونثاره ونتاجه ، فيتشربها المتلقي وكأنها منتوج سليم وصائب ، لأن أغلب من يتبعه ويتلقى منه هو مقلد لا تستبين له مواطن الإصابة والحق وحظ النفس منهما .
………………
ستفقد كثيراً من هيبتك في القلوب عندما يعرف عنك كثرة التجاوز واللامبالاة ، حتى أقرب أصدقائك سيتجرأ عليك عندما يعرف أنك لا تمانع من اختراق مبادئك ، عندما تقل ممانعاتك أمام كل رغبة .
كل الأشخاص الفارغون ممن يفقد في حياته الهدف ، والمؤشرات التي يعرف بها انضباطه من اضطرابه ، عادة ما يكونون أدنى الناس ويتلقون مستوى أقل من التقدير العام وينخفض معدل قبولهم الاجتماعي إلى أقل درجاته .
……………
بعض الكتب تقرأها وكأنك تجالس جثثاً هامدة وأجساداً بلا روح ، وبعض الكتب تقرأها وهي أكثر حياة من الناس أنفسهم ، تستثير عندك المطامح وتستبكي المدامع وتستجيش العواطف ، كتب لا تغادرها حتى تترك فيك أثراً لا تزيله الأيام وتجبرك على التغيير ، تغيير تفكيرك ومشاعرك وربما تقلب حياتك .
أحياناً وبالنسبة للذين يمارسون الكتابة ، يضيفون لوهلة واحدة أمداداً من الثراء الكتابي والسيل الحبري المكنوز علماً ومعرفة وبصيرة .
بالنسبة لي أشعر بمثل هذا نادراً ، حتى تكاد تتحول جلسة قراءة واحد من الكتب إلى ورشة عمل من التحرير والتذكار والفحص والتبصر ، هذه الكتب الحية الثرية وإلا فلا .
……………
تسائل دائماً كم هو حظك من " الاستطاعة " واجعل منها فكرة مطروقة في ذهنك أبداً .
ستكتشف كم هو حجم الفرص المشرعة لك من أجل النجاح والإنجاز والتفوق .
كثيرون هم الأشخاص الذين يملكون استطاعات قليلة ، كم من معاق ومريض وجائع وفقير ومعدم ومسجون وجاهل في هذه الحياة يعانون من فقد الاستطاعة .
أعظم استطاعة ممنوحة من الله هي " القدرة على الاختيار الحر " وهي مسؤولية قبل أن تكون هبة مجانية .
سوف تتحول إلى رجل مستثمر وحريص على وقتك ، مواهبك ، معارفك ، إمكاناتك ، إنسانيتك بحد ذاتها ستنتقل إلى طور العمل والتنمية والتطور وستتخلى عن سيطرة التسويف والتجاهل والإهمال .
ولا تنسى أن الاستطاعة مجرد فرصة مفتوحة أو باب لم يوصد بعد ، ربما تعرض لك غفلة تلهي قلبك أو شاغل يسرق وقتك أو عارض يعطل أعضائك وستضيق حينها " الاستطاعة " .
من جميل عرفنا الديني أن الحساب ، والمسؤولية ، والقيمة الفردية رهن الاستطاعة حيث توزن على قدرها وتحسب على أثرها .
……
الصمت أحياناً تكتيك انسحاب ، لتخوص العيون ما تبقى من المعركة .
…………
نلوذ بالصمت عند المواطن التي لا يحسن فيها الكلام .
…………
نعبر عن مواقفنا أحياناً بالبكاء ، بالغضب ، بالفرح ، بالضحك ، بابتسامة صادقة أو مزيفة .
نصمت .. عندما تكون المواقف أقوى من أي تعبير .
…………
عظيم أنت أيها الصمت ، تحافظ على إنسانيتنا عند المواقف الصعبة .
…………
كثير هم الأشخاص الذين يجيدون الحديث ، قليل هم الذين يعرفون الصمت .
…………
أحمق ذلك الذي يعتقد أن الصمت موقف ضعف .
…………
هؤلاء البشر دائماً يحاولون تجميل حديثهم ، مرة شعراً ونثراً وسجعاً وأخرى نشيداً وغناءاً وحداء .
لا يستطيعون تزيين الصمت ، هو الذي يزينهم .
…………
أقدر المعلمين على الإفهام ، هو من بذل علمه دون كلام ، انظر هذا الكون وارفع رأسك إلى الأفق وتفكر في الأطلال وزر المقابر وتصفح المناظر ، إنها معلم صامت .
……………
نحن لا نملك المستقبل ، كما أننا لا نملك " تغيير الماضي " .
نحن نملك فقط ( كيف نكون في المستقبل ) ، بناء على الوقت الذي نمضيه في الحاضر .
لا يصح أن نتعامل مع المستقبل ككائن غامض يستعد لمصادمتنا أو افتراسنا .
بالعكس ؛ ربما يكون المستقبل أكثر سعادة أو مجموعة فرص جيدة وممتازة للعيش والنجاح .
المستقبل قريب جداً ، هو ليس مصادفة زمنية أو مفاجأة عمر ، هو قريب لأنه يبدأ من يوم غد ، وهو أقل من مصادفة سحرية لأنه لن يكون أكثر مما ستؤدي إليه لحظتنا الراهنة .
الموظف التقليدي الروتيني لن يختلف مستقبله عن حاضره ، إذا لم يتخذ قرار التغيير ويطور من إمكاناته ويوظف قدراته ليجد نفسه في موقع أفضل أو يرفع من قدرة إنتاجه .
بعضنا يتعامل مع المستقبل وكأنه سيقدم على وحش متربص سيلتهم مكتنزاته من الصحة والمال ، وبذلك لا تجده متحمساً لتغيير حاله وتصحيح مساره وعادة ما يزيد من تعقيد مشكلاته وتنامي أخطائه على أساس الفكرة السوداوية التي تسيطر على ذهنه .
…………
بعض الأمم تكون مشدودة إلى الماضي أكثر من المستقبل ، رهينة للتاريخ وسجينة في قبضة العدم ، وإذا فكرت أن تتشوف لمستقبلها فهي عادة ما تمارس الانتظار وتتعلق بالشخوص المخلّصين لحالة التخلف والانهزام التي تعيشها ، تدعو بفرج فلان وتخلق مئات المهديين المنتظرين وتتعجل نزول المسيح بينما تتعامى عن لحظتها التي يجب أن تشتغلها عملاً وكدحاً وتضحية .
اليهود يعملون في إطار الصهيونية على زيادة الإفساد في الأرض بإشعال الحروب وتوتير العلاقات الدولية وتأزيم علاقات الشعوب لأن في ذلك تعجيل بخروج منتظر اليهود ، وكذلك الشيعة في نسختها الخمينية تسد فراغ الإمامة بتنصيب أولياء الفقيه الذين يعملون على برنامج سياسي يهيئ الأرض لتنداح مؤذنة بفرج المهدي .
ويبقى السنة مكتفين بعيش ما تبقى من الحياة متفرجين على اشتعال الأمم والشعوب حرقة على معونة صاحبهم للخروج ، وإذا رفع أحدهم رأسه بالعمل فليست أكثر من مشروع خلاصي يعجل بقيام الساعة وتسريع حركة علاماتها الكبرى .
…………
الأشخاص الفرائحيون أطول عمراً وأنظر وجوهاً وأكثر تعافياً ، أجسادهم لا تفقد قوامها والهم لا يفسد منامها .
………
ابحث عن المعاني الحقيقية ، واحذر نسختها المزيفة ، إذ لكل شيء طبعة أصلية وأخرى تقليدية وتجارية يقع في فخها الدهماء .
……………
أصبح صديقي ذو السبعة عشر ربيعاً يدمن التدخين و" الشيشة " وعفن معجون يختبئ خلف لثته المحترقة سواداً ، أخوه الذي يكبره بعامين لا يقل عنه كثيراً بل يزيده بأم الخبائث وابن عمة الدواهي .
لقد ولدوا في أحضان والدهم الغليظ الذي يمتلك قائمة من المحرمات أطول من الصكوك التي تصدرها محاكم النزاعات ، رأسه الفج تختلط فيه الخطوط الحمراء مثل أرض مخضبة بالدماء .
كان يعتقد أن هذه التحفظات ستكون أحفظ لأبنائه وأضمن لمستقبلهم ، استهول لديهم كل ممنوع حتى أسال لعابهم لاكتشافه والرغبة فيه .
فرض عليهم حصاراً بوليسياً أغلظ من حصار ملاعين الصهاينة على غزة الأبية ، وزع العيون المخابراتيه لملاحقتهم ، والآذان المزروعة في الجدران والأسقف والبلكونات .
كانت قلوبهم معلقة بالمساجد ولكن لأجل ظل والدهم المتدين بغير علم ، يعودون لبيتهم وكأنه حكم عليهم بسجن مؤبد يذوقون فيهم أقسى ألوان التنكيل والتعذيب .
في غيبة والدهم حرية ، وفي مشهده يتحول البيت إلى مكتب تحريات تابع للمخابرات الروسية العنيفة .
لقد أخفقت يا عم !
……………
إذا حضرت كنت عالمي الصغير ، وقتئذ ما حاجتي لغيرك .
وإذا غبت ضاق بي هذا العالم الكبير ، وحينها لا قيمة لمن حولي إذ هم ذرات في مجرتك الكونية .
صوتك يطربني ، حديثك يرويني ، ابتسامتك مفتاح سروري ، ورضاك حبوري ، وقربك يبهج مكنوني ، ويجلو عيوني .
إذا سرت السعادة في قلوب جلسائي ، ما نلت منها ذرة عند غيابك ، وإذا رانت الكآبة على محياهم ، ما يضيرني في شيء إذا كنت بجانبي تعلوك ابتسامة الرضا ويغمرك شعور الارتياح .
لا يسوؤكم حديثي ، إنما الإنسان تبع لقلبه ، في قبضة هواه ، وأسير ما حواه .
…………………
يحدث ( وجع الرأس ) عندما نجبر الواقع أن يستجيب لخيالاتنا الطوباوية .
…………………
إذا كانت القراءة تمنحك حياة أخرى .
فإن الكتابة تعطيك الخلود في الحياة .
…………………
لولا الأمل ، لمات المنتظرون .
…………………
لا تعتقد أن هناك شخص لا فائدة منه ، بعضهم أصحاب أدوار لا ترى بالعين المجردة .
…………………
الشوق : هو الانتظار الممل بطريقة رومانسية .
…………………
انظر إلى البحر ، حتى تتعلم لا نهائية الأشياء .
…………………
إذا رأيت مجتمعاً يستأسد على الضعفاء ويخنع أمام الأقوياء .. فهو لا يستحق أن يعيش !
…………
الحقيقة أننا نثور على حقائق خفية وآلام داخلية لا نصرح بها إنما نستخدم ( الاعتداء على مقدساتنا ) وسيلة لممارسة فعل الثورة .
…………
ما أسرعكم إلى محاسبة الضعفاء وأخنعكم أمام بطش الأقوياء .. جبناء ! لا إله إلا الله محمد رسول الله .
…………
فكرة عميقة مع تعبير سارح ، سيفهمه العاديون ( تهجماً وانتقاصاً ) لمعتقداتنا ، حدّث الناس بما يفهمون أتريد أن يظن بكم سب الله ورسوله .
…………
عندما يبدأ الكاتب رحلته للتحقق من صدق إيمانه سيظهر للعاديين وكأنه يتشكك من ثوابتنا ، والحقيقة أنه في الطريق إلى الإيمان الحقيقي ! فقط اتركوه .
…………
الذي يعكف لقراءة نوع من الكتب ( فلسفة - حرية - أدب ) سيصبح قلمه يغرد خارج السرب ويكتب بما يخالف السائد ولذلك سيتعرض دائماً للتفسيرات الجائرة .
…………
بعض مجتمعاتنا العربية ، تمارس المكارثية في أبشع صورها . هل يذكرك هذا بشيء ؟
…………
إما أن نحتوي ( استفهاماتنا - شكوكنا - ما يقلقنا ) أو يذهب أولادنا يبحثون عن الإجابات عند غيرنا .
…………
يا غرفتي الصغيرة احتويني ، إني أعيش في بيت النفاق . ظلمتك ضياء ، لأن مصابيح البيت الكبيرة تعميني ! الهدوء الذي فيك يهديني ، بدون صخب أو فوضى .
…………
الذين يحمّلون الأمور أكبر من حجمها ، عادة ما يكونون على فراغ . الأمور عندما تجري بطريقها الشرعي والقانوني ، يكون تعبيراً صريحاً عن التحضّر .
…………
تتغير الأحكام عندما يتصل تأثيرها بشخصك ( ولو على أنفسكم ! )
…………
جعلوا ذكراك سباباً ودماء ، إنها أمة جهلاء
…………
تناقض كبير أن يذكرنا بالنبي الكريم " إساءة " من شاب طائش ! نحن أمة تستفزها الشواذ ولا تحركها المبادئ . كان الله في العون
…………
محاكمة الغوغاء ظلم ومحاكمة المعنيين عدالة .
…………
التقنيات الاجتماعية أجبرت الشباب على التفكير بصوت عالي . جاهروا بمشاعرهم وشكوكهم وظنونهم دون تمحيص أو روية . فوقعوا في الورطة !
قديماً يطرح المرء تساؤلاته وحيرته على من يرى عنده الإجابة الشافية والردود المداوية ، ويموت الشك في محله ويبتنى اليقين من جديد .
…………
ذهب به العمر ، فذبلت كل إحساسات الحقد التي كانت نشطة تمور في صدره ، حتى ما عاد لها حياة أو مبعث .
غير أن الندوب التي تركتها هذه الأحقاد في ملامح مستقبله ما زالت بادية بقسوة ، مثل آثار حادث مفزع على وجه طفلة غضّة .
……….
أفضل مواطن السعادة هي : البساطة .
……….
تسامح ، ستشعر بحب الآخرين وهو يلفك من كل جانب .
……….
كثيراً ما يشعر القلم بالغيرة ، عندما تهمله لأيام .
……….
بعض المشاغل مؤذية إلى درجة تصيب عقولنا بالعقم .
……….
بعض الأشخاص لا يطيب ولو بألف طبيب .
……….
الحاكم المستبد كالكلب في وفائه ولكن ( للكرسي ) .
……….
الدكتاتور لا تصنعه أخلاقه النزقة وشهوته الغضبية ، ولكن يصنعه نظام مهترئ ، وشعب خائر ، وبطانة خاسرة .
……….
الحاكم الديمقراطي يترك الكرسي :
- بنهاية ولايته .
- بخسارة انتخابه للثانية .
- بفقد شرعيته .
الحاكم المستبد : لا يترك الكرسي لو يفنى كل الشعب .
……….
نعم أتغير حتى ينمو عقلي وتنضج خبرتي ويستقيم عود فكري .
نعم أتغير : لأنه مفهوم إيجابي ، والانتكاسة مفهوم سلبي على النقيض منه تماماً .
نعم أتغير : لأن الحياة تحب التجديد وتتأبى على المتمنعين .
نعم أتغير : لأن الحياة ترفض الأشخاص الرتيبين .
……………
نعم أتغير لأني ما زلت أملك الكثير لأقدمه من أجل الحياة .
نعم أتغير لأنني لا أريد لأشيائي الجميلة أن تتمللني .
نعم أتغير لأن الأشياء التي تبقى ثابتة عادة ما تتصلب وتتجمد ، والتغيير يجعلها مشرقة ونشطة دوماً .
نعم أتغير في عاداتي فأصححها ، وفي مبادئي وأستيقنها ، وفي عباداتي وأستزيدها .
نعم أتغير لأنه يصعب لرجل خمسيني أن يعيش بعقل صبي .
……………
عندما تتغير استجابة للآخرين لن يكون أكثر من تبدل الظاهر ، وعندما تستجيب لداخلك سوف تجدد كل كيانك وكونك .
……………
لو لم يكن التغيير مطلوباً ما أحب الله توبة العبد ولا احتفلت بها الملائكة .
……………
التغيير هو أن ترخي أذنيك لنداءات الحياة .
……………
عندما تسهر ، تشعر أنك غير مستسلم لشيء ، أنت وحدك تبقى يقظاً ، لك من الليل سامراً ومن نفسك رفيقاً .
……………
إلا الوقت الذي تقضيه في " السهر " لن يكون اسمه فراغ حتى لو قضيته في لا شيء .
……………
أحب السهر كثيراً ، ليس لشيء سوى الشعور أنني حر ومنطلق وأمتلك الزمن ، أشعر ببحبوحة واسعة تجعلني أشكل وقتي ونفسي على طريقة تستهويني .
……………
ثمة أشياء لا تستمتع بها دون مشاركة آخرين ( الأكل - المشاهدة - اللعب - الحب ) .
وأشياء أخرى لا ينفع معها مشاركة أحد ( القراءة - التأمل - الكتابة ) أنت ما هي الأشياء التي تتشارك فيها مع الآخرين ؟
……………
كن لصديقك مصدر ثقة وحب وارتياح ، ستنال مثل ذلك وأكثر .
……………
ثمة أشخاص وجودهم يحقق لك البهجة والأمان والارتياح ، عظيم لو كنت من بين هؤلاء .
……………
في الهدية دواء لعلل المحبين .
……………
يسرع الموت إلى الأشخاص الذين توقفوا عن الانتظار .
…………
إمكانية التراجع ، صورة من صور الحرية !
……………
الحكومات التي تسمح بحرية التعبير ، هي التي ليس لديها ما تخاف من الاعتراف به أو الحديث عنه ، سبحان من جعل عضلة اللسان أقوى من بطش السلطان !
……………
لو لم يكن أملي الموت ساجدا، لتمنيت الموت وفي يدي قلم أو كتاب.
……………
الانتظار هو الساعات التي تقضيها دون عمل، وإلا فهو عملية استعداد للجادين والأذكياء.
……………
الذي يعتبر الحرية هي أن تفعل ما بدى لك ، رجلان ( المجنون - والشخص الذي حرم منها ) .
……………
اكتب ، ليس شيء يمنحك حياة مديدة مثل القلم .
……………
بعض حياتنا السياسية تعاني تلفيق شرعي صارخ ، لقد حلّت الكلمات مكان المعاني .
……………
في لحظاتك المبهجة ، احتفظ بما يربطك بها ( موسيقى ، صورة ، رسالة ، هدية ) ، ستحتاج إليها عندما تزورك مشاعر منتكسة بغيضة .
……………
ليكن لك من أهلك سنداً ، ومن صحبك عضداً ، ومن مالك عدة وعددا ، ومن ربك حافظاً ومدداً .
…………
إذا احتاج المكروب إلى معين لاذ بصاحبه ، وإذا نظر في جيبه الممتلئ سكن قلبه ، وإذا تاه في حيرة عمياء استنجد بمعين خبرته ، ويبقى جاهلاً مكروباً معدوماً إذا استغنى عن رشد ربه (
…………
عجباً للصاحب ، يبادر ذهنك حتى في موقف الحساب ، غير أنه موقف أكبر من أي معنى وأشد من كل مطلب .
…………
أعظم القيم التي أضافها الإسلام للبشرية ، إذ كانت ارتكاز تحولاته العظيمة وحضارته الحديثة هي " نظرة التكريم للإنسان " ، لقد كانت المبتدأ الحقيقي .
وأعظم ما كرم الله به الإنسان هو " العقل " ، وبهذا كان الإسلام النواة الصلبة للإنسان الحديث والحضارة العظيمة التي بلغها الإنسان .
وسيبقى جزء من عظمة وتقدم أي أمة كانت هو تفعيلها لهذه الأداة العظيمة " العقل " ، وموضعته في موقع كريم وحيز فاعل ومؤثر ، سيما المسلمون الذين يملكون قوة العقل كأداة تحتاج إلى تطوير وتنوير ، ونور الوحي الذي يحتاج إلى توظيف وتفسير ، ثم تتصدر مهمتها العبادية والحضارية .
لا شك مفاهيم مثل " العقل - العقلانية " تحمل دلالات غير صحية في موروثنا الفقهي والتاريخي ولكن لا يمنع أن نعيد التوازن إلى أحكامنا وتصوراتنا ونرفع عن أمتنا حالة التوجس والخوف من استخدام هذه الأداة العظيمة بنور من الوحي المتين ، واستحضار مصالح الدنيا ومقاصد الدين ، وهنا يكمن السر .
ويبقى العقل أداة قاصرة أو محدودة ، مثل حواس الإنسان التي تتمتع بقدرات نقل وإدراك هائلة ولكن تضعف دقتها عند نقطة معينة كذلك .
وفي ظني أن من يخاف العقل ليس العالم الرباني النزيه المؤمن الصادق ، ولكنه السلطان الجائر الفاسد ومجموعة العلماء المتكسبين من حوله .
……………
ثمة اتصال تبادلي بين أصحاب الأقلام ، الكاتب عندنا يقرأ لشاعر غيره أو روائي أو ناثر ، ستفتح له هذه النصوص مغاليق عقله وتضيء مجاهيل فكره ، سيستنبت أفكاراً جديدة ويستلهم معاني جديرة .
إنه يمتلك عيناً مغايرة بخلاف المستمتع وحتى القارئ النهم ، إنه يمرر عينيه ويستتبعهما بعقل فاحص يتجول بسلته الخاصة وما إن ينتهي من جولته الغنية إلا والسلة مثقلة بالأفكار مترعة بالمعاني الجديدة .
يبدو أن الكاتب يخبئ بعض المعارف في أحشاء كلماته بينما تنتظر كاتباً نابهاً يستولدها ويستخرجها ، وهكذا في عملية لاستبقاء النوع الكتابي الأصيل ، تعيش الكتابة حالة دورية مستديمة تحافظ على بقائها وتعيش أطول ما يمكن للعقل أن ينتج من أفكار .
…………
يحدث التناقض بشكل واسع في المجتمعات التي تضيّق كثيراً على الحرية ، ستجد دائماً أقصى الأمور ونقيضها الفاحش دائماً .
يبدو المجتمع وكأنه متماسك متفق ولكنه يعيش أشد أنواع التشظي والتشرذم ، ستتضح الهشاشة تماماً عند أول سقطة أو أقوى صدمة وإن أوهى البيوت لبيت العنكبوت .
يعتقدون أنهم مجتمع محافظ طاهر محتشم له خصوصية عالية ، وسيصدمون عندما يسجلون أعلى درجات الفساد والسرقة والمحسوبية والرشاوي والفقر والجهل والتخلف ، سجونهم تمتلئ بالصالحين وأبراجهم الفارهة تعج بمصاصي الدماء وقبورهم يسكنها الأحياء .
نتيجة طبيعية للادعاءات ، للمغالاة في عيش هذه الحياة وكأنه مكتوب عليهم ألا يخطئون لأنهم أكبر من الاستغفار وأطهر من الخطيئة وأكمل من الجنس البشري الضعيف الناقص .
لا يهمهم كيف سيجد الفقير لقمته ، المهم ألا يسرق وإلا زج به في الظلمات وما ذاق بعدها طعم الحياة ، لا يهمهم كيف يعامل الأب ابنته : هل يحتويها ويقوم بحقها ويراعي شأنها ويرأف بحالها ، الواجب والحتمي ألا تفكر في مجرد الهروب من واقعها وإلا وصمت بالخيبة والنقيصة كل عمرها .
………………
المتسلقون على ظهر التنوير ممن تفرغ للإلهاء أكثر من المخلصين الذي اشتغلوا على التأصيل والعمل الحقوقي الحر مما أضعف المشروع وضيع الهدف .
……………
الحركات التنويرية قدمت أشخاص قادرين على المحاججة والمناكفة ولم تقدم عقول فذة قادرة على الإقناع والتأصيل يبدو أنها في حالة طفولية مبكرة .
……………
بُذل من الوقت في الخصومات التافهة أكثر من الوقت الذي بذل في العمل الفكري والعلمي الجاد حتى ارتبطت مصطلحات التنوير بالشغب .
……………
الديمقراطية هي أفضل ما وصلت إليه البشرية في نظام الحكم حتى الآن ، يبدو أنها لن تصلنا إلا والعالم اخترع طريقة جديدة أفضل منها .
……………
لا تبالغ في نقد وضع أو كيان ما ، ستشعر أنك مرتبط ( قيمة ونتاجاً ) به ، بالتالي ستضطر لاستنفاد ما يستحق النقد ، بعدها ستتحول إلى عدو طائش .
ستفقد قيمتك الموضوعية وأدوات الإنصاف لديك ، وسينصبّ اهتمامك على تقبيح هذا الطرف ، مثل الذين يفعلون بالسلفية حتى أصبح يعلق عليها شرور العالم .
عليك أن تراجع مخزونك النقدي دائماً وتلتزم بـ ( التنوع - التجديد - التوازن ) لأنها السبيل إلى ديمومة قدرتك النقدية وجعلها دائماً نشطة ومجدية ومثمرة .
……………
أرجوك ، لا تقف في وجه الحب في مرة من مرات الحياة
لا تكن حجراً مصمتاً بين اثنين اختارا البقاء معاً ، إن الحب أقوى وأنت أضعف خصم أمام جبروته
اخفض صوتك في حضرة حديثهما ، صم أذنيك عن سرهما ، غض بصرك عن خائنتهما ، ارحل من مجلسهما .
……………
أرجوكم أيها الشباب اقرؤوا ، ستشعرون أن كل شيء سيختلف ، الحياة ستبدو أفضل ، والدنيا ستضيء في أعينكم .
إن كان ثمة ما تعانون منه فإن قلوبكم ستتعافى ، وإن كان ثمة ما يلتبس عليكم فإن عقولكم ستضيء بالمعرفة ، ونفوسكم ستطمئن إلى إجابة شافية ومعلومة راوية ومشاعر دافية .
……………
من عدالة الله وسنة الحياة أن تكون النتيجة على القدر الجهد المبذول ، ولذا يتمتع المثل ( من جد وجد ) بصدقية عالية وانتشار ذريع في كل الثقافات .
" الإخلاص " كمعنى ديني يعتبر اجتهاداً على صعيد القلب ، وكأنه انهماك تام للجوارح في أداء الاجتهاد لتحصيل أروع النتائج وتحقيق أرباح عالية .
……………
( آذان الجدران ، سجون ما وراء الشمس ، قبضة من حديد ) وكل التعبيرات التي توطن الخوف وتطيل أمد الاستبداد هي مما يثبت قواعد الحكم الجائر ومؤبدات الحائر .
وإن للطاغية جنوداً لا ترى ، وأصفاداً تثقل الأذهان قبل الأطراف ، وسجوناً من كلمات موهومة وعبارات مسهومة .
…………
عند وضع فلسفة اجتماعية أو نظام قانوني يجب استحضار فكرتان متنافستان أو مبدآن متجادلان حتى تتحقق العدالة والنصفة مثل ( الدنيا والآخرة ) وهكذا .
الغرب لم يعمل على هذا الأساس إذ استخدم دائماً طرفاً من الأمور دون نقائضها أو حدودها مثل ( الحرية - الفردية - المساواة ) بخلاف الإسلام الذي يرسم التوازن خط سيره في وضع الأحكام ، ويستحضر طرفي الأمور لتوليد حالتها الوسطية المنصفة .
……………
مخاوف الإسلاميين دائماً حقيقية ( الحكومات الفاسدة - غطرسة الغرب - الغزو الليبرالي ... وهكذا ) ، ولكنهم يبالغون في التعامل معها إلى حد العنف أو الانكفاء ، يبدو أنهم التعبير الحقيقي عن الأمة ، ولكن ليس بالضرورة أن يكونوا المعبر عن طموحاتها .
……………
" الشك " أداة علمية غاية في الموضوعية والثورية ، وتقودك إلى كثير من المعرفة والعلم والإيمان ، ولكن لا يصح استخدامه بشكل مبالغ لأنه يضر مثل غيره .
الاجتزاء والتحيز والاقتطاع ممارسات غير موضوعية ولا أخلاقية ، أوقعت الكثير في حيز الشك والخطيئة وغيرهم في الظن السيئ والاتهام الجزاف .
…………
الخشوع درجة فائقة من التركيز .
واحدة من انعكاسات الصلاة على حياة الإنسان هو تدريبه على التركيز في المهمة التي يقوم بها مما يعينه على إنجازها على أتم وجه ، ولذلك ينال المسلم من الأجر على قدر استغراق الخشوع من مجمل صلاته .
النابهون ممن يؤدي عباداته بحرص ودراية ، يأخذون من الصلاة قدرتها على تنمية العادات الحسنة والتخلص من الممارسات الخاطئة التي تؤخر نماء الإنسان وتزعج سعادته ، وهكذا دواليك لبقية العبادات وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم .
…………
ما كان عزيمة في وسط اجتماعي ما ، يعتبر رخصة عند غيرهم .
رأيت أن الدين واحد ، والتدين أشكال حسب المزاج والبيئة الاجتماعية واستعداد التقوى .
…………
الأشخاص الذين لا يتورعون عن جرح القلوب وإيغار الصدور ، عادة ما يحملون ذهناً مشوهاً وسريرة محتبسة بالمشاعر السلبية .
وأكثر الناس تحضراً أرفقهم بالنفوس ، وأكثرهم لؤماً وأفحشهم طبعاً من يخدش قلوب أصحابه .
……………
من زعم أنه مستغنٍ عن الآخرين ، أحوجه الله إليهم بذلة وقد كان له الانتفاع منهم بكرامة .
……………
تحتفظ الأماكن بتأثير بارع في النفوس ، عندما تغادرها تنطوي على بعض المعاني التي تفتقدها في مذهبك ، فتحن لها وما تلبث أن تعود إليها تروي عطش نفسك .
هكذا تبقى مضارب الطفولة أعظم وطن في قلبك ، وأبقى أرض في ذكرياتك ، وأعمق حنين في صدرك .
…………
إن قلت ولم تعمل : كذبت ! وإن عملت ثم قلت : أفسدت !
……………
الحرية في يد الرشيد نعمة ، وفي يد السفية نقمة .
والإسلام يجعل الحرية مرهونة بقدر تحمل المسؤولية ، أصحاب المسؤوليات الأكبر لهم حريات أوسع والأقل قدرة على تحمل المسؤولية عليه أن يخضع للوصاية حتى يقل خطر وقوعه في الشرور .
……………
لا تكن أكبر من ذاتك ، ستحترق بنار الكبرياء وستسقط من علياء الخيال الحالم وفضاءات اللاوقعية .
ولا تكن أقل من ذاتك ، ستدفن حقيقتك في وحل من الإسفاف وتغرق في خضم نسيان لجّي يغمر الإنسان فيك ويطمر البنيان عليك .
كن ذاتك ، استفز حقيقتك التي تكمن في موهبتك وإمكاناتك وطاقاتك ، اصنع تصوراتك الإيجابية التي تنتمي إلى مبادئك وقيمك الحقيقية ، ابحث عن معانيك الإنسانية السامية ، وكن شيئاً يستحق أن يجري على الألسن والأذهان ويطير إلى الجنان .
……………
وإني لأستيقن كل مرة أن الروح تنطفأ مؤذنة بانحلال الجسد ، وقد تعلو بالهمة والطموح حتى تكاد تهلكه .
……………
إذا تحدثت أقصر ، وإذا استمتعت لأحدهم أمعن .
فإن هذا أكثر ما يغري لمجالستك ويلصق بك أصحابك .
……………
الهم الذي ينتمي الى الاهتمام ، يغاير الهم الذي ينتمي الى دائرة الهموم .
صاحب الأول رجل رسالة وعزم ، والثاني يائس منهزم .
………
أكثر ما يجعلك مقبولاً مرغوباً اثنان : أن ينتفع بك من حولك ، وأكثر من هذا أن يشعروا بوجودهم معك .
……………
لا تبذل النصيحة إلا لمن طلبها ، ولا تلقي بكلامك إلا عند من يوقره .
……………
البعض يعيش هذه الحياة وهو لا يملك تفسيراً لوجوده فيها ، وآخرون يعيشونها بتفسيرات خاطئة أو منحرفة .
……………
استغل فترة شبابك للتعلم والتأليف ، فإن العقل في أوج نباهته وذروة نشاطه ، وإنه ليتفجر بالمعاني والتجليات مثل عين غصت بالماء فانبجست بالخيرات .
……………
لا تسرع إلى الاستجابة إلى شهواتك ، حتى تعود أسيراً لها مستلباً لندائها .
جرّب أن تقمع شهوتك بداعي الإيمان في قلبك ، ونداء النصفة في عقلك ، واستدواءاً لجسدك .
أعط قيمك المثالية حقها تماماً كما تستجيب لشهواتك ، لا تحرم نفسك من لذة المعاني الروحية التي تعادل وربما تتجاوز حاجاتك الرغبوية .
الإنسان بناء من أركان ، القيام بحقها مجملة ترميماً وعناية واهتماماً وتغذية يعين على استيفاء حاجاته باتزان ويصنع شخصية سوية معتدلة ذات مناعة مرنة ، ومتينة ، ضدّية لكل داء واستعداء .
…………
إذا لم تجرب كف الشهوة ، ما ذقت طعماً لإتيانها .
………
لا تجعل الأثر النفسي السلبي للخطأ يستوطن في قلبك ، لأنه حينها تخطأ مرتين ، وتستبقي على ما يحفزك لمعاودته ويعين عليك الشيطان .
اتبع السيئة الحسنة تمحها ، واطرد وساوس الشر التي تجول في خاطرك ، ولا تنهزم أمام مشاعر التثبيط التي تنتابك عقب كل تقصير .
اجعل المشاعر الإيجابية أول تكفير عن ذنبك ، والعزم على التغيير والرغبة الجادة في اللاعودة إلى الخطأ بمثابة المكنسة التي تخم ما تبقى من آثار وشوائب .
إن التوبة ليست أكثر من فعل نفسي إيجابي ، ولكن أثرها يمتد إلى قرع باب الجنة في الأرض قبل السماء .
……
لا تستغرق في استذكار ذنوبك ، ففي ذلك تيئيس لهمتك وتثبيط لعزيمتك ، كما أنه توطين لها
محاسبة النفس تعني الاستدراك والتوبة والجزم على عدم العودة
……………
عندما أكتب أنا لا أبث قناعة ولا أفرد حقيقة ولا أصدر منتجاً ثقافياً ناجزاً ولا وصفاً معرفياً جاهزاً .
أنا أكتب لأكتشف الغامض ، وأستبين المختبئ ، وأستوضح الباهت ، وأضيء مناطق العتمة في العقل والكون والمعرفة .
عندما أكتب إنما أتخلص من قبضة الجهالة وأغرس براية العلم في المساحات المكتسبة ، والأراضين المتحررة .
عندما أكتب أكون بمثابة عامل منجم يهوي بمطرقته ومنجله وإزميله على صخرة مصمتة ليتكشف عن معدن أصيل وذهب مكنوز وطاقة خام .
ثم أدون وكأنني أطهر الحقيقة من خبث الجهل وأرفع عنها شائبة الغموض وأخلصها من درن النسيان ورسب الضياع .
…………
ثمة أنماط من التعبد غريبة عجيبة .
لا يرضى أن يضع فوق القرآن قطعة قماش تهيباً ثم لا يقرأ منه حرفاً إلا في الجمع إن شذّ .
لا يمشي في حرم الله المكي بحذاء ثم يؤذي المسلمين أثناء الزحام ويتلفظ ويغلظ .
يرفع نعمة الله من الأرض احتراماً ثم أثناء أكله يسرف ويتلف .
يخفض صوت الموسيقى أثناء أذان الصلاة ثم لا يقوم للصلاة إلا ما ندر .
يدخل المسجد ويغلق جواله ثم إذا دخل في الصلاة أغرق في الهروب من الخشوع .
سلوكات منشأها التقليد ، يقوم بها بعض مسلمي اليوم من باب تقديس الزمان أو المكان أو القرآن ، ولا تقديس للمعنى الحقيقي للعبادة ، فهو يفوتها ويفرط فيها ولا يرى بأساً من هجرها أبداً .
…………
يا معشر من يقرأ ويحترف الكتابة ، وجدت نفسي عندما أتحدث إليها مثل صنيع المجنون تدلي بالأفكار وتقذف بحمم الكلمات المحملة بالمعاني المتينة والجواهر الثمينة .
لله در هذه القراءة لا ترضى بغير خبء لا يبين إلا في مثل هذه الأحايين .
…………
بعض الناس عمرهم من الإنجاز قصير ، قد ينتهي بإحالته للتقاعد أو إعفاءه منصبه ، وآخرون يطول بأكثر من أعمارهم الفعلية ويعيش حيوات أخر .
……………
صاحب من الناس من كان أقرب للطفولة ، سريع العفو كثير المسامحة ، ودود لطيف سمح ، لم تغير الحياة طباعه السهلة ولم تجبره على أقساها وأغلظها .
……………
حاجة الناس لمن يسمعهم فقط أكثر من أي شيء آخر .
…………
الفرصة عبارة عن استجابة الظروف ، وتهيؤ الحظ ، وانفساح أبواب السماء .
الفرصة عبارة عن " حيز إمكانية " ممنوحة للفرد تنتظر التوظيف الأمثل .
الفرصة عبارة عن " عرض لمدة محدودة " يتسابق نحوه المتنافسون .
الفرصة عبارة عن مخرج باتجاه الانفراجة إذا ازدحمت الحياة بالضائقات .
……………
ليس البر بمن توفاه الله ، أن تقيم في حزنك ولا ترحل عنه
إنما البر أن تعمل من أجله : بصدقة أو دعوة أو مشروع باسمه وعلى نيته
ما كان البر ليعطل إحساسك ويوقف نبض الحياة في داخلك ، إنما البر أن تستعيد عافيتك وتسترد قوة الحياة في حاضرك ومستقبلك
……………
اتساع رقعة الوعي الفردي وارتفاع مستوى الثقافة الشخصية ، يقوم بترقية الحالة الوجدانية لصاحبه ويدفعه نحو الشراكة الإنسانية الحيّة ويزيد من إحساسه بالانتماء ومسؤوليته تجاه مجموعه البشري العام .
ولذا تجد بعض المثقفين الصادقين يضحي بوقته وجهده ومستقبله من أجل قضيته ومبدأه ومشروعه ، ينافح عن المساكين ويطبب جراع الموجعين ويصرخ بحق المستضعفين ورفع الظلم عن المظلومين .
يدبج لغته بمطالب العدالة ، ويزين خطابه بوصايا الخيرية للإنسان أياً كان ، ويملأ كتابه بتحقيق الكرامة واستعادة الحقوق وضمانها .
الغريب أنه يدافع عن المسجونين وهو يتمتع بمطلق الحرية ، وينادي بحقوق المعدمين وقد يكون ثرياً ، ويطلب بالخيار السياسي العادل حتى لو كان في ذلك خسران بعض مزياته .
ثمة جوهر في الثقافة ، ونور في المعرفة ، ومعنى يسكن العلم الديني والمدني ، يعيد صناعة الإنسان ويبني لديه قناعات جديدة تفعل مثل ذلك وأكثر .
وهذا قد يعود لسببين فيما أظن :
- أن المعرفة تقوم بعملية " تحسين الذهنية " الذي تنعكس على ترقية الإحساس الوجداني والشعور بالآخرين والاتصال بالأصل الإنساني المشترك ، وابتعاث أكثر أنماط السلوك رقياً وإنسانية .
- أو قيام المعرفة بمهمة " تصعيد الأهداف الفردية " إلى مستوى أعلى يقترب من سقف المطامع الإنسانية الراقية ويحايث الحقائق الكونية العالية .
……………
نجر الحياة باتجاه خياراتنا المتطرفة ، وتأبى إلا التوسط بين الأطراف .
ستبقى كل أحلامنا الخيالية مجرد حلم ، بينما تبتسم الحياة هزؤاً بثغر يخلق من واقعية .
…………
التسامح ضرورة حضارية
.…………
لا يزعج نومة الكبار إلا : قلب مشتعل أو عقل مشتغل .
……………
قد يفسد إنسان معلومته بحشو التفاصيل ، ويفسد فكاهته بالتطويل ، ويفسد لذته بالتعليل .
…………
أغلب المناسبات الاجتماعية قامت على المظهر وفقدت المعنى ، ولذلك أصبحت عنتاً وكلفة أكثر منها فرحة وحياة .
…………
حب الناس يصنع منك شيئاً ، حتى وإن كنت فارغاً إلا من حبهم .
…………
أفضل علاج لتجنب الصدمات ممن تحب وتثق وتصاحب ، أن تفهم الطباع وتحترم الخصوصية وتقدر حظوظ النفس .
…………
لا تثق في شخص سريع الغضب والرضا ، ولا آخر يبالغ في حبه أو بغضه ، لأنه لا يملك قراراته ولا مشاعره
…………
عند الأزمات العامة ، أكثر ما يؤخرها ويفاقمها هي الحظوظ الخاصة .
…………
تحتاج لموافقين يرّسخون مبادئك ، ومخالفون يمحّصون قناعاتك ، وعاديون يصِلونك بالحياة .
…………
كم هو اهتمامنا بالغ بهذه الدنيا ، صحتنا ، أموالنا ، ممتلكاتنا .
أستغرب ممن يصرف لها كل وقته وتفكيره واهتمامه وعنايته ، حتى تفرق أمره وتشتت عمره .
ألا يعرف أن الله تكفل لنا بالأرزاق ، وقسم بيننا بالعدل والحكمة والإنصاف .
لا تثريب عليك أن تحفظ صحتك بالعناية ، ومالك بالرعاية ، ودنياك بالصيانة وآخرتك بإحسان الديانة .
ولكن البعض يعيش لشقه الدنيوي وكأنه بلا رب يتكفل بحفظه ورعايته ورزقه ، وقد وعدنا الله بذلك وأكثر .
………
الإنسان يعيش هذه الحياة ليتلقى معاني جديدة ، فإذا توقف عن ذلك شعر بالملل .
……….…
حاجة الناس إلى من يشعر بهم كبيرة ، يتأوهون لما يؤلم ويشكون مما يهم ويبثون حزنهم مما يضيق بهم .
…………
سهل عليك أنت تكون رجلاً غليظاً تحب الشر ، وأصعب من ذلك أن تكون خلاً وفياً وشخصاً صالحاً .
…………
القراءة في الكتب الجادة ، تجفف قدرتك الأدبية عند الكتابة .
…………
في كتب ومقالات التدريب والتربية المهارية نستخدم كثيراً شواهد من المجتمعات الغربية ، ذلك لأنهم يقيدون كل حكايات ومواقف الناجحين لديهم .
الحكايات تستقى من المذكرات الخاصة أو من مجموع الكتب التي تحدثت عن قصص الناجحين لدى الغرب ، بينما نعاني فقراً شديداً عندنا على رغم وجود المبدعين .
لدينا تجربة وحيدة حفظت في حياة إنسان ، وهو النبي المعظم ولذلك تجدنا نستشهد كثيراً بمواقفة العظيمة والمبهرة وهذا يكفي بحق ، ولكن من زيادة الخير أن نستكمل مشوار هذه التجربة على بقية الناجحين والعظماء في تاريخنا وحاضرنا العربي والإسلامي ، فاستخدام شواهد تنتمي إلينا تستفز حماسنا .
كثيرون هم الذين يزهدون في كتابة سيرهم الذاتية بداعي خدش الإخلاص والتواضع ، ولكنهم يفوتون على الأمة مكاسبها وجهدها في صناعة عظمائها .
كما أنه يفرغ تاريخ الأمة من صور الاستعداد الفردي ويقطع الصلة بين الأجيال مما يجشم اللاحقة أن تبدأ من الصفر وتعيد بناءات أسس المستقبل .
……………
الأخطاء الفردية وإن صغرت ، بمثابة شرر الأزمات العامة .
…………
الحاكم الجائر يستعمل حبوب منومة اسمها الطبي " الناس بخير " .
…………
رأيت في الطمع : شتات الذهن وحسرة القلب وفوات الوقت وخسارة الصحب ووراثة الهم ، وفي القناعة دواء من كل هذا .
…………
تبقى أحاديثك معلقة بجِدّتها حتى تدلي بها إلى حبيبك ، ثم تخلق وترثّ .
…………
رأيت أن المتعلق بالأشخاص ما يزال صبياً لم ينضج ، والمنعتق من هذا شيخ حكمة وإن تصابى .
…………
رأيت أن قليل الإنجاز كثير التحدث عن نفسه ، وكأنه بمثابة التعويض .
…………
أستغرب ممن يصبر على النار تضطرم في داخله حتى تكاد تأكل أعضاءه ، ذلك هو الحقد .
…………
إذا لم يجد البائسون ما يذم عليك ، انتقصوك بما كان مدحاً فيك .
…………
نحتاج أحياناً لقول الحقيقة المرّة بكل حمولاتها الحامضة ، وأحياناً أخرى نحتاج إلى تلطيفها لاستساغتها وقبولها .
هذا يقف على نفس المتلقي وتحري الحكمة في جلب المنفعة المتحققة ودفع المضرة اللاحقة .
…………
عاداتك السلبية وأخطاؤك الروتينية لا تدجّنها بكلمات التبسيط والتحقير مثل ( عادي ، بسيطة ، طبيعي .
الحقيقة أنك تساعدها على النمو والتطور والاستفحال إلى درجة تبني عندك أزمة خانقة ومشكلة معقدة .
………
قد أنسى ألمي في لجة الحياة ، ولكن من ينقذني من لوعة ما قبل النوم .
……………
في أحيان ما ، يتدفق عندي الكلام فيسبق المعاني ويحصل السكوت ، وأخرى تنفجر الأفكار وتعجز الكلمات فيحصل التردد .
…………
من كان قليلاً عند الناس ، اضطر إلى كثير من التوسل .
………
كل مرة يجرب الإنسان شعوراً جديداً ، وهكذا حتى يدنو منه الأجل فيذوق سكرات الموت ، وعذابات القبر أو هناءة الرحمة ثم يبدأ في مشاعر تتصل بالأبدية ، شقاء النار أو نعيم الجنة .
………
لا تعتقد أن الخارج يمنحك أكثر من داخلك .
السعادة تبدأ من حيث يسكن قلبك ، رأيك يتشكل بمؤثرات ذهنك ، رؤيتك تبتنى على أساس معلوماتك ، حديثك نتيجة امتزاج خبرتك الوجدانية مع ذخيرتك اللفظية ، أخلاقك انعكاس مفهوماتك ، سلوكك تمظهر اعتقاداتك وتصوراتك .
الكفاح الحقيقي هي بناء التصورات الصحيحة ، ومداواة القلب من علله النفسية ، ومجاهدة شهوة الغضب والرغبة إذا جمحت ، وزم خطام النفس إلى المعالي .
