أعطت التقنية الكثير من الفرص لجيل الشباب، الإقبال على الإنترنت ليس للاستهلاك الفارغ دائماً وإزجاء الكثير من الوقت في التهام ساعات على اليوتيوب والشبكات الاجتماعية بلا معنى، أحياناً تكون عتبة لمشروع تجاري، أو موهبة فتية تتفتق، أو بدايات باكرة لسيرة كاتب كبير ومميز، للتقنية الكثير من مفردات النجاح وأبواب الوصول إلى نهايات المجد والتميز.
ونماذج الشباب السعودي في هذا الباب كثيرة، وهي تتزايد بشكل ملحوظ، في ظل التشجيع الذي تبديه ظروف البيئة العملية والاقتصادية السعودية الآن.تقف الشابة السعودية جيهان الحربي في واحد من أركان أحد معارض مدينة جدة، بمعيتها مجموعة من الفتيات، تعرف نفسها بمبادرة ومنصة للتشجيع على القراءة وإشاعة ثقافة الكتاب٬ لكن ركنها يكاد يخلو من الكتب، في الوقت الذي كان يجب أن يحيط بها مئات المجلدات والمؤلفات.
وتعد رفوف منصة تجارة إلكترونية، تتيح لعملائها شراء وبيع الكتب المستعملة وغيرها من خلال تسهيل وصول العملاء إلى الكتب بأسعار معقولة، علاوة على نشر الوعي لدى المستهلكين؛ عبر إعادة تداول الكتب المستعملة؛ ما يؤدي إلى منافع اقتصادية، على مستوى الفرد أو على مستوى المجتمع. انطلقت الفكرة باجتماع جيهان مع زميلتها إسراء حسني، وتقدمت بها لإحدى المسابقات المحلية، وفازت بدعم وتمويل جعل حلمها يتحقق على الأرض وينمو سريعاً.
إذ وافق مركز أرامكو السعودية لريادة الأعمال «واعد» على تمويل شركة رفوف بمبلغ 100 ألف ريال سعودي، بعد أن عرضت رائدة الأعمال السعودية جيهان الحربي - الرئيسة التنفيذية - فكرتها على «واعد» للحصول على التمويل اللازم.
«رفوف» تقوم على هدف معرفي وثقافي عبر تسهيل حصول العميل على الكتب التي تلائم اهتماماته وثقافته بأسعار في متناول الجميع، خاصة وأن تأسيس الشركة، سبقه عمل دراسة وافية للسوق قام بها فريق العمل المكوَّن من ثلاث سيدات، لاسيما وأن نسبة عدد المشتركين في خدمات الإنترنت تزداد بين الحين والآخر؛ ما يُتوقع معه استمرار نمو الطلب على خدمات المشروع من كتب مدرسية وجامعية ومطبوعات وكتب دينية وعلمية وفنية وأدبية، علاوة على توفير الكتب المطبوعة بطريقة برايل للمكفوفين، إضافة إلى القواميس والموسوعات.
وأصبحت جيهان تقف الآن مع ١٠ فتيات متطوعات، يستقبلنك بضيافة عربية وشرح وافٍ عن المشروع الفتيّ والذكي، تستقبل المنصة الراغبين في تبادل الكتب وعرضها للراغبين في شرائها، دون أن يكلفك الأمر أي أعباء مادية أو جهد، غير عملية التبادل المعرفي عبر المنصة.
تتطور المبادرة في كل مرة عبر زيادة الأفكار المساندة والمنصات الإضافية، من ذلك مبادرة رفوف لتقييم الكتب، التي تهدف لزيادة عدد القراء ونشر عادة القراءة وحب الكتاب وإذكاء عادة تداولها بين كل الفئات العمرية ورفع مستوى الفرد ثقافياً، يتم كل ذلك عبر استثمار الفرص التقنية ومساحة التواصل التي تتيحها شبكات التواصل الاجتماعي. جيهان سعيدة بحجم الإقبال الذي تجده في الركن الخاص بمبادرتها، وتحصل في كل يوم على ما يزيد على ٥٠ مسجلاً وطلباً للانضمام، وتؤمن أن الكتاب أفضل فرص التواصل وتنمية الذات، وأن الخصام النكد بين الوسائل التقليدية والحديثة سينتهي عندما نحسن استغلال الفرص واستثمارها.
الرابط :
تعليقات
إرسال تعليق