التخطي إلى المحتوى الرئيسي

لا طبق في السعودية يضاهي «كبسة» الأمهات


آخر تحديث: الإثنين، ٢٢ يناير/ كانون الثاني ٢٠١٨ (٠٠:٠٠ - بتوقيت غرينتش)جدة – عمر البدوي 

لم يمض شهر على وصول طالب العلوم السياسية والعلاقات الدولية سليمان القوزي إلى مقر بعثته الدراسية في ماليزيا، حتى بدأ يشعر بالحنين إلى بلده وأهله، وراح يسابق الأيام للعودة إليهم خلال الإجازات. لكن سليمان اكتسب خلال فترة اغترابه مهارة أساسية للتخفيف من حدة الغربة وهي إعداد وجباته بنفسه من دون الحاجة إلى الذهاب للمطاعم ومحال الوجبات السريعة.
يقول سليمان :«يخفف ذلك من الضغط على موازنتي الشهرية، وأجد فيه تسلية كبيرة وتجديداً لنشاطي ما يساعدني في الإقبال على الدراسة».
يضيف: «في البداية كانت التجربة معقدة، ووقعت الكثير من الأخطاء في ضبط مقادير الطعام، لكن الآن يصح أن يطلق علي وصف الطباخ الماهر في بعض الوجبات الرئيسة».
ويقر الطالب المغترب بأنه يعجز عن طهي طبق «الكبسة» الشهير في السعودية كما تجيده والدته، لكنه يقارب النكهات «بانتظار أن يقطع المسافات الطويلة من أجله».
المبتعث سليمان، مثل كثير من زملائه ممن تنهك موازنتهم أثناء رحلات الدراسة بطلب الطعام من خارج المنزل، فضلاً عن عدم توافر بعض الأصناف المحلية التي تعودوا عليها طوال أعمارهم، يضطرون لتلقي التعليمات عبر الهاتف أو وسائل التواصل الأخرى، من أمهاتهم خطوة بخطوة حتى إنجاز المهمة الأولى لهم بنجاح، فتصبح عادة ممكنة وقابلة للتطبيق في كل مرة.
ويقـــوم كثير من الشبان السعوديين بتعلم الطبخ في وقـــت مبكر، وتساهم العزوبية في صقل ذلك، وتنمـــيه أحياناً وتدفعه للخروج عن وصفات والدته وأخــواته، وابتكـــار الجديد من الطبخات والنكهات.
ودفع ذلك بعض الشبان إلى الخروج إلى العلن بأكلهم المميز، من طريق عربات الطعام المنتشرة في أماكن التجمعات، فيما حقق بعضهم نجاحات مميزة وأصبح علامة تجارية لوحده، وطور موهبته وتلقى تعليماً دقيقاً في فنون الطبخ وألوانه، وأصبح يستقطب في كبريات المطاعم والمناسبات الخاصة ويتلقى أجوراً عالية، معرضاً عن كل الخلفيات الثقافية والاجتماعية التي كانت تبخس هذا اللون من الاهتمامات.
لكن الواقع إن تجربة الابتعاث والدراسة في الخارج والاحتكاك بالثقافات والمجتمعات المغايرة كسرت الحاجز، وأكسبت الشباب ثقة بالنفس.
وهناك الكثير من التجارب الناجحة والأسماء المميزة مثل غسان الحيدري أو غسان سكر كما يحب أن يُلقب، وهو شاب سعودي ترك دراسة الهندسة الطبية واتجه إلى عالم الطبخ وصناعة الحلويات.
وهشام صالح، الشاب السعودي الذي تعلم العديد من أسرار الطهي عبر مواقع أجنبية وعربية، إلا أنه لا يزال يعتبر «والدته» أكبر أستاذ له في الطهي. ومنهم الطباخ السعودي سامي الموسى، الذي قضى سنوات طويلة في هذه المهنة مستفيداً من انتشار وسائل التواصل الاجتماعي للتعريف بأصنافه ومنتجاته، وكذلك إبراهيم زينل الذي عرف بإعداد بيتزا طولها 90 متراً قدمها لـ800 طفل يتيم في سريلانكا، إذ سافر مع مجموعة من الشباب الكويتي ممن يعملون ضمن مؤسسة الرحمة ‏العالمية وقاموا بالطبخ للأطفال الذين فقدوا أهاليهم بسبب الحرب الأهلية، أو بسبب ‏إعصار تسونامي، وتقديم وجبات يومية لهم.