سيضيع كل جهدك المصروف من أجل اجترار الفرص المتطايرة ، وتهيئة الظروف المناسبة ، وليّ عنق الآخرين وتدمير البيئة لكسب استجابتها ، ومد يديك إلى السماء وما هو ببالغك من ماء الحقيقة قطرة .
…………
كن فرصة جيدة لأصدقائك .
…………
لا تكن يوماً عائقاً دون بلوغ الناس إلى أمانيهم .
…………
إذا لم تكن ممن يعمل ، فعلى ماذا تؤمل ؟
…………
سيبقى أعظم سر لدى الكاتب ، هو الشخص الذي يوجه إليه كلماته .
…………
حياتك : إما عمر تقضيه بجانب أصدقائك ، أو آخر تبني فيه علاقات جديدة .
…………
كل شيء خسر ثمنه وقيمته ، إلا الوقت .
…………
استمع إلى الصمت ، لتعيد تهيئة نفسك .
…………
القدرة على حبس الأفكار في عبارات قصيرة ، دلالة موهبة كتابية فائقة .
…………
العبارات القصيرة أكثر حكمة من المطولات .
…………
لا توجد فكرة غير نافعة ، سيما إذا كان لها مناصرون .
…………
ثمة أشياء تنتهي قبل أن تبدأ ، إنها أشياء لا تستحق أن تعيش .
…………
السهر يجعلني موصولاً بالحياة .
…………
تشبع بأنويتك ، حتى تنطلق إلى فضاء لا يسع المتّكئين .
…………
مشاغبات الأحباب تفعم العلاقة .
…………
أكثر ما يؤلم : عندما تكتشف أن صديقك يمارس عليك الكذب .
…………
لو استعجلت نشر كتاباتك ، أضحلت عقلك وأحرقت مستقبلك .
…………
ومن أسئلتكم تعرفون !
…………
المستقبل للأمم المشغولة بالأسئلة الكبرى .
…………
أنا رجل ملول ، إلا من تفاصيل ما أحب .
…………
قبل رمضان ينتابني شعور الخوف عليه بمقدار الفرحة به .
…………
لا تنصح المغرور ، سيعتقد أنك تحسده .
…………
الأصدقاء الجدد يحيون معانيك القديمة .
…………
في غاية الروعة أن ترى أحلامك تكبر أمام عينيك ، إنها تشبه أطفالك كثيراً .
…………
ليس بيدك خيار أن تكون غنياً ، ولكن في ملكك أن تكون سعيداً .
…………
لا تحبس مشاعرك الإيجابية .
…………
الاحتكار يقصّر عمر السلعة .
…………
ابتعد ، تتجدد .
…………
تظل الأفراح ناقصة في ظل وفاة أمك .
…………
من يذوق طعماً للصباح وأنساً للمساء بدون أم ؟
…………
موت الأم ، جرح يتجدد كل يوم .
…………
صديقي تزوج البارحة، وكان مهره (ريال واحد). عظيم هذا التصرف!
…………
كان يردد كثيرا: (وما تدري نفس بأي أرض تموت)، وتوفي بعيدا عن قريته. رحم الله العم علي بن عبده الريشي.
…………
3 مليون قذيفة و 4 مليار رصاصة استنفدها الجيش السوري الغبي لإسكات الحناجر التي تهتف بالحرية.
…………
ابتهج، ليس هناك شيء يمنحك جسدا متعافيا مثل الابتهاج.
…………
استثمر نقصك لاستكمال نجاحك. فكم من عقدة نقص كانت وراء حضارة أمة أو عبقرية مخلوق.
…………
اثنان يتحدثان نيابة عن الأرض: الأديب والموسيقي.
…………
جربت أن أتصنع مشاعري في كلمات، فبدت خاوية على عروشها وما لاقت قبولا ولا استحسانا، الكتابة حرارة وشعور وطاقة قبل أن تكون جثامين حروف ميتة
…………
الرجل الذي ما زال " يلعب " يحافظ على نظارة إنسانيته .
والرجل الذي كف عن " اللعب " تورعاً عن ما يخرم المروءة هو في الحقيقة ناقص الإنسانية .
والأمم المتحضرة يكون الفرح عندها بمقام الجد ، وإلا ذبلت معانيها وما عرفت لأيّ منهما سبيلاً .
………
كن لمن اصطفاك سهلا، ولمن جافاك مستحيلا.
…………
تقمصت كل الأدوار، فلم أجد ألذ من بقائك عاريا، ولباس التقوى خير.
…………
نحن في زمن البرود لأن المعاني تحولت إلى أشياء.
…………
أنت لا تحترم الأشياء التي تحصل عليها بسهولة.
…………
غير منطقي محاسبة "فترة الخلافة الراشدة" على أساس ما بلغته البشرية اليوم من قوانين حكم متطورة وعلمية، وغاية ما يستفاد منها هو المرونة
…………
الإنسان كائن مصلحي، تدفعه الرغبة في تحصيل المنفعة إلى تحوير الحقيقة باتجاه ذلك.
…………
أحب عدنان ابراهيم في تفكيره ولغته ومعرفته وإنصافه، وأتمنى عليه ألا يبالغ في النقد إلى درجة الخصومة لأنه عمل منفر وتمجه النفس أحيانا
…………
لله در زكي نجيب محمود، تقرأ في كتابه "تجديد الفكر العربي" ثم لا تعرف أنت تطالع مؤلفا فكريا أم أدبيا لشدة ما يملك من قلم عذب رشيق.
…………
ستبقى أكثر مهارات الموضوعية والاستقلال هي فصل الأفكار عن الأشخاص، وأفضل إمكانات التميز هي استبقاء المبادئ مع تحصيل المصالح.
…………
لن تكون إلا أنت في كل مرة إن لم تفعل شيئا مختلفا.
…………
لولا برود الآخرين ما ساق أحدهم فكاهته، ولولا فقرهم ما شعر شخص بغناه، ولولا جهلهم ما ساد عليهم بعلمه، ولولا خضوعهم ما استبد حاكمهم بظلمه.
…………
لا أملك في تويتر الأ أن أتحدث عن نفسي.
…………
أحب كل ما ينتمي إلى عالمي: ملابسي، أفكاري، أصحابي، حتى آلامي. ولذا عادة ما أعيش معها بانسجام وتحدي ولطف.
…………
نبذل من الجهد لتمكين الفكرة الذهنية، على قدر استلابها لعقولنا.
…………
عادة ما نقوم بتشكيل حياتنا على أساس الفكرة التي تسيطر على أذهاننا.
…………
في جدة وكأنه قذف بنا في تنور، أخذ من أجسادنا حطبا ومن عرقنا وقودا والشوارع تكاد تتفحم من شدة القيظ والحر.
…………
العاشق : شاب مشاعري ملكت عليه المحبوبة لبه وقلبه، اتبعوه ولن تضلوا طريق الحب بعده أبدا.
………
الأمم المعطلة عن العمل، لا تجد ما تعيش عليه سوى الماضي.
…………
لا تحصي الوقت، ولكن اشعر به أولا. فرب ساعة أكثر بركة من سنوات، مثل توبة لا تحتاج أكثر من شعور بأن الوقت قد ضاع في غير نفع.
…………
أن يذكرك مخلوق بإساءة، خير من أن لا يذكرك أحد.
…………
لو لم تملك إلا أن تحلم، فافعل.
…………
الأحلام صناعة تعين على التفاؤل.
…………
عندما تمتلك حاضرا منتجا وتبني لمستقبل مشرق، يقل حماسك للماضي إلا من الثوابت.
…………
لو لم يكن للحاكم الجائر جنود ما استبد، ولو لم يكن للماضي حشود ما امتد، ولو لم يكن للظلم عهود ما استفرد.
…………
غالب ظني أن الخلافات الفكرية التي لم تهدأ منذ فجر البشرية، ستبقى كذلك حتى مغيبها.
…………
يأتي الصواب عندما تتحقق الدراية الكافية بالخطأ.
…………
امتلك ناصية اللغة، تتحكم بما تبقى من أشياء.
…………
تختبئ العادات تماما في الأماكن التي لم نتعود تفتيشها.
…………
بعض الحقائق، كذبة قيلت بطريقة علمية.
…………
اختر عاداتك بحرية ولا تقلد، فما مجموع عاداتك إلا أنت.
…………
حافظ على العادات الإيجابية البناءة، وتخلص من السلبية الهدامة.
…………
راجع عاداتك التي نشأت في وقت الأزمات، لأنها قد تجعلك مأزوما دائما.
…………
ما حصل للقذافي جزء من صورة الثورة المكتملة، وما حصل لمبارك ونجليه جزء من صورة الفساد المتمكن.
…………
كلامك جزء منك، فأحسن القول.
…………
وجدت نفسي مستعدة لكل شيء، إلا الحقد المنتهي بالإيذاء.
…………
قد تعجز اللغة عن حمل أفكارنا، ولكنها بالتأكيد تفعل ذلك مع المشاعر.
…………
الأفكار ضيوف، استقبلها ببشاشة القلم ورحابة الورق، وإلا كرهت النزول عندك.
…………
تأجيل الأعمال يضاعف عليك الجهد عند القيام بها.
…………
إذا كان الفراغ يلجؤك لأشياء فاتركها، لأنها عادة ما تزيد منه، وابحث عن أخرى تنفع وتملأ.
…………
ليس شيء يرغم على التسويف، مثل التأخر في قضاء المؤجل.
…………
من وحي الأرض: اختر من البذور أجودها، ومن الترب أخصبها، وتعاهد نبتك بالرعاية، وعرضه لشمس منضجة، واقطفها ثمرة سوية وأكلة هنية.
…………
وإذا أردت أن تعرف موقعك من النجاح؟ فانظر ماذا تصرف لأجله من الوقت.
…………
إذا أردت أن تعرف ماذا تحب؟ فانظر فيما تصرف معظم وقتك.
…………
وقتك يحدد قيمة اهتماماتك
…………
الأرض أفضل من يعلمك سنن الحياة ومبادئ الإنجاز والنجاح، تحصد ما تزرع، إن بذرت جيدا حصدت نافعا وإن بذلت سيئا لقيت شرا.
وأفضل من يتلقى العلم النافع هو: المزارع على يد الأرض، (ليأكلوا من ثمره ومما عملته أيديهم أفلا يشكرون) يس 53
…………
أن ينساك شخص ليس بالضرورة أنك لم تعد تهمه، ولكن أن يتناساك.
…………
أفضل ما يخفي آلامك، ويزيف مشاعرك، ويحقق مكاسبك، ويشتري قلوب جلسائك، ويكشف حقيقتك مرة واحدة: هو الابتسامة.
…………
أطلق ابتسامتك ولو احتبسها الألم.
…………
البغضاء تنزع من الأشخاص العفوية والاطمئنان، مثل مرجل يغلي بالقلوب.
…………
لا تنسى أن الأحقاد من أكبر مولدات القلق النفسي.
…………
عندما تحول الأشياء إلى فرص، أنت لا تفكر بطريقة مادية ولكنك تعيش كما ينبغي.
…………
ثمة أشخاص خافوا مما يريبهم حتى انكفأوا على أنفسهم، الحياة تجربة ولا تنفع بدون مغامرة.
…………
قد أحبس دموعي عند الحزن الشديد، وأكتم مشاعري عند الغضب المتقد، وقد أطوي بهجتي عند الفرح المنفجر لكن لا أقوى على كبح جماح قلمي عند الكتابة
…………
بعض المواقف الصعبة تتلاشى معها معاني الرجولة والرشد والشجاعة، تريد للإنسان أن يعود لبعض معانيه التي قبرتها المظاهر.
…………
عودت نفسي على الفأل حتى اعتقدت أن الألم مجرد مزحة ثقيلة.
…………
الشخص الذي تشعر أنك لا تحتاج إلى شخص بجانبه "حبيب يسكن قلبك".
الشخص الذي يسبقك قبل ذلة السؤال "صديق يندر وجوده".
الشخص الذي يبتدرك عند كل حاجة هو "صديق تعده للزمان".
الشخص الذي لا تكتمل أشياؤك إلا به هو "صديق المؤانسة".
…………
كل الأشياء التي تمارسها البشرية منذ بدء الكون، هي التي لا تكشف عن حقيقتها.
…………
أكثر ما يجعل الفراق مؤلما أنك لا تملك ما يبرره.
…………
لو كنت متمنيا شيئا لتمنيت أن أكون سودانيا من أصول سعودية عاش في مصر ونضج في بريطانيا وقضى عمرا في سوريا ومات في وادي حلي.
…………
لن يفرط الإنسان في الأشياء التي تجعله اسما دارجا في الأوساط حتى لو كانت سيئة.
…………
بعض مشاعر الأصدقاء ليست أكثر من صنيعة فوتشوب مزيفة!
…………
أتحرج من بذل النصيحة حتى لا أبدو كأنني أعرف وأعلم، ولا يثيرني حماس تلمذة الأشخاص من حولي، ولا يضايقني إلا حبس النصيحة الدينية
…………
أكثر من يجالسني هم ممن يتحدث أكثر مما يسمع، ولذا يجالسني كثير
…………
لا أتذكر أنني جرحت أحدا بإساءة أو تجاهل أو عبوس، إذا كرهت من شخص شيئا انسحبت من حياته بهدوء ومعروف، لا أحب تحطيم القلوب أوبالأحرى لا أعرف
…………
أعتقد أن اسرائيل تشتغل على رسم سيناريوهات ما بعد أزمة سوريا، بينما العرب ينتظر ما تأتي به الأيام ويكتفون بالفرجة.
…………
كل الأشياء جميلة في طلعتها الأولى إلا كوب الشاي.
…………
التكرار يفقد الأشياء روعتها.
…………
الإصلاح السياسي أس كل خير وأصل كل بر لعلكم تعقلون.
…………
قد نبدأ بالإصلاح من كل مكان وتبقى حلول مؤقتة، إلا معالجة أدواء السياسة سيبقى أثرها دائما وعامرا للأبد.
…………
الحديث الحر أقل ضررا من المستتر، فهو إن لم ينتج تغييرا واقعيا فإنه يسلم الأمة من شر الانحباس العاطفي والكبت النفسي ثم الانفجار الثوري
…………
سألني أحدهم: ما الذي يجعل شخصا يتحمل مسؤولية الحكم ويحرم نفسه من عيشة البسطاء في أمنهم وانطلاقتهم وعفويتهم؟
…………
مكتبة الملك فهد بجدة موقوفة عن العمل، هي تشبه حال القراءة المعطلة في مجتمعنا السعودي.
…………
كلما أوغل المجرم في دماء الشعب كان أقرب إلى السقوط، وكلما استحكمت الامور كانت أقرب إلى الانفراج .
…………
بشار لم يعد في صف المستبدين، لقد أصبح في رزمة المجرمين ومصاصي الدماء المستبد هو من تبقى رابضا على كرسي لا يستحقه وعلى شعب ينقم منه
…………
عند صندوق الانتخاب سيشعر المصري بالخوف على مستقبله، وسيخاف من تجربة من لا يعرف حقيقته، وسيحتفظ بصوته إلا من شفيق.
…………
"عناق الكلمات" هو اتصال لا شرعي ولكنه يخرج من دائرة الحرمة.
…………
بعيدا عن الثواب أو التقدير الاجتماعي أو الشعور الإيجابي: في العطاء لذة، تجعلك تعطي من آجلها فقط.
…………
النتيجة الحقيقية للثورة حتى الآن هي: الاختيار الحر النزيه الأشياء المتبقية ستأتي لاحقا، سيما "التنمية" ستتم في آخر رمق من عمر الانتظار
…………
لماذا هذه الجلبة على نتائج انتخابات مصر؟ الديمقراطية أن تتعلم فن الخسارة كما تتعلم نشوة الفرح
…………
لماذا هذه الجلبة على نتائج انتخابات مصر؟ الديمقراطية في بعض وجوهها أن تلعق المرارة من أجل ما هو أمر منه.
…………
المستبد ليس مثله في الغباء، عندما يظن أنه ذكي إلى درجة استغفال شعب بأكمله.
…………
المستبد يضطر شعبه إلى الثورة عليه عندما يسد في وجهه كل باب. يؤتى المستبد من حيث يظن سلامته.
…………
أمامي صديق منكب على "لاب توب" وآخر على "آي بود" وثالث أمام "تلفاز" ورابع على "بي بي" وصاحبك يكتب لكم "بالآي باد" والصمت سيد الموقف
…………
الشخصية المستبدة يتطاول طموحها إلى ابتلاع الإنسان بعيوبه وطيوبه، بخيره وشره حتى لا يعود ذكر لغير صاحبها في فضل أو سوء
…………
حتى الان لم أرى صور مجزرة الحولة الأ لمحا بالبصر لأمرين: - ضعف في قلبي - عجزي عن مناصرتهم
…………
تعلمت أن المبالغة في كل شيء مضرة.
…………
عادة الجوع يحرض على الثورة، والفقر يدفع إلى العنف، والحاجة أم الاختراع، والنقص يحفز للتميز
…………
الطفولة: فرصة مفتوحة للحياة الحقيقية.
…………
أفضل فرصة حقيقية، أن تبقى مجرد طفل!
…………
إذا أردت أن تتعلم الصمت، عش في الوحدة.
…………
كلما مات عالم انتقصت الأرض من أطرافها، وكلما مات طفل انتقصت الأرض من فؤادها.
…………
لا يصح في صباح الانتخابات المصرية أن يقول أحدنا: (صباح مبارك، مبروك، بركة) وكل مشتقاتها. اطردوا هذا الطاري من هذا الصباح الحر السعيد.
…………
يكاثر السعوديون على بقية الخليجيين بالسكان، هل نعدم ما نفاخر به من علم ومنجز؟
…………
صباح تكتب لنا فيه من (الفتوح) ما يحقق المكاسب وينيلنا المطالب ويكفينا شر المتاعب، صباح مصري خالص
…………
التجدد هو مناط الاستمرار .
البيوت التي تبلغ آماداً أطول من السعادة هي التي تتعاهد نبتة الحب بالسقيا ، العلاقات التي تعيش أكثر هي التي تغسل معانيها كل مرة ، الدول التي يدوم ظلها هي التي تكنس الرتابة والجمود من ساحتها ، الأمم والحضارات التي لا تنهار باكراً هي التي تغذي عقولها وبناءاتها بالتطور والتغيير .
التوقف وحده هو علامة النهاية ، وقبل ذلك الجمود الذي يعني الإصرار والتعصب للراهن دون عناية بالمخاطر ، كراهية التغيير مجرد نوبات دلالية للمرض المزمن .
……
لا تدم النظر في المقابر ، فإنه يفقدك حساسية الحياة ويعطل فيك الشعور بالدنيا .
ولا تنهمك في الماضي ، فإنه يورث الحسرة ويؤخر تقدمك إلى الأمام ويشل حركتك .
لا تسرف في الأمل ، فإنك واقع في وحل من زيف ، وستخسر فاعليتك في الواقع .
لا تفجر الخصومة ، فإنك ستضاعف من خسارتك وربما تضم أصدقائك إلى صف أعداءك .
لا تؤجل أعمالك ، فإن متاعبك لن تتوقف ووقتك يستنزف ، تتراكم المشاغل وتتعقد المسائل .
…………
تخيل لو أن الإنسان لم تخلق معه " طبيعة الإلف " .
ستبدو الأشياء كلها موحشة وكأننا نقابلها لأول مرة .
العلاقات لن تغدو كما هي الآن ، ستنهدم عند كل موادعة ، وهي فعل تراكمي لا يدوم ولا يقوم بدون انطباع أولي .
والإلف عبارة عن مزيج ثلاث ( انطباع ذاكرة ، وارتياح قلب ، واعتياد طبع ) وهو من أسباب عمار الأرض وتشارك الناس ودوام الدنيا ورضا الرب .
……………
الحلم : هو الصناعة الذهنية للمستقبل .
الواقع : هو النتيجة النهائية لأحلام الماضي .
الماضي : هو إرشيف الأحلام الجاري تنفيذها .
الحاضر : هو مصنع تحويل الأحلام .
المستقبل : هو مسرح لتجسيدات الأحلام .
……………
دائماً نحتاج إلى مزيد من الوقت ، إلى مديد من العمر ، لكن القدر شحيح والحظ عاثر والأمر قاصر
نحتاج إليه لاكتشاف الكثير من مخبوءات هذا الكون ، لنستمتع أكثر ، لنستأنس أكثر .
جموع من الناس ما زالت تنتظرنا ، في طوابير من الأصدقاء المؤجلين والقلوب المعلقة ببارقة صدفة أو فرصة .
لنكتب أكثر ، الكتابة بالنسبة لنا حياة تسجل وقائعنا الصغيرة وأهدافنا الكبيرة .
تشبه القلم العابث في مقياس ريختر يسجل نبضات قلبك واهتزاز أفكارك واشتعال مشاعرك .
أهتم بالكتابة كل يوم ، ربما تموت يوماً وتبقى حياً ما لم يجف حبر الكلمات ، يكفي أن تعيش أنفاسك رطبة ولو لدقائق معدودة بعد نزوع الروح .
وسنبقى .... دائماً نحتاج إلى مزيد من الوقت ، إلى مديد من العمر !!!
لكن … القدر شحيح والحظ عاثر والأمر قاصر .
…………
يولد مع الاشاعة ، القدرة الفائقة على الانتشار .
لان الاشاعة صناعة حالمة تولد في الهواء وتتسم بكل صفاته الفيزيائية من سرعة الانتشار والتسلل .
ويولد مع الحقيقة ، القدرة الفائقة على النفاذ .
والحقيقة منتج متين ، يشبه الضوء في قدراته التركيبية المعجزة في سرعته ووضوحه الصارخ .
…………
الإشاعة تعبر عن أماني غير واقعية ، ولذلك يتناقلها العامة فيجدون فيها سلوى للمعاناة ، وتنفيساً للرغبات المكبوتة ، وأحياناً شعوراً بالانتقام ممن ينتقصهم ويمتص حقوقهم .
الأشخاص الجادون ممن يؤمن بالحقائق ، تنهار أمامه الإشاعات ، لأنه يفكر بمنطق وعقلانية ، ولا تروق له الأحاديث المزيفة الني تفقد تركيبة الصدقية والواقعية .
……………
بعض عظماء الأمة السابقين كانوا يعتنقون مذاهب غير سلفية ، ومع هذا تقبلهم السلفيون واعتبروهم ممن بنى عظمة الدين ودافع عن حماه وأثرى تاريخه .
هذا يعني أن الاتصال بأصحاب المذاهب الأخرى ليست مشكلة عقدية أو دينية ولكنه عائق نفسي وأخلاقي يجب علينا تجاوزه لما في ذلك تحقيق لمصالحنا المشتركة .
……………
لا أعرف كيف يمكن فهم النص الديني وهو غاية في العمق ومتجذر في العلمية وغائر في الطبيعة الكونية والبشرية ، بينما نحرم دراسة الفلسفة والتعمق .
الفلسفة هي أعظم أداة لفهم النص الديني لأنه خطاب إلهي معقد التركيب ، ولأنه مهيمن على كل زمان ومكان فلا بد من أداة بارعة وقوية لاستكناه أعماقه .
……………
الأطفال أكثر توافقاً مع الفرح ، وبالأحرى أكثر تصالحاً معه .
يتناولون تقاليده دون حاجة إلى التعليل والتدليل ، يمارسون طقوس الابتهاج دون حاجة إلى مقدمات واستفهامات .
هم لا يحتاجون إلى مبرر للفرح ! يعيشونه كعبادة آناء الليل وأطراف النهار ، يرتلون أهازيجه ويخشعون في محراب من الابتهاج يسع الكون ولا تكفيه حدود السماء .
لذا هم أكثر شعوراً بالعيد ، وربما يظن البعض أنه مخصص لهم ويعنيهم أكثر من غيرهم .
الأطفال أحياء حقيقيون .
في ذهن الأطفال يرتبط العيد بالملابس الجديدة والحلوى والتزاور والعيدية المالية ودواليك مما يرتبط بالعيد ، مشكلة الكبار أنهم يريدون تجاوز هذه الطقوس الطفولية للبحث عن سلوكات أخرى وبذلك يفقدون بعضاً من معانيه وإحساساته الحقيقية .
مفارقة هذه المعاني البسيطة للبحث عن أخرى مظنون بجدارتها أوقع " الكبار " في تيه وشتات ، أليست الروعة كامنة في البساطة ؟ ذلك ما يفقده الكبار ، يا كبار إنكم مجانين في ثوب عقلاء .
خذوا العيد من أطفالكم حذو القذة بالقذة ولن تضلوا الفرح بعدهم أبداً .
…………
" كبير مثل كبر العيد "
لا نريد لهذا العيد أن يبتلعنا ، هو ليس واحداً من مخلفات الرأسمالية المتوحشة التي لم تترك في الإنسان بقية .
نريد من هذا العيد أن يغمرنا ، ويطهرنا ، ويغسل أدران السوء من قلوبنا .
وليس العيد إلا تعود الفرح واعتياد هذا الشعور الإنساني النبيل ثم اجتماع القلوب والتئام النفوس وتقارب الأجساد والمشاعر .
……………
ما كان للفطن المشتغل بالعلم أن ينجو من الحب ، فإن عقله المتسمن بالمعرفة لم يبطل إحساس قلبه إن لم يذكيه ويزيد أوار العاطفة فيه ، وهمومه العامة وقضاياه الهامة ما كانت لتطغى على سويداء فؤاده المسكون بالعوالج وحيز صدره المكمون بالخوالج .
لعمري أن إنسان المعرفة أكثرهم حاجة إلى الحب ، فتكاليف المعرفة التي تصيبهم بالجهد والرهق لا يخففها إلا ماء الحب العذب ، ولا يضخ النشاط في أطراف عقولهم وأعصاب جسومهم مثل مشاعره المفعمة .
الحب أحياناً يأتي على شاكلة الولع بالمشروع والاستغراق الملذّ في تكاليفه المعرفية ، يريد أن يخفف من صرامة التركيز والحدة العالية التي يستنفذها في إتمامها .
……………
بعضهم لا يرى فيك أي طموح عاطفي ، ولا ينتظر منك أي إشباع روحي .
يريد منك فقط قضاء بعض أوقات فراغه معك ، أن تكون بعض خياراته للتفكه والتنزه .
غرورك يصور لك أنك أصبحت ملهماً ، وضرورياً من أجل أن يعيش الآخرون حياتهم .
الحقيقة أنك تبالغ ، لأن الكثير من أصدقائك فقد أمه وأباه وأخته وأخاه ومع ذلك ما زال حياً وربما مستمتعاً
لا تجعل " شيطان الفرادة " يسيطر عليك ، وتواضع في خيالاتك وتوقعاتك
…………
ما بال أقوام لا يحتفلون بالحياة ، وهم شباب ؟!
………
أصبح مهشماً لا يقوى على الحب ، إن الموت يدنو يا صديقي .
………
الموت أدنى من أولئك اليائسين ، والواقفون عن ممارسة الحب .
………
لولا فضيلة النسيان ، لرسفنا في رذيلة الأحزان .
………
أكثر اللحظات قسوة هي التي لا تنتظر فيها شيئاً .
………
أكثر اللحظات جفوة التي يبدأ فيها أصدقاؤك الانسحاب من حياتك .
………
أكثر اللحظات الحلوة التي تعيشها بانسجام تام ونفس مستقرة .
………
أكثر اللحظات غربة هي التي لا تجد فيها نفسك .
………
الحب هو الخطأ الذي نمارسه ، نكرره ، نستسلم له ، نعرّي صدورنا أمامه ، نستعد لعذاباته ، ونحن راضون .
………
ما بال بعض الساعات ثقيلة ، أليست تشبه أخواتها .
………
ما معنى أن تبقى إنساناً ذاهلاً ، دائم التفكير ، قلقاً ، لا تستريح ، موجعة هذه المعرفة إلى حد الجهالة .
………
سنكتب ما حيينا ، وسنحيا ما كتبنا .
………
لو لم يكن للموت ما بعده ، ما خفناه .
………
فرقٌ بين الاكتفاء والاستغناء ، الأول قناعة والثاني غرور .
………
أكثر ما يحيط بالإنسان أوهام : الخوف ، الحب ، الشهرة ، القوة .
واقعه أقل من ذلك بكثير ! ولذلك يحصل القلق .
………
بعض أشخاص تكون مآثره أقوى من حضوره ، عظيمة مهابة الأثر .
………
لست مغروراً ، ولكن أشيائي البسيطة تشعرني بالاكتفاء .
………
لا تُشّيئ مشاعرك الجميلة .
………
لا أتكلف في تجميل مظهري ، إنني مشغول بتحسين دواخلي .
………
لا سقف محدود للفضيلة أو الرذيلة .
……
لن تكون دائماً على مستوى المأمول ، سينخفض أدائك مرة وسيرتفع مرة إلى حيث ينتظر المتأملون .
………
كل الأشخاص الذين هولوا في الأمر وضخّموه ، انسحبوا بعد ذلك عندما اكتشفوا سخافته .
………
إذا كنت تعتقد أن أدوارك الصغيرة لا قيمة لها ، حاول أن تتوقف ! سترى الفرق .
…………
لا يريد البعض أن يصرّح بحبه ؟ لأن كتمانه يساعد على إدامة عمره .
………
لا يريد البعض أن يصرّح بحبه ؟ لأنه يعترف بعدم كفاءته .
……
إذا كان لا بد واصل ، فليكن وصولك في موكب فخم وعلى مركب قلب مفعم بالحب .
…………
الحرمان يزيد حلاوة الممنوع .
…………
عرفت الآن السر ؟
قبل أيام كنت أشكو من ضمور العقل وشتات الذهن وانطفاء جذوة الفكر وانحسار امتداد الذهن ، فقد القلم سيولته الجارية وانكشف الورق عن ساقيه العارية وانكفأت الأفكار السارية وهجمت وحوش الفراغ الضارية .
كنت أقرأ في غير تمعن ، وأكتب بدون روح وحرارة ، وأعيد النظر وأقلب البصر وأفكر وأقدر ثم أعود حسيراً كسيراً وقد عبس الوجه وبسر .
حتى تجلى نهار رمضان ودأبت النفس في برنامج يومي صارم ، كان للقلب وقته يتزود بالإيمان ويستضيء بالقرآن ، وللعلم حظه يستزيد من القراءة ويستلهم فيوض المعرفة ، وللنفس حقها من النوم والأكل والرياضة .
وإذ بالقلم يجري ، والذهن يورق ويزهر ، والعقل يفيض ، وتخضرّ جوانب الأوراق وتعشوشب أفئدتها بقطر الحبر وسكب المعاني .
……………
نبرر أخطاءهم ، حتى يعيش الحب أكثر .
………
حبيبك نصفه حُسن ظاهر ، والآخر قبيح يختبئ خلف تبريراتك .
………
الحضارة منتج تصنعه الثقافة .
………
يتحقق لديك إدراك الأشياء عندما تكتشف بساطتها .
…………
فرق بين أن تكتب وبين أن تتحدث ، قد يظهر في حديثك المنطوق انبساطاً وانشراحاً ، وفي كلماتك المكتوبة انقباضاً واحتقاناً .
أقول : أن الكتابة قطعة من القلب يقدها الذهن بحرف واقعك المحتفر بالأحاسيس المبطنة عظيمة كانت أو مستهجنة .
أما حديثك المنطوق فهو محض سطح المشاعر وما بدى للناس من ظاهر .
…………
في واحد من أيام التهور فتحت صندوق أسراره وأردت أن أعرف أدق التفاصيل .
لم أصدق ! أصابني الذهول ! لحقني صداع رهيب ! لحظات سكوت واندهاش عميقة !
قررت بعد ذلك مباشرة أن أقفل ذلك الصندوق وأغض الطرف عن أسراره الدقيقة .
وأيقنت أن الأشياء المخفية عنك تساعد على جعل حياتك طبيعية وبالك مرتاحاً .
………
أكثر الناس تفاؤلاً ، هو الذي لا يكف من المحاولة
……………
تدهشك روحه الشابة المتوثبة في جسد شيخ هرم منهك ، لقد اختار التفاؤل على اليأس
……………
في صباح كل يوم يحاول أن يعيش بشكل أفضل ، فمنحته الدنيا عمراً أطول لأن محاولاته لم تنتهي بعد
……………
المتفائل ، عامل
واليائس ، جالس
……………
المستقبل هو فرصة مفتوحة لتصحيح أخطاء الماضي بأدوات الحاضر
……………
الماضي هو المستحيل ، والحاضر هو الممكن ، والمستقبل هو المأمول
…………
لو كان من فضل الكلمة الطيبة أن تكتب لك بها حسنة ، لكفى !
……………
للصباح مزيّته : فهو أكثر إنتاجاً وأقل إحساساً ، أكثر جداً وأوفر نشاطاً .
وللمساء خاصيته : أقل عطاءاً ولكنه أكثر عمقاً ، أغزر عاطفة وتدفقاً
………
يبدو الصباح أصلح لأولئك الجادين من أصحاب الأعمال الدقيقة والمهن الصارمة
والمساء يروق لأصحاب المهن المتعمقة من المتأملين والأدباء والعباقرة
…………
إشراقة الصباح لا تفجأنا ، ولكنها تنساب بكثير من الهدوء والانسجام
عميق هذا الكون ، سيما في صفحة السماء ، بينما تضج الأرض بالفوضى والتخبط
……….
علينا التنبه نحن معشر الراغبين في النهضة إلى مساوئ عملية " تسريع الأشياء " .
الأمم المتحضرة التي تنعم بعملية إنتاج سريعة ترتكز على مقومات متينة وركائز حصينة في حقيقة الأمر .
التسريع الثقافي يؤدي إلى التماثل المميت للذاتية ، التسريع الصناعي يؤدي إلى منتجات خديج وغير سليمة وناضجة ، التسريع الفكري يؤدي إلى فكر أعوج وهش سرعان ما يذوب أو ينجرف في سقطة التلاشي .
ليس من الجيد أن تأخذنا دوامة التسارع العالمية التي أنتجتها الحضارة العصرية ، علينا التفكير في تشييد بناءات متينة تحتفظ بماهياتنا العميقة وتكون بمثابة أعمدة بناء ومنطلق انتماء وإعمار ونماء .
…………
لماذا يعيش الحزن أكثر في قلوبنا ، ولا يعيش الفرح سوى لحظات ؟
لكاذا ينصب اليأس خيامه بأوتاد وثيقة وجذور عريقة ، والفأل يبقى مجرد أضغاث أحلام وسحابة صيف زائفة ؟
لماذا أصبح التجهم وملامح الجد الغليظة دليل الرجل العاقل والمجتمع السائد ، بينما الطيبة والألفة والسماحة مصدر استغراب واستغفال ؟
لماذا كان التشدد علامة التدين المتين ، والتخفيف إشارة لضعف اليقين وبرود الدين ؟
كيف أصبحت التسلية فجأة مطلباً راقياً والترفيه حاجة ملحة ، والأهداف العظيمة منبوذة والبناء والإعمار مهنة مرذولة ؟
كيف صار الفساق وأهل الدعارة والرذيلة فجأة نجوماً مضيئة وأصحاب شهرة عريضة ، وصار المحسنون والفاضلون مدفونون مأفونون ؟
كيف يعيش الظلم عمراً أطول والفسق دهراً أكبر ، والحق مظلوم مهضوم لا تكاد تقوم له قائمة ؟
…………
بعض الأمم والمجتمعات تعيش حالة من الحراك الثقافي والفكري المحموم ، حالة مرضية أقرب إلى المكارثية .
ولذلك يكثر استخدام كلمات " إبراء الذمة " لتجنب الوقوع في مطب التشكيك أو نقض الثوابت والاعتداء على المقدسات .
جو من التنابز والتقافز تسير فيه تهم التشكيك والتخوين والعمالة بسرعة البرق ، وتستهدف البريء والمندس وتزيد من ضبابية المشهد وظلامية الموقف .
الأشخاص الواثقون ينفذون إلى أفكارهم بشجاعة ورباطة جأش وعادة ما يذهبون ضحية شجاعتهم النبيلة وينتهون إلى التغييب بأنواعه أو على مقصلة الموت .
الواقعيون يصرّحون بكلمة الحق ويزفونها وسط حشد من كلمات التحرّص التي تشكل قوات دفاع وأمن قومي ومركزي ومدني وصهاريج إطفاء حريق .
السذّج يسارعون للحصول على براءات اختراع وشهادات وفاة من أجل المبدأ ويظنون أن التاريخ سيقدمهم على ذكر هتلر وبن لادن ، ولأن الموقف غير واضح فإن نهاياتهم تشبه تلك التي تجري على الواثقين والرائعين .
…………
ادفن ذكرياتنا السوداء وأهِل عليها تراب النسيان ، حاول ألا تأتي عليها بذكر أو خبر .
سأتولى أمر التوبة والاستغفار ، إنني واثق من عفو الله وسعة رحمته وغفرانه .
نفسي تتوق لمستقبل مشرق ومضيء ، ولا أريد لمراهقاتي أن تعكر صفو أيامي المقبلة .
بعض من وفاء القلوب الذي عرفنا ، هو أ ن نتساعد من أجل حياة طاهرة ونقية ومتعافية من كل أثقال ماضيها السوداوي .
" لقد لمست الصدق في حروفه ، حتى كاد يكون شاخصاً أمامي " .
………
أعرف أشخاصا عاشوا مجمل حياتهم على الخصومات ، حتى اعتقدوا أنها الحياة الحقيقية ولا حياة بدون خصومة
بعد مدة لم يعد لدى مخلوق استعداد لمخاصمتهم ، ربما لتجاوز الزمن لأفكارهم أو انخفاض أهميتهم الاجتماعية
اليوم لم يستطيعوا العيش طويلاً إذ لا يملكون مبررات أخرى يعيشون لها وعليها ، لم يتعلموا أن البهجة والمتعة والأهداف هي حقيقة الحياة بينما الخصومات عاهات غير مستديمة
…………
الشخص العادي يعيش على ( انطباعات سطحية ) حول فاعليته ودوره وأثره ، الشخص الناجح يعيش على ( انطباعات نوعية مميزة ) عن طاقاته وتأثيره وقيمة ما يملك .
الشخص العبقري يعيش على ( انطباعات فائقة ) حول شخصيته وإمكانياته ومواهبه ، والشخص المغرور يعيش على ( انطباعات مزيفة ومبالغة ) حول أصوله أو قدراته وحضوره الاجتماعي .
أما الشخص المتحطم المتهشم واليائس البائس فقد مات بسبب ( انطباعات سلبية ) حول أهميته وقيمته ووجوده .
ابذل الكلمة الطيبة ، تصنع انطباعاً مبهجاً ، تنقذ نفساً بشرية من الانتحار بحبل من يأس ، ولك بها صدقة .
………
من قدّم نفسه دائماً على غيره ، خسرها وما كسب معها مخلوقاً .
……………
الطريقة التي تملأ بها وقت فراغك تحدد شخصيتك .
……………
من بكى قبل النوم ، كان ذو قلب حي وطبع حييّ .
……
الأشخاص الإيجابيون يرون في أحلام المنام تكاليف ربانية وأوامر ومهام سماوية ، والسلبيون يصنعون أحلام اليقظة لمزيد من التسويف والتكاسل .
………
ما أضعف هذا الإنسان ، دائماً في حاجة إلى غيره .
أب يتسبب في وجوده ، وأم تحمله في بطنها وترضعه من ثديها ، صديق يرافقه عمره ، وأخ يعضده ، وحبيب يسلي همه ، طبيب يعالجه ، وزوجه تشاركه رزقه ، وأولاد يحفظون كهولته ، ومن قبل ذلك وبعده رب يأمر بوجوده ووفاته .
ثم يتكبّر !!
…………
ليس لمخلوق الاستغناء عن الخيال ، ففيه بعض محرّضات الإبداع والابتكار العبقري .
وكذلك أحلام اليقظة المخيالية وكل ما يعينها من موسيقى تطير بالروح ، أو جمال مستملح يسبح بالناظر ، أو خزينة ذكريات سارة ، أو شعور بالثقة مفرط ، أو ثناء يصفي السماء المحتقنة من الذمم .
لكن مساحة المخيال تضيق لدى الأشخاص بقدر ما يعيقها من أمر واقع يكتسي البؤس ، أو عمل حاد معضود بالبأس ، أو طبع غليظ معجون بالحرص .
………
تولد الأشياء وحدها ، في منتهى الفردية ، ومطلق الوحدة .
تنشأ معها حاجاتها ومتعلقاتها ، تقترن معها في نموها وصعودها وهبوطها ، وتموت أحياناً معها ويموت أثرها .
الإنسان ، الحضارات ، الأفكار ، الدول ، الأديان ، ودواليك من مكتنزات هذا الزمان ومختزنات الكون .
اقرأ في نشأة الكون الانفجاري ، في تطور الإنسان المائي ، في بذور الأفكار وجذور الأمصار .
عندما تتقدم في العمر ، يصبح لها امتداد واسع ، الإنسان له تقاليده وذريته وذكرياته وأثره ، الأفكار لها أنصارها ومعتنقوها ، الأديان لها علومها وتشريعاتها ومتعبدوها ، الحضارات لها فلاسفتها ونتائجها وبقاياها المادية .
القراءة في تاريخ الأشياء يساعد في فهما وإدراك مبرراتها وفاعليتها ، ومدى جدواها ونفعها ، وسبل استنهاضها وبعثها ، والبقاء للأصلح والأقوم ، كما أنه يخفف من وتيرة التعصب والحماس الهمجي للأشياء ، ويساعد في تجاور الأفكار وتعايش الأمم واستخراج إيجابيات الحضارات والانتصار للإنسان ، وربك مهمين على الأشياء .
كل شيء صائر للموت ، وهذا مظهر العظمة الإلهية .
…………
ليس من يملك فكرة جيدة عن ( نهاية التاريخ ) سيملك العالم ويقود المجتمعات ويمسك بأزمة العقول وخطام النفوس .
بعض الأمم تمتلك فكرة عدمية وسينمائية بنهاية العالم وانطفاء الكون وهو يتشابه في غالب الأدبيات العالمية ، سواء بالاحتراب الصفري بين الأمم الآدمية أو غزو كائنات الفضاء أو رهق الطبيعة وشيخوخة الكون أو حتى بأمر من العلي الحكيم .
والمسلمون يملكون فكرة مغرية ومنطقية وصادقة ، لكنها لا تكفي .
وحتى نهاية التاريخ بأي طريقة كانت ، ستبقى السيادة للأمم التي تمتلك أفكاراً جيدة لنعيش هذه الحياة ونعمر الأرض ونسعد الإنسان ، وأي خبر يخص الخلاص والنهاية تعتبر ممارسات حكواتي صفيق لأن الأمر بيد الله .
اشتغلوا بدنياكم الراهنة ، واعكفوا في محراب حياتكم الواقعة ، وقد [ يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا تَأْتِيكُمْ إِلَّا بَغْتَةً يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّـهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ] ( سورة الأعراف - 187 ) .
…………
اكتبوا قصص حياتكم ، اهتكوا ستر أسراركم ، دونوا مذكراتهم ، وسطروا بالحبر آماد حياتكم وأميال أعماركم
ساعدوا في اكتشاف هذا الإنسان ، تعاونوا في إضاءة مناطقه المعتمة ، وفي ملاحقة تفاصيله المختبئة .
اشتغلوا على فك شفراته ، إننا نزيد بهاءاً كلما اكتشفنا مزيداً عن هذا الكائن الغامض ، وتأكدوا أن كثيراً من سعادتنا وشفاء أسقامنا مناط بالتعرف إلى أنفسنا ، وأن أعظم مهمة وحكمة ونصيحة هي ( وفي أنفسكم أفلا تبصرون ) .
نعم ، لا تفرطوا في فضيلة الستر ، والتعافي من المجاهرة بالسوء .
لكن الزمان اخترع لكم وسائل دون المجاهرة وفوق الكتمان ، الروايات والرسائل المكنونة والقصص الخيالية وصنوف أدب التورية لا التعرية ، وحيل الكتابة العابرة لا المباشرة ، وفنون بلاغة المجاز لا الاستفزاز .
…………
( المرض ) هو الذي يعلمك قيمة العافية ، بينما الصحة تحرضك على إهمالها .
( الشدة ) هي التي تصنع العظماء وتخرج أعظم ما في الإنسان ، بينما الرخاء يصنع منه مخلوقاً ذائباً .
( الحاجة والنقص ) تخلق الحلول العبقرية وتدفع العقل باتجاه الابتكار والاختراع ، الوفرة تقتل مواهب الإنسان وتسول له الركود .
( الفراق ) يجعل تفكر في مقتنياتك الثمينة فتحافظ عليها ، الوصل يجعلك سادراً في غواية التجاهل والإهمال .
( التحديات ) دربة للإنسان على المراقي الصعبة ، الرخاوة تبلد إحساساته وتبرد حرارته الداخليه ، تجعل الأشياء عادية ، إنها تسلبك ذائقة الحياة وشهية التهام النجاحات .
( الألم ) يعيد صياغة الإنسان ويسبك روعته وعظمته ، الفتور البارد يجعل الأشياء تشبه بعضها ويرفع الملح من ذائقتك للحياة .
( الفقر ) يعلمك الإنسانية ويستفز كينونات النبل في داخلك ، يعيدك إلى طبيعتك الترابية ، يخفف من وجع سقطاتك لأنك أدنى ما تكون للأرض ، الغنى حجاب كثيف دون حقيقتك وسعادتك .
( الاحتراب العدمي ) هو الذي يدفع المجتمات للسلم والتعايش ، الحرب تصنع السلام ، السلامة الدائمة تشبه ركود المستنقعات ومباءة الفتور والخمول والبلادة .
لماذا يبدو الجانب الأسوأ من الأشياء هو حقيقة الحياة ؟
……………
سيظل خطابنا دائماً في مستوى المثالية غير المجدية .
سنستنزف مصطلحات عائمة مثل ( ينبغي ، يجب ، لا يصح ، المفترض ) حتى تكاد تخجل من انتهاك حقها في التمنّع .
ما لم نقرأ البواعث وراء تصرفاتنا ، ونتعمق في أغوار ثقافتنا ، ونصنع خطاباً واقعياً .
هذه الوعظية الخطابية مؤذية ، هذه البلاغية المتفيهقة مزعجة ، تعمل مثل حجاب سميك دون الحقيقة ، مثل تزوير فاضح للأمور ، مثل استدواء عند طبيب فاشل لم يكمل دراسة التخصص .
