التخطي إلى المحتوى الرئيسي

اللغة الحديثة


عمر علي البدوي

‭)‬ﺣﻴﻦ‭ ‬ﺗﺮسل‭ ‬الفتاة‭ ‬‮«‬ﻃﻠﺐ‭ ‬إضافة‮»‬‭ ‬ﻟﻚ،‭ ‬ﻓﺬﻟﻚ‭ ‬ﻳﻌﻨﻲ‭ ‬أنها‭ ‬ﺗﺮﻳﺪ‭ ‬أن‭ ‬ﺗﻜﻮن‭ ‬ﺻﺪﻳﻘﺔ،‭ ‬ﻻ‭ ‬‮«‬ﺣﺒﻴبة‮»‬‭
‬وﺣﻴﻦ‭ ‬‮«‬ﺗﻌﻠﻖ‭ ‬ﻋﻠﻰ‭ ‬اﻟ‮»‬‭ ‬BC‮»‬‭ ‬ﻓﺬﻟﻚ‭ ‬ﻳﻌﻨﻲ‭ ‬أنها‭ ‬اجتماﻋﻴﺔ،‭ ‬وﻻ‭ ‬ﻳﻌﻨﻲ‭ ‬‮«‬ﻣغازﻟﺘﻚ‮»‬‭ ‬ﻛما‭ ‬ﻳﻔﻬﻢ‭ ‬اﻟﺒﻌﺾ‭
‬وﺣﻴﻦ‭ ‬‮«‬ﻳﻌﺠﺒها‭ ‬ﺗﻌﻠﻴﻘﻚ‮»‬‭ ‬ﻓﺬﻟﻚ‭ ‬ﻳﻌﻨﻲ‭ ‬أﻧﻪ‭ ‬ﻗﺪ‭ ‬أﻋﺠﺒﻬﺎ‭ ‬التعليق،‭ ‬ﻻ‭ ‬‮«‬أﻧﺖ‮»‬‭
‬ليست‭ ‬كل‭ ‬نظرة‭ ‬إعجاب‭ ‬تساوي‭ ‬‮«‬حباً‮»‬،‭ ‬وليس‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬يشرب‭ ‬حمضيات‭ ‬‮«‬درباوي‮»‬‭(
‬رسالة‭ ‬بلاك‭ ‬بيري‭

‬الرسالة‭ ‬السابقة‭ ‬التي‭ ‬يتبادلها‭ ‬مستخدمو‭ ‬البلاك‭ ‬بيري‭ ‬تعبر‭ ‬عن‭ ‬خلاف‭ ‬ما‭ ‬في‭ ‬فهم‭ ‬التعبيرات‭ ‬عن‭ ‬الواقع‭ ‬الاجتماعي‭ ‬التقليدي،‭ ‬ولذلك‭ ‬لزم‭ ‬التنبيه‭ ‬بطريقة‭ ‬ساخرة‭ ‬كعادة‭ ‬اللغة‭ ‬الحديثة‭ ‬التي‭ ‬يتداولها‭ ‬المستخدمون‭
‬أكثر‭ ‬ما‭ ‬يتداول‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬البلاك‭ ‬بيري‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬نقولات‭ ‬لحكم‭ ‬وأمثال‭ ‬شهيرة‭ ‬واقتباسات‭ ‬لكبار‭ ‬المفكرين‭ ‬والفلاسفة‭ ‬قد‭ ‬لا‭ ‬تستوعبها‭ ‬ثقافة‭ ‬وأذهان‭ ‬المراهقين‭ ‬الذين‭ ‬يشكلون‭ ‬نسبة‭ ‬عالية‭ ‬من‭ ‬مستخدمي‭ ‬هذه‭ ‬التقنية‭ ‬والمنتظمين‭ ‬في‭ ‬خدمتها‭
‬ولكن‭ ‬شروط‭ ‬الانتشار‭ ‬والمزاج‭ ‬العام‭ ‬الذي‭ ‬يوحي‭ ‬بالحضور‭ ‬الفاخر،‭ ‬والنرجسية‭ ‬التي‭ ‬تدفع‭ ‬الأشخاص‭ ‬للتظاهر‭ ‬بالحكمة‭ ‬والمعرفة‭ ‬والإحاطة‭ ‬بفنون‭ ‬التحضر‭ ‬والرقي،‭ ‬أجبرتهم‭ ‬أحياناً‭ ‬على‭ ‬استخدام‭ ‬هذه‭ ‬العبارات‭ ‬والمنقولات‭ ‬التي‭ ‬تملك‭ ‬طابع‭ ‬التميز‭ ‬والفرادة‭
‬ناهيك‭ ‬عما‭ ‬يكتب‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬الثقافة‭ ‬الإسلامية‭ ‬التي‭ ‬تلقى‭ ‬رواجاً‭ ‬غير‭ ‬مستغرب‭ ‬في‭ ‬المجتمعات‭ ‬المحافظة‭ ‬التي‭ ‬ترتاح‭ ‬إلى‭ ‬هذه‭ ‬اللغة‭ ‬المنتمية‭ ‬إلى‭ ‬أعماق‭ ‬المجتمع،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬تبادل‭ ‬معلومات‭ ‬الرياضة‭ ‬والفن‭ ‬والأخبار‭ ‬التقليدية‭
