على الرغم من شدة وطيس الضربات الصهيونية على إخواننا في غزة لكن يظهر لي وللعالم أن الفلسطينيين لا يرضون بغير خيار المقاومة ، ناهيك عن استمرار إطلاق الصواريخ القسامية على أرض العدو وسط وابل الصواريخ اليهودية الغاشمة .
ويبدو أن إسرائيل هذا الكيان الجاثم على صدر العروبة والإسلام بدأ يفقد الكثير من التأييد والشرعية حتى الالتحام الداخلي مما يجعله يتصرف بهذه الهمجية غير المحسوبة وكأنه صائر إلى الانحلال والنهاية ، لقد ظن – وهو عن ذلك بعيد – أنه سيقضي على مناعة الفلسطينيين ورباطة جأشهم لكنها تزداد مع كل قطرة دم وروح شهيد .
أما على الصعيد العربي يبدو أن الشعوب العربية أصبحت أكثر فهماً وعمقاً في تناول قضاياها وليس أدل من ذلك من غضبها ضد حكوماتها التي بدأت تخسر ثقة أتباعها .
بينما أصحاب القرار العربي لا يحركون ساكناً ويكتفون بالشجب والاستنكار الذي يرافق كل مذبحة من عدوهم الأول ولا أمل في أن يحدثوا أي تحرك حتى لو طالت الأيادي الصهيونية الملطخة عقر ديارنا وبلداننا بعد الانقسام المشين في أوساطنا السياسية والإعلامية بين من يرى ذلك عدواناً وآخر حقاً .
وفيما يخص إعلامنا العربي فقد تبدت نزاهة شق من الإعلام ومهنية إلى حد لا يعتبر قتل أكثر من أربعين طفلاً سوى جناية المقاومين الوطنيين على شعبهم وهم لا يدركون انعدام تكافئ القوى .
وعلى الصعيد العالمي يبدو أن نظريات الرمز الأمريكي متهيأة للسقوط وقد تشوهت مع كل لحظة يرتكب فيها خطأً في حق الإنسانية فمنذ الانهيار المالي مروراً بالحروب الغير مبررة وانتهاءً بترحيبها بالهجمات الصهيونية باعتبارها دفاعاً عن النفس تتجلى حقيقة التباين في سياسات أمريكا قائدة العالم وكأنها تفسح المجال للإمبراطورية الجديدة لتتربع على رأس العالم ويظن العرب أنهم سيكونون أفضل حالاً في ظل سقوط أمريكا وبروز الصين أو الهند أو روسيا .
ما يثيرني المصطلح الذي يردده أمين الأمم المتحدة وهو يعبر عن تصرفات الكيان الصهيوني بأنه استخدام مفرط للقوة أوليس الحق أن يقول أنه " إرهاب " أم أن هذا المصطلح حق حصري لكل ما هو إسلامي .
تعليقات
إرسال تعليق