التخطي إلى المحتوى الرئيسي

سوسن البهيتي: سأغني التراث السعودي أوبرالياً


عمر البدوي

  |   6 سبتمبر 2019
سوسن البهيتي، أول فنانة أوبرا سعودية تعرف إليها الجمهور عند أدائها النشيد الوطني السعودي، بدأت التعلق بهذا الفن منذ نعومة أظفارها، استجابة لندائها الداخلي، وطورت من إمكاناتها وأصبحت اليوم مدربة معتمدة للموسيقى، في ظل ما تعيشه السعودية اليوم من تغييرات، سيكون لها أوسع الأثر في مستقبل الفن والموسيقى في المملكة.
• ما الذي دفعك لدخول مجال الموسيقى والغناء؟
بدأت علاقتي بعالم الموسيقى، منذ السادسة من عمري عندما رأيت ابن عم لي، يعزف على آلة الجيتار، يومها أخذني شغفي وفضولي لأتمكن من عزف تلك الألحان، وعندما بدأت إتقانها كانت أول تجربة لي في استخدام صوتي للغناء، وكان الشعور لا يوصف بكلمات، أن أغني بصوتي مع ألحان خلابة، بالرغم من أني لم أكن أدرك معاني الكلمات التي أغنيها، لكن الأحاسيس الناتجة عنها كانت كافية لأن تأسرني في عالم الموسيقى إلى الأبد، وتطورت فيما بعد إلى عالم الأوبرا.

الناس أذواق
• بماذا تردين على من يقول إن غناء الأوبرا ليس له جمهور، كما هو الحال مع الغناء التقليدي؟
الناس أذواق ولكل نوع موسيقى محبوها وكذلك الأوبرا. وبسبب عدم ظهور هذا الفن في ساحة الفن السعودي سابقاً، فطبيعي ألا يكون له هواة في الوقت الحالي. لكن الأمر الذي أدهشني حقاً، هو إعجاب الكثير من الجمهور السعودي واستمتاعهم بالأوبرا رغم أنها كانت أول تجربة لهم معها، وهذا مؤشر إيجابي جداً يدفعني إلى أن أستمر في مسيرتي. وأريد التأكيد على أن الأوبرا والموسيقى الكلاسيكية تلمس مشاعر الإنسان أياً كان، فتلك الألحان الناعمة والمتناغمة ستلمس أحاسيس مستمعيها ولو بشيء بسيط، وهذا سيجعل للموسيقى الأوبرالية والكلاسيكية جمهوراً سعودياً كبيراً.
• في ظل انعدام الفرص التدريبية لمثل هذه الفنون، كيف استطعت صقل وتطوير موهبتك؟
كان من الصعب أن أستمر في التدرب بالشكل الذي أرغب فيه، ولكن بفضل التكنولوجيا تمكنت من الاستمرار على التدرب مع مختصين في هذا الفن من الولايات المتحدة الأميركية بالأخص، عن طريق برامج الاتصال المرئي.
• ما معوقات اكتشاف مزيد من الموهوبات في السعودية؟ 
أبرزها التحفظات الاجتماعية على عالم الموسيقى والغناء، فالأمور الشائعة عن هذا المجال عند المجتمع تجعل أي أب أو أم أو زوج، يتخوفون من تشجيع أبنائهم على الدخول في هذا المجال. لكن لكل أمر وجهان؛ الصالح والطالح، وأن نعيش في الخوف من الطالح لن يمكننا من تحقيق أي شيء في الحياة. نصيحتي هي أن يضع الشخص هدفاً سامياً ذا قيمة عالية لموهبته، ويجعل هذا الهدف بوصلته التي يتحرك بها أثناء مسيرته الفنية، أينما ذهب ويبقي هدفه أمام عينيه دائماً.

رؤية 2030
• ما الآفاق التي تعد بها رؤية 2030 والأدوار المنتظرة من وزارة الثقافة لدعم قطاعات الفنون والموسيقى؟
رؤية 2030 تعدنا أن يكون للفنانين من أبناء وبنات الوطن المكان الذي يمكنهم من العمل بفنهم في جميع أنواع الموسيقى. وننتظر الدعم الكبير لإيصال الفنانين من أبناء وبنات الوطن إلى العالمية، وإعطائنا الفرص لنسطع بفننا وموسيقانا. وشخصياً رأيت بدايات هذا الأمر، عندما أتيحت لي الفرصة من وزير الثقافة الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان آل سعود، كي أقدم النشيد الوطني كافتتاح حفل الأوبرا الإيطالية الشهيرة لاسكالا، وأتوجه له بخالص الشكر لذلك، وأتمنى أن يتاح مزيد من تلك الفرص لي ولباقي أبناء وبنات الوطن الموهوبين.
• كان أداء النشيد الوطني السعودي بالطريقة الأوبرالية جرأة وخطة لافتة، كيف تكونت الفكرة وكواليسها؟
كنت في صدد التحضير لأول ظهور إعلامي لي في قناة «روتانا خليجية» في برنامج «ساعة شباب»، والتي كانت فرصة رائعة ظهرت لي عن طريق الزميلين وليد النهدي وسامر كريدية، المهتمين بتدريب وتطوير المواهب الشابة. فكنت في الاستديو أتدرب على بعض الأغاني التي قد أؤديها خلال المقابلة، وكان النقاش عن أهمية اختيار أغنية تلمس إحساس المستمع وتكون ذات قيمة لديه، ومن هنا أتت فكرة النشيد الوطني وكيفية أدائه بالطريقة الأوبرالية.
• إلى ماذا تسعين حالياً؟
أعمل على مشروع إعادة تقديم الغناء التراثي السعودي أوبرالياً، لكني شديدة الحذر كوني أريد الحفاظ على أصالة الأغنية التراثية، وأساليب الفن الأوبرالي في الوقت ذاته.
خطط
تقول أول فنانة أوبرا سعودية، سوسن البهيتي، إنها تعمل على تكثيف حضورها أمام الجمهور، عبر المشاركة في الغناء الأوبرالي مع فنانين عرب وأجانب، في مسعى لنشر هذا النوع من الفن، فضلاً عن خطتها بعيدة المدى، لإنشاء أول أكاديمية فنية في السعودية للغناء الأوبرالي.