‬هناك‭ ‬ما‭ ‬يمكن‭ ‬تسميته‭ ‬بمسألة‭ ‬التعبير‭ ‬بالإنابة،‭ ‬إذ‭ ‬يتداول‭ ‬البعض‭ ‬مقطوعات‭ ‬من‭ ‬شعر‭ ‬أو‭ ‬نثر‭ ‬أو‭ ‬رواية،‭ ‬الغرض‭ ‬منها‭ ‬نقل‭ ‬إحساس‭ ‬ما،‭ ‬أو‭ ‬التعبير‭ ‬عن‭ ‬فكرة‭ ‬ذهنية‭ ‬يعجز‭ ‬الشاب‭ ‬عن‭ ‬نطقها‭ ‬لضعف‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬التعبير‭ ‬أو‭ ‬الإملاء،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬التظاهر‭ ‬بمثل‭ ‬هذه‭ ‬المقطوعات‭ ‬لبث‭ ‬الإحساس‭ ‬بالأهمية‭ ‬واستجلاب‭ ‬إعجاب‭ ‬الآخرين‭
‬أصبحت‭ ‬شبكات‭ ‬التواصل‭ ‬مثقلة‭ ‬بالرمزية،‭ ‬ورسمت‭ ‬لها‭ ‬أنماطاً‭ ‬مخصوصة‭ ‬من‭ ‬المصطلحات‭ ‬والمفاهيم‭ ‬أصبحت‭ ‬حاضرة‭ ‬في‭ ‬الواقع‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬وهذه‭ ‬صورة‭ ‬من‭ ‬الانعكاسات‭ ‬الصارخة‭ ‬على‭ ‬طبيعة‭ ‬الناس‭
‬ففي‭ ‬تويتر‭ ‬الذي‭ ‬يملك‭ ‬نصيب‭ ‬الأسد‭ ‬من‭ ‬حراك‭ ‬شبكات‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬ثمة‭ ‬ما‭ ‬يرمز‭ ‬إلى‭ ‬لغة‭ ‬خاصة‭ ‬به،‭ ‬فالبيضة‭ ‬تعبير‭ ‬عن‭ ‬امتعاض‭ ‬الجمهور‭ ‬عن‭ ‬سلوك‭ ‬ولغة‭ ‬مستخدم‭ ‬ما‭ ‬تميل‭ ‬إلى‭ ‬المخابراتية‭ ‬مثلاً‭ ‬أو‭ ‬التقليدية‭ ‬وهذا‭ ‬لأن‭ ‬تويتر‭ ‬في‭ ‬عمومه‭ ‬مشوب‭ ‬بمسحة‭ ‬سياسية‭ ‬جادة،‭ ‬وفي‭ ‬البلاك‭ ‬بيري‭ ‬يطلق‭ ‬مصطلح (‬الصنم) ‬على‭ ‬الشخص‭ ‬الذي‭ ‬يكتفي‭ ‬بالاطلاع‭ ‬والقراءة‭ ‬وأحياناً‭ ‬بتغيير‭ ‬صوره‭ ‬الرمزية‭ ‬دون‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬بث‭ ‬رسائل‭ ‬جماعية‭ ‬أو‭ ‬إضفاء‭ ‬تحديثات‭ ‬عامة‭ ‬ملفتة‭ ‬وذلك‭ ‬لأنه‭ ‬يعيش‭ ‬في‭ ‬وسط‭ ‬اجتماعي‭ ‬نشط‭ ‬وفاعل‭ ‬ومتحرك‭ ‬يقوم‭ ‬بدلاً‭ ‬عن‭ ‬الواقع‭ ‬الاجتماعي‭