وفي المحصلة سنرواح مكاننا وسنخسر زماننا .
……………
يغيب تأثير الحياة الآخرة وأهوالها عن ذهن كثير من شباب جيلي ، وبرغم أنني لا أميل لتكثيف الخطاب الوعظي التخويفي لترغيب الناس في الاستقامة والالتزام بالأمر التعبدي إلا أنني أتمنى أن يعاد النظر في الطرح الدعوي ليعيد توازن الشباب الذهني بحيث لا يذهب بهم الحس المادي والمتعة الحياتية إلى درجة التهاون الديني .
..........
صديقي العشريني لم يعد يجالسه مخلوق ، وهو ما زال يصرّ أنه أكبر من أن يبدأ أحداً بسلام أو بسؤال واتصال .
كان يعتقد أنه من جنس مختار وعائلة طاهرة وخلفية أبوية لا تخالط الأغيار ولا تجالس سوى المصطفين الأخيار ، يمتلك صورة ذهنية مغلوطة لكل شيء ينتمي للشارع .
عائلته تقوم بتربيته على النحو الذي أنتج من سبقه من أهله ، سمعة تبرق بالطهر والتعفف وحقيقة تنزف قيحاً وصديداً .
يقتله الغرور كل يوم ألف مرة ، يجعل منه مركباً من خيلاء يعج بشياطين تتمثل له رابطة مشجعين على الانحراف ، والإصرار على كبيرة الانعزال .
لا يعرف طريقاً وسطاً عند الخلاف ، يريد لكل من يماشيه أن يأتي على الطريقة التي تستهويه وترضي غروره وإلا فالانفصال نهاية كل حي .
يخلق عشرات الأعذار من أجل تبرير استمساكه بأخطائه ، أحياناً يبالغ في تكرارها إلى درجة فاحشة ، وربما أصبحت غذاءاً شهياً لوحش كبريائه الكاسر وحسابه الخاسر .
اليوم يعاني كثيراً من الوحدة الموحشة ، بدأ يستغيث ببقايا أصدقائه المعطلين عن البهجة ، من أجل أن يتكاثر بهم ويتفاخر بزيفهم ، أحياناً يضطر لفعل الخطيئة من أجل تغذية بكتيريا الشعور بالأهمية والوجودية الفردية .
مشفق عليك يا صديقي !
…………………
لا ضير أن تنفجر بالفرحة يوماً حتى تكاد تنفلت من عقال الرشد ، فبعض أيام الدنيا لا تتكرر وهي فسحة قلبك للانتصار على أحزانه وسانحة جسدك للانعتاق من وهن أتعابه .
ولكن الضير أن تكون كل أيامك كذلك ، لا مبدأ تحافظ عليه ، ولا مشروع تعمل لأجله ، ولا هدف تسعى إليه .
……………
يعكف أحدنا على محبوبه ، يقرأ تفاصيله ، يستجمع ذكرياته ، يختزن ملامحه ، يلاحق مواقفه حتى يعود مرجعاً جهبذاً في تاريخه .
ماذا لو صرف مثل ذلك أو أقل في العناية بنفسه ، والالتفات لشأنها ، ربما خرج من ذلك بكنز عظيم .
……………
لا أفضل الإغراق في تتبع تفاصيل الأخبار اليومية لأنه يحرمك التعمق المعرفي والبناء العلمي المتين ، ويكفيك أن تكون مطلعاً شمولياً للحالة العامة .
……………
قاتل الله البدايات المغرية ، وكان الله في عون كل مخلوق حرضته طلائع الأمور .
ما كان يعرف أنه مقبل على الجحيم ، وإلا ما استجاب لداعي الشهوة التي زينت له جنة الحب أو فردوس الغنى ومركب الشهرة .
ها هو يكابد في الحب ويلات الفراق ، ويعتصره ألم الفقر والمغامرات الخائبة ، ويتنزل في دركات الخيبة بعد أمله في الشهرة الذائعة .
جاءه ما يسلي همه ، وأرشده أن الحياة تجارب والنجاح يأتي على أنقاض التجارب الفاشلة ، والشهرة تضيء عندما يشتد ليل الخيبة سواداً .
ولكنه أصم أذنيه عن مداواة علاته بترياق شفوي لا يعالج سقماً ولا يذهب ألماً ، وانغمس في انعزاله وأسرف في إياسه .
…………
لا أعرف كيف يريد التغيير مجتمع يكرر أسلوبه في التنشئة التي أنتجت أجيالاً معتوهة ؟
يقال : العقلية التي أنتجت المشكلة لا تستطيع إنتاج الحل ، تغيير العقلية يصنع الفارق .
والقرآن يقول : التغيير يبدأ من الداخل ، يبدأ عندما تغير معالمك الشخصية ، من قِبلك يؤتى الفشل أو النجاح .
أمة القرآن تدعي العمل به واحترامه وتعادي من يسيء إليه وربما تقتله ، ولكنها تتجنبه عند العمل ، لأن الادعاء سهل ، والعمل شاق ومكلف إلى درجة التنازل عن حظوظ النفس وخسران المكاسب والمناصب .
حديثي لمن يتسنم مناصب القيادة والتوجيه والأمر والنهي ، لقد أخذتم كفاية من الوقت ولم تتقدموا بالمجتمعات قيد أنملة إلى الأمام ، تنازلوا عن مراتعكم الخصيبة ومناصبكم الأثيرة واجعلوا المجتمع يشق طريقه نحو النصر بحماسة الشباب وأدوات العصر وعلى هدى من الدين الرشيد .
…………
نتساوى في الأشياء التي تنتمي إلى دواخلنا ، الاختلاف يظهر عندما نبتعد بكثير أو قليل إلى الخارج .
لا نتساوى في امتلاك الدور والقصور ، ولا اكتناز الأموال ويسر الحال ، لا نتساوى في المراكب الفخمة وأكل اللحمة .
لكن لكل منا الحق في الحلم السارح ، وفي النوم الصالح ، لنا القدرة على التفكير الحر ، وعلى الإيمان والتوجه المباشر إلى الله ، إنها ثروة حقيقة .
فقط أولئك الذين لا يملكون هذه الأشياء يعيشون بألم وقسوة وجفاف ، ربما هم أموات في الحقيقة ، سواء كانوا أغنياء أم فقراء ، ملوكاً أم صعاليك .
ليست هناك أشياء تعدل الحرية والحب والنوم الهانئ والحلم ، والذي يزاحمك هذه الأشياء بوصاية عقلية أو سلطة غير شرعية عليك التخلص منه بقوة الثورة وماكينة العقل والرغبة في الكرامة .
لا تجعل مخلوقاً يساومك في حقك الإنساني النبيل ، لا ترفض عطاءات الله لأجل لقمة مهينة أو جهل مضني أو خوف مقعد ، هذه حقوقك وليس لأحد أن ينتهبها كائناً من كان ولا يظلم ربك أحداً .
…………
لماذا يبدو بعض الأشخاص وكأنهم يمتلكون مفاتيح القلوب لإسعادها ،
قلت مرة لواحد منهم : يبدو أنك مؤتمن على قارورة مسكر سماوي ، يكرع منها جلاسك حتى ثمالة الفرح ونشوة السعادة ، يغرقون في لذاذة نفسية فائقة وفي لياقة قلبية رائقة .
الأشخاص المرحون ، وقليل من أهل الوسامة وكثير من أهل الدماثة ، ورجال مؤمنون بقلوبهم لا بألسنتهم ، ومثقفون متنورون ، وإيجابيون يتلون آيات التشجيع والتحفيز تعبداً ، وكذلك متفائلون ينضحون بالبشر ويتلمحون جوانب المضاء من الأشياء .
جُعل في المزاح طاقة إضحاك ، وفي الوسامة قدرة على الاستمالة ، وفي التشجيع مثار إسعاد ، وفي الإيمان طلاقة النفوس وبشاشة القلوب ، وفي التفاؤل إساغة الحياة .
عجباً لصلات القلوب ، التي تمد جسراً لوجستياً من الفرح .
كونوا كذلك دائماً !
………………
في المجتمعات الخاملة التي لا تريد بناء مستقبلها وحفظ أمن أجيالها يسود شيء أقرب ما يكون إلى " الملاعنة " .
التيارات الفكرية تتزاحم بطريقة عدوانية متوحشة ، والحكومة تلقي بالتهم على الشعب وهو الآخر يتحين فرص هفواتها العفوية والقاتلة .
بينما تنمو الأخطاء وتقتات على غذاء التجاهل ، وتتشاغل الأطراف بتراشق التهم والخيانات والمثالب .
لعل في الملاعنة هذه ما يحميهم من تحمل المسؤلية ويعينهم على زيادة المكاسب ويجنبهم أثقال وأعباء مواجهة المشاكل أو حتى الاعتراف بها .
فتستيقظ طائفة ما ، تأخذ بزمام التعقل والرشد ، وتصيح بدعاء الإخلاص والحرص ، وتتجاوز هذه السوءات وتطوّح إلى إصلاح الحال ومعالجة المشكلات في جو من التعاون والتعاضد في سبيل المصلحة القومية للبلاد .
ولا يستنقذ الوطن من آثار الملاعنة الكريهة هذه إلا بالفصل بين الزوجين ، وبعث ورقة الطلاق إلى باب البيت .
……………
الحج مهمة عبادة كونية ، والعمرة عمل تعبدي فرداني .
الصلاة توجه قلبي تشاركي ، والدعاء وسيلة خطاب مستقلة .
الزكاة واجب مالي مشاع ، والصدقة ممارسة شخصية خافية .
الفرض طقس تعبدي جماعي ، والنفل قربة شخصية فردانية .
التفسير عملية ثقافية عامة ، والتدبر عملية معرفية خاصة .
……………
يجب أن يكون التحدي محفزاً للنفس وليس قهراً لها .
……………
أحياناً نشتري الزيف ، ونخترع السراب ، ونصدق الكذبة ، ونشرعن المراوغة .
نقول بالحب لنداوي أوجاع الحياة .
نرقص لنخفف من وطأة الواقع .
نغني لنوقف بث نعيق الحاجات .
نسرف في الخيال لنهرب من ملاحقة النقص .
نكذب لنساعد في رفع المعنويات ونتخلص من آثار الهم .
نجامل رغم المرارة ، ونبتسم رغم الألم ، نتجاهل حتى نتخفف من الأسئلة العاجزة ، نتغابى حتى لا نصطدم بالحقائق .
ونحاول عبثاً أن نتصنع الحياة التي تمنيناها منذ الطفولة .
مسكين أنت يا إنسان !!
…………
الصبر ليس موقف عجز ، إنه ليس رديفاً للقناعة التي تعني الرضى والقبول ولو انتقصت كرامتك أحياناً أو سلبت حريتك أو نهبت حقوقك .
الصبر يعني التحمل ، ترقية الجأش إلى مستواه الفائق ، مراغمة كل مشاعر التيئيس والتثبيط الخائرة ، مغالبة كل معاني السكوت الممضّ .
الصبر فضيلة ، والسكوت عن الحق رذيلة خرساء .
………
إذا كنت تشعر بتفريط وقتك ، وزنك ، صحتك ، ماء وجهك .
عليك بتغيير عاداتك اليومية ، إنها رأس البلاء أو أس البناء .
إنها تتنامى وتنتهي بك إلى حالات غاية في التعقيد ، وتأكد أن العادات الحسنة تحقق الكثير من النجاح .
…………
يحافظ المستبد على مناطق الضعف لدى شعبه ، حتى يديم سيطرته ويوسع نفوذه ويفرض سطوته .
يحاول جاهداً الإبقاء على شعبه جائعاً ، جاهلاً ، خائفاً ، مستلباً ، مهزوز الثقة ، موصولاً بديانة الزهد والقناعة الفاسدة ، محتاجاً لقيادات الدنيا والدين لتقوده إلى النجاة والجنان والعفو والمغفرة .
يكافح المستبد ما استطاع إلى ذلك سبيلاً أن يخمد كل فورة علمية وثورة معرفية ، أن يقتل كل مبادرات التحرير والتنوير في مهدها ، أن يسفه كل القيادات والرموز إلا تمثاله الفذ وصورته البراقه وعباءته الزاهية .
المصلحون يشتغلون على مطاردة الضعف والخور والفاقة والحاجة في زوايا شعوبها ، يبثون المعرفة الرصينة ويشيعون الدين القويم ، ينشرون الوعي والثقة والاستقلال لمجابهة الاستبداد قبل حلول الكارثة .
……………
أكره الاستبداد بكل صوره وفي كل طبقاته !
أكره ذلك في التنشئة على الخنوع ، أكره تعبيد الناس لله عن طريق الخوف والرهبة والخشية الطافحة ، أستنكر التعليم بطريقة التلقين السلبي وتعطيل مشاركة الطالب في العملية المعرفية ، أنبذ بيئة العمل التي تضيق على الصلاحيات وتتخوف من الإبداع وتتهيب الابتكار وترى في التغيير والتطوير تهديداً للاستقرار .
أكره الاستبداد في صورته السياسية ، استخذاء الشعوب واستحذاء كرامتهم لأجل شهوة الملك ، وطؤ رقاب الخلق لرضى الحاكم المستبد ، إقامة مصانع لتفريخ المستعبدين لأجل مستقبل الفرد المطلق .
ليس حباً ذلك الذي يحوّل أطرافه إلى استسلام مخزي ، إلى شعور متماوت لا تبتعثه كرامة النفس كما لا ترويه كلمة الحب الصادقة .
الإبداع والعبقرية لا تنتظر إنساناً يتهيب الخوض في الأسئلة المحظورة ، لا تعلق آمالها على رجل لا ينتصر للحقائق التي تكبلت بالتقليد والنمطية وأثقال السائد .
الإيمان العميق تحرر وليس استعباد ، إنه اتصال مباشر بالحق ، لا واسطة تبيع الوهم وتزيف الحقائق ، ولا شفعاء يتكسبون من آمال الناس وآلامهم .
أشعر أن جمادات الأرض وأحياءها الحقيقون بالحياة يشاركون قلبي الصغير الذي لا يتحمل ، يعاضدونه هذا الشعور الناقم على الاستبداد ، وأن الكبرياء رداء الله ، و العزة إزاره ، فمن نازعه واحداً منهما ألقاه في النار ، ولا يبالي الله ، ويلقي بالأمم المستعبدة في دركات التخلف ومنازل المعطلين .
…………
أخلاقنا تتعرض لأزمة .
ليس جديداً أمر أخلاقنا التي خسرت كثيراً من رصيدها وأصبح واقعنا يئن من أعقاب الإسفاف ، والحنين إلى جيل الآباء وصل درجة الهوس ، نداءات المخلصين تتعالى ولكنها خلو من الجدية والعملية وأصبحت نعيقاً يصم الآذان ويوزع القلق على مؤسسات المجتمع ، والأزمة صدرت لأشياء :
- المثالية المقيتة : وهي خطيئة وعظية ، ضخ ديني وثقافي جعل الأخلاق مرتقى صعباً ، فصل الإنسان عن حقيقته الضعيفة ، جرّم مقارفة الخطأ حتى فرض عزلة اجتماعية وإبعاداً دينياً كعقوبات حادة ، تحولت الأخلاق إلى شهادة قبول اجتماعي ونفى المسؤلية الفردية وموقف النفس الشجاع أمام شهواتها .
- صدمة الازدواجية : محاضن التربية معزولة عن الواقع ، والإنسان في خلوته لا يشبه ذلك المخالط ، البيوت تعج بالعلاقات التقليدية والشارع يزدجم بالمتناقضات ، أصبحت المجاملات علاقة البسطاء والنفاق مع أهل السطوة والتزلف سلم العظماء ، نرى لدى الكفار الصدق والوفاء والإتقان والتزام المواعيد ولدينا ويلات في ذلك .
- الاحتباس العاطفي : ولأننا مشبعون بالمثالية ، محرومون من ظلال الواقعية ، أصبحت الخطيئة ورقة انتحار ورفض اجتماعي ، المبالغة في استهوال الأخطاء واستعظام مقارفتها صنع رهاباً نفسياً تجاه شهواتنا ، انهزاماً داخلياً أمام حاجاتنا الفطرية والمشروعة أحياناً .
- الثقل التاريخي : كل شيء يتطور ، سوى أخلاقنا التي ما تزال مشدودة إلى سلف هذه الأمة ، وهم قوم عظماء ملائكيون لم يتركوا للاحق شيئاً ، صنعت نفوسهم من زجاج ، أطهار ومعادن نفيسة ، لا يقترفون ذنباً ولا يأتون منكراً ، كيف لنا أن نقتفي أثرهم ونحن محاطون بالتعجيز والتثبيط وملايين الكلمات من الخيبات والثلمات ، لا شك أنها أخلاق لم تنزل لنا وليس لنا منها سوى الفرجة والإعجاب .
……………
إذا ازدحمت وافدات العقل من القراءة ، احتجنا إلى فاصل تفكير .
وإذا لجلج القلب من الحب ولقاءات الغرام ، التجأ إلى وحدة الفراق .
وإذا زادة حدة النهار ، استلمنا الليل لفرض السكون .
وإذا ملت الروح من الإقامة ، اشتاقت إلى السفر .
وإذا جهدت النفس من صخب الحياة ، استراحت إلى النوم .
وهكذا تصنع المفارقات هدوء الحياة !
…………
وجد الفلاسفة لتفسير الألم ووعاظ السلاطين لتبريره ، والساسة الفاسدون لإيجاده ، والمساكين لتجرعه ، والمصلحون لرفعه ، فانظروا أي الناس أنتم .
…………
ما زلت رجلاً فرائحياً رغم شعور الانقباض الذي يخنق قلبي ، لقد فعلها صاحبي ووقع المحظور
تعكرت سماء محبتنا وتلبدت بالغيوم الحبلى بالآلام المدوية .
لقد تعلمت أن الأيام لا يدوم حالها ولا يؤمن مآلها ، والقلوب أكثر منها زيغاً وأشد تقلباً .
ما كنت أتصور أن نبع مشاعرنا سيجف ، لقد كان يتدفق إلى درجة تغرق معها قلوبنا وتثمل من نشوة الحب .
ستكون مجرد الأغنيات الصادقة هي مسلاتي في لحظات غيابك ، لأنها كانت الهدايا الوحيدة التي بقيت لك عندي .
لقد كنت كثيراً ما تهديني الأغنيات التي يعجبك لحنها ، لم تكن بخيلاً عندما كنت تهدي مجرد الأغنيات ولكنك حساس وتحب المشاركة في أدق تفاصيل القلب وأعمق إحساسات الأذن .
كنت في الصباح خاطرا ينشط معه جسدي ويفوق به قلبي ، وفي المساء صوت أثيرك يفلق قطع الظلام ويشقها بصوت ملائكي مفعم بضحكتك الصاخبة .
اليوم لم يعد شيء من هذا يذكر سوى تفاصيل انسحابنا ، ومحاولاتك الأخيرة لاستبقاء قلوبنا معلقة ببعضها حتى لحظة نهاية مقنعة على الأقل .
ألا تعرف أن شرعة الهوى تعنيها التفاصيل بأكثر من المبادئ ، لقد كنت تتهاون في تفاصيلنا حتى تهاوت علاقتنا .
أتعرف ما يقلقني بحق الآن ؟ هو رزمة الأسئلة التي ستنهال على رأسي مثل مطارق البنائين المفتولين ، تريد أن تملأ جوعة فراغها ونهمة حيرتها .
موجع هو الفراق يا سادة ، وأمثر منه وجعاً أن ينقطع بك الأمل دون بلوغ مدينة الانتظار !!
…………
الحمقى كثيرون ، وأكثرهم حمقاً الذي يظن في نفسه غير ذلك .
………
لا تغمضوا عينيكم قبل أن تغلقوا مشاريع الكراهية .
………
المجتمعات التي لا تنفتح على البدائل المباحة ، اضطرت أبناءها للوسائل المحرمة .
أعجزتهم عن المباح باسم التحوط وأوقعتهم في المنكر بفعل الاضطرار .
…………
صديقي : إنني أفتقدك كثيراً في الطريق إلى الله !!
…………
أفضل طريقة للتفكير الجيد ، هي أن تعطيه الوقت الكافي .
…………
البخل شك في وعد الله لنا بالرزق .
…………
زهدت في كثير من العبادة خشية النفاق ، كيف لا أترك بعض جلسائي للسبب نفسه ؟
…………
قللوا مناطق الاحتكاك ، لأنها تسلمكم الشرور .
…………
قد نعترف بالخطأ ، ولكننا نتراجع عن تحمل المسؤولية .
…………
الذي يمارس المنع أمام المختلفين ضعيف دائماً ، والذي يرفع صوته عند النقاش خوار كثيراً .
…………
دائماً كان عامل ( اختيار الوقت المناسب ) هو الفارق في النجاحات والإخفاقات ، لأن الزمن شرط نهضوي أصيل .
…………
كل المصائب كانت مجرد مشاكل بسيطة لولا تجاهلها .
…………
بإمكانك الامتناع عن سماع ما يضايقك ، ولكن لا يمكنك منع حدوثه .
…………
عندما تحسن الظن فأنت تقدم على عملية جراحية ما ، وعندما تمنح الثقة أنت تتقدم إلى عملية انتحار فظيعة .
…………
في إحسان الظن هناك فرصة للتراجع ، وعند منح الثقة هناك إصرار على التقدم .
…………
قد يخيب ظنك في مخلوق فتنزعج ، وقد تخسر ثقتك فيه فتنهار .
…………
إحسان الظن ناصية العلاقة الصادقة ، والثقة هي منتهاها .
…………
الثقة تعني أن تسلم قلبك لآخر ، أن تأتمنه عند من لا تخشى منه جرحاً ولا تخاف منه خدشاً لكينونتك الرقيقة .
…………
إحسان الظن هو فتح باب التواصل وإعطاء فرصة للتعاطي الآمن ، الثقة هي إعطاء الكمال في ذلك .
…………
هناك فرق بين منح الثقة وإحسان الظن بالآخرين .
…………
لا تتهاون في منح الثقة لمن لا يستحقها حتى لا تخسر أشياءك .
…………
لا تجعل ثقتك هي سلعتك الرخيصة .
…………
لماذا نتحدث إلى الأطفال بأحلامنا التافهة ، ببعض تجاربنا المؤلمة ، بكثير من الأحاديث المختبئة ، المؤجلة ، المعطلة ؟
وبينما يظل الصغير يحملق بعيني الاستغراب ، ويحدق بلحظ التعجب والاستخفاف ، نحن نغرق في بث التفاصيل والإدلاء بالمزيد .
ندرك كثيراً أنهم قل ما يفهمون أحاديثنا ، ولكن يبدو أنهم يشعرون بنا ، هل نحتاج من يشعر بنا أكثر ممن يفهمنا ؟
قد يمسح طفل ما على رأس رجل كبير عندما تنهمر دموعه لشدة ما أثقل قلبه من الأسى والوجع ، قد تسرع طفلة بريئة إلى احتضان أختها التي بدأت تتنفس باختناق شديد من الكلمات القاسية .
من صنع هذا الخجل الذي يتكوم في نفوسنا ويعقد ألسنتنا ؟ لماذا نعيد النظر في شكاياتنا ولا نبثها بحرارتها العميقة إلى من نتوسم فيه الثقة والتعاطف والمعونة ؟
……………
حتى تعرفون فإن الإنسان الجيد لا يعيش احتراباً مع ذاته ، لديه أفراح من الروح تكفيه ليتلافى شحوب النفس وشيخوخة القلب .
أحياناً لشدة ما يتمتع بثقة في النفس مستحقة تكاد تسمع موسيقاه الداخلية وهي تتهادى إلى أجواز الفضاء لتلهم الطيور وتهديها نوتات الغناء الصباحي .
لديه تصور غاية في القناعة عن إمكاناته ، وغاية في التسامح مع الآخرين ، انسجام عميق مع آلامه وآماله ، يستعين بأحدهما لكبح جماح الآخر ، وأحدهما لكنس آثاره المزعجة .
يمتلك كنزاً من الذكريات الجميلة التي جمعته بأصدقاء الحي جعلته يشعر بالاطمئنان تجاه مجتمعه الذي يقبله بحب ويحتضنه بسرور .
مخيلته تزدحم بكثير من المواعيد التي تنتظره خلال أقرب عطلة رسمية ، الأصدقاء يترقبون حلوله لمراكمة هذه الذكريات .
وحده الإنسان السيء هو الذي يهرب من نفسه في لحظات الوحدة والهدوء !! عياذاً بالله من ذلك .
……………
" منشورة "
دمر كل قناعاتك ، خض حرباً صفرية مع يقينياتك ، فضّ اشتباك معلوماتك التقليدية ، محّض أساساتك المعرفية في طريقك للتغيير الجذري .
أعد الأشياء إلى أصولها حتى تتعافى من راهنيتك المكبِّلة .
فكّر بشكل عدمي ، تخيل لو أن كل الأشياء التي تثير حماسك ورغبتك وربما غيرتك أو حماقتك أحياناً أصبحت باردة ولا قيمة أو معنى لها .
ثم اسمعني : لا تتوقف عند هذا ، أعد بناء الأشياء ولكن فقط تلك التي اقتنعت أنها تستحق البقاء .
هكذا تعيش إنساناً كما تريد أنت ، لا كما يرضي غيرك .
…………
أكرهك كرهي للمعاملات الحكومية ، كره الواسطة التي جعلتني وحيداً على مقاعد الانتظار بينما رفقائي أصبحوا في مقدمة الطابور .
يشبه نفس شعور الكره حيال مشروب الكد رد ، وأكثر منه متمشيخ دعيّ يبيع أمانته عند مكتب الاستقبال لأجل شاب مليح ، أو موظف بارد بين يديه معاملة عتق رقبة .
أعتقد أن التشبيه الأخير أقرب للحقد منه للكره ، ابتعد أرجوك قبل أن يتضاعف الشعور ويتعاظم الإحساس .
………
الفاعلية تعوض النقص .
…………
الرجل الناضج هو الذي يملك تفسيراً للأشياء من حوله ، ليس بالضرورة أن يكون صواباً ، المهم أن يكون مقنعاً بالنسبة له ويستحق أن يمارسه ويعيش به أو لأجله .
كل التفسيرات المستأجرة التي يستعيرها البلداء تتسبب في جعل حياتهم باردة وذابلة لاشية فيها .
تصحيح هذه التفسيرات هو جهاد الحياة الماتع ، ولا يكون بسوى امتلاكها أولاً .
………
الموت لا يخيف أولئك الذين بصروا به مرات عديدة ، لا يخيف من يستوي عنده الموت والحياة .
………
لا تخشى هذا الجفاف في علاقتنا ، فإن الجروح لا ترقأ ما دامت لينة ، فإذا استوفاها الجفاف طابت .
………
لا تضيٌقوا التفاسير ولا تتعصبوا لأهوائكم أو تنتصروا لمحبوباتكم .
إن الحياة أكبر من ذلك ، وقد تسعكم إلى حد الابتلاع .
………
الدنيا شخص يقتنع بفكرة بعد بحث ودرس ، وآخرون مقتنعون لأنه مقتنع بها .
الخاصة يتبعون الأفكار ، والعامة يتبعون الأشخاص .
………
أستغرب لأمانة تعذر على الجبال والسماوات والأرضين حملها وأبين منها وأشفقن منها ، وحملها الإنسان .
ثم أرى حجم الإسراف والإهمال واللامبالاة ، وكأننا كائنات خلقت لتستمتع ، يقل الحماس للبناء والإعمار والتنمية ويزيد سعار الهدم والتدمير والإفساد .
لقد جاءت الحقيقة صارخة ومدوية ( إنه كان ظلوماً جهولاً ) .
………
ذاكرتي أصبحت شحيحة إلا من تبيّن أيامنا الخوالي
اعترتها شيخوخة البرود ، اصطفت ذكرياتك الرائعة بينما أتلف ما تبقى
لقد صُنعت بطريقة تستجيب لمثيراتك اللذيذة وتتعامل بشحوب مع غيرك .
الإنسان لم يخلق مرة واحدة ، إنه يتخلق ما بقي على هذه الأرض .
لا تباشر اعتراضاتك السخيفة ، أليس ينمو ؟ يقوى ويرشد ، هو كذلك يعيد ترتيب أشياءه ومع الوقت يبدأ في التنازل عن أشياءه الرتيبة
وهكذا تبدأ ذاكرته الملعونة في لفظ ذكرياته التي فقدت حرارتها ويستبقي ما كان فيها بعض أمل أو لذة ويتنفسها ما بقي من عمره المتناقص
………
مرهقة هذه المعرفة .
البحث عنها يكلفك جهداً بالغاً إذ لا يمكن تحصيلها مع الراحة والكسل ولذلك صارت شريفة لا تتواضع للخاملين .
ثم إنها لا تكاد تعطيك بعض مخزونها حتى تسلمك لجوعة ضارية تنتهب وقتك وطاقتك الذهنية .
ثم إنها تشق عليك أحياناً بكثرة ما ينالك من أعداء النجاح أو خصوم الحقيقة أو بعض أفكارها الثورية التي ترميك بحممها حتى لتكاد تقيمك من مجلسك أو تزيرك جهنم وتجول بك أطراف الكون وأنت تهش الذبان في أرض جازان .
…………
تختلف معاني البطولة في البيت والمدرسة والشارع .
وهذا مما يزرع الازدواجية في شخص الفرد وبالتالي المجتمع والأمة ، وطالما اشتكى عالم الاجتماع الوردي من ازدواجية الشخصية العراقية .
إن الحيرة والقلق والاضطراب النفسي ، والقلاقل الاجتماعية والشقوق العائلية ، بعض نتاج هذه الازدواجية الفجة .
من الضروري بأمة أن تبقى الفضيلة شيئاً متسامياً ونبيلاً ولا يتعرض لإسفاف الاستعمال التقليدي ، كما لا ننسي حق الواقعية من بناء الاستقرار والتوافق والانسجام .
………
كنت سببي الموصول بالحياة ، فلما رحلت ! انقطعت أنفاسي .
………
فرق بين العادة والمبدأ !!
ما استطعت أن تفعله إذا اختلفت الظروف كان عادة .
وما تمسكت به امتناعاً أو إتياناً رغم كل المتغيرات كان المبدأ .
………
كل شخص منا لديه ما يخفيه ! ولديه ما يدّعيه !
........
- لماذا أصبح الهجوم على مقدساتنا فرصة لظهور النفاق الديني ؟
- والأيام الوطنية فرصة لظهور سلوكات مؤنثة .
- ومواسم العبادة ليست إلا احتباس وحرمان سرعان ما يفقد تحفظه في الأشواط الأخيرة .
- وأيام الاختبارات النهائية مسرحاً للعيوب التربوية والأخلاقية .
- والعطل الرسمية مباءة انحراف ومصنعاً لعاهات المراهقة .
- والسفر للخارج انكشاف للمبادئ المهزوزة وسقوط أقنعة المحافظة .
- لماذا تحولنا إلى نفعيين ، نبحث عن مرتب أو إجازة أو مكرمة ، مقابل معاني نبيلة مثل ذكرى أو عودة أو انتصار ؟
- وتبقى ( الخلوة ) أعظم امتحانات الإنسان ، أصلح الله السرائر .
…………
لا تكتم كلمة تندم على فوات وقتها ، ولا تطلق كلمة تتحسر على فساد أثرها .
…………
الحب بلاء ودواء .
………
ليس هناك رجل محروم من الفرص ، وآخر محظوظ بوفرتها وكثرتها .
هناك رجل يحسن إلى الفرص ويقدرها حق قدرها ، وآخر يهملها حتى تموت ويتجاهلها حتى ترحل .
………
الحضارة ليست ترفاً مادياً تنتجه ثقافة عملية واعية ، ولكنها حلول عبقرية لصعوبات وتحديات تاريخية تواجه الإنسان .
………
يبدو الصباح أصلح لأولئك الجادين من أصحاب الأعمال الدقيقة والمهن الصارمة
والمساء يروق لأصحاب المهن المتعمقة من المتأملين والأدباء والعباقرة
………
إشراقة الصباح لا تفجأنا ، ولكنها تنساب بكثير من الهدوء والانسجام
عميق هذا الكون ، سيما في صفحة السماء ، بينما تضج الأرض بالفوضى والتخبط
………
ما زالت السماء في عذريتها الطاهرة حتى سفكها الإنسان المتوحش بأزيز طائراته التي تُفيق الأطفال من نومتهم البريئة
………
أيها الإنسان المتوحش : ما تهمة ذلك الطفل الذي نام مبكراً حتى يستيقظ نشيطاً ، فلعبته بالانتظار ؟
………
سطحي من ينقم على السلفيين شراستهم ضد كل مظهر للشرك .
التطهر من الشرك ، أعظم معاني التحرر والفردانية .
وليس في كلامي أي تهمة تدين سطحي
………
جزاء الحب من جنس عمله .
………
أعمق معاني الغربة : الانعتاق من قبضة السائد .
وطوبى للغرباء !
………
تناول المعلومات الطازجة يصنع منك عقلاً سطحياً وعادياً ، بخلاف البحث عنها .
………
الاحتكاك بالعلوم المتينة يصنع منك عقلاً متمكناً وعبقرياً .
والانهماك بالعلوم الماورائية يصنع منك عقلاً نافذاً وبصيراً .
………
الإنسان يتساوى في عطاءات الله ومِنح الطبيعة وفرص الحياة ، لكنه يختلف في حسن تأتيها وسوء تجاهلها .
………
مساؤك يتناول صبحك المنهك ، يداوي أوجاعه ويطوي على آلامه ، ثم يسلمه لصبحك التالي وقد غذّاة بحقنة من فأل .
………
الاستقرار يسمح للأشياء الجميلة أن تنمو .
………
التسامح يعطي فرصة للتغيير الإيجابي .
………
التغيير يمنح الأشياء الجميلة عمراً آطول .
………
التداول يرفع الظلم عن المتنافسين .
………
التنازل يعطي الحياة فرصة لتستمر .
………
التغاضي يجعل الحب يقوم رغم الأخطاء .
………
العدالة تكافئ فرص الطبقات .
………
القوة تجعل العدل أكثر بأساً من الظلم .
………
الانفتاح يصحح أخطاء السائد .
………
الحداثة تحقق رفاهية العيش .
………
المساواة تداوي آلام المعدومين .
………
الحب يساعد على تجرّع غصص الحياة .
………
لا تستغرب عندما تجد بعض كتاباتي يشبه شيئاً سبق وقرأته ، الكتابة علاقة عائلية حميمة .
………
الثورة تعني نفاد الصبر .
………
بعض آداب اللياقة الاجتماعية تجري على المفاهيم الكلية .
فأتوا الحضارة من أبوابها يا معشر العرب .
………
المشاركة توزع حصص المسؤولية
………
العبقرية تقف على عتبة الجنون وعلى حافة التعقل .
………
عندما لا أفهم ما أقرأ ، لا أسرع إلى اتهام الآخرين بالضعف ، ربما كان الأمر متعلق بحجم جهلي .
………
ثمة علاقة وثيقة بين بواكر الحضارة البشرية وبين نشوء الأسئلة الوجودية .
………
الإنسان احتاج إلى بعض الفراغ الذي توفر في العصر الزراعي لتحسين معيشته والتفكير في ترقية نوع حياته فنشأت الحضارة .
………
الحضارة ليست ترفاً مادياً تنتجه ثقافة عملية واعية ، ولكنها حلول عبقرية لصعوبات وتحديات تاريخية تواجه الإنسان .
………
بعض من توفاه الله يلحّ حوله سؤال " ماذا قدم لآخرته ؟ " .
سؤال مبطن يختفي وراء مجاملة اجتماعية لطيفة .
الجميع مشمول برحمة الله لا بعمله ، ولكن لابد من عمل ينيلنا استحقاق الرحمة .
وتبقى العدالة الإلهية صارخة في وجه الملاطفة الاجتماعية ، وتبقى رحمة الله واسعة كل شيء .
………
تستمتع بالأشياء حتى تملّها ، وتبدو الحياة باردة ، تزحف البلادة على كل متعلقاتك .
ويفجأك أمر ما ، يحرمك من متعك القديمة ، وما إن تستعيد عافيتك حتى تنطلق مستمعتاً بما كان مملولاً لك ، بارداً ، روتينياً مستثقلاً .
هذه الدنيا ، صحة تباشر معها الأشياء ، ثم بلاء ينفث الشحوب من حولك ، ثم عافية تعيد إليك الحياة وتُجري في عروقك دماء الإمتاع والاستئناس .
تقلب تظنه للوهلة الأولى نقمة ، ثم ترى فيه عظيم المنة وفضل النعمة .
…………
التفريط في الأمانة على المستوى الفردي مؤذي إلى حد إغضاب الله على أهل الأرض أجمعين ، فاتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة .
………
اللغة العميقة : هي التي تذهب فيها اللغة إلى أبعد قدرة في تجسيد الفكرة .
هي موهبة ودربة يكتسبها المفكر تساعده في تحويل اكتشافاته الفكرية إلى جسد لغوي يساعد في تناول مكتشفاته والاستفادة منها .
………
احذر ممن يتخذك مطية لسواك ، وجسراً نحو هواه .
كن خياراً ثميناً بالنسبة له ، ولا تكن بديلاً سخيفاً .
………
غائب رغم القرب ، حاضر رغم البعد .
………
لا أثق في دوافع الإنسان ، أنحاز لدافع المصلحة كثيراً ، أغلّب جانب النفيعة مع قليل من مرقة المبدأ لإساغة البلع .
………
كثيراً ما أقتل الحماس الطفولي للأشياء التي تبدو مذهلة ، أكبح جماح الانفعال والاحتفاء المبالغ فيه ، الأشياء الجميلة تنمو بهدوء متواضع .
…………
أنا رجل موجوع للغاية ، مكتوب عليّ الوجع طويلاً ، أعاني كثيراً من الوجع وقليلاً من التعافي .
روح محبوسة في جثمان قصير ، وتاريخ من الذكريات القاسية ، وتجربة هجران مريرة ، وميل للوحدة السرمدية ، وخيالات مستقبل مبتوت .
حاولت تطييب الحياة ببعض زائفاتها من الحلم والحب والصداقات ولم أفلح ، كثيراً ما زادت من حدة الوجع وتواطأت على قلبي المنهك .
…………
اليوم أصبحت أمتلك ثروة هائلة من الأسئلة ، كل مرة أكتشف بئراً جديدة تتدفق استفهامات حائرة ، تشبه حقول النفط الثمينة التي ينام عليها الخليج المحظوظ .
لدي احتياطي نوعي من الأسئلة ، سأواجه به مستقبلي وأنا متسلح بطاقة البقاء ، لن أدفن تلك الحقول الفذة ولن أعطل الحركة فيها لأنها مصدر الطاقة والتنمية وشريان الحياة الممدود .
طالما لدي أسئلة جديدة وغنية لدي قدرة للعيش أطول عمراً وأغزر متعة .
….………
لم تعد المصيبة لها ذلك الوقع القديم ، نطاقها لا يتعدى من يشعر بوخزها ، عمرها قصير سرعان ما يتلاشى تأثيرها ، كثير يحاول قسراً تناسيها حتى ينغمس في لذاته المعهودة .
…………
التطوير هو النسخة التوافقيه من التغيير ، إذ يبدو أنه حتمي وطبعي على أساس السنن الكونية التي تجري قسراً على الأفكار والأشخاص والأشياء .
أما التغيير فهو عمل إرادي يلزمه شيء من الجهد والممانعة .
………
النبل هو أن تقوم بعمل مدهش في المواقف الصعبة .
………
لا تفتت نفسك في علاقات شتيت ، ولع المراهقة القديم بالمعارف الكثيرة سيخبو .
عندما تكبر ستتخلى عن الكثير ، وبالأحرى سوف تنعتق من أثقالها ، وأكثر دقة ستبدأ هي في المغادرة من حياتك .
في بعض مفاصل حياتك ستبصر بأم عينيك بعض علاقاتك الأثيرة وهي تنفرط وتتحلل لكأنك أسكبت فيها ماء الأسيد .
ستشعر بالكثير من الحيرة والاستغراب ، والقليل من الحنين الممضّ لبعض العلاقات التي كانت كنوزاً مفتوحة من البهجة والسرور والأنس .
ستقابلك بعض الصدف التي نسميها عبثاً بالحلوة ، ستتذكر سريعاً بطريقة لذيذة حزمة من الأسرار والأخبار ، لكنها ستمد حبلاً ممدوداً إلى الألم وستترسب الذكريات إلى استدعاءات كهربائية لاذعة .
الصواب أنك ما وجدت فرصة للتعرف على المزيد من الآخرين ( الجيدين ) فلا تفرط فيها ، العلاقات ستساهم في بناء شخصيتك . وستكون وبالاً ولعنة عندما تؤخر تقدمك وتشوه صورتك وتستنزف إمكاناتك .
الخطأ هو التعويل على العلاقات كثيراً لأنها لا تنفع عالباً وتخضع لظروف المزاج والمصالح المتحققة ، التعويل الحقيقي على الباقيات الصالحات .
سيبقى لديك علاقة صلبة لعدد قليل مع الأشخاص ، لا تتدخل الذائقة في اختيارهم أكثر من تصاريف القدر وضغط الاضطرار المعيشي .
……
الخصوصية ليست انعزالاً ، لكنها أجمل معاني الحرية .
…….
الخصوصية ليست حدوداً غليظة دون التعايش والتفاعل ، ولكنها ملامح تميز وفرادة .
………
تزيد الأمانة العلمية كلما ارتفعت المحصلة المعرفية ، القراءة الجادة تصوغ الأخلاق بشكل أفضل .
………
في دول الاستبداد يولد الأطفال بكل أحلام البشرية في العدل والثراء والفاعلية .
ثم لا يستنكف الجائر عن دفن كل مواهبهم ، وتنميط شخصياتهم الفذة ، وإخصاء عقولهم وحجبهم عن شموس التنوير والغنى والإيجابية .
ما الذي يدفع إنساناً واحداً لمعاكسة الطبيعة ، أي قدرة لديه على تجاهل الضمير لأجل حظوظه الرخيصة ، ولماذا يعضده حفنة من الطغام لأجل إرضاء نهمته القاصرة بينما تلعنهم الأرض ومن عليها طيلة الوقت ثم لا تبكي عليهم السماء .
………
الإنسان يحتاج إلى شريك دائماً ، إذا بخل واقعه جادت مخيلته وتعلق بالوهم ، فهو أقل ألماً من واقع جاف كالح يخلو من شريك يشاطرك ألمك وحلمك ، ولو كان مجرد هيكل يقف على الجانب الآخر .
………
اصنع فرادتك ، فلسفتك الشخصية في الحياة ، أسلوبك في العيش ، عاداتك وتقاليدك التي تشخصن صورتك في أذهان الآخرين .
لا تحاول مشابهتم لأن هذا يغمرك في الغياب ، لا تبحث وراء وهج القدوة الحارق لأنه يحجبك عن التمظهر الطبيعي .
عليك صياغة أذنك الموسيقية المنفردة ، تفسيرك الخاص للأشياء ، رأيك المتمايز عن الآخرين .
انتبه ، لا تجعل هذا لمجرد المخالفة ، ولكن من أجل رفع الظلم عن نفسك ، والانتصار لها أمام تنميط الشخوص في مصنع السائد .
………
الإنسان صادر من لغته ، وارد إلى فكرته ، ناتج في جسد حروفه ، بالغ حصيلة أفكاره وتصوراته .
عندما تمتلك قدرة لغوية جيدة كنت أقدر على التحكم في أفكارك وضبط ذهنياتك .
والإنسان منتج لغوي أصيل ، عندما يجيد كلماته البدائية يصبح أقدر على الإفصاح عن طلباته ونيلها .
وعندما يمتلئ بالأفكار يبدأ في خوض الحياة على أساس هذه الأفكار باتجاه السلب أو الإيجاب .
حسنوا لغاتكم لأنها تعبر عنكم ، واختاروا أجود أفكاركم لأنها تطبع سلوككم .
…………
كثير من الأشخاص لا يحب العيش في الظل ، يتمنى لو كان في صدارة الاهتمام دائماً .
…….
ليتني أعرف كيف أتخفف من غلواء العناية بتفاصيل بعض الأشياء ، إنها تستنزف جهداً واهتماماً أكبر وتحقق نتائج أقل ومنافع أضحل
………
بالاعتماد على الخيال نستطيع الكتابة عن الحب ، ولكن قليل هو من يعيشه
………
حاول دائماً تقليل مكروهاتك وتوسيع دائرة محبوباتك لأن هذا يساعد في العيش المستقر .
…………
أستنكر إلى حد الضيق من عمليات توريث الأضغان أو الاهتمام بتوسيع معاداة شخص ما ، شيء ما ، معنى ما .
لدى بعضنا درجة من الحقد وشهوة إفساد متوحشة لا تتوقف عند المعاداة الشخصية المباشرة ، بل تشتري المؤيدين لمشروعها الاحترابي التدميري .
…………
شيء ما يسيطر على الأذهان لتعيد التفكير : ليس هناك ما يستحق الاهتمام ؟
السخافة تتوشح الأشياء والمعاني والشخوص ، والتفاهة هي المحصلة النهائية للمغامرات والمهاترات .
المعاني مسلوبة من قدرتها على الإسعاد أو الإجهاد ، مفرّغة من مضامينها الجوهرية ، خاوية من حرارة الروح ، جوفاء تصدر صفير الفراغ وتغني حداء العدم .
الكون يلفه نسمة باردة تشبه تلك التي تنذر بحلول الموت في قرية مظلمة .
شيء ما يدفعنا إلى مثل هذا الاستسلام هذه الأيام .
…………
هو إنسان ، لديه جاذبية تتجاوز قدرة نيوتن على اكتشافها .
يختار من العلم ما يناسبنه ، ومن الحب ما يرضي ذوقه ، ومن الحق ما يوافق هواه ، ومن الصحب ما يجري على مناه .
يوظف كل ما يملك ، ويعوض عن كل ما ينقص ، لا يستحيل عليه شيء إلا اختار سواه ، ولا يغلبه شيء إلا تجاهله ، وإن فارق مرغوباً اجتمع بغيره .
….…
أعيش بقليل من الاهتمام ، كثير من التجاهل .
قليل من الكلام ، كثير من الصمت .
قليل من الحماس ، كثير من البرود .
قليل من الوثوقية ، كثير من الشك .
قليل من الرضا ، كثير من الطمع .
