التخطي إلى المحتوى الرئيسي

«التطوع» في السعودية.. تجارب ناضجة ووعي حاضر


آخر تحديث: الخميس، ٧ ديسمبر/ كانون الأول ٢٠١٧ (٠٠:٠٠ - بتوقيت غرينتش)جدة - عمر البدوي 

بالتزامن مع اليوم العالمي للتطوع، أو اليوم الدولي للمتطوعين، وهو احتفالية عالمية سنوية تحدث في 5 كانون الأول (ديسمبر) من كل عام حددتها الأمم المتحدة منذ عام 1985.
يحتفل بهذا اليوم في غالبية بلدان العالم، ويعتبر الهدف المعلن من هذا النشاط هو شكر المتطوعين على جهودهم، إضافة إلى زيادة وعي الجمهور عن مساهمتهم في المجتمع.
وينظَم هذا الحدث من المنظمات غير الحكومية بينها «الصليب الأحمر»، و«الكشافة» وغيرها. كما يحظى بمساندة ودعم من متطوعي الأمم المتحدة، وهو برنامج عالمي للسلام والتنمية ترعاه المنظمة الدولية.
والسعودية بمؤسساتها الحكومية والأهلية لا تنقصها التجربة ولا الخبرة في استثمار هذا اليوم العالمي للتذكير بأدوارها المميزة، وتعزيز قيم التطوع الذي لم يعد غريباً على مجتمع شاب، بفضل تجارب مميزة ونجاحات لافتة سجلها شبان وشابات السعودية في منصات عدة.
وتفاعلت أكثر المؤسسات الحكومية في أطراف السعودية للاحتفال بهذا اليوم، مستذكرين أدوار الفرق التطوعية التي أسهمت في عون أطقمها الرسمية لأداء واجباتها المختلفة في الظروف العادية أو الأخرى غير التقليدية، ولا سيما قطاعات، مثل الدفاع المدني، والصحة، والهلال الأحمر السعودي.
ويستعد شامي اليحياوي لجمع فريق عمله للتوجه إلى حفلة التكريم التي تنظمها إدارة الهلال الأحمر بإحدى محافظات مكة المكرمة، إذ شارك هو و٢٠ شاباً من أبناء بلدته في تقديم الخدمات الإسعافية والإغاثية لضيوف الرحمن خلال موسم الحج الأخير، ليست المرة الأولى التي يشارك فيها شامي ورفاقه في هذه المهمة، إذ تلقوا تدريباً مكثفاً للقيام بهذه المهمات الموسمية.
يؤكد شامي في حديثه لـ«الحياة» أن التكريم ليس مقصوداً لذاته ولا في أجندته الشخصية، ولكن التجمع في هذه المناسبة والالتقاء بالمتطوعين من المناطق كافة، يعزز من هذا البعد في نفوس الشباب، ويشجعهم على المواصلة في هذا المضمار.
في جدة رعى محافظها الأمير مشعل بن ماجد افتتاح فعاليات اليوم العالمي للتطوع بالمدينة، والمعرض المصاحب الذي جاء بشعار «المتطوعون أول المستجيبين.. هنا وفِي كل مكان»، والتقطت الصور التذكارية مع الأمير مشعل بن ماجد ورؤساء الفرق التطوعية الملتئمين في مناسبة اليوم العالمي للتطوع بجدة.
وجدة مدينة تعرف التطوع بشكل جيد ومحترف، إذ تجلى شباب هذه المدينة بوعي تطوعي وبسالة غير متناهية في العطاء والتفاني لخدمة أهلها مع كوارث السيول التي زارت جدة أكثر من مرة، واستثمرت المؤسسات الحكومية والأهلية المانحة في تطوير هذه الفرق ورفع قوة استجابتها وتأهيل كوادرها حتى أصبحت تجربة حقيقية وناضجة.
المميز هذه المرة بالنسبة لحالة التطوع في السعودية والاحتفال بفعاليات «اليوم العالمي للتطوّع»، الذي يصادف 5 ديسمبر من كل عام، بهدف تعزيز مساهمات المتطوعين في مناطق المملكة كافة، هو تماشيه مع رؤية المملكة 2030، التي تطمح إلى تطوير مجال العمل التطوعي، وزيادة أعدد المتطوعين قبل نهاية عام 2030، ما دفع كل القطاعات إلى زيادة فعالياتها في هذا الإطار، وإطلاق منصاتها الخاصة، التي تهدف إلى تكريم الفرق التطوعية والمتطوعين، وتعزيز إسهامات مؤسسات العمل التطوعي والمتطوعين الأفراد في خدمة المجتمع، ودعم جهودها، وتقديم خدماتها المختلفة.