‬السخرية‭ ‬طبيعة‭ ‬ثانية‭ ‬في‭ ‬واقع‭ ‬شبكات‭ ‬التواصل،‭ ‬وهي‭ ‬طابع‭ ‬لا‭ ‬يكاد‭ ‬ينفصل‭ ‬عن‭ ‬التغريدات‭ ‬التي‭ ‬تعج‭ ‬بالنقد‭ ‬لكل‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬تقليدي‭ ‬وغير‭ ‬موافق‭ ‬لرغبة‭ ‬الجماهير،‭ ‬توظيف‭ ‬السخرية‭ ‬مهم‭ ‬لتمرير‭ ‬الرسائل‭ ‬الضمنية‭ ‬والتخفيف‭ ‬من‭ ‬حدة‭ ‬مصادمة‭ ‬الأفكار،‭ ‬وأحياناً‭ ‬لتلطيف‭ ‬الجو‭ ‬والامتثال‭ ‬للإطار‭ ‬العام‭ ‬الترفيهي‭ ‬والاستمتاعي‭ ‬الذي‭ ‬ينتظم‭ ‬هذه‭ ‬الشبكات‭ ‬والأدوات‭
‬الإشاعات‭ ‬غذاء‭ ‬دسم‭ ‬للحراك،‭ ‬فدرجة‭ ‬الوثوقية‭ ‬في‭ ‬تناقل‭ ‬الأخبار‭ ‬معدومة‭ ‬وضعيفة،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬كون‭ ‬التخلي‭ ‬عن‭ ‬صناعة‭ ‬الإشاعات‭ ‬يهدد‭ ‬الحراك‭ ‬بالنضوب‭ ‬والتلاشي،‭ ‬وبدأ‭ ‬التطور‭ ‬يصل‭ ‬إلى‭ ‬تحري‭ ‬الدقة‭ ‬في‭ ‬تخليق‭ ‬الإشاعة‭ ‬لتكون‭ ‬أقرب‭ ‬إلى‭ ‬الصدق‭ ‬وقابلة‭ ‬للنشر‭ ‬مضافاً‭ ‬إليها‭ ‬مسحة‭ ‬من‭ ‬السخرية‭ ‬والفكاهة‭ ‬أحياناً‭
‬والإشاعة‭ ‬فن‭ ‬اجتماعي‭ ‬عادة‭ ‬لمجرد‭ ‬الاستهلاك‭ ‬المحلي‭ ‬وإشباع‭ ‬الحراك‭ ‬الاجتماعي‭ ‬بأعواد‭ ‬الاشتعال،‭ ‬وأحياناً‭ ‬أخرى‭ ‬تكون‭ ‬الإشاعة‭ ‬ممارسة‭ ‬سياسية‭ ‬لتمرير‭ ‬الرسائل‭ ‬الضمنية‭ ‬أو‭ ‬الاستعاضة‭ ‬بها‭ ‬عن‭ ‬مناطق‭ ‬الفراغ‭ ‬التي‭ ‬تحدثها‭ ‬البيروقراطية‭ ‬والتعتيم‭ ‬الرسمي‭
‬البساطة‭ ‬والاختصار‭ ‬والمباشرة،‭ ‬شروط‭ ‬هامة‭ ‬في‭ ‬لغة‭ ‬التواصل‭ ‬الحديثة‭ ‬لأنها‭ ‬تشتغل‭ ‬على‭ ‬عقلية‭ ‬تتلهف‭ ‬للجديد‭ ‬ولا‭ ‬تميل‭ ‬إلى‭ ‬إثقالها‭ ‬بشروط‭ ‬استيعاب‭ ‬مكلفة‭ ‬وبذل‭ ‬جهد‭ ‬في‭ ‬التحري‭ ‬والدقة‭ ‬والعناية‭ ‬بالتفاصيل‭ ‬الكثيرة،‭ ‬الإشباع‭ ‬الحقيقي‭ ‬في‭ ‬التنوع‭ ‬الثري‭ ‬وليس‭ ‬في‭ ‬العمق‭ ‬العلمي‭ ‬ولا‭ ‬التكلف‭ ‬المعرفي،‭ ‬فإن‭ ‬الأجيال‭ ‬التي‭ ‬خضعت‭ ‬لمعطيات‭ ‬الثقافة‭ ‬التلفزيونية‭ ‬ودهشة‭ ‬الصورة‭ ‬وإبحار‭ ‬الشبكة‭ ‬العنكبوتية‭ ‬أصبحت‭ ‬أكثر‭ ‬شغفاً‭ ‬بتقديم‭ ‬المعلومة‭ ‬المختصرة‭ ‬والغرائبية‭ ‬في‭ ‬قالب‭ ‬فكاهي‭ ‬ومبهج‭
