التخطي إلى المحتوى الرئيسي

فصول الثقافة تزدهر في «كتاب الرياض»... والرواية سيدة الندوات الحوارية

الجمعة - 12 شهر ربيع الأول 1444 هـ - 07 أكتوبر 2022 مـ رقم العدد [ 16019]

تقترب أيام معرض «الرياض الدولي للكتاب» من النهاية، ولا تزال أروقته مكتظة بالحضور، وقاعات ورش التدريب ومنصات الأمسيات الحوارية والفنية غامرة بالعناوين، التي تناولت مختلف القضايا والموضوعات التي تمس الحراك الفكري والإبداع العربي، وتشهد على ازدهار فصول الثقافة في منصة «الرياض للكتاب».

وشهدت فعاليات البرنامج الثقافي الذي حشدته هيئة الأدب جزءاً من التظاهرة الثقافية للكتاب، حضوراً من المهتمين بصنوف الأدب والفكر، وأمسيات فنية وفقرات موسيقية وغنائية، على المسرح الرئيسي للمعرض الذي احتضن لثلاث ليالٍ، أمسيات فنية من التراث الغنائي لتونس، ضيف شرف المعرض العام الحالي، بالإضافة إلى ليلة غنائية توهجت فيها الفنانة السعودية الصاعدة أروى، في غناء وصلات من عيون الشعر العربي المغنّى، فضلاً عن عروض الباليه، والموشحات الأندلسية، والعروض المسرحية، التي زيّنت مسارح ومنصات معرض الكتاب، ومن أبرزها مسرحية «هما» إحدى روائع الأديب الراحل غازي القصيبي.

وفي المقابل، استثمرت المقاهي العامة في مدينة الرياض، في توفر المعرض على أسماء لامعة في فنون الأدب والفكر والسرد والشعر، واستقطبتهم للمشاركة بالتزامن مع ليالي «معرض الكتاب»، عبر صالونات «الشريك الأدبي»، وهي المبادرة التي أطلقتها لإغناء الفضاءات العامة في السعودية بمواسم الثقافة والكتاب، كما شهد المعرض ولأول مرة في العالم العربي، إطلالة الكاتبة الحائزة على جائزة نوبل، سفيتلانا أليكسييفيتش أمام جمهورها المُلهَم بكتاباتها.

صاحب جناح ينتظر الزائرين قائراً (تصوير: يزيد السمراني)


وغلبت على الجلسات التي فتحت أبواب النقاش لموضوعات ثقافية على مصراعيها، موضوعات الرواية، والبحث عن تسلط المكان في الرواية، وأعمال المرأة في كتابة روايات الجريمة، وعالمية الأدب العربي.

فضلاً عن فصول ثقافية أخرى، تناولتها الندوات الحوارية، وشملت قضايا الإعلام الجديد، والترجمة، والسينما، وأسئلة المثاقفة، فيما دارت جدالات مفتوحة حول موضوعات الصحافة ومستقبلها والبعد الثقافي فيها، وعن المسرح في بعديه المحلي والعربي. كما وجدت مبادرات وزارة الثقافة فرصتها في الظهور والوصول إلى المجتمع، ومن ذلك مبادرات ترجم والوكيل والأدبي والنشر الرقمي وإشاعة الأدب، ومبادرات من مؤسسات سعودية وعربية معنية بالترويج للحوار بين الثقافات والتسامح والتنوير.

ولم يخلُ جناح تونس، ضيف شرف الدورة الجديدة لـ«معرض كتاب الرياض»، من الزائرين الذين يجدون حفاوة الاستقبال على الطريقة التونسية، ويقفون على ملامح التجربة الثقافية التونسية، التي احتفى كتاب الرياض بدورها النهضوي في التاريخ العربي، وبمئوية السينما التونسية، وبالتراث الغنائي الذي لا يزال كثير من ملامحه الثقافية والاجتماعية مشجعاً لاكتشافه بالنسبة إلى السعوديين.

