جدة - عمر البدوي
أصبح المحل القديم لسوق الأحد الشهيرة بوادي حلي (جنوب مكة المكرمة) أطلالاً، بعد أن نقلته بلدية حلي إلى مقره الجديد على حافة الطريق الدولي جدة - جازان.
وإن ظهر وكأن الموقع الجديد أكثر تنظيماً وبروزاً للمسافرين والقاصدين، لكنه يفتقد إلى عبق تاريخي يمتد لأكثر من ربع قرن على أبعد ما يمكن احتماله بحسب ما توارده الشهود، غير أن مؤرخين يعتقدون أن سوق الأحد بوادي حلي هي الوريث الشرعي لسوق حباشة أيام الجاهلية، مع وجود خلاف حول ذلك.
وأقدم ما وثقته عدسات المصورين لهذه السوق هي كاميرا الرحالة الإنكليزي ويلفريد ثيسيغر باتريك عام 1946، وهو رحالة بريطاني ولد في أديس أبابا عام 1910، وسافر إلى كل من الجزيرة العربية والعراق وإيران وباكستان وغرب أفريقيا، وكتب عنها كتباً عدة، أشهرها كتاب «الرمال العربية».
ورحل الرحالة والمكتشف البريطاني الشهير ويلفريد ثيسيغر (مبارك بن لندن) (93 عاماً) في 24 آب (أغسطس) 2003، في لندن.
سوق الأحد بكياد تعد من أقدم الأسواق الشعبية بمحافظة القنفذة التي تشتهر بالأسواق الشعبية، والتي لا تزال قائمة كما هي حال غالب مناطق تهامة والساحل الغربي للسعودية، وتداولت إحصاءات غير رسمية أن الباعة في الأسواق الشعبية بمحافظة القنفذة جنوا أكثر من 30 مليون ريال خلال صيف العام قبل الماضي، وهي تجمعات أسبوعية متكررة تضم شتى الحرف والمجالات من باعة الماشية والفاكهة والخضراوات والمزروعات العطرية والحلويات واللحوم والأسماك، ويحرص كثير من الباعة على الحضور في غالب الأسواق، وتختلف في مواقيتها الدورية بين يوم واحد من الأسبوع إلى أكثر من ذلك.
وكان صدر أمر عام 1404هـ بتنظيم سوق الأحد، ونقلها إلى موقع آخر مخطط تتوافر فيه كافة الخدمات الأساسية للمتسوقين، قبل أن ينتقل إلى موقعه الجديد هذا الشهر.
الأمر نفسه حدث قبل ذلك عام ١٣٨١هـ، إذ حضرت لجنة برئاسة رئيس بلدية القنفذة، وعملت على تقسيم السوق أقساماً لأرباب السلع، فوضع لكل أرباب مهنة «محل» معين، كما أحدث «محال» لأرباب العطارة ووزعها على فخوذ قبيلة كياد، بواقع ستة محال لكل عريفة فخذ، على أن يقوم العريفة أو من ينوب عنه ببناء المحال الستة المسلّمة له، في مقابل أجرة رمزية يأخذها ممن ينزل ببضاعته في هذه المحال، واستمرت الحال على ما هي عليه مدة طويلة.
وتحدث لـ«الحياة» خليل عرب (مهتم بتاريخ المنطقة) عن سوق الأحد فقال: «إن عمرها أكثر من نصف قرن، وكان تقام يوم السبت حتى قبل الحكم السعودي الزاهر. أما عن سبب تغييرها من السبت للأحد فكما أورد بعض من كبار السن في حلي شيوخاً وأفراداً، من أن قبائل حلي كانوا يتفاءلون في هذه السوق، وكانت آخر حرب حدثت في هذه السوق (سوق السبت بكياد) في مشيخة شيخ كياد محمد بن حسن بن الصغير، واجتمع شيوخ حلي وقرروا تغيير السوق من السبت إلى الأحد».
وأضاف: «سوق الأحد سوق كبيرة تمتاز بموقعها الجغرافي والتجاري، حيث تقع على الطريق الواصل من اليمن لمكة المكرمة وجدة، وهي سوق حيوية يفد إليه المتسوقون من شتى المناطق، يبتاعون مما يجلب إليها من حبوب وأعلاف ومواشٍ، وفي بداية العهد السعودي بدأ الأمن يدب في هذه السوق حتى غدت سوقاً آمنة خالية من الحروب والنزاعات القبلية التي قُضي عليها بقيام هذه الدولة».
وأكد عرب أن رئيس مركز حلي الأسبق خالد الرويس ذكر أن لديه مؤشرات تدل على أن سوق الأحد بكياد في وادي حلي هي أحد ثلاثة أسواق كانت في الجزيرة العربية أيام الجاهلية، وهي سوق حباشة خلال تحضيره لرسالته في الماجستير عن وادي حلي».
وتحدث لـ«الحياة» رئيس بلدية حلي بلقاسم خضر المقعدي عن أن جهود البلدية متواصلة للنهوض بهذه السوق وإرثها التاريخي، وتوفير كل ما يلزم لتواكب النهضة الشاملة في مناطق المملكة، بتوجيهات من القائمين على نهضة البلاد.
مشيراً إلى أن سوق كياد الشعبي في موقعها الجديد تحوي 44 محلاً تجارياً، تنوعت ما بين الأقمشة والروائح العطرية والمأكولات الشعبية ومحال الحرف والصناعات اليدوية والمستلزمات التراثية، وتبلغ مساحة السوق الجديدة 40 ألف مترمربع.
الرابط :
تعقيبا على المشيخه لكياد لم تكن لابن الصغير سوى انه من كبار السن بالقريه مساوي لكبارها ممن آلت لهم المشيخه ابناء علي بن عثمان لذلك جرى التنويه
ردحذفلفتني القول بأن سوق حباشة في حلي ...!!
ردحذفلقد ذكرت المصادر التاريخية أن سوق حباشة الذي امتد عمره إلى صدر الإسلام كان فب صدر قنونى ويبعد عن مكة المكرمة جنوبا بمقدار ست مراحل وقيل ثمان مراحل .وبهذا التحديد لا يمكن أن يكون سوق حباشة في حلي . .!!