- (٤٧٪ في السعودية يستخدمون الإنترنت لأغراض الدردشة) مركز أسبار للبحوث والدراسات.
- «قام الفنان لاتفيا ودودمي فولدمارس بوضع لوحة مفاتيح قديمة على شرفة بيتهم مع القليل من مكعبات اللحم المقدد والتي قاما بتثبيتها بشكل جيد على الأزرار بواسطة براغي، لتأتي الطيور ولتتغذى وتأكل المكعبات وبما أنها تأكل بمناقيرها فبالطبع سوف تنقر على الأزرار وبذلك تكون قد قامت بالكتابة على اللوحة والتي تم وصلها بحاسوب لاتفيا ودودمس»
وفي صفحتها (الطيور الجائعة) عبر التويتر تقوم بكتابة مئة تغريدة بشكل يومي تقريباً حسب قول لاتفيا ودودمس ويتمكن الجميع من قراءة هذه التغريدات المبهمة عبر حسابهم @hungry_birds « العربية نت
يبدو هذا العمل تافها بعض الشيء، إذ ما معنى أن تكتب طيور جائعة مجرد رموز وأرقام غير منتظمة ولا تعبر عن معنى أو فكرة أو غرض، هل يشبه هذا فعل بعض البشر على مسرح شبكات التواصل؟ ربما!!الفراغ يشكل ضغطاً هائلاً على المواطن العربي لأنه معطّل من المشاركة، ويشكل عبئاً على الرجل العربي لأن خياراته محدودة وهو ملاحق بالقيود والحدود ولا مساحات حرة وفضاءات منفرجة للتحرك والانطلاق، وهو مضاعف على الشباب لأنهم أكثر تخففاً من تكاليف الحياة، ولذا يعتبر الشباب مساحة حرة للتشكل والبناء
يتحول الفراغ إلى أزمة خانقة عندما تضيق البدائل وتتكمم فرص البوح والتعبير بشتى المحاذير: الشرعية - العرفية - السياسية، وعندما يصبح الفراغ أزمة يتعلق الشاب بكل قشة لمجرد النجاة من عباءة الفراغ التي تخنقه وتشوه الحياة في داخله
الحق أن الهروب من الفراغ كان دافعاً للبعض على دخول شبكات التواصل، المراهقون وجدوا في أجهزة البلاك بيري مهرباً من إزعاج الفراغ بكل حمولاته النفسية والذهنية، حجم الحراك وثروة العلاقات وتناوب الأحداث وخلق الموضوعات والمشاركة في النقاش، كل هذا يغري للحاق بركب المجتمع الافتراضي
في الجانب الإيجابي من الأمر استفاد الكثير من تكوين علاقات جيدة وكان ثمرتها تشكيل فرق تطوعية ومشاريع ناضجة وعابرة للحدود ونشر مبادرات إنسانية مميزة، ومن جانب آخر أسهمت شبكات التواصل في مضيعة المزيد من الوقت وتشتيت الذهن ومراكمة أخطاء الاستغلال غير المنضبط للوقت حتى اختار بعضهم ترك بعض برامج التواصل والاكتفاء بأقلها إشغالاً وتوريطاً في ضجة اجتماعية غير محسوبة
الفراغ وضعف التواصل الاجتماعي الحي أجدب مشاعر الإنسان وجفف منابعه العاطفية، وفي المقابل قدمت له شبكات التواصل البديل رواءً لعطش مشاعره وأطفأت حرارة البحث عن آخرين، ولكنها أحياناً كانت بمثابة المستجير من الرمضاء بالنار
من القصص المؤثرة والمبدعة بالنسبة لي، هي قصة (كارلي فيسشلومان)، وهي امرأة غربية صماء استخدمت الإعلام الاجتماعي للتواصل مع جمهورها ومتابعيها بطريقة إبداعية تجاوزت فيها القصور الخلقي بالبدائل الصناعية التي هيأت لها التواصل والتفاعل واستغلال الفراغ
