التخطي إلى المحتوى الرئيسي

حجاج بيت الله الحرام يتجهون إلى منى لقضاء «يوم التروية»


مكة المكرمة - عمر البدوي 

< يتجه حجاج بيت الله الحرام اليوم (يوم التروية) محرمين على اختلاف نسكهم، متمتعين وقارنين ومفردين، إلى صعيد منى، اقتداءً بسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم. ويستحب التوجه إلى منى قبل الزوال، أي قبل الظهر، فيصلي بها الحجاج الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر قصراً للصلاة الرباعية ومن دون جمع، ولا فرق في ذلك بين أهل مكة المكرمة وغيرهم، والسنة أن يبيت الحاج في منى يوم التروية، وعندما يصلي الحاج فجر التاسع من ذي الحجة ينتظر حتى طلوع الشمس فيتجه صوب عرفات بهدوء وسكينة ملبياً ومكبراً وذاكراً لله تعالى.
ولم يفصح بعد عن العدد النهائي للحجاج هذه السنة، إلا أن بعض التقديرات المتداولة في مكة المكرمة تشير إلى احتمال توافد مليوني حاج إلى الأراضي المقدسة لأداء الفريضة. وذكر إحصاء رسمي صادر عن المديرية العامة للجوازات في السعودية أن عدد الحجاج القادمين من خارج المملكة منذ بدء القدوم حتى أول من أمس (الأربعاء) بلغ 1323520 حاجاً. وتشدِّد السلطات السعودية في تعاملها مع الحجاج غير النظاميين، وأطلقت حملة واسعة تهدف إلى منع عمليات التسلل إلى العاصمة المقدسة، وتفرض السلطات بهذا الشأن غرامات تصل إلى عشرات الآلاف على قائدي المركبات المخالفة لنقل حجاج غير نظاميين. ومشعر منى الذي يتمتع باهتمام العالم خمسة أيام من كل عام، ويفد إليه المسلمون من كل أصقاع العالم، وتركز على هذه البقعة من الأرض التي تضم مئات الآلاف من البشر ينتظمون في خيامهم البيضاء، قبل أن يتجه الحجاج صباح غد (الأحد) إلى صعيد عرفات الذي يبعد 10 كيلومترات جنوب شرقي منى، ويمضون عليه يوماً بالصلاة والدعاء والتأمل. وبعد مغيب الشمس ينزلون إلى مزدلفة للمبيت، وهي تقع في منتصف الطريق بين عرفات ومنى، ويقوم الحجاج بجمع الحصى من مزدلفة لاستخدامها في رمي الجمرات أول أيام عيد الأضحى، إذ يعود الحجاج فيه إلى منى بعد صلاة الفجر ويقومون برمي الجمرة الأولى، ثم ينحرون الهدي، وغالباً ما يكون الهدي «خروفاً».
واستحدثت السلطات حصى مغلفة لرمي الجمرات، إذ يستعد أكثر من مليوني حاج لرمي أكثر من 17.5 مليون حصاة في جمرة العقبة الكبرى في أول أيام عيد الأضحى، ويستهدف مشروع إعداد وتجهيز حصى الجمار أكثر من 1.5 مليون حاج، إذ سيتم توزيع 500 ألف حافظة لحصى الجمرات مصنوعة من القطيفة تحوي كل حافظة حصى الجمار تكفي ثلاثة حجاج أيام الرمي الثلاثة في مشعر منى.
وفي الأيام الثلاثة التي تلي يوم عيد الأضحى يتابع الحجاج شعائر رمي الجمرات، ومن ثم يقومون بالطواف الأخير حول الكعبة الشريفة، وهو ما يعرف بطواف الإفاضة الذي يسبق عودة الحجاج إلى ديارهم.



