كان صرحاً من خيال فهوى، ذلك ما يردده رجل بدين تأمل وعمل على أن يكون شهر رمضان فرصة ذهبية لخسارة وزنه، ولكن طيبات السُفرة الرمضانية أغرته حتى أوقعته جسداً محبوساً في أرتاله المتعاظمة.
يغالب الصائم البدين في أول الشهر مشتهياته ويكسر سيطرة النهم عليه، مستفيداً من حماسة أول الشهر وتدفق الإيمان في قلبه، إذ يكون باله مشغولاً بالعبادات أكثر ومنهمكاً بأجواء الشهر وجدوله المنتظم.
ولكن ما إن يتوسط الشهر حتى يبدأ يحيط به «التراخي» من الانضباط الغذائي وخطط التخسيس الكبيرة، التي رسمها مطلع الشهر، وفي منتصفه يضيف الصائم البدين وجبة جديدة وطبقاً آخر إلى قائمة إفطاره، بعد ابتكار الأعذار الصحية والاستثناءات، وترجح كفة الوزن الفارط على المشروع الذابل.
بالنسبة إلى البرنامج الرياضي بقصد التخسيس يواجه الصائم كسل ما بعد الفطور، وهو نتيجة طبيعية لوجبة إفطار دسمة تخور معها قوى الجسد ويطلب معها الاستلقاء والراحة وتضيع بسببها فرص حرق الدهون والتخلص من فائض حاجات الجسم.
يقترب رمضان من نهايته والجسم يعاني زيادة في الوزن، يلفظ مشروع التخسيس أنفاسه بعد أن أعلن البدين استسلامه ورفع رايته البيضاء بعد أن غزاه البرود.
ذلك الجبل المثخن بالعصائر والمأكولات في وسط جسمه يزداد «تورماً» بحلول العيد، يتنفس بصعوبة ويكاد يختنق، جولة خاسرة جديدة من معركته مع السمنة في صباح العيد، على أمل أن يبزغ موعد جديد يجمعه بمشروعه الخائب ويرجو أن تؤول النتيجة إلى مصلحته مستقبلاً.
الرابط :
تعليقات
إرسال تعليق