………
اسأل نفسك دائماً : ما الأشياء التي تعتبر بالنسبة لك ضرورة حياة ، ومبرر وجود ، وغاية معيش ؟
اسمع : لا تتعلق بما كان وسيلة ، لا تعلق حياتك لأجل مخلوق ، لا ترتبط بشكل عضوي مع الماديات ، لا تثق كثيراً في زيف مخيالك ، لا تتورط في عشق السراب .
…………
حاول التخفيف من وتيرة الاستعراض لديك
كن واقعياً بقدر المستطاع ، لا تبالغ في الوصف والتوضيح والشرح ، كن متباسطاً في أدق شؤونك وأجلها إلا من الفرح العميق .
…..……
عذراً يا الله ، إننا نتذكرك في مواطن الشدة ، نحتاج إليك عند اشتداد الفاقة .
لقد انطمست عيوننا بطلاء من المادية ، حتى تملقناك عند الحاجة ، وتناسيناك عند الرخاء .
أبداً لسنا في غنى عنك ، كل مفصل من جسدنا المرهق يحتاج إليك ، كل بنان ، وخفقان ، كل نفس يصعد أو ينخفض ، نتحسس أثر عنايتك ولطفك .
أشعر بكثير من الخجل أمام تقصيري ، حتى لا تكاد تحملني قدماي لشدة الأسف .
أريد أن أكتب شيئاً يليق بك ، بنفس الأنامل التي خلقت والعقل الذي أبدعت والحرف الذي علمت والمعنى الذي أسكبت ، فأتوقف عجزاً وأتردد وجلاً .
عجزاً : لأن كلماتي لا تسعك ولو امتدت صحائفي سبعة أبحر .
وجلاً : لأن نفراً يدّعون حراسة فضائلك على الأرض يشنقون أعناقنا ويجزّون رقابنا مع آخر حرف استنطقه حبك وشرف عبوديتنا لك .
………
لماذا ترضى بأقل مستويات الحب ، لماذا تتلقى نسخة حب مزورة مختومة بالتقصير والإهانات
إنك إنسان تستحق أفضل من هذا ، تملك قوة الحرية التي تضمن لك الاختيار واستخدام البدائل
وتأكد أن : في الناس أبدال وفي الترك راحة .
مسؤولية الحب أن يقويك لا أن يضعفك ، أن تستعين به على مرّ الحياة وكدرها ، أن تتدرع به ضد صدمات الأيام ، أن يحميك ويحتفل بقلبك لا أن يوسعك إرهاقاً ويسعك كدراً .
لا تتلقى الحب المبيّت مثل فقير ينتظر معونة حافز القاصرة ، قلبك العذري له الحق أن يعيش الحب الحقيقي
انتصروا لقلوبكم لأنها ستعاتبكم كثيراً ، ولا تشوهوا هذا الحب لأنكم استمرأتم العبودية .
لو كنت بجانب بعضكم لفركت أذنيه حتى يسمع هذا جيداً .
…………
عجيب أمر هذه الحياة ، نزل الموت في بيت من الناس بينما جارهم الثامن يحتفل بزفاف ابنته .
امرأة مقبورة في الشمال من القرية وابنها للتو بشّر أخواته بالتخرج المميز .
شاب يستخرج وفاة والده ، وآخر يستصدر شهادة مولودته الجديدة .
مريض يطأ قدميه في المشفى ، ومتعافٍ يخرج منه وقد استرد صحته .
عريس يزف في سيارته المشبعة بالتزيين ، وسيارة نقل الموتى تمر بالقرب منه حاملة جاره .
………
الأشخاص الذين يرددون كثيراً ( كلام الناس لا يقدم ولا يؤخر ) هذا صحيح إذا كان مجرد إشاعات معرضة وتهماً زائفة .
ولكن إذا استقوى كلامهم الباطل بمواطن الريبة التي تطأها وتهافتك الفج في حق مبادئك ، فهو يتحول إلى حق يذرع باطل كبريائك .
سمعتك تسبقك ، وإن دخاناً لن يصعد طبقات الجو دون نار .
…………
عندما أكتب فأنا أخاطب نفسي ، وأحياناً قليلة أخاطب غيري .
لمن أكتب ؟ للكثير ، لأشخاص مجهولون ، متخيلون ، منتظرون .
الكتابة مثل طائر يبصر التفاصيل ويستطلع الزوايا ويتكشف الخبايا .
أكتب أحياناً لأسخر من الألم ، لا أريد له أن ينتصر أو يخنقني باليأس ، أثبت له ولمعاونه الخيبة ووزيره الحنين أن الحياة ما زالت تسري في الأوداج .
بدماء حبرية ، بهياكل الحروف أقف على قدمين منهكتين .
الكتابة ليست دائماً عملاً بطولياً ، أحياناً تكون موقف ضعف واعتراف .
الكتابة تشبه الشكاية ، تفقد عصامية الخطب وجلال الشعر وبهاء التزويق ووهج التنميق ، وتظل شاحبة تؤذي صاحبها أكثر من نفعه .
الكتابة أحياناً مثل ألبوم العمر ، تؤرخ لأفراحك وأتراحك ، تستعيد عبرها ذكرياتك وتسترجع خيباتك وانكساراتك .
الصورة جزيئات محتبسة في إطار ، تتوقف بآلة الزمن عند حال معين وتتأبطه في ورقة بلهاء تحميها من تقادم الأيام ، لماذا يحتفظ الإنسان بما يسبب له الألم ؟ ولهذا هو يكتب .
الإنسان ، هو الكائن الوحيد الذي يفعل الحماقات ثم يسميها إبداع .
هل توجد سخافة أكثر من الحب ، يتهافت عليك إنسان ما ثم تعلن له الحب فينسحب مثل الماء المتبخر .
عندما يصل الماء درجة الغليان ، وعندما يصل الحب مستوى الهذيان ، يتبخران معاً فلا يبقى إلا الفراغ .
…………
عيشوا بقلب صديق واثق ، وإحساس محب مرهف ، وحرص أم رؤوم ، وتفاؤل زوجة صالحة ، واهتمام طبيب مخلص ، وشغف مشجع متعصب ، وخشية عابد متواضع .
عيشوا بنظرة طفل بريء ، وعقل رجل حكيم ، وإيمان عاميّ بسيط ، ولغة شاعر حماسي ، وقلم أديب متعمق ، وفكر فيلسوف مستوعب ، وإصرار عامل متفاني .
عيشوا بترقب امرأة حامل ، وفرحة طالب ناجح ، ونشوة مولود جديد ، وغزارة مطر كثيف ، ودائقة طباخ ماهر ، ودقة مهندس شاطر ، وتمكن قائد محترف .
…………
يوجد هناك استعداد للفرح وقابلية للحزن ، وشتان بين الأمرين ، اليائس يعاني العكس من ذلك .
…………
التواضع الصموت يهزم الغرور الثرثار .
…………
حتى التخمينات والافتراضات تتأثر بحجم المعلومات التي تملكها .
…………
أيام الرخاء املأها بالأعمال الإيجابية ، لأنك ستتكأ عليها في أيام الشدة ، املأها بالعطاء للأصدقاء ، لأنهم سيغرقونك بالوفاء .
…………
خيبة الظن تحصل بسبب موقف سيء من إنسان ما صادف مبالغة في تحرّي النبل من إنسان آخر .
…………
احذر من الهوس عند الوداد ، ومن القسوة عند العتاب ، والاعتدال في كل شيء سلامة .
………
الحب جزء من حقوقك المشروعة ، وإفساده عمل تدميري مشين ، لا يليق بإنسان مثلك .
………
قلبك وعقلك لا يبقيان على حالهما ، يحتلهما دائماً ما يسيطر على الذهن كل آن ويستجد على القلب كل حين .
ولذلك تشعر بعد أمد معين أن ما كان مهماً بالنسبة لك أصبح تافهاً سخيفاً لا قيمة له ، وبالعكس عندما يرتقي أمر إلى درجة عالية من الأهمية بعد أن كان من سقط المتاع وطرف الأمور .
قيمة الشيء لديك مرتهنة إلى الزمن الذي يقلب الموازين ويحرر المضامين ، مرتبطة بفعاليته ونفعه ، مرتبطة بارتياحك له ، مرتبطة بقناعتك به ، مرتبط بنون فؤادك وأمصار عقلك .
………
راجياً لكم النفع والفائدة .
اضطر كل واحد أن يصطفي " حبيباً " له لأن الناس لم يعد يسعها أن تبذل الوفاء بالمجان .
................
ما نفع الابتسامة إذا اختار الهم أن يقيم في قلبك فلا يرحل ؟!
............
الصمت والتأمل والتفكير هي عبادة العقل ، والتقليد هو معصيته الكبرى وقد تخرجه من ملة الحقيقة .
……
لا يوجد فراغ .. هناك خطأ في ترتيب الوقت .
.............
الكلمة الصادقة لا تستوفيها الحروف ، والفكرة الناضجة لا تصفها الكلمات ولا بد أن تبقى جذوة من الحرارة وقبس من الفكرة في نفس الكاتب .
إنما تستكملها القلوب الحية والعقول الناضجة إذا تلقتها واستوعبتها .
.............
أنا لا أعيش الحياة دفعة واحدة ولا بطريق أوحد ، لدي حياة فكرية وعاطفية وأخرى ( طبيعية ) أو عادية وهي ما يعرفني عبرها من يعايشني ويجالسني ويؤانسني .
...........
فراغ المثقف هو غياب المشاريع ، وفراغ الرجل العادي هو الوقت الذي لا يعرف كيف يقضيه !
.......
اليوم اختلفنا بحدة لأول مرة في تاريخ علاقتنا الجديدة ، لقد شعرت أنها في طريق النضوج والمتانة .
صحيح أن الخلاف لم يدم طويلاً وعادت أجواء الود والملاطفة سريعاً لكنني أدركت أن علاقتنا حية ونشطة وأن الموت والسأم لم يدب في العروق .
واعلموا أن ( الملل ) أولى منازل الآخرة .. بالتأكيد فهمتم ما أقصد !
.........
عندما تحاول إغاظة الآخرين ممن انتقص مكانتك وأقل من أهميتك ، إنما تعاقب نفسك من طريق آخر .
ذلك عندما ترسلها على غير طبيعتها وتكلفها ما لا فطرت عليه في أصل خلقتها .
..........
الخوف من المستقبل يختلف عن الخوف على المستقبل ، الأول سلبي ويدفعك للتشاؤم والاستسلام والآخر إيجابي ويأخذك إلى العمل والبناء .
...........
حتى لو كنت إنساناً حراً .. لا تستطيع أن تفعل دائماً ما تشاء !
.........
يحب الله أن يموت عشرة من أجل أن يعيش الباقون .
وأن تقوم فتنة لتوأد أعظم منها .
.......
لا تأتمن خاصة سرك لغير نفسك ، فكم من أصدقاء اشتروا وداد أعدائك ولو بعد حين .
ولن يكون هناك عربون أغلى من بيع أسرارك الخالصة !
......
صحيح .. يتوقف العقل عن إنجاب الأفكار النيرة عندما تنقطع عنه أمداد المعرفة المخزونة في الكتب .
وتبدأ العتمة في غزو فضاءات الفكر عندما تخفت أضواء العلم ويكسف قمر الحقيقة شيئاً فشيئاً .
إلى مجموع العقول التي أجدبت وانكفأت عن العطاء ، استغرقوا في الاطلاع والقراءة وأمعنوا في التأمل والصمت واسكنوا في مضاجع الهدوء والعزلة المثمرة .
……
عشر أيام من الإخفاق الذريع في ضبط النفس والعناية بالأهداف ، يبدو أن العقاب مضاعف في الأيام الجادة المقبلة .
وما أعذب النفس عندما تتنقل بين النجاح والإخفاق ، بين النبل والصفاقة !
………
لماذا تخصني من بين الجميع بالابتسامة ؟ لأنك الوحيد الذي تفهم ماذا أريد بها !
……
يحدث الخلط عندما يشير الظن إلى صاحبه أنه أهم من خصوصية غيره .
……
لو بسط الإنسان بالحديث كل ما يشتهي وينوي ، لسقط من عيون الناس .
ثمة حديث في النفس لا يصح أن يقال ، ويرتكب الإنسان أكبر حماقاته عندما يسرّ به للآخرين .
………
الرجل يختار أن يكون عظيماً عندما يطمح ، ومتجدداً عندما يحب ، ومتقائلاً عندما يحلم ، ويكون إنساناً بحق عندما يفكر .
………
ضيّق النفس هو الذي يسرع إليه الظن السيء .
………
المقصرون فقط هم الذين يعتقدون أن النقد مسألة شخصية !
………
أكثر ما يضيّع عليك وقتك ، أشخاص يتفقون معك على تضييعه إنهم أصحاب الوقت الفارغ .
……
عبارة قصيرة أصعب من مقالة مبسوطة ، إذ كيف لك أن تضع جبلاً ضخماً في قارورة .
………
إذا كنت أبعد ما يكون عن التعلق بالمال .. فأنت أجدر بالأهداف العظيمة والتمسك بالمبادئ النبيلة .
………
لا تحقد عليّ ، لأن القلب الذي يمتلأ بالحب سينتصر على القلب الذي يمارس الحقد
……
الكارثة : هي النتيجة النهائية لأفعال التقصير وتراكم الأخطاء والإهمالات الجزئية .
.........
الفراغ : أكبر محرّض على العادات السيئة .
………
يستاء الحب كثيراً من الأشخاص الذين يغيّر المال قناعاتهم ، وسيعاقبهم يوماً بخسارة الجميع .
.………
السؤال .. له وظائف متعددة :
وظيفة علمية ، وهو مبدأ العلم والمنقذ من الجهل .
وظيفة سياسية ، عبر أجهزة الرقابة والمحاسبة .
وظيفة فكرية ، حيث يفتح أبواب المعرفة ويفتح النار على المسلمات .
وله وظيفة أخلاقية ، مما يعين على محاسبة النفس وملاحقة الأخطاء .
وهو يحتل مساحة كبيرة يوم القيامة إذ يبدأ الإنسان في تلقي أسئلة التمحيص منذ دخول القبر وحتى يوم العرض .
اجعلوا السؤال قرينكم في الحياة حتى لو كان مظهراً للشك والحيرة والاضطراب ولكنه الطريق الواسعة باتجاه اليقين والإيمان الحي والمعرفة المثمرة .
…………
يتعافى القلب الذي يشرب من كأس الحب ، ويبلى القلب الذي يدخن من حشيش الحقد .
………
لا أكتب جيداً مثل ما أكتب في حالة ( انتعاش عاطفي ) أو في حال ( انتكاسة نفسية )
……
بعض الأفكار التي تراودني ثم أرميها في جحيم التجاهل ، تأبى إلا مزاحمة نظيراتها وتزف في عرائس من كلمات إلى مسامع القراء وعيون المعجبين .
………
مسكين هذا الإنسان .. يضيع عمره في جمع المال ثم يدهمه المرض فيتمنى لو كانت له الصحة بمقدار ما جمع من الاموال .
…………
الحب : أسوأ لعنة دنيوية ، وهو أكثر أنواع الجوع ضراوة ، ولن تجد الذل سائغاً في غيره .
……
لماذا نخاف الحرية ؟ فكم نبّهت من مخلوق لدين الحق وردت آخر عن مزلق الكفر .
ولماذا نرفضها باسم الاحتياط ونغلّب سوء الظن بالناس وهل هم إلا بشر ما عرفوا الحق إلا اتبعوه وقد تأخذهم الشبهة إلى الشر أو الشهوة حيناً آخر ثم تردهم المعية الإلهية أو داعي القلب .
ولكن يبقى أن في الحرية مؤمنون صادقون لا يخافون لومة لائم وفي العبودية منافقون يتاجرون بالمظاهر .
والحرية هنا قد تعني : الليبرالية أو الديمقراطية ونقد كل ما هو غير معصوم باسم حرية التعبير .
………
يستهويني من الأصدقاء الذي يظهر وكأنه غير عابئ بالحياة يعيش لحظته بكثير من العفوية والرحابة .
ويعجبني أكثر ( الحبوب الطيوب ) الذي لا يعرف الحقد إلى قلبه سبيلاً !
…………
عندما ترفض الحرية وتقول أن في ذلك حفظ لديانة الناس ، فأنت تزاحم الله فيما تكفل بحفظه .
………
أراد أن يعيد انتعاش علاقتنا ، ولكنه وجد شخصاً آخر يجلس مكانه .
ثم انسحب مرة أخرى ، في اللحظة التي طلبت من الجميع إخلاء المكان .
………
لا تجعل الغرور يسرع إليك ، فإنك ما فعلت ذلك إلا أبطأ عليك النجاح .
………
الصواب : لا نستطيع أن نقطع بتحصيله ولكننا نقترب منه .
………
قد يعذر البخيل ذو العيال ، ويعذر البخيل لو كان صاحب تجارة وأشغال ، ولكن ما عذر البخيل لو كان شاباً فارغاً بطال ، لا يعنى بأسرة ولا يهتم بشأن ذي بال ، ألا ما أقبح البخل في كل الرجال .
………
هل يصح أن يحدثكم عن الحب من لم يجربه ؟!
…
أنا أقرأ حتى لا يُصدم من يثق أنه سيستمتع بالقراءة لقلمي ، أقرأ لأنني لا أريد لكلمة أقولها أن تكون عارية من الدليل أو غير مسكوبة بلغة رفيعة أو تكون منزوعة الحكمة ، أقرأ لأن الله أراد ذلك .
……
الحب أشد أنواع الأنانية .
……
داووا النفوس بذكر الله .
……
الأفكار مشاعة للجميع ، ولكن قد تعرض للنابه فيمنعها الكسل ، وتعرض للبسيط فيحييها العمل .
………
ما أدمن اثنان الجلوس مع بعضهما ، إلا كان السأم أولى بهما .
أوصيكم بالتجديد ، فإن الملل إذا لحق بأحدهما كان في الأول خيانة وعلى الآخر حسرة .
………
التجديد ضرورة كل حي ، والسأم نهاية كل شي .
………
أكثر صورة تؤلمني " امرأة مكسورة " ، وأكثر موقف يحرجني " رجل مقهور " ، وأكثر موقف يبكيني " طفل يتوجع " ، وأكثر ما يغضبني " صديق خائن " .
……
حاول أن تستخدم كلمات عادية وعفوية عندما تعبر عن تضايقك وانزعاجك من شخص ما ، لأن فرصة التغير في المواقف قائمة .
………
أقصر طريق لللذة هو " الأكل " ، وأقصر طريق للسعادة هو " أن تصنع معروفاً " ، وأقصر طريق للنشوة هو أن تنال " شكراً " ، ولكن الطريق الوحيد للفرح هو " أن تعيش الحب " والطريق الوحيد للطمأنينه هو " التوكل على الله " .
……
لا تبالغ في مجاملة الأشخاص ، لأنك ستطلب ما يعجزون عنه في سبيل رد الجميل إليك .
……
إذا بالغت في المجاملة ، ستتعرض علاقتكم إلى الانهيار عند أبسط خطأ .
………
تبقى الأفكار حق لمن ابتكرها ، حتى يسبقه إلى كتابتها شخص آخر .
…………
أغلب الذين يفسرون تصرفات الآخرين على أساس اتهامي ، هم الذين يستخدمون كثيراً كلمة " أنا " .
.………
عندما تقع مشكلة لا تتصرف وكأنه لا فرصة للعودة من جديد ، هذا ما يفعله الغضب .
…………
لا تلاقي الآخرين وأنت في حالة نفسية سيئة ، لأن تصرفاتك ستقع عرضة للتفسير الخاطئ .
…………
من أبطأ به خُلقه ، لم يسرع به جماله !
…………
لكل فكرة أو نظرية صورة أولية تختصر تفاصيلها وتجمل نتائجها وهي التي يستخدمها العاديون ، ولها صورة معقدة ومكتظة بالروابط والتشعبات وهي التي يتناولها المفكرون ويفككونها لمحاولة فهمها .
وهذا يجري على التصورات السياسية والفكرية والاجتماعية والعلمية والإعلامية وهكذا .
...............…
الغربة : أعظم اختبار للمبادئ وتمحيص لاختيارات الإنسان .
سيعرف المرء هل كان الأمر يستحق ليصرف وقته في الأحقاد التافهة .
ستبني لك الغربة إحساساتك العميقة وتجعلها أكثر صدقاً واتزاناً .
…………
كيف يتلذذ بالنوم رجل تهجمه الأفكار ، فيقطع هجعته بالكتابة .
……………
من استأمنت رضاه ، ما تكلفت مودته .
…………
لا تغتر بالمديح ، فهو عبارة عن استخدام كلمات فخمة لوصف حالة بسيطة .
وإذا استمرأته أصابك منه حالة " إدمان " وذلك مؤشر مرضي يستدعي العلاج . ويبتنى فيك جدار ممانعة ضد النقد ، وبذلك تخسر أمضى أدوية المحاسبة والإصلاح وكنت معه صلباً لا ينفعك سوى الكسر أو الهدم .
هنا يطلبك النبي الكريم أن تحثوا التراب في وجه المداحين ، وليس عليك أن تكون سطحياً فتأخذ النصيحة بظاهرها ولكن احرص على تجنبهم وأن تخضع نفسك لنصيحتي بتكرار كلمة " مع نفسك " قاصداً بها نفسك لا سواها .
………
ثمة أناس يجتهدون في الاستغناء عن الآخرين ، يقللون من التشارك ويمعنون في فرض العزلة على أنفسهم .
إنه نوع متقدم من البخل ، ويستخدم معه كلمات التبرير الموغلة في المرضية : ماني في حاجة حد ، الناس ما يسوون ريال .....
ويظن أن هذا أصون له وأبلغ في التعفف ، ويبدو أنه يختزن ذكريات غير سارة لتجاربه مع الأصدقاء وأسقط هذه النتيجة على العموم وبدأ في معاقبة نفسه .
هكذا ينحسر عن المجتمع وتصبح أكثر لحظاته استقراراً وانسجاماً هي التي يقضيها في وحدة وانفراد أو بالأحرى دون بذل أو تقديم معونة لأحد .
………
استخدام المبررات الغيبية مثل ( الحظ - القدر - السحر - الجن - العين والحسد وكلها حق ) أمام الإخفاقات عادة ما يعبر عن نفسية غير جادة ولا عاقلة .
وهي عادة لا تكون مرشحة للنجاح لأنها لا تتعامل بعقلية الكون الجديد ، وتنتمي إلى عالم قديم يعلق حظوظه من الدنيا والآخرة بأشخاص غير مرئيين نافذين ومتصرفين بشكل مطلق بينما يعطل حقه من الحرية والتصرف والاختيار .
وهذا وجه من وجوه ضعف هذه النفسيات وانعدام كفاءتها لتحقيق نجاح ما على صعيد دنياهم .
النجاح يحتاج إلى عقليات ونفسيات جادة بما يكفي لاستخدام تعليلات دنيوية وواقعية لمواجهة التقصير والتهاون وضعف الإمكانات .
…………
لا تستعجل في الحكم على مشاعرك العبثية أنها : الحب !
لأن الحب لا يكتفي بدغدغة المشاعر ولكنه يقلب كيانك .
…………
أقسى اغتراب ووحدة يشعرها الإنسان ( الاغتراب الثقافي ) وعلى المجتمعات أن توظف مثقفيها بما يشعرون معه بالتماهي مع المجتمع والانتفاع بالمعارف التي صرفوا من أجلها أعمارهم .
………
كل ما انتقد المختصون شأناً من أمر العامة سيعتبر هذا جزأ من الهجوم على الإسلام ، ولن يصبح النقد أمراً مقبولاً حتى نحرر ما كان من الدين وما كان من أمر الدنيا وهذا مبتدأ العلمانية .
المجتمعات المحافظة - ونحن منها - تتحول فيها ( العادة - العرف - التقليد - الخطأ - المعتقد ) إلى جزء من التصور والهوية والتكوين ويكتسب صلابة مع الوقت يصبح نقدها وتمحيصها مثيراً للحمية ومحرضاً للشعور بالخطر ، وبالتالي يحتاج الخطاب النقدي إلى قدرة على الإزاحة والتفكيك .
…………
المثقف لا يعيش كما يعيش غيره ، هو لا يكون شاذا عنهم ولكنه مختلف .
يقضي أغلب وقته في العزلة ، وإذا خالطهم أمعن في الصمت والتأمل ، وإذا تحدث كان كلامه نزراً غير كثير ، حتى يبلغ درجة من العزلة لا يعود بعدها يجيد مهارات التواصل الاجتماعي ويفقد حس الشارع ويشعر بالغربة في زحمة الخلطة وتضيق نفسه اذا ازدحمت عليه المشاغل التي تنتمي الى وسط صاخب فوضوي مزدحم بالبشر والأخلاط .
الحق أنه يجد في أعماق ثقافته لذة لا تضاهى ومتعة لا تساويها متعة ، ولكنه حرم نفسه بالفعل من التشارك والتوادد الاجتماعي وإن كان يقوم به في حدود " الواجب " ويقل حظه في " التفضل " .
……………
الهدف الرئيس لنا هو " تعبيد الناس لله " .
لكن الواحد من الناس يفضل أن يعبد وهو مريد ( حر ) وأن يشكره على نعمه ( ميسور ) وأن يكون عزيزاً في نفسه غير ذليل ( مصون الكرامة ) .
وفي هذه الحالة فإن الشريعة جاءت لتجعل الناس أحراراً وميسورين ومستوفين لكرامتهم ، والدولة التي تقوم بأمر الناس عليها أن تطبق هذا النموذج من الشريعة لا غيره ، وإلا كانت ( استبدادية ) تضيق عليهم حريتهم و ( فاسدة ) تسرق اللقمة من أفواههم ( ديكتاتورية ) تمتهن كرامتهم وتسحق فرديتهم .
…………
سوف يدهشك " الغاضبون " عندما تكتشف أنهم لا يمتلكون من الأسباب ما يكفي للغضب ، سيهولك منهم العبارات الغليظة إلى جانب المواقف التافهة ، الغضب " حالة تعبير " لا تطابق الحقيقة كثيراً .
……………
إئتلاف النفوس لا يحدث عند تشابه الطباع فقط ، ولكن عند اشتراك الاهتمامات واستكمال كل نفس حاجتها مع الآخر ، النفوس المؤئتلفة مكملة مع بعضها وليست متكررة في ذواتها .
…………
رغم أن العلم لا قيمة له إلا بالعمل ، إلا أن المعرفة المستنيرة تتقدم على فضيلة الجهد الاجتماعي المبذول .
تقوم بعض القيادات الشعبية بأعمال اجتماعية بارزة ويبذل جهداً مضاعفاً في هذا السياق ولكنه لا يترك أثراً أبقى من العطاء الفكري والمعرفي .
مشروع ثقافي واحد يساوي مجموعة أعمال اجتماعية ، ومشروع تنوير العقول وتفتيق الأًذهان خير ألف مرة من تسمين الأبدان وتغذية الجسوم .
ويبقى العمل الاجتماعي إذا ما ترافق والمعرفة النابهة مدماك هدم في حصون التخلف ولبنة بناء فاخرة لتشييد التنمية والتقدم .
وقد يتهم الفكر أنه مجرد زوبعة في فنجان ، أما العمل فهو مصداق وموثق حق وتجرد وهمة في بناء السعادة للإنسان .
وهذا هضم وظلم للكلمة الصادقة والفكرة المشرقة التي تتجشم تحدي التقليد والمحافظة والتخلف ، بينما يرسخ العمل الاجتماعي العرف الشعبي المترسب على علاته .
…………
أشقى لحظة : هي التي يكون بها جسدك في موضع وقلبك في موضع آخر .
…………
الشخص الذي يفرح باقتناص أخطائك ويقلل من شأن أعذارك ، لا يستحق أن يكون صديقاً صالحاً لأنه يهتم بجانبه أكثر من أي شيء آخر ومنهم " أنت " .
…………
سيشعر البعض بحالة من " الفراغ الفجائي " وهذا نتيجة مراجعة خاطفة لقيمة الموضع الذي يعيشه والأهداف التي ينوي تحقيقها والإنجازات التي تحسب بحقه .
ثمة أشخاص تلاقيهم في بعض آماد العمر يسيطر عليهم ( الصمت - التفكير العميق - الشرود الذهني وعدم التركيز - انخفاض الحس الفكاهي ) وهذا أثر نفسي لحال الإنسان .
بغض النظر عن تحديات الحياة التي تفرض عليك نمطاً من الشخصية ، إنما أقصد لحظات التغيير الحاسمة من حياة الإنسان .
هنا فرصة سانحة للتحول إلى حياة جادة وإيجابية تقوم على أساس من المبادئ والتنظيم وترمي لغايات رفيعة ومعاني فاضلة .
يتوقف الأمر على حسن استغلالها وتوظيفها كنواة صلبة لحياة النجاح والإنجاز ، واحتمال مرورها بسلام دون تحول " وارد وبقوة " لأن التغيير عادة ما يقوم على " لحظة صادمة " ولا يتحقق تغيير ارتقائي سلمي ينطلق من لحظة الفراغ الفجائي إلا نادراً .
……………
ديننا يجعل من الخوف - غير الطبعي - عبادة ، فهل يصح أن نصرفها لغير الله !
…………
النظام غير الواقعي ، يضطر الناس إلى التحايل .
……………
ما طمع رجل في ما لا يستحقه ، إلا فاته ما كان يستحقه !
………
طمع المعرفة محمود .
الاستزادة من العلم لا يقع تحت طائلة الطمع المرذول ، حتى أن الله حث الرسول الكريم أن يستزيده من المعرفة وطلب العلم وسؤاله هذا الخير العظيم ، بينما كفاه الله ما تبقى من حاجات الدنيا التي ينفع معها الكفاف وما يسد الرمق على خلاف المعرفة التي لا يذم معها الطمع والجشع وسائر معاني الرغبة الطافحة في التزود .
……………
القارئ الجديد يحب الكلمة المختصرة والعبارة الموجزة والجملة المقتضبة ، والكاتب البارع الذي يقول أروع فكرة في أقصر جملة ، يعني بدون ثرثرة ! وما أصعب هذا العمل .
…………
الناجحون عادة ما تعاملوا مع " ضعفهم " بطريقة موضوعية ومع " قواهم " بصورة معقولة .
لا في ضعفهم خاروا وأحبطوا ، ولا عند قواهم تكبروا وتجبروا .
…………
لم نعد نملك ما يسمى " إجازة " ، لقد تحول تعريفها إلى : الوقت الذي نقضي فيه ما تبقى من الأعمال المتراكمة ، والوفاء بالتكاليف الاجتماعية الباهظة .
…………
يبلغ العقل مرحلة من الثراء المعرفي والقدرة الإنتاجية يسمى فيها " العقل السيّال " وهي نتيجة حتمية للوقت التي تقضية في القراءة والتمعن والخبرة المختمرة المتولدة عن تجاربك " ومغامراتك " .
……………
بعض الكتاب يترك وراءه تركة معرفية تنويرية تعج بالتحرر والتبصر والتفكر ، ستلاحقه دعوات الشكر والفخر والذكر ، ولن يتوقف مشروعه عند تاريخ وفاته بل سيمتد أطول من ذلك حتى يغضّون مضجعه في لحده ويقلقونه في قبره لشدة ما يوظفون قوله ويشيعون فكره وينشرون حبره وينثرون مكنونه ودرره .
هذا يتوقف على مقدار الانفتاح الذي عاش به ، والحماس الذي أشعل لديه الرغبة في تقدم الأمة والنهضة بها إلى موقعها من الصدارة والسيادة ، كما أنه تعلق بالمطامح العظيمة والغايات الجسيمة ، لقد توافق مع الصورة النهائية التي أرادها الدين وطمع فيها البشر واستحقتها الأمة .
وبعض الكتاب كان وما زال رمزاً للتراجع والتخلف حتى بعد موته ، لم ترفع عنه لعنة التجهيل والظلامية ، يستخدمه المسيسون والدهماء والبهماء في توطين تراجعهم وترسيخ حكمهم الجائر الفاسد الراكد .
إنه خلّف وراءه السم الزعاف والبلاء العميم ، لم تسلم منه الأمة حياً وميتاً وما فتئ يجرها إلى الهاوية أو يعلو بها إلى القمة حتى تكون سقطتها مدوية وعثرتها قوية وإصابتها في مقتل ومستقبلها على كف طائش .
أبداً هو في إضرارها من حيث أراد نفعها ، وفي إسفالها من حيث رغب في رفعتها ، وما داهيته إلا الجهل وما بلاؤه إلا صنيع غيور أحمق .
………………
حافظ على ( صفاء ذهنك - استقرار نفسك - قوام جسدك ) فذلك يساعد في استبقاء حالتك الإنتاجية متعافية ونشطة وفاعلة كما أنه يعين على توظيف يومك بشكل جيد ومنظم شرط أن يكون هدفك واضح وتراكمي وواقعي .
( التدين البصير - النوم الجيد - الغذاء النافع - المدّخر المالي - ترتيب الوقت - توزيع المهام - وضع الأهداف - ممارسة الجنس المنظم - بناء عقلية معرفية مستنيرة ومفعمة لمواجهة المصاعب والتعامل بموضوعية مع النجاحات ) كل هذا يساعد من باب آخر على إحداث التوازن في حياتك والحفاظ على قدراتك المنتجة .
…………
يمارس العقل المثقف مهمتان شهيرتان ، فهو إما يقوم بعملية " إعادة تدوير " المعلومات والأفكار التي استلهمها ولكن بلغة تناسب العصر وإضفاء تعديلات شكلية على جسم هذه الأفكار .
أو يقوم بعملية " خلق وإنتاج " جديدة وهو في ذلك يمارس أشرف أدواره وأعظم منجزاته ، ذلك لأنه يأتي بما لم يُسبق إليه ويضخ في عالمه ما يناسبه من طروحات التنمية والتقدم والفاعلية .
……………
لا تحاول حل أزماتك عند فورة الغضب الأولى ، غالباً ما سوف يزداد حجم المشكلة .
…………
قدرات الإنسان خارقة ، تتدفق عندما يثق في نفسه ، وتتدمر عندما يظن أنه أكبر من خالقه .
………
لا تبالغ في وعودك ، لأن تحقيقها ثقيل على النفس .
…………
إذا أجرى كاتب قلمه على غير الفن الذي يحبه ، يأبى قلمه إلا أن يتنفس هواءه الذي يعيش به .
…………
سترى الأمور دائماً بشكل ناقص ، حتى تجربها .
……………
الأصحاب والأحباب جزء من الأرزاق المقسومة .
…….……
كلنا نولد بالطريقة نفسها حيث لا نملك حق التدخل ، ولكننا نموت مختلفين ، حياتك هي التي تعطي موتك شكله وعاقبته .
…………
مسكين هذا المشتاق ! حتى لو استحال عنده الوصل ، جمع شتات الدلائل لإحياء الأمل .
.…………
الغرور .. يحدث إذا اقتنع أحدنا تماماً أنه شخص مميز .
…………
إن قرب موعد موتك ، كقرب غدك من يومك .
…………
خير الصحاب المتخفف ، وخير الآكلين المتخفف ، وخير الجلساء المتخفف ، ويا بخت من زار وخفف .
…………
صديقي الحبيب أو حبيبي الصديق : سلام من الذي جمعنا بك يوماً ما ، إنني ما زلت وفياً لك ، أحب أيامك وأحفظ جيداً كلماتك ويهتز قلبي لمسمع اسمك ، وما زلت أنتظرك في نفس المكان الذي كنا نجتمع فيه سوياً وبمفردنا لا يشاركنا جلساتنا إلا المتطفلون ، أما هذه المرة فأنا لوحدي ، وإن جالسني مخلوق فأنا لا أصغي لحديثه ولا أنتبه لكلامه وأشرد بذهني بعيداً حتى يردني إليه منادي مزعج .
هل تصدق ، أنك تزورني دائماً في أحلامي ، ويا ويلي لو كان لقاؤنا سيبقى حبيس الأحلام ولن يتحقق .
يقولون : أن أضغاث الأحلام هي مجرد ما يشغل ذهنك في يقظتك ، لقد صدقوا ، ولكنني لا أريدها مجرد أضغاث ، إنها لا تتحقق كثيراً ، أريدها رؤيا خير وبشرى غيب .
لقد مللت غيابك ، وطال بي عهد وصالك ، ما هذا العذاب ! أراك ولا أنالك ، قريب لا يجاورني ، حبيب لا يطارحني ، صديق لا يصارحني ؟!
لا أعرف إن كنت تفكر في صديقك الوفي أو تحن لملاقاته ، أو حتى تتذكر جلساته وتتعاهد مجالسه . كما يفعل هو دائماً ؟!!
…………
كثير من الأشخاص يرغب في الحديث ، الحديث عن نفسه بالتحديد ، عن همومه عن طموحاته عن مشاكله وما يشغله ، إذا وقع عليك الاختيار عليك بالتالي :
- انصت جيداً ولا تتحدث ، لأنه لا يريد منك أكثر من الصمت العميق وكأنك تهتم لكلماته .
- لا تصادمه برأي مخالف مبدئياً ، حاول أن تتماثل مع مشاعره في حالة الحزن والضيق واليأس .
- ناوله جرعة أمل وجدد ثقته في نفسه واستخدم مؤشرات إيجابية حوله واستثير ذكرياته وانجازاته المميزة .
- حاول أن تتركه يكتشف الحل بنفسه وسارع إلى تأييده عند كل نقطة تراها ايجابية ومبهرة حتى تتحول بدافع الثقة الى مشروع عمل .
- لأنك اصبحت مستمعاً جيداً ، تحمل الكثير من الإزعاج وإذا رأيت شخصاً تتكرر منه شكاية فتحول عنه لأ سلبي إلى درجة مخيبة للأمل وربما تنتقل العدوى إليك .
- لا تنسى أن تجد لك متنفساً بعد مجموعة الجلسات التي تبذل فيها وقتك ومجهودك الذهني والنفسي لمساعدة الآخرين .
……………
جربت الإيثار في كل شيء ووجدته حسناً ، إلا إيثار غيري على " الحبيب " فهو ضرب حماقة وجنون .
……………
قاتل الله الغيرة ؟ كم لفّعت المحبوب بالحزن وأردته صريع الشكوك .
………………
لا تشعر بقيمة الأشياء حتى تفقدها .
…………
هل أنت إنسان ؟ لا أشك في ذلك !
ولكن ، إذا كنت تنام وتأكل وتشرب وتصلي فهذا لا يكفي .
فالحيوان ينام ويأكل ويشرب ويسبح ولكن لا تفقهون تسبيحهم .
ابحث عن المعاني الحقيقية لإنسانيتك ، ما موقعك من الحب ، والعلم ، والطموح ، والقيم .
ما الدافع الذي يحرك فيك دواعي العمل والبذل والعطاء ، ثمة شبه بالحيوان إذا كانت الغريزة وبالشيطان إذا كانت المصلحة الشريرة وبالمجنون إذا كانت العبثية ، وبالإنسان إذا كان المبدأ .
لا يعني هذا على الإطلاق أن تنحي مصلحتك وشهوتك وحاجتك تماماً عن
…………
تمنحك المعرفة ارتياحاً نفسياً ورضاً داخلياً لمجرد أن تستوعب فكرة شاردة وكأنك تبحث عنها لزمن طويل أو تغذيك بمعلومة كنت تنتظرها ، وتشعر بالسعادة أكثر عندما تصادف تفسيراً حكيماً وواقعياً لحالة مجهولة قابلتك أو استفهاماً اعترضك .
………………
الأفكار الشيطانية جهنمية وغاية في الذكاء والعبقرية ، ذلك لأن الشهوة تحركها والغريزة تستوقدها والشيطان ينفخ في نارها ويزيد أوارها .
أعرف شاباً كان يقتنص الفتيات بمنظار تقريب ، وسمعت عن مراهقة كانت ترفع صوت القرآن لتخفي صوت مهاتفتها لعشيقها ودواليك من التذاكي في اقتراف الذنب ويكفي لتقف مشدوهاً أن تسمع بأفاعيل السراق واللصوص لالتهام فرائسهم .
كنت أتمنى لو صدق " فرويد " ليتحرك الناس باتجاه تحقيق المطامح ونهل المعارف والتحول إلى إيجابيين نافعين مصلحين بدافع من الشهوة لأنها كفيلة بتحقيق المستحيل ، إي والله .
الطفولة لها حظها من هذا الذكاء ، فإن الأطفال يمارسون طرائق عجيبة من التحايل والتملق لاجتلاب مكاسبهم ونيل مآربهم ، كثير منها مضحك وغريب ولكنها لا تخلو من عبقرية ودهاء .
عبد العزيز طفل فصيح وفطن طلب من والده أن يضاعف ركعات صلاة الفريضة مقابل ألا يقطع لعبته بالذهاب إلى المسجد ، وأمثال هذا كثير مما يعجب ويغلب .
لا غرابة فإن كبيرهم " إبليس " يملك أنفذ مهارات التحايل وأقدر إمكانات المراوغة ، وهو يتحين من أضيق الفرص طريقه لتحويل البشر والحياد بهم عن طريق الرشد إلى الغي والضلالة .
وقد وضع ابن الجوزي صوراً شتى لصنيع ابليس في البشر وغوايته لهم في " تلبيس ابليس " وصرفهم عن العقائد السوية ، وبعضهم خط في " الحيل الفقهية " كتباً ومؤلفات وكأني به يعين الشيطان على مهمته من باب التعاون والتكافل الموصى به .
……………
التركيز ليس ممل ولكنه مرهق ، حتى لو كانت مكاسبه عظيمة .
…………
إذا تخلى شخص عن مسؤولياته فلا قيمة لرجولة ، ذلك لأن الرجولة مسؤولية .
……………
لا يُطمعك عفو صديقك المتكرر ، فتبالغ في الإساءة إليه والتقصير في حقه ، ستستفزه كرامته يوماً ما بينما أنت تعتمد كثيراً على ظنك القديم بحُلمه وتمسكه بك .
………
لا تغضب من الألم ، إنه يذكرك بنفسك .
إذاً هو صاحب فضل عليك .
………
ابتسامتك المتكررة ليست مجرد تعبير عن الارتياح ، إنها رواء لعطشي وإنضاج لعود حبنا .
…………
الذي يعتقد أن الحرية يمكن أن تصنع التقدم والتنمية والرخاء ، مخطئ في ظنه مسرف في أمله .
الحرية ليست إلا مجرد فضاء كبير ، الإنسان وحده الذي يعوم فيه يحول هذه الأحلام إلى حقائق .
وأي إنسان هذا السحري الذي يقلب بعصا حكمته الكون زاهياً جميلاً ؟ إنه رجل المعرفة والإيمان والسماحة .
بدون معرفة يستبد به الجهل ، وبدون إيمان يطيش به الهوى ، وبدون سماحة يغرقه العنف في بركة دماء .
وعلينا بالروية ؛ إذ الحرية في مجتمع متخلف وحل من الخيبات والثلمات ، وهي في مجتمع متبصر مستنير أداة بناء ونماء .
اصنع مجتمع الحرية قبل أن تستجلب لهم فضاءاتها الفسيحة .
وليست الحرية مطية لاستجلاب المكاسب ولتوسيع المناصب ولتزاحم المناكب ولاعتلاء المراتب ، ولكنها فرصة ممنوحة لكل فكرة أن تعيش في حيزها المستحق ونصيبها المتفق ، في ظل " مشترك واحد " لا يحيد ولا يبيد من دين متين وثقافة أصيلة وجغرافية ثرية .
………………
الصدمات السخيفة تؤلم الضعفاء ، بينما يبقى العظماء بمنأى عن الاهتمام بها .
……………
إذا لم تكن " جاداً " بما يكفي ، فدع النجاح لأهله !
……………
نحن في غنى عن الرجولة بمعناها العنتري ، وفي حاجة إلى الرجل المسؤول ، الثبت ، الثقة .
……………
انظر في نفسك دائماً ، فإن النظر إلى المرآة يساعد في تحسين صورتك .
………………
دائماً الأفراح الكبيرة والمتع الملذّة تؤجل الآلام ، ذلك لأنها تذهب في غيابة النشوة .
والآلام تتنوع فقد تكون ( ديوناً متراكمة - آلام مفاصل بعد ملعب صابوني - واسأل حرامي ولا تسأل محامي ) .
……………
نترك فعل أشياء كثيرة نحبها ، مخافة سوء الظن أو وقيعة الناس .
آخ من مجتمع قاسي ، وهم فسدوا وما فسد الزمان !
……………
إذا كنت أعجل الناس في نقد غيرك وملاحقة عيوبهم ، فثمة مشكلة نفسية تسيطر على قلبك ، وعلّة ذهنية في تفكيرك .
ليس كبرياءاً ولا حسداً ولكنه فيروس ينخر عقلك ويعمل على هدمك .
………………
حتى المثقفون يصلون درجة من فقد القدرة على إنتاج الجديد مما يستحق الاهتمام ، قدرتك على ( التغيير - التطوير - المواكبة الرشيدة ) تجعل الأمر مختلفاً وتعطيك فرصة للعطاء المستمر والتدفق المثمر .
…………
الرقابة لا تعني حرمان النفس من الممنوعات ، ولكنها تعني اختيار الأصلح .
الرقابة جهد بشري ، وبالتالي يختلف في تحديد ما هو ممنوع من غيره ، يجب أن يكون عمل الرقابة قائم على ما يصلح للبشر ، لا يقوم كعملية سلبية تشتغل على وضع قوائم الممنوعات فتسأم النفس وتندفع بحماس لتحقيق رغباتها .
……………
الصمت والهدوء والتأمل والتفكير والطمأنينة أشياء تنتمي للإنسان الحقيقي ولذلك هي تصدر من الداخل ، بينما الفوضى والجهل والسطحية والاضطراب والإزعاج أشياء تنافي إنسانيته وهي منتج يأتي من الآخرين أو لا تتم إلا بمشاركتهم .
…………
عندما فرغنا من القيم الحقيقية ، لجأنا إلى المظاهر الاجتماعية الزائفة .
بها نتجمل وعليها نتقاتل .
……………
الكاتب يلون الحياة من جديد ، كلما استزاد معرفة وثقافة اكتسب المزيد من الألوان في علبته الخاصة ، إنه يرى الأشياء قد بهتت وخسرت ألوانها ثم يعيد إليها الحياة ويصبغها بما يعيد إليها بريقها ونظارتها .
أحياناً هو لا يلون ، بل ينزع الألوان المزيفة عن الحقائق المشوهة ، ليعيد للحقيقة سطوعها وطهارتها وللمعرفة عذريتها ، يقفز بها الى نقطة الطهارة الأولية حتى تنساب الى الاذهان صافية نقية دون شائبة تخلف او عالقة من سوء .
