التخطي إلى المحتوى الرئيسي

«رحالة إنكليزي» يحيي ذكريات أهالي «وادي حلي» الرمضانية بـ «صور نادرة»



القنفذة - عمر البدوي
الجمعة ٢ أغسطس ٢٠١٣

التقط الرحالة الإنكليزي ويلفريد باتريك ثيسيجر، المعروف بـ«مبارك لندن» مجموعة كبيرة من الصور تقترب من 113 صورة لأماكن متفرقة من «وادي حلي» ضمن محافظة القنفذة جنوب مكة المكرمة عندما زارها في تاريخ 18 أبريل (نيسان) 1946 الموافق 15 جمادى الأولى 1365 هـ.
وكانت أبزر ما التقط من الصور تمثّل (سوق الأحد الشعبي في بلدة كياد الواجهة التجارية لمركز حلي ولأشخاص من قرية البيضين إحدى بلدات حلي ولأشخاص من الوادي وهم يؤدون رقصة شعبية بالسيوف في مناسبة حفلة زفاف وصور لآبار ماء ومساكن من الأعشاش وبعض القرى والطرق الوعرة) وسوى ذلك من الصور التي وقع عليها ناشطون شباب على الإنترنت يسكنون الوادي ما أنعش إحساسهم بالانتماء إلى هذه المنطقة النشطة من البلاد.
الصور متوافرة في موقع متحف بيت ريفرز، جامعة أكسفورد، والمتحف يهتم بعلم الإنسان وعلم الآثار وغير ذلك وتأسس في عام 1884 ، كما ورد في الموقع الرسمي لعرض صور وتفاصيل الرحلات التي قام بها ويلفريد.
والرحالة البرطاني ويلفريد ثيسيجر الذي ولد في أديس أبابا عام 1910 وتوفي عام 2003. سافر إلى معظم مناطق الجزيرة العربية في كل من السعودية والإمارات والعراق وإيران وباكستان وغرب أفريقيا وكتب عنها كتباً عدة أشـهرها كتاب «الرمال العربية» وعرب الأهوار.
محمد العمري أحد معلمي مدرسة ساحل حلي انتشى لحظة مشاهدته لتلك الصور وصفها بالكنز العظيم، وقال: «احتوت الصور على كثير من مظاهر الحياة في ذلك العهد، أذكر منها الزيّ الذي يرتديه الرجال والفتيان والذي غالباً ما تحيط به أدوات الفروسية كالخناجر والسيوف، شاهدت أيضاً صوراً لسوق الأحد الشعبي العريق ببلدة كياد (مهد حلي وقلب الوادي) وهو سوق شهير من الجميل أنه باقٍ إلى هذا اليوم كخير شاهد على تاريخنا العريق بعراقته، وهناك العشرات من الصور التي تفوح من خلالها رائحة تلك الأيام والليالي الزكية والشــاهدة بقوة على أن من لا ماضي له فلا حاضر له أيضاً، وأمام هذا الكنــز الكبير الذي جاءت رسله من الغرب أتسائل: أين دورنا نحن أبناء هذا الوادي من تدوين تاريخ آبائنا وأجدادنا على أقل تقدير؟ أين إســهاماتنا في مــثل هذه الأعمال التي تحفــظ للأجيال القادمة تراث أجدادهم الأوائل؟ ما الذي أشغلنا عن عمل ملحمي كهذا؟ أين دور النخب المثقـــفة؟ لماذا لا يتم اغتنام الفرصة خصوصاً أنه لا يزال هناك من آبائنا وأجدادنا من عاصر تلك الأعوام ويستطيع أن يحكي قصصاً تستحق أن تـــروى ويســتفاد منها في ترسيخ قيم إنسانية كالكرم والشجاعة والوفاء والمحبة والتي تميز بها سكان هذا الوادي كغيرهم من سكان جزيرة العرب؟».
وضمن الصور الملتقطة، واحدة تجسد سوق كياد الشعبي الذي يقام كل أحد في الأسبوع قبل تقديمه إلى السبت بعد تعديل الإجازة الأسبوعية للدراسة في السعودية، إذ ما زال السوق قائماً منذ ما يزيد على الثمانية عقود هي عمر زيارة الرحالة الإنكليزي، ولاحظ أهالي حلي العوز والفاقة الظاهرة في الصورة التي ظهرت فيها أجساد الأنعام النحيلة والرجال المتبضعين ويقول محمد العمري في هذا السياق: «سوق الأحد بكياد، هو من الأسواق التاريخية بوادي حلي، ولا أدري ما سر اتخاذ يوم الأحد مسرحاً لفعالياته؟ وهل للاستعمار الغربي يد في ذلك، خصوصاً إذا عرفنا أن يوم الأحد هو يوم الإجازة الأسبوعي في بلاد الغرب!!» ، ويضيف : «التقط رحالتنا البريطاني هذه الصور لذلك السوق ويبدو أنه بالقرب من (المجلبة) وهي معرض بيع الحيوانات التي تبدو نحيلة بعض الشيء وربما يؤكد ذلك إلى وجود حالة كساد وجفاف شهدته تلك الأيام».

