عندما عطّل الغرب العمل بروح وأحكام الدين ابتدعوا المفهوم الإنساني وشرّعوا الحقوق المدنية وذلك ليحافظوا على الحد الأدنى من التعامل الإنسي بين البشر . أما الدين عندنا فهو الذي ينظم العلاقات المدنية بيننا ويثيب على الفعل الإيجابي ويضاعف المثوبة كلما اقترب من الحالة المثالية في السلوك الإنساني كما أنه يعاقب على الفعل السلبي . الدين يوظف الوعود الغيبية المحضة في غالب الأحكام إلا في الكبائر وما يعتبر تجنياً مباشراً على الآخر ، إذ تتدخل السلطة لتنفيذ عقوبات مشددة في هذا الخصوص . وفي ديننا فضيلة لا يستثمرها المسلمون وهي غاية في الحرية واحترام إرادة الانسان كذلك ، لأنها ليست نصوص قانونية فقط ولكنها دعوة إلهية تُحمل على الندب والتحبيب وقد تذهب الى الوجوب والتأكيد احياناً . إن ما يحمل الآخرين على قصد بلادنا هو سيطرة الدين ولذلك تجد أكثرهم من المتدينين ، وما يحملهم على نشدان بلاد الغرب هو سيطرة القانون ولذلك تجدها تحتضن أهل السياسة والفكر والتحرر . وكم هو رائع لو جمعنا الحسنيين ! لأن القضية العادلة لا تخضع لدين أو مذهب .
مجموعة من المقالات والخواطر يكتبها عمر علي البدوي ( تويتر : omar_albadwi )