شباب يقبلون على رحلات المشي في المسارات الجبلية السعودية منتظرين عشاق المغامرة من العالم.
الثلاثاء 2019/10/08
تعتبر المملكة العربية السعودية وجهة سياحية غير مكتشفة حتى من شبابها رغم أنهم مولعون بالتخييم من زمان، ومع دخول رياضة الهايكنغ والتي تعني السير في المسارات الجبلية والتضاريس المتشعبة، أقبل الشباب على اكتشاف جمال طبيعة بلادهم، وهم اليوم في انتظار السياح المولعين بالمغامرة من الدول الأخرى.
رغم وصولها متأخرا إلى السعودية، تطورت رياضة الهايكنغ ولقيت إقبالا من قبل الشباب والفتيات، لاسيما وأن الطبيعة في المملكة توفر فرصا ومناخا مواتيا لممارسة هذه الهواية وتسجيل أعداد متزايدة من المنضمين إلى قائمة الهواة والشغوفين بها.
هايك أو هايكنغ كلمة أصبحت مألوفة لدى فئة واسعة من الشباب أقبلوا على رحلات منظمة ومفتوحة في مناطق مختلفة من تضاريس المملكة المتعددة، وصاروا يخوضون تجربة ممتعة، تجمع بين الرياضة واللياقة واستظهار قدرات الجسد، والتأمل في الطبيعة، واكتشاف ما تنطوي عليه السعودية من كنوز طبيعية لم يتسن لأحد اكتشافها قبل ذلك.
تساعد رياضة الهايكنغ على المشي أو السير لمسافات طويلة، بما لا يقل عن 5 أميال أو 7 كيلومترات في المناطق البرية في رحلة البحث عن المتعة والترفيه والتدريب البدني.
يقول الكابتن الوليد الكعيد المشرف على فريق هايكنغ في السعودية، إن “الهايكنغ من أفضل الرياضات التي تساعد الإنسان على الخروج من ضوضاء المدينة وحصار التقنية الحديثة، والحصول على الاسترخاء النفسي والاختلاء بالطبيعة البكر ضمن مجموعة من الناس، كما أنها تساعد في اكتشاف المناطق الجغرافية التي كانت مجهولة في بلادنا وتحرض السياح على القدوم إلينا وخوض تجربة لا تنسى”.
واستطاع فريق الهايكنغ ضمّ الكثير من الهواة إلى هذه الرياضة الجديدة بعضهم من بلدان مختلفة، وانتشرت في القرى والبلدات النائية التي تلائم طبيعتها هذه الرياضة، لاسيما وأن إنسان الجزيرة العربية كان سبق إلى هذه الرياضة استجابة لظروفه الحياتية وشظف العيش الذي كان يقاسيه قديما.
وقد بلغ عدد الناشطين في رياضة الهايكنغ أكثر من 50 ألف مشارك، بعضهم تنظّموا في مجموعات مستقلة، ينسقون في ما بينهم لتنظيم الرحلات الدورية وتوسعت نشاطاتهم وأصبحت أكثر دقة واحترافية مما زاد من شعبية هذه الرياضة.
المشّاء السعودي موسى غاوي، له تجارب عريضة في رياضة الهايكنغ، سافر مسافات طويلة في أنحاء السعودية، وانضم إلى قافلة ركايب التي جمعت مئة من 20 دولة في رحلة استكشافية لصحراء الربع الخالي في قلب السعودية.
يقول غاوي، إن رحلاته المستمرة في مناطق المملكة، وبناء العلاقات، وتوثيق صلته بهذه الأرض الواسعة، كل هذا يعزز من انتمائه، وشعوره بقيمة بلاده.
ويصف تجربته في قافلة ركايب برحلة استكشافية مليئة بالتحدي، “انطلقت من أوبار في أقصى جنوب المملكة وصولا إلى واحة يبرين شمال الربع الخالي، قطعنا خلالها مسافة 600 كم لمدة شهر بين الآثار التاريخية والتراث العريق برفقة مغامرين من حول العالم، لم يكن لهذا أن يتحقق لولا هذه التجربة، لقد أعدت اكتشاف بلدي من جديد، جربت المعاناة وشظف العيش الذي كان عليه أهلنا قبل توحيد الجزيرة وإرساء دعائم هذا البلد الكريم”.