‬أصبح‭ ‬واضحاً‭ ‬الأثر‭ ‬الذي‭ ‬تركته‭ ‬شبكات‭ ‬التواصل‭ ‬وتقنياته‭ ‬الجديدة‭ ‬على‭ ‬اللغة،‭ ‬وأجبرت‭ ‬كثيرا‭ ‬من‭ ‬الصحف‭ ‬العالمية‭ ‬ومؤسسات‭ ‬الإعلام‭ ‬الضخمة‭ ‬أن‭ ‬تستجيب‭ ‬لشروط‭ ‬اللغة‭ ‬الجديدة‭ ‬وتفتح‭ ‬حساباتها‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬القنوات‭ ‬لمواكبة‭ ‬الحراك‭ ‬الاجتماعي‭ ‬الموّار‭
‬هذه‭ ‬التقنيات‭ ‬الحديثة‭ ‬نتيجة‭ ‬مجتمع‭ ‬الصناعة‭ ‬المتسارع،‭ ‬مجتمعات‭ ‬متطورة‭ ‬وخاضعة‭ ‬للغة‭ ‬الأرقام‭ ‬والاختصار‭ ‬والإيجاز‭ ‬والمباشرة،‭ ‬وانتقلت‭ ‬إلى‭ ‬مجتمعات‭ ‬شديدة‭ ‬البطء‭ ‬بكل‭ ‬حمولاتها‭ ‬وآثارها‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والثقافية،‭ ‬ولذا‭ ‬أصبحت‭ ‬درجة‭ ‬التململ‭ ‬كبيرة‭ ‬ومتوحشة‭ ‬وشهوة‭ ‬ابتلاع‭ ‬كل‭ ‬تقنية‭ ‬جديدة‭ ‬قاسية‭
‬القارئ‭ ‬الجديد‭ ‬يحب‭ ‬الكلمة‭ ‬المختصرة‭ ‬والعبارة‭ ‬الموجزة‭ ‬والجملة‭ ‬المقتضبة،‭ ‬والكاتب‭ ‬البارع‭ ‬الذي‭ ‬يقول‭ ‬أروع‭ ‬فكرة‭ ‬في‭ ‬أقصر‭ ‬جملة،‭ ‬‮«‬يعني‭ ‬بدون‭ ‬ثرثرة‮»‬‭! ‬وما‭ ‬أصعب‭ ‬هذا‭ ‬العمل‭
‬لم‭ ‬يعد‭ ‬لدى‭ ‬أحد‭ ‬الاستعداد‭ ‬الآن‭ ‬لمطالعة‭ ‬كتاب‭ ‬مثقل‭ ‬بالمعلومات‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬برنامج‭ ‬تلفزيوني‭ ‬دسم‭ ‬وطويل،‭ ‬مجرد‭ ‬ومضات‭ ‬وإضاءات‭ ‬خاطفة‭ ‬ومتسارعة‭ ‬كاستجابة‭ ‬لشروط‭ ‬اللغة‭ ‬الجديدة‭ ‬التي‭ ‬فرضتها‭ ‬تقنيات‭ ‬التواصل‭ ‬الحديث،‭ ‬لقد‭ ‬حقنت‭ ‬المجتمعات‭ ‬بإحساس‭ ‬هوسي‭ ‬لابتلاع‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬وملاحقة‭ ‬الأخبار‭ ‬المتقاذفة‭ ‬بفعل‭ ‬الحراك‭ ‬الاجتماعي‭ ‬النشط‭
‬اتجه‭ ‬جمهور‭ ‬مستخدمي‭ ‬هذه‭ ‬التقنيات‭ ‬إلى‭ ‬جوانب‭ ‬سلبية‭ ‬كذلك،‭ ‬ففي‭ ‬تويتر‭ ‬تكثر‭ ‬حالات‭ ‬الشتيمة‭ ‬والقذف‭ ‬والتنابز،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬تسميم‭ ‬الحراك‭ ‬الثقافي‭ ‬العفوي‭ ‬ونصب‭ ‬محاكم‭ ‬تفتيش‭ ‬لفضح‭ ‬النوايا‭ ‬وملاحقة‭ ‬صغائر‭ ‬الأمور‭ ‬وتقبيح‭ ‬الأنشطة‭ ‬الفكرية‭ ‬وتجريمها‭ ‬بطريقة‭ ‬غير‭ ‬نزيهة‭ ‬ولا‭ ‬أخلاقية‭ ‬أحياناً‭
