التخطي إلى المحتوى الرئيسي

النزال البصري



< في الوقت الذي يحاول فيه المسلم ممارسة ازدواجيته الشهيرة بالامتناع عمّا يراه محرماً خلال رمضان المبارك، ثم العودة إليه بانقضاء الشهر وكأن شيئاً لم يكن، مثل النظر إلى «الحرام» والسماع إلى «الحرام» ومعاقرة «الحرام» بكل أشكاله، تتنافس الشاشات في المقابل باستعراض مفاتنها والدفع بما جادت به عقودها مع الحسناوات والفنانات، حتى أصبح الشهر كما هو مساحة للتدين الموسمي، صار من جهة منصة للإنتاج الفني والتلفزيوني المتزاحم على بصر المسلم والمتراكم على بصيرته.
فوازير أو مسابقات توظف الأنوثة ويسيل لها لعاب المشاهدين، ومسلسلات تضرب على مسائل التعدد الزوجي وتغرق في كشف المستور من بطائن الأمور ودفائن الصدور، في نظم ميديائي وإلهائي لا يحيط به الوقت ولا يبرع فيه إلا شيطان المسلاة الغارقة في تفسخها.
تنهار مقاومة المسلم المحتاط لصومه عند أول عتبات الشهر، وإن سلم من لأواء النظر إلى «الحرام» ومكابدة غضه وصرفه عن المفاتن الباذخة، فإنه قد يبتلى بحفلة من التناوش الأيديولوجي على مساحات الافتراض لمطارحة الحلقات التلفزيونية من مسلسل ما بعد الإفطار، واستغل قضايا الساعة لاستفزاز أطراف المشهد المحلي المتحفزة للاشتباك، وحيازة حصة الأسد من عناية الجمهور وتركيزه، وورع المسلم في كل الحالات عرضة لنهب الشاشة والتهامها لوقته.
أصبح رمضان فرصة ذهبية لصناعة النجوم، بل كان رمضان - كما يأسف له بعض المتدينين - نقطة تحول في المشوار الفني أو انطلاقة حقيقية لصعود بعض نجمات الفضاء التلفزيوني، ممن كان «الجسد الفاتن» هو جسر عبورهن إلى الشهرة، ورمضان هو اللحظة الجماهيرية المكثفة للظهور الأول، ومن بعده اقتعدت في منصة النجومية الناجزة وانهمرت العروض.


الرابط :


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

السعوديون يحتفون بالذكرى السابعة لبيعة الملك سلمان

خادم الحرمين رافق مراحل التنمية على مدى 60 عاماً   الاثنين - 3 شهر ربيع الثاني 1443 هـ - 08 نوفمبر 2021 مـ رقم العدد [ 15686] الرياض: عمر البدوي وبندر مسلم يحتفي السعوديون اليوم بالذكرى السابعة لتولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز مقاليد الحكم في 23 يناير (كانون الثاني) الموافق (3 ربيع الثاني 1436هــ) ومبايعته ملكاً للبلاد، ورائداً لمرحلة جديدة تخوضها السعودية منذ وصوله قبل ٧ سنوات، كسابع ملوك المملكة بعد إعلان توحيدها عام 1932. الملك سلمان بن عبد العزيز الذي رافق مراحل مفصلية من عمر البلاد، اختبر خلالها المفاصل التاريخية التي آلت بالسعودية إلى ما هي عليه اليوم من تنمية وازدهار، ومن موقعه سابقاً، حيث كان أميراً لمنطقة الرياض لأكثر من خمسة عقود وتسميته أميراً لها عام 1955 وهو في عقده الثاني من العمر، راقب البلاد وهي تنمو. حتى أصبح قائداً للبلاد، وشاهداً على نهضتها الجديدة، في مختلف الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتنموية والتنظيمية، والأعمال والمشاريع والمبادرات السريعة والمتلاحقة على المستويين التنموي والاجتماعي، والتي أضحت بفضلها السعودية منافساً تلقائي...

انحسار الشافعية من جنوب السعودية : ماذا خسرت ” القنفذة ” بجفاف طبيعتها الدينية ؟

البندر | عمر البدوي - القنفذة استقر في ذهني أن المذاهب التي تشق طريقها في جسد كل دين هي بمثابة عمليات التسوية بين أوامر الشريعة وحاجات الإنسان ، بين المبادئ والمصالح ، بين الدين والدنيا ، بين الحق والهوى ، بين عزائم الدين وظروف البيئة ، وهذا يعطي الأديان فرصة العيش بانسجام واحترام مع البشرية ، كما أنه يعطيها القدرة على البقاء والصلاح لكل زمان ومكان . إذ تختلف طبائع البشر حسب جذورهم العرقية وظروفهم البيئية وتوافر الشروط المادية ، ولأن الأديان لا تصادم مصالح البشر ، فإن المذاهب تقدم جهداً في سبيل إعادة صياغة المقدس مع الواقع ، وتفسير النص على ضوء المصالح . كما أن الاختلاف وارد في سنن الكون وطبيعة البشر وتركيبة الدنيا ونسيج الحياة ، وهذا ما يفرز مذاهب متعددة تنتمي لها الطوائف عن قناعة ورضا وينبت على هوامشها التعصب لدوافع الانتماء العميق والاحتماء بالكيانات المختلفة التي تمنحهم الشعور بوجودهم وتميزهم وتمنحهم هوية البقاء والحياة . وكل من يصادم الطبيعة المودعة في مكنون الدنيا لأغراض سياسية أو اقتصادية أو حتى دينية متخيلة ، فإنه لابد سيقع في قبضة المغامرة غير المحسوبة وس...

«تتبع الحجارة» عنوان 100 يوم من الفن المعاصر في بينالي الدرعية

السعودية تشهد اليوم واحدة من أكبر المناسبات الفنية العالمية   السبت - 7 جمادى الأولى 1443 هـ - 11 ديسمبر 2021 مـ رقم العدد [ 15719] الرياض: عمر البدوي أصبح حي جاكس جاهزاً لانطلاق الدورة الأولى من بينالي الدرعية للفن المعاصر، واستقبال المتطلعين لزيارة واحدة من أكبر المناسبات الفنّية العالمية، ابتداءً من اليوم (السبت)، حتى 11 مارس (آذار) المقبل، وهو أول بينالي دولي يتطرق لموضوعات وأشكال الفن المعاصر في السعودية، ويعرض أعمالاً لفنانين عالميين ومحليين، مع مجموعة من الورش الثقافية والتجارب الممتعة. يأتي بينالي الدرعية، كتجربة استثنائية، ومنصة إبداعية تمتد لمائة يوم، تكشف جوهر الفنون السعودية بمختلف أنماطها، وتُفسح للفنانين مساحات للحوار وإثراء تجاربهم، لتعزيز المشهد الثقافي والفني، وتمكين المواهب المحلية، واستقطاب مجموعات الفنانين الدوليين لإغناء الحدث الفني المهم. وقال راكان الطوق، المشرف على الشـــؤون الثقافية والعلاقات الدولية في وزارة الثقافــــة الســـــعودية، إن استضافة المملكة لأول بينالي للفن المعاصر، يعدّ إنجازاً استثنائياً، وإن أهميته تأتي من كونــــه نقطة التقــــــاء للعالم،...