تهدف مواسم السعودية التي تنظمها هيئة الترفيه بين حين وآخر في مدن ومناطق مختلفة، إلى تحويل المملكة إلى إحدى أهم الوجهات السياحية في العالم، عبر العديد من ألوان الفعاليات الكبرى والتجارب السياحية الفريدة المليئة بألوان الفرح والبهجة، والمستمرة على مدار العام في معظم مدن ومناطق المملكة، يكتشف فيها الزائر عراقة ماضي السعودية وثقافتها الفريدة، وسحر طبيعتها الخلابة الغنية بتنوعها.
وقد نظمت فعاليات للهايكنغ وتسلق الجبال أكثر من مرة ضمن باقة الفعاليات المقدمة في عدد من المناطق، لاسيما تلك التي تتمتع تضاريسها بالجبال الوعرة والمناسبة لتنظيم فعالية لتسلق الجبال، مثل الطائف وأبها والقدية، وقد هيأ موسم الطائف الفرصة الرائعة لعشاق مغامرات الهايكنغ أو رياضة المشي الجبلي، عبر تنظيم فعالية متكاملة تضم المشي الجبلي مع باقة متكاملة من الفعاليات الترفيهية المصاحبة تحت مسمى “سادة البيد”، تتوفر معها احتياطات الأمن والسلامة، مع الاهتمام بأدق التفاصيل لتحويل هذه المغامرة الشيقة، إلى تجربة ثرية وذكرى لا تنسى.
يقول أحمد فهد الجعيد عضو مجلس إدارة الجمعية السعودية للإرشاد السياحي، إن الجمعية تنظم عددا من فعاليات الهايكنغ وتسلق الجبال، من بينها رحلات لمقلع طميه، تتخللها أنشطة ومسابقات وورش تصوير.
رحلة الهايكنغ إلى مقلع طمية يوفر للمشاركين الاستمتاع بمشهد ساحر لفوهة الوعبة في الطائف، التي يبلغ قطرها حوالي 3 كم وعمقها 380 مترا بحجم 190 ملعب كرة قدم!
وتكسو وسط الفوهة طبقة ملحية بيضاء اللون يعتقد أن سبب تكونها يرجع إلى أن مياه الأمطار تتجمع في قاع الفوهة مكونة بحيرة ضحلة لا تتسرب إلى باطن الأرض.
الجعيد سعيد بالتحولات الجذرية والملهمة في تجربة السياحة السعودية، والمستقبل بالنسبة إليه وبقية زملاء مهنته مبشر بالكثير من المناسبات السعيدة، والهايكنغ من وجهة نظرهم فكرة عبقرية للتعريف بالسعودية وفهم تنوعها، لأن الرهان على إمكانات السعودية الجغرافية مهم لزيادة استقطاب الزوار وإشباع نهمهم لاكتشاف المملكة، والتضاريس التي تضمها بمثابة نفط لا ينضب، والأولى بالسعوديين أن يتعرفوا هم أولا على بلدهم عبر تنظيم رحلات موسعة، ومد جسور من التواصل بينهم بما يعود على حالة السياحة بالكثير من الإيجابية والفاعلية.
تطورت رياضة الهايكنغ في السعودية، وتأسس لها الاتحاد السعودي للتسلق والهايكنغ، وهي مؤسسة رسمية تتبع هيئة الرياضة العامة، انطلقت عام 2018، رغبة من السعودية في تعزيز حضور هذه الرياضة والاهتمام بممارسيها والاستثمار فيها كسياحة تجذب عشاق المغامرة.
56 people are talking about this
وشرع الاتحاد في تنظيم عدد من فعاليات الهايكنغ للموسم الحالي، ويهدف من خلاله إلى فتح العديد من مسارات التسلق على مستوى المملكة خاصة وأن اتحاد اللعبة من ضمن الاتحادات المنشأة حديثا بالمملكة.
وأكد رئيس الاتحاد السعودي للتسلق والهايكنغ الأمير بندر بن خالد بن فهد، أن هدف الاتحاد هو الترويج لأهمية اللياقة البدنية واعتماد أسلوب حياة أكثر صحة وجودة في كافة أنحاء المملكة، كجزء من برامج تحقيق رؤية المملكة 2030.
وكان استقبل مؤخرا كلا من سعود العيدي ومنى الشهاب اللذين نجحا في الوصول إلى أعلى قمة جبل إفرست. ووصل البطلان إلى جدة، بعد أن نجحا في تدوين اسميهما في سجلات متسلقي أعلى قمّة في العالم والتي يبلغ ارتفاعها 8.850 متر.
الرابط :
تعليقات
إرسال تعليق