التخطي إلى المحتوى الرئيسي

الحرب في اليمن: هل تجبر هجمات الحوثي على السعودية الرياض للعودة لطاولة المفاوضات لحل الصراع؟

قسم المتابعة الإعلامية

حطام صاروخ باليستي أطلقه الحوثيون على العاصمة السعودية الرياضمصدر الصورةREUTERS
Image captionحطام صاروخ باليستي أطلقه الحوثيون على العاصمة السعودية الرياض

ناقشت صحف عربية ورقية وإلكترونية الهجمات الأخيرة التي شنتها حركة أنصار الله الحوثية في اليمن على الرياض ومناطق أخرى بالمملكة العربية السعودية.

وأكد عدد من المعلقين أن هذه الهجمات، التي استخدم فيها الحوثيون الطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية، ينبغي أن تدفع الطرفين للرجوع إلى طاولة المفاوضات للوصول لحل سلمي للحرب في اليمن التي دخلت عامها السادس.

"سلوك مرفوض"

يقول عبدالرحمن الطريري في العرب اللندنية: "ولعل أكثر ما اتكأ عليه الحوثي خلال الأشهر الماضية، هو الخلاف بين الحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي، وهو ما اعتبر فرصة ذهبية حيث سيقاتل الأعداء بعضهم، والمنتصر منهم سيكون أوهن من أن يجابه الميليشيا المدعومة من إيران، ولعل مشاورات جده ثم اتفاق الرياض كانت أكبر الأخبار الحزينة للحوثيين، وكان رهانهم الأكبر ألا يبرح هذا الاتفاق مكانه ولا يدخل حيز التنفيذ".

ويشدد الكاتب أن "العملية في حقيقة الأمر كانت انتقاما للخسائر المتصاعدة على المستوى البشري وعلى مستوى الآليات العسكرية".

وفي الصحيفة نفسها، ينتقد عمر علي البدوي الحوثيين بالقول "يرفض الحوثي أي فرصة للسلام وتجسير الهوّة بين الأشقاء، على الطريقة الإيرانية، فإن أنهار الدماء والفوضى والاضطراب هي شروط الأرضية المناسبة لإقامة مشروعه وتثبيت أركان حلمه بالسيطرة على أراض عربية جديدة".

وفي صحيفة المدينة السعودية، يقول علي خضران القرني: "إلى متى وشرذمة الإرهاب الحوثية مستمرة في استهداف المدنيين في مدن وقرى المملكة الجنوبية وبعض المدن اليمنية على مرأى ومسمع من دول العالم المحبة للسلام؟ التي طالما شجبت واستنكرت تصرفاتهم الخارجة على الأنظمة والقوانين التي تُحرِّم الاعتداء على حقوق الآخرين، دون وجه حق؟"

ويطالب الكاتب السعودية بمواصلة العمل حتى يتم القضاء "على مطامع ومؤامرات الحوثيين الإرهابية ومن يُساندهم في إيران بالاستمرار في مواجهتهم حتى انصياعهم لما صدر في حقهم من قرارات وأعراف دولية تلزمهم بالتوقف عن اعتداءاتهم المستمرة بعيداً عن المطامع الشخصية والأهداف التوسعية".

كما تقول اليوم السعودية في افتتاحيتها "إن ما تقدم عليه تلك الميليشيا يعد سلوكا مرفوضا وامتهانا واضحا لكرامة وإنسانية الشعب اليمني وخرقا فاضحا للدستور وكل المواثيق الدولية وقيم المساواة والعدالة الاجتماعية، ومحاولة تجريف بائسة للهوية اليمنية وخلق تمييز عنصري سلالي منبوذ في أوساط المجتمع اليمني".

وتضيف الصحيفة أن المملكة ترمي إلى "وقف إطلاق النار بهدف تنفيذ اتفاق الرياض"، مشددة "أن المسار الذي تدعمه المملكة بشهادة وتأييد العالم نحو تحقيق السلام في اليمن هو الخيار الراهن والذي يتفق مع توجهات السعودية وإستراتيجياتها الداعمة لخيارات الأمن والاستقرار وتحقيق السلامين الإقليمي والدولي".

