يبدو الإنسان ليس بمنجاة من مبدأ ( لو استقبلت من
عمري وأمري ما استدبرت ) ، تتسع دائرة ذلك كلما زاد العمر وتقدم ، تصبح الحياة حينئذ
أكثر حدة ووضوحاً ، وشحيحة من جهة الخيارات والمتاحات .
قائمة طويلة مما تتمنى لو أنك اصطحبته الآن ، لكنك
إما أهملته استخفافاً أو ضعف همة ، ولاشك أن الحياة ستمضي به أو بدونه ، لكنها ستصبح
أفضل وأجدى وأنفع مع وجوده .
يقلّ هذا عند المغامرين ، أولئك الذين يجربون فرصاً
أكثر ، ويكابدون البحث عن ذواتهم باكراً ، الذين كان يشغلهم سؤال كيف أعيش الحياة بشكل
أفضل ؟ وكيف أرفع من درجة استعدادي لأيامي القادمة .
الواقع أنه ينجح في تقليص مساحة الندم على فوات الأشياء
، لأنه اختبر نفسه في مواقف متعددة ، مكّنته ربما من العثور على الطريق الأنسب له ٬
لكنه لا يستطيع منع هذا الشعور بشكل أو بآخر ٬ إذ عادة الإنسان أن يطلب التمام في
كل الأشياء ٬ وذلك لا يتوفر دائماً .
في سياق مقارب ، هناك من يوسع أثر ودور الظروف والأقدار
في تشكيل حياتهم ، بما يبطل ويعطّل دوره تماماً ، وهو فهم مغالط وخاطئ ، وربما شق عليك
وأورثك مزيداً من المتاعب والخسائر .
أنا مؤمن بفكرة توقيتك الخاص ، بمعنى أن وصولك إلى
محطات معينة لا ينبغي أن يوافق الآخرين ، سيما أترابك في السن والظروف ، وأن شروطاً
معينة يجب أن تعتمل وتلتقي لتصنع لحظتك المناسبة ، ويحدث هذا بمساهمة قوى خارج إرادتك
وتأثيرك ، لكن دورك مهم وفاعل ، سيما - وبفضل تجاربك الشخصية - إذا طورت أدواتك ومهاراتك
بما يقوّي ملكاتك ويضاعف إمكاناتك .
الأربعاء ٢ / ٨ / ١٤٣٩ دبي – club vista mare
تعليقات
إرسال تعليق