يبدو الإنسان ليس بمنجاة من مبدأ ( لو استقبلت من عمري وأمري ما استدبرت ) ، تتسع دائرة ذلك كلما زاد العمر وتقدم ، تصبح الحياة حينئذ أكثر حدة ووضوحاً ، وشحيحة من جهة الخيارات والمتاحات . قائمة طويلة مما تتمنى لو أنك اصطحبته الآن ، لكنك إما أهملته استخفافاً أو ضعف همة ، ولاشك أن الحياة ستمضي به أو بدونه ، لكنها ستصبح أفضل وأجدى وأنفع مع وجوده . يقلّ هذا عند المغامرين ، أولئك الذين يجربون فرصاً أكثر ، ويكابدون البحث عن ذواتهم باكراً ، الذين كان يشغلهم سؤال كيف أعيش الحياة بشكل أفضل ؟ وكيف أرفع من درجة استعدادي لأيامي القادمة . الواقع أنه ينجح في تقليص مساحة الندم على فوات الأشياء ، لأنه اختبر نفسه في مواقف متعددة ، مكّنته ربما من العثور على الطريق الأنسب له ٬ لكنه لا يستطيع منع هذا الشعور بشكل أو بآخر ٬ إذ عادة الإنسان أن يطلب التمام في كل الأشياء ٬ وذلك لا يتوفر دائماً . في سياق مقارب ، هناك من يوسع أثر ودور الظروف والأقدار في تشكيل حياتهم ، بما يبطل ويعطّل دوره تماماً ، وهو فهم مغالط وخاطئ ، وربما شق عليك وأورثك مزيداً من المتاعب والخسائر . أنا مؤمن بف...
مجموعة من المقالات والخواطر يكتبها عمر علي البدوي ( تويتر : omar_albadwi )