‬استطاعت‭ ‬شبكات‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬وتويتر‭ ‬بشكل‭ ‬أوضح،‭ ‬إجبار‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬ممارسي‭ ‬الإعلام‭ ‬على‭ ‬الاستجابة‭ ‬لشروط‭ ‬اللغة‭ ‬الحديثة‭ ‬في‭ ‬اختصارها‭ ‬ومباشرتها‭ ‬للموضوع،‭ ‬وربما‭ ‬كانت‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬أسباب‭ ‬رفع‭ ‬مستوى‭ ‬النقد‭ ‬ومنح‭ ‬المعنيين‭ ‬جسارة‭ ‬أكبر‭ ‬ورفع‭ ‬سقف‭ ‬حريتهم‭
‬حتى‭ ‬إن‭ ‬كثيراً‭ ‬من‭ ‬برامج‭ ‬التلفزيون‭ ‬الشهيرة‭ ‬أو‭ ‬الجديدة‭ ‬التمست‭ ‬رضا‭ ‬الناشطين‭ ‬على‭ ‬تويتر‭ ‬ووظفت‭ ‬هذا‭ ‬الجانب‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬برامجها‭ ‬وربما‭ ‬أشركتهم‭ ‬في‭ ‬إعداد‭ ‬البرامج‭ ‬ومساءلة‭ ‬الضيوف،‭ ‬بل‭ ‬وصل‭ ‬الأمر‭ ‬ببعض‭ ‬القنوات‭ ‬المحلية‭ ‬إلى‭ ‬توظيف‭ ‬نجوم‭ ‬الإعلام‭ ‬الجديد‭ ‬ورموز‭ ‬شبكات‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬في‭ ‬شاشاتها‭ ‬وتحويل‭ ‬أنشطتهم‭ ‬على‭ ‬شبكة‭ ‬الانترنت‭ ‬إلى‭ ‬برامج‭ ‬تلفزيونية‭ ‬في‭ ‬تجربة‭ ‬جديدة‭ ‬لم‭ ‬يتسن‭ ‬الوقت‭ ‬الكافي‭ ‬لإدراك‭ ‬نجاحها‭ ‬وأثرها‭
‬إذ‭ ‬لا‭ ‬يخفى‭ ‬على‭ ‬مطلع‭ ‬أهمية‭ ‬العناية‭ ‬باختلاف‭ ‬الظهور‭ ‬التلفزيوني‭ ‬عن‭ ‬حراك‭ ‬شبكات‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬وربما‭ ‬تخفق‭ ‬تجربة‭ ‬الانتقال‭ ‬غير‭ ‬المشروط‭ ‬بمراعاة‭ ‬هذا‭ ‬الاختلاف‭
‬‮«‬مع‭ ‬استمرار‭ ‬الحملة‭ ‬العسكرية‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬على‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬لليوم‭ ‬الخامس‭ ‬على‭ ‬التوالي‭ ‬أخذ‭ ‬نطاق‭ ‬الصراع‭ ‬بالاتساع‭ ‬ولكن‭ ‬عبر‭ ‬شبكات‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬مثل‭ ‬تويتر‭ ‬ويوتيوب‭ ‬وفيسبوك‭ ‬حيث‭ ‬يحاول‭ ‬الإسرائيليون‭ ‬استمالة‭ ‬التعاطف‭ ‬إلى‭ ‬جانبهم‭ ‬وتبرير‭ ‬عدوانهم،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬يحاول‭ ‬الفلسطينيون‭ ‬والمتعاطفون‭ ‬معهم‭ ‬كشف‭ ‬حقيقة‭ ‬العدوان‭ ‬الغاشم‭ ‬وإبراز‭ ‬إنجازات‭ ‬المقاومة‮»‬‭
