التخطي إلى المحتوى الرئيسي

غلمان: 120 عاماً العمر الافتراضي لمشروع قطار الحرمين


جدة - عمر البدوي 

< فتح المدير العام لمشروع قطار الحرمين الشريفين السريع المهندس بسام غلمان صدره للحديث عن قصة المشروع الذي بدأ عام ٢٠٠٩ وأوشك على الانتهاء، بعد إنجاز العمل في محطتي جدة والمدينة المنورة، فيما تعثر المشروع في محطة مكة المكرمة بعد سحب ترخيص عمل شركة بن لادن على إثر سقوط الرافعة، ما تسبب في وقف العمل سبعة أشهر، كاشفاً عن أن العمر الافتراضي المتوقع لمشروع القطار 120 عاماً.
وقدم غلمان، خلال مشاركته في لقاء مفتوح جمعه بنحو ٣٠ مهندساً مختصاً حضروا أول من أمس، فعاليات ملتقى العمران، الذي ترعاه الهيئة السعودية للمهندسين، وصفاً دقيقاً للتفاصيل الهندسية للمشروع طبقاً لحاجة الجمهور الملتقي، واستعرض المعلومات المتعلقة بالتكاليف، مؤكداً أن محطة جدة أنجزت بنسبة 97 في المئة، وأن الرحلات التجريبية مستمرة منذ عام 2014، على أن يبدأ التشغيل تدريجياً للوصول إلى الطاقة الاستيعابية الكاملة.
وأشار إلى أن عدد الرحلات المتوقعة، التي سيتم تسييرها بين المدن، خارج موسم الحج، سبعة قطارات في الساعة بين مكة وجدة، وقطاران في الساعة بين مكة والمدينة، بمعدل 36 قطاراً في اليوم، ونحو 15 ألف راكب بين مكة والمدينة، لتتجاوز الطاقة الإجمالية 12 قطاراً في الساعة بين المدن الثلاث.
وبين أن المشروع شهد إنشاء محطة ركاب في كل من هذه المدن، كما تم ربط كل محطة بنظام النقل العام من خلال توفير أماكن مناسبة لمواقف الحافلات، وممرات خاصة بالمشاة مع محطات القطارات الخفيفة المزمع إنشائها في المدن المعنية، لافتاً إلى أن 20 شاباً سعودياً يخضعون لدورة تدريبية خارج المملكة على قيادة القطارات، إذ يلتزم المشروع بسعودة العاملين فيه، على أمل أن ينجز المعهد التدريبي الخاص بقيادة القطارات بمدينة جدة.
وذكر غلمان أن المشروع واجه تحديات كبيرة منذ وضع الخطط الهندسية لعمليات البناء والتشييد، إذ اعتبرها البعض «مبالغاً فيها»، ولكن توقعاته الهندسية صدقت في استباق مخاطر السيول ومجاري مياه الأودية، التي يقطعها القطار، الذي يقترب عمره الافتراضي المتوقع من 120 عاماً، مؤكداً أن المشروع حظي بزيارات متتابعة من مسؤولين محليين وأجانب أعجبوا بحجم العمل المبذول.
وعبر عن إحباطه لما جرى تداوله في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» من نقد العمل وإنكار الجهود، واتهام المشروع بالتعثر، من دون التثبت أو التحقق من المعلومات غير الموثوقة، حتى وصل الأمر بالبعض إلى الشتم والقدح بالعاملين وإدارة المشروع، مفضلاً التكتم على التعامل مع الإعلام قبل أن يزوره مشاهير الإعلام الجديد بتنظيم من إمارة المنطقة، مشيداً بتناول الصحافة الغربية للمشروع، بوصفه مشروعاً عملاقاً.
ويعد مشروع قطار الحرمين من المشاريع التي تعمل عليها المملكة، إذ سيربط المزارين المقدسين بالمدن الحيوية بطول يصل إلى 480 كيلومتراً، وسيسهم، بحسب المسؤولين، في نقل الحجاج والمعتمرين، ما سيجعل العملية تتم بسهولة.
ووفقاً لدراسات محلية سيتضاعف عدد الحجاج في الـ25 عاماً المقبلة إلى 3 ملايين حاج، وتسعى المملكة لتسخير جميع الوسائل لخدمة زوار بيت الله الحرام.
يذكر أن إمارة مكة المكرمة أعلنت في وقت سابق أنه تم إنجاز 90 في المئة من المشروع، ومن المتوقع الانتهاء من المرحلة الأولى من المدينة المنورة إلى جدة بنهاية عام 2016، ومن جدة إلى مكة المكرمة بنهاية 2017.


