التخطي إلى المحتوى الرئيسي

العامر: الفن عندنا يعيش حالة «تعيسة» في دولاب ضيق!


آخر تحديث: الإثنين، ١٩ يونيو/ حزيران ٢٠١٧ (٠١:٠٠ - بتوقيت غرينتش)جدة - عمر البدوي 

} كاتب المسلسل الكرتوني «مسامير» فيصل العامر ليس سعيداً بالحالة الفنية في السعودية، بل يصفها بالتعيسة لأسباب مجتمعة على رأسها نقص المعاهد التي تصقل المواهب وترعى الكفاءات، في المقابل يجد العامر في الجدل التقليدي في النقاشات السعودية أمراً طبيعياً ومفهوماً لأننا «مستجدون» على فضاءات التعبير.
«الحياة» التقت العامر للوقوف على جانب من طقوسه وتقاليده وآرائه في المشهد الثقافي والاجتماعي:

> هل تحنّ إلى شيء من رمضان لم تعد تجده الآن؟
- للإنسان الذي اختطفته الآلة، لاحظ وجود من حولك، يتلاشى مقابل الرسائل البليدة في الهواتف الذكية والتي تنسخ وترسل دفعة واحدة، بلا مشاعر طبيعية، يرسلها الذي يتحول تدريجياً لترس صغير في مصنع، وهو منسدح داخل ملابسه الداخلية على السرير أو يدفن شخصاً، لا يشكل الأمر فرقاً له.
> هل يصح أن يكون رمضان فرصة للهدوء من ضجيج الأيديولوجيات، للسلام، للتعايش مع المختلف؟
- علينا أن نقر ونوقّع أننا مستجدون على التعبير، فلم نكن كذلك قبل بضع سنوات، وعليه فإن هذا الجدل والصراخ وتقاذف الكلمات وكل هؤلاء المصابين بالعلم والجهل في ساحة العالم الافتراضي، طبيعي ومفهوم، ولا أعتقد أن أحداً سيسمعك وأنت تقول: هدنة لوجه رمضان، لذا - والأمر لك - اصعد على المدرج لتشهد معي ما تبقى من هذا العراك، والفشار أيضاً.
> هل يعيش الفن الآن أفضل مراحله في السعودية؟
- لا، هو يعيش بحالة تعيسة داخل دولاب ضيق في غرفة منسية فوق سطح عمارة موبوءة تعرضت للقصف، وهذه ليست مبالغة، الكتّاب بلا هوية فقد يتعرض النص الذي يكتبونه لأشد حالات الانتهاك الإبداعي، الممثلون - بحق - يعدون على أصابع اليد الواحدة في بلد يموج بالبشر، المنتج والقناة يهتمون بالأرباح التي تدرها المشاهدات من دون أي اعتبار مهني، لا معاهد يُصقل فيها الناس كي يصنعوا فناً يليق بنا، وأخيراً المسؤول عن هذا لازال يردد الكلام كممثل كومبارس في مسرحية كوميدية.

