رائد عبدالله المالكي يرى أن الفنان يستطيع مشاهدة واقعه بشكل مختلف حتى لو اعتاد النظر إليه.
الخميس 2019/02/07
رائد عبدالله المالكي، هو في الأصل مصوّر فوتوغرافي هاو، لكن ذلك لم يمنعه من الحصول على العديد من الألقاب العالمية وأكثر من 30 جائزة دولية، وهو الذي مثل بلده، السعودية، في العديد من المحافل الفنية وشارك في العديد من المعارض المحلية والدولية. عن الشغف بالعدسة تحدث المالكي لـ”العرب” في هذا اللقاء.
الرياض – سجل حافل بالأوسمة والإنجازات يحتفظ به المصوّر الفوتوغرافي السعودي رائد عبدالله المالكي، وهو الحاصل على بكالوريوس التربية البدنية من جامعة أم القرى والمعلم في إدارة التعليم بمنطقة نجران.
بدأ الاهتمام بالتصوير وشغف به كهواية من باب حب توثيق اللحظات، ولقي أمام ذلك وافر الدعم والتشجيع ممن حوله في البدايات، الأمر الذي جعله يضع أهدافا لتحقيق ما كان يطمح له.
تتبّع المالكي المواقع والزوايا للنجاح بالتقاطة بسيطة يهبه “المتعة” وقد يغلب استمتاعه حرصه على التصوير، إذ أصبح مؤخرا -عند زيارته للمواقع الجديدة- لا يهتم بالتصوير بقدر ما يهتم بالتعرف على المكان ومحيطه، وذلك ما يجعله عادة يخرج بزوايا مختلفة حتى لو كانت الالتقاطة بسيطة.
ويقول المالكي “يجتهد كل فنان من أجل أن تكون التقاطاته بسيطة في محتواها، على أن تصل إلى ذائقة المشاهد بسرعة، والحال أن تلك اللقطة تُكلفه أحيانا ساعات من الانتظار أو ربما مئات اللقطات لكي يحصل على التركيز المعين الذي يريده”.
وهو ما حصل له في إحدى لقطاته السابقة لتجميد طيران النحل وهو يحلق على الزهر، فرغم بساطة المشهد إلاّ أنه كلفه جهد ساعات من الانتظار وكذلك مئات اللقطات لاصطياده بالتركيز الذي يريده، وفي الأخير يتحصل على لقطة واحدة هي نتاج جهد نهائي لساعات من الصبر.
زار المالكي خلال مشوار تجربته العديد من المواقع التي وثّقها في أوقات مختلفة، ولكل موقع مكانة خاصة عنده، لاسيما الأماكن التاريخية التي شغف بها، وخصوصا الأماكن التي في منطقة نجران مثل قصر أبا السعود التاريخي ومنطقة الأخدود الأثرية.
وكذلك آبار حمى التي توجد عليها نقوش أثرية تعود إلى آلاف السنين، بجانب فوهة طابه البركانية وآثار الشويمس في منطقة حائل، وأيضا القرية التراثية في رجال ألمع والقرية التاريخية في محافظة جدة.
وفي رأي المصوّر السعودي أن لكل من المدينة والريف جوهره الخاص، “فلو افترضنا أنني عشت داخل المدن بحضاراتها وتطورها، فستلاحظ في صوري أنني اجتهد لإبراز حضارة تلك المدينة وما تحتويه من ثقافات متعددة وأجناس مختلفة، في الجانب الآخر ابن الريف، أو كما يحب بعض المصوّرين أن يطلقوا عليهم تسمية أبناء الطبيعة، ستلاحظ أيضا انعكاس البيئة في صورهم من خلال التقاطاتهم الجمالية بدفء ألوان سمائهم الزرقاء”.
شارك المالكي في تغطية موسم الحج وإنتاج فيلم “مشاعر المشاعر”، ويقول عن ذلك “كانت تجربة رائعة التقيت فيها بنخبة من مصوّري السعودية وكان العامل المشترك في ما بيننا بجانب روح الفريق الواحد هو الشغف بإظهار شعيرة الحج بالشكل الذي يليق بنا كفنانين وإبراز كافة الجهود التي تقدمها المملكة لضيوف الرحمان”.
ويضيف “عند التصوير يمكن الانضمام إلى مجموعة، أو الانفراد بمهامك ورحلاتك بحثا عن اللقطات الجميلة، ولكل خيار إيجابياته وسلبياته بالنسبة لي، فإن كنت في مجموعة وساد التفاهم والقبول الجميع فهذا الأفضل.
وخير مثال مجموعة ‘مشاعر المشاعر’ التي شعرت معها بروح الشخص الواحد، حيث يجمعنا الشغف بالفن، وهدفنا إظهار ما أوكل لنا بالشكل الذي يليق، في المقابل لو لم أجد تلك المجموعة لفضلت أن أنفرد بنفسي لعلني أتقبّل نفسي وأتصارع وأتصالح معها دون أن يشعر بي الآخرون”.
ويعتقد رائد عبدالله المالكي أن “الفنان يستطيع مشاهدة واقعه بشكل مختلف حتى لو اعتاد النظر إليه، فاختيار الزوايا والأماكن في أوقات مختلفة وبأفكار جديدة سيجعلني أجد ما يستحق التصوير، فعادة أبحث عن الزوايا الجديدة التي لم يتطرّق إليها المصوّرون، لعلي أبرز جانبا مختلفا من خلال الصورة”.
الرابط :
تعليقات
إرسال تعليق