التخطي إلى المحتوى الرئيسي

اكتشف السعودية


عمر البدوي

  |   22 سبتمبر 2019
أسهمت بعض المبادرات التطوعية في تقديم وجهة نظر مختلفة عن السعودية، ألقت الضوء على بعض الجوانب التي كانت مغيبة إزاء الصورة النمطية التي كانت تؤطر السعودية في حدود ضيقة، وهي مبادرات نوعية في مجالات مختلفة، مكنت الكثيرين من إعادة اكتشافها مجدداً.

السعودية من السماء
يقدم فريق إرث للتوثيق الجوي تجربة مختلفة تعد بمثابة مهمة غير مسبوقة على الأقل على المستوى المحلي، فهو فريق يضم شباباً من أصحاب الهوايات المختلفة اجتمعوا في فريق واحد لهدف تطوعي وهو توثيق المملكة جواً. يعمل الفريق من خلال أربعة محاور رئيسية، تشمل مواقع مرتبطة بمعالم السيرة النبوية الشريفة، ومواقع تاريخية وتراثية وإسلامية، ومواقع طبيعية مثل الصحارى والبحار والحقول البركانية والوديان وغيرها، وأخيراً مواقع حضارية تعبر عن منجزات الدولة السعودية الحديثة. ويهدف الفريق إلى تقديم صورة للجهات الحكومية والمعنية وربط السيرة النبوية الشريفة بصور جوية وتوثيق جميع مواقع الغزوات جواً، وإبراز ما تمتلكه المملكة من تراث تاريخي عظيم من خلال صور جوية ملتقطة بشكل احترافي وباستخدام كاميرات ذات دقة عالية جداً.

خاطبهم بلغتهم 
مشروع «سعودي غارديانز» تأسس على يد عدد من المبتعثين السعوديين في بريطانيا للدفاع عن المملكة ونشر الإيجابيات وإظهار صورتها الإيجابية في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر». و‏احتضنت العاصمة البريطانية انطلاق هذه المبادرة، وأنجز العاملون فيه خلال عامه الأول أكثر من 3650 ساعة تطوع إعلامية، لنقل الصورة الإيجابية للمملكة باللغات الأجنبية، ويغرّد فريق «سعودي غارديانز» بثلاث لغات أجنبية، هي الإنجليزية والفرنسية والروسية. لقي الحساب صدقية وتأثيراً بعد أن حظي بمتابعة سياسيين وبرلمانيين وصحافيين بريطانيين وأجانب، ولقيت تغريداته رواجاً كبيراً وتفاعل معها العديد من الصحافيين والكتاب والمتابعين، كما احتضن المشروع عدداً من المبادرات الإعلامية لعكس الصورة الإيجابية للمملكة، وحاول دعمها بمختصين في الصحافة والترجمة والعلاقات.‏

تطوير السياحة الدينية
جرى تطوير برنامج «رحلات ما بعد العمرة»، الذي تنظمه الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، وانطلق بهدف تمكين المعتمرين من الالتحاق برحلات سياحية، بحسب برامج ومسارات سياحية معدة ومعتمدة مسبقاً، توفر تجربة سياحية مميزة للمعتمر، بمشاركة 50 مرشداً سياحياً سعودياً. ويطمح البرنامج إلى تمكين المعتمرين من الاستمتاع بالمقومات السياحية السعودية، وما لها من أبعاد اجتماعية وثقافية وبيئية واقتصادية، انطلاقاً من قيمها الإسلامية وأصالة تراثها العريق وضيافتها التقليدية. ويشارك المعتمر في البرنامج بعد أدائه العمرة، بهدف التعرف إلى التاريخ الإسلامي، والبعد الحضاري للمملكة وتاريخها ونهضتها ودورها التاريخي في خدمة الإسلام والمسلمين. وينسجم البرنامج مع «رؤية المملكة 2030»، التي ركزت على أهمية تطوير قطاع السياحة والترفيه، من أجل تنويع مصادر دخل المملكة وتشجيع استثمار القطاع الخاص، وتحدثت عن خطط لتطوير مواقع سياحية، وفق أعلى المعايير العالمية، وتيسير إجراءات إصدار التأشيرات للزوار، إضافة إلى تهيئة المواقع التاريخية والتراثية وتطويرها.

