آخر تحديث: الإثنين، ٢٣ أكتوبر/ تشرين الأول ٢٠١٧ (٠١:٠٠ - بتوقيت غرينتش)جدة - عمر البدوي
< يعتقد المصور السعودي الشاب حسين الأهدل أن الفنون البصرية عبارة عن منظومة مترابطة بشكل كبير، فالمهتم بالفن غالباً ينصب اهتمامه في البداية على أكثر من نوع من الفنون حتى يجد نفسه في فن معين ويتعمق فيه، بدأ التصوير في ٢٠٠٧ كهواية، ومع الممارسة والتطوير بدأ مرحلة الاحتراف عام ٢٠١١، وما زال حتى الآن حريصاً على تطوير هذه المهارة ومواكبة الجديد.
يحمل الأهدل شهادة جامعية في التسويق، وحصل على جوائز عدة عالمية وعربية في مسابقات التصوير، وشارك في العديد من المعارض عربياً وعالمياً، وصور العديد من المشاريع لشركات مختلفة وجهات حكومية، إذ يعمل حالياً كمصور إعلانات محترف.
وبين رحلة التصوير من التحريم إلى انتشار كثقافة، وهل تسبب ذلك تأخر السعوديين في المنافسة العالمية بهذا المجال، يشير الأهدل بأن «التحريم للأسف كان نقطة سوداء حجبت عنا عقداً أو عقدين من الزمن من الصور الجميلة، لكن من الإجحاف أن نقول إن هذا هو السبب الوحيد للتأخر في المنافسة العالمية، أسباب كثيرة جداً، قد يكون التحريم من أهمها، لكن بالتأكيد ليس السبب الوحيد».
يعتبر الأهدل أن عين المصور تحتاج إلى التثقيف الدائم، ومتابعة الصور العالمية والحائزة على جوائز عالمية، إذ يساعد ذلك المصور كثيراً في رؤية الزوايا الجميلة من حوله، الجمال موجود حولنا في كل مكان، لكنه يحتاج من المصور أن يركز عليه ويظهره بالشكل الأنسب.
التصوير ليس مهمة سهلة كما يقول الأهدل، ولذا يلجأ الكثير من المصورين إلى شرح طريقة التصوير للفت انتباه المشاهدين للجهد الحاصل، لكن هذه الطريقة ليست ناجحة تماماً، أحياناً ليست هناك كواليس مناسبة للعرض أو حتى منصة مناسبة لعرضها، وبالنسبة إليه يفضل أن تتحدث الصورة عن نفسها من دون ذكر المجهود إلا في العمل التجاري كتسويق فقط. في واحدة من تجاربه المميزة، قدم الأهدل مدينة الرياض بشكل مختلف، عن ذلك يقول: «الخروج بشكل مختلف لمنظر معتاد للناس هو تحد كبير وهنا الشغف، بالطبع التحضير المكثف واختيار الوقت المناسب هو المفتاح للخروج بنتائج مذهلة مختلفة، في أحيان كثيرة اضطررت للرجوع لنفس المكان لتصوير نفس المشهد في أجواء وأوقات مختلفة لاختيار الأفضل».
ويضيف: «باعتقادي أن المصورين مختلفون كثيراً في هذه الناحية، هناك مصورون محبون للمدن وحياة المدينة والتطور، وآخرون يجدون الأرياف منبع إلهام وأنا منهم، الشيء الذي لا أفضله في المدن أنها أصبحت متشابهة كثيراً، بعكس الأرياف تجد القرى مميزة، ولهم هوية واضحة وخاصة بهم في العمران واللبس حتى في ملامح الوجوه، لهم هوية خاصة بهم لا تشبه غيرهم».
المناطق التي زرتها وصورتها كثيرة جداً، مثل الطائف والقرى حولها، وكانت تجربة ثرية جداً ومناطق طبيعية رائعة، خصوصاً الطريق السياحي بين الطائف والباحة متعة بصرية وأماكن أثرية وقلاع من صخور قديمة، إضافة إلى تمسك القبائل هناك بعاداتهم وموروثاتهم وتقاليدهم.
القصيم كذلك، وأجمل ما فيها اهتمام أهلها بالتراث والمتاحف، كثير من المتاحف هناك هي عبارة عن مجهود شخصي لا تتبع لأي جهة رسمية، إنما حب أهل القصيم بتراثهم، إضافة إلى التنوع البيئي هناك بين رمال ومزارع وجبال.
ومنطقة العلا كنز ثمين من الأماكن الأثرية، بين قرى قديمة من مئات السنين، وأخرى من آلاف السنين، وأعتقد أنها ستكون الوجهة الأولى للسياح الأجانب، إضافة إلى منطقة أبها، وهي من أجمل المناطق الطبيعية في المملكة على الإطلاق، طبيعة خلابة وأجواء رائعة، لا يمكن أن توثقها في زيارة واحدة أو زيارتين، وبالتأكيد ستكون لي زيارات عديدة.
وللأمانة بعض المناطق رأيت فيها اهتماماً رائعاً من الجهات المختصة، لكن في المقابل عليهم أن يبذلوا مجهود أكبر للاهتمام والتسويق والاستثمار، أجمل ما رأيته من اهتمام كان في منطقة العلا، المحافظة على الآثار وترميمها هناك تم بطريقة رائعة وذكية من دون تشويه المناطق الأثرية بأي شيء حديث.
التنوع الموجود في مناطق المملكة كنز للمصورين، العديد من المواضيع والأماكن لم تغط حتى الآن بالشكل المطلوب، لكن أعتقد أن المصورين بشكل عام متلهفون جداً في الفترة الأخيرة.
يفكر الأهدل جدياً في تنظيم معرض خاص بأعماله، يقول: «بالتأكيد الفكرة موجودة لكن حتى الآن لم يتم اتخاذ قرار التنفيذ، لا أظن أن هناك تحديات كبيرة تمنع، بل بالعكس انتشار المعارض الفنية والمساحات والجهات الراعية في الفترة الأخيرة كان مشرفاً جداً، وينبئ أن المجتمع متلهف جداً للفنون بشتى أنواعها من تصوير ورسم وأعمال فنية وغيرها». ويضيف: «في السابق كانت أدوات التصوير مكلفة جداً، إضافة إلى أن الثقافة الفنية بشكل عام كانت ضعيفة، في السنوات العشر الأخيرة حدثت تغييرات كثيرة من ضمنها وجود تخصصات التصميم الجرافيك والتصوير في الجامعات، وتعدد خيارات أدوات التصوير وأسعارها، والمسابقات والمنافسات سواء العالمية أو العربية والمحلية، لا شك في أن كل هذه التغييرات أسهمت بشكل كبير في توجه السعوديين لهواية التصوير، وحالياً أصبح الكل مصوراً وموثقاً مع تطور كاميرات الجوال، وإن كانت لا ترقى إلى مستوى الكاميرات الاحترافية».
الرابط :
تعليقات
إرسال تعليق