وقال خالد الحربي، أحد زائري المعرض، إن هذه الدورة الجديدة تتميز بالتوسعة التي حظي بها الموقع، والأريحية التي وجدها المتوافدون والمتجولون بين أروقته، وأن الأسعار كانت متفاوتة بين دار وأخرى، لكنها لم تسلم على الأغلب من المبالغة في الأسعار، فيما قال الكاتب رائد العيد، إن «معرض الكتاب» هو فرصة للتذكير بأن القارئ هو المحرك الرئيسي لعوالم الكتب، وهو من بيده إماتة كتاب أو إشاعته، أكثر من دور الكاتب أو الناشر.

معرض الرياض للكتاب يستحضر «الوكيل الأدبي»

الاثنين - 8 شهر ربيع الأول 1444 هـ - 03 أكتوبر 2022 مـ رقم العدد [ 16015]

يتوزع في جناح «الوكيل الأدبي» بمعرض الرياض الدولي للكتاب، عدد من الأمكنة المخصصة لوكلاء أدبيين سعوديين يقدمون استشاراتهم للراغبين في خوض تجربة الكتابة، والأخذ بيدهم وبمشاريعهم لترى النور.
وتستقبل «مبادرة الوكيل الأدبي» في جناحها بمعرض الكتاب، ‏الأعمال والمؤلفات والنصوص الأدبية من جميع الراغبين في الحصول على مشورة ورأي من قبل الوكلاء الأدبيين المرخصين من قبل هيئة الأدب والنشر والترجمة عبر «صندوق «الوكيل الأدبي».
وقال حاتم الشهري، رئيس أول وكالة أدبية في السعودية، إن المشهد الثقافي السعودي كان متأخراً في إعطاء المساحة لمهنة «الوكيل الأدبي»، وهي المهنة التي عرفها العالم الغربي منذ عقود، وذلك قبل أن تستأنف هيئة الأدب، وتُفعِّل دوره وحضوره، إيماناً بأهمية دور الوكيل الأدبي كنقطة اتصال بين المبدع وجميع الجهات ذات العلاقة.
وعن دور جناح الوكيل الأدبي، قال الشهري: «في الجناح نقدم الاستشارات للمؤلفين، ونأخذ بأيديهم لتحقيق مبتغاهم في تحويل مصنفهم الإبداعي إلى الشكل الذي يختارونه، سواء كان نصياً أو في وعاء صوتي أو مرئي، بالإضافة إلى خدمات أخرى يحتاجها المؤلف في رحلة إصدار منتجه، يجدها تحت سقف واحد، وقد لمسنا إقبالاً مشجعاً من الزوار». وعبّر الشهري عن إيمانه بدور الوكيل الأدبي، ووظيفته في تقريب وجهات النظر بين المؤلف والناشر، وإيجاد لغة مشتركة بين الطرفين، وعقد أفضل صفقة ممكنة بينهما، معتبراً المرحلة التي تعيشها السعودية في مشهدها الثقافي، أكثر من مرحلة ذهبية؛ لأن القطاع يشهد نمواً وحيوية كبيرة، في ظل مبادرات هيئة الأدب السعودية، والدعم غير المسبوق، والوتيرة السريعة التي ضختها في المشهد الأدبي والثقافي السعودي.
وعن وجهة النظر المتوجسة تجاه الوكيل الأدبي، ودوره الذي قد يكون سلبياً على العملية الإبداعية وتأطير حريتها، قال الشهري: «أعتقد أن من يدلي بمثل هذا الكلام، أشخاص من خارج المشهد، لأن الوكيل الأدبي يهتم بالمؤلف بالدرجة الأولى، ثم بقية أطراف رحلة المنتج الإبداعي، ومن بينهم الوكيل الأدبي نفسه، وهو ما يحتم حرصه على إنجاح كل صفقة بطريقة عادلة ومثمرة».


الروابط:

