التخطي إلى المحتوى الرئيسي

السعي التركي لعرقلة التحالف العربي


هل تحاول تركيا أن تخترق الملف اليمني وتبحث لها عن موطئ قدم في جنوب الجزيرة العربية ، فسلوكها السلبي يتزايد تجاه الملف ، مرة بقصد إيذاء السعودية والإمارات المتعهدتان بالمسألة اليمنية ، ومرات لتحقيق مطامعها وتمرير مصالحها.
الدور التركي وامتداده القطري ، يفسد أكثر مما يصلح ، ويوظف كل الآليات والممكنات للتشويش على دور التحالف العربي ، عبر رعاياه من الجماعة الإخوانية التي استسلمت لواجباتها الخدمية في صالح الحاضنة التركية والقطرية ، ولو كلف الأمر إطالة أمد المأساة اليمنية ومشقة الشعب وعناء شيوخه وأطفاله ونسائه.
كانت الجزر الواقعة في جنوب اليمن ، جزءاً أصيلاً من خطة تركيا للتمدد ، وقد أرادت أن تضم سقطرى إلى أرخبيل من الجزر العربية الواقعة في البحر الأحمر وبحر العرب التي استأجرتها واستحوذت عليها مثل سواكن السودانية ، لتمد في جغرافيا حلمها الإمبراطوري والنفوذ السياسي على ساحل البحر العربي وباب المندب.
فيما كانت الآلة الإعلامية والتمويلية القطرية تقوم بدورها الخدمي لصالح هذا المشروع التوسعي ، وتغرز أتباعها في مفاصل الحكومات الهشة والمؤسسات الوسيطة لتمكين هذا المشروع من النفاذ وتبيئة القبول الاجتماعي والسياسي بين الأوساط النخبوية والمحلية ، حتى يتمّ هذا في هدوء كامل ، على عكس ما تفعله الآن بإزاء تحركات السعودية والإمارات لصون المنطقة العربية من مخالب النفوذ الأجنبي ، بإثارة القلاقل وإطلاق رصاصات الهواء الكلامي وتهييج الرأي العام بنسج خيالات المؤامرة وأحابيل الشر.
وقد أسفرت الحكومة التركية عن تبخر أحلامها ، بالتداخل مع موضوع جزيرة سقطرى بالبيانات التي تعبر عن قلقها إزاء التطورات في الجزيرة، دوناً عن كل اليمن ، وكأنها أصبحت جزءاً من أراضي السيادة والنفوذ .
وبجولة واحدة على الوكالة الرسمية التركية الناطقة بالعربية ، تطلعك على حجم الاهتمام التي توليه بالجزيرة في أخبارها ومتابعة أدق تفاصيلها ، متابعة مؤثثة بالكثير من الحدب المزعوم ، وبصياغة تعطي شعوراً بتفجر الأوضاع فيها وتراجع مستوى الخدمات عليها ، وتوزيع اللوم في ذلك على قيادة التحالف ، والإمارات بوجه الخصوص .
وكثيراً ما مكنت الحكومة التركية من قيام مظاهرات لحوثيين أو إخوانيين ضد السعودية والإمارات ، حملت شعارات شديدة الإساءة ومدموغة بالاتهامات الخطيرة والشائنة في حق قيادة البلدين ، وسلطت عليها الأضواء وجذبت إليها اهتمام الإعلام.
وهو استمرار في دور تركيا بوصفها وجهة وقبلة المعارضين والإعلاميين الذين يصلون الليل بالنهار في سوق الاتهامات ودسّ الأباطيل في الفضائيات ومواقع التواصل والصحف التي تلقى كامل الدعم والرعاية من قطر.

ولعل القناة اليمنية ( بلقيس ) التي تبث من تركيا، ومجاهرتها بالإساءات في تغطيتها الإعلامية المعادية لدول التحالف العربي في اليمن، وحملاتها المغرضة ضد مصر، والإمارات وبقية البلدان العربية ، هو أصحّ الأدلة على منهج إعلام التحريض التابع لجماعة الإخوان.

ومؤخراً طرح أحد المدونين الأتراك ، وهو الذي لا يصدر الرأي من عنده في بلد تحول لأكبر سجن للصحفيين ، فكرة عبثية خارج القانون والعرف الدولي ، بدعوته تسليح القبائل اليمنية بسلاح تركي على نحو ما تفعله مع المليشيات الليبية ، والحشد لمؤتمر في إسطنبول يجمع - حسب مزاعمه - رؤساء القبائل والشخصيات اليمنية لرفض ما سماه " الاحتلال الإماراتي ومشاريع التقسيم ليتناقشوا سبل إنقاذ اليمن ووحدة ترابه" .
وكشف اعلامي تركي مقرب من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن رغبة أنقرة التدخل في الملف اليمني، والصراع الاخير بين الحكومة اليمنية ودولة الإمارات بسبب دعمها للانفصاليين بالجنوب .
 و نشر الكاتب التركي إسماعيل ياشا عبر حسابه على منصة "تويتر" صورا لمدرعة تركية الصنع وطائرة دون طيار وأرفقها بالتعليق التالي  “تحياتنا العطرة لقبائل اليمن الأبية التي ترفض الاحتلال الإماراتي.. هل تريدون أن نزودكم بهذه؟”.
ووافقه على ذلك ثلة من المرتهنين لإشارة " المرشد " في بلد ما.