"صنعاء تذل الرياض عسكريًا"

قوات موالية للحوثيينمصدر الصورةREUTERS

وتؤكد رأي اليوم اللندنية في افتتاحيتها أن "الرسالة الأبرز التي يُمكِن استِخلاصها من الهجمات أن هذه الحركة باتت قوة عسكرية إقليمية يجب أخذها بعين الاعتِبار، ليس لأنّ قدراتها الهجومية تزداد تطورا وفاعلية، وإنّما لأن صواريخها باتت أكثر دقة أيضا، والأهم من ذلك قدرة القيادة السياسية على اتخاذ القرار بالرد الانتقامي على أي هجمات للتحالف السعودي وطائراته على اليمن".

وتؤكد الصحيفة أن "الهُجوم الصّاروخي الأخير الذي استَهدف العاصمة الرياض، يجب أن يُعجِّل بالعودة إلى مُفاوضاتٍ جديّةٍ بين التّحالف السّعودي وحركة أنصار الله، للتوصّل إلى تسويةٍ لإنهاء الحرب، وأهم شُروط هذه التّسوية الاعتِراف بالخصم وقُدراته العسكريّة وبتآكلِ مكانه، ونُفوذ حُكومة الشرعيّة التي باتت مُهمَّشةً وخارج الحِسابات السياسيّة".

وتحت عنوان "صنعاء تذل الرياض عسكريًا وتحرج واشنطن"، يقول إسماعيل المحاقري في صحيفة الثورة اليمنية: "عملية توازن الردع الرابعة هي الأكبر من بين ما سبقها من عمليات الرد على العدوان والحصار الظالم بزخم القدرات الهجومية ونوعيتها كما هي الأهم لناحية تحطيم هيبة النظام السعودي وكسر عنجهيته وهز الثقة به في أوساط جمهوره وداعميه لاستهداف منشآت سيادية كوزارة الدفاع والاستخبارات العسكرية وقاعدة سلمان الجوية ومواقع عسكرية في الرياض وجيزان".

ويؤكد الكاتب أن العملية توجه أيضا "رسالة قوية للإمارات بأن عليها التخلي عن أوهام وأحلام التمدد في السواحل والجزر اليمنية، وهي كذلك رسالة لداعمي تحالف العدوان بأن الشعب اليمني ماض في ممارسة حقه المشروع في قصف الأهداف والمنشآت الأكثر حيوية حتى يحقق اليمن حريته واستقلاله ويحجز مكانه الطبيعي الفاعل والمؤثر في محيطه والإقليم".

وفي الجريدة نفسها، يقول عبدالرحمن مراد "المعادلة اليوم تحمل تبدلا كثيرا يجمع عليه كل الخبراء والمحللين وهو أن المعركة كانت استنزافا عسكريا واقتصاديا للعدو السعودي وأن النتائج لم تكن لصالح السعودية بالمطلق، بل ورأى الكثير من الذين ظهروا في وسائل الإعلام أن السعودية تتجرع هزيمة مُرّة في اليمن".

ويضيف الكاتب "ومن هنا يمكن القول إن أمل حكام السعودية في تحقيق النصر على اليمن واليمنيين أصبح أملا مستحيلا وهو لن يتأتى وقد حاول الواقع وحاولت الأحداث أن تبعث رموزها وإشاراتها إن كان هناك من يعقل من حكام السعودية ومن يتبعهم، فاليمن بلد عصي على الانكسار".



الرابط :

