التخطي إلى المحتوى الرئيسي

«المواقيت» تتأهب لاستقبال «الحجاج» بـ«معالجة الخلل»


جدة - عمر البدوي 

< بدأت المواقيت المنتشرة خارج أطراف مكة المكرمة في الاستعداد لاستقبال قاصدي المسجد الحرام لأداء شعائر الحج هذا العام، فمع بدء وصول الحجاج عبر الجو والبحر تحاول المواقيت رفع حاهزيتها لتوفير متطلبات مئات الآلاف من الحجاج، كل بحسب ما تحتمه جغرافيا البلد الأم، التي جاء منها ملبياً بالحج.
والمواقيت خمسة، وهي: «ذو الحليفة» وهو ميقات أهل المدينة ومن يمر عليها، وهو موضع بينه وبين مكة ‏450 كيلومتراً، ويعرف بـ«أبيار علي»، و«الجحفة» وهو ميقات أهل الشام ومن في طريقهم، في الشمال الغربي من مكة، بينه وبينها ‏187 كيلومتراً، وهو قريب من «رابغ» بينها وبين مكة ‏204 كيلومتراً، وقد صار ميقات أهل مصر والشام ومن يمر عليها بعد ذهاب معالم الجحفة، و«قرن المنازل» وهو ميقات أهل نجد، وهو جبل شرقي مكة يطل على عرفات، بينه وبين مكة ‏94 كيلومتراً، ثم ميقات أهل اليمن «يلملم» وهو جبل جنوبي مكة بينه وبينها ‏54 كيلومتراً، وأخيراً «ذات عرق» ميقات أهل العراق، وهو موضع في الشمال الشرقي لمكة بينه وبينها ‏94 كيلومتراً، ويضاف إلى ذلك مساجد مكة التي بخارج حدود الحرم، مثل مسجد التنعيم ومسجد الجعرانة، فتعتبر مواقيت لأهل مكة فقط.
ونظراً إلى الاستخدام المستمر لمرفقات وخدمات هذه المواقيت، الذي يزداد كثافة خلال المواسم الدينية، التي يفد فيها المسلمون إلى مكة المكرمة لأداء شعيرتي الحج والعمرة وزيارة المدينة المنورة، ولا سيما القوافل القادمة براً باتجاه المواقيت لعقد النية والتلبية، وأداء سنة الصلاة في الميقات. فإنها تتعرض كثيراً للتلف، وبالتالي حاجتها إلى الصيانة الدورية والمتابعة المستمرة، ولا سيما في الأوقات التي تقل فيها مواسم الذروة والاكتظاظ، ولكن يلاحظ بعض مرتادي هذه المواقيت أن الاستعداد يأتي في أوقات متأخرة وربما اضطرت الجهات المسؤولة إلى توقف العمل أو مواصلته بعنت شديد في ظل التوافد الكثيف خلال المواسم، ما يعطل العمل ويعيق سير الوافدين، فضلاً عن المظاهر العشوائية غير النظامية التي تنتشر على الهامش وتعرض الحاج والمعتمر للاستغلال وتفسد المنظر العام للمناسبة الدينية التي يكون فيها «الميقات» أول ما يصادف الحاج والمعتمر ويؤذن بدخوله للنسك، وهذا بحسب رأي بعض مرتادي المواقيت يتطلب عناية خاصة واهتمام بوضع اللوحات الإرشادية ومضاعفة جهود المراقبة والمتابعة والتنظيم. وخلال فترة طويلة كانت الشكوى لا تتوقف عن تواضع الخدمات في بعض تلك المواقيت وحال عدم الرضا، فيما تحظى الأخرى باهتمام ومتابعة واضحة تكشف جانباًً من التفاوت في التعامل بين ميقات وآخر، وفي ظل تفاوت الآراء عن الخدمات المقدمة بين الرضا والامتعاض يطالب بعضهم بإيجاد إدارة مشتركة بين جهات حكومية عدة في مواقع المواقيت، مع ضرورة تكثيف الخدمات الصحية والأمنية، وإيجاد فنادق وشققاً مفروشة بالقرب من هذه المواقيت، بهدف التسهيل على المعتمر والحاج لأداء مناسكهم بشكل أفضل، ولا سيما ممن يقطعون مسافات طويلة براً ويصلون وهم مجهدون إلى تلك المواقيت.
وعملت وزارة الشؤون الإسلامية قبل أقل من عامين على تنفيذ وتطوير المواقيت والمساجد والخدمات المساندة التي يمر عبرها الحجاج والمعتمرون في توجههم لأداء المناسك.
وجاءت أبرز أعمال التطوير التي نفذت تتمثل بمشروع ميقات ذات عرق وتضم المسجد ودور الميزانين، وفيما يخص ميقات يلملم شملت أعمال المشروع إنشاء 350 دورة مياه، وعمل ترميم كامل للمسجد ودعم الميقات بمولدات كهرباء احتياط، وإنشاء خزانين مياه أرضي وآخر علوي.
وعن ميقات السيل الكبير، شمل المشروع ترميم وتحسين دورة المياه القديمة، وسفلتة المواقف الخارجية وعمل مسطحات خضراء لها، إلى جانب عدد من الخدمات المماثلة لها في مسجد التنعيم وميقاتي وادي محرم والجحفة. أما ميقات ذو الحليفة فتضمن المشروع عدداً من المواقع الخدمية المتمثلة بإدارة المسجد، والتوعية الإسلامية، وعدد من مقار الجهات الرسمية المختصة، إضافة إلى سوق الزوار الحجاج والمطاعم والمحال والخدمات.
واطلع أخيراً المدير العام للمشاريع والصيانة بوزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد المهندس سامي الشمري على سير العمل بأعمال الصيانة والترميم الجاري تنفيذها بعدد من المساجد التاريخية بالمدينة المنورة، للوقوف على مدى جاهزيتها لاستقبال ضيوف الرحمن هذا العام 1437هـ.
وأوضح الشمري، خلال تفقده ميقات ذي الحليفة وعدد من المساجد التاريخية، التي يقصدها الحجاج والزائرون في المدينة المنورة، أن الوزارة سخرت جميع إمكاناتها لخدمة ضيوف الرحمن القادمين إلى المدينة المنورة، من خلال التجهيزات والصيانة في الميقات والمساجد التاريخية والمرافق الخاصة بها، التي يقصدها الحجاج عند قدومهم إلى المدينة المنورة، مؤكداً أن المساجد في كامل جاهزيتها لاستقبال ضيوف الرحمن.