الرابط :

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

انحسار الشافعية من جنوب السعودية : ماذا خسرت ” القنفذة ” بجفاف طبيعتها الدينية ؟

البندر | عمر البدوي - القنفذة استقر في ذهني أن المذاهب التي تشق طريقها في جسد كل دين هي بمثابة عمليات التسوية بين أوامر الشريعة وحاجات الإنسان ، بين المبادئ والمصالح ، بين الدين والدنيا ، بين الحق والهوى ، بين عزائم الدين وظروف البيئة ، وهذا يعطي الأديان فرصة العيش بانسجام واحترام مع البشرية ، كما أنه يعطيها القدرة على البقاء والصلاح لكل زمان ومكان . إذ تختلف طبائع البشر حسب جذورهم العرقية وظروفهم البيئية وتوافر الشروط المادية ، ولأن الأديان لا تصادم مصالح البشر ، فإن المذاهب تقدم جهداً في سبيل إعادة صياغة المقدس مع الواقع ، وتفسير النص على ضوء المصالح . كما أن الاختلاف وارد في سنن الكون وطبيعة البشر وتركيبة الدنيا ونسيج الحياة ، وهذا ما يفرز مذاهب متعددة تنتمي لها الطوائف عن قناعة ورضا وينبت على هوامشها التعصب لدوافع الانتماء العميق والاحتماء بالكيانات المختلفة التي تمنحهم الشعور بوجودهم وتميزهم وتمنحهم هوية البقاء والحياة . وكل من يصادم الطبيعة المودعة في مكنون الدنيا لأغراض سياسية أو اقتصادية أو حتى دينية متخيلة ، فإنه لابد سيقع في قبضة المغامرة غير المحسوبة وس...

السعوديون يحتفون بالذكرى السابعة لبيعة الملك سلمان

خادم الحرمين رافق مراحل التنمية على مدى 60 عاماً   الاثنين - 3 شهر ربيع الثاني 1443 هـ - 08 نوفمبر 2021 مـ رقم العدد [ 15686] الرياض: عمر البدوي وبندر مسلم يحتفي السعوديون اليوم بالذكرى السابعة لتولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز مقاليد الحكم في 23 يناير (كانون الثاني) الموافق (3 ربيع الثاني 1436هــ) ومبايعته ملكاً للبلاد، ورائداً لمرحلة جديدة تخوضها السعودية منذ وصوله قبل ٧ سنوات، كسابع ملوك المملكة بعد إعلان توحيدها عام 1932. الملك سلمان بن عبد العزيز الذي رافق مراحل مفصلية من عمر البلاد، اختبر خلالها المفاصل التاريخية التي آلت بالسعودية إلى ما هي عليه اليوم من تنمية وازدهار، ومن موقعه سابقاً، حيث كان أميراً لمنطقة الرياض لأكثر من خمسة عقود وتسميته أميراً لها عام 1955 وهو في عقده الثاني من العمر، راقب البلاد وهي تنمو. حتى أصبح قائداً للبلاد، وشاهداً على نهضتها الجديدة، في مختلف الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتنموية والتنظيمية، والأعمال والمشاريع والمبادرات السريعة والمتلاحقة على المستويين التنموي والاجتماعي، والتي أضحت بفضلها السعودية منافساً تلقائي...

«بيت الرشايدة».. «وقف» تحول «أكاديمية» تحتفظ بأسرار جدة

جدة – عمر البدوي   تسجل حارات وأزقة جدة القديمة، التي لا تزال تحتفظ بروحها وعبق تاريخها في الأبنية الشاهقة، وهي تقف في قلب المنطقة التاريخية، شهادة على النواة الأولى التي انبثقت منها واحدة من أهم المدن التجارية في تاريخ المملكة والشرق الأوسط. في حارة الشام، وتحديداً في شارع أبو عنبة، يقف معمار أخضر شامخاً بين أبنية المنطقة، على باب المبنى لوحة نُحتت عليها آية قرآنية، وأرّخت اللوحة في العام 1301 للهجرة. ويُسمى هذا المعمار «بيت الرشايدة»، نسبة إلى بانيه محمد عبدالرشيد، ويتكوّن من أدوار عدة، وأوقفه الرشيد علي العثماني في العام 1333هـ، بيت الرشايدة أو البيت الأخضر من أجمل البيوت التراثية وسط جدة القديمة، ويعود عمره إلى أكثر من 150 سنة. وتعود تسمية البيت إلى قبيلة الرشايدة التي ينتمي إليها بانيه وموقفه، وهي من القبائل المهاجرة من الحجاز وإليه. إلا أن ملكية البيت الآن تعود إلى وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد السعودية. ولأن البيت خلال الستينات الميلادية من القرن الماضي، احتضن نشاطاً أكاديمياً، تحول الآن وبفضل أحد فنّاني جدة إلى «أكاديمية حديثة»، بعدما استأجر...