التخطي إلى المحتوى الرئيسي

دور نشر سعودية تكتشف الجواهر الثقافية العالمية وتنقلها للعربية

الاثنين - 8 شهر ربيع الأول 1444 هـ - 03 أكتوبر 2022 مـ رقم العدد [ 16015]

فتح الحراك الثقافي الذي تشهده المملكة خلال السنوات الأخيرة، شهية دور نشر سعودية حديثة لمدّ جسور التواصل الثقافي والتبادل المعرفي مع ثقافات وشعوب غير مكتشفة للعالم العربي، والفوز بحقوق ترجمة ونشر وطباعة عناوين وأعمال مؤلفين عالميين، وتقديمها إلى المكتبة العربية، وإثراء المحتوى العربي بالمواد المترجمة ذات القيمة العالية من مختلف اللغات.
وعلى أثر الدعم التي تحصلت عليه قطاعات ثقافية مختلفة، ضمن استراتيجية ثقافية سعودية للتوسع في أبواب التأثير الثقافي، وتعزيز مكانة المملكة رائدة ثقافية في المنطقة، أسهمت مبادرة «ترجم» في نقل قرابة 800 كتاب إلى المكتبة العربية في جميع المجالات، بالإضافة إلى نشاط دور نشر سعودية تبحث بدأب عن الجواهر الثقافية العالمية وتقديمها إلى العربية للمرة الأولى.
كما تعمل مبادرة «ترجم‬» على نقل أهم المجلات الأكاديمية المحكمة في مختلف المجالات إلى اللغة العربية، وإتاحتها مجاناً للباحث العربي كجزء من دور السعودية الريادي في تعزيز المحتوى العربي، الثقافي والعلمي.
في ذلك قال معجب الشمري، مؤسس دار «تشكيل»: «إن الحراك الثقافي الحيوي الذي تشهده السعودية هذه الأيام، ساعد في تحقيق نقلة نوعية في صناعة النشر، وتطويع تحدياتها، وتمكين دور النشر المحلية، التي بدأت في استثمار هذه المرحلة، والانتقال بتجربتها من المستوى البسيط إلى مستويات احترافية منافسة، الأمر الذي أثمر تحقيق صفقات مشجعة في مجال سوق الكتاب، وطرق أبواب جديدة إلى الثقافات الأخرى»، مشيراً إلى أن معرض كتاب الرياض، يأتي ضمن مرحلة التحول المهمة في هذه الأوقات، الذي جاء بشكل سريع وواسع، ونقل صناعة النشر الداخلية في السعودية إلى وهج خارجي أكبر، وأضحت لديها بفضل ذلك، تجارب محلية تؤخذ بجدية، كنموذج احترافي وعصري يوائم التحول العالمي في صناعة النشر، فضلاً عن جهود هيئة الأدب السعودية التي فتحت الطريق واسعاً لبعض الدور التي حظيت بدعم أعمال النشر، والتي انطلقت وتبنت عديداً من المبادرات والمشاريع النوعية.
وأضاف الشمري: «لدينا عناصر تنافسية مهمة، بفضل هذه المرحلة التحولية التي تشهدها السعودية، نتجت عنها أشكال حديثة، عصرية، ونماذج لدور نشر مهمة، اخترقت فضاء الصناعة في وقت قياسي، وشمل التطور زوايا متعددة، ومنها نموذج الحصول على حقوق الأعمال، الذي حظي بنقلة نوعية، وحصلت بعض دور النشر السعودية على حقوق ترجمة بعض الأعمال العالمية المهمة، في ظل هذه المرحلة الجديدة».
من جهته أفاد ناصر الموسى، مدير دار «ورّاقون»، بأن السعودية مؤهلة بالنظر إلى حجم سوق الكتاب لديها، والإقبال المجتمعي على صنوف المعرفة المختلفة، أن تزوّد المكتبة العربية بدفقة جديدة من الثقافات الإنسانية، مضيفاً أن صناعة النشر لديها مقبلة على عصر ذهبي، لا سيما إذا تمكنت من توفير المناخ المناسب لدعم صناعة النشر فيها وزيادة تمكين الدور المحلية من اقتناء العناصر التنافسية أمام مثيلاتها في الدول التي سبقت إلى قصب السبق في سوق الكتب.
وأشار الموسى، إلى أن أبرز شروط المناخ المواتي لدعم صناعة النشر، هو استقطاب الإمكانات الطباعية ذات الجودة الفائقة، وتطوير قنوات التوزيع والانتشار الخارجي لمنتجات وإصدارات الدور السعودية، بالإضافة إلى تصدير النتاج المحلي لأبرز الأقلام السعودية إلى الخارج، وترجمة أعمالهم، ومد جسور التواصل والتبادل المعرفي مع الآخر.