…………
أحياناً إذا كتبت عبارة بارعة واضطررت إلى إعادتها ، لن تجد نفس الحرارة والحماس ولن تندفع الكلمات أو تتداعى المعاني على قلمك ، لأن الفكرة المكتوبة لها حين لا يتكرر مطلقاً .
…………
لا تحاكم عبارات الكاتب الواسعة ، بدلائل حياته الخاصة لأنه لا يعبر عن نفسه دائماً .
…………
سأكتب ثم أكتب .... وأكتب .
لن أخاف على الأفكار أن تنتهي ولا على الحبر أن يجف ولا الورق سينفد .
ما دام في الروح نفس وفي القلم مداد وفي العقل حراك وفي الأرض حياة ، سيظل قلمي مشرعاً يمضي سيالاً على صحائف من بياض .
…………
نحن نصنع الوجاهات ؟!
ومشكلة المقامات عندنا يصنعها ( المنصب - الشهرة - النفوذ - المال - السلطة ) ولا تقوم على معاني حقيقية وبالتالي تجد أكثر الناس استحقاقاً لهذه المكانة الاجتماعية يتكدسون في طابور خامس مصيرهم التجاهل والتغييب .
نحن مجتمع مستسلم لذهنية متراجعة ؛ ويكفي أن تجد رجلاً بديناً بأكتاف واسعة يتزيّا " بمشلحه المهيب " بينما تتقدمه " كرشته " خطوات لتفرش له الطريق ويحتف به الجهّال وتلاحقه أبصار الدهماء الشاخصة .
ثم تشتغل " الإشاعة الاجتماعية " في أذهان الناس وعلى ألسنتهم ، إنه رجل ( غني - واصل - شخصية مهمة أميرية أو قبلية - مسؤول دولة ) ثم تبدأ الوجاهة تصنع منذ الآن لترافقه حتى يسحب البساط من تحت قدميه " ذو مشلح آخر " .
كلمة " الشيخ " مثلاً التي تطلق لثلاثة ( رجل الدين - التاجر الغني - سيد القبيلة ) ويكفي لإطلاق هذا الاسم أن يتمسح شخص ما بأركان واحدة من هذه الطبقات الاجتماعية ليظفر بهذا اللقب الذي يكفيه شر التعب والمشقة للتصدّر والتسويد .
بينما تستبعد أبداً المعاني الحقيقية التي يستحق أصحابها أن يكونوا في صدارة الصفوف .
فضلاً عن تأثير هذا " العرف الاجتماعي البائس " على قتل الإبداع وإبطاء حركة التنمية وهضم حقوق الكفاءات وتصفير قيمتهم الاجتماعية والتقليل من الحماس للعمل والإنجاز والنجاح .
فإن هذا التصرف السيء يمهّد لصناعة الاستبداد السياسي وتسلّط الحكام وفساد الحكومات وإطلاق يد العابثين ومصاصي دماء وأموال وحقوق الأمة ، يجعل منّا شعوب ميتة العزائم ، مستسلمة خاضعة خانعة يستبد بها مجرد قطعة قماش مهترئة ويؤخر مقاعد النبهاء وخلص النجباء .
……………
الذين يحولون المشكلة البسيطة إلى أزمة معقدة ، عادة ما يكونون على جهل .
…………
عندما تريد أن تبدأ الشخص الذي أزعجك بالإيجاب ، لا تتحول إلى موقف سلبي إذا صدمك في أول اللقاء .
……………
لا يعني " العتاب " الاتجاه بالعلاقة صوب التأزيم ، ولكن يعني رفع التحفظات للمساعدة على وجود نقطة الالتقاء من جديد .
…….……
أكبر سبب وراء استفحال الغضب وتحوله إلى أزمة هو " التعبير عن هذا الغضب" .
………………
الابتلاءات الربانية هي مرحلة إعداد لمستقبل مشرق ، انظر لأهل الأمراض المزمنة أو الذين اقتطع السجن من أعمارهم كثيراً وآخرون تعرضوا لامتحانات صعبة وخانقة ، كانوا يستعدون لمهمة بناء وعمارة أرض وقيادة أمة .
ألا تعرف أن النبي محمد عاش ١٣ عاماً في مرحلة إعداد وتربية وجهاد قبل الهجرة ، لأن الله هيأه لذلك وصنعه على عينه وأحسن تربيته وقد قال له " إنا سنلقي عليك قولاً ثقيلاً " .
يثير إعجابي دائماً الأشخاص الذين يستبشرون بالابتلاءات ، يتعاملون معها كتحدي يستفز رغبتهم في الفوز ، إنهم يملكون قدرة عالية على التفاؤل ، تركيبتهم النفسية قوية وصلبة إلى درجة تثير عندك الغبطة ، فسبحان من أعطى وأخذ بحكمة وعدل .
……………
استخدم لغة إيجابية ومفعمة بالحياة ، إن لغتك الخاصة تحتفر فيك المشاعر وتصنع شكل حياتك .
ابتعد عن الألفاظ القاسية والفاحشة ، حتى لا تلطخ لسانك وتثقب أذنيك وتصم سامعيك وتثقل كتابك .
اجعل حديثك مثل عبير زهرة يجتذب الطائرات ، وموسيقى عذبة تصغي لها الآذان ، وحداءاً تطرب له الأسماع وتشتاق لمغناه .
ما إن تستخدم كلمات الحمد والشكر والفأل والاستغفار ، ستشعر أن حياتك بدأت تنزاح لصالحك ، وكأنك تأخذها إلى الطريق الذي تريد ، تماماً وكأنك تصنع حياتك وعالمك مزدحماً بالأفراح وصاخباً بالمفاجآت المبهجة .
الأشخاص الذين يجتهدون في تقتيم الصورة الناصعة ، وتلطيخ المنظر المشرق ، وإظلام زوايا الحياة ، عادة ما يعانون من القدرة على توظيف كلمات متفائلة وإيجابية .
حاول تجنب مثل هؤلاء ، إنهم يؤذونك من حيث لا تدري ويبنون لديك ( تركيبة لغوية سلبية ) ، تنقض على مشاعرك الإيجابية وتقضي على التذاذك بالحياة واستمتاعك بلحظات العمر الماتعة .
اللغة الجيدة ، تصنع فيك الشعور بالحياة ، تدفعك لرؤية الجانب المضي أو الجزء المملوء ، تحول الأشياء الباردة إلى فورة فرح وثورة انتصار على اليأس ، واللغة السلبية ، تخلق بلادة الشعور وتفقدك الحياة .
……………
ابتسم !
سوف تتخلص من سلطان الشيطان لأن تبسمك صدقة تكتب لك به حسنة ، سوف تنتقم من أعدائك بطريقة غير مؤذية ولا عدوانية ، أو بالأحرى سوف تحولهم إلى أصدقاء وستضيفهم إلى رصيد مكتسباتك .
ابتسم !
سوف تطرد مشاعر قاسية تعج في داخلك ، وتتمدد عضلات وجهك مفصحة عن انشراح وانسياح مشرق ، وسوف تتسع ذهنيتك لأفكار إيجابية موحية وتبرق أساريرك وتجلو عيناك ويفتر ثغرك .
ابتسم !
سوف تمارس أفضل أشكال السعادة ، وتعيش أمتع لحظات الحياة ، سوف تحافظ على شبابك وتغذي جسدك بالمزيد من التعافي والاستدواء ، وتضخ فيه رغبة نشطة وموّارة للحياة .
ابتسم ! إن السعادة أقرب إليك حينها .
……………،
لماذا نشتري " أفراح الروح " ؟ نبحث عنها في " أفلام الترفيه - موسيقى مبهجة - وهكذا " .
نعوض فائتاتنا العاطفية ، ونداوي مشكلاتنا النفسية وعقدنا الداخلية الناتجة عن صخب المادية ومشاق الحياة .
كونها تشترى هذا يقلل من قيمتها وأخلاقيتها ويعرضها للمقايضة ، والحقيقة أننا نستخدم ( بدائل صناعية ) تقوم ببعض الدور الذي تصنعه المباهج الحقيقة ولكن لا تغني عنها ، وتبقى لها أضرار سلبية وأعقاب مضرّة .
كما أنها تعاني ( حالة لحظية ) وتفعل فعل المسكنات الكيميائية التي تستخدم عند الطوارئ بقدر معين ومعقول .
هذا لا يزيح عن بالنا أن مسألة ( الراحة الأبدية ) خرافة لا يمكن تحصيلها في الدار الدنيا ، وهذا يكاد يكون أكثر صدقية وواقعية ، وحتى التفسيرات الإيجابية للآلام تبقى محاولات جريئة للهروب باتجاه الأمل والفأل ولكنه يبقى في النهاية " هروب " ليس أكثر .
……………
اجعل الآخرين يذكرونك بالخير ويتذكرونك بآثار الإيجابية والمواقف الجميلة ، يحنون إلى مجالساتك ومؤانساتك ، يتوقون إلى ابتسامتك الواسعة وقلبك الكبير الذي يشعرون تجاهه بالانتماء والاهتمام .
حذار أن تترك وراءك ذكرى سيئة أو موقفاً مزعجاً تظن معه أنهم لن ينسوا أيامك أو يحترمون ذكرياتك ، إنهم سينسون شخصك اللئيم ويتذكرون إساءاتك وخيباتك عند أول فرصة للنيل منك والانتقام لقلوبهم وكبريائهم .
المعروف دائماً والطبع الحسن في الفعل والقول والتعامل والاهتمام بالآخرين خير بريد لشخصك ولاسمك ولرسمك ولذكراك ، وخلاف هذا يعتبر من أقل ما يذكر إلا في سوء .
………………
ليس هناك مبرر لتشعر بالحنق على حياتك ، أو تعيش حالة مراجعات دائبة ومجهدة لمكتسباتك من الرجال والأموال .
انطلق بعفوية واسترسل في حياتك وكأن الأيام لن تخذلك ، صحيح أنه لا يصح أن تعيش خباً أدهماً بارداً لا تحيط أمرك بالعناية ولا تهتم لشأنك بالرعاية .
ولكن الأهم أن تكون سهلاً هيناً ليناً سلساً غير جزع ولا فاحش ، فإنهم أكثر أهل الجنة سكنى وأكثر أهل الدنيا سعادة واستبشاراً .
حاول أن تقضي وطرك مما تشتهي ، فإن الشهوة غول كاسر إن لم تقوم بحقه انقض وحشاً يقتات من مخزون رشدك ويفتت كتلة جسدك ، يشغل ذهنك ويبلي فكرك ويذهب عقلك ويشتت أمرك ، خذ حاجتك من الحب والوصل والرغبة والولد وزينة الحياة الدنيا .
إن أخطأ في حقك مخلوق ، اصفح واغفر واعفو فإنها بمجموعها كفيلة أن تشفي قلبك وتداوي أمر صاحبك ، وإذا أحسن إليك أحدهم فبادر المكافأة ورد الجميل وقابله بالحسنى كما ابتدأك ثم إذا ظهر وكأنه تراجع وانكمش فاحمله على أحسن المحامل واترك للتفسيرات الإيجابية أن تبرر له علّها أن تكون أصوب وأقرب .
هذه الحياة نسبية ، لا يدوم حالها ولا يضمن مآلها ولا تُدرك كلها ولا يُقنع أقلها ، إن تعلقت بها عطلتك وإن زهدت فيها أجملتك ، لا يروعك بؤسها ولا يضق بك عسرها وهي فانية بأسرها ، هذه الدنيا يا صديقي مطلعها وأسّها .
……………
لا أرتاح لما أنا عليه ، دائماً أبحث عن فرصة للتغيير ، ألتهم الكتب وأطالع تجارب الناس وأتصفح وجوه المشاريع وهكذا في لهث دائم عن حقيقتي وموقعي من هذه الحياة ، من مستقبلي ، من تاريخي .
لا يدفعني الخوف أو الشك أو الغيرة أو التقليد ، بل تدفعني قناعة شبه راسخة أن الانسان يجب أن يتميز دائماً وأن يمارس التغيير الدوري وأن يتجدد .
لا شكل ثابت لمعنى التغيير فهو قد يعني : التطور أو التحول أو التقدم أو التراجع ، المهم أن تبحث دائماً عن الفرص الأفضل لنفع الناس وتحقيق ذاتك وخدمة دينك واسترضاء ربك .
من معاني التغيير التي أمارسها دائما هو عملية التصحيح ، ليس كل ما أعرفه أو أقوم به هو نافع أو على صواب ، كثير من أوضاعنا يحتاج إلى تعديل وموائمة وأحياناً اجتثاث وتبديل .
كثير من قناعاتنا أو علاقاتنا أو معلوماتنا أو سلوكاتنا تسهم في إبطاء تقدمنا أو انحدار إنتاجنا أو حتى تنغيص حياتنا ، جميل أن نلتفت إليها ونعالجها ونقوم بإحلال المعاني والسلوكات الصائبة والايجابية .
إنه عمل أشبه ما يكون بالكشف الدوري للجسد ومداواة علله ، أو الاهتمام بمعرفة جاهزية المركبة وسلامة أطرافها للطرق الطويلة ومدى احتفاظها بشروط الأمان والسلامة .
يمكن أن يكون من ملامح التغيير الدوري هو " التجديد " ، إذ عليك أن تقتل الروتين الجالب للسأم والتضايق ، عليك أن تبعث نَفَساً ممتعاً لحياتك المكرورة ، وعليك أن تجرب الحياة من طريق آخر وتستمتع بها حتى لا تضج أو تضيق من تكاليفها الثقيلة ومشاقها المتعبة .
……………
كان ملك يدي ، ولكنني نسيت أن الممتلكات تحتاج إلى اهتمام كذلك ، وإلا .. !
…………
يكفي أن تعاني من الفراغ ، لتصبح رجلاً ساقطاً .
…………………
اثنان يلازمانك طيلة عمرك : اسمك وطموحك !
………………
لا تشكل المظاهر السلبية عائقاً ، إلا إذا تحولت إلى مبرر للتقصير والإخفاق .
مثل الفقر والجهل وسوء البيئة وهكذا .
……………
ليس كل من مات خامل الذكر على سوء ، فلا ذكراً طيباً أبقى ولا مشروعاً ناضجاً ترك .
فما مات رجل متخففاً من ألسنة الناس لا يُطرى في خير ولا شر إلا ظفر بالنجح والفوز .
………………
ما شك رجل في عدالته وما اطمأن على نزاهته ، إلا كان ذلك سلامة له من الظلم والاستبداد .
……………
لا تولد الأفكار العظيمة إلا عند الصمت العميق أو النقاش الطويل .
……………
وإن بين الثقة والكفر خيط رفيع إذا ما بلغت الأولى حد الإفراط .
……………
عالج نفسك من " شره اقتناء الكتب " إذ لا معنى لها بدون طراية كافية لمضمونها واستيعاب نابه لمعانيها .
………………
إذا أردت أن تعرف مخلوقاً على حقيقته " عاشره " ، وإذا أردت أن تعرف كاتباً وكأنك عاشرته " اقرأ له " .
…….………
سألته : ما هو الطريق لحب القراءة ؟
أجابني : هو أن تبدأ .
………………
لا تقضي الوقت في انتظار الفرص ، ولكن في الاستعداد لها .
……………
لقد انحدرنا من عقل التنوير ..
إلى
عقل التثوير !
……………
والله شغلة !
يخاف على هوية السعودية : من التشديد ، وعلى هوية القدس : من التهويد ، وعلى هوية الإمارات : من التهنيد .
………………
نحن واقعون في أسر الأشياء .
……………
الذي يجهل حقيقة الأمر يبالغ في المديح ، مثل شخص يرفع صوته بالحديث لأن صوتاً يضج في أذنيه أقوى من مسمع صوته .
.……………
ساعة ترفيه واحدة ، تعطيك ساعات جد طويلة .
…………
الأعضاء شعب والقلب حكومة والعقل سلطان ، وأمرهم شورى بينهم .
……………
كن واقعياً ، لا تغالب الحياة فتغلبك .
…………
- هل نسيتني ؟ وأصبحت تأنس بمجالسة غيري حتى لا تكاد تفارقهم !!
- ليس كذلك ، ولكن لأنهم يشبهونك .
…………
كلما كان الشخص مستغنٍ عن الآخرين ، كان هذا أحفظ لكرامته .
وهذا يحدث على مستوى العلاقات الشخصية ، وعلاقة الشعوب بحكوماتها ، والعلاقات الدولية .
…………
في دول الاستبداد .. تتحول بناءات التحضر إلى أصنام تخلف ، وتنقلب منابر الحكمة إلى أبواق جهالة ، وتغرب شمس الحقائق لتعم ظلمة الشكوك .
…………
أكثر ما نكتبه آراء أولية غير متعمقة ، وقد يكون أسرع بها العجب أو استمالة المؤيدين واستعجال الشهرة .. والله المستعان !
……………
لا تستخدم تجاهل الآخرين وسيلة لإثبات وجودك أو ارضاء نفسك .
………………
لا أستغرب أن تكتب مثل هذا الكلام المنمّق ، ولكن أنتظر أن أراه في حياتك يتحقق .
….…………
هرب من السجن ، وبنى سجناً أكثر وحشة اسمه " الخوف " .
…………
الله كريم ، إلى درجة تجعل كل معروف نبذله بمقابل نتقاضاه .
ولكنه أراد لهذا المعروف أن يُبذل طاهراً زاكياً دون انتظار لشكر أو أجر .
…………
أيتها المرأة ، عليك أن تعيشي حياتك لتبرري لزوجك أن اختياره كان صحيحاً .
………………
الحق أن التعبير اللفظي ( الكتابة ) لا تكفي لتجسيد الحقيقة .
المعنى له حضور واقعي ، وذهني ، ولغوي كما يقول الداهية عبد الله الغذامي .
ما يفعله القلم هو مطاردة المعنى ، أحياناً يمسك به وأخرى يفلت منه ، وبينهما قد ينال من أحد أطرافه .
……………
لا تهتم باستكثار الأصدقاء .
لن أقول إنهم سيكونون قلة عند المصاعب ، أعتقد أنك تعرف هذا ومللت تكراره .
الجديد أنك ستستبقي القليل جداً كلما زاد عمرك .
……………
لا تفكر في القضاء على الغضب تماماً ، لأن الذي لا يغضب هو بليد الإحساس وميت المشاعر .
ولا تطمع في التخلص من الخوف تماماً ، الذي لا يخاف شاذ ومجنون حتى الأموات يخافون ظلمة القبر وسؤال التثبيت .
………………
لا تهتم بتنمية شيء من أمور الدنيا حتى لا تندم على فقدها ، وليشغلك صنع ما ينفع الناس حتى يسعدك توريثها .
وعند الموت تتضح الأمور وتستوفى الأجور .
…………
في بلدان الاستبداد : تبلغ القلوب الحناجر ولكن لا تبلغ الهتافات الحناجر وإلا قطعت .
…………
الدمامة : من أسباب التهميش في " عقيدة المجتمع الحديث " .
…………
نحن العرب : اللعب سفاهة ، والفن مجون ، والبكاء مذلة ، والكبير مُصيب والصغير سفيه والمرأة عورة والشيخوخة عار والشباب نزوة ، الجنس عيب ، والحب مهزلة ، الثقافة ثرثرة والسكوت أدب والاعتراف بالخطأ مصيبة والاعتذار حقير ، الكرم تبذير والبخل حرص والرجولة منظرة والاعتباط مفخرة .
……………
هل يصح أن نتعايش مع أضدادنا في الدين ولا نتوافق مع من يخالفنا في المذهب .
…………
الذين فسروا الصلاة أنها استجابة للخوف من الله فقط هم من أفسد على الناس دينهم ، ولكن الصلاة فعل حضاري ولها مردود اجتماعي نبيل وغاية إنسانية عالية .
…………………
بعض أيام تشعر بالسعادة تغمرك دون مبرر ، أو علّة ، أو سبب .
تنسى كل ملاحقات الحياة الكريهة ، كل أعباء الماضي التي بدت وكأنها تطارد فريسة منهكة ، وتنسى كل أسئلة المستقبل التي تنتهبك ، تنسى آلامك ، وخيباتك ، وأوجاعك ، وحتى أحلامك الكبيرة التي تجثم على لحظتك .
اغنم زمانك ، وعش لحظتك ، ولا تفسد يومك وأنت تبحث وراء هذه البلايا والرزايا ، إنه من أيام دنياك الشحيحة ، ولحظات عمرك المريحة .
قرّب إليك رفقتك الصالحة ، ارفع صوتك بالغناء ، توقف عن كل نشاطاتك الجادة ، وانغمس في ضحكة عميقة تطرد معها الألم المنحبس بين أضلاعك وتفرط في رصيدك من الضيق والانقباض العاطفي .
لا تنسى أن تشكر اللحظة التي جالت بك ، أن تمتمن لهذا الرب العظيم بغفرانه ونعمائه ، وأن تحمد لأولئك البشر الجميلين الذين اكتنزوا لك مجموعة ذكريات ومواقف تشع بالطمأنينة في قلبك والثقة في نفسك .
اشكر نفسك ، ونفسك على ثباتها ، إصرارها ، وانطلاقها من جديد في ميدان الحياة المترامي .
……………
سألته : كيف أكون إنساناً ؟
أجابني : بقدر ما تحمل من معاني الإنسان .
سألته مجدداً : ومن قدوتي في ذلك .
أجابني بثقة : وهل ستجد مثل محمد - عليه الصلاة والسلام - ؟ .
……………
كل قانون وضعه البشر واتفقوا على رفع كل المحظورات من طريقه ، إنما جعلوه بعد أن ذاقوا مرارة غيابه وانعدام أمثاله .
وهذا يتضح أكثر في مسائل رفع المميزات التي يحصل عليها أهل طائفة ما أو مذهب معين استوطن قبل غيره على الأرض ، بحيث أصبحت المساواة وحق كل شخص أن يعيش كمواطن كامل الحقوق دون درجات تقديم أو تأخير السبيل لاستقرار هذه البلاد ونمائها .
……………
احذر خداع " الحاجات الملحّة " لأنها تمارس ضغطاً هستيرياً عليك وتظهر وكأنها ضرورية وعاجلة وأساسية .
سوف تفقد القدرة على التوازن وضبط الأولويات والترتيب التسلسلي للأهم فالمهم ، ستكون عرضة لإلحاح الحاجات حتى لو كانت سخيفة وعادية وسيفوت عليك تحصيل ضرورياتك الهامة .
……………
" التحرر - التقدمية - التمرد - الثورة ........ "
وهكذا دواليك من المصطلحات الحالمة الخيالية التي تثير شهوة التغيير لدى الشعوب والأشخاص على حد سواء ، بعضهم يطير به الحماس لإنفاذها بلغة العنف أو الرأي المنفتح دون قراءة للواقع أو دراية بالمآلات .
مشكلة النص أو اللغة أو الخطابية أنها غير دقيقة ولا تحمل منطقية واقعية كافية ، ولذلك الاعتماد عليها يعتبر خطأ فادحاً قد ينتهي بالحال إلى الانفلات أو العنف .
……………
لا تغلقوا أبوابكم دون فتياتكم ، فيطرقون أبواب غيركم !
……………
ثمة أشخاص يموتون بنهاية أعمارهم ، وظائفهم ، سلطتهم ، ذخيرتهم .
كن من الأشخاص الذين يعيشون أطول من ذلك .
وهذا لا يكلف معجزة ، أو ضربة حظ ، أو التفاتة قدر .
فقط عليك أن تصنع مشروعاً ، تبدأ القراءة ، تبني طموحاً ، ترسم هدفاً ، لتعيش أطول .
…………
نحن نحتاج للعودة إلى " الإنسان الأول " .
حيث لا فروقات ولا خلافات ، إنسان نزل على هذه الأرض كما أراده الله حديث عهد بالسماء ، لم يتلطخ توحيده بشائبة الشرك . ولم تفرقهم مطامع الدنيا الخسيسة . ولم يتجذر خلافه مع عدوه الإبليسي الخبيث .
كم هو شوقنا إلى ذلك الإنسان المتجرد من كل شيء ، إنسان فرد لم تبلغه الإضافات المزيفة ( سلطان - حاكم - قائد - ملك - شيخ - سيد ) . إنسان طاهر لم يتلطخ بدماء قابيل ولم تخالطه مشاعر الطمع واغتصاب حق الآخرين ولا تتجاوز طموحاته ما أوتي من فضل ورزق .
إنسان العهد الأول . إنسان الخطوة الأولى التي وضعها على أديم الأرض وما زالت رجله الثانية في طريقها ولم يستقر به المقام بعد في هذه الدنيا إذ ما زالت أشواقه تشده إلى عالمه العلوي وما زال يتحين فرصة توبة إلهية ترده إلى موقعه من الجنة .
عالم جديد طاهر نظيف من النزغات والنزعات والنزوات والشبهات والظنون السيئة والعقد . عالم لم تنزل فيه المرأة إلى مستوى الدون ولم ترقى إلى مستوى الفتنة .
……………
القارئ إنسان متقدم بخطوة ، والكاتب متقدم بخطوتين .
…………
تنكمش الأمة في أزمنة الشدة ، وتنفتح في عهود الرخاء ، تتعفن عند الانكفاء وتصحّ عند الانطلاق ، تنبعث عند التحدي وتنهار مع الوفرة .
…………
لماذا اختارك الله لتكون مسلماً بين ست مليار إنسان يدبون على هذه الأرض ؟
لماذا اختارك قدر الله لتكون عربياً تتناول الأمر الإلهي والنبوي بسلاسة عجيبة بين مليار ونصف مسلم ؟
لماذا اختارتك مشيئة الله لتكون أقرب من ثلاثة مليون عربي من هذه البقاع المقدسة ؟
ألا يستحق مثل هذا أن تصرف بعض وقتك لتصنع نفسك ، وتضبط هواك ، وتخدم دينك ، وتقوم بحق نبيك ، وتشكر فضل ربك ؟
ألا ترى أن مثل هذا يستحق أن تلتفت إليه ؟
إن دائرة الاصطفاء الرباني تضيق بعض الشيء ، ولكنها وسعتك ضمن دوائرها الضيقة ، ويبدو أنها ستلفظك عمّا قريب إلا إذا غيّرت رأيك !!
……………
الزواج صناعة يتحول معها إلى مؤسسة ، والصداقة صناعة تصبح مشروع رفقة عمر ، وزمالة العمل أو الدراسة بنك استراتيجي لخدمة مصالحك .
الحب وحده لا يخضع لرغبة صانع ولا يلين ليد صائغ حِرَفي ، هو الذي يصنع الأشخاص ويصوغ الحياة ، يبني العمر على أساسه ويشيد بنياناً من أركانه .
الحب هو الذي يجيز ارتكاب كل الحماقات ، يفسرها ويبررها ، وأحياناً يجعل منها ملحاً للحياة ونكهة للأيام .
بإمكانك أن تصنع حياة ملؤها الحب ، وتعيش عمراً يسع كل السعادات ، استخدم خامة الحب ، خذ قطع قلبك التي بعثرها الفراغ ، وارفع خبثها وطهرها من دنس المراهقات ، واجعل منه وعاءاً صافياً ؛ ذلك لأن الحب ماء عذب لا تخالطه الأكدار ويضيق بمركبات الحقد والحسد والغل والضغينة وكل مشارب الضائقين بالحياة .
………………
امتلك ( المفردة ) وقبلها ( الفكرة ) واصهرهما ( بحرارة العاطفة ) ، تصبح كاتباً بارعاً .
…………
إذا تعلمت القراءة والكتابة محوت أميتك ، وإذا مارستهما حققت أمنيتك .
…………
جواد هذا الكون ، يعطيك الكثير من الأشياء بالمجان ، نحن من يلطخ جماله ويشوه ملامحه .
نعرّض أشيائنا للمقايضات ونزايد عليها ، لا نحافظ على مقدراتنا ويسحبنا الطمع كثيراً إلى ساحة منافساته الخاسرة .
……………
لاحظ أن حواسك الخمس مسؤولة عن نقل اللذة إليك ، الطعوم الشهية والصور البهية والملامس الطرية والأصوات الندية والروائح الزكية .
كما أنها وسيلتك الوحيدة لتذوق طعم الحياة وتعرّف طبيعتها ، ولكن هي كذلك التي تقف بك عند كل محزن ومؤلم وموجع .
كونك الجلدي الممتد مسرح كبير للإحساسات ، عرضة للصدمات ، هدف للبلايا والرزايا والهدايا .
لا تعقلن كل الأشياء ، لا تعرضها للانضباط والتزمت ، لأنها عادة تخسر متعتها وتفقد روعتها ، دع حواسك تتلمس الجمال دون أن تفتش عن الأسرار ، إن قدراتها الساذجة والبسيطة هي التي تبذل هذه الروعة والجمال .
كثير من الأشخاص نستمتع بمجالساتهم العابرة ومؤانساتهم الآنية ، لا تقلب صفحاتهم الشائهة ولا تلتفت إلى جوانبهم المظلمة ، دعهم كما عرفتهم ولا تنتظر أن تصفو لك سرائرهم تماماً كما تبرق ظواهرهم .
………………
اجعل أول ما يهمك عند استيقاظك أن تأتي عبادة الله ، واجعل آخر ما تختم به يومك توبة واستغفار وعزم على التغيير ، يطيب يومك وتقرّ عينك .
……………
إذا التزمت أمر ربك ، يظهر وكأن الدنيا منداحة لك وطرق الحياة انفسحت لأجلك ، تهدأ نفسك ويطيب حالك ، تشع من قلبك طمأنينة ويبرق في وجهك نور البصيرة ، تبدأ في توزيع السلام والابتسام وكأنك تصالحت مع الحياة وانبعثت مرسولاً للحب يتقبلك الناس بوجوه غير مكفهرة وتستقبلك الدنيا غير مدبرة .
……………
لا يجوز أن تحب الروح الخربة روحاً معمورة ، ولا يختار صاحب الروح الهرمة روحاً شابة متحفزة ، فإن الفصال أدنى إليهما والخصام أولى بهما ، وهو رهق للأرواح وطارد للأفراح ، مجلبة للجفوة ومديم للهفوة وموسع للهوّة .
…………
بعض النفوس نراها جميلة من بعيد ، إذا اقتربنا اكتشفنا خلاف ذلك .
……………
اللهم هب لأمتنا " النصر " على الأعداء ، وأقرّ فيها السلم " الأهلي " ، وبارك لها في نسائها ورجالها و " الشباب " ، واكتب لها " الاتحاد " في الشدة والرخاء وفي رؤية " الهلال " ، ووثق بينها " التعاون " و " الاتفاق " من أقصى المغرب إلى أدنى " نجران " ، واجعلها " الرائد " في الحق ، واكتب لها " الفتح " في كل خير ، ولا تجعل بين شعوبها شقاقاً وتناحراً و" هجر " ، وأعد لها أيام العز والتمكين في حطين وبدر و " القادسية " فقد هبطت الهمم مؤخراً إلى أدنى درجاتها والله المستعان .
……………
أخوك : الذي يقاسمك نومك وأكلك ، صديقك يشاطرك وقتك وأنسك ، حبيبك يزاحمك قلبك وعقلك وربما يأخذ كل ذلك منك .
……………
لا يصح أن يكون بينك وصاحبك ( كبرياؤك ) فإنه ينخر في جسد الصداقة ويهوي ببنيانها .
………………
لا تجعل يومك ماضياً لا تحب تذكره ، ولكن اجعله تاريخاً تفتخر به .
……………
ليس هناك وقت محدد للبداية ، كل آن هو فرصة زمنية للانطلاق ، تفويتها يورث الندم العميق .
……………
اليأس : موت سريري .
…………
الأسئلة السطحية هي عبارة عن علب فارغة تبحث عن أغطية الإجابة ، هي أجساد عارية تطفق تخسف عليها من ورق الأجوبة ، ولذلك اعتبر السؤال دليل جهل وعلاقة رجل ( لا أدري ) مع آخر عارف أو متعرف ، وهنا تتنزل قيمة ( السؤال ) إلى مستوى دوني وساذج .
ولكن الأسئلة العميقة التي لا تهدأ تجدد جلد إجاباتها كل آن ، هي عبارة عن باب يفتح عن مغارة تعج بالكنوز يقود دهليزه إلى باب يتلوه وانحناء يعقبه وهكذا يستزيد المتعمق من الكنوز فيطمع ولا يشبع ، يقدم ولا يحجم ، يولغ ولا يبلغ .
…………
لمن يبحث عن نفسه ؟
ابحث عن ربك ، صديقك ، مشروعك ، تجدها تنتظرك .
وسوى ذلك عبث وشتات .
……………
لا تذوب في مثالية ملائكية .
أو زهد قبوري .
أو شهوانية حيوانية .
أو روح شيطانية .
حقيق بالإنسان ألا يتجاوز طبيعته الإنسية لأنها عماد سعادته وركن ريادته .
…………
كل مشكلة في البلدان المتخلفة هي نتيجة للضعف العام الذي تعانيه ، وإن كان لها أسبابها الخاصة .
……………
المجتمع الذي يستتر بعض أحاديثه ، مجتمع تملأه العقد .
والأدهى أن يكون ذلك رهبة لا تعففاً .
……………
لا تعوّل على الحلم الذي تملك ، عوّل على الإمكانات التي تحقق هذا الحلم .
…………
يا لبؤس التردد ، كم فوت من خير وكم أبطأ من منفعة .
……………
أسوأ الأحوال : جرأة في الباطل ، وتردد في الحق .
…………
الفنون ليست ترف ، أو لهو ، وشيء زائد عن حاجة الناس .
ربما تكون في مرتبة متأخرة عن العلوم الجادة عند بعض الأمم ، وعند غيرها مظهر للتحضر وصورة من الرقي والتقدم والتمدن .
إنها تساعد في تطرية الحياة والتخفيف من صرامتها وجديتها ، تساعد على ابتلاع غصّات الدنيا الخانقة ، إنها تجعل من الوجود جميلاً وتضيف معاني السرور والابتهاج والفرح إليها .
الفنون عملية تجميل لا تغير من خلق الله في شيء ، ولكنها تصلح العيبات الطارئة والانحرافات والعيبات الحادثة .
إنها عملية تعبير إنساني راقية ، تبعث في النفوس الشقية أملاً وسلوى وتكون للحالم وطناً ومثوى ، تتفجر بالإصرار على خوض الحياة رغم المتاعب ، أحياناً تكون حالة رفض لكل محاولات التيئيس والتعجيز التي تمارسه الأرواح الشيطانية لبث الفساد في الأرض .
والفنون هي اللغة الوحيدة التي يجيدها كل البشر .
……………
كل شيء ينمو بالممارسة ، ويرسخ بالتدريب ، ويحقق ثمرته بالتطبيق .
…………
الحلم : خطوة خجولة في طريق الطموح ، ويبقى ( وضع الهدف ) هو صافرة الانطلاق .
………………
يظهر لي أن قيادة الجماهير أسهل من قيادة رجل واحد .
…………
بعض خطاب الدعاة والمصلحين يخلو من الفكرة العملية ويركز على النبرة الوعظية ، ربما يحمل لديه فكرة ذهنية مغلوطة حول موات قلب المتلقي لا استعداده للعمل الإيجابي .
لعمري ما يعرف أن خواء القلوب عارض مصدره الفراغ وليس ملازماً له ، املؤوا حديثكم بالأفكار العملية والمشاريع الإيجابية صغيرة كانت أو عظيمة .
………………
في الحقيقة نحن لا نحتاج إلى الحب أكثر من حاجتنا إلى صديق جيد .
…………
عش بقلب طفولي متحفز ، ووجه شاب نظِر ، وعقل رجل حكيم .
……………
غادر منطقة الأمان ، خض تجربة التغيير ، وتحمل في سبيل ذلك كل المصاعب وتجاوزها ، وكل التهديدات وتحملها ، انتقل إلى مناطق الخطر لأنها مواطن التمحيص والابتلاء والتحدي والفوز .
…………
الشعر يختصر المسافات ويستوعب محيطات الخبرة وبحار المعرفة والتجربة وأكوان التاريخ وأشواق المستقبل المنبسطة ، صناعة الشعر معقدة ودقيقة ولا يكفي لمؤهلها الموهبة والإجادة والتمكن ، هي أبعد من ذلك بكثير وأعمق مما نتصور .
الشاعر ملهم ومحيط ومحنك ، مجيد ومتمكن ومتقن ، عارف وعالم وخبير ، ليس مجرد صائغ جيد للكلمات ولا مالك لذخيرة لفظية واسعة ، مثل هذا لا يكفي لصناعة شعر يستبطن الحقيقة ويمتلك الثراء .
الناثر يبسط عباراته وينشر أفكاره في سطور ممتدة ، ولكن الشاعر يحبس الأفكار والمشاعر والمعلومات في بيت قصير وليس قاصر ، الشاعر سخي في أقل السطور ، والناثر ثرثار مهذار كنقع القدور .
يذكرني عمله بالفوتغرافي والصورة الملهمة تغني عن ألف كلمة ، تحتبس ذرات الكون لتقف بالزمن عند مشهد معبر وفي لحظة مؤثرة .
ينتقي الشاعر كلمات مكتنزة واستيعابية أكثر في غير جمود يفقد الشعر حساسيته ولا تكلف يسرق منه عذوبته وانسيابيته .
……………
اهتم بفكرة الإضافة ، كن إضافة عظيمة لهذه الحياة ، كن كذلك لأصدقائك ومجتمعك وتاريخ أمتك .
مارس ذلك كل يوم في حياتك ، اعتني بإضافة معلومة مفيدة ، صديق جيد ، خبرة متعمقة كل يوم .
حاسب نفسك بنهاية كل يوم ، وكل عام ، وكل عقد ( مدى أطول ) ، ما هو نوع وكم الإضافات التي اكتسبتها في حياتك .
عليك أن تشعر بالحزن الممضّ عندما تجد أنك لم تضف شيئاً إلى تكوينك المعرفي والاجتماعي والتعبدي .
………
المثقف والعالم والأديب لا يغادر عيباته الذهنية ولا يتخلص من سوءاته النفسية إلا بصعوبة ، وأحياناً ترافقه حتى مماته وحتى آخر قطرة في مداده ، ولكنها تستتر خلف ألفاظه المنمقة وعباراته المشرقة ، وإلا ظهرت في فلتات بيانه وزلات لسانه ، يستفزها الغضب ويستثيرها غياب الأدب .
تحدث الأزمة عندما تستبد به هذه السوءات فتصطبغ على فتاواه ونثاره ونتاجه ، فيتشربها المتلقي وكأنها منتوج سليم وصائب ، لأن أغلب من يتبعه ويتلقى منه هو مقلد لا تستبين له مواطن الإصابة والحق وحظ النفس منهما .
………………
ستفقد كثيراً من هيبتك في القلوب عندما يعرف عنك كثرة التجاوز واللامبالاة ، حتى أقرب أصدقائك سيتجرأ عليك عندما يعرف أنك لا تمانع من اختراق مبادئك ، عندما تقل ممانعاتك أمام كل رغبة .
كل الأشخاص الفارغون ممن يفقد في حياته الهدف ، والمؤشرات التي يعرف بها انضباطه من اضطرابه ، عادة ما يكونون أدنى الناس ويتلقون مستوى أقل من التقدير العام وينخفض معدل قبولهم الاجتماعي إلى أقل درجاته .
……………
بعض الكتب تقرأها وكأنك تجالس جثثاً هامدة وأجساداً بلا روح ، وبعض الكتب تقرأها وهي أكثر حياة من الناس أنفسهم ، تستثير عندك المطامح وتستبكي المدامع وتستجيش العواطف ، كتب لا تغادرها حتى تترك فيك أثراً لا تزيله الأيام وتجبرك على التغيير ، تغيير تفكيرك ومشاعرك وربما تقلب حياتك .
أحياناً وبالنسبة للذين يمارسون الكتابة ، يضيفون لوهلة واحدة أمداداً من الثراء الكتابي والسيل الحبري المكنوز علماً ومعرفة وبصيرة .
بالنسبة لي أشعر بمثل هذا نادراً ، حتى تكاد تتحول جلسة قراءة واحد من الكتب إلى ورشة عمل من التحرير والتذكار والفحص والتبصر ، هذه الكتب الحية الثرية وإلا فلا .
……………
تسائل دائماً كم هو حظك من " الاستطاعة " واجعل منها فكرة مطروقة في ذهنك أبداً .
ستكتشف كم هو حجم الفرص المشرعة لك من أجل النجاح والإنجاز والتفوق .
كثيرون هم الأشخاص الذين يملكون استطاعات قليلة ، كم من معاق ومريض وجائع وفقير ومعدم ومسجون وجاهل في هذه الحياة يعانون من فقد الاستطاعة .
أعظم استطاعة ممنوحة من الله هي " القدرة على الاختيار الحر " وهي مسؤولية قبل أن تكون هبة مجانية .
سوف تتحول إلى رجل مستثمر وحريص على وقتك ، مواهبك ، معارفك ، إمكاناتك ، إنسانيتك بحد ذاتها ستنتقل إلى طور العمل والتنمية والتطور وستتخلى عن سيطرة التسويف والتجاهل والإهمال .
ولا تنسى أن الاستطاعة مجرد فرصة مفتوحة أو باب لم يوصد بعد ، ربما تعرض لك غفلة تلهي قلبك أو شاغل يسرق وقتك أو عارض يعطل أعضائك وستضيق حينها " الاستطاعة " .
من جميل عرفنا الديني أن الحساب ، والمسؤولية ، والقيمة الفردية رهن الاستطاعة حيث توزن على قدرها وتحسب على أثرها .
……
الصمت أحياناً تكتيك انسحاب ، لتخوص العيون ما تبقى من المعركة .
…………
نلوذ بالصمت عند المواطن التي لا يحسن فيها الكلام .
…………
نعبر عن مواقفنا أحياناً بالبكاء ، بالغضب ، بالفرح ، بالضحك ، بابتسامة صادقة أو مزيفة .
نصمت .. عندما تكون المواقف أقوى من أي تعبير .
…………
عظيم أنت أيها الصمت ، تحافظ على إنسانيتنا عند المواقف الصعبة .
…………
كثير هم الأشخاص الذين يجيدون الحديث ، قليل هم الذين يعرفون الصمت .
…………
أحمق ذلك الذي يعتقد أن الصمت موقف ضعف .
…………
هؤلاء البشر دائماً يحاولون تجميل حديثهم ، مرة شعراً ونثراً وسجعاً وأخرى نشيداً وغناءاً وحداء .
لا يستطيعون تزيين الصمت ، هو الذي يزينهم .
…………
أقدر المعلمين على الإفهام ، هو من بذل علمه دون كلام ، انظر هذا الكون وارفع رأسك إلى الأفق وتفكر في الأطلال وزر المقابر وتصفح المناظر ، إنها معلم صامت .
……………
نحن لا نملك المستقبل ، كما أننا لا نملك " تغيير الماضي " .
نحن نملك فقط ( كيف نكون في المستقبل ) ، بناء على الوقت الذي نمضيه في الحاضر .
لا يصح أن نتعامل مع المستقبل ككائن غامض يستعد لمصادمتنا أو افتراسنا .
بالعكس ؛ ربما يكون المستقبل أكثر سعادة أو مجموعة فرص جيدة وممتازة للعيش والنجاح .
المستقبل قريب جداً ، هو ليس مصادفة زمنية أو مفاجأة عمر ، هو قريب لأنه يبدأ من يوم غد ، وهو أقل من مصادفة سحرية لأنه لن يكون أكثر مما ستؤدي إليه لحظتنا الراهنة .
الموظف التقليدي الروتيني لن يختلف مستقبله عن حاضره ، إذا لم يتخذ قرار التغيير ويطور من إمكاناته ويوظف قدراته ليجد نفسه في موقع أفضل أو يرفع من قدرة إنتاجه .
بعضنا يتعامل مع المستقبل وكأنه سيقدم على وحش متربص سيلتهم مكتنزاته من الصحة والمال ، وبذلك لا تجده متحمساً لتغيير حاله وتصحيح مساره وعادة ما يزيد من تعقيد مشكلاته وتنامي أخطائه على أساس الفكرة السوداوية التي تسيطر على ذهنه .
…………
بعض الأمم تكون مشدودة إلى الماضي أكثر من المستقبل ، رهينة للتاريخ وسجينة في قبضة العدم ، وإذا فكرت أن تتشوف لمستقبلها فهي عادة ما تمارس الانتظار وتتعلق بالشخوص المخلّصين لحالة التخلف والانهزام التي تعيشها ، تدعو بفرج فلان وتخلق مئات المهديين المنتظرين وتتعجل نزول المسيح بينما تتعامى عن لحظتها التي يجب أن تشتغلها عملاً وكدحاً وتضحية .
اليهود يعملون في إطار الصهيونية على زيادة الإفساد في الأرض بإشعال الحروب وتوتير العلاقات الدولية وتأزيم علاقات الشعوب لأن في ذلك تعجيل بخروج منتظر اليهود ، وكذلك الشيعة في نسختها الخمينية تسد فراغ الإمامة بتنصيب أولياء الفقيه الذين يعملون على برنامج سياسي يهيئ الأرض لتنداح مؤذنة بفرج المهدي .
ويبقى السنة مكتفين بعيش ما تبقى من الحياة متفرجين على اشتعال الأمم والشعوب حرقة على معونة صاحبهم للخروج ، وإذا رفع أحدهم رأسه بالعمل فليست أكثر من مشروع خلاصي يعجل بقيام الساعة وتسريع حركة علاماتها الكبرى .
…………
الأشخاص الفرائحيون أطول عمراً وأنظر وجوهاً وأكثر تعافياً ، أجسادهم لا تفقد قوامها والهم لا يفسد منامها .
………
ابحث عن المعاني الحقيقية ، واحذر نسختها المزيفة ، إذ لكل شيء طبعة أصلية وأخرى تقليدية وتجارية يقع في فخها الدهماء .
……………
أصبح صديقي ذو السبعة عشر ربيعاً يدمن التدخين و" الشيشة " وعفن معجون يختبئ خلف لثته المحترقة سواداً ، أخوه الذي يكبره بعامين لا يقل عنه كثيراً بل يزيده بأم الخبائث وابن عمة الدواهي .
لقد ولدوا في أحضان والدهم الغليظ الذي يمتلك قائمة من المحرمات أطول من الصكوك التي تصدرها محاكم النزاعات ، رأسه الفج تختلط فيه الخطوط الحمراء مثل أرض مخضبة بالدماء .
