لا يعبأ الناس بنجاحاتك ولا يحفلون إلى أي مستوى صرت إليه فكل مشغول بأمله منكب على عمله ، سرقت طموحاته كل وقته وأتت أحلامه على جل دهره ، يعيش نجاحاته مع نفسه ويحتفل مع ذاته ويأنس بها .
فهل لك من عمل لا تنتظر فيه مدح فلان أو ثناء علاّن ، فلا تأمل بشيء من هذا ولا تتمناه ، فهم عن ذلك مشغولون وعن الاهتمام بك مقطوعون ، إن عملاً رجوت به وجه فلان أو القرب من علاّن لن تنتفع به ولن يعود عليك بخير .
" إذا كان يوم القيامة جيء بالدنيا فيميّز منها ما كان لله ، وما كان لغير الله رمي به في نار جهنم " البيهقي .
كثير من الناس يعمل على أن يحقق ذاته ويكتب اسمه بحبر الخلود على صفحة الحياة التي لا تتسع للقانعين بالدون ، ويحفرون إنجازاتهم على صخر التصميم والإصرار ، لكن البعض الآخر يبقى يحفر ويحفر وإذا به قد أتم حفر قبره ليجهز على نجاحاته في مقبرة النجاح الزائف ويلحد أفكاره التي لم يعمل بها إلا رياء الناس .
قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - : " إذا جمع الله الأولين والآخرين ليوم القيامة ، ليوم لا ريب فيه ، نادى منادٍ : من كان أشرك في عمله لله أحداً ، فليطلب ثوابه من عنده ، فإن الله أغنى الشركاء عن الشرك " الترمذي .
ألم تسمع بأمر النية ؟!
فلربما قدّم الإنسان عملاً يسيراً غير ملفت لكن ناله من الأجر بأمثال الجبال وجبّت خطاياه ولو كانت مثل زبد البحر ، وآخر أجهد نفسه وأرهق بدنه وكد جسمه وجاد بماله ووقته وراحته في سبيل مشروعه الذي أراد به نفع الإسلام والمسلمين ثم لا ينال منه غير الجهد والمشقة والتعب .
ولا تأخذك الغرابة كثيراً فالأول صاحَب عمله إخلاص لله ونية صافية مقبلة إليه لا يشرك به أحداً ، والآخر أراد مدح فلان ومراءاة علاّن وسمعة تجلجل باسمه في الآفاق ثم أجراً يظله يوم القيامة ، فما نال هذه ولا تلك .
عن المقداد بن الأسود قال سمعت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يقول : " تدنو الشمس يوم القيامة من الخلق حتى تكون منهم كمقدار ميل ، فيكون الناس على قدر أعمالهم ... الحديث " مسلم .
وهكذا الدنيا وإن حفظ للمرء ذكره وطبّق اسمه في البلاد والآفاق ، فإنما تحفل بعمله وأثره الذي أبقاه محفوراً في ذاكرة البشرية لأن العبرة بحجم المشروع الذي قدمه للأمة وانتفع به الناس أما الاسم والقبيلة والنسب لا تغني بقدر الثمن الباهض للعمل والقيمة الرفيعة للمشروع الفعلي ، { وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّن قَرْنٍ هَلْ تُحِسُّ مِنْهُم مِّنْ أَحَدٍ أَوْ تَسْمَعُ لَهُمْ رِكْزاً } مريم 98 .
ولعله مما يستملح نقله هنا حديث أديب المشايخ وشيخ الأدباء / علي الطنطاوي – رحمه الله – يقول : " ولطالما كنت أخطب في الحشد الكبير ، أو أتكلم في الإذاعة أو الرائي ، وأحاديثي فيهما كلها ارتجال ، ليس أمامي ورقة مكتوبة أقرأ فيها ، فأستطرد وأخرج عن الخط ، فإذا انتهى الاستطراد ، وقفت كما وقف حمار الشيخ في العقبة ، فلا أذكر من أين خرجت ، ولا إلى أين أعود .
ولا تسألوني من هو هذا الشيخ ، فإن المثل خلّد ذكر الحمار ، ونسي اسم الشيخ ، ليعلمنا أن خلود الأسماء ليس الدليل على عظمة أصحابها " .
تقول الصوفية : " ادفن وجودك في أرض الخمول ، فما نبت مما لم يدفن لا يتم نتاجه " ، وكم من مرء لم نسمع حتى باسمه فضلاً عن إنجازه إلا عند موته .