> كيف تفسر الهجوم الشرس على هيئة الترفيه؟
- عني شخصياً أرفض أن يُمنع شخص من التعبير عن رأيه تجاه ما يعتقده حقاً، حتى حين رفضوا أجدادنا التلفزيون فقد عبّروا عن حقهم الأصيل، هناك عاملان لو رغبنا وبطرق سلمية أن نغير أراء الآخرين وهما: الزمن، المتكفل بإقناعهم تلقائياً، والعمل بجد وتلافي السلبيات، أما الخوض بالردود الكلامية كل الوقت فهو ليس دور «الهيئة»، دورها المهم والأول: العمل بشكل ينزع عن السائد رماديته.
> هناك صراع فضيلة، وازدواجية، وتناقض، أو ما يوصف بالاستشراف، لماذا؟
- في مجتمعنا أن تخسر حين تكون على طبيعتك، فتصبح على مفترق طرق إما أن تنتصر لنفسك وتظل وحيداً تذروك رياح الوحشة، وإما أن تعيش بشخصية أساسية تُفصّل كما يريده محيطك وأخرى رديفة تلبسها لنفسك، وهذا يراه البعض أسلم لهم من الخسارة ومع مضي الوقت يبرر ما يفعله بل ويروج له. وسبب كل ما سبق غياب الحرية، لأنها ليست قيمة متداولة إلا في النطاق الضيق المشين.
> مازال «شغب» ممنوع في السعودية، لماذا؟
- هناك خلاف لازال قائماً بين الكتاب والرقيب، وهذا من سوء أخلاق الكتاب وإلا فمن يتجرأ أن يقول للرقيب الموسوس لا؟ هذه حماقة، حاولت أن أثنيه عنها لكنه لم يفهم ما أقول، وأنا هنا أعتذر بالنيابة عنه، أدام الله لنا الرقيب أباً ومعلماً ومرشداً وموظفاً يمنع ما يشاء عن عقولنا حتى لا تتسمم، سيدي الرقيب: أحبك.
> إلى أي حد يعد الرقيب لاعباً حاداً لدينا؟
هناك نعمة ألقبها بـ«النفط السعودي الثاني» تدعى الإنترنت، فيه الفضاء مفتوح لمن يحاول أن يبدع لكن الرقابة كانت تقمعه، نتاج هذا الفضاء أعمال تجوب العالم ونفتخر بها، لم تستأذن من الرقيب ولن تفعل ذلك، لذا فدوره تضاءل وأصبح أصغر من وعيه وفهمه، والتغيير الذي بدأ ببسط نفوذه علينا جاء من الفضاء الحر، وليس المكاتب البنية المليئة بالمعاملات الميتة والقرارات المخنوقة بالواسطة.
> في كتاباتك، في «مسامير»، يغلب عليك الترميز، والإسقاطات، هي لعبة مراوغة للرقيب أم قالب تفضل اختياره عند الكتابة؟
- هي الكتابة الساخرة، لا تتخذ المباشرة أسلوباً دائماً، مع عدم إغفال أن لدي لياقة عالية بعد مباريات عدة مع الرقيب، خسرت في ثلاث: حين خرجت من جريدتين ومنع كتابي، لكني فزت في نهاية الأمر حين يرى النص الذي أكتبه لمسامير والذي أسهم هو في منعه سابقاً، مليون مشاهد قبل أن يصحو من نومه ثم مليونان وهو راجع من دوامه.
> بين «اليوتيوب» والتلفزيون قصة، تناسل أم تدافع؟
- التدافع الذي يحدث تنافس مفهوم في سوق الإعلان بعد ترحيل جزء من الكعكة لمنصات الإنترنت - «اليوتيوب» أحدها- كمشاهد يهمني جودة العمل فالعبرة بالمحتوى على أية منصة كان، أعجبنا بـHouse of cards علىNetflex وكذلك Breaking Bad على شبكة AMC.
- «مسامير» أحياناً تذكرنا بثنائية النخبوية والشعبية، القالب الكرتوني مع الطرح العميق؟
- العمل الفني هو وجهة نظر صنّاعه تجاه العالم، يصيبون فيها أو يخطئون، عني ككاتب أميل للسهل الممتنع في العمل الأدبي أو الدرامي، لذا لا أميل كثيراً للنصوص كثيرة البلاغة ولا لأفلام الأكشن، ربما هذا صبغ «مسامير» وجعله يأتي قريباً من الشارع وبعيداً عن السطحية.
- وأنت تصور مقطع أحداث مسرح اليمامة، تبدو مشاعرك مستفزة ومضطربة حينها، الآن وأنت تتصور المجتمع بانورامياً هل تلاحظ تغيراً، واختلافاً ما؟
- في الليلة التي خرجنا من جامعة اليمامة كنا نجرّ التشاؤم خلفنا، أي شيء من الممكن تعطيله لأن مجنوناً وبلا أية سلطة حاول منعه بيده، كان ذلك الأسبوع فرصة لتحريك الفتور الذي كان يلف المناشط الثقافية لكنه لم ينجح.
لا شك أننا تغيرنا، وهذه اليقظة جاءت سريعاً لأن ما عداها كان نوماً يكلفنا الكثير، وأتمنى أن يكون هذا التغيير ليس تقليداً يعرينا من ثقافتنا وحضارتنا ويجعلنا نسخة ممن سبقونا فيه تماماً.
> هل سيفصح «سويكت» عن ما يسره في نفسه يوماً ما؟

- لا، «سويكت» لن يتكلم، هذا ما قاله لي قبل قليل بالإشارة طبعاً.



