جدة - عمر البدوي
على بعد أيام من نهاية اختبارات الفصل الدراسي الأول من هذا العام، يستعد «وائل» ليلتئم بزوجته في بيت الزوجية السعيد، اختار هذا الموعد منذ شهور كأفضل توقيت مناسب لا يتعارض مع ظروف عمله وسفره، مثله في ذلك كثير من الشبان السعوديين الذين يتخيّرون الإجازات القصيرة والطويلة كموعد مناسب وملائم لحفلة الزفاف.
بحلول إجازة منتصف العام تكثر مناسبات الزفاف بحثاً عن مساحة في الوقت الذهبي لمناسبات الفرح، إذ تلتئم العائلات خلال مواسم الإجازات والعطل الرسمية بما يجعل الفرصة سانحة لعقد مناسبة الزواج واختياره إجازة العيد موعداً للحفلة.
ولكن هذا الاختيار الذي يجتمع عليه المعنيون يشكل عبئاً على قصور الأفراح وفرصة لاستثمار هذا التدفق الهائل من الناس بوجه اقتصادي غير مسبوق، ويخلق مشكلة لبعض الناس خصوصاً في المدن التي تعاني من شح القاعات مما يتطلب الحجز مبكراً، أو يضطره لتأجيل المناسبة حتى تحين فرصة أو مكان شاغر، وبالتالي خسارة موسم العيد كفرصة ذهبية لاجتماع العائلة دون تحميلهم عناء السفر ومشقته بقصد الحضور.
«حميدي الصحبي» يستعد لمناسبته نهاية كانون الثاني (يناير) الجاري، وأكد أنه تدارك الوقت في اللحظة الأخيرة بعد أن ضاقت عليه السبل للبحث عن قاعة متوافرة لاحتضان مناسبته نظراً لتفويته الوقت وانهماكه في تجهيز بيت العمر، ويشتكي الصحبي من ارتفاع الأسعار غير المعقول، ويؤكد أن ملاك القاعات يستغلون حاجة المتقدم برفع السعر في الوقت الحرج مما يضطره للموافقة على كل حال، ويضيف أن قلة الخيارات والمنافسين في مدينته ساعد في رفع جشع الملاك.
تتحدث لـ«الحياة» سيدة أعمال تملك أحد قصور الأفراح عن اكتفاء الحجوزات لديها بنسبة 100 في المئة منذ أشهر، إذ تسابق على القاعة عدد وافر من المتقدمين، وتشير إلى أن الطلبات ما زالت تتكرر ولا تتوقف غير أنها ترفض نظراً لنفاد كل المواعيد مما يضطرهم للبحث عن خيار آخر، وربما تأجيل الموعد حتى تحين فرصة لقاعة ما.
يستفيد بعض المقبلين على الزواج من فرصة الإجازة لقضاء شهر عسل مريح في المدن السعودية بالتزامن مع الإجازة وانطلاق الفعاليات الداخلية، إذ تبدأ الرحلة عادة من مدينتي مكة والمدينة المنورة لقضاء أيام روحانية لا تنسى في ذاكرة الزوجين، قبل أن تنطلق قاطرة رحلة العمر في بقية مدن المملكة مثل جدة والمناطق الباردة كعسير والطائف.
تتزامن إجازة منتصف العام هذا الربيع، مع أجواء باردة ومواتية للتنقل بين أطراف المملكة، إذ إنها تشهد انطلاق أكثر من ٥٠ مهرجاناً سياحياً في مختلف مناطق المملكة كما أعلنت هيئة السياحة، فيما تتنوع المهرجانات في موضوعاتها وفعالياتها، فضلاً عن روزنامة الترفيه التي تزخر بالمناسبات السعيدة داخل المدن السعودية الرئيسة بما يجعل إجازة الربيع مساحة فذة لمناسبة زواج لا تنسى.
الرابط :
تعليقات
إرسال تعليق