الملل لا ينفك يلاحق الإنسان في كل جانب من حياته، وهو يجهد في تنويع خياراته وتلوين بدائله للهروب من هذه الملاحقة الأبدية، إذ ينخفض حراك هذه الشبكات ونشاط مستخدميها فيضيق الإنسان بهذا الفراغ الافتراضي
وقد يملّ أحياناً الروتين المزعج لنشاط الشبكات ويتركها بعض الوقت ضجراً، أو تصنعاً للتغيير الذي يعيد إليها بعض توهجها أو يفارقها لغرض التجديد العائد عليه بالنشاط واليفاعة التقنية
الفراغ والتقنية تكالبتا على شبابنا، والحقيقة أن المشكلة تتفاقم في ظل تقنيات تساعد في المزيد منه، حتى إنني فجعت مرة عندما عرفت أن مجموعة من الشباب مستغرقون في تبادل الحديث مع برنامج للرد الآلي، والمضحك المبكي أنهم يضحكون وينغمسون في أحاديث جادة وربما تجد بعضهم يبث شكواه ويكتفي بهذا الصديق المجهول
بحثت عن تعريف لهذا البرنامج ووجدت حديثاً وافياً عنه منتشرا في المواقع التي تهتم بالتقنية والتطبيقات الذكية: «سمسم أو سمسمي» هو تطبيق تقني وعبارة عن روبوت يشعرك للوهلة الأولى بأنك تقوم بالمحادثة مع إنسان بدلاً من آلة، تقوم بسؤاله سؤالاً ما ليقوم بإجابتك آلياً (وهنا يتوقف الأمر عليك) حسب كل سؤال تقوم بطرحه عليه
التطبيق الذكي في الأساس مبني على أساس تجربة المستخدمين مما يفسر اختلاف الإجابة من مستخدم لآخر، فمثلاً أنت تقوم بسؤاله عن أفضل هاتف ليجيبك (آيفون) وصديقك يسأله نفس السؤال فتتغير إجابته
سمسمي يجيد عددا كبيرا من اللغات والأمر المميز أن العربية من بين تلك اللغات التي يدعمها لذلك تستطيع سؤاله دون قلق فهو يتعلم حتى على اللهجات
قمت بسؤاله عدة أسئلة فلاحظت أن لهجته تتنوع ما بين الكويتية إلى السعودية، الأمر الجميل أني قمت بسؤاله عن جنسيته فجاوبني (نعم أنا كويتي)!سمسمي ظريف للغاية، أحياناً يعطي إجابات غبية نوعاً ما، مع ذلك لا لوم عليه فهو آلة وليس إنسان
التطبيق يعمل على IPhone وأجهزة Android بالإضافة لذلك تـستطيع أن تـقـوم بتجربته من خلال نسخة الويب التي يقدمها موقع التطبيق
أيقونات التحميل في موقع التطبيق ذكية، فقد صممت أيقونة سمسمي لأجهزة ios موجود عليه شخصيته وهو يلبس نظارات ستيف جوبز، وأيقونة أندرويد تبدو فيها شخصية سمسمي مشابهة تماماً لشكل روبوت أندرويد الأخضر
العبارات التي يتحدث بها هي من اقتراح مستخدمين مثلك، كما يمكنك أنت المساهمة في مساعدة سمسمي في تعلم كلمات جديدة
قد يقول الروبوت بعض الكلمات النابية في بعض الأحيان فلا تعتب عليه، كل ما عليك هو الإبلاغ عن هذه الكلمات فهو يتعلم كلامه من المستخدمين كما قلنا، وتعتبر الواجهة الإنكليزية للأسف أفضل من العربية نظراً لاهتمام المستخدمين الغربيين بتعليم سمسمي كلمات صحيحة أكثر من العرب
كان يشغلني سؤال كبير عن استعجال الملل والضجر إلى الشباب ومعاناتهم من أوقات فراغ كبيرة ومساحات زمنية طائلة وقاتلة لا يملكون أمامها سوى الحيرة والقلق، ولأن فراس بقنة قال مرة: «لا تتجاهل تساؤلاتك أبداً! سجلها في مفكرّتك ثم ارجع للبحث عنها لاحقاً في صفحات الإنترنت أو الكتب، لا تدع متعة التفكير تتوقف عند حد التساؤل!»