الرابط :


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

السعوديون يحتفون بالذكرى السابعة لبيعة الملك سلمان

خادم الحرمين رافق مراحل التنمية على مدى 60 عاماً   الاثنين - 3 شهر ربيع الثاني 1443 هـ - 08 نوفمبر 2021 مـ رقم العدد [ 15686] الرياض: عمر البدوي وبندر مسلم يحتفي السعوديون اليوم بالذكرى السابعة لتولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز مقاليد الحكم في 23 يناير (كانون الثاني) الموافق (3 ربيع الثاني 1436هــ) ومبايعته ملكاً للبلاد، ورائداً لمرحلة جديدة تخوضها السعودية منذ وصوله قبل ٧ سنوات، كسابع ملوك المملكة بعد إعلان توحيدها عام 1932. الملك سلمان بن عبد العزيز الذي رافق مراحل مفصلية من عمر البلاد، اختبر خلالها المفاصل التاريخية التي آلت بالسعودية إلى ما هي عليه اليوم من تنمية وازدهار، ومن موقعه سابقاً، حيث كان أميراً لمنطقة الرياض لأكثر من خمسة عقود وتسميته أميراً لها عام 1955 وهو في عقده الثاني من العمر، راقب البلاد وهي تنمو. حتى أصبح قائداً للبلاد، وشاهداً على نهضتها الجديدة، في مختلف الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتنموية والتنظيمية، والأعمال والمشاريع والمبادرات السريعة والمتلاحقة على المستويين التنموي والاجتماعي، والتي أضحت بفضلها السعودية منافساً تلقائي...

انحسار الشافعية من جنوب السعودية : ماذا خسرت ” القنفذة ” بجفاف طبيعتها الدينية ؟

البندر | عمر البدوي - القنفذة استقر في ذهني أن المذاهب التي تشق طريقها في جسد كل دين هي بمثابة عمليات التسوية بين أوامر الشريعة وحاجات الإنسان ، بين المبادئ والمصالح ، بين الدين والدنيا ، بين الحق والهوى ، بين عزائم الدين وظروف البيئة ، وهذا يعطي الأديان فرصة العيش بانسجام واحترام مع البشرية ، كما أنه يعطيها القدرة على البقاء والصلاح لكل زمان ومكان . إذ تختلف طبائع البشر حسب جذورهم العرقية وظروفهم البيئية وتوافر الشروط المادية ، ولأن الأديان لا تصادم مصالح البشر ، فإن المذاهب تقدم جهداً في سبيل إعادة صياغة المقدس مع الواقع ، وتفسير النص على ضوء المصالح . كما أن الاختلاف وارد في سنن الكون وطبيعة البشر وتركيبة الدنيا ونسيج الحياة ، وهذا ما يفرز مذاهب متعددة تنتمي لها الطوائف عن قناعة ورضا وينبت على هوامشها التعصب لدوافع الانتماء العميق والاحتماء بالكيانات المختلفة التي تمنحهم الشعور بوجودهم وتميزهم وتمنحهم هوية البقاء والحياة . وكل من يصادم الطبيعة المودعة في مكنون الدنيا لأغراض سياسية أو اقتصادية أو حتى دينية متخيلة ، فإنه لابد سيقع في قبضة المغامرة غير المحسوبة وس...

«تتبع الحجارة» عنوان 100 يوم من الفن المعاصر في بينالي الدرعية

السعودية تشهد اليوم واحدة من أكبر المناسبات الفنية العالمية   السبت - 7 جمادى الأولى 1443 هـ - 11 ديسمبر 2021 مـ رقم العدد [ 15719] الرياض: عمر البدوي أصبح حي جاكس جاهزاً لانطلاق الدورة الأولى من بينالي الدرعية للفن المعاصر، واستقبال المتطلعين لزيارة واحدة من أكبر المناسبات الفنّية العالمية، ابتداءً من اليوم (السبت)، حتى 11 مارس (آذار) المقبل، وهو أول بينالي دولي يتطرق لموضوعات وأشكال الفن المعاصر في السعودية، ويعرض أعمالاً لفنانين عالميين ومحليين، مع مجموعة من الورش الثقافية والتجارب الممتعة. يأتي بينالي الدرعية، كتجربة استثنائية، ومنصة إبداعية تمتد لمائة يوم، تكشف جوهر الفنون السعودية بمختلف أنماطها، وتُفسح للفنانين مساحات للحوار وإثراء تجاربهم، لتعزيز المشهد الثقافي والفني، وتمكين المواهب المحلية، واستقطاب مجموعات الفنانين الدوليين لإغناء الحدث الفني المهم. وقال راكان الطوق، المشرف على الشـــؤون الثقافية والعلاقات الدولية في وزارة الثقافــــة الســـــعودية، إن استضافة المملكة لأول بينالي للفن المعاصر، يعدّ إنجازاً استثنائياً، وإن أهميته تأتي من كونــــه نقطة التقــــــاء للعالم،...