المملكة العربية السعودية تصر على إدماج المرأة في فرصها ومشاريعها الواعدة.
الثلاثاء 2019/09/17
عوامل عديدة شاركت في كسر احتكار الرجال لمهنة الإرشاد السياحي، وانضمام العديد من الفتيات السعوديات إلى هذا المجال بدافع الشغف والعمل، من ذلك رؤية المملكة 2030 التي سرعت في عملية تمكين المرأة وتوسيع فرصها للمنافسة على المواقع المؤثرة، وحالة الانفتاح التي تسري في عروق المجتمع والحيوية التي تكسوه نتيجة التحولات الجديدة. فضلا عن تنشيط القطاع السياحي وما يتطلبه من إدماج المرأة في تفاصيله الكثيرة واستثمار دورها وحضورها لتنفيذ العديد من المهام.
في منطقة تبوك فقط، هناك مشروع البحر الأحمر، ومشروع أمالا، ومشروع نيوم، ومشروع وادي الديسة، وهذه المشروعات الأربعة تستهدف السياحة.
وفي منطقة العلا التاريخية – شمال غرب السعودية – التي فتحت فضاءها وأجواءها للزوار والمرتادين من أنحاء العالم، وأنعشها مهرجان طنطورة بما ضمّه من فعاليات مختلفة، كان انخراط المرأة في إنجاح المشروع والقيام بوظائفه واضحا وجليا، من ذلك عملها كمرشدة سياحية، تثري الزوار بالمعلومات وتعرفهم على تفاصيل وأسرار المكان، بلغات مختلفة ومهارات تعلمتها من ورش التدريب المكثف التي تلقتها بالتساوي مع زملائها من الشباب.
يحظى مستقبل المرشدة السياحية وبقية الأدوار الواعدة التي ربما تضطلع بها المرأة بثراء الفرص وتوافرها، بفضل وعود رؤية 2030 والمشاريع الضخمة التي أنعشت مناطق المملكة وأطرافها.
كما أن السعودية أظهرت باستمرار حاجتها الى عمل المرشدة السياحية، وخلال مواقف ووظائف مختلفة تأكدت لدى المجتمع قدرة المرأة على المنافسة والتألق والنجاح. وقامت الجمعية السعودية للمرشدين السياحيين، بالترخيص لنحو 20 مرشدة سياحية سعودية حاليا، مع تدريب أكثر من 200 سعودية متقدمة للحصول على الرخصة.
وقفز عدد المرشدين السياحيين من الجنسين مؤخرا من 300 إلى 600 مرشد، وتتضمن خطة العام المقبل مضاعفة هذا العدد إلى 1200 مرشد سياحي، وأن يصل العدد إلى 4500 مرشد سياحي بحلول عام 2030.
وتهدف الجمعية السعودية للمرشدين السياحيين، التي تم الترخيص لها قبل نحو 3 سنوات، إلى تحسين بيئة العمل للمرشدين السياحيين، والإسهام في إجراء الدراسات وتشجيع
الشباب السعودي على الانضمام إلى هذه المهنة.
الشباب السعودي على الانضمام إلى هذه المهنة.
السعودية أظهرت باستمرار حاجتها إلى عمل المرشدة السياحية، وخلال مواقف ووظائف مختلفة تأكدت لدى المجتمع قدرة المرأة على المنافسة والتألق والنجاح
ثمة قصص يتيمة في هذا المجال، لكنها كانت أول الضوء في الطريق الطويل لتمكين المرأة فيه، تحمل عبير أبوسليمان لقب أول مرشدة سياحية سعودية، قادها شغفها إلى العمل كموجهة ومعرّفة بأسرار جدة القديمة، مهاراتها اللغوية وهي التي تحمل شهادة في الأدب الإنكليزي ساعدتها في ذلك، وقد كانت من أوائل الحاصلات على رخصة العمل كمرشدة لاحقا.
وساهمت أيضا، في فتح مجال التدريب أمام طالبات كلية الإرشاد السياحي في المملكة، من أجل تدريبهن على كيفية القيام بهذه الجولات.
فيما استطاعت المرشدة السياحية السعودية مريم الحربي أن تخطف الأضواء في المجال السياحي الذي كان حكرا على الرجال فقط، بحصولها على جائزة “أفضل مرشد سياحي في المملكة” لعام 2017، لتكون بذلك أول امرأة سعودية تنال هذا اللقب.