أخذت طريقي للبحث عن إجابة لتساؤلي الكبير ووقعت على معان ثمينة في كتاب المستعرب الياباني نوبواكي نوتوهارا (العرب من وجهة نظر يابانية) إذ يقول: «في الصحراء نقابل معنى مختلفاً للزمن فالمعيار يختلف عن معاييرنا في المدينة أو المجتمع المستقر»
الصحراء تنحت الروح وتدبغ الجلد وتدمر الوعي بالوقت والفراغ، الصحراء واسعة بالتأكيد ولكنها لا تطلب نظرة شاملة كلية يقول تيودور مونو وهو عالم فرنسي نذر حياته للصحراء، يقول: أنا أتجول في الصحراء ونظري دائماً يتوجه إلى أصغر الأشياء وأدقها، جمال الصحراء في حركة الظل والضوء
الصحراء تحب السكينة والحكمة، فالضوضاء والسلوك الأحمق ليسا من الصحراء، يقال عند البعض في وصف الصحراء (سوط السكينة) أي أن السكينة في الصحراء تقود دائماً إلى سكينة أعمق وأعمق
لقد تعلمت من تجربتي في البادية أن البدو في حضارتهم يتميزون بإبعاد كل ما يؤدي إلى الضيق بالحياة، ومن أجل هذا الهدف استمر المستقرون في ابتكار أدوات تبعد عنهم الضيق بالحياة، أما غير المستقرين فإنهم لا يحاولون تغيير أساليب حياتهم وهم يتحملون ضيق الحياة بالصبر، لقد وقف الإنسان منذ القديم أمام هذا المفترق وكلاهما المستقر وغير المستقر مشى في طريقه
غني عن القول إن المستقرين أغلبية ساحقة قوية تسيطر على العالم ولكن الغيوم بدأت تتكاثف أمامهم وأكرر مرة ثانية ربما كان اتجاه المستقرين يقود إلى نهاية مسدودة، وإذا استمر التقدم بنهم لا يعرف الشبع فربما قاد إلى كارثة شاملة
ترى هل نستطيع نحن المستقرين أن نتابع طريقنا إلى النهاية دون أن نعترف بفشلنا لأننا سخرنا الطبيعة رغماً عنها لرغباتنا وأغراضنا؟ «بتصرف»
وما زال السؤال مفتوحاً يا فراس!!!
- «قام الفنان لاتفيا ودودمي فولدمارس بوضع لوحة مفاتيح قديمة على شرفة بيتهم مع القليل من مكعبات اللحم المقدد والتي قاما بتثبيتها بشكل جيد على الأزرار بواسطة براغي، لتأتي الطيور ولتتغذى وتأكل المكعبات وبما أنها تأكل بمناقيرها فبالطبع سوف تنقر على الأزرار وبذلك تكون قد قامت بالكتابة على اللوحة والتي تم وصلها بحاسوب لاتفيا ودودمس»
وفي صفحتها (الطيور الجائعة) عبر التويتر تقوم بكتابة مئة تغريدة بشكل يومي تقريباً حسب قول لاتفيا ودودمس ويتمكن الجميع من قراءة هذه التغريدات المبهمة عبر حسابهم @hungry_birds « العربية نت
يبدو هذا العمل تافها بعض الشيء، إذ ما معنى أن تكتب طيور جائعة مجرد رموز وأرقام غير منتظمة ولا تعبر عن معنى أو فكرة أو غرض، هل يشبه هذا فعل بعض البشر على مسرح شبكات التواصل؟ ربما!!الفراغ يشكل ضغطاً هائلاً على المواطن العربي لأنه معطّل من المشاركة، ويشكل عبئاً على الرجل العربي لأن خياراته محدودة وهو ملاحق بالقيود والحدود ولا مساحات حرة وفضاءات منفرجة للتحرك والانطلاق، وهو مضاعف على الشباب لأنهم أكثر تخففاً من تكاليف الحياة، ولذا يعتبر الشباب مساحة حرة للتشكل والبناء
يتحول الفراغ إلى أزمة خانقة عندما تضيق البدائل وتتكمم فرص البوح والتعبير بشتى المحاذير: الشرعية - العرفية - السياسية، وعندما يصبح الفراغ أزمة يتعلق الشاب بكل قشة لمجرد النجاة من عباءة الفراغ التي تخنقه وتشوه الحياة في داخله
