قسم المتابعة الإعلاميةبي بي سي
- 27 يناير/ كانون الثاني 2019
لقت صحف عربية على تدشين هيئة الترفيه السعودية استراتيجية جديدة للترفيه في المملكة، في سياق "البرنامج الإصلاحي" الذي تبنته القيادة السعودية لتحديث البلاد.
وامتدح كتاب سعوديون البرنامج الذي أعلن عنه مؤخرا رئيس الهيئة السعودية الجديد، تركي آل الشيخ، حيث وصفوا صناعة الترفيه بأنها ستكون "ذراعا اقتصادية مهمة تدرّ المليارات وتوفر آلاف الفرص".
بيد أن عددا من الكتاب أشاروا إلى بعض التحديات التي تواجه صناعة الترفيه في السعودية، ومنها إرث الفتاوى التي تُحرم هذا النوع من الفعاليات قبل أن يُطلق ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، برنامجه الطموح "رؤية 2030" لتحديث المملكة.
"النفط السعودي الجديد"
تقول صحيفة "الرياض" السعودية إن "صنّاع الترفيه يستبشرون بالاستراتيجية الجديدة، ويصفونها بالنقلة النوعية".
ويشير ناصر الصرامي في "الجزيرة" السعودية إلى أن "تدشين مرحلة جديدة من صناعة الترفيه في المملكة السعودية، ومرحلة إعادة بث الفرح والسعادة والتفاؤل والإيجابية، ولتضع حياتنا الطبيعية في مسارها الصحيح".
ويُعرب رجا المطيري في مقاله بصحيفة "الرياض" السعودية عن دعمه لرئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للترفيه السعودية بقوله إنه "أحيا صناعة الترفيه وهو لم يزل في بداية المشوار، وكل المؤشرات تقول إنه في الطريق الصحيح نحو الهدف الذي أعلنه بشجاعة في المؤتمر؛ وهو أن تكون المملكة من ضمن أفضل عشر وجهات ترفيهية في العالم".
ويشدد فاضل العماني على أهمية قطاع الترفيه الاقتصادية في مقاله بصحيفة "الرياض" السعودية قائلا إنه أصبح "النفط السعودي الجديد الذي بدأت تُكتشف ثرواته وكنوزه وإمكاناته".
ويضيف أن الترفيه "تحوّل إلى منظومة صناعية لها أدواتها وآلياتها ومقوماتها، وأصبح ذراعاً اقتصادية مهمة تدرّ المليارات وتوفر آلاف الفرص، بل هو الآن أحد أهم مصادر الفخر والإلهام للأمم والشعوب المتقدمة".
ويشدد على أن : "قطاع الترفيه الجديد، وكما أكد رئيسه الجديد، لن يكون فقط حفلات غنائية وعروضاً مسرحية ومدناً ترفيهية، وهي بلا شك مهمة وضرورية، ولكنه كقطاع تنموي كبير وكصناعة حيوية مهمة، أكبر بكثير من كل ذلك، فهو يتضمن العديد من التجارب والخبرات والمنافسات العالمية التي تُشكّل (بازار الترفيه الكبير) الذي تتحاصصه الدول الكبرى".
تحديات تواجه هيئة الترفيه
ويدعو على القاسمي بمقاله في "الحياة" اللندنية هيئة الترفيه السعودية إلى "أن تعد جيداً وتفكر بهدوء قبل المضي في أي مشروع وخطوة عمل وتؤمن أن التحديات والصراعات قدرها ولو في السنوات الأولى من العمل والأمل، وعليها في الوقت ذاته أن تكون متأهبة لحظة بلحظة لتوضيح اللبس المستمر أو الاعتراف بالخطأ والتقصير والإهمال إن كان له حيز ومكان، فالسكوت لا يحل شيئاً والصمت يغلف موقفها بالإرباك والارتباك".
ويشير إلى أن هيئة الترفيه تواجه "حالة عدم رضا شعبي واقتناعاً متذبذباً من بعض أفراد المجتمع الذين يتفاعلون مع كل حدث تكون الهيئة ضلعاً ثابتاً به أو مسهما فيه أيا كان نوع الإسهام".
