آخر تحديث: الجمعة، ١٣ أبريل/ نيسان ٢٠١٨ (١٩:٣٧ - بتوقيت غرينتش)مكة المكرمة – عمر البدوي
تسع دائرة المستفيدين من برنامج «رحلات ما بعد العمرة»، الذي تنظمه الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، وانطلق موسمه الأول نهاية العام الماضي، بهدف تمكين المعتمرين من الالتحاق برحلات سياحية، بحسب برامج ومسارات سياحية معدة ومعتمدة مسبقاً، توفر تجربة سياحية مميزة للمعتمر. وجرى تنظيم 200 رحلة، بمشاركة أكثر من ثمانية آلاف معتمر، من خلال 65 منظم رحلات سياحية مرخص من هيئة السياحة، منذ انطلاق البرنامج حتى نهاية العام الماضي 2017، بمشاركة 50 مرشداً سياحياً سعودياً. ويطمح البرنامج إلى تمكين المعتمرين من الاستمتاع بالمقومات السياحية السعودية، وما لها من أبعاد اجتماعية وثقافية وبيئية واقتصاديةـ انطلاقاً من قيمها الإسلامية وأصالة تراثها العريق وضيافتها التقليدية. ويشارك المعتمر في البرنامج بعد أدائه العمرة، بهدف التعرف على التاريخ الإسلامي، والبعد الحضاري للمملكة وتاريخها ونهضتها ودورها التاريخي في خدمة الإسلام والمسلمين، فيما يلتقيـ خلال هذه الرحلة بعض السعوديين، ما يسهم في تكوين روابط قوية للمسلمين مع أرض الحرمين وقبلة المسلمين. ويستفيد من البرنامج المعتمرون والقادمون بتأشيرات غير العمرة، مثل رحلات العمل، وحضور المؤتمرات والمعارض والفعاليات الأخرى، إضافة إلى مواطني دول مجلس التعاون الخليجي. والبرنامج منسجم مع «رؤية المملكة 2030»، التي ركزت على أهمية تطوير قطاع السياحة والترفيه، من أجل تنويع مصادر دخل المملكة وتشجيع استثمار القطاع الخاص، وتحدثت عن خطط لتطوير مواقع سياحية، وفق أعلى المعايير العالمية، وتيسير إجراءات إصدار التأشيرات للزوار، إضافة إلى تهيئة المواقع التاريخية والتراثية وتطويرها. وإذا كانت مدينتي مكة المكرمة والمدينة المنورة مشغولتان بالزوار والسياح طوال أيام العام، فإن كل شيء تغير الآن، فعدد المتاحف زاد، وأصبحت أكثر تنظيماً، فيما تخلصت المناطق التاريخية من صورتها العشوائية وغدت محلاً للبقاء والتنقل فيها طويلاً، وتحررت الآثار الإسلامية من قيود متوجسة، وأصبحت متاحة للزيارة وشهود تفاصيلها عن قرب، أما حافلات النقل المتهالكة والرثّة فاختفت إلى حد ما، وحلت محلها حافلات سياحية مهيأة تضمن للسائح زيارة ثرية ومريحة في معالم المدينة. ولم تكن مفاجأة أن يتم اختيار المدينة المنورة «عاصمة السياحة الإسلامية» عام 2017، فمقومات السياحة الدينية والإسلامية بدأت تتجلى بشكل أكثر وضوحاً وتأنقاً في بواكير رؤية المملكة، المتطلعة إلى صناعة الفرق في كل إمكانات البلاد. فيما توقع تقرير اقتصادي أن يكون قطاع السياحة الدينية من أكبر المستفيدين من «رؤية 2030» ومبادرات «برنامج التحول الوطني 2020». وأوضح تقرير شركة «الأهلي كابيتال» عن مستجدات ومستقبل القطاع، أنه طال ما كانت السياحة الدينية قطاعاً أساساً تهتم المملكة بتطويره والنهوض به، والجهود اليوم تتواصل من أجل المضي قدماً بهذا القطاع إلى مزيد من التقدم، من خلال استثمار مشاريع البنية التحتية، التي أنشئت خلال العقد الماضي، سواءً في مكة المكرمة أم المدينة المنورة أم جدة، والتي تشمل التوسعات الضخمة في الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة، إضافة إلى قطار الحرمين والمطارات. وتخطط المملكة حالياً لزيادة عدد الحجاج والمعتمرين، بمعدل 39 في المئة، و150 في المئة، على التوالي مع نهاية عام 2020، وسيكون ذلك عاملاً رئيساً لنمو الشركات العاملة في هذا القطاع، مدفوعة بالتوسع، الذي تشهده أساطيل شركات الطيران المحلية، ودخول شركات طيران جديدة، وافتتاح مزيد من الفنادق. والمدينة المنورة ومكة المكرمة، على اتساع جغرافيتهما، زاخرتان بالتراث والمعالم والآثار التي بقيت فترات طويلة حبيسة ومنزوية، لأسباب مختلفة، وأصبحت الآن متاحة وميسورة الوصول والزيارة، يترافق هذا مع اهتمام تعريفي وجهد تنظيمي عال، فضلاً عن مبادرات نوعية تقوم بها المؤسسات الحكومية المعنية، جعلت من زيارة هذه المدن تجربة ثرية ومكتنزة بغير المألوف من شواهد التاريخ والسياحة والآثار.
الرابط :
http://www.alhayat.com/Articles/28774347
تعليقات
إرسال تعليق