الرابط :



تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

انحسار الشافعية من جنوب السعودية : ماذا خسرت ” القنفذة ” بجفاف طبيعتها الدينية ؟

البندر | عمر البدوي - القنفذة استقر في ذهني أن المذاهب التي تشق طريقها في جسد كل دين هي بمثابة عمليات التسوية بين أوامر الشريعة وحاجات الإنسان ، بين المبادئ والمصالح ، بين الدين والدنيا ، بين الحق والهوى ، بين عزائم الدين وظروف البيئة ، وهذا يعطي الأديان فرصة العيش بانسجام واحترام مع البشرية ، كما أنه يعطيها القدرة على البقاء والصلاح لكل زمان ومكان . إذ تختلف طبائع البشر حسب جذورهم العرقية وظروفهم البيئية وتوافر الشروط المادية ، ولأن الأديان لا تصادم مصالح البشر ، فإن المذاهب تقدم جهداً في سبيل إعادة صياغة المقدس مع الواقع ، وتفسير النص على ضوء المصالح . كما أن الاختلاف وارد في سنن الكون وطبيعة البشر وتركيبة الدنيا ونسيج الحياة ، وهذا ما يفرز مذاهب متعددة تنتمي لها الطوائف عن قناعة ورضا وينبت على هوامشها التعصب لدوافع الانتماء العميق والاحتماء بالكيانات المختلفة التي تمنحهم الشعور بوجودهم وتميزهم وتمنحهم هوية البقاء والحياة . وكل من يصادم الطبيعة المودعة في مكنون الدنيا لأغراض سياسية أو اقتصادية أو حتى دينية متخيلة ، فإنه لابد سيقع في قبضة المغامرة غير المحسوبة وس...

السعوديون يحتفون بالذكرى السابعة لبيعة الملك سلمان

خادم الحرمين رافق مراحل التنمية على مدى 60 عاماً   الاثنين - 3 شهر ربيع الثاني 1443 هـ - 08 نوفمبر 2021 مـ رقم العدد [ 15686] الرياض: عمر البدوي وبندر مسلم يحتفي السعوديون اليوم بالذكرى السابعة لتولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز مقاليد الحكم في 23 يناير (كانون الثاني) الموافق (3 ربيع الثاني 1436هــ) ومبايعته ملكاً للبلاد، ورائداً لمرحلة جديدة تخوضها السعودية منذ وصوله قبل ٧ سنوات، كسابع ملوك المملكة بعد إعلان توحيدها عام 1932. الملك سلمان بن عبد العزيز الذي رافق مراحل مفصلية من عمر البلاد، اختبر خلالها المفاصل التاريخية التي آلت بالسعودية إلى ما هي عليه اليوم من تنمية وازدهار، ومن موقعه سابقاً، حيث كان أميراً لمنطقة الرياض لأكثر من خمسة عقود وتسميته أميراً لها عام 1955 وهو في عقده الثاني من العمر، راقب البلاد وهي تنمو. حتى أصبح قائداً للبلاد، وشاهداً على نهضتها الجديدة، في مختلف الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتنموية والتنظيمية، والأعمال والمشاريع والمبادرات السريعة والمتلاحقة على المستويين التنموي والاجتماعي، والتي أضحت بفضلها السعودية منافساً تلقائي...

«بيت الرشايدة».. «وقف» تحول «أكاديمية» تحتفظ بأسرار جدة

جدة – عمر البدوي   تسجل حارات وأزقة جدة القديمة، التي لا تزال تحتفظ بروحها وعبق تاريخها في الأبنية الشاهقة، وهي تقف في قلب المنطقة التاريخية، شهادة على النواة الأولى التي انبثقت منها واحدة من أهم المدن التجارية في تاريخ المملكة والشرق الأوسط. في حارة الشام، وتحديداً في شارع أبو عنبة، يقف معمار أخضر شامخاً بين أبنية المنطقة، على باب المبنى لوحة نُحتت عليها آية قرآنية، وأرّخت اللوحة في العام 1301 للهجرة. ويُسمى هذا المعمار «بيت الرشايدة»، نسبة إلى بانيه محمد عبدالرشيد، ويتكوّن من أدوار عدة، وأوقفه الرشيد علي العثماني في العام 1333هـ، بيت الرشايدة أو البيت الأخضر من أجمل البيوت التراثية وسط جدة القديمة، ويعود عمره إلى أكثر من 150 سنة. وتعود تسمية البيت إلى قبيلة الرشايدة التي ينتمي إليها بانيه وموقفه، وهي من القبائل المهاجرة من الحجاز وإليه. إلا أن ملكية البيت الآن تعود إلى وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد السعودية. ولأن البيت خلال الستينات الميلادية من القرن الماضي، احتضن نشاطاً أكاديمياً، تحول الآن وبفضل أحد فنّاني جدة إلى «أكاديمية حديثة»، بعدما استأجر...