الرابط :


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

السعوديون يحتفون بالذكرى السابعة لبيعة الملك سلمان

خادم الحرمين رافق مراحل التنمية على مدى 60 عاماً   الاثنين - 3 شهر ربيع الثاني 1443 هـ - 08 نوفمبر 2021 مـ رقم العدد [ 15686] الرياض: عمر البدوي وبندر مسلم يحتفي السعوديون اليوم بالذكرى السابعة لتولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز مقاليد الحكم في 23 يناير (كانون الثاني) الموافق (3 ربيع الثاني 1436هــ) ومبايعته ملكاً للبلاد، ورائداً لمرحلة جديدة تخوضها السعودية منذ وصوله قبل ٧ سنوات، كسابع ملوك المملكة بعد إعلان توحيدها عام 1932. الملك سلمان بن عبد العزيز الذي رافق مراحل مفصلية من عمر البلاد، اختبر خلالها المفاصل التاريخية التي آلت بالسعودية إلى ما هي عليه اليوم من تنمية وازدهار، ومن موقعه سابقاً، حيث كان أميراً لمنطقة الرياض لأكثر من خمسة عقود وتسميته أميراً لها عام 1955 وهو في عقده الثاني من العمر، راقب البلاد وهي تنمو. حتى أصبح قائداً للبلاد، وشاهداً على نهضتها الجديدة، في مختلف الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتنموية والتنظيمية، والأعمال والمشاريع والمبادرات السريعة والمتلاحقة على المستويين التنموي والاجتماعي، والتي أضحت بفضلها السعودية منافساً تلقائي...

انحسار الشافعية من جنوب السعودية : ماذا خسرت ” القنفذة ” بجفاف طبيعتها الدينية ؟

البندر | عمر البدوي - القنفذة استقر في ذهني أن المذاهب التي تشق طريقها في جسد كل دين هي بمثابة عمليات التسوية بين أوامر الشريعة وحاجات الإنسان ، بين المبادئ والمصالح ، بين الدين والدنيا ، بين الحق والهوى ، بين عزائم الدين وظروف البيئة ، وهذا يعطي الأديان فرصة العيش بانسجام واحترام مع البشرية ، كما أنه يعطيها القدرة على البقاء والصلاح لكل زمان ومكان . إذ تختلف طبائع البشر حسب جذورهم العرقية وظروفهم البيئية وتوافر الشروط المادية ، ولأن الأديان لا تصادم مصالح البشر ، فإن المذاهب تقدم جهداً في سبيل إعادة صياغة المقدس مع الواقع ، وتفسير النص على ضوء المصالح . كما أن الاختلاف وارد في سنن الكون وطبيعة البشر وتركيبة الدنيا ونسيج الحياة ، وهذا ما يفرز مذاهب متعددة تنتمي لها الطوائف عن قناعة ورضا وينبت على هوامشها التعصب لدوافع الانتماء العميق والاحتماء بالكيانات المختلفة التي تمنحهم الشعور بوجودهم وتميزهم وتمنحهم هوية البقاء والحياة . وكل من يصادم الطبيعة المودعة في مكنون الدنيا لأغراض سياسية أو اقتصادية أو حتى دينية متخيلة ، فإنه لابد سيقع في قبضة المغامرة غير المحسوبة وس...

«بيت الرشايدة».. «وقف» تحول «أكاديمية» تحتفظ بأسرار جدة

جدة – عمر البدوي   تسجل حارات وأزقة جدة القديمة، التي لا تزال تحتفظ بروحها وعبق تاريخها في الأبنية الشاهقة، وهي تقف في قلب المنطقة التاريخية، شهادة على النواة الأولى التي انبثقت منها واحدة من أهم المدن التجارية في تاريخ المملكة والشرق الأوسط. في حارة الشام، وتحديداً في شارع أبو عنبة، يقف معمار أخضر شامخاً بين أبنية المنطقة، على باب المبنى لوحة نُحتت عليها آية قرآنية، وأرّخت اللوحة في العام 1301 للهجرة. ويُسمى هذا المعمار «بيت الرشايدة»، نسبة إلى بانيه محمد عبدالرشيد، ويتكوّن من أدوار عدة، وأوقفه الرشيد علي العثماني في العام 1333هـ، بيت الرشايدة أو البيت الأخضر من أجمل البيوت التراثية وسط جدة القديمة، ويعود عمره إلى أكثر من 150 سنة. وتعود تسمية البيت إلى قبيلة الرشايدة التي ينتمي إليها بانيه وموقفه، وهي من القبائل المهاجرة من الحجاز وإليه. إلا أن ملكية البيت الآن تعود إلى وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد السعودية. ولأن البيت خلال الستينات الميلادية من القرن الماضي، احتضن نشاطاً أكاديمياً، تحول الآن وبفضل أحد فنّاني جدة إلى «أكاديمية حديثة»، بعدما استأجر...