الرابط :


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

السعوديون يحتفون بالذكرى السابعة لبيعة الملك سلمان

خادم الحرمين رافق مراحل التنمية على مدى 60 عاماً   الاثنين - 3 شهر ربيع الثاني 1443 هـ - 08 نوفمبر 2021 مـ رقم العدد [ 15686] الرياض: عمر البدوي وبندر مسلم يحتفي السعوديون اليوم بالذكرى السابعة لتولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز مقاليد الحكم في 23 يناير (كانون الثاني) الموافق (3 ربيع الثاني 1436هــ) ومبايعته ملكاً للبلاد، ورائداً لمرحلة جديدة تخوضها السعودية منذ وصوله قبل ٧ سنوات، كسابع ملوك المملكة بعد إعلان توحيدها عام 1932. الملك سلمان بن عبد العزيز الذي رافق مراحل مفصلية من عمر البلاد، اختبر خلالها المفاصل التاريخية التي آلت بالسعودية إلى ما هي عليه اليوم من تنمية وازدهار، ومن موقعه سابقاً، حيث كان أميراً لمنطقة الرياض لأكثر من خمسة عقود وتسميته أميراً لها عام 1955 وهو في عقده الثاني من العمر، راقب البلاد وهي تنمو. حتى أصبح قائداً للبلاد، وشاهداً على نهضتها الجديدة، في مختلف الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتنموية والتنظيمية، والأعمال والمشاريع والمبادرات السريعة والمتلاحقة على المستويين التنموي والاجتماعي، والتي أضحت بفضلها السعودية منافساً تلقائي...

«تتبع الحجارة» عنوان 100 يوم من الفن المعاصر في بينالي الدرعية

السعودية تشهد اليوم واحدة من أكبر المناسبات الفنية العالمية   السبت - 7 جمادى الأولى 1443 هـ - 11 ديسمبر 2021 مـ رقم العدد [ 15719] الرياض: عمر البدوي أصبح حي جاكس جاهزاً لانطلاق الدورة الأولى من بينالي الدرعية للفن المعاصر، واستقبال المتطلعين لزيارة واحدة من أكبر المناسبات الفنّية العالمية، ابتداءً من اليوم (السبت)، حتى 11 مارس (آذار) المقبل، وهو أول بينالي دولي يتطرق لموضوعات وأشكال الفن المعاصر في السعودية، ويعرض أعمالاً لفنانين عالميين ومحليين، مع مجموعة من الورش الثقافية والتجارب الممتعة. يأتي بينالي الدرعية، كتجربة استثنائية، ومنصة إبداعية تمتد لمائة يوم، تكشف جوهر الفنون السعودية بمختلف أنماطها، وتُفسح للفنانين مساحات للحوار وإثراء تجاربهم، لتعزيز المشهد الثقافي والفني، وتمكين المواهب المحلية، واستقطاب مجموعات الفنانين الدوليين لإغناء الحدث الفني المهم. وقال راكان الطوق، المشرف على الشـــؤون الثقافية والعلاقات الدولية في وزارة الثقافــــة الســـــعودية، إن استضافة المملكة لأول بينالي للفن المعاصر، يعدّ إنجازاً استثنائياً، وإن أهميته تأتي من كونــــه نقطة التقــــــاء للعالم،...

ماذا يخطر في بالك ( 5 ) ؟

هنا أنقل بعضاً من منشوراتي على صفحتي في ( الفيس بوك ) . راجياً لكم النفع والفائدة  . ضعف التقدير يقود إلى سوء التقرير . .................. كلما كان واقعك ثرياً وغنياً ، بارت بضاعة خيالك الواهم . …………… إذا أحببت شيئاً ثم التقيت به بعد غياب فكأن الروح ردت إليك بعد غيبة الموت ، أو العقل عاد بعد جنون ، أو الذاكرة استفاقت بعد غيبة . كل الأشياء الرمادية تسترجع ألوانها الزاهية ، والروائح الزاكية تستجرّ عنفوانها ، والمشاعر اللذيذة تستعيد عافيتها . ما يفعله الشوق بك من ذهاب العقل وغيبة الذاكرة وموات الروح ، يفعل بك الوصل أضعافه من الفرح والطرب والنشوة . لقد جُبل هذا القلب على الإلف بما يحبه والتعلق به حتى يكون بمثابة الطاقة الموصولة بألياف الكهرباء ، أو الزيت الذي يقدح النور ، والجمر الذي يستفز أعواد البخور . وإذا غاب المحبوب واستبد بك الشوق انطفأ نور الوجه وضاقت النفس وذهب الفرح حتى يعرف ذلك في حدة طبعك وانغلاق عقلك وعبوس وجهك ، فإذا التقى المحبوبان والتأم القلب عادت المياه لمجاريها وشعشع الوجه واتسع الثغر وانفرجت الأسارير . سبحان من خلق . ……………… إذا كنت...