هذه الأرض ليست مجرد فلاة كبيرة، فيها الكثير مما لا ننتبه إليه، الطبيعة ساحرة وثرية وغنية بأكثر مما توقفنا عند معرفته، لكننا منصرفون عنها تماماً، مأخوذون بالأدوات الصناعية التي أنتحها التقدم، ونسينا الطبيعة الأم، الحضن الذي تلتئم فيه كل الكائنات، الإنسان وحده بنى حائطاً ضخماً من العزلة بينه وبين الطبيعة والأرض التي سخرت له بكل ما حوت وانطوت من التنوع والثراء.
هذا ما يخالجك وأن تتبع رحلات ومغامرات واكتشافات «علي بن أحمد الشهري» الذي تعبر أطروحاته على منصات التواصل الاجتماعي عن دعوة مفتوحة للعودة مجدداً إلى حضن الطبيعة، التوبة عن هذا الانصراف الطويل عنها، والأوبة إليها للاستمتاع بما أغناها الله به من المخلوقات والتضاريس والتكوينات.بلا ملل تستطيع أن تمشي في مناكب الأرض وتعرج في تضاريسها المختلفة، المؤكد أنك لن تأتي على كل شيء فيها، لكن ستأخذ نصيبك وحقك من فرص الدهشة والمتعة والإلف.
الموقع لقب مشهد الجبل الغريب حسب عدسة الشهري بكعكة الصحراء وقال: «قد تستغرب سبب وجود قطعة كعك مكعبة الشكل كهذه في وسط الصحراء، ولكن التشبيه في محله، إذ ان لونها وشكلها جعل العديد من السياح يصفونها بلقب «كعكة الصحراء،» إعجاباً منهم بهذا المعلم التاريخي».
«الحياة» التقت بالشهري محب الحياة البرية وهاوي تصوير الطبيعة التي يرى فيها «جمال الخالق وعظمته».
عن بدايات اهتمامه بهذا الجانب يقول: «حب الطبيعة والحياة البرية كان ملازما لي منذ الصغر، ولا أزال أتذكر شغفي بمنهج العلوم في المرحلة الابتدائية في التسعينات الهجرية لما كان يحتويه من صور ومعلومات عن بعض الأحياء البرية، وفي المرحلة المتوسطة كنت أمتلك كاميرتان فيلمية أصور بهما ما يمر المشاهد الطبيعية في تنومة عند قدومنا إليها في الإجازة الصيفية من الرياض».
وعن أبرز ما علق في ذهنه مع تعدد جولاته ورحلاته يقول: «المملكة العربية السعودية غنية بالمعالم الطبيعية الجميلة والمبهرة، ومن أكثر ما علق في ذهني جبال محجة غرب حائل، والقوس الصخري الضخم شرق بيشة، وقلوت وادي صقارن في العرضيات، وفوهة بركان الوعبة في المويه». لكنه غير سعيد بمدى قدرة المدن على استيعاب هذا النوع من النشاطات برغم أن المعالم السياحية الطبيعية في المملكة مهيأة لأن تتصدر المواقع العالمية ما توفرت لها الخدمات والحماية، ولكن كثيراً من المواقع الجميلة مهمل سياحياً من جميع النواحي، فلا الطريق إليها مهيأ ولا الخدمات متوفرة، ولا حماية هذه المعالم من العبث متوفرة.
ويأمل أن تساعد رؤية المملكة ٢٠٣٠ في تحسين ظروفها ، ومن ذلك برنامج «جودة الحياة» الذي يتصدر قائمة البرامج التنفيذية لرؤية 2030 ومن أهدافه تطوير قطاع السياحة، ويؤكد «لاحظنا في هذا العام تحولات إيجابية كبيرة في هذا الجانب من آخرها إنشاء المحميات الملكية الضخمة، التي ستسهم بإذن الله في الحفاظ على ما تبقى من إرث طبيعي ضخم في أنحاء كثيرة من المملكة».
الرابط :
تعليقات
إرسال تعليق