التخطي إلى المحتوى الرئيسي

" السعودية " طالبت بنشر الصفحات السرية منذ 13 عاماً


{ جدة - عمر البدوي 

< رحبت السعودية بالكشف عن الصفحات السرية من التقرير الرسمي عن هجمات 11 أيلول (سبتمبر)، وعبرت عن أملها بأن يبدد ذلك أي شكوك في تصرفات البلاد أو نواياها أو صدقيتها مع أميركا.
واستشهد سفير السعودية لدى بريطانيا الأمير محمد بن نواف بمقابلة وزير الخارجية السعودي الأسبق الأمير سعود الفيصل لـCNN عام 2003، التي قال فيها: «إن المملكة لم تقم بأي أمر خاطئ»، في الوقت الذي حث فيه على الكشف عن الصفحات الـ28 السرية، في تحقيقات هجمات 11 سبتمبر 2001.
وقال الفيصل الذي توفي في تموز (يوليو) 2015، خلال تصريحه: «نريد رؤيتها (الصفحات الـ28 السرية) لسببين، الأول إن كان هناك اتهام للمملكة العربية السعودية فنريد الرد عليها، لأننا نعلم أننا خالون من أي اتهامات. والسبب الثاني هو أنه إذا كانت هناك معلومات عن داعمين محتملين للإرهابيين، فنحن نريد التعرف عليهم لنتولى أمرهم».
وكان الرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش رفض طلباً سعودياً للكشف عن جزء سري من تقرير الكونغرس، زاعماً أن السعودية ساعدت في هجمات سبتمبر.
وفي ذلك، علق الأمير سعود الفيصل قائلاً: «إن الـ28 صفحة التي تضم الأجزاء المحذوفة من التقرير حول اتهام السعودية بالمساعدة في الهجمات، ليست من العدل والإنصاف في شيء».
وأضاف خلال لقاء في البيت الأبيض كان رتب على عجل: «هذا الاتهام قائم على أساس تكهنات مضللة، ونابع عن نيات خبيثة».
وتابع: أن بلاده «اتُهِمت تلميحاً، وأنه لا يمكن الرد على صفحات محذوفة»، مؤكداً أن السعودية ليس لديها ما تخفيه، وأنها لا تسعى ولم تكن في حاجة إلى حماية أحد.
يذكر أن الطلب الرسمي الذي تقدم به وزير الخارجية السعودي الأسبق جاء ضمن خطاب رسمي من ولي العهد السعودي وقتها الأمير عبدالله بن عبدالعزيز.
كما قرأ الفيصل بياناً قال فيه: «إن السعودية تحترم قرار الرئيس الأميركي»، معرباً عن ارتياحه لتوافر الفرصة لمناقشة قضية تعاون البلدين في مكافحة الإرهاب.
وقال أمام عدد من مراسلي القنوات التلفزيونية: «المملكة العربية السعودية تشعر بخيبة أمل إزاء عدم نشر التقرير كاملاً». وشجب بقوة أولئك الذين أشاروا علناً إلى أن السعودية لعبت دوراً مساعداً في هجمات الـ11 من أيلول (سبتمبر)، وأنها سمحت لتنظيم «القاعدة» بالنمو داخل السعودية قبل الهجمات.
وزاد الفيصل: «إن الحكومة السعودية حاربت القاعدة بلا هوادة، وأن الرئيس بوش أشاد خلال اجتماعه معه بجهود السلطات السعودية في هذا الشأن».
وتابع: «إن الرئيس بوش أكد له أن مثل هذه الخطوات لا تأتي إلا من حليف قوي في الحرب ضد الإرهاب»، مضيفاً أن بوش قال له: إن «السعودية وأميركا ضحيتان للإرهاب، وشريكتان في الحرب ضده، ما يجعل لزاماً عليهما العمل معاً، وبصورة فاعلة في جو من الثقة المتبادلة من أجل كسب هذه الحرب».
وكان رد الأمير سعود الفيصل على الرئيس بوش خلال اجتماعهما: «المسؤولون السعوديون يشعرون بالقلق إزاء المزاعم التي تظهرهم وكأنهم لا يساعدون في الحرب ضد الإرهاب، خصوصاً في ظل التعاون المطرد منذ تفجيرات الرياض في 12 أيار (مايو) الماضي، التي راح ضحيتها 35 شخصاً، من بينهم تسعة إرهابيين».
وبحسب مصادر مطلعة أن الفيصل أبلغ بوش بأن الجانب السعودي يشعر بقلق بالغ إزاء مزاعم مشاركة السعودية في الهجمات، ما دفع الكثير من أعضاء الكونغرس إلى المطالبة بإجراء المزيد من التحقيقات.
وأكد الأمير سعود الفيصل أن نشر الصفحات المشطوبة من التقرير سيمكّن السعودية من الرد على أي ادعاءات على نحو صادق وواضح، وإزالة أي شكوك في الدور الحقيقي للمملكة في الحرب ضد الإرهاب، والتزامها بمكافحته.