‬بهذا‭ ‬النص‭ ‬دونت‭ ‬قناة‭ ‬الجزيرة‭ ‬على‭ ‬صفحتها‭ ‬في‭ )‬الفيس‭ ‬بوك) ‬خبراً‭ ‬إبان‭ ‬العدوان‭ ‬الصهيوني‭ ‬على‭ ‬غزة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬مطلع‭ ‬العام‭ ‬الهجري‭ ‬الجديد‭ ‬1434،‭ ‬لقد‭ ‬تجاوزت‭ ‬هذه‭ ‬التقنيات‭ ‬مجرد‭ ‬توظيفها‭ ‬في‭ ‬صناعة‭ ‬فضاءات‭ ‬اجتماعية‭ ‬قائمة‭ ‬على‭ ‬الثقافة‭ ‬والفكر‭ ‬ومجرد‭ ‬الفضفضة‭ ‬إلى‭ ‬استخدامات‭ ‬أكثر‭ ‬حساسية‭ ‬في‭ ‬السياسة‭ ‬والحروب‭ ‬والصدامات‭ ‬الدولية‭ ‬وهذا‭ ‬تطور‭ ‬مفصلي‭ ‬في‭ ‬التاريخ‭ ‬البشري‭ ‬يثبت‭ ‬جدارة‭ ‬إمكانات‭ ‬الاتصال‭ ‬الحديثة‭ ‬بالاهتمام‭ ‬والدراسة‭ .


الرابط : 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

السعوديون يحتفون بالذكرى السابعة لبيعة الملك سلمان

خادم الحرمين رافق مراحل التنمية على مدى 60 عاماً   الاثنين - 3 شهر ربيع الثاني 1443 هـ - 08 نوفمبر 2021 مـ رقم العدد [ 15686] الرياض: عمر البدوي وبندر مسلم يحتفي السعوديون اليوم بالذكرى السابعة لتولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز مقاليد الحكم في 23 يناير (كانون الثاني) الموافق (3 ربيع الثاني 1436هــ) ومبايعته ملكاً للبلاد، ورائداً لمرحلة جديدة تخوضها السعودية منذ وصوله قبل ٧ سنوات، كسابع ملوك المملكة بعد إعلان توحيدها عام 1932. الملك سلمان بن عبد العزيز الذي رافق مراحل مفصلية من عمر البلاد، اختبر خلالها المفاصل التاريخية التي آلت بالسعودية إلى ما هي عليه اليوم من تنمية وازدهار، ومن موقعه سابقاً، حيث كان أميراً لمنطقة الرياض لأكثر من خمسة عقود وتسميته أميراً لها عام 1955 وهو في عقده الثاني من العمر، راقب البلاد وهي تنمو. حتى أصبح قائداً للبلاد، وشاهداً على نهضتها الجديدة، في مختلف الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتنموية والتنظيمية، والأعمال والمشاريع والمبادرات السريعة والمتلاحقة على المستويين التنموي والاجتماعي، والتي أضحت بفضلها السعودية منافساً تلقائي...

