التخطي إلى المحتوى الرئيسي

صاحب أول طلقة في وجه «العبث الإيراني» يترجل من السلك العسكري


آخر تحديث: الأحد، ١٨ يونيو/ حزيران ٢٠١٧ (٠١:٠٠ - بتوقيت غرينتش)جدة - عمر البدوي 

< أخيراً ترجل بطل المواجهات الحاسمة في السعودية، الفريق أول فيصل بن عبدالعزيز بن لبدة، عن صهوة السلك العسكري، بعد إحالته إلى التقاعد وتعيينه مستشاراً بالديوان الملكي ضمن أوامر ملكية عدة أصدرها العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود فجر السبت. الأمر الملكي بصدوره طوى سجل واحد من المبرّزين حفلت صفحاته بالأحداث الجسام، التي يستذكرها السعوديون في كل مناسبة، إذ يحفظون له بكل مناسبة موقفاً مشرفاً سطر من خلاله بطولة الجندي السعودي واستبساله في مواجهة المخاطر المحدقة، التي تتهدد البلاد في كل مرة وحين، لكنه ومن موقع آخر يخدم بلده ومجتمعه الذي أخلص له. الجنرال السعودي الشهير أحد وجهاء ومشايخ آل سعد من قحطان، عمل رئيساً للجنة كبار الضباط العليا بالحرس الوطني، وهو أحد رجال الملك عبدالله عبدالعزيز المخلصين والمساندين له، وممن أسهم في دحر خصومه. ابن لبدة صاحب أول طلقة في وجه الاحتجاجات الإيرانية، التي أثارت الشغب والفوضى بمكة المكرمة في موسم حج ١٩٨٧، حيث وقعت حادثة الحرم الشهيرة، التي قام بها الحجاج الإيرانيون في الحرم المكي بالتعدي على الحجاج بالسكاكين والسواطير والأسلحة البيضاء، وحاولت السلطات السعودية احتواء الموقف من دون الحاجة إلى إطلاق النار، حفاظاً على حرمة المكان وعدم تعكير صفو المؤمنين، ولكن المحتجين تمادوا وغالوا في العبث. فأرسل فيصل بن لبدة، الذي كان حينها برتبة رائد، على رأس مجموعته للتعامل مع الموقف، مع سريان التوجيه بمنع إطلاق النار، ولكنه أمام تطور الحال واستفحال شر العابثين أمر الفرقة التي يقودها بإطلاق النار، مدوياً بكلمته الشهيرة في ذلك الوقت: «ابن سعد خلجت أم اللاش» ما ساعد في فض التجمع والسيطرة على الموقف. بعد ذلك تم تكريمه نظير حصافته في التعامل مع ذلك الموقف العصيب، وأصدر الملك عبدالله بن عبدالعزيز أوامر ترقيته إلى رتبة مقدم، وتم منحه وسام الشجاعة والإقدام. واصل بن لبدة عمله العسكري في خدمة الوطن حتى تمت ترقيته بأمر من وزير الحرس الوطني الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز، ليكون برتبة فريق أول، قبل أن يحال أمس إلى التقاعد وينضم بصفة مستشار إلى الديوان الملكي.



