المتاحف الشخصيّة: تجسير فجوة الحنين إلى الماضي
تشكّل المَتاحف الشخصيّة موقفًا فرديًّا، تجاه الحنين إلى الماضي، وتحويل شلال الشعور بالانتماء والأصالة إلى اجتهاد فنيّ، في إقامة فضاءات محليّة، تحتفظ بهذا الشعور مفعمًا ومتّقدًا، وتستدعي الجمهور لتشهد على هذا التعانق والتعالق الأثير بين الماضي والحاضر، في صدر إنسان ما، أو في مُتحفه الشخصيّ.
التنوّع في السعوديّة، يتمثل بوضوح في خارطة واسعة من المتاحف الشخصيّة، إذ تعبّر كلُّ مدينة أو منطقة عن نفسها وموروثها، عبر المبادرات الفرديّة والنوعيّة التي سنتعرّف بعضها، وقد أبقت على خط الاتصال مع الماضي حيًّا ونابضًا حتى اليوم.امتداد
الطرب الينبعاويّ يسكنه الشجن والحنين والوجد، إذ كان الغوص في البحر مهنة أهل الساحل الغربيّ، والإبحار في الألحان والكلمات يوازي الإبحار في المسافات البعيدة التي يقطعها البحّارة في عُرض الماء.
"السمْسميّة" وهي الآلة المرافقة، تُصدر نشيجًا يكسو الأمسيات الطربيّة بوقار التواجد الذي يقطع أكباد الرجال بالحنين إلى أرضهم.
للفلكلور أشكالٌ: كالرّديح، والخبيتي، وألعاب الزير، والبدوانيّ، وبينما تحاول الألوان التي يرتديها الراقصون أن تتحايل على الحزن المكنون بالصدور، تنهال سهام الشوق من الموّال الينبعاويّ الشجيّ، ولا يبدد ذلك سوى كفوف البحّارة وهي تصفّق طربًا للفنّ واللحن.
جسور
ميناء صاخب، وأناس يتدفقون، وغناء لا ينقطع، سفنٌ تفرغ حمولتها ويتهافت الناس عليها، وأخرى تتأهّب للإبحار، صورة لحياة مدينة مأهولة بالفايكنج.
شعوبٌ جرمانيّة نورديّة، من: الملّاحين، وتجار المناطق الإسكندنافية، ومحاربيها، هاجموا السواحل البريطانيّة والفرنسيّة وأوروبا، أواخر القرن الثامن، وحتى القرن الحادي عشر، ولم تبق إلا: بعض الشواهد، والانطباعات التاريخيّة، عن مظاهر الحياة الاجتماعيّة، والتجاريّة، والطقوس الدينيّة، وتقاليد الطعام والولائم، والمواهب الموسيقيّة .
سفن الفايكنج التي تملأ جنبات مُتحفها في مدينة أوسلو النرويجيّة خير شاهد، السفن النحيلة والمرنة، التي تحمل طابعًا حربيًّا وآخر تجاريًّا، أضحت حجر زاوية ثقافة الاسكندنافيّين لآلاف السنين.
كان نبلاؤهم يُدفنون رفقة السفن الفاخرة، فيما كان رجال الفايكنج بلحاهم الكثّة والشخصيّات الصارمة لا يترددون عن ارتكاب الفظائع، للاحتفاظ بالتجارة، والاستئثار بأرباحها.
تعليقات
إرسال تعليق