كان يعتقد أن هذه التحفظات ستكون أحفظ لأبنائه وأضمن لمستقبلهم ، استهول لديهم كل ممنوع حتى أسال لعابهم لاكتشافه والرغبة فيه .
فرض عليهم حصاراً بوليسياً أغلظ من حصار ملاعين الصهاينة على غزة الأبية ، وزع العيون المخابراتيه لملاحقتهم ، والآذان المزروعة في الجدران والأسقف والبلكونات .
كانت قلوبهم معلقة بالمساجد ولكن لأجل ظل والدهم المتدين بغير علم ، يعودون لبيتهم وكأنه حكم عليهم بسجن مؤبد يذوقون فيهم أقسى ألوان التنكيل والتعذيب .
في غيبة والدهم حرية ، وفي مشهده يتحول البيت إلى مكتب تحريات تابع للمخابرات الروسية العنيفة .
لقد أخفقت يا عم !
……………
إذا حضرت كنت عالمي الصغير ، وقتئذ ما حاجتي لغيرك .
وإذا غبت ضاق بي هذا العالم الكبير ، وحينها لا قيمة لمن حولي إذ هم ذرات في مجرتك الكونية .
صوتك يطربني ، حديثك يرويني ، ابتسامتك مفتاح سروري ، ورضاك حبوري ، وقربك يبهج مكنوني ، ويجلو عيوني .
إذا سرت السعادة في قلوب جلسائي ، ما نلت منها ذرة عند غيابك ، وإذا رانت الكآبة على محياهم ، ما يضيرني في شيء إذا كنت بجانبي تعلوك ابتسامة الرضا ويغمرك شعور الارتياح .
لا يسوؤكم حديثي ، إنما الإنسان تبع لقلبه ، في قبضة هواه ، وأسير ما حواه .
…………………
يحدث ( وجع الرأس ) عندما نجبر الواقع أن يستجيب لخيالاتنا الطوباوية .
…………………
إذا كانت القراءة تمنحك حياة أخرى .
فإن الكتابة تعطيك الخلود في الحياة .
…………………
لولا الأمل ، لمات المنتظرون .
…………………
لا تعتقد أن هناك شخص لا فائدة منه ، بعضهم أصحاب أدوار لا ترى بالعين المجردة .
…………………
الشوق : هو الانتظار الممل بطريقة رومانسية .
…………………
انظر إلى البحر ، حتى تتعلم لا نهائية الأشياء .
…………………
إذا رأيت مجتمعاً يستأسد على الضعفاء ويخنع أمام الأقوياء .. فهو لا يستحق أن يعيش !
…………
الحقيقة أننا نثور على حقائق خفية وآلام داخلية لا نصرح بها إنما نستخدم ( الاعتداء على مقدساتنا ) وسيلة لممارسة فعل الثورة .
…………
ما أسرعكم إلى محاسبة الضعفاء وأخنعكم أمام بطش الأقوياء .. جبناء ! لا إله إلا الله محمد رسول الله .
…………
فكرة عميقة مع تعبير سارح ، سيفهمه العاديون ( تهجماً وانتقاصاً ) لمعتقداتنا ، حدّث الناس بما يفهمون أتريد أن يظن بكم سب الله ورسوله .
…………
عندما يبدأ الكاتب رحلته للتحقق من صدق إيمانه سيظهر للعاديين وكأنه يتشكك من ثوابتنا ، والحقيقة أنه في الطريق إلى الإيمان الحقيقي ! فقط اتركوه .
…………
الذي يعكف لقراءة نوع من الكتب ( فلسفة - حرية - أدب ) سيصبح قلمه يغرد خارج السرب ويكتب بما يخالف السائد ولذلك سيتعرض دائماً للتفسيرات الجائرة .
…………
بعض مجتمعاتنا العربية ، تمارس المكارثية في أبشع صورها . هل يذكرك هذا بشيء ؟
…………
إما أن نحتوي ( استفهاماتنا - شكوكنا - ما يقلقنا ) أو يذهب أولادنا يبحثون عن الإجابات عند غيرنا .
…………
يا غرفتي الصغيرة احتويني ، إني أعيش في بيت النفاق . ظلمتك ضياء ، لأن مصابيح البيت الكبيرة تعميني ! الهدوء الذي فيك يهديني ، بدون صخب أو فوضى .
…………
الذين يحمّلون الأمور أكبر من حجمها ، عادة ما يكونون على فراغ . الأمور عندما تجري بطريقها الشرعي والقانوني ، يكون تعبيراً صريحاً عن التحضّر .
…………
تتغير الأحكام عندما يتصل تأثيرها بشخصك ( ولو على أنفسكم ! )
…………
جعلوا ذكراك سباباً ودماء ، إنها أمة جهلاء
…………
تناقض كبير أن يذكرنا بالنبي الكريم " إساءة " من شاب طائش ! نحن أمة تستفزها الشواذ ولا تحركها المبادئ . كان الله في العون
…………
محاكمة الغوغاء ظلم ومحاكمة المعنيين عدالة .
…………
التقنيات الاجتماعية أجبرت الشباب على التفكير بصوت عالي . جاهروا بمشاعرهم وشكوكهم وظنونهم دون تمحيص أو روية . فوقعوا في الورطة !
قديماً يطرح المرء تساؤلاته وحيرته على من يرى عنده الإجابة الشافية والردود المداوية ، ويموت الشك في محله ويبتنى اليقين من جديد .
…………
ذهب به العمر ، فذبلت كل إحساسات الحقد التي كانت نشطة تمور في صدره ، حتى ما عاد لها حياة أو مبعث .
غير أن الندوب التي تركتها هذه الأحقاد في ملامح مستقبله ما زالت بادية بقسوة ، مثل آثار حادث مفزع على وجه طفلة غضّة .
……….
أفضل مواطن السعادة هي : البساطة .
……….
تسامح ، ستشعر بحب الآخرين وهو يلفك من كل جانب .
……….
كثيراً ما يشعر القلم بالغيرة ، عندما تهمله لأيام .
……….
بعض المشاغل مؤذية إلى درجة تصيب عقولنا بالعقم .
……….
بعض الأشخاص لا يطيب ولو بألف طبيب .
……….
الحاكم المستبد كالكلب في وفائه ولكن ( للكرسي ) .
……….
الدكتاتور لا تصنعه أخلاقه النزقة وشهوته الغضبية ، ولكن يصنعه نظام مهترئ ، وشعب خائر ، وبطانة خاسرة .
……….
الحاكم الديمقراطي يترك الكرسي :
- بنهاية ولايته .
- بخسارة انتخابه للثانية .
- بفقد شرعيته .
الحاكم المستبد : لا يترك الكرسي لو يفنى كل الشعب .
……….
نعم أتغير حتى ينمو عقلي وتنضج خبرتي ويستقيم عود فكري .
نعم أتغير : لأنه مفهوم إيجابي ، والانتكاسة مفهوم سلبي على النقيض منه تماماً .
نعم أتغير : لأن الحياة تحب التجديد وتتأبى على المتمنعين .
نعم أتغير : لأن الحياة ترفض الأشخاص الرتيبين .
……………
نعم أتغير لأني ما زلت أملك الكثير لأقدمه من أجل الحياة .
نعم أتغير لأنني لا أريد لأشيائي الجميلة أن تتمللني .
نعم أتغير لأن الأشياء التي تبقى ثابتة عادة ما تتصلب وتتجمد ، والتغيير يجعلها مشرقة ونشطة دوماً .
نعم أتغير في عاداتي فأصححها ، وفي مبادئي وأستيقنها ، وفي عباداتي وأستزيدها .
نعم أتغير لأنه يصعب لرجل خمسيني أن يعيش بعقل صبي .
……………
عندما تتغير استجابة للآخرين لن يكون أكثر من تبدل الظاهر ، وعندما تستجيب لداخلك سوف تجدد كل كيانك وكونك .
……………
لو لم يكن التغيير مطلوباً ما أحب الله توبة العبد ولا احتفلت بها الملائكة .
……………
التغيير هو أن ترخي أذنيك لنداءات الحياة .
……………
عندما تسهر ، تشعر أنك غير مستسلم لشيء ، أنت وحدك تبقى يقظاً ، لك من الليل سامراً ومن نفسك رفيقاً .
……………
إلا الوقت الذي تقضيه في " السهر " لن يكون اسمه فراغ حتى لو قضيته في لا شيء .
……………
أحب السهر كثيراً ، ليس لشيء سوى الشعور أنني حر ومنطلق وأمتلك الزمن ، أشعر ببحبوحة واسعة تجعلني أشكل وقتي ونفسي على طريقة تستهويني .
……………
ثمة أشياء لا تستمتع بها دون مشاركة آخرين ( الأكل - المشاهدة - اللعب - الحب ) .
وأشياء أخرى لا ينفع معها مشاركة أحد ( القراءة - التأمل - الكتابة ) أنت ما هي الأشياء التي تتشارك فيها مع الآخرين ؟
……………
كن لصديقك مصدر ثقة وحب وارتياح ، ستنال مثل ذلك وأكثر .
……………
ثمة أشخاص وجودهم يحقق لك البهجة والأمان والارتياح ، عظيم لو كنت من بين هؤلاء .
……………
في الهدية دواء لعلل المحبين .
……………
يسرع الموت إلى الأشخاص الذين توقفوا عن الانتظار .
…………
إمكانية التراجع ، صورة من صور الحرية !
……………
الحكومات التي تسمح بحرية التعبير ، هي التي ليس لديها ما تخاف من الاعتراف به أو الحديث عنه ، سبحان من جعل عضلة اللسان أقوى من بطش السلطان !
……………
لو لم يكن أملي الموت ساجدا، لتمنيت الموت وفي يدي قلم أو كتاب.
……………
الانتظار هو الساعات التي تقضيها دون عمل، وإلا فهو عملية استعداد للجادين والأذكياء.
……………
الذي يعتبر الحرية هي أن تفعل ما بدى لك ، رجلان ( المجنون - والشخص الذي حرم منها ) .
……………
اكتب ، ليس شيء يمنحك حياة مديدة مثل القلم .
……………
بعض حياتنا السياسية تعاني تلفيق شرعي صارخ ، لقد حلّت الكلمات مكان المعاني .
……………
في لحظاتك المبهجة ، احتفظ بما يربطك بها ( موسيقى ، صورة ، رسالة ، هدية ) ، ستحتاج إليها عندما تزورك مشاعر منتكسة بغيضة .
……………
ليكن لك من أهلك سنداً ، ومن صحبك عضداً ، ومن مالك عدة وعددا ، ومن ربك حافظاً ومدداً .
…………
إذا احتاج المكروب إلى معين لاذ بصاحبه ، وإذا نظر في جيبه الممتلئ سكن قلبه ، وإذا تاه في حيرة عمياء استنجد بمعين خبرته ، ويبقى جاهلاً مكروباً معدوماً إذا استغنى عن رشد ربه (
…………
عجباً للصاحب ، يبادر ذهنك حتى في موقف الحساب ، غير أنه موقف أكبر من أي معنى وأشد من كل مطلب .
…………
أعظم القيم التي أضافها الإسلام للبشرية ، إذ كانت ارتكاز تحولاته العظيمة وحضارته الحديثة هي " نظرة التكريم للإنسان " ، لقد كانت المبتدأ الحقيقي .
وأعظم ما كرم الله به الإنسان هو " العقل " ، وبهذا كان الإسلام النواة الصلبة للإنسان الحديث والحضارة العظيمة التي بلغها الإنسان .
وسيبقى جزء من عظمة وتقدم أي أمة كانت هو تفعيلها لهذه الأداة العظيمة " العقل " ، وموضعته في موقع كريم وحيز فاعل ومؤثر ، سيما المسلمون الذين يملكون قوة العقل كأداة تحتاج إلى تطوير وتنوير ، ونور الوحي الذي يحتاج إلى توظيف وتفسير ، ثم تتصدر مهمتها العبادية والحضارية .
لا شك مفاهيم مثل " العقل - العقلانية " تحمل دلالات غير صحية في موروثنا الفقهي والتاريخي ولكن لا يمنع أن نعيد التوازن إلى أحكامنا وتصوراتنا ونرفع عن أمتنا حالة التوجس والخوف من استخدام هذه الأداة العظيمة بنور من الوحي المتين ، واستحضار مصالح الدنيا ومقاصد الدين ، وهنا يكمن السر .
ويبقى العقل أداة قاصرة أو محدودة ، مثل حواس الإنسان التي تتمتع بقدرات نقل وإدراك هائلة ولكن تضعف دقتها عند نقطة معينة كذلك .
وفي ظني أن من يخاف العقل ليس العالم الرباني النزيه المؤمن الصادق ، ولكنه السلطان الجائر الفاسد ومجموعة العلماء المتكسبين من حوله .
……………
ثمة اتصال تبادلي بين أصحاب الأقلام ، الكاتب عندنا يقرأ لشاعر غيره أو روائي أو ناثر ، ستفتح له هذه النصوص مغاليق عقله وتضيء مجاهيل فكره ، سيستنبت أفكاراً جديدة ويستلهم معاني جديرة .
إنه يمتلك عيناً مغايرة بخلاف المستمتع وحتى القارئ النهم ، إنه يمرر عينيه ويستتبعهما بعقل فاحص يتجول بسلته الخاصة وما إن ينتهي من جولته الغنية إلا والسلة مثقلة بالأفكار مترعة بالمعاني الجديدة .
يبدو أن الكاتب يخبئ بعض المعارف في أحشاء كلماته بينما تنتظر كاتباً نابهاً يستولدها ويستخرجها ، وهكذا في عملية لاستبقاء النوع الكتابي الأصيل ، تعيش الكتابة حالة دورية مستديمة تحافظ على بقائها وتعيش أطول ما يمكن للعقل أن ينتج من أفكار .
…………
يحدث التناقض بشكل واسع في المجتمعات التي تضيّق كثيراً على الحرية ، ستجد دائماً أقصى الأمور ونقيضها الفاحش دائماً .
يبدو المجتمع وكأنه متماسك متفق ولكنه يعيش أشد أنواع التشظي والتشرذم ، ستتضح الهشاشة تماماً عند أول سقطة أو أقوى صدمة وإن أوهى البيوت لبيت العنكبوت .
يعتقدون أنهم مجتمع محافظ طاهر محتشم له خصوصية عالية ، وسيصدمون عندما يسجلون أعلى درجات الفساد والسرقة والمحسوبية والرشاوي والفقر والجهل والتخلف ، سجونهم تمتلئ بالصالحين وأبراجهم الفارهة تعج بمصاصي الدماء وقبورهم يسكنها الأحياء .
نتيجة طبيعية للادعاءات ، للمغالاة في عيش هذه الحياة وكأنه مكتوب عليهم ألا يخطئون لأنهم أكبر من الاستغفار وأطهر من الخطيئة وأكمل من الجنس البشري الضعيف الناقص .
لا يهمهم كيف سيجد الفقير لقمته ، المهم ألا يسرق وإلا زج به في الظلمات وما ذاق بعدها طعم الحياة ، لا يهمهم كيف يعامل الأب ابنته : هل يحتويها ويقوم بحقها ويراعي شأنها ويرأف بحالها ، الواجب والحتمي ألا تفكر في مجرد الهروب من واقعها وإلا وصمت بالخيبة والنقيصة كل عمرها .
………………
المتسلقون على ظهر التنوير ممن تفرغ للإلهاء أكثر من المخلصين الذي اشتغلوا على التأصيل والعمل الحقوقي الحر مما أضعف المشروع وضيع الهدف .
……………
الحركات التنويرية قدمت أشخاص قادرين على المحاججة والمناكفة ولم تقدم عقول فذة قادرة على الإقناع والتأصيل يبدو أنها في حالة طفولية مبكرة .
……………
بُذل من الوقت في الخصومات التافهة أكثر من الوقت الذي بذل في العمل الفكري والعلمي الجاد حتى ارتبطت مصطلحات التنوير بالشغب .
……………
الديمقراطية هي أفضل ما وصلت إليه البشرية في نظام الحكم حتى الآن ، يبدو أنها لن تصلنا إلا والعالم اخترع طريقة جديدة أفضل منها .
……………
لا تبالغ في نقد وضع أو كيان ما ، ستشعر أنك مرتبط ( قيمة ونتاجاً ) به ، بالتالي ستضطر لاستنفاد ما يستحق النقد ، بعدها ستتحول إلى عدو طائش .
ستفقد قيمتك الموضوعية وأدوات الإنصاف لديك ، وسينصبّ اهتمامك على تقبيح هذا الطرف ، مثل الذين يفعلون بالسلفية حتى أصبح يعلق عليها شرور العالم .
عليك أن تراجع مخزونك النقدي دائماً وتلتزم بـ ( التنوع - التجديد - التوازن ) لأنها السبيل إلى ديمومة قدرتك النقدية وجعلها دائماً نشطة ومجدية ومثمرة .
……………
أرجوك ، لا تقف في وجه الحب في مرة من مرات الحياة
لا تكن حجراً مصمتاً بين اثنين اختارا البقاء معاً ، إن الحب أقوى وأنت أضعف خصم أمام جبروته
اخفض صوتك في حضرة حديثهما ، صم أذنيك عن سرهما ، غض بصرك عن خائنتهما ، ارحل من مجلسهما .
……………
أرجوكم أيها الشباب اقرؤوا ، ستشعرون أن كل شيء سيختلف ، الحياة ستبدو أفضل ، والدنيا ستضيء في أعينكم .
إن كان ثمة ما تعانون منه فإن قلوبكم ستتعافى ، وإن كان ثمة ما يلتبس عليكم فإن عقولكم ستضيء بالمعرفة ، ونفوسكم ستطمئن إلى إجابة شافية ومعلومة راوية ومشاعر دافية .
……………
من عدالة الله وسنة الحياة أن تكون النتيجة على القدر الجهد المبذول ، ولذا يتمتع المثل ( من جد وجد ) بصدقية عالية وانتشار ذريع في كل الثقافات .
" الإخلاص " كمعنى ديني يعتبر اجتهاداً على صعيد القلب ، وكأنه انهماك تام للجوارح في أداء الاجتهاد لتحصيل أروع النتائج وتحقيق أرباح عالية .
……………
( آذان الجدران ، سجون ما وراء الشمس ، قبضة من حديد ) وكل التعبيرات التي توطن الخوف وتطيل أمد الاستبداد هي مما يثبت قواعد الحكم الجائر ومؤبدات الحائر .
وإن للطاغية جنوداً لا ترى ، وأصفاداً تثقل الأذهان قبل الأطراف ، وسجوناً من كلمات موهومة وعبارات مسهومة .
…………
عند وضع فلسفة اجتماعية أو نظام قانوني يجب استحضار فكرتان متنافستان أو مبدآن متجادلان حتى تتحقق العدالة والنصفة مثل ( الدنيا والآخرة ) وهكذا .
الغرب لم يعمل على هذا الأساس إذ استخدم دائماً طرفاً من الأمور دون نقائضها أو حدودها مثل ( الحرية - الفردية - المساواة ) بخلاف الإسلام الذي يرسم التوازن خط سيره في وضع الأحكام ، ويستحضر طرفي الأمور لتوليد حالتها الوسطية المنصفة .
……………
مخاوف الإسلاميين دائماً حقيقية ( الحكومات الفاسدة - غطرسة الغرب - الغزو الليبرالي ... وهكذا ) ، ولكنهم يبالغون في التعامل معها إلى حد العنف أو الانكفاء ، يبدو أنهم التعبير الحقيقي عن الأمة ، ولكن ليس بالضرورة أن يكونوا المعبر عن طموحاتها .
……………
" الشك " أداة علمية غاية في الموضوعية والثورية ، وتقودك إلى كثير من المعرفة والعلم والإيمان ، ولكن لا يصح استخدامه بشكل مبالغ لأنه يضر مثل غيره .
الاجتزاء والتحيز والاقتطاع ممارسات غير موضوعية ولا أخلاقية ، أوقعت الكثير في حيز الشك والخطيئة وغيرهم في الظن السيئ والاتهام الجزاف .
…………
الخشوع درجة فائقة من التركيز .
واحدة من انعكاسات الصلاة على حياة الإنسان هو تدريبه على التركيز في المهمة التي يقوم بها مما يعينه على إنجازها على أتم وجه ، ولذلك ينال المسلم من الأجر على قدر استغراق الخشوع من مجمل صلاته .
النابهون ممن يؤدي عباداته بحرص ودراية ، يأخذون من الصلاة قدرتها على تنمية العادات الحسنة والتخلص من الممارسات الخاطئة التي تؤخر نماء الإنسان وتزعج سعادته ، وهكذا دواليك لبقية العبادات وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم .
…………
ما كان عزيمة في وسط اجتماعي ما ، يعتبر رخصة عند غيرهم .
رأيت أن الدين واحد ، والتدين أشكال حسب المزاج والبيئة الاجتماعية واستعداد التقوى .
…………
الأشخاص الذين لا يتورعون عن جرح القلوب وإيغار الصدور ، عادة ما يحملون ذهناً مشوهاً وسريرة محتبسة بالمشاعر السلبية .
وأكثر الناس تحضراً أرفقهم بالنفوس ، وأكثرهم لؤماً وأفحشهم طبعاً من يخدش قلوب أصحابه .
……………
من زعم أنه مستغنٍ عن الآخرين ، أحوجه الله إليهم بذلة وقد كان له الانتفاع منهم بكرامة .
……………
تحتفظ الأماكن بتأثير بارع في النفوس ، عندما تغادرها تنطوي على بعض المعاني التي تفتقدها في مذهبك ، فتحن لها وما تلبث أن تعود إليها تروي عطش نفسك .
هكذا تبقى مضارب الطفولة أعظم وطن في قلبك ، وأبقى أرض في ذكرياتك ، وأعمق حنين في صدرك .
…………
إن قلت ولم تعمل : كذبت ! وإن عملت ثم قلت : أفسدت !
……………
الحرية في يد الرشيد نعمة ، وفي يد السفية نقمة .
والإسلام يجعل الحرية مرهونة بقدر تحمل المسؤولية ، أصحاب المسؤوليات الأكبر لهم حريات أوسع والأقل قدرة على تحمل المسؤولية عليه أن يخضع للوصاية حتى يقل خطر وقوعه في الشرور .
……………
لا تكن أكبر من ذاتك ، ستحترق بنار الكبرياء وستسقط من علياء الخيال الحالم وفضاءات اللاوقعية .
ولا تكن أقل من ذاتك ، ستدفن حقيقتك في وحل من الإسفاف وتغرق في خضم نسيان لجّي يغمر الإنسان فيك ويطمر البنيان عليك .
كن ذاتك ، استفز حقيقتك التي تكمن في موهبتك وإمكاناتك وطاقاتك ، اصنع تصوراتك الإيجابية التي تنتمي إلى مبادئك وقيمك الحقيقية ، ابحث عن معانيك الإنسانية السامية ، وكن شيئاً يستحق أن يجري على الألسن والأذهان ويطير إلى الجنان .
……………
وإني لأستيقن كل مرة أن الروح تنطفأ مؤذنة بانحلال الجسد ، وقد تعلو بالهمة والطموح حتى تكاد تهلكه .
……………
إذا تحدثت أقصر ، وإذا استمتعت لأحدهم أمعن .
فإن هذا أكثر ما يغري لمجالستك ويلصق بك أصحابك .
……………
الهم الذي ينتمي الى الاهتمام ، يغاير الهم الذي ينتمي الى دائرة الهموم .
صاحب الأول رجل رسالة وعزم ، والثاني يائس منهزم .
………
أكثر ما يجعلك مقبولاً مرغوباً اثنان : أن ينتفع بك من حولك ، وأكثر من هذا أن يشعروا بوجودهم معك .
……………
لا تبذل النصيحة إلا لمن طلبها ، ولا تلقي بكلامك إلا عند من يوقره .
……………
البعض يعيش هذه الحياة وهو لا يملك تفسيراً لوجوده فيها ، وآخرون يعيشونها بتفسيرات خاطئة أو منحرفة .
……………
استغل فترة شبابك للتعلم والتأليف ، فإن العقل في أوج نباهته وذروة نشاطه ، وإنه ليتفجر بالمعاني والتجليات مثل عين غصت بالماء فانبجست بالخيرات .
……………
لا تسرع إلى الاستجابة إلى شهواتك ، حتى تعود أسيراً لها مستلباً لندائها .
جرّب أن تقمع شهوتك بداعي الإيمان في قلبك ، ونداء النصفة في عقلك ، واستدواءاً لجسدك .
أعط قيمك المثالية حقها تماماً كما تستجيب لشهواتك ، لا تحرم نفسك من لذة المعاني الروحية التي تعادل وربما تتجاوز حاجاتك الرغبوية .
الإنسان بناء من أركان ، القيام بحقها مجملة ترميماً وعناية واهتماماً وتغذية يعين على استيفاء حاجاته باتزان ويصنع شخصية سوية معتدلة ذات مناعة مرنة ، ومتينة ، ضدّية لكل داء واستعداء .
…………
إذا لم تجرب كف الشهوة ، ما ذقت طعماً لإتيانها .
………
لا تجعل الأثر النفسي السلبي للخطأ يستوطن في قلبك ، لأنه حينها تخطأ مرتين ، وتستبقي على ما يحفزك لمعاودته ويعين عليك الشيطان .
اتبع السيئة الحسنة تمحها ، واطرد وساوس الشر التي تجول في خاطرك ، ولا تنهزم أمام مشاعر التثبيط التي تنتابك عقب كل تقصير .
اجعل المشاعر الإيجابية أول تكفير عن ذنبك ، والعزم على التغيير والرغبة الجادة في اللاعودة إلى الخطأ بمثابة المكنسة التي تخم ما تبقى من آثار وشوائب .
إن التوبة ليست أكثر من فعل نفسي إيجابي ، ولكن أثرها يمتد إلى قرع باب الجنة في الأرض قبل السماء .
……
لا تستغرق في استذكار ذنوبك ، ففي ذلك تيئيس لهمتك وتثبيط لعزيمتك ، كما أنه توطين لها
محاسبة النفس تعني الاستدراك والتوبة والجزم على عدم العودة
……………
عندما أكتب أنا لا أبث قناعة ولا أفرد حقيقة ولا أصدر منتجاً ثقافياً ناجزاً ولا وصفاً معرفياً جاهزاً .
أنا أكتب لأكتشف الغامض ، وأستبين المختبئ ، وأستوضح الباهت ، وأضيء مناطق العتمة في العقل والكون والمعرفة .
عندما أكتب إنما أتخلص من قبضة الجهالة وأغرس براية العلم في المساحات المكتسبة ، والأراضين المتحررة .
عندما أكتب أكون بمثابة عامل منجم يهوي بمطرقته ومنجله وإزميله على صخرة مصمتة ليتكشف عن معدن أصيل وذهب مكنوز وطاقة خام .
ثم أدون وكأنني أطهر الحقيقة من خبث الجهل وأرفع عنها شائبة الغموض وأخلصها من درن النسيان ورسب الضياع .
…………
ثمة أنماط من التعبد غريبة عجيبة .
لا يرضى أن يضع فوق القرآن قطعة قماش تهيباً ثم لا يقرأ منه حرفاً إلا في الجمع إن شذّ .
لا يمشي في حرم الله المكي بحذاء ثم يؤذي المسلمين أثناء الزحام ويتلفظ ويغلظ .
يرفع نعمة الله من الأرض احتراماً ثم أثناء أكله يسرف ويتلف .
يخفض صوت الموسيقى أثناء أذان الصلاة ثم لا يقوم للصلاة إلا ما ندر .
يدخل المسجد ويغلق جواله ثم إذا دخل في الصلاة أغرق في الهروب من الخشوع .
سلوكات منشأها التقليد ، يقوم بها بعض مسلمي اليوم من باب تقديس الزمان أو المكان أو القرآن ، ولا تقديس للمعنى الحقيقي للعبادة ، فهو يفوتها ويفرط فيها ولا يرى بأساً من هجرها أبداً .
…………
يا معشر من يقرأ ويحترف الكتابة ، وجدت نفسي عندما أتحدث إليها مثل صنيع المجنون تدلي بالأفكار وتقذف بحمم الكلمات المحملة بالمعاني المتينة والجواهر الثمينة .
لله در هذه القراءة لا ترضى بغير خبء لا يبين إلا في مثل هذه الأحايين .
…………
بعض الناس عمرهم من الإنجاز قصير ، قد ينتهي بإحالته للتقاعد أو إعفاءه منصبه ، وآخرون يطول بأكثر من أعمارهم الفعلية ويعيش حيوات أخر .
……………
صاحب من الناس من كان أقرب للطفولة ، سريع العفو كثير المسامحة ، ودود لطيف سمح ، لم تغير الحياة طباعه السهلة ولم تجبره على أقساها وأغلظها .
……………
حاجة الناس لمن يسمعهم فقط أكثر من أي شيء آخر .
…………
الفرصة عبارة عن استجابة الظروف ، وتهيؤ الحظ ، وانفساح أبواب السماء .
الفرصة عبارة عن " حيز إمكانية " ممنوحة للفرد تنتظر التوظيف الأمثل .
الفرصة عبارة عن " عرض لمدة محدودة " يتسابق نحوه المتنافسون .
الفرصة عبارة عن مخرج باتجاه الانفراجة إذا ازدحمت الحياة بالضائقات .
……………
ليس البر بمن توفاه الله ، أن تقيم في حزنك ولا ترحل عنه
إنما البر أن تعمل من أجله : بصدقة أو دعوة أو مشروع باسمه وعلى نيته
ما كان البر ليعطل إحساسك ويوقف نبض الحياة في داخلك ، إنما البر أن تستعيد عافيتك وتسترد قوة الحياة في حاضرك ومستقبلك
……………
اتساع رقعة الوعي الفردي وارتفاع مستوى الثقافة الشخصية ، يقوم بترقية الحالة الوجدانية لصاحبه ويدفعه نحو الشراكة الإنسانية الحيّة ويزيد من إحساسه بالانتماء ومسؤوليته تجاه مجموعه البشري العام .
ولذا تجد بعض المثقفين الصادقين يضحي بوقته وجهده ومستقبله من أجل قضيته ومبدأه ومشروعه ، ينافح عن المساكين ويطبب جراع الموجعين ويصرخ بحق المستضعفين ورفع الظلم عن المظلومين .
يدبج لغته بمطالب العدالة ، ويزين خطابه بوصايا الخيرية للإنسان أياً كان ، ويملأ كتابه بتحقيق الكرامة واستعادة الحقوق وضمانها .
الغريب أنه يدافع عن المسجونين وهو يتمتع بمطلق الحرية ، وينادي بحقوق المعدمين وقد يكون ثرياً ، ويطلب بالخيار السياسي العادل حتى لو كان في ذلك خسران بعض مزياته .
ثمة جوهر في الثقافة ، ونور في المعرفة ، ومعنى يسكن العلم الديني والمدني ، يعيد صناعة الإنسان ويبني لديه قناعات جديدة تفعل مثل ذلك وأكثر .
وهذا قد يعود لسببين فيما أظن :
- أن المعرفة تقوم بعملية " تحسين الذهنية " الذي تنعكس على ترقية الإحساس الوجداني والشعور بالآخرين والاتصال بالأصل الإنساني المشترك ، وابتعاث أكثر أنماط السلوك رقياً وإنسانية .
- أو قيام المعرفة بمهمة " تصعيد الأهداف الفردية " إلى مستوى أعلى يقترب من سقف المطامع الإنسانية الراقية ويحايث الحقائق الكونية العالية .
……………
نجر الحياة باتجاه خياراتنا المتطرفة ، وتأبى إلا التوسط بين الأطراف .
ستبقى كل أحلامنا الخيالية مجرد حلم ، بينما تبتسم الحياة هزؤاً بثغر يخلق من واقعية .
…………
التسامح ضرورة حضارية
.…………
لا يزعج نومة الكبار إلا : قلب مشتعل أو عقل مشتغل .
……………
قد يفسد إنسان معلومته بحشو التفاصيل ، ويفسد فكاهته بالتطويل ، ويفسد لذته بالتعليل .
…………
أغلب المناسبات الاجتماعية قامت على المظهر وفقدت المعنى ، ولذلك أصبحت عنتاً وكلفة أكثر منها فرحة وحياة .
…………
حب الناس يصنع منك شيئاً ، حتى وإن كنت فارغاً إلا من حبهم .
…………
أفضل علاج لتجنب الصدمات ممن تحب وتثق وتصاحب ، أن تفهم الطباع وتحترم الخصوصية وتقدر حظوظ النفس .
…………
لا تثق في شخص سريع الغضب والرضا ، ولا آخر يبالغ في حبه أو بغضه ، لأنه لا يملك قراراته ولا مشاعره
…………
عند الأزمات العامة ، أكثر ما يؤخرها ويفاقمها هي الحظوظ الخاصة .
…………
تحتاج لموافقين يرّسخون مبادئك ، ومخالفون يمحّصون قناعاتك ، وعاديون يصِلونك بالحياة .
…………
كم هو اهتمامنا بالغ بهذه الدنيا ، صحتنا ، أموالنا ، ممتلكاتنا .
أستغرب ممن يصرف لها كل وقته وتفكيره واهتمامه وعنايته ، حتى تفرق أمره وتشتت عمره .
ألا يعرف أن الله تكفل لنا بالأرزاق ، وقسم بيننا بالعدل والحكمة والإنصاف .
لا تثريب عليك أن تحفظ صحتك بالعناية ، ومالك بالرعاية ، ودنياك بالصيانة وآخرتك بإحسان الديانة .
ولكن البعض يعيش لشقه الدنيوي وكأنه بلا رب يتكفل بحفظه ورعايته ورزقه ، وقد وعدنا الله بذلك وأكثر .
………
الإنسان يعيش هذه الحياة ليتلقى معاني جديدة ، فإذا توقف عن ذلك شعر بالملل .
……….…
حاجة الناس إلى من يشعر بهم كبيرة ، يتأوهون لما يؤلم ويشكون مما يهم ويبثون حزنهم مما يضيق بهم .
…………
سهل عليك أنت تكون رجلاً غليظاً تحب الشر ، وأصعب من ذلك أن تكون خلاً وفياً وشخصاً صالحاً .
…………
القراءة في الكتب الجادة ، تجفف قدرتك الأدبية عند الكتابة .
…………
في كتب ومقالات التدريب والتربية المهارية نستخدم كثيراً شواهد من المجتمعات الغربية ، ذلك لأنهم يقيدون كل حكايات ومواقف الناجحين لديهم .
الحكايات تستقى من المذكرات الخاصة أو من مجموع الكتب التي تحدثت عن قصص الناجحين لدى الغرب ، بينما نعاني فقراً شديداً عندنا على رغم وجود المبدعين .
لدينا تجربة وحيدة حفظت في حياة إنسان ، وهو النبي المعظم ولذلك تجدنا نستشهد كثيراً بمواقفة العظيمة والمبهرة وهذا يكفي بحق ، ولكن من زيادة الخير أن نستكمل مشوار هذه التجربة على بقية الناجحين والعظماء في تاريخنا وحاضرنا العربي والإسلامي ، فاستخدام شواهد تنتمي إلينا تستفز حماسنا .
كثيرون هم الذين يزهدون في كتابة سيرهم الذاتية بداعي خدش الإخلاص والتواضع ، ولكنهم يفوتون على الأمة مكاسبها وجهدها في صناعة عظمائها .
كما أنه يفرغ تاريخ الأمة من صور الاستعداد الفردي ويقطع الصلة بين الأجيال مما يجشم اللاحقة أن تبدأ من الصفر وتعيد بناءات أسس المستقبل .
……………
الأخطاء الفردية وإن صغرت ، بمثابة شرر الأزمات العامة .
…………
الحاكم الجائر يستعمل حبوب منومة اسمها الطبي " الناس بخير " .
…………
رأيت في الطمع : شتات الذهن وحسرة القلب وفوات الوقت وخسارة الصحب ووراثة الهم ، وفي القناعة دواء من كل هذا .
…………
تبقى أحاديثك معلقة بجِدّتها حتى تدلي بها إلى حبيبك ، ثم تخلق وترثّ .
…………
رأيت أن المتعلق بالأشخاص ما يزال صبياً لم ينضج ، والمنعتق من هذا شيخ حكمة وإن تصابى .
…………
رأيت أن قليل الإنجاز كثير التحدث عن نفسه ، وكأنه بمثابة التعويض .
…………
أستغرب ممن يصبر على النار تضطرم في داخله حتى تكاد تأكل أعضاءه ، ذلك هو الحقد .
…………
إذا لم يجد البائسون ما يذم عليك ، انتقصوك بما كان مدحاً فيك .
…………
نحتاج أحياناً لقول الحقيقة المرّة بكل حمولاتها الحامضة ، وأحياناً أخرى نحتاج إلى تلطيفها لاستساغتها وقبولها .
هذا يقف على نفس المتلقي وتحري الحكمة في جلب المنفعة المتحققة ودفع المضرة اللاحقة .
…………
عاداتك السلبية وأخطاؤك الروتينية لا تدجّنها بكلمات التبسيط والتحقير مثل ( عادي ، بسيطة ، طبيعي .
الحقيقة أنك تساعدها على النمو والتطور والاستفحال إلى درجة تبني عندك أزمة خانقة ومشكلة معقدة .
………
قد أنسى ألمي في لجة الحياة ، ولكن من ينقذني من لوعة ما قبل النوم .
……………
في أحيان ما ، يتدفق عندي الكلام فيسبق المعاني ويحصل السكوت ، وأخرى تنفجر الأفكار وتعجز الكلمات فيحصل التردد .
…………
من كان قليلاً عند الناس ، اضطر إلى كثير من التوسل .
………
كل مرة يجرب الإنسان شعوراً جديداً ، وهكذا حتى يدنو منه الأجل فيذوق سكرات الموت ، وعذابات القبر أو هناءة الرحمة ثم يبدأ في مشاعر تتصل بالأبدية ، شقاء النار أو نعيم الجنة .
………
لا تعتقد أن الخارج يمنحك أكثر من داخلك .
السعادة تبدأ من حيث يسكن قلبك ، رأيك يتشكل بمؤثرات ذهنك ، رؤيتك تبتنى على أساس معلوماتك ، حديثك نتيجة امتزاج خبرتك الوجدانية مع ذخيرتك اللفظية ، أخلاقك انعكاس مفهوماتك ، سلوكك تمظهر اعتقاداتك وتصوراتك .
الكفاح الحقيقي هي بناء التصورات الصحيحة ، ومداواة القلب من علله النفسية ، ومجاهدة شهوة الغضب والرغبة إذا جمحت ، وزم خطام النفس إلى المعالي .
سيضيع كل جهدك المصروف من أجل اجترار الفرص المتطايرة ، وتهيئة الظروف المناسبة ، وليّ عنق الآخرين وتدمير البيئة لكسب استجابتها ، ومد يديك إلى السماء وما هو ببالغك من ماء الحقيقة قطرة .
…………
كن فرصة جيدة لأصدقائك .
…………
لا تكن يوماً عائقاً دون بلوغ الناس إلى أمانيهم .
…………
إذا لم تكن ممن يعمل ، فعلى ماذا تؤمل ؟
…………
سيبقى أعظم سر لدى الكاتب ، هو الشخص الذي يوجه إليه كلماته .
…………
حياتك : إما عمر تقضيه بجانب أصدقائك ، أو آخر تبني فيه علاقات جديدة .
…………
كل شيء خسر ثمنه وقيمته ، إلا الوقت .
…………
استمع إلى الصمت ، لتعيد تهيئة نفسك .
…………
القدرة على حبس الأفكار في عبارات قصيرة ، دلالة موهبة كتابية فائقة .
…………
العبارات القصيرة أكثر حكمة من المطولات .
…………
لا توجد فكرة غير نافعة ، سيما إذا كان لها مناصرون .
…………
ثمة أشياء تنتهي قبل أن تبدأ ، إنها أشياء لا تستحق أن تعيش .
…………
السهر يجعلني موصولاً بالحياة .
…………
تشبع بأنويتك ، حتى تنطلق إلى فضاء لا يسع المتّكئين .
…………
مشاغبات الأحباب تفعم العلاقة .
…………
أكثر ما يؤلم : عندما تكتشف أن صديقك يمارس عليك الكذب .
…………
لو استعجلت نشر كتاباتك ، أضحلت عقلك وأحرقت مستقبلك .
…………
ومن أسئلتكم تعرفون !
…………
المستقبل للأمم المشغولة بالأسئلة الكبرى .
…………
أنا رجل ملول ، إلا من تفاصيل ما أحب .
…………
قبل رمضان ينتابني شعور الخوف عليه بمقدار الفرحة به .
…………
لا تنصح المغرور ، سيعتقد أنك تحسده .
…………
الأصدقاء الجدد يحيون معانيك القديمة .
…………
في غاية الروعة أن ترى أحلامك تكبر أمام عينيك ، إنها تشبه أطفالك كثيراً .
…………
ليس بيدك خيار أن تكون غنياً ، ولكن في ملكك أن تكون سعيداً .
…………
لا تحبس مشاعرك الإيجابية .
…………
الاحتكار يقصّر عمر السلعة .
…………
ابتعد ، تتجدد .
…………
تظل الأفراح ناقصة في ظل وفاة أمك .
…………
من يذوق طعماً للصباح وأنساً للمساء بدون أم ؟
…………
موت الأم ، جرح يتجدد كل يوم .
…………
صديقي تزوج البارحة، وكان مهره (ريال واحد). عظيم هذا التصرف!
…………
كان يردد كثيرا: (وما تدري نفس بأي أرض تموت)، وتوفي بعيدا عن قريته. رحم الله العم علي بن عبده الريشي.
…………
3 مليون قذيفة و 4 مليار رصاصة استنفدها الجيش السوري الغبي لإسكات الحناجر التي تهتف بالحرية.
…………
ابتهج، ليس هناك شيء يمنحك جسدا متعافيا مثل الابتهاج.
…………
استثمر نقصك لاستكمال نجاحك. فكم من عقدة نقص كانت وراء حضارة أمة أو عبقرية مخلوق.
…………
اثنان يتحدثان نيابة عن الأرض: الأديب والموسيقي.
…………
جربت أن أتصنع مشاعري في كلمات، فبدت خاوية على عروشها وما لاقت قبولا ولا استحسانا، الكتابة حرارة وشعور وطاقة قبل أن تكون جثامين حروف ميتة
…………
الرجل الذي ما زال " يلعب " يحافظ على نظارة إنسانيته .
والرجل الذي كف عن " اللعب " تورعاً عن ما يخرم المروءة هو في الحقيقة ناقص الإنسانية .
والأمم المتحضرة يكون الفرح عندها بمقام الجد ، وإلا ذبلت معانيها وما عرفت لأيّ منهما سبيلاً .
………
كن لمن اصطفاك سهلا، ولمن جافاك مستحيلا.
…………
تقمصت كل الأدوار، فلم أجد ألذ من بقائك عاريا، ولباس التقوى خير.
…………
نحن في زمن البرود لأن المعاني تحولت إلى أشياء.
…………
أنت لا تحترم الأشياء التي تحصل عليها بسهولة.
…………
غير منطقي محاسبة "فترة الخلافة الراشدة" على أساس ما بلغته البشرية اليوم من قوانين حكم متطورة وعلمية، وغاية ما يستفاد منها هو المرونة
…………
الإنسان كائن مصلحي، تدفعه الرغبة في تحصيل المنفعة إلى تحوير الحقيقة باتجاه ذلك.
…………
أحب عدنان ابراهيم في تفكيره ولغته ومعرفته وإنصافه، وأتمنى عليه ألا يبالغ في النقد إلى درجة الخصومة لأنه عمل منفر وتمجه النفس أحيانا
…………
لله در زكي نجيب محمود، تقرأ في كتابه "تجديد الفكر العربي" ثم لا تعرف أنت تطالع مؤلفا فكريا أم أدبيا لشدة ما يملك من قلم عذب رشيق.
…………
ستبقى أكثر مهارات الموضوعية والاستقلال هي فصل الأفكار عن الأشخاص، وأفضل إمكانات التميز هي استبقاء المبادئ مع تحصيل المصالح.
…………
لن تكون إلا أنت في كل مرة إن لم تفعل شيئا مختلفا.
…………
لولا برود الآخرين ما ساق أحدهم فكاهته، ولولا فقرهم ما شعر شخص بغناه، ولولا جهلهم ما ساد عليهم بعلمه، ولولا خضوعهم ما استبد حاكمهم بظلمه.
…………
لا أملك في تويتر الأ أن أتحدث عن نفسي.
…………
أحب كل ما ينتمي إلى عالمي: ملابسي، أفكاري، أصحابي، حتى آلامي. ولذا عادة ما أعيش معها بانسجام وتحدي ولطف.
…………
نبذل من الجهد لتمكين الفكرة الذهنية، على قدر استلابها لعقولنا.
…………
عادة ما نقوم بتشكيل حياتنا على أساس الفكرة التي تسيطر على أذهاننا.
…………
في جدة وكأنه قذف بنا في تنور، أخذ من أجسادنا حطبا ومن عرقنا وقودا والشوارع تكاد تتفحم من شدة القيظ والحر.
…………
العاشق : شاب مشاعري ملكت عليه المحبوبة لبه وقلبه، اتبعوه ولن تضلوا طريق الحب بعده أبدا.
………
الأمم المعطلة عن العمل، لا تجد ما تعيش عليه سوى الماضي.
…………
لا تحصي الوقت، ولكن اشعر به أولا. فرب ساعة أكثر بركة من سنوات، مثل توبة لا تحتاج أكثر من شعور بأن الوقت قد ضاع في غير نفع.
…………
أن يذكرك مخلوق بإساءة، خير من أن لا يذكرك أحد.
…………
لو لم تملك إلا أن تحلم، فافعل.
…………
الأحلام صناعة تعين على التفاؤل.
…………
عندما تمتلك حاضرا منتجا وتبني لمستقبل مشرق، يقل حماسك للماضي إلا من الثوابت.
…………
لو لم يكن للحاكم الجائر جنود ما استبد، ولو لم يكن للماضي حشود ما امتد، ولو لم يكن للظلم عهود ما استفرد.
…………
غالب ظني أن الخلافات الفكرية التي لم تهدأ منذ فجر البشرية، ستبقى كذلك حتى مغيبها.
…………
يأتي الصواب عندما تتحقق الدراية الكافية بالخطأ.
…………
امتلك ناصية اللغة، تتحكم بما تبقى من أشياء.
…………
تختبئ العادات تماما في الأماكن التي لم نتعود تفتيشها.
…………
بعض الحقائق، كذبة قيلت بطريقة علمية.