صديقي .. اصمت ودع أعمالك تتحدث !
فهل لك من عمل لا تنتظر فيه مدح فلان أو ثناء علاّن ، فلا تأمل بشيء من هذا ولا تتمناه ، فهم عن ذلك مشغولون وعن الاهتمام بك مقطوعون ، إن عملاً رجوت به وجه فلان أو القرب من علاّن لن تنتفع به ولن يعود عليك بخير .
" إذا كان يوم القيامة جيء بالدنيا فيميّز منها ما كان لله ، وما كان لغير الله رمي به في نار جهنم " البيهقي .
كثير من الناس يعمل على أن يحقق ذاته ويكتب اسمه بحبر الخلود على صفحة الحياة التي لا تتسع للقانعين بالدون ، ويحفرون إنجازاتهم على صخر التصميم والإصرار ، لكن البعض الآخر يبقى يحفر ويحفر وإذا به قد أتم حفر قبره ليجهز على نجاحاته في مقبرة النجاح الزائف ويلحد أفكاره التي لم يعمل بها إلا رياء الناس .
قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - : " إذا جمع الله الأولين والآخرين ليوم القيامة ، ليوم لا ريب فيه ، نادى منادٍ : من كان أشرك في عمله لله أحداً ، فليطلب ثوابه من عنده ، فإن الله أغنى الشركاء عن الشرك " الترمذي .
ألم تسمع بأمر النية ؟!
فلربما قدّم الإنسان عملاً يسيراً غير ملفت لكن ناله من الأجر بأمثال الجبال وجبّت خطاياه ولو كانت مثل زبد البحر ، وآخر أجهد نفسه وأرهق بدنه وكد جسمه وجاد بماله ووقته وراحته في سبيل مشروعه الذي أراد به نفع الإسلام والمسلمين ثم لا ينال منه غير الجهد والمشقة والتعب .
ولا تأخذك الغرابة كثيراً فالأول صاحَب عمله إخلاص لله ونية صافية مقبلة إليه لا يشرك به أحداً ، والآخر أراد مدح فلان ومراءاة علاّن وسمعة تجلجل باسمه في الآفاق ثم أجراً يظله يوم القيامة ، فما نال هذه ولا تلك .
عن المقداد بن الأسود قال سمعت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يقول : " تدنو الشمس يوم القيامة من الخلق حتى تكون منهم كمقدار ميل ، فيكون الناس على قدر أعمالهم ... الحديث " مسلم .
وهكذا الدنيا وإن حفظ للمرء ذكره وطبّق اسمه في البلاد والآفاق ، فإنما تحفل بعمله وأثره الذي أبقاه محفوراً في ذاكرة البشرية لأن العبرة بحجم المشروع الذي قدمه للأمة وانتفع به الناس أما الاسم والقبيلة والنسب لا تغني بقدر الثمن الباهض للعمل والقيمة الرفيعة للمشروع الفعلي ، { وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّن قَرْنٍ هَلْ تُحِسُّ مِنْهُم مِّنْ أَحَدٍ أَوْ تَسْمَعُ لَهُمْ رِكْزاً } مريم 98 .
ولعله مما يستملح نقله هنا حديث أديب المشايخ وشيخ الأدباء / علي الطنطاوي – رحمه الله – يقول : " ولطالما كنت أخطب في الحشد الكبير ، أو أتكلم في الإذاعة أو الرائي ، وأحاديثي فيهما كلها ارتجال ، ليس أمامي ورقة مكتوبة أقرأ فيها ، فأستطرد وأخرج عن الخط ، فإذا انتهى الاستطراد ، وقفت كما وقف حمار الشيخ في العقبة ، فلا أذكر من أين خرجت ، ولا إلى أين أعود .
ولا تسألوني من هو هذا الشيخ ، فإن المثل خلّد ذكر الحمار ، ونسي اسم الشيخ ، ليعلمنا أن خلود الأسماء ليس الدليل على عظمة أصحابها " .
تقول الصوفية : " ادفن وجودك في أرض الخمول ، فما نبت مما لم يدفن لا يتم نتاجه " ، وكم من مرء لم نسمع حتى باسمه فضلاً عن إنجازه إلا عند موته .
صديقي .. اصمت ودع أعمالك تتحدث !
تعليقات
إرسال تعليق