الرابط:

https://aawsat.com/home/article/3



تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

السعوديون يحتفون بالذكرى السابعة لبيعة الملك سلمان

خادم الحرمين رافق مراحل التنمية على مدى 60 عاماً   الاثنين - 3 شهر ربيع الثاني 1443 هـ - 08 نوفمبر 2021 مـ رقم العدد [ 15686] الرياض: عمر البدوي وبندر مسلم يحتفي السعوديون اليوم بالذكرى السابعة لتولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز مقاليد الحكم في 23 يناير (كانون الثاني) الموافق (3 ربيع الثاني 1436هــ) ومبايعته ملكاً للبلاد، ورائداً لمرحلة جديدة تخوضها السعودية منذ وصوله قبل ٧ سنوات، كسابع ملوك المملكة بعد إعلان توحيدها عام 1932. الملك سلمان بن عبد العزيز الذي رافق مراحل مفصلية من عمر البلاد، اختبر خلالها المفاصل التاريخية التي آلت بالسعودية إلى ما هي عليه اليوم من تنمية وازدهار، ومن موقعه سابقاً، حيث كان أميراً لمنطقة الرياض لأكثر من خمسة عقود وتسميته أميراً لها عام 1955 وهو في عقده الثاني من العمر، راقب البلاد وهي تنمو. حتى أصبح قائداً للبلاد، وشاهداً على نهضتها الجديدة، في مختلف الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتنموية والتنظيمية، والأعمال والمشاريع والمبادرات السريعة والمتلاحقة على المستويين التنموي والاجتماعي، والتي أضحت بفضلها السعودية منافساً تلقائي...

انحسار الشافعية من جنوب السعودية : ماذا خسرت ” القنفذة ” بجفاف طبيعتها الدينية ؟

البندر | عمر البدوي - القنفذة استقر في ذهني أن المذاهب التي تشق طريقها في جسد كل دين هي بمثابة عمليات التسوية بين أوامر الشريعة وحاجات الإنسان ، بين المبادئ والمصالح ، بين الدين والدنيا ، بين الحق والهوى ، بين عزائم الدين وظروف البيئة ، وهذا يعطي الأديان فرصة العيش بانسجام واحترام مع البشرية ، كما أنه يعطيها القدرة على البقاء والصلاح لكل زمان ومكان . إذ تختلف طبائع البشر حسب جذورهم العرقية وظروفهم البيئية وتوافر الشروط المادية ، ولأن الأديان لا تصادم مصالح البشر ، فإن المذاهب تقدم جهداً في سبيل إعادة صياغة المقدس مع الواقع ، وتفسير النص على ضوء المصالح . كما أن الاختلاف وارد في سنن الكون وطبيعة البشر وتركيبة الدنيا ونسيج الحياة ، وهذا ما يفرز مذاهب متعددة تنتمي لها الطوائف عن قناعة ورضا وينبت على هوامشها التعصب لدوافع الانتماء العميق والاحتماء بالكيانات المختلفة التي تمنحهم الشعور بوجودهم وتميزهم وتمنحهم هوية البقاء والحياة . وكل من يصادم الطبيعة المودعة في مكنون الدنيا لأغراض سياسية أو اقتصادية أو حتى دينية متخيلة ، فإنه لابد سيقع في قبضة المغامرة غير المحسوبة وس...

«تتبع الحجارة» عنوان 100 يوم من الفن المعاصر في بينالي الدرعية

السعودية تشهد اليوم واحدة من أكبر المناسبات الفنية العالمية   السبت - 7 جمادى الأولى 1443 هـ - 11 ديسمبر 2021 مـ رقم العدد [ 15719] الرياض: عمر البدوي أصبح حي جاكس جاهزاً لانطلاق الدورة الأولى من بينالي الدرعية للفن المعاصر، واستقبال المتطلعين لزيارة واحدة من أكبر المناسبات الفنّية العالمية، ابتداءً من اليوم (السبت)، حتى 11 مارس (آذار) المقبل، وهو أول بينالي دولي يتطرق لموضوعات وأشكال الفن المعاصر في السعودية، ويعرض أعمالاً لفنانين عالميين ومحليين، مع مجموعة من الورش الثقافية والتجارب الممتعة. يأتي بينالي الدرعية، كتجربة استثنائية، ومنصة إبداعية تمتد لمائة يوم، تكشف جوهر الفنون السعودية بمختلف أنماطها، وتُفسح للفنانين مساحات للحوار وإثراء تجاربهم، لتعزيز المشهد الثقافي والفني، وتمكين المواهب المحلية، واستقطاب مجموعات الفنانين الدوليين لإغناء الحدث الفني المهم. وقال راكان الطوق، المشرف على الشـــؤون الثقافية والعلاقات الدولية في وزارة الثقافــــة الســـــعودية، إن استضافة المملكة لأول بينالي للفن المعاصر، يعدّ إنجازاً استثنائياً، وإن أهميته تأتي من كونــــه نقطة التقــــــاء للعالم،...