التخطي إلى المحتوى الرئيسي

غالب كامل «صديق الراحلين» ينضمّ إليهم ويطوي رحلة حافلة

أحد رموز جيل الرواد في الإعلام السعودي

الأحد - 1 صفر 1444 هـ - 28 أغسطس 2022 مـ رقم العدد [ 15979]

توفي، السبت، الإعلامي والإذاعي السعودي غالب كامل عن 81 عاماً، قضى جلّها نجماً في سماء الإعلام السعودي، لم يغب ذكره عن أذهان السعوديين رغم تواريه عن الأنظار بعد أن حاصره المرض واشتد عليه حتى رحيله صباح أمس، في أحد مستشفيات العاصمة السعودية الرياض.
والراحل غالب كامل المولود عام 1941 يعد أحد أعمدة الإعلام التلفزيوني والإذاعي السعودي، وأقدم مذيعي القناة السعودية، انطلقت مسيرته من إذاعة الكويت، حيث عمل متعاوناً لديها، قبل أن ينتقل إلى إذاعة جدة عام 1964، بدعم من مديرها عباس غزاوي ورعاية وزير الإعلام آنذاك جميل الحجيلان.
وفي عام 1981، انتقل كامل إلى التلفزيون السعودي، وقضى أربعة عقود متألقاً على الشاشة بلغته العربية المتقنة، حيث يحمل ليسانس في اللغة العربية وآدابها من جامعة الإسكندرية، وصوته الإذاعي الرخيم الذي ارتبط به جيل سعودي واسع، عاصره وصنع معه ذكرياته.
ارتبط كامل بعدد من الأعمال التلفزيونية والإذاعية التي شكلت المرحلة المبكرة للتلفزيون والإذاعة في السعودية، وبقيت مرسومة في ذاكرة أجيال سعودية نشأت وارتبطت بصوته وصورته، ومن أهم برامجه «أين الخطأ» و«لمن الكأس» و«لقاء على الهواء» وبرنامج «سلامات» مع المرضى المنومين في المستشفيات الذي استمر في تقديمه لـ14 عاماً، كما اشتهر بقراءة النشرات الإخبارية، ومرافقة ملوك السعودية أثناء جولاتهم، وتغطية المناسبات الوطنية والتعليق السياسي على الأحداث، ومن ذلك إذاعته النبأ الصادم لوفاة الملك فيصل بن عبد العزيز في مارس (آذار) 1975.
وقال عبد العزيز العيد، كبير المذيعين والمدير السابق للقناة الثقافية السعودية، إن غالب كامل واحد من رموز جيل الرواد في الإعلام السعودي، وكان يمثل نموذج الإعلامي الشامل الذي يبرع في تقديم برامج متعددة التخصصات، متكئاً هو ومجايلوه على القدرة الفذة والموهبة والبراعة، كما أنه جيل تحديات البدايات، الذي واجه الصعوبات مطلع الخمسينات في الإذاعة والستينات عند بدء البث التلفزيوني في السعودية، وأن الناس بفضل هذه التجربة العريضة، تقدر للرواد تجربتهم وعطاءهم في ظل زمن كان يعاني من شح الإمكانات، ومن بينهم الأستاذ الراحل غالب كامل.
وحكى العيد الذي عاصر الراحل كامل لعقدين في الإذاعة والتلفزيون، في حديث مع «الشرق الأوسط»، طرفاً من ذكرياته مع جيل الرواد، وعن حرص كامل الشديد على المواعيد والتزامه بالوقت، ويضيف: «قاسمته تقديم نشرات إخبارية وبرامج تلفزيونية، وكان في أوج نشاطه من عام 1986 وحتى تقاعده عام 2000. وكان طوالها ناصحاً وموجهاً، وحريصاً على الدقة في اللغة، ومراجعة النصوص، وبعد تقاعده لم أنقطع عن الاتصال به ومتابعة ظروفه الصحية، وقد أجلي إلى السعودية للعلاج قبل أربعة أيام من وفاته، لكن الأجل وافاه وارتقت روحه إلى بارئها».
مع تقدم العمر، وافى الأجل الكثير من الجيل الذهبي للتلفزيون السعودي، حتى لقّب كامل بـ«صديق الراحلين» وهو يرى زملاء المهنة من الرعيل الأول يغادرون الحياة في صمت، وبقي هو متعلقاً بالعدسة، وباتصاله مع الجمهور، شغوفاً بالإطلالة عليهم عبر النافذة المعاصرة، إذ استمر يسجل رسائل فيديو قصيرة عبر حسابه على «تويتر»، يبث فيها الأمل ويحث فيها على العمل، ويتلو قصائد من تراث الشعر العربي، وبادله الجمهور الوفاء، بالسؤال عن حاله واسترجاع شريط الذكريات الأثير الذي طالما جمعهم بإطلالته وصوته.
وفي عام 2018، بدأت تشتد معاناته من صعوبات حادة بالتنفس، ولازم العناية المشددة في مستشفى بعمّان، قبل أن يتم نقله للعلاج بالمملكة، وقد تلقى العلاج والعناية في المستشفى العسكري بمدينة الرياض، لتتحسن حالته الصحية من ذلك التاريخ، قبل أن تتراجع بعد ذلك، وتعلن وفاته السبت، كآخر الراحلين من الجيل الذهبي للتلفزيون السعودي.