…………
اختر عاداتك بحرية ولا تقلد، فما مجموع عاداتك إلا أنت.
…………
حافظ على العادات الإيجابية البناءة، وتخلص من السلبية الهدامة.
…………
راجع عاداتك التي نشأت في وقت الأزمات، لأنها قد تجعلك مأزوما دائما.
…………
ما حصل للقذافي جزء من صورة الثورة المكتملة، وما حصل لمبارك ونجليه جزء من صورة الفساد المتمكن.
…………
كلامك جزء منك، فأحسن القول.
…………
وجدت نفسي مستعدة لكل شيء، إلا الحقد المنتهي بالإيذاء.
…………
قد تعجز اللغة عن حمل أفكارنا، ولكنها بالتأكيد تفعل ذلك مع المشاعر.
…………
الأفكار ضيوف، استقبلها ببشاشة القلم ورحابة الورق، وإلا كرهت النزول عندك.
…………
تأجيل الأعمال يضاعف عليك الجهد عند القيام بها.
…………
إذا كان الفراغ يلجؤك لأشياء فاتركها، لأنها عادة ما تزيد منه، وابحث عن أخرى تنفع وتملأ.
…………
ليس شيء يرغم على التسويف، مثل التأخر في قضاء المؤجل.
…………
من وحي الأرض: اختر من البذور أجودها، ومن الترب أخصبها، وتعاهد نبتك بالرعاية، وعرضه لشمس منضجة، واقطفها ثمرة سوية وأكلة هنية.
…………
وإذا أردت أن تعرف موقعك من النجاح؟ فانظر ماذا تصرف لأجله من الوقت.
…………
إذا أردت أن تعرف ماذا تحب؟ فانظر فيما تصرف معظم وقتك.
…………
وقتك يحدد قيمة اهتماماتك
…………
الأرض أفضل من يعلمك سنن الحياة ومبادئ الإنجاز والنجاح، تحصد ما تزرع، إن بذرت جيدا حصدت نافعا وإن بذلت سيئا لقيت شرا.
وأفضل من يتلقى العلم النافع هو: المزارع على يد الأرض، (ليأكلوا من ثمره ومما عملته أيديهم أفلا يشكرون) يس 53
…………
أن ينساك شخص ليس بالضرورة أنك لم تعد تهمه، ولكن أن يتناساك.
…………
أفضل ما يخفي آلامك، ويزيف مشاعرك، ويحقق مكاسبك، ويشتري قلوب جلسائك، ويكشف حقيقتك مرة واحدة: هو الابتسامة.
…………
أطلق ابتسامتك ولو احتبسها الألم.
…………
البغضاء تنزع من الأشخاص العفوية والاطمئنان، مثل مرجل يغلي بالقلوب.
…………
لا تنسى أن الأحقاد من أكبر مولدات القلق النفسي.
…………
عندما تحول الأشياء إلى فرص، أنت لا تفكر بطريقة مادية ولكنك تعيش كما ينبغي.
…………
ثمة أشخاص خافوا مما يريبهم حتى انكفأوا على أنفسهم، الحياة تجربة ولا تنفع بدون مغامرة.
…………
قد أحبس دموعي عند الحزن الشديد، وأكتم مشاعري عند الغضب المتقد، وقد أطوي بهجتي عند الفرح المنفجر لكن لا أقوى على كبح جماح قلمي عند الكتابة
…………
بعض المواقف الصعبة تتلاشى معها معاني الرجولة والرشد والشجاعة، تريد للإنسان أن يعود لبعض معانيه التي قبرتها المظاهر.
…………
عودت نفسي على الفأل حتى اعتقدت أن الألم مجرد مزحة ثقيلة.
…………
الشخص الذي تشعر أنك لا تحتاج إلى شخص بجانبه "حبيب يسكن قلبك".
الشخص الذي يسبقك قبل ذلة السؤال "صديق يندر وجوده".
الشخص الذي يبتدرك عند كل حاجة هو "صديق تعده للزمان".
الشخص الذي لا تكتمل أشياؤك إلا به هو "صديق المؤانسة".
…………
كل الأشياء التي تمارسها البشرية منذ بدء الكون، هي التي لا تكشف عن حقيقتها.
…………
أكثر ما يجعل الفراق مؤلما أنك لا تملك ما يبرره.
…………
لو كنت متمنيا شيئا لتمنيت أن أكون سودانيا من أصول سعودية عاش في مصر ونضج في بريطانيا وقضى عمرا في سوريا ومات في وادي حلي.
…………
لن يفرط الإنسان في الأشياء التي تجعله اسما دارجا في الأوساط حتى لو كانت سيئة.
…………
بعض مشاعر الأصدقاء ليست أكثر من صنيعة فوتشوب مزيفة!
…………
أتحرج من بذل النصيحة حتى لا أبدو كأنني أعرف وأعلم، ولا يثيرني حماس تلمذة الأشخاص من حولي، ولا يضايقني إلا حبس النصيحة الدينية
…………
أكثر من يجالسني هم ممن يتحدث أكثر مما يسمع، ولذا يجالسني كثير
…………
لا أتذكر أنني جرحت أحدا بإساءة أو تجاهل أو عبوس، إذا كرهت من شخص شيئا انسحبت من حياته بهدوء ومعروف، لا أحب تحطيم القلوب أوبالأحرى لا أعرف
…………
أعتقد أن اسرائيل تشتغل على رسم سيناريوهات ما بعد أزمة سوريا، بينما العرب ينتظر ما تأتي به الأيام ويكتفون بالفرجة.
…………
كل الأشياء جميلة في طلعتها الأولى إلا كوب الشاي.
…………
التكرار يفقد الأشياء روعتها.
…………
الإصلاح السياسي أس كل خير وأصل كل بر لعلكم تعقلون.
…………
قد نبدأ بالإصلاح من كل مكان وتبقى حلول مؤقتة، إلا معالجة أدواء السياسة سيبقى أثرها دائما وعامرا للأبد.
…………
الحديث الحر أقل ضررا من المستتر، فهو إن لم ينتج تغييرا واقعيا فإنه يسلم الأمة من شر الانحباس العاطفي والكبت النفسي ثم الانفجار الثوري
…………
سألني أحدهم: ما الذي يجعل شخصا يتحمل مسؤولية الحكم ويحرم نفسه من عيشة البسطاء في أمنهم وانطلاقتهم وعفويتهم؟
…………
مكتبة الملك فهد بجدة موقوفة عن العمل، هي تشبه حال القراءة المعطلة في مجتمعنا السعودي.
…………
كلما أوغل المجرم في دماء الشعب كان أقرب إلى السقوط، وكلما استحكمت الامور كانت أقرب إلى الانفراج .
…………
بشار لم يعد في صف المستبدين، لقد أصبح في رزمة المجرمين ومصاصي الدماء المستبد هو من تبقى رابضا على كرسي لا يستحقه وعلى شعب ينقم منه
…………
عند صندوق الانتخاب سيشعر المصري بالخوف على مستقبله، وسيخاف من تجربة من لا يعرف حقيقته، وسيحتفظ بصوته إلا من شفيق.
…………
"عناق الكلمات" هو اتصال لا شرعي ولكنه يخرج من دائرة الحرمة.
…………
بعيدا عن الثواب أو التقدير الاجتماعي أو الشعور الإيجابي: في العطاء لذة، تجعلك تعطي من آجلها فقط.
…………
النتيجة الحقيقية للثورة حتى الآن هي: الاختيار الحر النزيه الأشياء المتبقية ستأتي لاحقا، سيما "التنمية" ستتم في آخر رمق من عمر الانتظار
…………
لماذا هذه الجلبة على نتائج انتخابات مصر؟ الديمقراطية أن تتعلم فن الخسارة كما تتعلم نشوة الفرح
…………
لماذا هذه الجلبة على نتائج انتخابات مصر؟ الديمقراطية في بعض وجوهها أن تلعق المرارة من أجل ما هو أمر منه.
…………
المستبد ليس مثله في الغباء، عندما يظن أنه ذكي إلى درجة استغفال شعب بأكمله.
…………
المستبد يضطر شعبه إلى الثورة عليه عندما يسد في وجهه كل باب. يؤتى المستبد من حيث يظن سلامته.
…………
أمامي صديق منكب على "لاب توب" وآخر على "آي بود" وثالث أمام "تلفاز" ورابع على "بي بي" وصاحبك يكتب لكم "بالآي باد" والصمت سيد الموقف
…………
الشخصية المستبدة يتطاول طموحها إلى ابتلاع الإنسان بعيوبه وطيوبه، بخيره وشره حتى لا يعود ذكر لغير صاحبها في فضل أو سوء
…………
حتى الان لم أرى صور مجزرة الحولة الأ لمحا بالبصر لأمرين: - ضعف في قلبي - عجزي عن مناصرتهم
…………
تعلمت أن المبالغة في كل شيء مضرة.
…………
عادة الجوع يحرض على الثورة، والفقر يدفع إلى العنف، والحاجة أم الاختراع، والنقص يحفز للتميز
…………
الطفولة: فرصة مفتوحة للحياة الحقيقية.
…………
أفضل فرصة حقيقية، أن تبقى مجرد طفل!
…………
إذا أردت أن تتعلم الصمت، عش في الوحدة.
…………
كلما مات عالم انتقصت الأرض من أطرافها، وكلما مات طفل انتقصت الأرض من فؤادها.
…………
لا يصح في صباح الانتخابات المصرية أن يقول أحدنا: (صباح مبارك، مبروك، بركة) وكل مشتقاتها. اطردوا هذا الطاري من هذا الصباح الحر السعيد.
…………
يكاثر السعوديون على بقية الخليجيين بالسكان، هل نعدم ما نفاخر به من علم ومنجز؟
…………
صباح تكتب لنا فيه من (الفتوح) ما يحقق المكاسب وينيلنا المطالب ويكفينا شر المتاعب، صباح مصري خالص
…………
التجدد هو مناط الاستمرار .
البيوت التي تبلغ آماداً أطول من السعادة هي التي تتعاهد نبتة الحب بالسقيا ، العلاقات التي تعيش أكثر هي التي تغسل معانيها كل مرة ، الدول التي يدوم ظلها هي التي تكنس الرتابة والجمود من ساحتها ، الأمم والحضارات التي لا تنهار باكراً هي التي تغذي عقولها وبناءاتها بالتطور والتغيير .
التوقف وحده هو علامة النهاية ، وقبل ذلك الجمود الذي يعني الإصرار والتعصب للراهن دون عناية بالمخاطر ، كراهية التغيير مجرد نوبات دلالية للمرض المزمن .
……
لا تدم النظر في المقابر ، فإنه يفقدك حساسية الحياة ويعطل فيك الشعور بالدنيا .
ولا تنهمك في الماضي ، فإنه يورث الحسرة ويؤخر تقدمك إلى الأمام ويشل حركتك .
لا تسرف في الأمل ، فإنك واقع في وحل من زيف ، وستخسر فاعليتك في الواقع .
لا تفجر الخصومة ، فإنك ستضاعف من خسارتك وربما تضم أصدقائك إلى صف أعداءك .
لا تؤجل أعمالك ، فإن متاعبك لن تتوقف ووقتك يستنزف ، تتراكم المشاغل وتتعقد المسائل .
…………
تخيل لو أن الإنسان لم تخلق معه " طبيعة الإلف " .
ستبدو الأشياء كلها موحشة وكأننا نقابلها لأول مرة .
العلاقات لن تغدو كما هي الآن ، ستنهدم عند كل موادعة ، وهي فعل تراكمي لا يدوم ولا يقوم بدون انطباع أولي .
والإلف عبارة عن مزيج ثلاث ( انطباع ذاكرة ، وارتياح قلب ، واعتياد طبع ) وهو من أسباب عمار الأرض وتشارك الناس ودوام الدنيا ورضا الرب .
……………
الحلم : هو الصناعة الذهنية للمستقبل .
الواقع : هو النتيجة النهائية لأحلام الماضي .
الماضي : هو إرشيف الأحلام الجاري تنفيذها .
الحاضر : هو مصنع تحويل الأحلام .
المستقبل : هو مسرح لتجسيدات الأحلام .
……………
دائماً نحتاج إلى مزيد من الوقت ، إلى مديد من العمر ، لكن القدر شحيح والحظ عاثر والأمر قاصر
نحتاج إليه لاكتشاف الكثير من مخبوءات هذا الكون ، لنستمتع أكثر ، لنستأنس أكثر .
جموع من الناس ما زالت تنتظرنا ، في طوابير من الأصدقاء المؤجلين والقلوب المعلقة ببارقة صدفة أو فرصة .
لنكتب أكثر ، الكتابة بالنسبة لنا حياة تسجل وقائعنا الصغيرة وأهدافنا الكبيرة .
تشبه القلم العابث في مقياس ريختر يسجل نبضات قلبك واهتزاز أفكارك واشتعال مشاعرك .
أهتم بالكتابة كل يوم ، ربما تموت يوماً وتبقى حياً ما لم يجف حبر الكلمات ، يكفي أن تعيش أنفاسك رطبة ولو لدقائق معدودة بعد نزوع الروح .
وسنبقى .... دائماً نحتاج إلى مزيد من الوقت ، إلى مديد من العمر !!!
لكن … القدر شحيح والحظ عاثر والأمر قاصر .
…………
يولد مع الاشاعة ، القدرة الفائقة على الانتشار .
لان الاشاعة صناعة حالمة تولد في الهواء وتتسم بكل صفاته الفيزيائية من سرعة الانتشار والتسلل .
ويولد مع الحقيقة ، القدرة الفائقة على النفاذ .
والحقيقة منتج متين ، يشبه الضوء في قدراته التركيبية المعجزة في سرعته ووضوحه الصارخ .
…………
الإشاعة تعبر عن أماني غير واقعية ، ولذلك يتناقلها العامة فيجدون فيها سلوى للمعاناة ، وتنفيساً للرغبات المكبوتة ، وأحياناً شعوراً بالانتقام ممن ينتقصهم ويمتص حقوقهم .
الأشخاص الجادون ممن يؤمن بالحقائق ، تنهار أمامه الإشاعات ، لأنه يفكر بمنطق وعقلانية ، ولا تروق له الأحاديث المزيفة الني تفقد تركيبة الصدقية والواقعية .
……………
بعض عظماء الأمة السابقين كانوا يعتنقون مذاهب غير سلفية ، ومع هذا تقبلهم السلفيون واعتبروهم ممن بنى عظمة الدين ودافع عن حماه وأثرى تاريخه .
هذا يعني أن الاتصال بأصحاب المذاهب الأخرى ليست مشكلة عقدية أو دينية ولكنه عائق نفسي وأخلاقي يجب علينا تجاوزه لما في ذلك تحقيق لمصالحنا المشتركة .
……………
لا أعرف كيف يمكن فهم النص الديني وهو غاية في العمق ومتجذر في العلمية وغائر في الطبيعة الكونية والبشرية ، بينما نحرم دراسة الفلسفة والتعمق .
الفلسفة هي أعظم أداة لفهم النص الديني لأنه خطاب إلهي معقد التركيب ، ولأنه مهيمن على كل زمان ومكان فلا بد من أداة بارعة وقوية لاستكناه أعماقه .
……………
الأطفال أكثر توافقاً مع الفرح ، وبالأحرى أكثر تصالحاً معه .
يتناولون تقاليده دون حاجة إلى التعليل والتدليل ، يمارسون طقوس الابتهاج دون حاجة إلى مقدمات واستفهامات .
هم لا يحتاجون إلى مبرر للفرح ! يعيشونه كعبادة آناء الليل وأطراف النهار ، يرتلون أهازيجه ويخشعون في محراب من الابتهاج يسع الكون ولا تكفيه حدود السماء .
لذا هم أكثر شعوراً بالعيد ، وربما يظن البعض أنه مخصص لهم ويعنيهم أكثر من غيرهم .
الأطفال أحياء حقيقيون .
في ذهن الأطفال يرتبط العيد بالملابس الجديدة والحلوى والتزاور والعيدية المالية ودواليك مما يرتبط بالعيد ، مشكلة الكبار أنهم يريدون تجاوز هذه الطقوس الطفولية للبحث عن سلوكات أخرى وبذلك يفقدون بعضاً من معانيه وإحساساته الحقيقية .
مفارقة هذه المعاني البسيطة للبحث عن أخرى مظنون بجدارتها أوقع " الكبار " في تيه وشتات ، أليست الروعة كامنة في البساطة ؟ ذلك ما يفقده الكبار ، يا كبار إنكم مجانين في ثوب عقلاء .
خذوا العيد من أطفالكم حذو القذة بالقذة ولن تضلوا الفرح بعدهم أبداً .
…………
" كبير مثل كبر العيد "
لا نريد لهذا العيد أن يبتلعنا ، هو ليس واحداً من مخلفات الرأسمالية المتوحشة التي لم تترك في الإنسان بقية .
نريد من هذا العيد أن يغمرنا ، ويطهرنا ، ويغسل أدران السوء من قلوبنا .
وليس العيد إلا تعود الفرح واعتياد هذا الشعور الإنساني النبيل ثم اجتماع القلوب والتئام النفوس وتقارب الأجساد والمشاعر .
……………
ما كان للفطن المشتغل بالعلم أن ينجو من الحب ، فإن عقله المتسمن بالمعرفة لم يبطل إحساس قلبه إن لم يذكيه ويزيد أوار العاطفة فيه ، وهمومه العامة وقضاياه الهامة ما كانت لتطغى على سويداء فؤاده المسكون بالعوالج وحيز صدره المكمون بالخوالج .
لعمري أن إنسان المعرفة أكثرهم حاجة إلى الحب ، فتكاليف المعرفة التي تصيبهم بالجهد والرهق لا يخففها إلا ماء الحب العذب ، ولا يضخ النشاط في أطراف عقولهم وأعصاب جسومهم مثل مشاعره المفعمة .
الحب أحياناً يأتي على شاكلة الولع بالمشروع والاستغراق الملذّ في تكاليفه المعرفية ، يريد أن يخفف من صرامة التركيز والحدة العالية التي يستنفذها في إتمامها .
……………
بعضهم لا يرى فيك أي طموح عاطفي ، ولا ينتظر منك أي إشباع روحي .
يريد منك فقط قضاء بعض أوقات فراغه معك ، أن تكون بعض خياراته للتفكه والتنزه .
غرورك يصور لك أنك أصبحت ملهماً ، وضرورياً من أجل أن يعيش الآخرون حياتهم .
الحقيقة أنك تبالغ ، لأن الكثير من أصدقائك فقد أمه وأباه وأخته وأخاه ومع ذلك ما زال حياً وربما مستمتعاً
لا تجعل " شيطان الفرادة " يسيطر عليك ، وتواضع في خيالاتك وتوقعاتك
…………
ما بال أقوام لا يحتفلون بالحياة ، وهم شباب ؟!
………
أصبح مهشماً لا يقوى على الحب ، إن الموت يدنو يا صديقي .
………
الموت أدنى من أولئك اليائسين ، والواقفون عن ممارسة الحب .
………
لولا فضيلة النسيان ، لرسفنا في رذيلة الأحزان .
………
أكثر اللحظات قسوة هي التي لا تنتظر فيها شيئاً .
………
أكثر اللحظات جفوة التي يبدأ فيها أصدقاؤك الانسحاب من حياتك .
………
أكثر اللحظات الحلوة التي تعيشها بانسجام تام ونفس مستقرة .
………
أكثر اللحظات غربة هي التي لا تجد فيها نفسك .
………
الحب هو الخطأ الذي نمارسه ، نكرره ، نستسلم له ، نعرّي صدورنا أمامه ، نستعد لعذاباته ، ونحن راضون .
………
ما بال بعض الساعات ثقيلة ، أليست تشبه أخواتها .
………
ما معنى أن تبقى إنساناً ذاهلاً ، دائم التفكير ، قلقاً ، لا تستريح ، موجعة هذه المعرفة إلى حد الجهالة .
………
سنكتب ما حيينا ، وسنحيا ما كتبنا .
………
لو لم يكن للموت ما بعده ، ما خفناه .
………
فرقٌ بين الاكتفاء والاستغناء ، الأول قناعة والثاني غرور .
………
أكثر ما يحيط بالإنسان أوهام : الخوف ، الحب ، الشهرة ، القوة .
واقعه أقل من ذلك بكثير ! ولذلك يحصل القلق .
………
بعض أشخاص تكون مآثره أقوى من حضوره ، عظيمة مهابة الأثر .
………
لست مغروراً ، ولكن أشيائي البسيطة تشعرني بالاكتفاء .
………
لا تُشّيئ مشاعرك الجميلة .
………
لا أتكلف في تجميل مظهري ، إنني مشغول بتحسين دواخلي .
………
لا سقف محدود للفضيلة أو الرذيلة .
……
لن تكون دائماً على مستوى المأمول ، سينخفض أدائك مرة وسيرتفع مرة إلى حيث ينتظر المتأملون .
………
كل الأشخاص الذين هولوا في الأمر وضخّموه ، انسحبوا بعد ذلك عندما اكتشفوا سخافته .
………
إذا كنت تعتقد أن أدوارك الصغيرة لا قيمة لها ، حاول أن تتوقف ! سترى الفرق .
…………
لا يريد البعض أن يصرّح بحبه ؟ لأن كتمانه يساعد على إدامة عمره .
………
لا يريد البعض أن يصرّح بحبه ؟ لأنه يعترف بعدم كفاءته .
……
إذا كان لا بد واصل ، فليكن وصولك في موكب فخم وعلى مركب قلب مفعم بالحب .
…………
الحرمان يزيد حلاوة الممنوع .
…………
عرفت الآن السر ؟
قبل أيام كنت أشكو من ضمور العقل وشتات الذهن وانطفاء جذوة الفكر وانحسار امتداد الذهن ، فقد القلم سيولته الجارية وانكشف الورق عن ساقيه العارية وانكفأت الأفكار السارية وهجمت وحوش الفراغ الضارية .
كنت أقرأ في غير تمعن ، وأكتب بدون روح وحرارة ، وأعيد النظر وأقلب البصر وأفكر وأقدر ثم أعود حسيراً كسيراً وقد عبس الوجه وبسر .
حتى تجلى نهار رمضان ودأبت النفس في برنامج يومي صارم ، كان للقلب وقته يتزود بالإيمان ويستضيء بالقرآن ، وللعلم حظه يستزيد من القراءة ويستلهم فيوض المعرفة ، وللنفس حقها من النوم والأكل والرياضة .
وإذ بالقلم يجري ، والذهن يورق ويزهر ، والعقل يفيض ، وتخضرّ جوانب الأوراق وتعشوشب أفئدتها بقطر الحبر وسكب المعاني .
……………
نبرر أخطاءهم ، حتى يعيش الحب أكثر .
………
حبيبك نصفه حُسن ظاهر ، والآخر قبيح يختبئ خلف تبريراتك .
………
الحضارة منتج تصنعه الثقافة .
………
يتحقق لديك إدراك الأشياء عندما تكتشف بساطتها .
…………
فرق بين أن تكتب وبين أن تتحدث ، قد يظهر في حديثك المنطوق انبساطاً وانشراحاً ، وفي كلماتك المكتوبة انقباضاً واحتقاناً .
أقول : أن الكتابة قطعة من القلب يقدها الذهن بحرف واقعك المحتفر بالأحاسيس المبطنة عظيمة كانت أو مستهجنة .
أما حديثك المنطوق فهو محض سطح المشاعر وما بدى للناس من ظاهر .
…………
في واحد من أيام التهور فتحت صندوق أسراره وأردت أن أعرف أدق التفاصيل .
لم أصدق ! أصابني الذهول ! لحقني صداع رهيب ! لحظات سكوت واندهاش عميقة !
قررت بعد ذلك مباشرة أن أقفل ذلك الصندوق وأغض الطرف عن أسراره الدقيقة .
وأيقنت أن الأشياء المخفية عنك تساعد على جعل حياتك طبيعية وبالك مرتاحاً .
………
أكثر الناس تفاؤلاً ، هو الذي لا يكف من المحاولة
……………
تدهشك روحه الشابة المتوثبة في جسد شيخ هرم منهك ، لقد اختار التفاؤل على اليأس
……………
في صباح كل يوم يحاول أن يعيش بشكل أفضل ، فمنحته الدنيا عمراً أطول لأن محاولاته لم تنتهي بعد
……………
المتفائل ، عامل
واليائس ، جالس
……………
المستقبل هو فرصة مفتوحة لتصحيح أخطاء الماضي بأدوات الحاضر
……………
الماضي هو المستحيل ، والحاضر هو الممكن ، والمستقبل هو المأمول
…………
لو كان من فضل الكلمة الطيبة أن تكتب لك بها حسنة ، لكفى !
……………
للصباح مزيّته : فهو أكثر إنتاجاً وأقل إحساساً ، أكثر جداً وأوفر نشاطاً .
وللمساء خاصيته : أقل عطاءاً ولكنه أكثر عمقاً ، أغزر عاطفة وتدفقاً
………
يبدو الصباح أصلح لأولئك الجادين من أصحاب الأعمال الدقيقة والمهن الصارمة
والمساء يروق لأصحاب المهن المتعمقة من المتأملين والأدباء والعباقرة
…………
إشراقة الصباح لا تفجأنا ، ولكنها تنساب بكثير من الهدوء والانسجام
عميق هذا الكون ، سيما في صفحة السماء ، بينما تضج الأرض بالفوضى والتخبط
……….
علينا التنبه نحن معشر الراغبين في النهضة إلى مساوئ عملية " تسريع الأشياء " .
الأمم المتحضرة التي تنعم بعملية إنتاج سريعة ترتكز على مقومات متينة وركائز حصينة في حقيقة الأمر .
التسريع الثقافي يؤدي إلى التماثل المميت للذاتية ، التسريع الصناعي يؤدي إلى منتجات خديج وغير سليمة وناضجة ، التسريع الفكري يؤدي إلى فكر أعوج وهش سرعان ما يذوب أو ينجرف في سقطة التلاشي .
ليس من الجيد أن تأخذنا دوامة التسارع العالمية التي أنتجتها الحضارة العصرية ، علينا التفكير في تشييد بناءات متينة تحتفظ بماهياتنا العميقة وتكون بمثابة أعمدة بناء ومنطلق انتماء وإعمار ونماء .
…………
لماذا يعيش الحزن أكثر في قلوبنا ، ولا يعيش الفرح سوى لحظات ؟
لكاذا ينصب اليأس خيامه بأوتاد وثيقة وجذور عريقة ، والفأل يبقى مجرد أضغاث أحلام وسحابة صيف زائفة ؟
لماذا أصبح التجهم وملامح الجد الغليظة دليل الرجل العاقل والمجتمع السائد ، بينما الطيبة والألفة والسماحة مصدر استغراب واستغفال ؟
لماذا كان التشدد علامة التدين المتين ، والتخفيف إشارة لضعف اليقين وبرود الدين ؟
كيف أصبحت التسلية فجأة مطلباً راقياً والترفيه حاجة ملحة ، والأهداف العظيمة منبوذة والبناء والإعمار مهنة مرذولة ؟
كيف صار الفساق وأهل الدعارة والرذيلة فجأة نجوماً مضيئة وأصحاب شهرة عريضة ، وصار المحسنون والفاضلون مدفونون مأفونون ؟
كيف يعيش الظلم عمراً أطول والفسق دهراً أكبر ، والحق مظلوم مهضوم لا تكاد تقوم له قائمة ؟
…………
بعض الأمم والمجتمعات تعيش حالة من الحراك الثقافي والفكري المحموم ، حالة مرضية أقرب إلى المكارثية .
ولذلك يكثر استخدام كلمات " إبراء الذمة " لتجنب الوقوع في مطب التشكيك أو نقض الثوابت والاعتداء على المقدسات .
جو من التنابز والتقافز تسير فيه تهم التشكيك والتخوين والعمالة بسرعة البرق ، وتستهدف البريء والمندس وتزيد من ضبابية المشهد وظلامية الموقف .
الأشخاص الواثقون ينفذون إلى أفكارهم بشجاعة ورباطة جأش وعادة ما يذهبون ضحية شجاعتهم النبيلة وينتهون إلى التغييب بأنواعه أو على مقصلة الموت .
الواقعيون يصرّحون بكلمة الحق ويزفونها وسط حشد من كلمات التحرّص التي تشكل قوات دفاع وأمن قومي ومركزي ومدني وصهاريج إطفاء حريق .
السذّج يسارعون للحصول على براءات اختراع وشهادات وفاة من أجل المبدأ ويظنون أن التاريخ سيقدمهم على ذكر هتلر وبن لادن ، ولأن الموقف غير واضح فإن نهاياتهم تشبه تلك التي تجري على الواثقين والرائعين .
…………
ادفن ذكرياتنا السوداء وأهِل عليها تراب النسيان ، حاول ألا تأتي عليها بذكر أو خبر .
سأتولى أمر التوبة والاستغفار ، إنني واثق من عفو الله وسعة رحمته وغفرانه .
نفسي تتوق لمستقبل مشرق ومضيء ، ولا أريد لمراهقاتي أن تعكر صفو أيامي المقبلة .
بعض من وفاء القلوب الذي عرفنا ، هو أ ن نتساعد من أجل حياة طاهرة ونقية ومتعافية من كل أثقال ماضيها السوداوي .
" لقد لمست الصدق في حروفه ، حتى كاد يكون شاخصاً أمامي " .
………
أعرف أشخاصا عاشوا مجمل حياتهم على الخصومات ، حتى اعتقدوا أنها الحياة الحقيقية ولا حياة بدون خصومة
بعد مدة لم يعد لدى مخلوق استعداد لمخاصمتهم ، ربما لتجاوز الزمن لأفكارهم أو انخفاض أهميتهم الاجتماعية
اليوم لم يستطيعوا العيش طويلاً إذ لا يملكون مبررات أخرى يعيشون لها وعليها ، لم يتعلموا أن البهجة والمتعة والأهداف هي حقيقة الحياة بينما الخصومات عاهات غير مستديمة
…………
الشخص العادي يعيش على ( انطباعات سطحية ) حول فاعليته ودوره وأثره ، الشخص الناجح يعيش على ( انطباعات نوعية مميزة ) عن طاقاته وتأثيره وقيمة ما يملك .
الشخص العبقري يعيش على ( انطباعات فائقة ) حول شخصيته وإمكانياته ومواهبه ، والشخص المغرور يعيش على ( انطباعات مزيفة ومبالغة ) حول أصوله أو قدراته وحضوره الاجتماعي .
أما الشخص المتحطم المتهشم واليائس البائس فقد مات بسبب ( انطباعات سلبية ) حول أهميته وقيمته ووجوده .
ابذل الكلمة الطيبة ، تصنع انطباعاً مبهجاً ، تنقذ نفساً بشرية من الانتحار بحبل من يأس ، ولك بها صدقة .
………
من قدّم نفسه دائماً على غيره ، خسرها وما كسب معها مخلوقاً .
……………
الطريقة التي تملأ بها وقت فراغك تحدد شخصيتك .
……………
من بكى قبل النوم ، كان ذو قلب حي وطبع حييّ .
……
الأشخاص الإيجابيون يرون في أحلام المنام تكاليف ربانية وأوامر ومهام سماوية ، والسلبيون يصنعون أحلام اليقظة لمزيد من التسويف والتكاسل .
………
ما أضعف هذا الإنسان ، دائماً في حاجة إلى غيره .
أب يتسبب في وجوده ، وأم تحمله في بطنها وترضعه من ثديها ، صديق يرافقه عمره ، وأخ يعضده ، وحبيب يسلي همه ، طبيب يعالجه ، وزوجه تشاركه رزقه ، وأولاد يحفظون كهولته ، ومن قبل ذلك وبعده رب يأمر بوجوده ووفاته .
ثم يتكبّر !!
…………
ليس لمخلوق الاستغناء عن الخيال ، ففيه بعض محرّضات الإبداع والابتكار العبقري .
وكذلك أحلام اليقظة المخيالية وكل ما يعينها من موسيقى تطير بالروح ، أو جمال مستملح يسبح بالناظر ، أو خزينة ذكريات سارة ، أو شعور بالثقة مفرط ، أو ثناء يصفي السماء المحتقنة من الذمم .
لكن مساحة المخيال تضيق لدى الأشخاص بقدر ما يعيقها من أمر واقع يكتسي البؤس ، أو عمل حاد معضود بالبأس ، أو طبع غليظ معجون بالحرص .
………
تولد الأشياء وحدها ، في منتهى الفردية ، ومطلق الوحدة .
تنشأ معها حاجاتها ومتعلقاتها ، تقترن معها في نموها وصعودها وهبوطها ، وتموت أحياناً معها ويموت أثرها .
الإنسان ، الحضارات ، الأفكار ، الدول ، الأديان ، ودواليك من مكتنزات هذا الزمان ومختزنات الكون .
اقرأ في نشأة الكون الانفجاري ، في تطور الإنسان المائي ، في بذور الأفكار وجذور الأمصار .
عندما تتقدم في العمر ، يصبح لها امتداد واسع ، الإنسان له تقاليده وذريته وذكرياته وأثره ، الأفكار لها أنصارها ومعتنقوها ، الأديان لها علومها وتشريعاتها ومتعبدوها ، الحضارات لها فلاسفتها ونتائجها وبقاياها المادية .
القراءة في تاريخ الأشياء يساعد في فهما وإدراك مبرراتها وفاعليتها ، ومدى جدواها ونفعها ، وسبل استنهاضها وبعثها ، والبقاء للأصلح والأقوم ، كما أنه يخفف من وتيرة التعصب والحماس الهمجي للأشياء ، ويساعد في تجاور الأفكار وتعايش الأمم واستخراج إيجابيات الحضارات والانتصار للإنسان ، وربك مهمين على الأشياء .
كل شيء صائر للموت ، وهذا مظهر العظمة الإلهية .
…………
ليس من يملك فكرة جيدة عن ( نهاية التاريخ ) سيملك العالم ويقود المجتمعات ويمسك بأزمة العقول وخطام النفوس .
بعض الأمم تمتلك فكرة عدمية وسينمائية بنهاية العالم وانطفاء الكون وهو يتشابه في غالب الأدبيات العالمية ، سواء بالاحتراب الصفري بين الأمم الآدمية أو غزو كائنات الفضاء أو رهق الطبيعة وشيخوخة الكون أو حتى بأمر من العلي الحكيم .
والمسلمون يملكون فكرة مغرية ومنطقية وصادقة ، لكنها لا تكفي .
وحتى نهاية التاريخ بأي طريقة كانت ، ستبقى السيادة للأمم التي تمتلك أفكاراً جيدة لنعيش هذه الحياة ونعمر الأرض ونسعد الإنسان ، وأي خبر يخص الخلاص والنهاية تعتبر ممارسات حكواتي صفيق لأن الأمر بيد الله .
اشتغلوا بدنياكم الراهنة ، واعكفوا في محراب حياتكم الواقعة ، وقد [ يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا تَأْتِيكُمْ إِلَّا بَغْتَةً يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّـهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ] ( سورة الأعراف - 187 ) .
…………
اكتبوا قصص حياتكم ، اهتكوا ستر أسراركم ، دونوا مذكراتهم ، وسطروا بالحبر آماد حياتكم وأميال أعماركم
ساعدوا في اكتشاف هذا الإنسان ، تعاونوا في إضاءة مناطقه المعتمة ، وفي ملاحقة تفاصيله المختبئة .
اشتغلوا على فك شفراته ، إننا نزيد بهاءاً كلما اكتشفنا مزيداً عن هذا الكائن الغامض ، وتأكدوا أن كثيراً من سعادتنا وشفاء أسقامنا مناط بالتعرف إلى أنفسنا ، وأن أعظم مهمة وحكمة ونصيحة هي ( وفي أنفسكم أفلا تبصرون ) .
نعم ، لا تفرطوا في فضيلة الستر ، والتعافي من المجاهرة بالسوء .
لكن الزمان اخترع لكم وسائل دون المجاهرة وفوق الكتمان ، الروايات والرسائل المكنونة والقصص الخيالية وصنوف أدب التورية لا التعرية ، وحيل الكتابة العابرة لا المباشرة ، وفنون بلاغة المجاز لا الاستفزاز .
…………
( المرض ) هو الذي يعلمك قيمة العافية ، بينما الصحة تحرضك على إهمالها .
( الشدة ) هي التي تصنع العظماء وتخرج أعظم ما في الإنسان ، بينما الرخاء يصنع منه مخلوقاً ذائباً .
( الحاجة والنقص ) تخلق الحلول العبقرية وتدفع العقل باتجاه الابتكار والاختراع ، الوفرة تقتل مواهب الإنسان وتسول له الركود .
( الفراق ) يجعل تفكر في مقتنياتك الثمينة فتحافظ عليها ، الوصل يجعلك سادراً في غواية التجاهل والإهمال .
( التحديات ) دربة للإنسان على المراقي الصعبة ، الرخاوة تبلد إحساساته وتبرد حرارته الداخليه ، تجعل الأشياء عادية ، إنها تسلبك ذائقة الحياة وشهية التهام النجاحات .
( الألم ) يعيد صياغة الإنسان ويسبك روعته وعظمته ، الفتور البارد يجعل الأشياء تشبه بعضها ويرفع الملح من ذائقتك للحياة .
( الفقر ) يعلمك الإنسانية ويستفز كينونات النبل في داخلك ، يعيدك إلى طبيعتك الترابية ، يخفف من وجع سقطاتك لأنك أدنى ما تكون للأرض ، الغنى حجاب كثيف دون حقيقتك وسعادتك .
( الاحتراب العدمي ) هو الذي يدفع المجتمات للسلم والتعايش ، الحرب تصنع السلام ، السلامة الدائمة تشبه ركود المستنقعات ومباءة الفتور والخمول والبلادة .
لماذا يبدو الجانب الأسوأ من الأشياء هو حقيقة الحياة ؟
……………
سيظل خطابنا دائماً في مستوى المثالية غير المجدية .
سنستنزف مصطلحات عائمة مثل ( ينبغي ، يجب ، لا يصح ، المفترض ) حتى تكاد تخجل من انتهاك حقها في التمنّع .
ما لم نقرأ البواعث وراء تصرفاتنا ، ونتعمق في أغوار ثقافتنا ، ونصنع خطاباً واقعياً .
هذه الوعظية الخطابية مؤذية ، هذه البلاغية المتفيهقة مزعجة ، تعمل مثل حجاب سميك دون الحقيقة ، مثل تزوير فاضح للأمور ، مثل استدواء عند طبيب فاشل لم يكمل دراسة التخصص .
وفي المحصلة سنرواح مكاننا وسنخسر زماننا .
……………
يغيب تأثير الحياة الآخرة وأهوالها عن ذهن كثير من شباب جيلي ، وبرغم أنني لا أميل لتكثيف الخطاب الوعظي التخويفي لترغيب الناس في الاستقامة والالتزام بالأمر التعبدي إلا أنني أتمنى أن يعاد النظر في الطرح الدعوي ليعيد توازن الشباب الذهني بحيث لا يذهب بهم الحس المادي والمتعة الحياتية إلى درجة التهاون الديني .
..........
صديقي العشريني لم يعد يجالسه مخلوق ، وهو ما زال يصرّ أنه أكبر من أن يبدأ أحداً بسلام أو بسؤال واتصال .
كان يعتقد أنه من جنس مختار وعائلة طاهرة وخلفية أبوية لا تخالط الأغيار ولا تجالس سوى المصطفين الأخيار ، يمتلك صورة ذهنية مغلوطة لكل شيء ينتمي للشارع .
عائلته تقوم بتربيته على النحو الذي أنتج من سبقه من أهله ، سمعة تبرق بالطهر والتعفف وحقيقة تنزف قيحاً وصديداً .
يقتله الغرور كل يوم ألف مرة ، يجعل منه مركباً من خيلاء يعج بشياطين تتمثل له رابطة مشجعين على الانحراف ، والإصرار على كبيرة الانعزال .
لا يعرف طريقاً وسطاً عند الخلاف ، يريد لكل من يماشيه أن يأتي على الطريقة التي تستهويه وترضي غروره وإلا فالانفصال نهاية كل حي .
يخلق عشرات الأعذار من أجل تبرير استمساكه بأخطائه ، أحياناً يبالغ في تكرارها إلى درجة فاحشة ، وربما أصبحت غذاءاً شهياً لوحش كبريائه الكاسر وحسابه الخاسر .
اليوم يعاني كثيراً من الوحدة الموحشة ، بدأ يستغيث ببقايا أصدقائه المعطلين عن البهجة ، من أجل أن يتكاثر بهم ويتفاخر بزيفهم ، أحياناً يضطر لفعل الخطيئة من أجل تغذية بكتيريا الشعور بالأهمية والوجودية الفردية .
مشفق عليك يا صديقي !
…………………
لا ضير أن تنفجر بالفرحة يوماً حتى تكاد تنفلت من عقال الرشد ، فبعض أيام الدنيا لا تتكرر وهي فسحة قلبك للانتصار على أحزانه وسانحة جسدك للانعتاق من وهن أتعابه .
ولكن الضير أن تكون كل أيامك كذلك ، لا مبدأ تحافظ عليه ، ولا مشروع تعمل لأجله ، ولا هدف تسعى إليه .
……………
يعكف أحدنا على محبوبه ، يقرأ تفاصيله ، يستجمع ذكرياته ، يختزن ملامحه ، يلاحق مواقفه حتى يعود مرجعاً جهبذاً في تاريخه .
ماذا لو صرف مثل ذلك أو أقل في العناية بنفسه ، والالتفات لشأنها ، ربما خرج من ذلك بكنز عظيم .
……………
لا أفضل الإغراق في تتبع تفاصيل الأخبار اليومية لأنه يحرمك التعمق المعرفي والبناء العلمي المتين ، ويكفيك أن تكون مطلعاً شمولياً للحالة العامة .
……………
قاتل الله البدايات المغرية ، وكان الله في عون كل مخلوق حرضته طلائع الأمور .
ما كان يعرف أنه مقبل على الجحيم ، وإلا ما استجاب لداعي الشهوة التي زينت له جنة الحب أو فردوس الغنى ومركب الشهرة .
ها هو يكابد في الحب ويلات الفراق ، ويعتصره ألم الفقر والمغامرات الخائبة ، ويتنزل في دركات الخيبة بعد أمله في الشهرة الذائعة .
جاءه ما يسلي همه ، وأرشده أن الحياة تجارب والنجاح يأتي على أنقاض التجارب الفاشلة ، والشهرة تضيء عندما يشتد ليل الخيبة سواداً .
ولكنه أصم أذنيه عن مداواة علاته بترياق شفوي لا يعالج سقماً ولا يذهب ألماً ، وانغمس في انعزاله وأسرف في إياسه .
…………
لا أعرف كيف يريد التغيير مجتمع يكرر أسلوبه في التنشئة التي أنتجت أجيالاً معتوهة ؟
يقال : العقلية التي أنتجت المشكلة لا تستطيع إنتاج الحل ، تغيير العقلية يصنع الفارق .
والقرآن يقول : التغيير يبدأ من الداخل ، يبدأ عندما تغير معالمك الشخصية ، من قِبلك يؤتى الفشل أو النجاح .
أمة القرآن تدعي العمل به واحترامه وتعادي من يسيء إليه وربما تقتله ، ولكنها تتجنبه عند العمل ، لأن الادعاء سهل ، والعمل شاق ومكلف إلى درجة التنازل عن حظوظ النفس وخسران المكاسب والمناصب .
حديثي لمن يتسنم مناصب القيادة والتوجيه والأمر والنهي ، لقد أخذتم كفاية من الوقت ولم تتقدموا بالمجتمعات قيد أنملة إلى الأمام ، تنازلوا عن مراتعكم الخصيبة ومناصبكم الأثيرة واجعلوا المجتمع يشق طريقه نحو النصر بحماسة الشباب وأدوات العصر وعلى هدى من الدين الرشيد .
…………
نتساوى في الأشياء التي تنتمي إلى دواخلنا ، الاختلاف يظهر عندما نبتعد بكثير أو قليل إلى الخارج .
لا نتساوى في امتلاك الدور والقصور ، ولا اكتناز الأموال ويسر الحال ، لا نتساوى في المراكب الفخمة وأكل اللحمة .
لكن لكل منا الحق في الحلم السارح ، وفي النوم الصالح ، لنا القدرة على التفكير الحر ، وعلى الإيمان والتوجه المباشر إلى الله ، إنها ثروة حقيقة .
فقط أولئك الذين لا يملكون هذه الأشياء يعيشون بألم وقسوة وجفاف ، ربما هم أموات في الحقيقة ، سواء كانوا أغنياء أم فقراء ، ملوكاً أم صعاليك .
ليست هناك أشياء تعدل الحرية والحب والنوم الهانئ والحلم ، والذي يزاحمك هذه الأشياء بوصاية عقلية أو سلطة غير شرعية عليك التخلص منه بقوة الثورة وماكينة العقل والرغبة في الكرامة .
لا تجعل مخلوقاً يساومك في حقك الإنساني النبيل ، لا ترفض عطاءات الله لأجل لقمة مهينة أو جهل مضني أو خوف مقعد ، هذه حقوقك وليس لأحد أن ينتهبها كائناً من كان ولا يظلم ربك أحداً .
…………
لماذا يبدو بعض الأشخاص وكأنهم يمتلكون مفاتيح القلوب لإسعادها ،
قلت مرة لواحد منهم : يبدو أنك مؤتمن على قارورة مسكر سماوي ، يكرع منها جلاسك حتى ثمالة الفرح ونشوة السعادة ، يغرقون في لذاذة نفسية فائقة وفي لياقة قلبية رائقة .
الأشخاص المرحون ، وقليل من أهل الوسامة وكثير من أهل الدماثة ، ورجال مؤمنون بقلوبهم لا بألسنتهم ، ومثقفون متنورون ، وإيجابيون يتلون آيات التشجيع والتحفيز تعبداً ، وكذلك متفائلون ينضحون بالبشر ويتلمحون جوانب المضاء من الأشياء .
جُعل في المزاح طاقة إضحاك ، وفي الوسامة قدرة على الاستمالة ، وفي التشجيع مثار إسعاد ، وفي الإيمان طلاقة النفوس وبشاشة القلوب ، وفي التفاؤل إساغة الحياة .
عجباً لصلات القلوب ، التي تمد جسراً لوجستياً من الفرح .
كونوا كذلك دائماً !
………………
في المجتمعات الخاملة التي لا تريد بناء مستقبلها وحفظ أمن أجيالها يسود شيء أقرب ما يكون إلى " الملاعنة " .
