التخطي إلى المحتوى الرئيسي

يوسف البنيان... يجهّز عناصر التعليم لصناعة كيمياء النجاح

الأربعاء - 3 شهر ربيع الأول 1444 هـ - 28 سبتمبر 2022 مـ رقم العدد [ 16010]


يتولّى يوسف بن عبد الله البنيان زمام مؤسسة التعليم في السعودية، ويجهز عناصر نجاح الجيل المتوقع لمستقبل الرؤية، بعد دراسة خصائص التحديات، وتفاعل الفرص مع الواجبات.
ويبدأ البنيان، أستاذ الإدارة، بعد تعيينه وزيراً للتعليم بالسعودية، في بذل خبرته العريضة لخدمة الحركة التعليمية السعودية، ويشرع حامل الشهادات المتقدمة في الاقتصاد، والإدارة الصناعية، والإدارة الاقتصادية، مشواراً لتطوير حالة التعليم، وتعظيم مخرجاته بعد وضع المقترحات تحت الأضواء الكاشفة لمعمل الأفكار، ومختبر التجارب الواعية بمسؤوليات التعليم، ووظيفته في بناء جيل يحمل على متنه استحقاقات البلاد في مستقبلها الواعد.
وهو قادم من أهم تجارب الإدارة الناجحة، ومن قيادة تاج المؤسسات الصناعية في السعودية (سابك)، عملاق الصناعة البتروكيماوية والمعدنية، بعد أن قضى فيها 3 عقود، وتدرج في حقولها العملية والوظيفية، حتى تولى رئاستها منذ عام 2015، وكان مشعلاً للتميز، وقائداً لقاطرة الإنجازات التي راكمتها المؤسسة خلال تاريخها.
يحمل البنيان درجتي البكالوريوس في الاقتصاد، والماجستير في الإدارة الصناعية، بالإضافة إلى نيله كثيراً من الدورات المتخصصة في الإدارة التنفيذية، وشغل خلال مسيرته العملية عدة مناصب، من أبرزها تسميته نائباً لرئيس مجلس الإدارة ورئيساً تنفيذياً لشركة «سابك»، ورئاسة مجلس إدارة شركة «سابك للمغذيات الزراعية»، وشركة «سابك للاستثمار وتنمية المحتوى المحلي» (نساند)، والاتحاد الخليجي للبتروكيماويات والكيماويات (جيبكا)، ولجنة مصنعي البتروكيماويات، إلى جانب عضوية مجلس إدارة مجموعة «تداول» السعودية، والشركة السعودية لتقنية المعلومات (سايت).
كما عُين عام 2020م رئيساً لمجموعة الأعمال (B20) لمجموعة العشرين (G20) تحت رئاسة السعودية لمجموعة العشرين، علاوة على ذلك، تولى رئاسة مجالس عدد من الشركات، وعضوية كثير من مجالس الأعمال والمنتديات ومجالس المؤسسات والهيئات والبرامج على المستوى الوطني والعالمي.
ومن المتوقع أن يسهم وصول البنيان، القادم من أروقة الشركات الصناعية الكبرى، في التئام دور التعليم مع نية السعودية للتوسع في بناء منظومة تعليمية متطورة، وتحسين بيئة التعلم لتحفيز الإبداع والابتكار، لتلبية متطلبات التنمية الوطنية ومتطلبات سوق العمل.
وأن يوظّف البنيان خبرته الإدارية في حقول بناء منظومات العمل والاستراتيجيات التنفيذية والوعي بشروط النجاح الصناعي والعلمي، ووعيه الاستثماري الذي تطور خلال مراحله العملية المختلفة، واستقطاب رؤوس الأموال المادية والبشرية، في تنمية حركة التعليم، وتحقيق سعي رؤية المملكة 2030 إلى «مواءمة مخرجات المنظومة التعليمية مع احتياجات سوق العمل، والتوسع في التدريب المهني لدفع عجلة التنمية الاقتصادية، مع تركيز فرص الابتعاث على المجالات التي تخدم الاقتصاد الوطني، وفي التخصصات النوعية بالجامعات العالمية المرموقة».
وذات مجلس مفتوح، ألقى البنيان جانباً من خلاصة خبرته، ووضع على رأسها الاستمرار في التعليم، بوصفه خطاً متصلاً من تطوير الذات وتجهيزها للنجاح، ثم قيم العمل، التي تحافظ على سلوكيات العطاء والأداء المنتج، وأخيراً عدم الخوف من المستقبل، لا سيما من الأجيال الشابة، لأن المستقبل دائماً ما سيكون أفضل، ويعتمد ذلك على وجهة نظر الفرد إليه واستعداده له.