الرابط:

https://aawsat.com/home/article/38




تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

السعوديون يحتفون بالذكرى السابعة لبيعة الملك سلمان

خادم الحرمين رافق مراحل التنمية على مدى 60 عاماً   الاثنين - 3 شهر ربيع الثاني 1443 هـ - 08 نوفمبر 2021 مـ رقم العدد [ 15686] الرياض: عمر البدوي وبندر مسلم يحتفي السعوديون اليوم بالذكرى السابعة لتولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز مقاليد الحكم في 23 يناير (كانون الثاني) الموافق (3 ربيع الثاني 1436هــ) ومبايعته ملكاً للبلاد، ورائداً لمرحلة جديدة تخوضها السعودية منذ وصوله قبل ٧ سنوات، كسابع ملوك المملكة بعد إعلان توحيدها عام 1932. الملك سلمان بن عبد العزيز الذي رافق مراحل مفصلية من عمر البلاد، اختبر خلالها المفاصل التاريخية التي آلت بالسعودية إلى ما هي عليه اليوم من تنمية وازدهار، ومن موقعه سابقاً، حيث كان أميراً لمنطقة الرياض لأكثر من خمسة عقود وتسميته أميراً لها عام 1955 وهو في عقده الثاني من العمر، راقب البلاد وهي تنمو. حتى أصبح قائداً للبلاد، وشاهداً على نهضتها الجديدة، في مختلف الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتنموية والتنظيمية، والأعمال والمشاريع والمبادرات السريعة والمتلاحقة على المستويين التنموي والاجتماعي، والتي أضحت بفضلها السعودية منافساً تلقائي...

انحسار الشافعية من جنوب السعودية : ماذا خسرت ” القنفذة ” بجفاف طبيعتها الدينية ؟

البندر | عمر البدوي - القنفذة استقر في ذهني أن المذاهب التي تشق طريقها في جسد كل دين هي بمثابة عمليات التسوية بين أوامر الشريعة وحاجات الإنسان ، بين المبادئ والمصالح ، بين الدين والدنيا ، بين الحق والهوى ، بين عزائم الدين وظروف البيئة ، وهذا يعطي الأديان فرصة العيش بانسجام واحترام مع البشرية ، كما أنه يعطيها القدرة على البقاء والصلاح لكل زمان ومكان . إذ تختلف طبائع البشر حسب جذورهم العرقية وظروفهم البيئية وتوافر الشروط المادية ، ولأن الأديان لا تصادم مصالح البشر ، فإن المذاهب تقدم جهداً في سبيل إعادة صياغة المقدس مع الواقع ، وتفسير النص على ضوء المصالح . كما أن الاختلاف وارد في سنن الكون وطبيعة البشر وتركيبة الدنيا ونسيج الحياة ، وهذا ما يفرز مذاهب متعددة تنتمي لها الطوائف عن قناعة ورضا وينبت على هوامشها التعصب لدوافع الانتماء العميق والاحتماء بالكيانات المختلفة التي تمنحهم الشعور بوجودهم وتميزهم وتمنحهم هوية البقاء والحياة . وكل من يصادم الطبيعة المودعة في مكنون الدنيا لأغراض سياسية أو اقتصادية أو حتى دينية متخيلة ، فإنه لابد سيقع في قبضة المغامرة غير المحسوبة وس...

«تتبع الحجارة» عنوان 100 يوم من الفن المعاصر في بينالي الدرعية

السعودية تشهد اليوم واحدة من أكبر المناسبات الفنية العالمية   السبت - 7 جمادى الأولى 1443 هـ - 11 ديسمبر 2021 مـ رقم العدد [ 15719] الرياض: عمر البدوي أصبح حي جاكس جاهزاً لانطلاق الدورة الأولى من بينالي الدرعية للفن المعاصر، واستقبال المتطلعين لزيارة واحدة من أكبر المناسبات الفنّية العالمية، ابتداءً من اليوم (السبت)، حتى 11 مارس (آذار) المقبل، وهو أول بينالي دولي يتطرق لموضوعات وأشكال الفن المعاصر في السعودية، ويعرض أعمالاً لفنانين عالميين ومحليين، مع مجموعة من الورش الثقافية والتجارب الممتعة. يأتي بينالي الدرعية، كتجربة استثنائية، ومنصة إبداعية تمتد لمائة يوم، تكشف جوهر الفنون السعودية بمختلف أنماطها، وتُفسح للفنانين مساحات للحوار وإثراء تجاربهم، لتعزيز المشهد الثقافي والفني، وتمكين المواهب المحلية، واستقطاب مجموعات الفنانين الدوليين لإغناء الحدث الفني المهم. وقال راكان الطوق، المشرف على الشـــؤون الثقافية والعلاقات الدولية في وزارة الثقافــــة الســـــعودية، إن استضافة المملكة لأول بينالي للفن المعاصر، يعدّ إنجازاً استثنائياً، وإن أهميته تأتي من كونــــه نقطة التقــــــاء للعالم،...