الرابط :
https://elaph.com/Web/opinion/2019/09/1265570.html

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

السعوديون يحتفون بالذكرى السابعة لبيعة الملك سلمان

خادم الحرمين رافق مراحل التنمية على مدى 60 عاماً   الاثنين - 3 شهر ربيع الثاني 1443 هـ - 08 نوفمبر 2021 مـ رقم العدد [ 15686] الرياض: عمر البدوي وبندر مسلم يحتفي السعوديون اليوم بالذكرى السابعة لتولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز مقاليد الحكم في 23 يناير (كانون الثاني) الموافق (3 ربيع الثاني 1436هــ) ومبايعته ملكاً للبلاد، ورائداً لمرحلة جديدة تخوضها السعودية منذ وصوله قبل ٧ سنوات، كسابع ملوك المملكة بعد إعلان توحيدها عام 1932. الملك سلمان بن عبد العزيز الذي رافق مراحل مفصلية من عمر البلاد، اختبر خلالها المفاصل التاريخية التي آلت بالسعودية إلى ما هي عليه اليوم من تنمية وازدهار، ومن موقعه سابقاً، حيث كان أميراً لمنطقة الرياض لأكثر من خمسة عقود وتسميته أميراً لها عام 1955 وهو في عقده الثاني من العمر، راقب البلاد وهي تنمو. حتى أصبح قائداً للبلاد، وشاهداً على نهضتها الجديدة، في مختلف الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتنموية والتنظيمية، والأعمال والمشاريع والمبادرات السريعة والمتلاحقة على المستويين التنموي والاجتماعي، والتي أضحت بفضلها السعودية منافساً تلقائي...

انحسار الشافعية من جنوب السعودية : ماذا خسرت ” القنفذة ” بجفاف طبيعتها الدينية ؟

البندر | عمر البدوي - القنفذة استقر في ذهني أن المذاهب التي تشق طريقها في جسد كل دين هي بمثابة عمليات التسوية بين أوامر الشريعة وحاجات الإنسان ، بين المبادئ والمصالح ، بين الدين والدنيا ، بين الحق والهوى ، بين عزائم الدين وظروف البيئة ، وهذا يعطي الأديان فرصة العيش بانسجام واحترام مع البشرية ، كما أنه يعطيها القدرة على البقاء والصلاح لكل زمان ومكان . إذ تختلف طبائع البشر حسب جذورهم العرقية وظروفهم البيئية وتوافر الشروط المادية ، ولأن الأديان لا تصادم مصالح البشر ، فإن المذاهب تقدم جهداً في سبيل إعادة صياغة المقدس مع الواقع ، وتفسير النص على ضوء المصالح . كما أن الاختلاف وارد في سنن الكون وطبيعة البشر وتركيبة الدنيا ونسيج الحياة ، وهذا ما يفرز مذاهب متعددة تنتمي لها الطوائف عن قناعة ورضا وينبت على هوامشها التعصب لدوافع الانتماء العميق والاحتماء بالكيانات المختلفة التي تمنحهم الشعور بوجودهم وتميزهم وتمنحهم هوية البقاء والحياة . وكل من يصادم الطبيعة المودعة في مكنون الدنيا لأغراض سياسية أو اقتصادية أو حتى دينية متخيلة ، فإنه لابد سيقع في قبضة المغامرة غير المحسوبة وس...

«تتبع الحجارة» عنوان 100 يوم من الفن المعاصر في بينالي الدرعية

السعودية تشهد اليوم واحدة من أكبر المناسبات الفنية العالمية   السبت - 7 جمادى الأولى 1443 هـ - 11 ديسمبر 2021 مـ رقم العدد [ 15719] الرياض: عمر البدوي أصبح حي جاكس جاهزاً لانطلاق الدورة الأولى من بينالي الدرعية للفن المعاصر، واستقبال المتطلعين لزيارة واحدة من أكبر المناسبات الفنّية العالمية، ابتداءً من اليوم (السبت)، حتى 11 مارس (آذار) المقبل، وهو أول بينالي دولي يتطرق لموضوعات وأشكال الفن المعاصر في السعودية، ويعرض أعمالاً لفنانين عالميين ومحليين، مع مجموعة من الورش الثقافية والتجارب الممتعة. يأتي بينالي الدرعية، كتجربة استثنائية، ومنصة إبداعية تمتد لمائة يوم، تكشف جوهر الفنون السعودية بمختلف أنماطها، وتُفسح للفنانين مساحات للحوار وإثراء تجاربهم، لتعزيز المشهد الثقافي والفني، وتمكين المواهب المحلية، واستقطاب مجموعات الفنانين الدوليين لإغناء الحدث الفني المهم. وقال راكان الطوق، المشرف على الشـــؤون الثقافية والعلاقات الدولية في وزارة الثقافــــة الســـــعودية، إن استضافة المملكة لأول بينالي للفن المعاصر، يعدّ إنجازاً استثنائياً، وإن أهميته تأتي من كونــــه نقطة التقــــــاء للعالم،...