التيارات الفكرية تتزاحم بطريقة عدوانية متوحشة ، والحكومة تلقي بالتهم على الشعب وهو الآخر يتحين فرص هفواتها العفوية والقاتلة .
بينما تنمو الأخطاء وتقتات على غذاء التجاهل ، وتتشاغل الأطراف بتراشق التهم والخيانات والمثالب .
لعل في الملاعنة هذه ما يحميهم من تحمل المسؤلية ويعينهم على زيادة المكاسب ويجنبهم أثقال وأعباء مواجهة المشاكل أو حتى الاعتراف بها .
فتستيقظ طائفة ما ، تأخذ بزمام التعقل والرشد ، وتصيح بدعاء الإخلاص والحرص ، وتتجاوز هذه السوءات وتطوّح إلى إصلاح الحال ومعالجة المشكلات في جو من التعاون والتعاضد في سبيل المصلحة القومية للبلاد .
ولا يستنقذ الوطن من آثار الملاعنة الكريهة هذه إلا بالفصل بين الزوجين ، وبعث ورقة الطلاق إلى باب البيت .
……………
الحج مهمة عبادة كونية ، والعمرة عمل تعبدي فرداني .
الصلاة توجه قلبي تشاركي ، والدعاء وسيلة خطاب مستقلة .
الزكاة واجب مالي مشاع ، والصدقة ممارسة شخصية خافية .
الفرض طقس تعبدي جماعي ، والنفل قربة شخصية فردانية .
التفسير عملية ثقافية عامة ، والتدبر عملية معرفية خاصة .
……………
يجب أن يكون التحدي محفزاً للنفس وليس قهراً لها .
……………
أحياناً نشتري الزيف ، ونخترع السراب ، ونصدق الكذبة ، ونشرعن المراوغة .
نقول بالحب لنداوي أوجاع الحياة .
نرقص لنخفف من وطأة الواقع .
نغني لنوقف بث نعيق الحاجات .
نسرف في الخيال لنهرب من ملاحقة النقص .
نكذب لنساعد في رفع المعنويات ونتخلص من آثار الهم .
نجامل رغم المرارة ، ونبتسم رغم الألم ، نتجاهل حتى نتخفف من الأسئلة العاجزة ، نتغابى حتى لا نصطدم بالحقائق .
ونحاول عبثاً أن نتصنع الحياة التي تمنيناها منذ الطفولة .
مسكين أنت يا إنسان !!
…………
الصبر ليس موقف عجز ، إنه ليس رديفاً للقناعة التي تعني الرضى والقبول ولو انتقصت كرامتك أحياناً أو سلبت حريتك أو نهبت حقوقك .
الصبر يعني التحمل ، ترقية الجأش إلى مستواه الفائق ، مراغمة كل مشاعر التيئيس والتثبيط الخائرة ، مغالبة كل معاني السكوت الممضّ .
الصبر فضيلة ، والسكوت عن الحق رذيلة خرساء .
………
إذا كنت تشعر بتفريط وقتك ، وزنك ، صحتك ، ماء وجهك .
عليك بتغيير عاداتك اليومية ، إنها رأس البلاء أو أس البناء .
إنها تتنامى وتنتهي بك إلى حالات غاية في التعقيد ، وتأكد أن العادات الحسنة تحقق الكثير من النجاح .
…………
يحافظ المستبد على مناطق الضعف لدى شعبه ، حتى يديم سيطرته ويوسع نفوذه ويفرض سطوته .
يحاول جاهداً الإبقاء على شعبه جائعاً ، جاهلاً ، خائفاً ، مستلباً ، مهزوز الثقة ، موصولاً بديانة الزهد والقناعة الفاسدة ، محتاجاً لقيادات الدنيا والدين لتقوده إلى النجاة والجنان والعفو والمغفرة .
يكافح المستبد ما استطاع إلى ذلك سبيلاً أن يخمد كل فورة علمية وثورة معرفية ، أن يقتل كل مبادرات التحرير والتنوير في مهدها ، أن يسفه كل القيادات والرموز إلا تمثاله الفذ وصورته البراقه وعباءته الزاهية .
المصلحون يشتغلون على مطاردة الضعف والخور والفاقة والحاجة في زوايا شعوبها ، يبثون المعرفة الرصينة ويشيعون الدين القويم ، ينشرون الوعي والثقة والاستقلال لمجابهة الاستبداد قبل حلول الكارثة .
……………
أكره الاستبداد بكل صوره وفي كل طبقاته !
أكره ذلك في التنشئة على الخنوع ، أكره تعبيد الناس لله عن طريق الخوف والرهبة والخشية الطافحة ، أستنكر التعليم بطريقة التلقين السلبي وتعطيل مشاركة الطالب في العملية المعرفية ، أنبذ بيئة العمل التي تضيق على الصلاحيات وتتخوف من الإبداع وتتهيب الابتكار وترى في التغيير والتطوير تهديداً للاستقرار .
أكره الاستبداد في صورته السياسية ، استخذاء الشعوب واستحذاء كرامتهم لأجل شهوة الملك ، وطؤ رقاب الخلق لرضى الحاكم المستبد ، إقامة مصانع لتفريخ المستعبدين لأجل مستقبل الفرد المطلق .
ليس حباً ذلك الذي يحوّل أطرافه إلى استسلام مخزي ، إلى شعور متماوت لا تبتعثه كرامة النفس كما لا ترويه كلمة الحب الصادقة .
الإبداع والعبقرية لا تنتظر إنساناً يتهيب الخوض في الأسئلة المحظورة ، لا تعلق آمالها على رجل لا ينتصر للحقائق التي تكبلت بالتقليد والنمطية وأثقال السائد .
الإيمان العميق تحرر وليس استعباد ، إنه اتصال مباشر بالحق ، لا واسطة تبيع الوهم وتزيف الحقائق ، ولا شفعاء يتكسبون من آمال الناس وآلامهم .
أشعر أن جمادات الأرض وأحياءها الحقيقون بالحياة يشاركون قلبي الصغير الذي لا يتحمل ، يعاضدونه هذا الشعور الناقم على الاستبداد ، وأن الكبرياء رداء الله ، و العزة إزاره ، فمن نازعه واحداً منهما ألقاه في النار ، ولا يبالي الله ، ويلقي بالأمم المستعبدة في دركات التخلف ومنازل المعطلين .
…………
أخلاقنا تتعرض لأزمة .
ليس جديداً أمر أخلاقنا التي خسرت كثيراً من رصيدها وأصبح واقعنا يئن من أعقاب الإسفاف ، والحنين إلى جيل الآباء وصل درجة الهوس ، نداءات المخلصين تتعالى ولكنها خلو من الجدية والعملية وأصبحت نعيقاً يصم الآذان ويوزع القلق على مؤسسات المجتمع ، والأزمة صدرت لأشياء :
- المثالية المقيتة : وهي خطيئة وعظية ، ضخ ديني وثقافي جعل الأخلاق مرتقى صعباً ، فصل الإنسان عن حقيقته الضعيفة ، جرّم مقارفة الخطأ حتى فرض عزلة اجتماعية وإبعاداً دينياً كعقوبات حادة ، تحولت الأخلاق إلى شهادة قبول اجتماعي ونفى المسؤلية الفردية وموقف النفس الشجاع أمام شهواتها .
- صدمة الازدواجية : محاضن التربية معزولة عن الواقع ، والإنسان في خلوته لا يشبه ذلك المخالط ، البيوت تعج بالعلاقات التقليدية والشارع يزدجم بالمتناقضات ، أصبحت المجاملات علاقة البسطاء والنفاق مع أهل السطوة والتزلف سلم العظماء ، نرى لدى الكفار الصدق والوفاء والإتقان والتزام المواعيد ولدينا ويلات في ذلك .
- الاحتباس العاطفي : ولأننا مشبعون بالمثالية ، محرومون من ظلال الواقعية ، أصبحت الخطيئة ورقة انتحار ورفض اجتماعي ، المبالغة في استهوال الأخطاء واستعظام مقارفتها صنع رهاباً نفسياً تجاه شهواتنا ، انهزاماً داخلياً أمام حاجاتنا الفطرية والمشروعة أحياناً .
- الثقل التاريخي : كل شيء يتطور ، سوى أخلاقنا التي ما تزال مشدودة إلى سلف هذه الأمة ، وهم قوم عظماء ملائكيون لم يتركوا للاحق شيئاً ، صنعت نفوسهم من زجاج ، أطهار ومعادن نفيسة ، لا يقترفون ذنباً ولا يأتون منكراً ، كيف لنا أن نقتفي أثرهم ونحن محاطون بالتعجيز والتثبيط وملايين الكلمات من الخيبات والثلمات ، لا شك أنها أخلاق لم تنزل لنا وليس لنا منها سوى الفرجة والإعجاب .
……………
إذا ازدحمت وافدات العقل من القراءة ، احتجنا إلى فاصل تفكير .
وإذا لجلج القلب من الحب ولقاءات الغرام ، التجأ إلى وحدة الفراق .
وإذا زادة حدة النهار ، استلمنا الليل لفرض السكون .
وإذا ملت الروح من الإقامة ، اشتاقت إلى السفر .
وإذا جهدت النفس من صخب الحياة ، استراحت إلى النوم .
وهكذا تصنع المفارقات هدوء الحياة !
…………
وجد الفلاسفة لتفسير الألم ووعاظ السلاطين لتبريره ، والساسة الفاسدون لإيجاده ، والمساكين لتجرعه ، والمصلحون لرفعه ، فانظروا أي الناس أنتم .
…………
ما زلت رجلاً فرائحياً رغم شعور الانقباض الذي يخنق قلبي ، لقد فعلها صاحبي ووقع المحظور
تعكرت سماء محبتنا وتلبدت بالغيوم الحبلى بالآلام المدوية .
لقد تعلمت أن الأيام لا يدوم حالها ولا يؤمن مآلها ، والقلوب أكثر منها زيغاً وأشد تقلباً .
ما كنت أتصور أن نبع مشاعرنا سيجف ، لقد كان يتدفق إلى درجة تغرق معها قلوبنا وتثمل من نشوة الحب .
ستكون مجرد الأغنيات الصادقة هي مسلاتي في لحظات غيابك ، لأنها كانت الهدايا الوحيدة التي بقيت لك عندي .
لقد كنت كثيراً ما تهديني الأغنيات التي يعجبك لحنها ، لم تكن بخيلاً عندما كنت تهدي مجرد الأغنيات ولكنك حساس وتحب المشاركة في أدق تفاصيل القلب وأعمق إحساسات الأذن .
كنت في الصباح خاطرا ينشط معه جسدي ويفوق به قلبي ، وفي المساء صوت أثيرك يفلق قطع الظلام ويشقها بصوت ملائكي مفعم بضحكتك الصاخبة .
اليوم لم يعد شيء من هذا يذكر سوى تفاصيل انسحابنا ، ومحاولاتك الأخيرة لاستبقاء قلوبنا معلقة ببعضها حتى لحظة نهاية مقنعة على الأقل .
ألا تعرف أن شرعة الهوى تعنيها التفاصيل بأكثر من المبادئ ، لقد كنت تتهاون في تفاصيلنا حتى تهاوت علاقتنا .
أتعرف ما يقلقني بحق الآن ؟ هو رزمة الأسئلة التي ستنهال على رأسي مثل مطارق البنائين المفتولين ، تريد أن تملأ جوعة فراغها ونهمة حيرتها .
موجع هو الفراق يا سادة ، وأمثر منه وجعاً أن ينقطع بك الأمل دون بلوغ مدينة الانتظار !!
…………
الحمقى كثيرون ، وأكثرهم حمقاً الذي يظن في نفسه غير ذلك .
………
لا تغمضوا عينيكم قبل أن تغلقوا مشاريع الكراهية .
………
المجتمعات التي لا تنفتح على البدائل المباحة ، اضطرت أبناءها للوسائل المحرمة .
أعجزتهم عن المباح باسم التحوط وأوقعتهم في المنكر بفعل الاضطرار .
…………
صديقي : إنني أفتقدك كثيراً في الطريق إلى الله !!
…………
أفضل طريقة للتفكير الجيد ، هي أن تعطيه الوقت الكافي .
…………
البخل شك في وعد الله لنا بالرزق .
…………
زهدت في كثير من العبادة خشية النفاق ، كيف لا أترك بعض جلسائي للسبب نفسه ؟
…………
قللوا مناطق الاحتكاك ، لأنها تسلمكم الشرور .
…………
قد نعترف بالخطأ ، ولكننا نتراجع عن تحمل المسؤولية .
…………
الذي يمارس المنع أمام المختلفين ضعيف دائماً ، والذي يرفع صوته عند النقاش خوار كثيراً .
…………
دائماً كان عامل ( اختيار الوقت المناسب ) هو الفارق في النجاحات والإخفاقات ، لأن الزمن شرط نهضوي أصيل .
…………
كل المصائب كانت مجرد مشاكل بسيطة لولا تجاهلها .
…………
بإمكانك الامتناع عن سماع ما يضايقك ، ولكن لا يمكنك منع حدوثه .
…………
عندما تحسن الظن فأنت تقدم على عملية جراحية ما ، وعندما تمنح الثقة أنت تتقدم إلى عملية انتحار فظيعة .
…………
في إحسان الظن هناك فرصة للتراجع ، وعند منح الثقة هناك إصرار على التقدم .
…………
قد يخيب ظنك في مخلوق فتنزعج ، وقد تخسر ثقتك فيه فتنهار .
…………
إحسان الظن ناصية العلاقة الصادقة ، والثقة هي منتهاها .
…………
الثقة تعني أن تسلم قلبك لآخر ، أن تأتمنه عند من لا تخشى منه جرحاً ولا تخاف منه خدشاً لكينونتك الرقيقة .
…………
إحسان الظن هو فتح باب التواصل وإعطاء فرصة للتعاطي الآمن ، الثقة هي إعطاء الكمال في ذلك .
…………
هناك فرق بين منح الثقة وإحسان الظن بالآخرين .
…………
لا تتهاون في منح الثقة لمن لا يستحقها حتى لا تخسر أشياءك .
…………
لا تجعل ثقتك هي سلعتك الرخيصة .
…………
لماذا نتحدث إلى الأطفال بأحلامنا التافهة ، ببعض تجاربنا المؤلمة ، بكثير من الأحاديث المختبئة ، المؤجلة ، المعطلة ؟
وبينما يظل الصغير يحملق بعيني الاستغراب ، ويحدق بلحظ التعجب والاستخفاف ، نحن نغرق في بث التفاصيل والإدلاء بالمزيد .
ندرك كثيراً أنهم قل ما يفهمون أحاديثنا ، ولكن يبدو أنهم يشعرون بنا ، هل نحتاج من يشعر بنا أكثر ممن يفهمنا ؟
قد يمسح طفل ما على رأس رجل كبير عندما تنهمر دموعه لشدة ما أثقل قلبه من الأسى والوجع ، قد تسرع طفلة بريئة إلى احتضان أختها التي بدأت تتنفس باختناق شديد من الكلمات القاسية .
من صنع هذا الخجل الذي يتكوم في نفوسنا ويعقد ألسنتنا ؟ لماذا نعيد النظر في شكاياتنا ولا نبثها بحرارتها العميقة إلى من نتوسم فيه الثقة والتعاطف والمعونة ؟
……………
حتى تعرفون فإن الإنسان الجيد لا يعيش احتراباً مع ذاته ، لديه أفراح من الروح تكفيه ليتلافى شحوب النفس وشيخوخة القلب .
أحياناً لشدة ما يتمتع بثقة في النفس مستحقة تكاد تسمع موسيقاه الداخلية وهي تتهادى إلى أجواز الفضاء لتلهم الطيور وتهديها نوتات الغناء الصباحي .
لديه تصور غاية في القناعة عن إمكاناته ، وغاية في التسامح مع الآخرين ، انسجام عميق مع آلامه وآماله ، يستعين بأحدهما لكبح جماح الآخر ، وأحدهما لكنس آثاره المزعجة .
يمتلك كنزاً من الذكريات الجميلة التي جمعته بأصدقاء الحي جعلته يشعر بالاطمئنان تجاه مجتمعه الذي يقبله بحب ويحتضنه بسرور .
مخيلته تزدحم بكثير من المواعيد التي تنتظره خلال أقرب عطلة رسمية ، الأصدقاء يترقبون حلوله لمراكمة هذه الذكريات .
وحده الإنسان السيء هو الذي يهرب من نفسه في لحظات الوحدة والهدوء !! عياذاً بالله من ذلك .
……………
" منشورة "
دمر كل قناعاتك ، خض حرباً صفرية مع يقينياتك ، فضّ اشتباك معلوماتك التقليدية ، محّض أساساتك المعرفية في طريقك للتغيير الجذري .
أعد الأشياء إلى أصولها حتى تتعافى من راهنيتك المكبِّلة .
فكّر بشكل عدمي ، تخيل لو أن كل الأشياء التي تثير حماسك ورغبتك وربما غيرتك أو حماقتك أحياناً أصبحت باردة ولا قيمة أو معنى لها .
ثم اسمعني : لا تتوقف عند هذا ، أعد بناء الأشياء ولكن فقط تلك التي اقتنعت أنها تستحق البقاء .
هكذا تعيش إنساناً كما تريد أنت ، لا كما يرضي غيرك .
…………
أكرهك كرهي للمعاملات الحكومية ، كره الواسطة التي جعلتني وحيداً على مقاعد الانتظار بينما رفقائي أصبحوا في مقدمة الطابور .
يشبه نفس شعور الكره حيال مشروب الكد رد ، وأكثر منه متمشيخ دعيّ يبيع أمانته عند مكتب الاستقبال لأجل شاب مليح ، أو موظف بارد بين يديه معاملة عتق رقبة .
أعتقد أن التشبيه الأخير أقرب للحقد منه للكره ، ابتعد أرجوك قبل أن يتضاعف الشعور ويتعاظم الإحساس .
………
الفاعلية تعوض النقص .
…………
الرجل الناضج هو الذي يملك تفسيراً للأشياء من حوله ، ليس بالضرورة أن يكون صواباً ، المهم أن يكون مقنعاً بالنسبة له ويستحق أن يمارسه ويعيش به أو لأجله .
كل التفسيرات المستأجرة التي يستعيرها البلداء تتسبب في جعل حياتهم باردة وذابلة لاشية فيها .
تصحيح هذه التفسيرات هو جهاد الحياة الماتع ، ولا يكون بسوى امتلاكها أولاً .
………
الموت لا يخيف أولئك الذين بصروا به مرات عديدة ، لا يخيف من يستوي عنده الموت والحياة .
………
لا تخشى هذا الجفاف في علاقتنا ، فإن الجروح لا ترقأ ما دامت لينة ، فإذا استوفاها الجفاف طابت .
………
لا تضيٌقوا التفاسير ولا تتعصبوا لأهوائكم أو تنتصروا لمحبوباتكم .
إن الحياة أكبر من ذلك ، وقد تسعكم إلى حد الابتلاع .
………
الدنيا شخص يقتنع بفكرة بعد بحث ودرس ، وآخرون مقتنعون لأنه مقتنع بها .
الخاصة يتبعون الأفكار ، والعامة يتبعون الأشخاص .
………
أستغرب لأمانة تعذر على الجبال والسماوات والأرضين حملها وأبين منها وأشفقن منها ، وحملها الإنسان .
ثم أرى حجم الإسراف والإهمال واللامبالاة ، وكأننا كائنات خلقت لتستمتع ، يقل الحماس للبناء والإعمار والتنمية ويزيد سعار الهدم والتدمير والإفساد .
لقد جاءت الحقيقة صارخة ومدوية ( إنه كان ظلوماً جهولاً ) .
………
ذاكرتي أصبحت شحيحة إلا من تبيّن أيامنا الخوالي
اعترتها شيخوخة البرود ، اصطفت ذكرياتك الرائعة بينما أتلف ما تبقى
لقد صُنعت بطريقة تستجيب لمثيراتك اللذيذة وتتعامل بشحوب مع غيرك .
الإنسان لم يخلق مرة واحدة ، إنه يتخلق ما بقي على هذه الأرض .
لا تباشر اعتراضاتك السخيفة ، أليس ينمو ؟ يقوى ويرشد ، هو كذلك يعيد ترتيب أشياءه ومع الوقت يبدأ في التنازل عن أشياءه الرتيبة
وهكذا تبدأ ذاكرته الملعونة في لفظ ذكرياته التي فقدت حرارتها ويستبقي ما كان فيها بعض أمل أو لذة ويتنفسها ما بقي من عمره المتناقص
………
مرهقة هذه المعرفة .
البحث عنها يكلفك جهداً بالغاً إذ لا يمكن تحصيلها مع الراحة والكسل ولذلك صارت شريفة لا تتواضع للخاملين .
ثم إنها لا تكاد تعطيك بعض مخزونها حتى تسلمك لجوعة ضارية تنتهب وقتك وطاقتك الذهنية .
ثم إنها تشق عليك أحياناً بكثرة ما ينالك من أعداء النجاح أو خصوم الحقيقة أو بعض أفكارها الثورية التي ترميك بحممها حتى لتكاد تقيمك من مجلسك أو تزيرك جهنم وتجول بك أطراف الكون وأنت تهش الذبان في أرض جازان .
…………
تختلف معاني البطولة في البيت والمدرسة والشارع .
وهذا مما يزرع الازدواجية في شخص الفرد وبالتالي المجتمع والأمة ، وطالما اشتكى عالم الاجتماع الوردي من ازدواجية الشخصية العراقية .
إن الحيرة والقلق والاضطراب النفسي ، والقلاقل الاجتماعية والشقوق العائلية ، بعض نتاج هذه الازدواجية الفجة .
من الضروري بأمة أن تبقى الفضيلة شيئاً متسامياً ونبيلاً ولا يتعرض لإسفاف الاستعمال التقليدي ، كما لا ننسي حق الواقعية من بناء الاستقرار والتوافق والانسجام .
………
كنت سببي الموصول بالحياة ، فلما رحلت ! انقطعت أنفاسي .
………
فرق بين العادة والمبدأ !!
ما استطعت أن تفعله إذا اختلفت الظروف كان عادة .
وما تمسكت به امتناعاً أو إتياناً رغم كل المتغيرات كان المبدأ .
………
كل شخص منا لديه ما يخفيه ! ولديه ما يدّعيه !
........
- لماذا أصبح الهجوم على مقدساتنا فرصة لظهور النفاق الديني ؟
- والأيام الوطنية فرصة لظهور سلوكات مؤنثة .
- ومواسم العبادة ليست إلا احتباس وحرمان سرعان ما يفقد تحفظه في الأشواط الأخيرة .
- وأيام الاختبارات النهائية مسرحاً للعيوب التربوية والأخلاقية .
- والعطل الرسمية مباءة انحراف ومصنعاً لعاهات المراهقة .
- والسفر للخارج انكشاف للمبادئ المهزوزة وسقوط أقنعة المحافظة .
- لماذا تحولنا إلى نفعيين ، نبحث عن مرتب أو إجازة أو مكرمة ، مقابل معاني نبيلة مثل ذكرى أو عودة أو انتصار ؟
- وتبقى ( الخلوة ) أعظم امتحانات الإنسان ، أصلح الله السرائر .
…………
لا تكتم كلمة تندم على فوات وقتها ، ولا تطلق كلمة تتحسر على فساد أثرها .
…………
الحب بلاء ودواء .
………
ليس هناك رجل محروم من الفرص ، وآخر محظوظ بوفرتها وكثرتها .
هناك رجل يحسن إلى الفرص ويقدرها حق قدرها ، وآخر يهملها حتى تموت ويتجاهلها حتى ترحل .
………
الحضارة ليست ترفاً مادياً تنتجه ثقافة عملية واعية ، ولكنها حلول عبقرية لصعوبات وتحديات تاريخية تواجه الإنسان .
………
يبدو الصباح أصلح لأولئك الجادين من أصحاب الأعمال الدقيقة والمهن الصارمة
والمساء يروق لأصحاب المهن المتعمقة من المتأملين والأدباء والعباقرة
………
إشراقة الصباح لا تفجأنا ، ولكنها تنساب بكثير من الهدوء والانسجام
عميق هذا الكون ، سيما في صفحة السماء ، بينما تضج الأرض بالفوضى والتخبط
………
ما زالت السماء في عذريتها الطاهرة حتى سفكها الإنسان المتوحش بأزيز طائراته التي تُفيق الأطفال من نومتهم البريئة
………
أيها الإنسان المتوحش : ما تهمة ذلك الطفل الذي نام مبكراً حتى يستيقظ نشيطاً ، فلعبته بالانتظار ؟
………
سطحي من ينقم على السلفيين شراستهم ضد كل مظهر للشرك .
التطهر من الشرك ، أعظم معاني التحرر والفردانية .
وليس في كلامي أي تهمة تدين سطحي
………
جزاء الحب من جنس عمله .
………
أعمق معاني الغربة : الانعتاق من قبضة السائد .
وطوبى للغرباء !
………
تناول المعلومات الطازجة يصنع منك عقلاً سطحياً وعادياً ، بخلاف البحث عنها .
………
الاحتكاك بالعلوم المتينة يصنع منك عقلاً متمكناً وعبقرياً .
والانهماك بالعلوم الماورائية يصنع منك عقلاً نافذاً وبصيراً .
………
الإنسان يتساوى في عطاءات الله ومِنح الطبيعة وفرص الحياة ، لكنه يختلف في حسن تأتيها وسوء تجاهلها .
………
مساؤك يتناول صبحك المنهك ، يداوي أوجاعه ويطوي على آلامه ، ثم يسلمه لصبحك التالي وقد غذّاة بحقنة من فأل .
………
الاستقرار يسمح للأشياء الجميلة أن تنمو .
………
التسامح يعطي فرصة للتغيير الإيجابي .
………
التغيير يمنح الأشياء الجميلة عمراً آطول .
………
التداول يرفع الظلم عن المتنافسين .
………
التنازل يعطي الحياة فرصة لتستمر .
………
التغاضي يجعل الحب يقوم رغم الأخطاء .
………
العدالة تكافئ فرص الطبقات .
………
القوة تجعل العدل أكثر بأساً من الظلم .
………
الانفتاح يصحح أخطاء السائد .
………
الحداثة تحقق رفاهية العيش .
………
المساواة تداوي آلام المعدومين .
………
الحب يساعد على تجرّع غصص الحياة .
………
لا تستغرب عندما تجد بعض كتاباتي يشبه شيئاً سبق وقرأته ، الكتابة علاقة عائلية حميمة .
………
الثورة تعني نفاد الصبر .
………
بعض آداب اللياقة الاجتماعية تجري على المفاهيم الكلية .
فأتوا الحضارة من أبوابها يا معشر العرب .
………
المشاركة توزع حصص المسؤولية
………
العبقرية تقف على عتبة الجنون وعلى حافة التعقل .
………
عندما لا أفهم ما أقرأ ، لا أسرع إلى اتهام الآخرين بالضعف ، ربما كان الأمر متعلق بحجم جهلي .
………
ثمة علاقة وثيقة بين بواكر الحضارة البشرية وبين نشوء الأسئلة الوجودية .
………
الإنسان احتاج إلى بعض الفراغ الذي توفر في العصر الزراعي لتحسين معيشته والتفكير في ترقية نوع حياته فنشأت الحضارة .
………
الحضارة ليست ترفاً مادياً تنتجه ثقافة عملية واعية ، ولكنها حلول عبقرية لصعوبات وتحديات تاريخية تواجه الإنسان .
………
بعض من توفاه الله يلحّ حوله سؤال " ماذا قدم لآخرته ؟ " .
سؤال مبطن يختفي وراء مجاملة اجتماعية لطيفة .
الجميع مشمول برحمة الله لا بعمله ، ولكن لابد من عمل ينيلنا استحقاق الرحمة .
وتبقى العدالة الإلهية صارخة في وجه الملاطفة الاجتماعية ، وتبقى رحمة الله واسعة كل شيء .
………
تستمتع بالأشياء حتى تملّها ، وتبدو الحياة باردة ، تزحف البلادة على كل متعلقاتك .
ويفجأك أمر ما ، يحرمك من متعك القديمة ، وما إن تستعيد عافيتك حتى تنطلق مستمعتاً بما كان مملولاً لك ، بارداً ، روتينياً مستثقلاً .
هذه الدنيا ، صحة تباشر معها الأشياء ، ثم بلاء ينفث الشحوب من حولك ، ثم عافية تعيد إليك الحياة وتُجري في عروقك دماء الإمتاع والاستئناس .
تقلب تظنه للوهلة الأولى نقمة ، ثم ترى فيه عظيم المنة وفضل النعمة .
…………
التفريط في الأمانة على المستوى الفردي مؤذي إلى حد إغضاب الله على أهل الأرض أجمعين ، فاتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة .
………
اللغة العميقة : هي التي تذهب فيها اللغة إلى أبعد قدرة في تجسيد الفكرة .
هي موهبة ودربة يكتسبها المفكر تساعده في تحويل اكتشافاته الفكرية إلى جسد لغوي يساعد في تناول مكتشفاته والاستفادة منها .
………
احذر ممن يتخذك مطية لسواك ، وجسراً نحو هواه .
كن خياراً ثميناً بالنسبة له ، ولا تكن بديلاً سخيفاً .
………
غائب رغم القرب ، حاضر رغم البعد .
………
لا أثق في دوافع الإنسان ، أنحاز لدافع المصلحة كثيراً ، أغلّب جانب النفيعة مع قليل من مرقة المبدأ لإساغة البلع .
………
كثيراً ما أقتل الحماس الطفولي للأشياء التي تبدو مذهلة ، أكبح جماح الانفعال والاحتفاء المبالغ فيه ، الأشياء الجميلة تنمو بهدوء متواضع .
…………
أنا رجل موجوع للغاية ، مكتوب عليّ الوجع طويلاً ، أعاني كثيراً من الوجع وقليلاً من التعافي .
روح محبوسة في جثمان قصير ، وتاريخ من الذكريات القاسية ، وتجربة هجران مريرة ، وميل للوحدة السرمدية ، وخيالات مستقبل مبتوت .
حاولت تطييب الحياة ببعض زائفاتها من الحلم والحب والصداقات ولم أفلح ، كثيراً ما زادت من حدة الوجع وتواطأت على قلبي المنهك .
…………
اليوم أصبحت أمتلك ثروة هائلة من الأسئلة ، كل مرة أكتشف بئراً جديدة تتدفق استفهامات حائرة ، تشبه حقول النفط الثمينة التي ينام عليها الخليج المحظوظ .
لدي احتياطي نوعي من الأسئلة ، سأواجه به مستقبلي وأنا متسلح بطاقة البقاء ، لن أدفن تلك الحقول الفذة ولن أعطل الحركة فيها لأنها مصدر الطاقة والتنمية وشريان الحياة الممدود .
طالما لدي أسئلة جديدة وغنية لدي قدرة للعيش أطول عمراً وأغزر متعة .
….………
لم تعد المصيبة لها ذلك الوقع القديم ، نطاقها لا يتعدى من يشعر بوخزها ، عمرها قصير سرعان ما يتلاشى تأثيرها ، كثير يحاول قسراً تناسيها حتى ينغمس في لذاته المعهودة .
…………
التطوير هو النسخة التوافقيه من التغيير ، إذ يبدو أنه حتمي وطبعي على أساس السنن الكونية التي تجري قسراً على الأفكار والأشخاص والأشياء .
أما التغيير فهو عمل إرادي يلزمه شيء من الجهد والممانعة .
………
النبل هو أن تقوم بعمل مدهش في المواقف الصعبة .
………
لا تفتت نفسك في علاقات شتيت ، ولع المراهقة القديم بالمعارف الكثيرة سيخبو .
عندما تكبر ستتخلى عن الكثير ، وبالأحرى سوف تنعتق من أثقالها ، وأكثر دقة ستبدأ هي في المغادرة من حياتك .
في بعض مفاصل حياتك ستبصر بأم عينيك بعض علاقاتك الأثيرة وهي تنفرط وتتحلل لكأنك أسكبت فيها ماء الأسيد .
ستشعر بالكثير من الحيرة والاستغراب ، والقليل من الحنين الممضّ لبعض العلاقات التي كانت كنوزاً مفتوحة من البهجة والسرور والأنس .
ستقابلك بعض الصدف التي نسميها عبثاً بالحلوة ، ستتذكر سريعاً بطريقة لذيذة حزمة من الأسرار والأخبار ، لكنها ستمد حبلاً ممدوداً إلى الألم وستترسب الذكريات إلى استدعاءات كهربائية لاذعة .
الصواب أنك ما وجدت فرصة للتعرف على المزيد من الآخرين ( الجيدين ) فلا تفرط فيها ، العلاقات ستساهم في بناء شخصيتك . وستكون وبالاً ولعنة عندما تؤخر تقدمك وتشوه صورتك وتستنزف إمكاناتك .
الخطأ هو التعويل على العلاقات كثيراً لأنها لا تنفع عالباً وتخضع لظروف المزاج والمصالح المتحققة ، التعويل الحقيقي على الباقيات الصالحات .
سيبقى لديك علاقة صلبة لعدد قليل مع الأشخاص ، لا تتدخل الذائقة في اختيارهم أكثر من تصاريف القدر وضغط الاضطرار المعيشي .
……
الخصوصية ليست انعزالاً ، لكنها أجمل معاني الحرية .
…….
الخصوصية ليست حدوداً غليظة دون التعايش والتفاعل ، ولكنها ملامح تميز وفرادة .
………
تزيد الأمانة العلمية كلما ارتفعت المحصلة المعرفية ، القراءة الجادة تصوغ الأخلاق بشكل أفضل .
………
في دول الاستبداد يولد الأطفال بكل أحلام البشرية في العدل والثراء والفاعلية .
ثم لا يستنكف الجائر عن دفن كل مواهبهم ، وتنميط شخصياتهم الفذة ، وإخصاء عقولهم وحجبهم عن شموس التنوير والغنى والإيجابية .
ما الذي يدفع إنساناً واحداً لمعاكسة الطبيعة ، أي قدرة لديه على تجاهل الضمير لأجل حظوظه الرخيصة ، ولماذا يعضده حفنة من الطغام لأجل إرضاء نهمته القاصرة بينما تلعنهم الأرض ومن عليها طيلة الوقت ثم لا تبكي عليهم السماء .
………
الإنسان يحتاج إلى شريك دائماً ، إذا بخل واقعه جادت مخيلته وتعلق بالوهم ، فهو أقل ألماً من واقع جاف كالح يخلو من شريك يشاطرك ألمك وحلمك ، ولو كان مجرد هيكل يقف على الجانب الآخر .
………
اصنع فرادتك ، فلسفتك الشخصية في الحياة ، أسلوبك في العيش ، عاداتك وتقاليدك التي تشخصن صورتك في أذهان الآخرين .
لا تحاول مشابهتم لأن هذا يغمرك في الغياب ، لا تبحث وراء وهج القدوة الحارق لأنه يحجبك عن التمظهر الطبيعي .
عليك صياغة أذنك الموسيقية المنفردة ، تفسيرك الخاص للأشياء ، رأيك المتمايز عن الآخرين .
انتبه ، لا تجعل هذا لمجرد المخالفة ، ولكن من أجل رفع الظلم عن نفسك ، والانتصار لها أمام تنميط الشخوص في مصنع السائد .
………
الإنسان صادر من لغته ، وارد إلى فكرته ، ناتج في جسد حروفه ، بالغ حصيلة أفكاره وتصوراته .
عندما تمتلك قدرة لغوية جيدة كنت أقدر على التحكم في أفكارك وضبط ذهنياتك .
والإنسان منتج لغوي أصيل ، عندما يجيد كلماته البدائية يصبح أقدر على الإفصاح عن طلباته ونيلها .
وعندما يمتلئ بالأفكار يبدأ في خوض الحياة على أساس هذه الأفكار باتجاه السلب أو الإيجاب .
حسنوا لغاتكم لأنها تعبر عنكم ، واختاروا أجود أفكاركم لأنها تطبع سلوككم .
…………
كثير من الأشخاص لا يحب العيش في الظل ، يتمنى لو كان في صدارة الاهتمام دائماً .
…….
ليتني أعرف كيف أتخفف من غلواء العناية بتفاصيل بعض الأشياء ، إنها تستنزف جهداً واهتماماً أكبر وتحقق نتائج أقل ومنافع أضحل
………
بالاعتماد على الخيال نستطيع الكتابة عن الحب ، ولكن قليل هو من يعيشه
………
حاول دائماً تقليل مكروهاتك وتوسيع دائرة محبوباتك لأن هذا يساعد في العيش المستقر .
…………
أستنكر إلى حد الضيق من عمليات توريث الأضغان أو الاهتمام بتوسيع معاداة شخص ما ، شيء ما ، معنى ما .
لدى بعضنا درجة من الحقد وشهوة إفساد متوحشة لا تتوقف عند المعاداة الشخصية المباشرة ، بل تشتري المؤيدين لمشروعها الاحترابي التدميري .
…………
شيء ما يسيطر على الأذهان لتعيد التفكير : ليس هناك ما يستحق الاهتمام ؟
السخافة تتوشح الأشياء والمعاني والشخوص ، والتفاهة هي المحصلة النهائية للمغامرات والمهاترات .
المعاني مسلوبة من قدرتها على الإسعاد أو الإجهاد ، مفرّغة من مضامينها الجوهرية ، خاوية من حرارة الروح ، جوفاء تصدر صفير الفراغ وتغني حداء العدم .
الكون يلفه نسمة باردة تشبه تلك التي تنذر بحلول الموت في قرية مظلمة .
شيء ما يدفعنا إلى مثل هذا الاستسلام هذه الأيام .
…………
هو إنسان ، لديه جاذبية تتجاوز قدرة نيوتن على اكتشافها .
يختار من العلم ما يناسبنه ، ومن الحب ما يرضي ذوقه ، ومن الحق ما يوافق هواه ، ومن الصحب ما يجري على مناه .
يوظف كل ما يملك ، ويعوض عن كل ما ينقص ، لا يستحيل عليه شيء إلا اختار سواه ، ولا يغلبه شيء إلا تجاهله ، وإن فارق مرغوباً اجتمع بغيره .
….…
أعيش بقليل من الاهتمام ، كثير من التجاهل .
قليل من الكلام ، كثير من الصمت .
قليل من الحماس ، كثير من البرود .
قليل من الوثوقية ، كثير من الشك .
قليل من الرضا ، كثير من الطمع .
………
اسأل نفسك دائماً : ما الأشياء التي تعتبر بالنسبة لك ضرورة حياة ، ومبرر وجود ، وغاية معيش ؟
اسمع : لا تتعلق بما كان وسيلة ، لا تعلق حياتك لأجل مخلوق ، لا ترتبط بشكل عضوي مع الماديات ، لا تثق كثيراً في زيف مخيالك ، لا تتورط في عشق السراب .
…………
حاول التخفيف من وتيرة الاستعراض لديك
كن واقعياً بقدر المستطاع ، لا تبالغ في الوصف والتوضيح والشرح ، كن متباسطاً في أدق شؤونك وأجلها إلا من الفرح العميق .
…..……
عذراً يا الله ، إننا نتذكرك في مواطن الشدة ، نحتاج إليك عند اشتداد الفاقة .
لقد انطمست عيوننا بطلاء من المادية ، حتى تملقناك عند الحاجة ، وتناسيناك عند الرخاء .
أبداً لسنا في غنى عنك ، كل مفصل من جسدنا المرهق يحتاج إليك ، كل بنان ، وخفقان ، كل نفس يصعد أو ينخفض ، نتحسس أثر عنايتك ولطفك .
أشعر بكثير من الخجل أمام تقصيري ، حتى لا تكاد تحملني قدماي لشدة الأسف .
أريد أن أكتب شيئاً يليق بك ، بنفس الأنامل التي خلقت والعقل الذي أبدعت والحرف الذي علمت والمعنى الذي أسكبت ، فأتوقف عجزاً وأتردد وجلاً .
عجزاً : لأن كلماتي لا تسعك ولو امتدت صحائفي سبعة أبحر .
وجلاً : لأن نفراً يدّعون حراسة فضائلك على الأرض يشنقون أعناقنا ويجزّون رقابنا مع آخر حرف استنطقه حبك وشرف عبوديتنا لك .
………
لماذا ترضى بأقل مستويات الحب ، لماذا تتلقى نسخة حب مزورة مختومة بالتقصير والإهانات
إنك إنسان تستحق أفضل من هذا ، تملك قوة الحرية التي تضمن لك الاختيار واستخدام البدائل
وتأكد أن : في الناس أبدال وفي الترك راحة .
مسؤولية الحب أن يقويك لا أن يضعفك ، أن تستعين به على مرّ الحياة وكدرها ، أن تتدرع به ضد صدمات الأيام ، أن يحميك ويحتفل بقلبك لا أن يوسعك إرهاقاً ويسعك كدراً .
لا تتلقى الحب المبيّت مثل فقير ينتظر معونة حافز القاصرة ، قلبك العذري له الحق أن يعيش الحب الحقيقي
انتصروا لقلوبكم لأنها ستعاتبكم كثيراً ، ولا تشوهوا هذا الحب لأنكم استمرأتم العبودية .
لو كنت بجانب بعضكم لفركت أذنيه حتى يسمع هذا جيداً .
…………
عجيب أمر هذه الحياة ، نزل الموت في بيت من الناس بينما جارهم الثامن يحتفل بزفاف ابنته .
امرأة مقبورة في الشمال من القرية وابنها للتو بشّر أخواته بالتخرج المميز .
شاب يستخرج وفاة والده ، وآخر يستصدر شهادة مولودته الجديدة .
مريض يطأ قدميه في المشفى ، ومتعافٍ يخرج منه وقد استرد صحته .
عريس يزف في سيارته المشبعة بالتزيين ، وسيارة نقل الموتى تمر بالقرب منه حاملة جاره .
………
الأشخاص الذين يرددون كثيراً ( كلام الناس لا يقدم ولا يؤخر ) هذا صحيح إذا كان مجرد إشاعات معرضة وتهماً زائفة .
ولكن إذا استقوى كلامهم الباطل بمواطن الريبة التي تطأها وتهافتك الفج في حق مبادئك ، فهو يتحول إلى حق يذرع باطل كبريائك .
سمعتك تسبقك ، وإن دخاناً لن يصعد طبقات الجو دون نار .
…………
عندما أكتب فأنا أخاطب نفسي ، وأحياناً قليلة أخاطب غيري .
لمن أكتب ؟ للكثير ، لأشخاص مجهولون ، متخيلون ، منتظرون .
الكتابة مثل طائر يبصر التفاصيل ويستطلع الزوايا ويتكشف الخبايا .
أكتب أحياناً لأسخر من الألم ، لا أريد له أن ينتصر أو يخنقني باليأس ، أثبت له ولمعاونه الخيبة ووزيره الحنين أن الحياة ما زالت تسري في الأوداج .
بدماء حبرية ، بهياكل الحروف أقف على قدمين منهكتين .
الكتابة ليست دائماً عملاً بطولياً ، أحياناً تكون موقف ضعف واعتراف .
الكتابة تشبه الشكاية ، تفقد عصامية الخطب وجلال الشعر وبهاء التزويق ووهج التنميق ، وتظل شاحبة تؤذي صاحبها أكثر من نفعه .
الكتابة أحياناً مثل ألبوم العمر ، تؤرخ لأفراحك وأتراحك ، تستعيد عبرها ذكرياتك وتسترجع خيباتك وانكساراتك .
الصورة جزيئات محتبسة في إطار ، تتوقف بآلة الزمن عند حال معين وتتأبطه في ورقة بلهاء تحميها من تقادم الأيام ، لماذا يحتفظ الإنسان بما يسبب له الألم ؟ ولهذا هو يكتب .
الإنسان ، هو الكائن الوحيد الذي يفعل الحماقات ثم يسميها إبداع .
هل توجد سخافة أكثر من الحب ، يتهافت عليك إنسان ما ثم تعلن له الحب فينسحب مثل الماء المتبخر .
عندما يصل الماء درجة الغليان ، وعندما يصل الحب مستوى الهذيان ، يتبخران معاً فلا يبقى إلا الفراغ .
…………
عيشوا بقلب صديق واثق ، وإحساس محب مرهف ، وحرص أم رؤوم ، وتفاؤل زوجة صالحة ، واهتمام طبيب مخلص ، وشغف مشجع متعصب ، وخشية عابد متواضع .
عيشوا بنظرة طفل بريء ، وعقل رجل حكيم ، وإيمان عاميّ بسيط ، ولغة شاعر حماسي ، وقلم أديب متعمق ، وفكر فيلسوف مستوعب ، وإصرار عامل متفاني .
عيشوا بترقب امرأة حامل ، وفرحة طالب ناجح ، ونشوة مولود جديد ، وغزارة مطر كثيف ، ودائقة طباخ ماهر ، ودقة مهندس شاطر ، وتمكن قائد محترف .
…………
يوجد هناك استعداد للفرح وقابلية للحزن ، وشتان بين الأمرين ، اليائس يعاني العكس من ذلك .
…………
التواضع الصموت يهزم الغرور الثرثار .
…………
حتى التخمينات والافتراضات تتأثر بحجم المعلومات التي تملكها .
…………
أيام الرخاء املأها بالأعمال الإيجابية ، لأنك ستتكأ عليها في أيام الشدة ، املأها بالعطاء للأصدقاء ، لأنهم سيغرقونك بالوفاء .
…………
خيبة الظن تحصل بسبب موقف سيء من إنسان ما صادف مبالغة في تحرّي النبل من إنسان آخر .
…………
احذر من الهوس عند الوداد ، ومن القسوة عند العتاب ، والاعتدال في كل شيء سلامة .
………
الحب جزء من حقوقك المشروعة ، وإفساده عمل تدميري مشين ، لا يليق بإنسان مثلك .
………
قلبك وعقلك لا يبقيان على حالهما ، يحتلهما دائماً ما يسيطر على الذهن كل آن ويستجد على القلب كل حين .
ولذلك تشعر بعد أمد معين أن ما كان مهماً بالنسبة لك أصبح تافهاً سخيفاً لا قيمة له ، وبالعكس عندما يرتقي أمر إلى درجة عالية من الأهمية بعد أن كان من سقط المتاع وطرف الأمور .
قيمة الشيء لديك مرتهنة إلى الزمن الذي يقلب الموازين ويحرر المضامين ، مرتبطة بفعاليته ونفعه ، مرتبطة بارتياحك له ، مرتبطة بقناعتك به ، مرتبط بنون فؤادك وأمصار عقلك .
………
تعليقات
إرسال تعليق