الرابط :

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

انحسار الشافعية من جنوب السعودية : ماذا خسرت ” القنفذة ” بجفاف طبيعتها الدينية ؟

البندر | عمر البدوي - القنفذة استقر في ذهني أن المذاهب التي تشق طريقها في جسد كل دين هي بمثابة عمليات التسوية بين أوامر الشريعة وحاجات الإنسان ، بين المبادئ والمصالح ، بين الدين والدنيا ، بين الحق والهوى ، بين عزائم الدين وظروف البيئة ، وهذا يعطي الأديان فرصة العيش بانسجام واحترام مع البشرية ، كما أنه يعطيها القدرة على البقاء والصلاح لكل زمان ومكان . إذ تختلف طبائع البشر حسب جذورهم العرقية وظروفهم البيئية وتوافر الشروط المادية ، ولأن الأديان لا تصادم مصالح البشر ، فإن المذاهب تقدم جهداً في سبيل إعادة صياغة المقدس مع الواقع ، وتفسير النص على ضوء المصالح . كما أن الاختلاف وارد في سنن الكون وطبيعة البشر وتركيبة الدنيا ونسيج الحياة ، وهذا ما يفرز مذاهب متعددة تنتمي لها الطوائف عن قناعة ورضا وينبت على هوامشها التعصب لدوافع الانتماء العميق والاحتماء بالكيانات المختلفة التي تمنحهم الشعور بوجودهم وتميزهم وتمنحهم هوية البقاء والحياة . وكل من يصادم الطبيعة المودعة في مكنون الدنيا لأغراض سياسية أو اقتصادية أو حتى دينية متخيلة ، فإنه لابد سيقع في قبضة المغامرة غير المحسوبة وس...

السعوديون يحتفون بالذكرى السابعة لبيعة الملك سلمان

خادم الحرمين رافق مراحل التنمية على مدى 60 عاماً   الاثنين - 3 شهر ربيع الثاني 1443 هـ - 08 نوفمبر 2021 مـ رقم العدد [ 15686] الرياض: عمر البدوي وبندر مسلم يحتفي السعوديون اليوم بالذكرى السابعة لتولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز مقاليد الحكم في 23 يناير (كانون الثاني) الموافق (3 ربيع الثاني 1436هــ) ومبايعته ملكاً للبلاد، ورائداً لمرحلة جديدة تخوضها السعودية منذ وصوله قبل ٧ سنوات، كسابع ملوك المملكة بعد إعلان توحيدها عام 1932. الملك سلمان بن عبد العزيز الذي رافق مراحل مفصلية من عمر البلاد، اختبر خلالها المفاصل التاريخية التي آلت بالسعودية إلى ما هي عليه اليوم من تنمية وازدهار، ومن موقعه سابقاً، حيث كان أميراً لمنطقة الرياض لأكثر من خمسة عقود وتسميته أميراً لها عام 1955 وهو في عقده الثاني من العمر، راقب البلاد وهي تنمو. حتى أصبح قائداً للبلاد، وشاهداً على نهضتها الجديدة، في مختلف الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتنموية والتنظيمية، والأعمال والمشاريع والمبادرات السريعة والمتلاحقة على المستويين التنموي والاجتماعي، والتي أضحت بفضلها السعودية منافساً تلقائي...

«بيت الرشايدة».. «وقف» تحول «أكاديمية» تحتفظ بأسرار جدة

جدة – عمر البدوي   تسجل حارات وأزقة جدة القديمة، التي لا تزال تحتفظ بروحها وعبق تاريخها في الأبنية الشاهقة، وهي تقف في قلب المنطقة التاريخية، شهادة على النواة الأولى التي انبثقت منها واحدة من أهم المدن التجارية في تاريخ المملكة والشرق الأوسط. في حارة الشام، وتحديداً في شارع أبو عنبة، يقف معمار أخضر شامخاً بين أبنية المنطقة، على باب المبنى لوحة نُحتت عليها آية قرآنية، وأرّخت اللوحة في العام 1301 للهجرة. ويُسمى هذا المعمار «بيت الرشايدة»، نسبة إلى بانيه محمد عبدالرشيد، ويتكوّن من أدوار عدة، وأوقفه الرشيد علي العثماني في العام 1333هـ، بيت الرشايدة أو البيت الأخضر من أجمل البيوت التراثية وسط جدة القديمة، ويعود عمره إلى أكثر من 150 سنة. وتعود تسمية البيت إلى قبيلة الرشايدة التي ينتمي إليها بانيه وموقفه، وهي من القبائل المهاجرة من الحجاز وإليه. إلا أن ملكية البيت الآن تعود إلى وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد السعودية. ولأن البيت خلال الستينات الميلادية من القرن الماضي، احتضن نشاطاً أكاديمياً، تحول الآن وبفضل أحد فنّاني جدة إلى «أكاديمية حديثة»، بعدما استأجر...