< تتبارى الآن الأسواق في ما بينها لاحتضان المتبضعين، بعد أن اكتظت المساجد لـ30 يوماً خلال شهر رمضان، تميل الكفة للأسواق بدنو رحيل الشهر الكريم وإعلان يوم العيد.
يتسرب المتسوقون إلى المراكز والمجمعات التجارية منذ منتصف الشهر بقليل، وتتفتق الأسواق عن جاهزيتها وبضاعتها الجديدة، إذ تسجل خلال موسم العيد أرقاماً عالية في كثافة الارتياد وزيادة المبيعات بما يكفي أحياناً لإغلاق المحل بقية شهور العام.
موسم ذهبي لمحال الملابس والتجهيزات الشخصية بعد أن سحب منها البساط أول شهر الصيام لمصلحة أدوات الطهي ومكملاته، وبقيت محال الملابس في ترقب لالتهام المتسوقين وجيوبهم التي توشك على الإفلاس، إذ تجتمع الموبقات الأربع اقتصادياً (مقاضي رمضان والعيد والإجازة وبدء الدراسة) ولا تكاد تنتظم أيام الدراسة ويخف الضغط على جيب ولي الأمر حتى تتعافى أحواله بعد أن أرهقته الشهور السمان كمن يتخبطه الشيطان من المس.
النساء هن أبطال مواسم التسوق بلا منازع، فيما الرجال يقعون في حبال الضجر والتذمر بإزاء الساعات والأموال التي تزهق هناك، ولا مستقبل لوعي ناضج يلمع في الأفق يمكن أن يخفف من وطأة الضغط على موازنات الأسر وإرهاقها بالكماليات غير المجدية ولا الضرورية.
باقتراب ليلة العيد، تأخذ روحانية رمضان في الانكفاء ويواصل المتبضعون ليلهم بنهارهم في يوم من السهر المشهود، يغادرون الأسواق قبيل الفجر بقليل، إذ يبقى قليل من قطعة أو مقاس لم تستوفها ليالي التبضع الطويلة.
وأنت تترك خلفك الأسواق وتستقبل يوم عيدك، تمر بها صبيحة ذلك اليوم والأسواق في حال يرثى لها، الأكياس والعلب الفارغة ملقاة على الطريق وفي كل زاوية شاهدة على معركة حامية في غزوة الأسواق.
الرابط :
تعليقات
إرسال تعليق