مكة المكرمة - عمر البدوي
< جمهورية «ساوتومي وبرينسب»، يظن المرء وهو يقرأ اسم هذه الدولة أنها من الزمن القديم، كما أن الاعتقاد بوجود مسلمين فيها أمر مستبعد، لكنه «الحج» مؤتمر المسلمين كل عام، ومكان اجتماعهم من كل بقاع الأرض وأصقاعها، فيه تتحقق الآية الكريمة «يأتين من كل فج عميق»، إذ واجه الحاج الوحيد من هذا البلد المغمور تحديات في طريق رحلته إلى السعودية لأداء مناسك الحج.
يتحدث الشيخ آدم الذي استضافه برنامج ضيوف خادم الحرمين الشريفين - ضاحكاً - أنه وجد صعوبة بالغة في استخراج شريحة لهاتفه المحمول، لأن اسم دولته غير موجود في أنظمة شركات الاتصالات. بلد صغيرة مغمور في طرف القارة الأفريقية، لم يستثن من برنامج ضيوف خادم الحرمين الشريفين في حج هذا العام.
«الحياة» التقت الشيخ آدم، وهو يقضي آخر لحظات رحلته الإيمانية، يعيشها الآن بكل تفاصيلها في جوار الرسول عليه الصلاة والسلام، بعد انتهاء موسم الحج، يتحدث العربية بطلاقة، وهو سعيد بالحفاوة والخدمة التي لقيها في السعودية، يقول: «شعور جميل وإحساس رائع وأنت تلتقي كل هذه الجموع المسلمة، ولا سيما وأنت قادم من بلد قصيّ لا تجد فيه ما ينعش إيمانك، وقلّ أن تلمس أثراً من وحدة المسلمين وكثافتهم.
الرحالة السعودي إبراهيم سرحان زاره في محل إقامته بمشعر منى، إذ تربطه به علاقة عابرة ذات رحلة أفريقية، يقول سرحان: «قابلته في بلده قبل ثلاث سنوات، وما كنت أظن أني أراه مرة أخرى، وكنت زرت بلده قبل أربع سنوات، وهي أجمل ما رأت عيني، ومن أقل الدول زيارة في العالم».
ساوتومي وبرينسيب جمهورية تقع في خليج غينيا، غرب الجابون وجنوب نيجيريا، ويمر بها خط الاستواء، تتكون من جزيرتين بركانيتين تبعدان عن بعضهما 140 كيلومتراً، ولا تزيد مجموع مساحتهما على 1000 كيلومتر مربع.
تتمتع الجزيرتان بطبيعة مذهلة، فهي جبال بركانية مغطاة بغابات استوائية مطيرة، تحيط بها شواطئ عذراء، وتترامى بها قرى صيد أسماك يانعة، وبها تنوع فطري كبير على رقعة صغيرة، وهي، إضافة إلى كل ذلك، بعيدة كل البعد عن زخم السياح، بل تكاد تكون خارج خريطتهم تماماً.
لم تكن المنطقة مسكونة بالبشر حتى اكتشفها البرتغاليون في القرن الـ15، وقرروا أن يجعلوها مركزاً لتصدير السكر، نظراً إلى خصوبة أرضها، واستمروا على هذه الحال حتى أصبحت العملية غير مجدية، بسبب انخفاض أسعار القصب وصعوبة السيطرة على العبيد، فقرروا اتخاذها مركزاً لتجارة العبيد، وأصبحت نقطة وصل مهمة للسفن المتجهة من أفريقيا إلى البرازيل، والتي كانت تحت سيطرتهم أيضاً.
الرابط :
تعليقات
إرسال تعليق