الحق أن الهروب من الفراغ كان دافعاً للبعض على دخول شبكات التواصل، المراهقون وجدوا في أجهزة البلاك بيري مهرباً من إزعاج الفراغ بكل حمولاته النفسية والذهنية، حجم الحراك وثروة العلاقات وتناوب الأحداث وخلق الموضوعات والمشاركة في النقاش، كل هذا يغري للحاق بركب المجتمع الافتراضي
في الجانب الإيجابي من الأمر استفاد الكثير من تكوين علاقات جيدة وكان ثمرتها تشكيل فرق تطوعية ومشاريع ناضجة وعابرة للحدود ونشر مبادرات إنسانية مميزة، ومن جانب آخر أسهمت شبكات التواصل في مضيعة المزيد من الوقت وتشتيت الذهن ومراكمة أخطاء الاستغلال غير المنضبط للوقت حتى اختار بعضهم ترك بعض برامج التواصل والاكتفاء بأقلها إشغالاً وتوريطاً في ضجة اجتماعية غير محسوبة
الفراغ وضعف التواصل الاجتماعي الحي أجدب مشاعر الإنسان وجفف منابعه العاطفية، وفي المقابل قدمت له شبكات التواصل البديل رواءً لعطش مشاعره وأطفأت حرارة البحث عن آخرين، ولكنها أحياناً كانت بمثابة المستجير من الرمضاء بالنار
من القصص المؤثرة والمبدعة بالنسبة لي، هي قصة (كارلي فيسشلومان)، وهي امرأة غربية صماء استخدمت الإعلام الاجتماعي للتواصل مع جمهورها ومتابعيها بطريقة إبداعية تجاوزت فيها القصور الخلقي بالبدائل الصناعية التي هيأت لها التواصل والتفاعل واستغلال الفراغ
الملل لا ينفك يلاحق الإنسان في كل جانب من حياته، وهو يجهد في تنويع خياراته وتلوين بدائله للهروب من هذه الملاحقة الأبدية، إذ ينخفض حراك هذه الشبكات ونشاط مستخدميها فيضيق الإنسان بهذا الفراغ الافتراضي
وقد يملّ أحياناً الروتين المزعج لنشاط الشبكات ويتركها بعض الوقت ضجراً، أو تصنعاً للتغيير الذي يعيد إليها بعض توهجها أو يفارقها لغرض التجديد العائد عليه بالنشاط واليفاعة التقنية
الفراغ والتقنية تكالبتا على شبابنا، والحقيقة أن المشكلة تتفاقم في ظل تقنيات تساعد في المزيد منه، حتى إنني فجعت مرة عندما عرفت أن مجموعة من الشباب مستغرقون في تبادل الحديث مع برنامج للرد الآلي، والمضحك المبكي أنهم يضحكون وينغمسون في أحاديث جادة وربما تجد بعضهم يبث شكواه ويكتفي بهذا الصديق المجهول
بحثت عن تعريف لهذا البرنامج ووجدت حديثاً وافياً عنه منتشرا في المواقع التي تهتم بالتقنية والتطبيقات الذكية: «سمسم أو سمسمي» هو تطبيق تقني وعبارة عن روبوت يشعرك للوهلة الأولى بأنك تقوم بالمحادثة مع إنسان بدلاً من آلة، تقوم بسؤاله سؤالاً ما ليقوم بإجابتك آلياً (وهنا يتوقف الأمر عليك) حسب كل سؤال تقوم بطرحه عليه
التطبيق الذكي في الأساس مبني على أساس تجربة المستخدمين مما يفسر اختلاف الإجابة من مستخدم لآخر، فمثلاً أنت تقوم بسؤاله عن أفضل هاتف ليجيبك (آيفون) وصديقك يسأله نفس السؤال فتتغير إجابته
سمسمي يجيد عددا كبيرا من اللغات والأمر المميز أن العربية من بين تلك اللغات التي يدعمها لذلك تستطيع سؤاله دون قلق فهو يتعلم حتى على اللهجات