الرابط :
http://www.alhayat.com/Articles/22437102


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

انحسار الشافعية من جنوب السعودية : ماذا خسرت ” القنفذة ” بجفاف طبيعتها الدينية ؟

البندر | عمر البدوي - القنفذة استقر في ذهني أن المذاهب التي تشق طريقها في جسد كل دين هي بمثابة عمليات التسوية بين أوامر الشريعة وحاجات الإنسان ، بين المبادئ والمصالح ، بين الدين والدنيا ، بين الحق والهوى ، بين عزائم الدين وظروف البيئة ، وهذا يعطي الأديان فرصة العيش بانسجام واحترام مع البشرية ، كما أنه يعطيها القدرة على البقاء والصلاح لكل زمان ومكان . إذ تختلف طبائع البشر حسب جذورهم العرقية وظروفهم البيئية وتوافر الشروط المادية ، ولأن الأديان لا تصادم مصالح البشر ، فإن المذاهب تقدم جهداً في سبيل إعادة صياغة المقدس مع الواقع ، وتفسير النص على ضوء المصالح . كما أن الاختلاف وارد في سنن الكون وطبيعة البشر وتركيبة الدنيا ونسيج الحياة ، وهذا ما يفرز مذاهب متعددة تنتمي لها الطوائف عن قناعة ورضا وينبت على هوامشها التعصب لدوافع الانتماء العميق والاحتماء بالكيانات المختلفة التي تمنحهم الشعور بوجودهم وتميزهم وتمنحهم هوية البقاء والحياة . وكل من يصادم الطبيعة المودعة في مكنون الدنيا لأغراض سياسية أو اقتصادية أو حتى دينية متخيلة ، فإنه لابد سيقع في قبضة المغامرة غير المحسوبة وس...

تمجيد صدام حسين المجيد

كان يمكن للقصة الشهيرة التي تداولها عامة العرب عن صورة الرئيس العراقي الراحل صدام حسين مطبوعة في كبد القمر أن تكون مجرد مزحة عابرة تذوب مثل قطعة ثلج أو تتبخر مثل بؤرة ماء، ولكن القصة المختلقة التي شاعت عشية تنفيذ حكم الإعدام في حقه من قبل الحكومة العراقية بعد إسقاط نظامه وتفكيك الدولة العراقية نتيجة حرب خاضها حلف دولي تقوده الولايات المتحدة، تمكنت في أذهان جيل بأكمله وتطورت إلى أشكال متجذرة لترميز الرئيس العراقي المخلوع. أصبح صدام ذا شعبية أكبر لدى قطاعات واسعة من الشباب العربي، فبإمكانك أن تلاحظ حجم الصور التي تنتشر له والأقوال المختلقة في محاولة لاستنطاقه بما يتمناه الشاب العربي من خطاب مشبع بالأنفة والاعتزاز ضد غطرسة الجانب الغربي من العالم أو الطائفة الشقيقة للغالبية السنية في الشرق الأوسط. لا تبدو سيرة صدام حسين مثيرة للإعجاب في التاريخ، فهو مجرد حاكم عربي عسكري يشبه أترابه ممن يقبض على سدة حكم الجمهوريات العربية المرتبكة في تقديم هوية سياسية ونظام حكم متماسك، يضاف إليه بطش أهوج وديكتاتورية مطبوعة بنزقه الشخصي وجنون العظمة الذي أودى بمستقبل العراق وشعبه في جملة من المغا...

«بيت الرشايدة».. «وقف» تحول «أكاديمية» تحتفظ بأسرار جدة

جدة – عمر البدوي   تسجل حارات وأزقة جدة القديمة، التي لا تزال تحتفظ بروحها وعبق تاريخها في الأبنية الشاهقة، وهي تقف في قلب المنطقة التاريخية، شهادة على النواة الأولى التي انبثقت منها واحدة من أهم المدن التجارية في تاريخ المملكة والشرق الأوسط. في حارة الشام، وتحديداً في شارع أبو عنبة، يقف معمار أخضر شامخاً بين أبنية المنطقة، على باب المبنى لوحة نُحتت عليها آية قرآنية، وأرّخت اللوحة في العام 1301 للهجرة. ويُسمى هذا المعمار «بيت الرشايدة»، نسبة إلى بانيه محمد عبدالرشيد، ويتكوّن من أدوار عدة، وأوقفه الرشيد علي العثماني في العام 1333هـ، بيت الرشايدة أو البيت الأخضر من أجمل البيوت التراثية وسط جدة القديمة، ويعود عمره إلى أكثر من 150 سنة. وتعود تسمية البيت إلى قبيلة الرشايدة التي ينتمي إليها بانيه وموقفه، وهي من القبائل المهاجرة من الحجاز وإليه. إلا أن ملكية البيت الآن تعود إلى وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد السعودية. ولأن البيت خلال الستينات الميلادية من القرن الماضي، احتضن نشاطاً أكاديمياً، تحول الآن وبفضل أحد فنّاني جدة إلى «أكاديمية حديثة»، بعدما استأجر...