الرابط : http://alhayat.com/Details/538374

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

انحسار الشافعية من جنوب السعودية : ماذا خسرت ” القنفذة ” بجفاف طبيعتها الدينية ؟

البندر | عمر البدوي - القنفذة استقر في ذهني أن المذاهب التي تشق طريقها في جسد كل دين هي بمثابة عمليات التسوية بين أوامر الشريعة وحاجات الإنسان ، بين المبادئ والمصالح ، بين الدين والدنيا ، بين الحق والهوى ، بين عزائم الدين وظروف البيئة ، وهذا يعطي الأديان فرصة العيش بانسجام واحترام مع البشرية ، كما أنه يعطيها القدرة على البقاء والصلاح لكل زمان ومكان . إذ تختلف طبائع البشر حسب جذورهم العرقية وظروفهم البيئية وتوافر الشروط المادية ، ولأن الأديان لا تصادم مصالح البشر ، فإن المذاهب تقدم جهداً في سبيل إعادة صياغة المقدس مع الواقع ، وتفسير النص على ضوء المصالح . كما أن الاختلاف وارد في سنن الكون وطبيعة البشر وتركيبة الدنيا ونسيج الحياة ، وهذا ما يفرز مذاهب متعددة تنتمي لها الطوائف عن قناعة ورضا وينبت على هوامشها التعصب لدوافع الانتماء العميق والاحتماء بالكيانات المختلفة التي تمنحهم الشعور بوجودهم وتميزهم وتمنحهم هوية البقاء والحياة . وكل من يصادم الطبيعة المودعة في مكنون الدنيا لأغراض سياسية أو اقتصادية أو حتى دينية متخيلة ، فإنه لابد سيقع في قبضة المغامرة غير المحسوبة وس...

السعوديون يحتفون بالذكرى السابعة لبيعة الملك سلمان

خادم الحرمين رافق مراحل التنمية على مدى 60 عاماً   الاثنين - 3 شهر ربيع الثاني 1443 هـ - 08 نوفمبر 2021 مـ رقم العدد [ 15686] الرياض: عمر البدوي وبندر مسلم يحتفي السعوديون اليوم بالذكرى السابعة لتولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز مقاليد الحكم في 23 يناير (كانون الثاني) الموافق (3 ربيع الثاني 1436هــ) ومبايعته ملكاً للبلاد، ورائداً لمرحلة جديدة تخوضها السعودية منذ وصوله قبل ٧ سنوات، كسابع ملوك المملكة بعد إعلان توحيدها عام 1932. الملك سلمان بن عبد العزيز الذي رافق مراحل مفصلية من عمر البلاد، اختبر خلالها المفاصل التاريخية التي آلت بالسعودية إلى ما هي عليه اليوم من تنمية وازدهار، ومن موقعه سابقاً، حيث كان أميراً لمنطقة الرياض لأكثر من خمسة عقود وتسميته أميراً لها عام 1955 وهو في عقده الثاني من العمر، راقب البلاد وهي تنمو. حتى أصبح قائداً للبلاد، وشاهداً على نهضتها الجديدة، في مختلف الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتنموية والتنظيمية، والأعمال والمشاريع والمبادرات السريعة والمتلاحقة على المستويين التنموي والاجتماعي، والتي أضحت بفضلها السعودية منافساً تلقائي...

«بيت الرشايدة».. «وقف» تحول «أكاديمية» تحتفظ بأسرار جدة

جدة – عمر البدوي   تسجل حارات وأزقة جدة القديمة، التي لا تزال تحتفظ بروحها وعبق تاريخها في الأبنية الشاهقة، وهي تقف في قلب المنطقة التاريخية، شهادة على النواة الأولى التي انبثقت منها واحدة من أهم المدن التجارية في تاريخ المملكة والشرق الأوسط. في حارة الشام، وتحديداً في شارع أبو عنبة، يقف معمار أخضر شامخاً بين أبنية المنطقة، على باب المبنى لوحة نُحتت عليها آية قرآنية، وأرّخت اللوحة في العام 1301 للهجرة. ويُسمى هذا المعمار «بيت الرشايدة»، نسبة إلى بانيه محمد عبدالرشيد، ويتكوّن من أدوار عدة، وأوقفه الرشيد علي العثماني في العام 1333هـ، بيت الرشايدة أو البيت الأخضر من أجمل البيوت التراثية وسط جدة القديمة، ويعود عمره إلى أكثر من 150 سنة. وتعود تسمية البيت إلى قبيلة الرشايدة التي ينتمي إليها بانيه وموقفه، وهي من القبائل المهاجرة من الحجاز وإليه. إلا أن ملكية البيت الآن تعود إلى وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد السعودية. ولأن البيت خلال الستينات الميلادية من القرن الماضي، احتضن نشاطاً أكاديمياً، تحول الآن وبفضل أحد فنّاني جدة إلى «أكاديمية حديثة»، بعدما استأجر...