https://www.bbc.com/arabic/inthepress-53193332


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

انحسار الشافعية من جنوب السعودية : ماذا خسرت ” القنفذة ” بجفاف طبيعتها الدينية ؟

البندر | عمر البدوي - القنفذة استقر في ذهني أن المذاهب التي تشق طريقها في جسد كل دين هي بمثابة عمليات التسوية بين أوامر الشريعة وحاجات الإنسان ، بين المبادئ والمصالح ، بين الدين والدنيا ، بين الحق والهوى ، بين عزائم الدين وظروف البيئة ، وهذا يعطي الأديان فرصة العيش بانسجام واحترام مع البشرية ، كما أنه يعطيها القدرة على البقاء والصلاح لكل زمان ومكان . إذ تختلف طبائع البشر حسب جذورهم العرقية وظروفهم البيئية وتوافر الشروط المادية ، ولأن الأديان لا تصادم مصالح البشر ، فإن المذاهب تقدم جهداً في سبيل إعادة صياغة المقدس مع الواقع ، وتفسير النص على ضوء المصالح . كما أن الاختلاف وارد في سنن الكون وطبيعة البشر وتركيبة الدنيا ونسيج الحياة ، وهذا ما يفرز مذاهب متعددة تنتمي لها الطوائف عن قناعة ورضا وينبت على هوامشها التعصب لدوافع الانتماء العميق والاحتماء بالكيانات المختلفة التي تمنحهم الشعور بوجودهم وتميزهم وتمنحهم هوية البقاء والحياة . وكل من يصادم الطبيعة المودعة في مكنون الدنيا لأغراض سياسية أو اقتصادية أو حتى دينية متخيلة ، فإنه لابد سيقع في قبضة المغامرة غير المحسوبة وس...

السعوديون يحتفون بالذكرى السابعة لبيعة الملك سلمان

خادم الحرمين رافق مراحل التنمية على مدى 60 عاماً   الاثنين - 3 شهر ربيع الثاني 1443 هـ - 08 نوفمبر 2021 مـ رقم العدد [ 15686] الرياض: عمر البدوي وبندر مسلم يحتفي السعوديون اليوم بالذكرى السابعة لتولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز مقاليد الحكم في 23 يناير (كانون الثاني) الموافق (3 ربيع الثاني 1436هــ) ومبايعته ملكاً للبلاد، ورائداً لمرحلة جديدة تخوضها السعودية منذ وصوله قبل ٧ سنوات، كسابع ملوك المملكة بعد إعلان توحيدها عام 1932. الملك سلمان بن عبد العزيز الذي رافق مراحل مفصلية من عمر البلاد، اختبر خلالها المفاصل التاريخية التي آلت بالسعودية إلى ما هي عليه اليوم من تنمية وازدهار، ومن موقعه سابقاً، حيث كان أميراً لمنطقة الرياض لأكثر من خمسة عقود وتسميته أميراً لها عام 1955 وهو في عقده الثاني من العمر، راقب البلاد وهي تنمو. حتى أصبح قائداً للبلاد، وشاهداً على نهضتها الجديدة، في مختلف الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتنموية والتنظيمية، والأعمال والمشاريع والمبادرات السريعة والمتلاحقة على المستويين التنموي والاجتماعي، والتي أضحت بفضلها السعودية منافساً تلقائي...

«بيت الرشايدة».. «وقف» تحول «أكاديمية» تحتفظ بأسرار جدة

جدة – عمر البدوي   تسجل حارات وأزقة جدة القديمة، التي لا تزال تحتفظ بروحها وعبق تاريخها في الأبنية الشاهقة، وهي تقف في قلب المنطقة التاريخية، شهادة على النواة الأولى التي انبثقت منها واحدة من أهم المدن التجارية في تاريخ المملكة والشرق الأوسط. في حارة الشام، وتحديداً في شارع أبو عنبة، يقف معمار أخضر شامخاً بين أبنية المنطقة، على باب المبنى لوحة نُحتت عليها آية قرآنية، وأرّخت اللوحة في العام 1301 للهجرة. ويُسمى هذا المعمار «بيت الرشايدة»، نسبة إلى بانيه محمد عبدالرشيد، ويتكوّن من أدوار عدة، وأوقفه الرشيد علي العثماني في العام 1333هـ، بيت الرشايدة أو البيت الأخضر من أجمل البيوت التراثية وسط جدة القديمة، ويعود عمره إلى أكثر من 150 سنة. وتعود تسمية البيت إلى قبيلة الرشايدة التي ينتمي إليها بانيه وموقفه، وهي من القبائل المهاجرة من الحجاز وإليه. إلا أن ملكية البيت الآن تعود إلى وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد السعودية. ولأن البيت خلال الستينات الميلادية من القرن الماضي، احتضن نشاطاً أكاديمياً، تحول الآن وبفضل أحد فنّاني جدة إلى «أكاديمية حديثة»، بعدما استأجر...