قمت بسؤاله عدة أسئلة فلاحظت أن لهجته تتنوع ما بين الكويتية إلى السعودية، الأمر الجميل أني قمت بسؤاله عن جنسيته فجاوبني (نعم أنا كويتي)!سمسمي ظريف للغاية، أحياناً يعطي إجابات غبية نوعاً ما، مع ذلك لا لوم عليه فهو آلة وليس إنسان
التطبيق يعمل على IPhone وأجهزة Android بالإضافة لذلك تـستطيع أن تـقـوم بتجربته من خلال نسخة الويب التي يقدمها موقع التطبيق
أيقونات التحميل في موقع التطبيق ذكية، فقد صممت أيقونة سمسمي لأجهزة ios موجود عليه شخصيته وهو يلبس نظارات ستيف جوبز، وأيقونة أندرويد تبدو فيها شخصية سمسمي مشابهة تماماً لشكل روبوت أندرويد الأخضر
العبارات التي يتحدث بها هي من اقتراح مستخدمين مثلك، كما يمكنك أنت المساهمة في مساعدة سمسمي في تعلم كلمات جديدة
قد يقول الروبوت بعض الكلمات النابية في بعض الأحيان فلا تعتب عليه، كل ما عليك هو الإبلاغ عن هذه الكلمات فهو يتعلم كلامه من المستخدمين كما قلنا، وتعتبر الواجهة الإنكليزية للأسف أفضل من العربية نظراً لاهتمام المستخدمين الغربيين بتعليم سمسمي كلمات صحيحة أكثر من العرب
كان يشغلني سؤال كبير عن استعجال الملل والضجر إلى الشباب ومعاناتهم من أوقات فراغ كبيرة ومساحات زمنية طائلة وقاتلة لا يملكون أمامها سوى الحيرة والقلق، ولأن فراس بقنة قال مرة: «لا تتجاهل تساؤلاتك أبداً! سجلها في مفكرّتك ثم ارجع للبحث عنها لاحقاً في صفحات الإنترنت أو الكتب، لا تدع متعة التفكير تتوقف عند حد التساؤل!»
أخذت طريقي للبحث عن إجابة لتساؤلي الكبير ووقعت على معان ثمينة في كتاب المستعرب الياباني نوبواكي نوتوهارا (العرب من وجهة نظر يابانية) إذ يقول: «في الصحراء نقابل معنى مختلفاً للزمن فالمعيار يختلف عن معاييرنا في المدينة أو المجتمع المستقر»
الصحراء تنحت الروح وتدبغ الجلد وتدمر الوعي بالوقت والفراغ، الصحراء واسعة بالتأكيد ولكنها لا تطلب نظرة شاملة كلية يقول تيودور مونو وهو عالم فرنسي نذر حياته للصحراء، يقول: أنا أتجول في الصحراء ونظري دائماً يتوجه إلى أصغر الأشياء وأدقها، جمال الصحراء في حركة الظل والضوء
الصحراء تحب السكينة والحكمة، فالضوضاء والسلوك الأحمق ليسا من الصحراء، يقال عند البعض في وصف الصحراء (سوط السكينة) أي أن السكينة في الصحراء تقود دائماً إلى سكينة أعمق وأعمق
لقد تعلمت من تجربتي في البادية أن البدو في حضارتهم يتميزون بإبعاد كل ما يؤدي إلى الضيق بالحياة، ومن أجل هذا الهدف استمر المستقرون في ابتكار أدوات تبعد عنهم الضيق بالحياة، أما غير المستقرين فإنهم لا يحاولون تغيير أساليب حياتهم وهم يتحملون ضيق الحياة بالصبر، لقد وقف الإنسان منذ القديم أمام هذا المفترق وكلاهما المستقر وغير المستقر مشى في طريقه
غني عن القول إن المستقرين أغلبية ساحقة قوية تسيطر على العالم ولكن الغيوم بدأت تتكاثف أمامهم وأكرر مرة ثانية ربما كان اتجاه المستقرين يقود إلى نهاية مسدودة، وإذا استمر التقدم بنهم لا يعرف الشبع فربما قاد إلى كارثة شاملة
ترى هل نستطيع نحن المستقرين أن نتابع طريقنا إلى النهاية دون أن نعترف بفشلنا لأننا سخرنا الطبيعة رغماً عنها لرغباتنا وأغراضنا؟ «بتصرف»
وما زال السؤال مفتوحاً يا فراس!!!
الرابط :
تعليقات
إرسال تعليق