آخر تحديث: الجمعة، ١ سبتمبر/ أيلول ٢٠١٧ (٠١:٠٠ - بتوقيت غرينتش)مكة المكرمة - عمر البدوي
بامتنان كبير يتناقل المغردون عبارات وصوراً ومقاطع فيديو تشكر رجال الأمن من كل القطاعات على جهودهم اللافتة والمميزة في خدمة وتأمين ضيوف الرحمن، إذ يبذل رجال الأمن ممن يتوزعون في مهمات ومواقع مختلفة جهوداً مضنية لإنجاح موسم الحج في كل عام.
لساعات طويلة تتناوب الفرق الأمنية في تقديم خدماتها، تظهرهم الصور في حال من التفاني والتسامي وهم يتعاطون أدوارهم بإنسانية لا متناهية، الصور التي تصل تباعاً من قلب المكان تثير الكثير من المشاعر والغبطة على تلك الجهود، حتى أصبح «رجال الأمن» أيقونة الحج بلا منازع في كل عام.
تتجاوز مهامهم خلال الحج من الجوانب الأمنية إلى أخرى إنسانية، يحاول عبرها أفراد القطاعات المختلفة إبداء كل ما من شأنه توفير الراحة وتسهيل حج المسلمين، يطردون عنهم الحر، ويحملون عنهم الأطفال، ويرفعون قدم المسن عن الأذى، ويصدون عن الضعيف ضيق الزحام، ويلفون الحاج بطوق من الأمان والحماية حتى يؤدي نسكه بهدوء وسلام وارتياح.
يتبادل الفاعلون على مواقع التواصل الاجتماعي مقطعاً يسجل مشاعر حاجة سورية تصف رجال الأمن في السعودية خلال الحج بامتنان شديد، تفيض بها العبارة وتبكي مما شاهدته ووجدته من حفاوة وبذل وعطاء.
تواصل الجهات المعنية تطوير قدرات رجال الأمن لمواكبة كل التطورات، وإبقاء أفرادها وقطاعاتها على أهبة الجاهزية والاستعداد لأداء مهامهم، أخيراً أصبح رجال الأمن يتحدثون بلغات مختلفة، تكاد تستوعب كل الأعراق والأجناس واللغات التي تفد إلى بيت الله الحرام، تعلم اللغات يسهم في تقديم أفضل خدمة، يحقق الشرط الأول للخدمة المميزة وهي التواصل الجيد، ولن يتحقق ذلك بأفضل من كسر حاجز اللغة والتخاطب مع الحاج بلغته الأصلية.
أكثر من 100 ألف رجل أمن يشاركون في تنفيذ خطط أمن الحج للمحافظة على سلامة وأمن حجاج وضيوف بيت الله الحرام، وسبق انطلاق موسم الحج استعراض أمني ضخم للقطاعات المشاركة في المهمات المختلفة، كان الاستعراض مهيباً والظهور سينمائياً يشد الانتباه، تناقلته الوكالات العالمية بتقدير شديد.
تعمل الخطط الأمنية خلال الحج على تقنيات استباقية تساعد في رفع مستوى الأمان خلال أداء المشاعر، من ذلك ضبط الحج لعدم المصرح لهم والتضييق على منافذ التسرب العشوائي، ونجحت الجهات الأمنية في منع قرابة نصف مليون مخالف كانوا سيدخلون المشاعر المقدسة لولا يقظة رجال الأمن، وينجح هذا التكتيك الأمني عالي الدقة في منع وقوع ما لا تحمد عقباه.
وتبقى بعض الأخطاء التي تنتج عن ثقافة الافتراش والعشوائية أكثر ما يعوق عمل رجال الأمن ويعطل سير خططهم، تنتج منه حالات من التكدس والازدحام وضيق المسارات، مما يضاعف الأعباء على رجال الأمن وهم يحاولون تنفيذ خططهم بأقل قدر من الخسائر محتفظين بمهمتهم الأولى لتيسير حج المسلمين وضمان أمنهم وراحتهم.
أكثر من مليوني حاج يتدفقون جيئة وذهاباً في منطقة جغرافية ضيقة، وهذا ما يدفع رجال الأمن لبذل أقصى ما تطيقه أبدانهم من الجهد، وربما تخور أجسادهم من شدة البذل والأداء، ولكن أرواحهم تتقافز خدمةً لضيوف الرحمن، وما إن تنجح المهمة وتنجز باقتدار، يتحين رجل الأمن فرصة للظفر بصلاة يبث فيها همّه وأمنياته إلى الله، قبل أن يستسلم لنوم عميق يعيد بعض الراحة إلى جسده المنهك، وقد أسلمه لأيام في سبيل الله وخدمة ضيوفه.
الرابط :
تعليقات
إرسال تعليق