الرابط:

https://aawsat.com/home/article/




تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

انحسار الشافعية من جنوب السعودية : ماذا خسرت ” القنفذة ” بجفاف طبيعتها الدينية ؟

البندر | عمر البدوي - القنفذة استقر في ذهني أن المذاهب التي تشق طريقها في جسد كل دين هي بمثابة عمليات التسوية بين أوامر الشريعة وحاجات الإنسان ، بين المبادئ والمصالح ، بين الدين والدنيا ، بين الحق والهوى ، بين عزائم الدين وظروف البيئة ، وهذا يعطي الأديان فرصة العيش بانسجام واحترام مع البشرية ، كما أنه يعطيها القدرة على البقاء والصلاح لكل زمان ومكان . إذ تختلف طبائع البشر حسب جذورهم العرقية وظروفهم البيئية وتوافر الشروط المادية ، ولأن الأديان لا تصادم مصالح البشر ، فإن المذاهب تقدم جهداً في سبيل إعادة صياغة المقدس مع الواقع ، وتفسير النص على ضوء المصالح . كما أن الاختلاف وارد في سنن الكون وطبيعة البشر وتركيبة الدنيا ونسيج الحياة ، وهذا ما يفرز مذاهب متعددة تنتمي لها الطوائف عن قناعة ورضا وينبت على هوامشها التعصب لدوافع الانتماء العميق والاحتماء بالكيانات المختلفة التي تمنحهم الشعور بوجودهم وتميزهم وتمنحهم هوية البقاء والحياة . وكل من يصادم الطبيعة المودعة في مكنون الدنيا لأغراض سياسية أو اقتصادية أو حتى دينية متخيلة ، فإنه لابد سيقع في قبضة المغامرة غير المحسوبة وس...

تمجيد صدام حسين المجيد

كان يمكن للقصة الشهيرة التي تداولها عامة العرب عن صورة الرئيس العراقي الراحل صدام حسين مطبوعة في كبد القمر أن تكون مجرد مزحة عابرة تذوب مثل قطعة ثلج أو تتبخر مثل بؤرة ماء، ولكن القصة المختلقة التي شاعت عشية تنفيذ حكم الإعدام في حقه من قبل الحكومة العراقية بعد إسقاط نظامه وتفكيك الدولة العراقية نتيجة حرب خاضها حلف دولي تقوده الولايات المتحدة، تمكنت في أذهان جيل بأكمله وتطورت إلى أشكال متجذرة لترميز الرئيس العراقي المخلوع. أصبح صدام ذا شعبية أكبر لدى قطاعات واسعة من الشباب العربي، فبإمكانك أن تلاحظ حجم الصور التي تنتشر له والأقوال المختلقة في محاولة لاستنطاقه بما يتمناه الشاب العربي من خطاب مشبع بالأنفة والاعتزاز ضد غطرسة الجانب الغربي من العالم أو الطائفة الشقيقة للغالبية السنية في الشرق الأوسط. لا تبدو سيرة صدام حسين مثيرة للإعجاب في التاريخ، فهو مجرد حاكم عربي عسكري يشبه أترابه ممن يقبض على سدة حكم الجمهوريات العربية المرتبكة في تقديم هوية سياسية ونظام حكم متماسك، يضاف إليه بطش أهوج وديكتاتورية مطبوعة بنزقه الشخصي وجنون العظمة الذي أودى بمستقبل العراق وشعبه في جملة من المغا...

«بيت الرشايدة».. «وقف» تحول «أكاديمية» تحتفظ بأسرار جدة

جدة – عمر البدوي   تسجل حارات وأزقة جدة القديمة، التي لا تزال تحتفظ بروحها وعبق تاريخها في الأبنية الشاهقة، وهي تقف في قلب المنطقة التاريخية، شهادة على النواة الأولى التي انبثقت منها واحدة من أهم المدن التجارية في تاريخ المملكة والشرق الأوسط. في حارة الشام، وتحديداً في شارع أبو عنبة، يقف معمار أخضر شامخاً بين أبنية المنطقة، على باب المبنى لوحة نُحتت عليها آية قرآنية، وأرّخت اللوحة في العام 1301 للهجرة. ويُسمى هذا المعمار «بيت الرشايدة»، نسبة إلى بانيه محمد عبدالرشيد، ويتكوّن من أدوار عدة، وأوقفه الرشيد علي العثماني في العام 1333هـ، بيت الرشايدة أو البيت الأخضر من أجمل البيوت التراثية وسط جدة القديمة، ويعود عمره إلى أكثر من 150 سنة. وتعود تسمية البيت إلى قبيلة الرشايدة التي ينتمي إليها بانيه وموقفه، وهي من القبائل المهاجرة من الحجاز وإليه. إلا أن ملكية البيت الآن تعود إلى وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد السعودية. ولأن البيت خلال الستينات الميلادية من القرن الماضي، احتضن نشاطاً أكاديمياً، تحول الآن وبفضل أحد فنّاني جدة إلى «أكاديمية حديثة»، بعدما استأجر...