أيقظتها أمها قبيل صلاة الفجر بينما ترفع عينيها بتثاقل لأنها لم تتمكن من استيفاء حاجتها من النوم فلقد عادت متأخرة بعد إغلاق المجمع التجاري .
لفّت غطاء الوجه بعد أن غسلته ببعض ماء متعكر في آنية باتت الليل كله فاغرة في طلق الهواء ، ثم سحبت قدميها وقد لبست حذاءها المهترء الذي لم تعرف سواه .
انطلقت مع أوائل المبكرين لأداء صلاة الفجر ، وصفّت حذائها إلى جانبها ثم جلست في موضع مهين بالقرب من موضع أقدام الرجال .
إنها في مكان عمل !
من بعيد .. جاء رجل مستعجل يهرول ليحلق بالركعة الأولى من صلاة الفجر ، يسرع في التخلص من حذائه ليتمكن من الدخول بسهولة ، فيرسل الحذاء نزراً إلى مجلس الفتاة دون مراعاة لشعورها .
انتهت صلاة الفجر وخرج الناس من المسجد جلّهم لا يفقهون ما قرأ به الإمام من الآيات ، ليمر بهذه الطفلة المسكينة التي تردد كلمات الاستجداء حيناً وتغفو حيناً آخر وهي مطأطئة رأسها حتى لا يراها جارهم المتطفل .
عادت ببعض المال الذي جاد به كرم المسلمين إلى أمها التي أخذت تغمس بعض الخبز اليابس في الماء .
نبهتها أمها أنها ستأخذها بعد العصر إلى حديقة الحي ، لأنه يوم الخميس حيث تزدحم مجالس العشب بالعوائل ولعلنا نجد ما يسد حاجتنا .
أخذت الطفلة ترمق بعض الأطفال وهم يلعقون الحلوى ويطيرون فرحاً بألعابهم الجديدة التي يشترونها من البائع الجوال بينما يلبسون أنظر الثياب ويتزينون بأجمل الحلل .
بعض الشعور بالألم بدأ ينخر في قلب هذه المسكينة عندما تمر الصغيرات اللاتي يلعبن ولا يجدن راداً لطلبهن وينالون ما يشتهين ويذوقون أصناف الأكولات ويتمتعن بأجدّ الألعاب .
الأم تحاول أن تخفي دمعتها وقد اعتصر قلبها ألماً وكمداً على ابنتها وهي تقرأ في عيني ابنتها البراءة المخطوفة والطفولة المنقوصة .
- إنه الفقر يا بنتي ، أبوك مات ولم يترك لنا شيئاً في هذه الحياة سوى اليأس والبأس ، ولكن لنا الله .
غادرت الطفلة الحديقة وهي تحمل بين يديها بقايا لعبة محطمة تركها بعض الصغار بينما أمها تمسح آثار الدموع .
لفّت غطاء الوجه بعد أن غسلته ببعض ماء متعكر في آنية باتت الليل كله فاغرة في طلق الهواء ، ثم سحبت قدميها وقد لبست حذاءها المهترء الذي لم تعرف سواه .
انطلقت مع أوائل المبكرين لأداء صلاة الفجر ، وصفّت حذائها إلى جانبها ثم جلست في موضع مهين بالقرب من موضع أقدام الرجال .
إنها في مكان عمل !
من بعيد .. جاء رجل مستعجل يهرول ليحلق بالركعة الأولى من صلاة الفجر ، يسرع في التخلص من حذائه ليتمكن من الدخول بسهولة ، فيرسل الحذاء نزراً إلى مجلس الفتاة دون مراعاة لشعورها .
انتهت صلاة الفجر وخرج الناس من المسجد جلّهم لا يفقهون ما قرأ به الإمام من الآيات ، ليمر بهذه الطفلة المسكينة التي تردد كلمات الاستجداء حيناً وتغفو حيناً آخر وهي مطأطئة رأسها حتى لا يراها جارهم المتطفل .
عادت ببعض المال الذي جاد به كرم المسلمين إلى أمها التي أخذت تغمس بعض الخبز اليابس في الماء .
نبهتها أمها أنها ستأخذها بعد العصر إلى حديقة الحي ، لأنه يوم الخميس حيث تزدحم مجالس العشب بالعوائل ولعلنا نجد ما يسد حاجتنا .
أخذت الطفلة ترمق بعض الأطفال وهم يلعقون الحلوى ويطيرون فرحاً بألعابهم الجديدة التي يشترونها من البائع الجوال بينما يلبسون أنظر الثياب ويتزينون بأجمل الحلل .
بعض الشعور بالألم بدأ ينخر في قلب هذه المسكينة عندما تمر الصغيرات اللاتي يلعبن ولا يجدن راداً لطلبهن وينالون ما يشتهين ويذوقون أصناف الأكولات ويتمتعن بأجدّ الألعاب .
الأم تحاول أن تخفي دمعتها وقد اعتصر قلبها ألماً وكمداً على ابنتها وهي تقرأ في عيني ابنتها البراءة المخطوفة والطفولة المنقوصة .
- إنه الفقر يا بنتي ، أبوك مات ولم يترك لنا شيئاً في هذه الحياة سوى اليأس والبأس ، ولكن لنا الله .
غادرت الطفلة الحديقة وهي تحمل بين يديها بقايا لعبة محطمة تركها بعض الصغار بينما أمها تمسح آثار الدموع .
تعليقات
إرسال تعليق