https://aawsat.com/home/article/3





تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

انحسار الشافعية من جنوب السعودية : ماذا خسرت ” القنفذة ” بجفاف طبيعتها الدينية ؟

البندر | عمر البدوي - القنفذة استقر في ذهني أن المذاهب التي تشق طريقها في جسد كل دين هي بمثابة عمليات التسوية بين أوامر الشريعة وحاجات الإنسان ، بين المبادئ والمصالح ، بين الدين والدنيا ، بين الحق والهوى ، بين عزائم الدين وظروف البيئة ، وهذا يعطي الأديان فرصة العيش بانسجام واحترام مع البشرية ، كما أنه يعطيها القدرة على البقاء والصلاح لكل زمان ومكان . إذ تختلف طبائع البشر حسب جذورهم العرقية وظروفهم البيئية وتوافر الشروط المادية ، ولأن الأديان لا تصادم مصالح البشر ، فإن المذاهب تقدم جهداً في سبيل إعادة صياغة المقدس مع الواقع ، وتفسير النص على ضوء المصالح . كما أن الاختلاف وارد في سنن الكون وطبيعة البشر وتركيبة الدنيا ونسيج الحياة ، وهذا ما يفرز مذاهب متعددة تنتمي لها الطوائف عن قناعة ورضا وينبت على هوامشها التعصب لدوافع الانتماء العميق والاحتماء بالكيانات المختلفة التي تمنحهم الشعور بوجودهم وتميزهم وتمنحهم هوية البقاء والحياة . وكل من يصادم الطبيعة المودعة في مكنون الدنيا لأغراض سياسية أو اقتصادية أو حتى دينية متخيلة ، فإنه لابد سيقع في قبضة المغامرة غير المحسوبة وس...

السعوديون يحتفون بالذكرى السابعة لبيعة الملك سلمان

خادم الحرمين رافق مراحل التنمية على مدى 60 عاماً   الاثنين - 3 شهر ربيع الثاني 1443 هـ - 08 نوفمبر 2021 مـ رقم العدد [ 15686] الرياض: عمر البدوي وبندر مسلم يحتفي السعوديون اليوم بالذكرى السابعة لتولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز مقاليد الحكم في 23 يناير (كانون الثاني) الموافق (3 ربيع الثاني 1436هــ) ومبايعته ملكاً للبلاد، ورائداً لمرحلة جديدة تخوضها السعودية منذ وصوله قبل ٧ سنوات، كسابع ملوك المملكة بعد إعلان توحيدها عام 1932. الملك سلمان بن عبد العزيز الذي رافق مراحل مفصلية من عمر البلاد، اختبر خلالها المفاصل التاريخية التي آلت بالسعودية إلى ما هي عليه اليوم من تنمية وازدهار، ومن موقعه سابقاً، حيث كان أميراً لمنطقة الرياض لأكثر من خمسة عقود وتسميته أميراً لها عام 1955 وهو في عقده الثاني من العمر، راقب البلاد وهي تنمو. حتى أصبح قائداً للبلاد، وشاهداً على نهضتها الجديدة، في مختلف الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتنموية والتنظيمية، والأعمال والمشاريع والمبادرات السريعة والمتلاحقة على المستويين التنموي والاجتماعي، والتي أضحت بفضلها السعودية منافساً تلقائي...

«بيت الرشايدة».. «وقف» تحول «أكاديمية» تحتفظ بأسرار جدة

جدة – عمر البدوي   تسجل حارات وأزقة جدة القديمة، التي لا تزال تحتفظ بروحها وعبق تاريخها في الأبنية الشاهقة، وهي تقف في قلب المنطقة التاريخية، شهادة على النواة الأولى التي انبثقت منها واحدة من أهم المدن التجارية في تاريخ المملكة والشرق الأوسط. في حارة الشام، وتحديداً في شارع أبو عنبة، يقف معمار أخضر شامخاً بين أبنية المنطقة، على باب المبنى لوحة نُحتت عليها آية قرآنية، وأرّخت اللوحة في العام 1301 للهجرة. ويُسمى هذا المعمار «بيت الرشايدة»، نسبة إلى بانيه محمد عبدالرشيد، ويتكوّن من أدوار عدة، وأوقفه الرشيد علي العثماني في العام 1333هـ، بيت الرشايدة أو البيت الأخضر من أجمل البيوت التراثية وسط جدة القديمة، ويعود عمره إلى أكثر من 150 سنة. وتعود تسمية البيت إلى قبيلة الرشايدة التي ينتمي إليها بانيه وموقفه، وهي من القبائل المهاجرة من الحجاز وإليه. إلا أن ملكية البيت الآن تعود إلى وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد السعودية. ولأن البيت خلال الستينات الميلادية من القرن الماضي، احتضن نشاطاً أكاديمياً، تحول الآن وبفضل أحد فنّاني جدة إلى «أكاديمية حديثة»، بعدما استأجر...