انحسار الشافعية من جنوب السعودية : ماذا خسرت ” القنفذة ” بجفاف طبيعتها الدينية ؟

البندر | عمر البدوي - القنفذة استقر في ذهني أن المذاهب التي تشق طريقها في جسد كل دين هي بمثابة عمليات التسوية بين أوامر الشريعة وحاجات الإنسان ، بين المبادئ والمصالح ، بين الدين والدنيا ، بين الحق والهوى ، بين عزائم الدين وظروف البيئة ، وهذا يعطي الأديان فرصة العيش بانسجام واحترام مع البشرية ، كما أنه يعطيها القدرة على البقاء والصلاح لكل زمان ومكان . إذ تختلف طبائع البشر حسب جذورهم العرقية وظروفهم البيئية وتوافر الشروط المادية ، ولأن الأديان لا تصادم مصالح البشر ، فإن المذاهب تقدم جهداً في سبيل إعادة صياغة المقدس مع الواقع ، وتفسير النص على ضوء المصالح . كما أن الاختلاف وارد في سنن الكون وطبيعة البشر وتركيبة الدنيا ونسيج الحياة ، وهذا ما يفرز مذاهب متعددة تنتمي لها الطوائف عن قناعة ورضا وينبت على هوامشها التعصب لدوافع الانتماء العميق والاحتماء بالكيانات المختلفة التي تمنحهم الشعور بوجودهم وتميزهم وتمنحهم هوية البقاء والحياة . وكل من يصادم الطبيعة المودعة في مكنون الدنيا لأغراض سياسية أو اقتصادية أو حتى دينية متخيلة ، فإنه لابد سيقع في قبضة المغامرة غير المحسوبة وس...

«تتبع الحجارة» عنوان 100 يوم من الفن المعاصر في بينالي الدرعية

السعودية تشهد اليوم واحدة من أكبر المناسبات الفنية العالمية   السبت - 7 جمادى الأولى 1443 هـ - 11 ديسمبر 2021 مـ رقم العدد [ 15719] الرياض: عمر البدوي أصبح حي جاكس جاهزاً لانطلاق الدورة الأولى من بينالي الدرعية للفن المعاصر، واستقبال المتطلعين لزيارة واحدة من أكبر المناسبات الفنّية العالمية، ابتداءً من اليوم (السبت)، حتى 11 مارس (آذار) المقبل، وهو أول بينالي دولي يتطرق لموضوعات وأشكال الفن المعاصر في السعودية، ويعرض أعمالاً لفنانين عالميين ومحليين، مع مجموعة من الورش الثقافية والتجارب الممتعة. يأتي بينالي الدرعية، كتجربة استثنائية، ومنصة إبداعية تمتد لمائة يوم، تكشف جوهر الفنون السعودية بمختلف أنماطها، وتُفسح للفنانين مساحات للحوار وإثراء تجاربهم، لتعزيز المشهد الثقافي والفني، وتمكين المواهب المحلية، واستقطاب مجموعات الفنانين الدوليين لإغناء الحدث الفني المهم. وقال راكان الطوق، المشرف على الشـــؤون الثقافية والعلاقات الدولية في وزارة الثقافــــة الســـــعودية، إن استضافة المملكة لأول بينالي للفن المعاصر، يعدّ إنجازاً استثنائياً، وإن أهميته تأتي من كونــــه نقطة التقــــــاء للعالم،...