التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المسلمون يعصرنون ضبط مواقيت الإمساك والإفطار ويطورون آلياتهم



دعت الهيئة العامة للمواصفات والمقاييس المواطنين والمقيمين الصائمين لضبط ساعاتهم على ساعتها الذرية، لضمان الدقة في مواعيد الإفطار والسحور. وقالت الهيئة: «لتتأكد من دقة ساعتك قبل السحور والإفطار.. اضبط ساعتك وفق أدق الساعات الذرية في هيئة المواصفات».
وأبانت أنه يمكن للجميع الاطلاع على ساعتها الذرية وضبط ساعاتهم عليها من خلال رابط يتيح للراغبين الدخول إليه ومتابعة عداد السلعة الذي يملأ الصفحة ويجري من دون توقف.

تراعي العبادات عموماً مسألة الوقت بحرص شديد، ويعد موسم الصوم واحداً من أكثر العبادات إلزاماً بمراعاة الوقت والعناية به، وابتكر المسلمون منذ القديم طرائق وأساليب مختلفة لتوحيد الوقت وإشعار بعضهم البعض بحلول موعد عبادة ما أو انتهائه.


بعض تلك الطرائق بقيت حيّة ومتبعة على رغم تقادم الوقت وربما تحولت إلى طقس ثقافي وشعبي أكثر منه حاجة حقيقية، ولا سيما في ظل الاستفادة المستمرة من التقنيات الحديثة التي يصل إليها العقل البشري في كل مرة، ويعجل المسلمون إلى توظيفها في ضبط مواقيت ومواعيد عباداتهم لضمان السلامة والتقليل من هامش الأخطاء.

ويظل مدفع رمضان واحداً من أكثر تلك التقاليد التي ارتبطت بتاريخ رمضان ولياليه، وهو مازال مستخدماً في مناطق مختلفة للمسلمين، أهمها الحرمين الشريفين.

وأعلنت إمارة منطقة المدينة المنورة عن تعليق استخدام مدفع رمضان خلال شهر رمضان لهذا العام 1439هـ لاستكمال بعض المتطلبات الفنية اللازمة٬ على أن يتم إعادة تشغيل مدفع رمضان العام المقبل. ويأتي تعليق عمل مدفع المدينة بعد ثلاث سنوات من إعادته للعمل بعد غياب 23 عاماً.

ولمدفع المدينة المنورة الصوتي مثل غيره إرث تاريخي كبير ارتبط بالشهر الفضيل، وأول أيام عيد الفطر، وكان يتم عبره إعلان حلول شهر رمضان المبارك في وقت كان هو الوسيلة الوحيدة التي تصل إلى جميع أهالي المدينة المنورة.

في مكة المكرمة لا يزال مدفع رمضان يدوّي في أرجاء المدينة، محتفظاً بعبقه التاريخي الأثير، لكن اتساع رقعة المدينة وانتشار نطاق أحيائها حرمها من متعة هذا الموروث الديني والشعبي، لكن ساعة مكة المكرمة المطلة على الكعبة المشرفة وأكبر ساعة برج في العالم تمكن جميع أحياء مكة المكرمة من على بعد يزيد على ثمانية كيلومترات من رؤيتها. وفي بعض المناسبات الإسلامية كدخول الأشهر الهجرية والأعياد، يتم إضاءة حزم ضوئية عمودية، ويبث آذان المسجد الحرام مباشرة من أعلى الساعة التي يسمعها من هم على مسافة سبعة كيلومترات تقريباً منها، وأثناء الآذان يتم إضاءة أعلى قمة ساعة مكة بواسطة٢١ ألف مصباح ضوئي يصدر أضواء لامعة باللونين الأبيض والأخضر يمكن رؤيتها من مسافة تصل إلى ٣٠ كيلومتراً من البرج وهي تشير بذلك إلى وقت دخول الصلاة.

كما تمكِّن هذه الإشارات الضوئية ذوي الحاجات الخاصة كضعاف السمع مثلاً أو الذين يوجدون على بعد من المسجد الحرام من معرفة وقت دخول الصلاة، وتكون واجهة الساعة باللون الأبيض والمؤشرات باللون الأسود نهاراً وباللون الأخضر والمؤشرات باللون الأبيض ليلاً.

وبالعودة إلى التاريخ، يأتي دور «المسحراتي» أو «المسحر» وهو لقب يُطلق على الشخص الذي يأخذ على عاتقه إيقاظ المسلمين في ليالي شهر رمضان لتناول وجبة السحور، حاملاً الطبل أو المزمار يقرع بها مع بعض التهليلات أو الأناشيد الدينية. ومع تقدم الزمن وتطور المجتمع والتكنولوجيا، بدأت هذه المهنة بالانقراض، واختفى «المسحراتي» من معظم الحارات والأحياء، بعدما كانت كلماته مشهورة ومتداولة بقوة في معظم الدول العربية.

ومع مرور الوقت توجهت الكثير من المؤسسات إلى طباعة توقيتات متوقعة عبر تقاوم سنوية وهجرية توزع في المساجد والمكاتب والمنازل.

التقويم أو الرُزْنامَة أو المُفَكّرَة هو جهاز أو أداة مادية (كُتيَّبٌ ورقى «دفتر» أو صحيفة حائط ورقية في كثير من الأحيان) تستخدم لتحديد التواريخ أو التذكير بها.

اليوم بفضل النقلة النوعية في الأجهزة التكنولوجية أصبح استخدام كثير من هذه الأساليب التقليدية مستبعداً إلا من باب الحفاظ على التراث واستعراضه للفرجة والاستمتاع، إذ أسهم كثير من المنتجات الحديثة في إعطاء توقيتات دقيقة وميسرة.