أما محبوبة الجهني أول مرشدة سياحية بينبع غرب السعودية، فتعمل كمديرة للفرع النسائي بإحدى المؤسسات الوطنية في مجال السفر والسياحة، وتقدم تجربة فريدة كسرت خلالها الكثير من التابوهات، إذ شرعت في تصميم برامج سياحية في مجال الغوص الذي تشتهر به ينبع، وبرنامج سفاري ينبع، وبرامج لتسلق الجبال، وبرامج خاصة بالسياحة الريفية هناك.
منال آل سرور هي أول مرشدة سياحية تجيد لغة الإشارة بالمنطقة الجنوبية، منحتها الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بمنطقة عسير الترخيص برفقة مجموعة من المرشدين والمرشدات بعد ختام برنامج تأهيل وتدريب المرشدين السياحيين نظمه المركز الوطني لتنمية الموارد البشرية “تكامل” بالهيئة لمدة 5 أيام.
كما حصدت هند ممدوح الحربي (13 عاما) لقب أصغر مرشدة سياحية في المملكة، بعد فوزها في مسابقة اليوم العالمي للإرشاد السياحي
ضمن الملتقى الرابع للمرشدين السياحيين في منطقة المدينة المنورة، نتيجة لما لديها من معلومات سياحية عن المنطقة ومحافظاتها، مؤملة الحصول على رخصة الإرشاد السياحي بمجرد بلوغها السن القانونية المسموح بها.
ضمن الملتقى الرابع للمرشدين السياحيين في منطقة المدينة المنورة، نتيجة لما لديها من معلومات سياحية عن المنطقة ومحافظاتها، مؤملة الحصول على رخصة الإرشاد السياحي بمجرد بلوغها السن القانونية المسموح بها.
وقالت المرشدة السياحية السعودية عبير النجار من المدينة المنورة “دور المرشدة السياحية مهم جدا في الرحلات التعريفية بالمعالم النبوية مثلا والتاريخ الإسلامي وتاريخ السعودية، لاسيما للمجموعات النسائية”.
وتابعت “في هذه السنة بدأ الطلب على المرشدة السياحية يتزايد، لما فيها من راحة وسلاسة للزوار والعوائل والسيدات خاصة، وقد بدأ الوعي بطلب معرفة تاريخ السعودية يتنامى، وتفضل الزائرات من الدول العربية والخليجية الاعتماد على المرشدة السياحية لما يجدنه من أريحية وبساطة في التعامل معها، والحفاظ على خصوصية السيدات والتعامل مع ظروف الأطفال لديهن وصغار السن عموما”.
ويقول أحمد فهد الجعيد عضو مجلس إدارة الجمعية السعودية للإرشاد السياحي “هيئة السياحة هي المسؤولة عن منح التراخيص منذ 2007 وكانت تقتصر على الرجال فقط ، وبعد تطور هذه المهنة وتأسيس الجمعية السعودية للمرشدين السياحيين باتت الحاجة ماسة لمنح تراخيص للمرشدات بسبب وجود رحلات لعدد من القطاعات النسائية المحلية والخارجية، وبالفعل بدأ ذلك عام 2017 بالتدريب والتأهيل ثم منح التراخيص والشروع في ممارسة العمل ميدانيا”.
وأوضح قائلا “أخذت المرشدات اليوم في التوسع والمشاركة إلى جانب بقية الزملاء لتمثيل هذه المهنة وتقديم عطاءاتهن المميزة في التعريف بالمواقع الأثرية وتاريخ إنسان ومكان السعودية والتعاطي مع استفهامات وحاجات السياح والزوار والوافدين”.
وأضاف “رؤية المملكة 2030، وتفعيلها للكثير من قطاعات السياحة والتجارة والآثار والتراث، ستنعش وتزيد من فعالية المرشدة السياحية ومستقبل هذه المهنة وتوفير فرص وظيفية ودعم اقتصاد المملكة وخلق الفرص التي يفيد منها الشاب والفتاة على حد سواء، خاصة وأن السعودية على مقربة من إصدار الإذن بالتأشيرة السياحية الذي يفتح الباب واسعا لوفود الآلاف وربما الملايين لاكتشاف هذا البلد والوقوف على ما ينطوي عليه تاريخه وحاضره من قصص وكنوز وما ينبئ به مستقبله من وعود إيجابية”.
الرابط :
تعليقات
إرسال تعليق