الرابط :


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

انحسار الشافعية من جنوب السعودية : ماذا خسرت ” القنفذة ” بجفاف طبيعتها الدينية ؟

البندر | عمر البدوي - القنفذة استقر في ذهني أن المذاهب التي تشق طريقها في جسد كل دين هي بمثابة عمليات التسوية بين أوامر الشريعة وحاجات الإنسان ، بين المبادئ والمصالح ، بين الدين والدنيا ، بين الحق والهوى ، بين عزائم الدين وظروف البيئة ، وهذا يعطي الأديان فرصة العيش بانسجام واحترام مع البشرية ، كما أنه يعطيها القدرة على البقاء والصلاح لكل زمان ومكان . إذ تختلف طبائع البشر حسب جذورهم العرقية وظروفهم البيئية وتوافر الشروط المادية ، ولأن الأديان لا تصادم مصالح البشر ، فإن المذاهب تقدم جهداً في سبيل إعادة صياغة المقدس مع الواقع ، وتفسير النص على ضوء المصالح . كما أن الاختلاف وارد في سنن الكون وطبيعة البشر وتركيبة الدنيا ونسيج الحياة ، وهذا ما يفرز مذاهب متعددة تنتمي لها الطوائف عن قناعة ورضا وينبت على هوامشها التعصب لدوافع الانتماء العميق والاحتماء بالكيانات المختلفة التي تمنحهم الشعور بوجودهم وتميزهم وتمنحهم هوية البقاء والحياة . وكل من يصادم الطبيعة المودعة في مكنون الدنيا لأغراض سياسية أو اقتصادية أو حتى دينية متخيلة ، فإنه لابد سيقع في قبضة المغامرة غير المحسوبة وس...

السعوديون يحتفون بالذكرى السابعة لبيعة الملك سلمان

خادم الحرمين رافق مراحل التنمية على مدى 60 عاماً   الاثنين - 3 شهر ربيع الثاني 1443 هـ - 08 نوفمبر 2021 مـ رقم العدد [ 15686] الرياض: عمر البدوي وبندر مسلم يحتفي السعوديون اليوم بالذكرى السابعة لتولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز مقاليد الحكم في 23 يناير (كانون الثاني) الموافق (3 ربيع الثاني 1436هــ) ومبايعته ملكاً للبلاد، ورائداً لمرحلة جديدة تخوضها السعودية منذ وصوله قبل ٧ سنوات، كسابع ملوك المملكة بعد إعلان توحيدها عام 1932. الملك سلمان بن عبد العزيز الذي رافق مراحل مفصلية من عمر البلاد، اختبر خلالها المفاصل التاريخية التي آلت بالسعودية إلى ما هي عليه اليوم من تنمية وازدهار، ومن موقعه سابقاً، حيث كان أميراً لمنطقة الرياض لأكثر من خمسة عقود وتسميته أميراً لها عام 1955 وهو في عقده الثاني من العمر، راقب البلاد وهي تنمو. حتى أصبح قائداً للبلاد، وشاهداً على نهضتها الجديدة، في مختلف الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتنموية والتنظيمية، والأعمال والمشاريع والمبادرات السريعة والمتلاحقة على المستويين التنموي والاجتماعي، والتي أضحت بفضلها السعودية منافساً تلقائي...

«بيت الرشايدة».. «وقف» تحول «أكاديمية» تحتفظ بأسرار جدة

جدة – عمر البدوي   تسجل حارات وأزقة جدة القديمة، التي لا تزال تحتفظ بروحها وعبق تاريخها في الأبنية الشاهقة، وهي تقف في قلب المنطقة التاريخية، شهادة على النواة الأولى التي انبثقت منها واحدة من أهم المدن التجارية في تاريخ المملكة والشرق الأوسط. في حارة الشام، وتحديداً في شارع أبو عنبة، يقف معمار أخضر شامخاً بين أبنية المنطقة، على باب المبنى لوحة نُحتت عليها آية قرآنية، وأرّخت اللوحة في العام 1301 للهجرة. ويُسمى هذا المعمار «بيت الرشايدة»، نسبة إلى بانيه محمد عبدالرشيد، ويتكوّن من أدوار عدة، وأوقفه الرشيد علي العثماني في العام 1333هـ، بيت الرشايدة أو البيت الأخضر من أجمل البيوت التراثية وسط جدة القديمة، ويعود عمره إلى أكثر من 150 سنة. وتعود تسمية البيت إلى قبيلة الرشايدة التي ينتمي إليها بانيه وموقفه، وهي من القبائل المهاجرة من الحجاز وإليه. إلا أن ملكية البيت الآن تعود إلى وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد السعودية. ولأن البيت خلال الستينات الميلادية من القرن الماضي، احتضن نشاطاً أكاديمياً، تحول الآن وبفضل أحد فنّاني جدة إلى «أكاديمية حديثة»، بعدما استأجر...