ويملك كل شخص الآن فرصة التعرف على الوقت وضبط ساعته مباشرة عبر الهاتف، إذ تتيح الأجهزة الذكية التي اختصرت الكثير في كف اليد، توفير تطبيقات وبرامج تقوم بكل المهمات والخدمات.

وبفعل ملازمة الشخص لهاتفه غالبية الوقت واعتماده عليه في كل حاجاته المتعددة، أصبحت بعض الهواتف ترفع الأذان وتنبه إلى مواعيد الإمساك والإفطار وبقية الواجبات التي يحتاج المرء القيام بها في حدود أوقاتها ومواعيدها من دون تجاوز ولا تخلّف.



الرابط :




تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

السعوديون يحتفون بالذكرى السابعة لبيعة الملك سلمان

خادم الحرمين رافق مراحل التنمية على مدى 60 عاماً   الاثنين - 3 شهر ربيع الثاني 1443 هـ - 08 نوفمبر 2021 مـ رقم العدد [ 15686] الرياض: عمر البدوي وبندر مسلم يحتفي السعوديون اليوم بالذكرى السابعة لتولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز مقاليد الحكم في 23 يناير (كانون الثاني) الموافق (3 ربيع الثاني 1436هــ) ومبايعته ملكاً للبلاد، ورائداً لمرحلة جديدة تخوضها السعودية منذ وصوله قبل ٧ سنوات، كسابع ملوك المملكة بعد إعلان توحيدها عام 1932. الملك سلمان بن عبد العزيز الذي رافق مراحل مفصلية من عمر البلاد، اختبر خلالها المفاصل التاريخية التي آلت بالسعودية إلى ما هي عليه اليوم من تنمية وازدهار، ومن موقعه سابقاً، حيث كان أميراً لمنطقة الرياض لأكثر من خمسة عقود وتسميته أميراً لها عام 1955 وهو في عقده الثاني من العمر، راقب البلاد وهي تنمو. حتى أصبح قائداً للبلاد، وشاهداً على نهضتها الجديدة، في مختلف الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتنموية والتنظيمية، والأعمال والمشاريع والمبادرات السريعة والمتلاحقة على المستويين التنموي والاجتماعي، والتي أضحت بفضلها السعودية منافساً تلقائي...

انحسار الشافعية من جنوب السعودية : ماذا خسرت ” القنفذة ” بجفاف طبيعتها الدينية ؟

البندر | عمر البدوي - القنفذة استقر في ذهني أن المذاهب التي تشق طريقها في جسد كل دين هي بمثابة عمليات التسوية بين أوامر الشريعة وحاجات الإنسان ، بين المبادئ والمصالح ، بين الدين والدنيا ، بين الحق والهوى ، بين عزائم الدين وظروف البيئة ، وهذا يعطي الأديان فرصة العيش بانسجام واحترام مع البشرية ، كما أنه يعطيها القدرة على البقاء والصلاح لكل زمان ومكان . إذ تختلف طبائع البشر حسب جذورهم العرقية وظروفهم البيئية وتوافر الشروط المادية ، ولأن الأديان لا تصادم مصالح البشر ، فإن المذاهب تقدم جهداً في سبيل إعادة صياغة المقدس مع الواقع ، وتفسير النص على ضوء المصالح . كما أن الاختلاف وارد في سنن الكون وطبيعة البشر وتركيبة الدنيا ونسيج الحياة ، وهذا ما يفرز مذاهب متعددة تنتمي لها الطوائف عن قناعة ورضا وينبت على هوامشها التعصب لدوافع الانتماء العميق والاحتماء بالكيانات المختلفة التي تمنحهم الشعور بوجودهم وتميزهم وتمنحهم هوية البقاء والحياة . وكل من يصادم الطبيعة المودعة في مكنون الدنيا لأغراض سياسية أو اقتصادية أو حتى دينية متخيلة ، فإنه لابد سيقع في قبضة المغامرة غير المحسوبة وس...

«بيت الرشايدة».. «وقف» تحول «أكاديمية» تحتفظ بأسرار جدة

جدة – عمر البدوي   تسجل حارات وأزقة جدة القديمة، التي لا تزال تحتفظ بروحها وعبق تاريخها في الأبنية الشاهقة، وهي تقف في قلب المنطقة التاريخية، شهادة على النواة الأولى التي انبثقت منها واحدة من أهم المدن التجارية في تاريخ المملكة والشرق الأوسط. في حارة الشام، وتحديداً في شارع أبو عنبة، يقف معمار أخضر شامخاً بين أبنية المنطقة، على باب المبنى لوحة نُحتت عليها آية قرآنية، وأرّخت اللوحة في العام 1301 للهجرة. ويُسمى هذا المعمار «بيت الرشايدة»، نسبة إلى بانيه محمد عبدالرشيد، ويتكوّن من أدوار عدة، وأوقفه الرشيد علي العثماني في العام 1333هـ، بيت الرشايدة أو البيت الأخضر من أجمل البيوت التراثية وسط جدة القديمة، ويعود عمره إلى أكثر من 150 سنة. وتعود تسمية البيت إلى قبيلة الرشايدة التي ينتمي إليها بانيه وموقفه، وهي من القبائل المهاجرة من الحجاز وإليه. إلا أن ملكية البيت الآن تعود إلى وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد السعودية. ولأن البيت خلال الستينات الميلادية من القرن الماضي، احتضن نشاطاً أكاديمياً، تحول الآن وبفضل أحد فنّاني جدة إلى «أكاديمية حديثة»، بعدما استأجر...