جدة – عمر البدوي
يحل شهر رمضان المبارك بطبيعة جديدة كلياً تشمل نظام الغذاء، والنوم، والنشاط البدني، ليكسر الروتين ونمط المعيشة المعتادين، وهو ما يجعل بعض البدناء يحاولون استغلال هذا الشهر في تدريب أنفسهم على نمط غذائي وصحي للتخلص من السمنة التي أثقلت أجسادهم، بممارسة الرياضة، والصوم الذي يمنعهم من الأكل لفترات طويلة.
فرصة خفض الوزن في رمضان كبيرة، وينصح باتباع التمارين بانتظام لأنها تسهم في خسارة الوزن الزائد، كما أن الرياضة الخفيفة تحد من اكتساب الوزن، خصوصاً لمن يزداد وزنهم فترة الصيام نتيجة لتراجع الحركة البدنية، وتغير نمط تناول الطعام، لتتراجع عملية الأيض في أجسامهم، وتكدس الأغذية في أجسامهم خلال النوم لتتحول إلى دهون.
هذا ما يخطط له مفرح الغانمي الذي يزن نحو 150 كلغم، وهو يتصفح هاتفه الجوال بحثاً عن عروض مخفضة تنشط في تقديمها النوادي الرياضية بالتزامن مع حلول شهر رمضان، إذ تعود أن يفد إليها الراغبون ليستفيدوا من رمضان بخسارة المزيد من الوزن، والتعافي من مخاطر السمنة.
فيما يفضل صديقه الامتناع عن الذهاب إلى أندية من هذا النوع، لأن الارتباط بها ثقيل عليه، ومدعاة للانسحاب في منتصف المشوار، ولكنه يتفق معه في استغلال الشهر، لفرض نظام شخصي مواز للتخسيس مبني على جهده الفردي بالجري، والسباحة وأداء التمارين في الهواء الطلق بعيداً عن الصالات المغلقة.
ويعلق مفرح على صديقه بأن الحرج هو الذي يمنعه من الانخراط في ناد رياضي، لأن وزنه ثقيل، ولا يريد أن يرمقه أحد بعين الشفقة أو الاستغراب، ويضيف: «ان رمضان هذا العام يأتي بالتزامن مع الإجازة الصيفية، وهو الأمر الذي يعني مساحة كبيرة من الوقت، يمكن استثمارها بالعبادة، والواجبات المنزلية، والرياضة».
ويرجو مفرح أن ينجز بتشجيع صديقه مشروعهما لخسارة الوزن، بعد إخفاقهما في رمضان الماضي، ولكن هذه المرة وبالانضمام إلى ناد رياضي للحصول تشجيع الجميع على التخلص من السمنة.
ويعيش عبدربه الفقيه رمضاناً مختلفاً هذا العام، فبعد محاولات كثيرة للتخلص من السمنة، بالتنقل بين النوادي الرياضية، انهزم أمام صمود وزنه وخارت عزيمته، وفضل الخضوع لجراحة لتكميم المعدة في مستشفى نجران العام.
فيما يتحدث المدرب علي الماجدي الذي يملك ويدير صالة رياضية منذ أعوام عن حجم الإقبال الذي تسجله الأندية الرياضية خلال رمضان، للاستفادة من جدول الشهر المنتظم في خسارة الوزن، ولكنه يؤكد أن رمضان قد يكون سبباً في زيادته أحياناً، خصوصاً عند من يجد فيه فرصة لتنويع سفرة الإفطار وابتكار أطباق جديدة.
وأشار الماجدي إلى أن بعض الأشخاص يفضلون شراء الأجهزة الرياضية، واستخدامها في منازلهم منعاً للحرج، خصوصاً النساء، مؤكداً نصحه لعدد من الأشخاص بشراء الأجهزة المناسبة.
ويحذر خبراء التربية الرياضية من ممارسة الرياضة أثناء الصيام، ويبررون ذلك بأسباب تتعلق بالإنهاك الحراري، ونقص السوائل المفرط، ما يؤدي لأخطار صحية كبيرة، إلا أن هناك رأياً آخر يؤكده بعض خبراء التغذية بأهمية الرياضة في كل الأوقات.
ويشدد بعض المختصين على أهمية مراجعة الطبيب قبل الإقبال على الرياضة في رمضان، خصوين الهاوين، تحسباً لحالات الإغماء والغثيان، إضافة إلى تحديد مدة الجولة الرياضية بألا تتجاوز 40 دقيقة، ويفضل أن تكون قبيل الإفطار بساعة والتوجه بعدها لتناول الإفطار حتى يعوض الجسم ما فقده من سكريات وسوائل.
كما ينصح بعدم ممارسة الرياضة في طقس حار وجاف، والابتعاد كلياً عن أشعة الشمس، كما يفضل تجنب بدل الرياضة السوداء، إضافة إلى تجنب الألبسة البلاستيكية، إذ يسود اعتقاد خاطئ بأن هذه الألبسة تساعد في حرق المزيد من السعرات الحرارية.
الرابط :
تعليقات
إرسال تعليق