الرابط :


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

السعوديون يحتفون بالذكرى السابعة لبيعة الملك سلمان

خادم الحرمين رافق مراحل التنمية على مدى 60 عاماً   الاثنين - 3 شهر ربيع الثاني 1443 هـ - 08 نوفمبر 2021 مـ رقم العدد [ 15686] الرياض: عمر البدوي وبندر مسلم يحتفي السعوديون اليوم بالذكرى السابعة لتولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز مقاليد الحكم في 23 يناير (كانون الثاني) الموافق (3 ربيع الثاني 1436هــ) ومبايعته ملكاً للبلاد، ورائداً لمرحلة جديدة تخوضها السعودية منذ وصوله قبل ٧ سنوات، كسابع ملوك المملكة بعد إعلان توحيدها عام 1932. الملك سلمان بن عبد العزيز الذي رافق مراحل مفصلية من عمر البلاد، اختبر خلالها المفاصل التاريخية التي آلت بالسعودية إلى ما هي عليه اليوم من تنمية وازدهار، ومن موقعه سابقاً، حيث كان أميراً لمنطقة الرياض لأكثر من خمسة عقود وتسميته أميراً لها عام 1955 وهو في عقده الثاني من العمر، راقب البلاد وهي تنمو. حتى أصبح قائداً للبلاد، وشاهداً على نهضتها الجديدة، في مختلف الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتنموية والتنظيمية، والأعمال والمشاريع والمبادرات السريعة والمتلاحقة على المستويين التنموي والاجتماعي، والتي أضحت بفضلها السعودية منافساً تلقائي...

انحسار الشافعية من جنوب السعودية : ماذا خسرت ” القنفذة ” بجفاف طبيعتها الدينية ؟

البندر | عمر البدوي - القنفذة استقر في ذهني أن المذاهب التي تشق طريقها في جسد كل دين هي بمثابة عمليات التسوية بين أوامر الشريعة وحاجات الإنسان ، بين المبادئ والمصالح ، بين الدين والدنيا ، بين الحق والهوى ، بين عزائم الدين وظروف البيئة ، وهذا يعطي الأديان فرصة العيش بانسجام واحترام مع البشرية ، كما أنه يعطيها القدرة على البقاء والصلاح لكل زمان ومكان . إذ تختلف طبائع البشر حسب جذورهم العرقية وظروفهم البيئية وتوافر الشروط المادية ، ولأن الأديان لا تصادم مصالح البشر ، فإن المذاهب تقدم جهداً في سبيل إعادة صياغة المقدس مع الواقع ، وتفسير النص على ضوء المصالح . كما أن الاختلاف وارد في سنن الكون وطبيعة البشر وتركيبة الدنيا ونسيج الحياة ، وهذا ما يفرز مذاهب متعددة تنتمي لها الطوائف عن قناعة ورضا وينبت على هوامشها التعصب لدوافع الانتماء العميق والاحتماء بالكيانات المختلفة التي تمنحهم الشعور بوجودهم وتميزهم وتمنحهم هوية البقاء والحياة . وكل من يصادم الطبيعة المودعة في مكنون الدنيا لأغراض سياسية أو اقتصادية أو حتى دينية متخيلة ، فإنه لابد سيقع في قبضة المغامرة غير المحسوبة وس...

«بيت الرشايدة».. «وقف» تحول «أكاديمية» تحتفظ بأسرار جدة

جدة – عمر البدوي   تسجل حارات وأزقة جدة القديمة، التي لا تزال تحتفظ بروحها وعبق تاريخها في الأبنية الشاهقة، وهي تقف في قلب المنطقة التاريخية، شهادة على النواة الأولى التي انبثقت منها واحدة من أهم المدن التجارية في تاريخ المملكة والشرق الأوسط. في حارة الشام، وتحديداً في شارع أبو عنبة، يقف معمار أخضر شامخاً بين أبنية المنطقة، على باب المبنى لوحة نُحتت عليها آية قرآنية، وأرّخت اللوحة في العام 1301 للهجرة. ويُسمى هذا المعمار «بيت الرشايدة»، نسبة إلى بانيه محمد عبدالرشيد، ويتكوّن من أدوار عدة، وأوقفه الرشيد علي العثماني في العام 1333هـ، بيت الرشايدة أو البيت الأخضر من أجمل البيوت التراثية وسط جدة القديمة، ويعود عمره إلى أكثر من 150 سنة. وتعود تسمية البيت إلى قبيلة الرشايدة التي ينتمي إليها بانيه وموقفه، وهي من القبائل المهاجرة من الحجاز وإليه. إلا أن ملكية البيت الآن تعود إلى وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد السعودية. ولأن البيت خلال الستينات الميلادية من القرن الماضي، احتضن نشاطاً أكاديمياً، تحول الآن وبفضل أحد فنّاني جدة إلى «أكاديمية حديثة»، بعدما استأجر...