الرابط :



تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

السعوديون يحتفون بالذكرى السابعة لبيعة الملك سلمان

خادم الحرمين رافق مراحل التنمية على مدى 60 عاماً   الاثنين - 3 شهر ربيع الثاني 1443 هـ - 08 نوفمبر 2021 مـ رقم العدد [ 15686] الرياض: عمر البدوي وبندر مسلم يحتفي السعوديون اليوم بالذكرى السابعة لتولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز مقاليد الحكم في 23 يناير (كانون الثاني) الموافق (3 ربيع الثاني 1436هــ) ومبايعته ملكاً للبلاد، ورائداً لمرحلة جديدة تخوضها السعودية منذ وصوله قبل ٧ سنوات، كسابع ملوك المملكة بعد إعلان توحيدها عام 1932. الملك سلمان بن عبد العزيز الذي رافق مراحل مفصلية من عمر البلاد، اختبر خلالها المفاصل التاريخية التي آلت بالسعودية إلى ما هي عليه اليوم من تنمية وازدهار، ومن موقعه سابقاً، حيث كان أميراً لمنطقة الرياض لأكثر من خمسة عقود وتسميته أميراً لها عام 1955 وهو في عقده الثاني من العمر، راقب البلاد وهي تنمو. حتى أصبح قائداً للبلاد، وشاهداً على نهضتها الجديدة، في مختلف الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتنموية والتنظيمية، والأعمال والمشاريع والمبادرات السريعة والمتلاحقة على المستويين التنموي والاجتماعي، والتي أضحت بفضلها السعودية منافساً تلقائي...

انحسار الشافعية من جنوب السعودية : ماذا خسرت ” القنفذة ” بجفاف طبيعتها الدينية ؟

البندر | عمر البدوي - القنفذة استقر في ذهني أن المذاهب التي تشق طريقها في جسد كل دين هي بمثابة عمليات التسوية بين أوامر الشريعة وحاجات الإنسان ، بين المبادئ والمصالح ، بين الدين والدنيا ، بين الحق والهوى ، بين عزائم الدين وظروف البيئة ، وهذا يعطي الأديان فرصة العيش بانسجام واحترام مع البشرية ، كما أنه يعطيها القدرة على البقاء والصلاح لكل زمان ومكان . إذ تختلف طبائع البشر حسب جذورهم العرقية وظروفهم البيئية وتوافر الشروط المادية ، ولأن الأديان لا تصادم مصالح البشر ، فإن المذاهب تقدم جهداً في سبيل إعادة صياغة المقدس مع الواقع ، وتفسير النص على ضوء المصالح . كما أن الاختلاف وارد في سنن الكون وطبيعة البشر وتركيبة الدنيا ونسيج الحياة ، وهذا ما يفرز مذاهب متعددة تنتمي لها الطوائف عن قناعة ورضا وينبت على هوامشها التعصب لدوافع الانتماء العميق والاحتماء بالكيانات المختلفة التي تمنحهم الشعور بوجودهم وتميزهم وتمنحهم هوية البقاء والحياة . وكل من يصادم الطبيعة المودعة في مكنون الدنيا لأغراض سياسية أو اقتصادية أو حتى دينية متخيلة ، فإنه لابد سيقع في قبضة المغامرة غير المحسوبة وس...

«بيت الرشايدة».. «وقف» تحول «أكاديمية» تحتفظ بأسرار جدة

جدة – عمر البدوي   تسجل حارات وأزقة جدة القديمة، التي لا تزال تحتفظ بروحها وعبق تاريخها في الأبنية الشاهقة، وهي تقف في قلب المنطقة التاريخية، شهادة على النواة الأولى التي انبثقت منها واحدة من أهم المدن التجارية في تاريخ المملكة والشرق الأوسط. في حارة الشام، وتحديداً في شارع أبو عنبة، يقف معمار أخضر شامخاً بين أبنية المنطقة، على باب المبنى لوحة نُحتت عليها آية قرآنية، وأرّخت اللوحة في العام 1301 للهجرة. ويُسمى هذا المعمار «بيت الرشايدة»، نسبة إلى بانيه محمد عبدالرشيد، ويتكوّن من أدوار عدة، وأوقفه الرشيد علي العثماني في العام 1333هـ، بيت الرشايدة أو البيت الأخضر من أجمل البيوت التراثية وسط جدة القديمة، ويعود عمره إلى أكثر من 150 سنة. وتعود تسمية البيت إلى قبيلة الرشايدة التي ينتمي إليها بانيه وموقفه، وهي من القبائل المهاجرة من الحجاز وإليه. إلا أن ملكية البيت الآن تعود إلى وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد السعودية. ولأن البيت خلال الستينات الميلادية من القرن الماضي، احتضن نشاطاً أكاديمياً، تحول الآن وبفضل أحد فنّاني جدة إلى «أكاديمية حديثة»، بعدما استأجر...