ويقول عمر البدوي في "العرب" اللندنية : "لا يشكل الترفيه مجرد اجتهادات لسد ثغرات كانت موجودة في جدار الواقع والاهتمام الحكومي، بل يحتلّ أهمية كبيرة في سلم أولويات الحكومة السعودية".
ويري الكاتب أن الترفيه "يساعد في تفكيك حالة الاحتباس بعد سنوات من التشدد والانغلاق".
لكنه يشير إلى وجود"بعض التحفظات الاجتماعية التي لا تخفى على واقع معتدّ بتراثه وأصالته ولا يتحمس لفرص الانفتاح والتنوع الجديدة، تختلط بأفكار تتسم بمواقف صارمة ونظرات مشوشة عن ابتذال الترفيه".
ويقول إنه "يتم توظيف هذه الخلفية الاجتماعية المرتابة من جديد الترفيه، في ابتعاث خطابات حرّاس التشدد والنفخ في المبالغات الأيديولوجية وتوجيه التهم المخزونة بالتشكيك تجاه فرص الترفيه".
ويقول فهد الشقيران في "الشرق الأوسط" اللندنية إن "ثمة دعاة على أبواب جهنم يشككون الناس في المشاريع التنموية، والانطلاقات الفكرية، علينا أن نواجه حربهم بحربٍ مضاعفة".
ويرى أن "الضرب الذي تعرض له المجتمع بسياط الصحوة المتطرفة بقيت آثاره حتى الآن: التوجس من كل جديد، الخوف من غول التغريب وهجر المجتمع للشريعة".
ويضيف: "بعد إعلان مشروع الترفيه نشطت خلايا مدمرة، مدعومة من قوى إقليمية شريرة، ومن القتلة والمأجورين والسفاحين من أنظمة وأذرع إرهابية هدفها تشويه السعودية ومرحلتها التنموية الحالية، دفعت بآلاف الرسائل على الأجهزة الكفية، ظاهرها فيها الخوف على الدين، وذرف الدموع، وادعاء حراسة الفضيلة والحق، وباطنها الإخلال بالأمن القومي السعودي، ومحاولة الإساءة إلى المملكة العربية السعودية وقيادتها".
وتقول سكينة المشيخص في "اليوم" السعودية: "في المملكة تأخرنا كثيرا في التعاطي الفني مع السينما من واقع أهميتها ودورها في تطوير الوعي، بغض النظر عن الملاحظات التي يمكن أن تلحق بذلك الدور".
"صدام مع إرث الفتاوى"
وتتساءل "الشرق" القطرية: "هل السعودية في طريقها لتصبح دولة علمانية؟" وذلك "بعد السماح لكل ما كان يعد محرماً في الماضي بفتاوى رسمية".
وتعليقا على الإعلان عن إحياء النجمة العالمية، ماريا كاري، أول حفلة غنائية في السعودية قريبا، يتساءل موقع "المدن" الإلكتروني: "هل تدافع مارايا كيري عن المعتقلات في السعودية؟".
ويشير موقع "الخليج الجديد" الإلكتروني إلى أن "فعاليات هيئة الترفيه السعودية محرمة بفتاوى علماء المملكة".
يقول جابر بقشان في "الخليج الجديد": "لم يوضح رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للترفيه، تركي آل الشيخ على أي مرجعية استند في تحديد تعاليم الدين الحنيف، أو عادات المجتمع السعودي، عندما أكد أن (روزنامة الخطط والفعاليات) التي أطلقها لهيئته بتعاقدات مع شركات عالمية لن تخالف تعاليم الشريعة".
ويضيف: "الواقع أن الفعاليات الجديدة التي تعتزم هيئة الترفيه السعودية إقامتها خلال الفترة المقبلة تصطدم بإرث فقهي من عشرات الفتاوى والمؤلفات والاختيارات الفقهية لمفتي المملكة التي ترى معظم ما ذكره في مخططاته حراما وفسوقا ينبغي للمسلم أن يتجنب حضوره، فضلا عن إقامته ورعايته في بلاد الحرمين".
الرابط :
- الحصول على الرابط
- X
- بريد إلكتروني
- التطبيقات الأخرى
التسميات
BBC
التسميات:
BBC
- الحصول على الرابط
- X
- بريد إلكتروني
- التطبيقات الأخرى
تعليقات
إرسال تعليق